رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,708
- الإقامة
- مصر
ملاحدة أم مؤمنون؟
الملاحدة تعبير يطلق على منكرى الوجود الإلهى وبالطبع تعبير الإلحاد فى القرآن لا يدل على هذا المعنى الشائع فهو يدل على الكفر كما يدل على الغموض
الغريب هو أن الغرب من خلال كتابه وتلاميذهم فى بلادنا ادعو وجود ملاحدة بالمعنى الشائع فى التاريخ المعروف عندنا وذكروا أسماء ابن المقفع وجابر بن حيان والرازى وابن الراوندى والمعرى وأبو نواس
ومن يراجع كتب هؤلاء الملاحدة سواء كانت موجودة كاملة أو شذرات منها لا يجد أحد منهم ينكر وجود الله بل يعترفون بوجود الله ولكن المشكلة فى زعمهم تتمثل فى التكذيب برسالات الرسل أو فى وجود الرسل وهو كلام يخالف الموجود فى كتبهم
إذا نحن أمام حالات مؤمنة بوجود الله كخالق ولكن مشكلتهم حسب زعم الكتاب أنهم يعتمدون العقل بدلا من الوحى المنزل كمشرع فهم كافرون بالوحى المنزل
عبد الله بن المقفع:
واحد من هؤلاء القوم والكتب التى قرأتها له كترجمة كليلة ودمنة والدرة اليتيمة لا تدل على ما ذهب إليه القوم
ومن تلك النصوص فى كليلة ودمنة
" واتصل الخبر بتلاميذه فجاءوه من كل مكان، فرحين بما جدد الله له من جديد رأي الملك في بيدبا؛ وشكروا الله تعالى على توفيق بيدبا في إزالة دبشليم عما كان عليه من سوء السيرة، واتخذوا ذلك اليوم عيداً يعيدون فيه فهو إلى اليوم عيدٌ عندهم في بلاد الهند"
والغريب فيما كتب ابن المقفع أو فيما نسب له من كتب هو أنه لا يذكر فى كتبه شيئا من القرآن ولا مما ينسب للنبى(ص) من حديث حتى وإن أخذ المعنى منه وهو أمر يذكرنا بأمور منها:
- أن من لا يستشهدون بالوحى هم الفلاسفة فى الكتب التى يسمونها فلسفية
- أنه يذكر الله تعالى فى مواضع قليلة
- أن كتب الرجل تتناول مسائل معينة قليلة مثل الكلام عن واجبات ومهام الحكام والصديق
نجد عبد الله يتحدث عن صاحب الدين وعلم الأولى والآخرة فى قوله:
"قال عبد الله بن المقفع وجدنا الناس قبلنا كانوا أعظم أجسادا وأوفر مع أجسامهم أحلاما واشد قوة وأحسن بقوتهم للأمور إتقانا وأطول أعمارا وأفضل بأعمارهم للأشياء اختبارا فكان صاحب الدين منهم أبلغ فى أمر الدين منا وكان صاحب الدنيا على مثل ذلك من البلاغة والفضل ووجدناهم لم يرضوا بما فازوا من الفضل حتى أشركونا معهم فيما أدركوا من علم الأولى والآخرة فكتبوا به مؤونة التجارب والفطن وبلغ من اهتمامهم بذلك أن الرجل منهم كان يفتح له الباب ص14
فالرجل هنا مؤمن بالبعث والحساب وهو يعظم الله فى بقية الفقرة فى قوله:
"فيكون كأنه إياهم يحاور ومنهم يستمع غير أن الذى نجد فى كتبهم هو المنتحل فى آرائهم والمنتقى من أحاديثهم ولم نجدهم غادروا شيئا يجد واصف بليغ فى صفة له مقالا لم يسبقوه إليه لا فى تعظيم لله عز وجل وترغيب فيما عنده ولا فى تصغير الدنيا وتزهيد فيها ولا فى تحرير صنوف العلم وتقسيم أقسامه وتجزئة أجزائها وتوضيح سبلها وتبيين مآخذها ص15
