
افتتح محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي ياسر الرميان، اليوم الثلاثاء، مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض، محذّراً من أن التقدم التكنولوجي، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، قد يؤدي إلى تفاقم عدم المساواة في الفرص بين المجتمعات.
وقال الرميان: «يخشى ثلاثة من كل أربعة أشخاص أن يوسّع الذكاء الاصطناعي الفجوة التعليمية بين المجتمعات التي تتاح لها الفرص وتلك التي لا تتاح لها، ولا يمكننا السماح بحدوث ذلك»، مضيفاً أن الفجوة بين التفاؤل الشخصي والمخاوف العالمية «تمثل ناقوس خطر»، مؤكداً أن التكنولوجيا يمكن أن تساهم في سد هذه الفجوة «إذا كانت تعود بالنفع على الجميع».
ويأتي انعقاد المؤتمر في وقت تشهد فيه المنطقة وقفاً هشّاً لإطلاق النار في غزة بوساطة أميركية، وسط تصاعد التوتر الإقليمي، كما يتزامن مع مساعي المملكة لإبراز التقدّم الذي حققته في خططها لتنويع الاقتصاد وبناء اقتصاد مدعوم بالذكاء الاصطناعي.
وأشار الرميان إلى أن النسخ الثماني السابقة من المؤتمر أسفرت عن صفقات تجاوزت قيمتها 250 مليار دولار، لافتاً إلى أن الاستثمارات الأجنبية في المملكة ارتفعت بنسبة 24% في عام 2024 لتصل إلى 31.7 مليار دولار.
أما وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، فقال خلال جلسة نقاشية في المؤتمر، إن الوقت قد حان لتقليص الإنفاق الحكومي وإنفاق صندوق الاستثمارات العامة، وإفساح المجال أمام القطاع الخاص للعب دور أكبر، مشيراً إلى أن 90% من الاستثمارات الأجنبية المباشرة القادمة إلى المملكة «غير نفطية».
وقال إن أميركا أكبر مستثمر في المملكة، لكن من مصلحتها أن يكون لديها شريك موثوق به مثل السعودية في الشرق الأوسط، مضيفاً أن زيارة ولي العهد السعودي إلى واشنطن الشهر المقبل ستشكل استمرارا لعلاقات البلدين القوية.
عودة رؤوس الأموال إلى أكبر اقتصاد في العالم
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة «بلاك روك» لاري فينك، إن على المستثمرين تعزيز استثماراتهم في الولايات المتحدة خلال الـ18 شهراً المقبلة، مشيراً إلى عودة رؤوس الأموال إلى أكبر اقتصاد في العالم خلال الشهرين الأخيرين.
وفي سياق متصل، دعت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو إيويالا إلى إصلاح آلية اتخاذ القرار داخل المنظمة، مؤكدة أن نظام الإجماع الحالي «يُبطئ من وتيرة اتخاذ القرارات» ويحتاج إلى تعديل.