- المشاركات
- 82,633
- الإقامة
- قطر-الأردن
الخميس 21 يناير يوم المركزي الاوروبي. يوم ماريو دراجي.
هل سنكون أمام مفاجأة تيسير نقدي جديدة؟ من المرجح جدا ان لا قرارات، لا مفاجآت.
هل سنسمع من ماريو دراجي كلاما تشاؤميا ينعكس ضررا على اليورو؟ هذا وارد طبعا.
مؤشرات الثقة بالاقتصاد غير سارة نتائجها. النظر اليوم الى المؤشر الفرنسي لعله يبدل شيئا، ولو قليلا، في المزاج التشاؤمي العام تحقيقا لآمال المراهنين على ان تراجع أسعار النفط له أيضا وجه مفيد، اذ سينعكس تحسنا في الاستهلاك وبالتالي دفعا للنمو.
تراجع أسعار النفط يشكل هاجسا كبيرا للمركزي ويجعل القلق من تراجع اضافي للتضخم أكبر من ذي قبل. رئيس المركزي الالماني السابق " أكسل فيبير " يتدخل في الجدل القائم ويعتبر ان بلوغ المركزي الاوروبي لهدفه المحدد بالنسبة للتضخم خلال السنتين القادمتين على ال 2.0% غير ممكن بنسبة ترجيحية عالية.
اجتماع المركزي لشهر مارس القادم سيكون مهما على هذا الصعيد، لانه سيُصدر فيه تقديراته الجديدة للنمو والتضخم. عندها ستتضح الأمور أكثر. كلما ابتعدت نسبة التضخم عن الهدف، وبات بلوغه أصعب، كلما تشددت أصوات المطالبين داخل المركزي بالمزيد من إجراءات التيسير. هناك سيكون وضع اليورو مختلفا عما هو عليه حيال اجتماع اليوم.
ويبقى سوق النفط هو المصدر الرئيسي للقلق كما للفرج. دون استقرار وانتعاش جديد لن يضعف الضغط على المركزي الاوروبي ولن تخمد مخاوف التراجع الاضافي للتضخم. الافادة التي يجنيها الاقتصاد من النفط الرخيص لا توازن المخاطر التي تتهدد الاسعار التي تمثل الهاجس الاول بالنسبة لسادة المركزي. هدف التضخم على ال 2.0% يزداد بلوغه صعوبة. خطر تراجع الاستثمارات والاجور معا يكبر. الحفرة التي وقعت فيها اليابان نهاية القرن الماضي، ولا زالت تعاني منها حتى الان، مثال مرعب جاسم أمام أعين الأوروبيين.
المثال المرعب يزداد جدية ورعبا ان تذكرنا أن المركزي الاوروبي، وعقب اجتماع الشهر الماضي عند اصداره لتقديراته للتضخم والنمو، ضمّن بيانه تقديرا لاسعار النفط على 52.20 $. هذا يعني ان الاسعار يجب ان تتضاعف تقريبا حتى يمكن إبقاء الامل ببلوغ النسب المقدرة. للمقارنة بين التقديرين تجدر الاشارة الى ان جولدمن ساكس يضع هدفا للنفط على ال 20$ هذا العام.
من اراد استشفاف أفق السياسة النقدية في الاشهر القادمة عليه إذا ان يراقب تحركات أسواق النفط ويتتبع المؤثرات المستجدة عليها ومنها. حتى الان لا أفق تفاؤلي يمكن الاستناد اليه. المعروض بات يفوق الطلب بكثير والاتفاق على تخفيض الانتاج داخل اوبك وخارجها غير وارد. أسعار مستقرة بين ال 30 وال 35 $ لبرميل النفط لا تعتبر ايجابية حتى يمكن التفاؤل بتحرك نسبة التضخم وتجاوزها ال 1.0%.
ماريو دراجي قلق جدا.. من حقه ان يكون قلقا، فالتيسير الكمي الذي اعتمده مهدد بنتائجه التي تم التعويل عليها. كلامه في مؤتمره الصحافي السابق أفاد ان العديد من الاعضاء في المركزي يريدون رؤية تأثير اجراءات التيسير قبل اتخاذ مقررات جديدة. مثل هذا الأمل لا يبدو تحقيقه ممكنا. المزيد من التيسير الكمي قد لا يعطي بدوره ايضا الثمار المرجوة طالما ان العاصفة تطلق ريحا مجهول مصدرها ومجهولة وجهتها. ليس من الحكمة ان ينقل رئيس المركزي قلقه الى الاسواق ، والا ستحلّ الكارثة. هل سينجح في إخفاء مكنونات قلبه وطمأنتها بالقدر الكافي ليبقى اليورو مستقرا؟
هل سنكون أمام مفاجأة تيسير نقدي جديدة؟ من المرجح جدا ان لا قرارات، لا مفاجآت.