وهو يعرف أن أصل الدين هو الإيمان به فيقول:
"فأصل الأمر فى الدين أن تعتقد الإيمان على الصواب وتجتنب الكبائر وتؤدى الفريضة فالزم ذلك لزوم من لا غناء به عنه طرفة عين ومن يعلم أنه إن حرمه هلك ثم إن قدرت أن تجاوز ذلك على التفقه فى الدين والعبادة فهو أفضل وأكمل16
وهو يتحدث عن وجوب طلب الرزق الحلال فيقول:
"وأصل الأمر فى إصلاح الجسد ألا تحمل إن قدرت على بارع الصواب فهو أفضل وأصل الأمر فى المعيشة ألا تنى عن طلب الحلال وأن تحسن التقدير لما تفيد وما تنفق ولا يغرنك من ذلك سعة تكون فيها فإن أعظم الناس فى الدنيا خطرا أحوجهم إلى التقدير والملوك أحوج إلى التقدير من السوقة لأن السوقة قد يعيش بغير مال ص17
ويتحدث الرجل عن وجوب إرضاء الرب فيقول:
إلى ثلاثة خصال رضى ربك ورضى سلطان إن كان فوقك ورضى من تلى عليه ولا عليك أن تلهو عن المال ص19
وهو يتحدث عن الملك فيبين أن ملك الدين هو الأفضل فيقول:
اعلم أن الملك ثلاثة ملك دين وملك حزم وملك هوى فأما ملك الدين فإنه إذا أقيم لأهله دينهم وكان دينهم هو الذى يعطيهم مالهم ويلحق بهم الذى عليهم أرضاهم ذلك ونزل الساخط منهم منزلة الراضى فى الإقرار والتسليم ص22 الدرة اليتيمة
والرجل يتحدث عن تدبير الله للأمور زمانا ومكانا وسببا وغير هذا فيقول:
قال ابن المقفع أما بعد فإن لكل مخلوق حاجة ولكل حاجة غاية ولكل غاية سبيلا والله وقت للأمور أقدارها وهيأ إلى الغايات سبلها وسبب الحاجات ببلاغها فغاية الناس وحاجتهم صلاح المعاش والمعاد " ص281 من كتاب آثار ابن المقفع كتاب الأدب الصغير
ويبين الرجل قدرة الله فى الإنبات فيقول:
"فكما أن الحبة المدفونة فى الأرض لا تقدر على أن تخلع يبسها وتظهر قوتها وتطلع فوزق الأرض بزهرتها ونضرتها وريعها ونمائها إلا بمعونة الماء الذى يغور إليها فى مستودعها فيهذب عنها أذى اليبس والموت ويحدث لها بإذن الله القوة والحياة" ص281 من كتاب آثار ابن المقفع كتاب الأدب الصغير
ووضح الرجل أن أصول العلم من الله فيقول:
"وجل الأدب بالمنطق وكل المنطق بالتعليم ليس حرف من حروف معجمه ولا اسم من أنواع أسمائه إلا وهو مروى متعلم مأخوذ عن إمام سابق من كلام أو كتاب وذلك دليل على أن الناس لم يبتدعوا أصولها ولم يأتهم علمها إلا من قبل العليم الحكيم ص281 من كتاب آثار ابن المقفع كتاب الأدب الصغير
ونجد الرجل يقتبس معانيه من الأحاديث فيقول :
"أما المحاسبة فيحاسبها بما لها فإنه لا مال لها إلا أيامها المعدودة التى ما ذهب منها لم يستخلف كما تستخلف النفقة وما جعل منها فى الباطل لم يرجع إلى الحق فينتبه لهذه المحاسبة عند الحول إذا حال والشهر إذا انقضى واليوم إذا ولى فينظر فيما أفنى من ذلك وما كسب لنفسه فيه وما اكتسب عليها فى أمر الدين وأمر الدنيا فيجمع ذلك فى كتاب فيه إحصاء وجد وتذكير وتبكيت للنفس وتذليل لها حتى تعترف وتذعن ص286
