انخفضت العملة الموحدة لمنطقة الاتحاد الأوروبي اليورو خلال الجلسة الأمريكية لنشهد ارتدادها من الأعلى لها منذ 28 من آب/أغسطس أمام الدولار الأمريكي مع العلم أنها لا تزال بصدد تحقيق أول مكاسب أسبوعية في ثلاثة أسابيع وذلك عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الجمعة عن اقتصاديات منطقة اليورو والاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم.
تراجع زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.23% إلى مستويات 1.1622 مقارنة بالافتتاحية عند 1.1690 بعد أن حقق الزوج الأدنى له خلال تداولات الجلسة عند 1.1619، بينما حقق الأعلى له في أسبوعين عند 1.1709.
هذا وقد تابعنا عن اقتصاديات منطقة اليورو ككل الكشف عن القراءة المعدلة موسمياً لمؤشر الميزان التجاري والتي أظهرت تقلص الفائض إلى ما قيمته 12.8 مليار يورو مقابل 16.5 مليار يورو في حزيران/يونيو الماضي، أسوء من التوقعات التي أشارت لتقلص الفائض إلى 16.3 مليار يورو، كما أوضحت قراءة مؤشر الميزان التجاري تقلص الفائض إلى ما قيمته 17.6 مليار يورو مقابل 22.5 مليار يورو في حزيران/يونيو.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا في وقت سابق اليوم تصريحات عضو البنك المركزي الأوروبي ومحافظ البنك المركزي الفرنسي فيلروي والذي أعرب من خلالها أن الاقتصاد الفرنسي لا يزال ينمو بأعلى من المستويات التاريخية، موضحاً أنه أقل من نظرائه في الاتحاد الأوروبي لكونه بحاجة لإصلاحات، ومضيفاً أن بلاده ستلحق بنظرائها الأوروبيين بحلول عام 2020.
كما نوه فيلروي لكون نمو الضغوط التضخمية خلال العام الجاري تعد من جراء ارتفاع أسعار الطاقة وأن الاقتصاد العالمي ليس محمياً من الأزمات، وجاء ذلك مع قيام بنك فرنسا بخفض توقعاته لوتيرة النمو لهذا العام والعام المقبل 2019 إلى 1.6% مقارنة بالتوقعات السابقة عند 1.8% للعام الجاري وعند 1.7% لعام 2019، ورفع توقعاته للضغوط التضخمية لعام 2018 إلى 2.1% من 2.0% ولعام 2019 إلى 1.7% من 1.5% مرجى ذلك للبيئة العالمية.
ويأتي ذلك عقب ساعات من فعليات اجتماع البنك المركزي الأوروبي والذي اتخذ من خلاله قرار البقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها الصفرية الحالية وتثبيت معدل الإقراض الهامشي عند 0.25% مع البقاء على معدل الفائدة على الودائع سلبية -0.40% والمضي قدماً في برنامج التيسير الكمي حتى نهاية الشهر الجاري بواقع 30 مليار يورو شهرياً قبل خفض البرنامج بواقع النصف إلى 15 مليار يورو بداً من الشهر المقبل وحتى نهاية العام.
وذلك قبل حديث محافظ المركزي الأوروبي ماريو دراغي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب الاجتماع والذي أعرب دراغي من خلاله عن توقعاته باستقرار معدلات القائدة عند مستوياتها الصفرية الحالية حتى صيف 2019 أو لمدة أطول إذا ما استدعى الأمر لذلك، مضيفاً أنه سوف يتم خفض برنامج شراء الأصول من الشهر المقبل قبل انقضائه مع نهاية العام الجاري، موضحاً أن إنهاء البرنامج لا يعني أن السياسة النقدية لم تعد تسهيلية.
كما أفاد دراغي أمس الخميس أنه تم الإبقاء على توقعات التضخم حتى عام 2020 دون تغير يذكر عن التوقعات السابقة للبنك المركزي الأوروبي وخفض توقعات النمو للعام الحالي والمقبل، مضيفاً أن مخاطر الصراع التجاري باتت ظاهرة مقارنة بالفترة السابقة، وموضحاً أن حالة عدم اليقين ببعض الأسواق تمثل مصدر للقلق وأن المصدر الرئيسي للمخاطر هو السياسات الحمائية التي تنتهجها بعض الدول على الصعيد العالمي.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي الكشف عن قراءة مبيعات التجزئة التي تمثل نحو نصف الإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة والتي أوضحت تباطؤ وتيرة النمو إلى 0.1% مقابل 0.7% في تموز/يوليو الماضي، أسوء من التوقعات عند 0.4%، كما أظهرت القراءة الجوهرية للمؤشر ذاته تباطؤ وتيرة النمو إلى 0.3% مقابل 0.9%، أيضا أسوء من التوقعات عند 0.5%.
وجاء ذلك بالتزامن مع صدور قراءة مؤشر أسعار الواردات والتي أوضحت تراجعاً 0.6% مقابل الثبات عند مستويات الصفر في تموز/يوليو، أسوء من التوقعات التي أشارت لتراجع 0.2%، بينما أوضحت القراءة السنوية للمؤشر ذاته تباطؤ وتيرة النمو إلى 3.7% مقابل 4.9% في القراءة السنوية السابقة لشهر تموز/يوليو، أيضا أسوء من التوقعات التي أشارت لتباطؤ وتيرة النمو إلى 4.1%.
كما تابعنا عقب ذلك عن أكبر دولة صناعية في العالم صدور قراءة مؤشر الإنتاج الصناعي والتي أوضحت استقرار وتيرة النمو عند 0.4% دون تغير يذكر عن ما كانت عليه في القراءة السابقة لشهر تموز/يوليو، متفوقة بذلك على التوقعات التي أشارت لتباطؤ وتيرة النمو إلى 0.3%، بينما أوضحت قراءة مؤشر معدل استغلال الطاقة تسارع النمو إلى 78.1% مقابل 77.9% في تموز/يوليو، دون التوقعات عند 78.3%.
وصولاً إلى الكشف عن القراءة الأولية لمؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين والتي أظهرت اتساعاً إلى ما قيمته 100.8 موضحة الأعلى لها في ستة أشهر مقابل 96.2 في آب/أغسطس الماضي، وجاء ذلك بالتزامن مع أظهر قراءة مؤشر مخزونات الأعمال تسارع وتيرة النمو إلى 0.6% مقابل 0.1% في حزيران/يونيو الماضي، متفوقة على التوقعات التي أشارت لتسارع وتيرة النمو إلى 0.5%.