
تراجعت الأسهم الأميركية يوم الثلاثاء مع ترقّب المستثمرين لتطورات جديدة على صعيد التجارة، في مستهل شهر يُعتبر موسمياً ضعيفاً للأسواق. كما أثارت عوائد السندات المرتفعة قلق المتعاملين.
وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.2%، فيما تراجع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 1.1%، وهبط مؤشر ناسداك المركّب 1.7%. وتراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.3% ليصل إلى 21164.70.
وجاءت الخسائر مدفوعة بجني أرباح من أسهم الشركات الرابحة في السوق الصاعد مع انتهاء موسم الصيف غير الرسمي، إذ تراجعت أسهم «إنفيديا» بأكثر من 2%، وخسرت «بالانتير» أكثر من 3% لتقود انخفاضات أسهم التكنولوجيا الكبرى.
ويأتي هذا بعد أن قضت محكمة الاستئناف الفدرالية الجمعة بأن معظم الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب غير قانونية، معتبرةً بأغلبية 7 أصوات مقابل 4 أن سلطة فرض الرسوم الواسعة تعود إلى الكونغرس وحده. ترامب وصف القرار بأنه «منحاز للغاية»، مؤكداً عزمه على استئنافه أمام المحكمة العليا.
وفي أسواق السندات، ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.29%، فيما تجاوز عائد السندات لأجل 30 عاماً مستوى 4.98%. ويعزو المحللون هذه القفزة إلى توقعات بأن تضطر الحكومة الأميركية إلى ردّ مليارات الدولارات من إيرادات الرسوم الجمركية، الأمر الذي قد يزيد الضغوط على أوضاع المالية العامة.
ويخشى المستثمرون أن تؤثر هذه التطورات سلباً على المعنويات في مستهل شهر سبتمبر أيلول، الذي يُعد تاريخياً الأسوأ للأسهم الأميركية، حيث سجّل مؤشر ستاندرد أند بورز 500 خلال السنوات الخمس الماضية متوسط تراجع بلغ 4.2% في سبتمبر، وبمعدل يفوق 2% خلال العقد الماضي.
ويأتي هذا بعد أداء قوي للأسواق في أغسطس آب، حيث ارتفع مؤشر داو جونز بأكثر من 3%، وزاد ستاندرد أند بورز 500 بنحو 2%، وصعد ناسداك 1.6%، في رابع شهر على التوالي من المكاسب للمؤشر الأوسع نطاقاً. وبلغ عدد المستويات القياسية الجديدة التي سجّلها ستاندرد أند بورز منذ بداية العام 20 مستوىً، بينها خمسة في أغسطس آب وحده.
ومع ذلك، يحذّر محللون من احتمال تنازل السوق عن بعض مكاسبه الأخيرة بانتظار محفزات جديدة، خصوصاً تقرير الوظائف لشهر أغسطس آب المرتقب صدوره يوم الجمعة، والذي سيكون محورياً في تحديد قرار الفدرالي بشأن معدلات الفائدة منتصف الشهر.»