فالمعانى مأخوذة من الحديث المنسوب للنبى (ص)زورا وهو :
" لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ “
وفى الفقرة التالية أخذ المعنى من القول المنسوب للنبى(ص) " أكثروا ذكر هادم اللذات" فيقول:
"وعلى العاقل أن يذكر الموت فى كل ليلة ويوم مرارا ذكرا يباشر به القلوب ويقذع الطماح فإن كثرة ذكر الموت عصمة من الأشر وأما بإذن الله من الهلع ص287
وفى الفقرة التالية :
"وعلى العاقل أن لا يخادن ولا يصاحب ولا يجاور من الناس إلا ذا فضل فى الدين والعلم والأخلاق فيأخذ عنه أو موافقا له على إصلاح ذلك فيؤيد ما عنده وإن لم يكن له عليه فضل فإن الخصال الصالحة من البر لا تحيا ولا تنمى إلا بالموافقين والمهذبين والمؤيدين ص287
نجد المعنى مأخوذ من حديث الجليس الصالح والجليس السوء المنسوب للنبى(ص) وهو صحيح المعنى:
" إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة"
وأقر ابن المقفع بأن الدين وهو الإسلام أفضل نعم الله على الخلق فقال :
"الدين أفضل المواهب التى وصلت من الله تعالى إلى خلقه وأعظمها منفعة وأحمدها فى كل حكمة فقد بلغ فضل الدين والحكمة أم مدحا على ألسنة الجهال على جهالتهم بهما وعماهم عنهما ص293
وبين الرجل أن الدين وهو الإسلام لا دين غيره فكل الأديان رأى أى هوى نفس ومن فعل ذلك فقد أشرك نفسه مع الله حيث شرع من عند نفسه فقال:
"فصل ما بين الدين والرأى أن الدين يسلم بالإيمان وأن الرأى يثبت بالخصومة فمن جعل الدين خصومة فقد جعل الدين رأيا ومن جعل الرأى دينا فقد صار شارعا ومن كان هو يشرع لنفسه الدين فلا دين له ص294
والرجل يتحدث عن الاستدلال بالخلق على وجود الخالق فيقول:
"فمن كان معتبرا بالجليل من ذلك فلينظر إلى السماء فيعلم أن لها ربا يجرى فلكها ويدبر أمرها ومن اعتبر بالصغير فلينظر إلى حبة الخردل فيعرف أن لها مدبرا ينبتها ويقدر لها أوقاتها من الأرض والماء يوقت لها زمان نباتها وزمان تهشمها وأمر النبوة والأحلام وما يحدث فى أنفس الناس من حيث لا يعلمون ثم يظهر منهم بالقول والعمل ثم اجتماع العلماء والجهال والمهتدين على ذكر الله وتعظيمه واجتماع من شك فى الله تعالى وكذب به على الإقرار بأنهم أنشأوا حديثا ومعرفتهم أنهم لم يحدثوا أنفسهم فكل ذلك يهدى إلى الله ويدل على الذى كانت منه هذه الأمور مع ما يزيد ذلك يقينا عند المؤمنين بأن الله حق كبير ولا يقدر أحد أنه باطل ص295
والرجل يعتبر أن الدين المؤمن به خير من عدم الإيمان بشىء فيقول:
"وقال المؤمن بشىء من الأشياء وإن كان سحرا خيرا ممن لا يؤمن بشىء ولا يرجو معادا لا تؤدى التوبة على النار ولا الإصرار على الذنوب أحدا إلى الجنة ص297
وهو يتحدث عن وجوب العمل للآخرة وأن عدم نسيان المسلم نصيبه من الدنيا هو من ضمن العمل للآخرة فيقول:
"لآخرته لم يحرمه الله بذلك نصيبه من الدنيا ولم ينقصه من سروره فيها والشقى يرغبه الشيطان فى الدنيا حتى يقول لا شىء غيرها فيعجل الله له التنغيص فى الدنيا التى آثر مع الخزى الذى يلقى بعدها ص301
والرجل يقر برسالة الرسل فيتحدث عن يوسف(ص)بن يعقوب (ص) فيقول :
"وقد قص الله علينا من نبأ يوسف بن يعقوب أنه لما تمت نعمة الله عليه وآتاه الملك وعلمه تأويل الأحاديث وجمع له شمله وأقر عينه بأبويه وإخوته أثنى على الله عز وجل بنعمته ثم سلا عما كان فيه وعرف أن الموت وما بعده هو أولى فقال توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين ص309 رسالة ابن المقفع فى الصحابة
ونجد الرجل يتحدث حديث العقلاء فى أمر طاعة الله وطاعة ولى الأمر فيقول حسب ما يعرف من النصوص :
"وقال أهل الفضل والصواب قد أصاب الذين قالوا لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ولم يصيبوا فى تعطيلهم طاعة الأئمة وتسخيفهم إياها وأصاب الذين أقروا بطاعة الأئمة لما حققوا منها ولم يصيبوا فيما أبهموا من ذلك فى الأمور كلها فأما إقرارنا فإنه لا يطاع الإمام فى معصية الله فإن ذلك فى عزائم الفرائض والحدود التى لم يجعل الله لأحد عليها سلطانا ولو أن الإمام نهى عن الصلاة والصيام والحج أو منع الحدود وأباح ما حرم الله لم يكن له فى ذلك أمر فأما إثباتنا للإمام طاعة فيما لا يطاع فيه غيره فإن ذلك فى الرأى والتدبير والأمر الذى جعل الله أزمته وعراه بأيدى الأئمة ليس لأحد فيه أمر ولا طاعة من الغزو والقفول والجمع والقسم والاستعمال والشرك والحكم بالرأى فيما لم يكن فيه أثر وإمضاء الحدود والأحكام على الكتاب والسنة ومحاربة العدو ومخادعته والأخذ للمسلمين والإعطاء عليهم وهذه الأمور وأشباهها من طاعة الله عز وجل الواجبة وليس لأحد من الناس فيها حق إلا الإمام ومن عصى الإمام فيها أو خذله فقد أهلك نفسه ص312
ونجد الرجل مؤمن بالكتاب والسنة فى الفقرة السابقة وهو يعترف بهم وببعث الرسول (ص) فيقول :
"وليس يفترق هذا الأمران إلا ببرهان من الله عز وجل عظيم ذلك أن الله جعل قوام الناس وصلاح معاشهم ومعادهم فى خلتين الدين والعقل ولم تكن عقولهم وإن كانت نعمة الله عز وجل عظمت عليهم فيها بالغة معرفة الهدى ولا مبلغة أهلها رضوان الله إلا ما أكمل لهم من النعمة بالدين الذى شرع لهم وشرح به صدر من أراد هداه منهم ثم لو أن الدين جاء من الله لم يغادر حرفا من الأحكام والرأى والأمر وجميع ما هو وارد على الناس وجار فيهم مذ بعث الله رسوله(ص) لإلى يوم يلقونه إلا جاء فيه بعزيمة لكانوا قد كلفوا غير وسعهم فضيق عليهم فى دينهم وآتاهم ما لم تسع أسماعهم لاستماعه ولا قلوبهم لفهمه ولحارت عقولهم وألبابهم التى أمتن الله بها عليهم ولكانت لغوا لا يحتاجون إليها فى شىء ولا يعملونها إلا فى أمر أتاهم به تنزيل ولكن الله من عليهم بدينهم الذى لم يكن يسعه رأبهم كما قال عباد الله المتقون ص313