هل سنسمع من ماريو دراجي كلاما تشاؤميا ينعكس ضررا على اليورو؟ هذا وارد طبعا.
مؤشرات الثقة بالاقتصاد غير سارة نتائجها. النظر اليوم الى المؤشر الفرنسي لعله يبدل شيئا، ولو قليلا، في المزاج التشاؤمي العام تحقيقا لآمال المراهنين على ان تراجع أسعار النفط له أيضا وجه مفيد، اذ سينعكس تحسنا في الاستهلاك وبالتالي دفعا للنمو.
تراجع أسعار النفط يشكل هاجسا كبيرا للمركزي ويجعل القلق من تراجع اضافي للتضخم أكبر من ذي قبل. رئيس المركزي الالماني السابق " أكسل فيبير " يتدخل في الجدل القائم ويعتبر ان بلوغ المركزي الاوروبي لهدفه المحدد بالنسبة للتضخم خلال السنتين القادمتين على ال 2.0% غير ممكن بنسبة ترجيحية عالية.
اجتماع المركزي لشهر مارس القادم سيكون مهما على هذا الصعيد، لانه سيُصدر فيه تقديراته الجديدة للنمو والتضخم. عندها ستتضح الأمور أكثر. كلما ابتعدت نسبة التضخم عن الهدف، وبات بلوغه أصعب، كلما تشددت أصوات المطالبين داخل المركزي بالمزيد من إجراءات التيسير. هناك سيكون وضع اليورو مختلفا عما هو عليه حيال اجتماع اليوم.
ويبقى سوق النفط هو المصدر الرئيسي للقلق كما للفرج. دون استقرار وانتعاش جديد لن يضعف الضغط على المركزي الاوروبي ولن تخمد مخاوف التراجع الاضافي للتضخم. الافادة التي يجنيها الاقتصاد من النفط الرخيص لا توازن المخاطر التي تتهدد الاسعار التي تمثل الهاجس الاول بالنسبة لسادة المركزي. هدف التضخم على ال 2.0% يزداد بلوغه صعوبة. خطر تراجع الاستثمارات والاجور معا يكبر. الحفرة التي وقعت فيها اليابان نهاية القرن الماضي، ولا زالت تعاني منها حتى الان، مثال مرعب جاسم أمام أعين الأوروبيين.
المثال المرعب يزداد جدية ورعبا ان تذكرنا أن المركزي الاوروبي، وعقب اجتماع الشهر الماضي عند اصداره لتقديراته للتضخم والنمو، ضمّن بيانه تقديرا لاسعار النفط على 52.20 $. هذا يعني ان الاسعار يجب ان تتضاعف تقريبا حتى يمكن إبقاء الامل ببلوغ النسب المقدرة. للمقارنة بين التقديرين تجدر الاشارة الى ان جولدمن ساكس يضع هدفا للنفط على ال 20$ هذا العام.
من اراد استشفاف أفق السياسة النقدية في الاشهر القادمة عليه إذا ان يراقب تحركات أسواق النفط ويتتبع المؤثرات المستجدة عليها ومنها. حتى الان لا أفق تفاؤلي يمكن الاستناد اليه. المعروض بات يفوق الطلب بكثير والاتفاق على تخفيض الانتاج داخل اوبك وخارجها غير وارد. أسعار مستقرة بين ال 30 وال 35 $ لبرميل النفط لا تعتبر ايجابية حتى يمكن التفاؤل بتحرك نسبة التضخم وتجاوزها ال 1.0%.
ماريو دراجي قلق جدا.. من حقه ان يكون قلقا، فالتيسير الكمي الذي اعتمده مهدد بنتائجه التي تم التعويل عليها. كلامه في مؤتمره الصحافي السابق أفاد ان العديد من الاعضاء في المركزي يريدون رؤية تأثير اجراءات التيسير قبل اتخاذ مقررات جديدة. مثل هذا الأمل لا يبدو تحقيقه ممكنا. المزيد من التيسير الكمي قد لا يعطي بدوره ايضا الثمار المرجوة طالما ان العاصفة تطلق ريحا مجهول مصدرها ومجهولة وجهتها. ليس من الحكمة ان ينقل رئيس المركزي قلقه الى الاسواق ، والا ستحلّ الكارثة. هل سينجح في إخفاء مكنونات قلبه وطمأنتها بالقدر الكافي ليبقى اليورو مستقرا؟