ويذكر وجوب التأدب بالقرآن وسنة الرسول(ص) فيقول:
"ومن ذلك تعهد أدبهم فى تعلم الكتاب والتفقه فى السنة والأمانة والعصمة والمجانبة لأهل الهوى وأن يظهر فيهم من القصد والتواضع واجتناب زى المترفين وشكلهم مثل الذى يأخذ أمير المؤمنين به فى أمر نفسه ص314
والرجل يذكر أن الكثيرين نسبوا للسنة ما ليس بسنة فيقول:
"أما من يدعى لزوم السنة منهم فيجعل ما ليس له سنة سنة حتى يبلغ به إلى أن يسفك الدم بغير بينة ولا حجة ص316
ويعترف مرة أخرى برسول الله(ص) وسنته فيقول:
"وإذا سئل عن ذلك لم يستطع أن يقول هريق دم على عهد رسول الله(ص) أو أئمة الهدى من بعده .........وإنما يأخذ بالرأى به الاعتزام على رأيه أن يقول فى الأمر الجسيم من أمر المسلمين قولا لا يوافقه عليه أحد من المسلمين ثم لا يستوحش لانفراده بذلك وإمضائه الحكم عليه وهو مقر انه رأى منه لا يحتج بكتاب ولا سنة ص317
ويعظم الرجل الرسول(ص) ويعرف مكانته تماما فى قوله:
"أعظم حقوق الناس منزلة وأكرمها نسبة وأولاها بالفضل حق رسول الله (ص) نبى الرحمة وإمام الهدى ووارث الكتاب والنبوة والمهيمن عليهما وحاتم النبيين والصديقين والشهداء والصالحين بعثه الله بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ثم هو باعثه يوم القيامة مقاما محمودا شرع الله به دينه وأتم به نوره على عهده ومحق به رءوس الضلالة وجبابرة الكفر وخوله الشفاعة وجعله فى الرفيق الأعلى"ص330 الدرة اليتيمة
وهو يعترف بالأنبياء والملائكة فيقول:
"والحمد لله الذى جعل صفو ما اختار من الأمور دينه الذى ارتضى لنفسه ولمن أراد كرامته من عباده فقام به ملائكته المقربون ........وقام به من اختار من أنبيائه وخلفائه وأوليائه فى أرضه يطيعون أمره ص331
مما سبق من نصوص نجد ابن المقفع مؤمن بالله مؤمن برسوله(ص) مؤمن بالأنبياء (ص) فمن أين أتت المقولة بكونه ملحد ينفى رسالات الرسل (ص) ؟
بالقطع لا نجد لذلك أى دليل فيما بين أيدى الناس من الكتب المنسوبة له
المقولة فيما نعرفه أتت من الدراسات التى قام بها بعض الكفار الذين يسميهم البعض مستشرقين أو مستعربين ونشرها فى بلادنا من تتلمذوا على أيديهم
هذا هو المعروف لنا حاليا ولكنى أعتقد أن شخصيات كابن المقفع وابن الراوندى والرازى إما أن تكون شخصيات لا وجود لها على الإطلاق فهى من تأليف لجان الكفر التى هدمت دولة الإسلام الأخيرة وإما أن تكون شخصيات مسلمة تم تشويه تاريخها عمدا واعتبارهم كفارا وهو أمر فعلته أيضا نفس اللجان التى ألفت أكثر من 99% مما يسمى بكتب التراث سواء إسلامية أو نصرانية أو يهودية أو غير ذلك
الملاحدة تعبير يطلق على منكرى الوجود الإلهى وبالطبع تعبير الإلحاد فى القرآن لا يدل على هذا المعنى الشائع فهو يدل على الكفر كما يدل على الغموض
الغريب هو أن الغرب من خلال كتابه وتلاميذهم فى بلادنا ادعو وجود ملاحدة بالمعنى الشائع فى التاريخ المعروف عندنا وذكروا أسماء ابن المقفع وجابر بن حيان والرازى وابن الراوندى والمعرى وأبو نواس
ومن يراجع كتب هؤلاء الملاحدة سواء كانت موجودة كاملة أو شذرات منها لا يجد أحد منهم ينكر وجود الله بل يعترفون بوجود الله ولكن المشكلة فى زعمهم تتمثل فى التكذيب برسالات الرسل أو فى وجود الرسل وهو كلام يخالف الموجود فى كتبهم
إذا نحن أمام حالات مؤمنة بوجود الله كخالق ولكن مشكلتهم حسب زعم الكتاب أنهم يعتمدون العقل بدلا من الوحى المنزل كمشرع فهم كافرون بالوحى المنزل
عبد الله بن المقفع:
واحد من هؤلاء القوم والكتب التى قرأتها له كترجمة كليلة ودمنة والدرة اليتيمة لا تدل على ما ذهب إليه القوم
ومن تلك النصوص فى كليلة ودمنة
" واتصل الخبر بتلاميذه فجاءوه من كل مكان، فرحين بما جدد الله له من جديد رأي الملك في بيدبا؛ وشكروا الله تعالى على توفيق بيدبا في إزالة دبشليم عما كان عليه من سوء السيرة، واتخذوا ذلك اليوم عيداً يعيدون فيه فهو إلى اليوم عيدٌ عندهم في بلاد الهند"
والغريب فيما كتب ابن المقفع أو فيما نسب له من كتب هو أنه لا يذكر فى كتبه شيئا من القرآن ولا مما ينسب للنبى(ص) من حديث حتى وإن أخذ المعنى منه وهو أمر يذكرنا بأمور منها:
- أن من لا يستشهدون بالوحى هم الفلاسفة فى الكتب التى يسمونها فلسفية
- أنه يذكر الله تعالى فى مواضع قليلة
- أن كتب الرجل تتناول مسائل معينة قليلة مثل الكلام عن واجبات ومهام الحكام والصديق
نجد عبد الله يتحدث عن صاحب الدين وعلم الأولى والآخرة فى قوله:
"قال عبد الله بن المقفع وجدنا الناس قبلنا كانوا أعظم أجسادا وأوفر مع أجسامهم أحلاما واشد قوة وأحسن بقوتهم للأمور إتقانا وأطول أعمارا وأفضل بأعمارهم للأشياء اختبارا فكان صاحب الدين منهم أبلغ فى أمر الدين منا وكان صاحب الدنيا على مثل ذلك من البلاغة والفضل ووجدناهم لم يرضوا بما فازوا من الفضل حتى أشركونا معهم فيما أدركوا من علم الأولى والآخرة فكتبوا به مؤونة التجارب والفطن وبلغ من اهتمامهم بذلك أن الرجل منهم كان يفتح له الباب ص14
فالرجل هنا مؤمن بالبعث والحساب وهو يعظم الله فى بقية الفقرة فى قوله:
"فيكون كأنه إياهم يحاور ومنهم يستمع غير أن الذى نجد فى كتبهم هو المنتحل فى آرائهم والمنتقى من أحاديثهم ولم نجدهم غادروا شيئا يجد واصف بليغ فى صفة له مقالا لم يسبقوه إليه لا فى تعظيم لله عز وجل وترغيب فيما عنده ولا فى تصغير الدنيا وتزهيد فيها ولا فى تحرير صنوف العلم وتقسيم أقسامه وتجزئة أجزائها وتوضيح سبلها وتبيين مآخذها ص15
وهو يعرف أن أصل الدين هو الإيمان به فيقول:
"فأصل الأمر فى الدين أن تعتقد الإيمان على الصواب وتجتنب الكبائر وتؤدى الفريضة فالزم ذلك لزوم من لا غناء به عنه طرفة عين ومن يعلم أنه إن حرمه هلك ثم إن قدرت أن تجاوز ذلك على التفقه فى الدين والعبادة فهو أفضل وأكمل16
وهو يتحدث عن وجوب طلب الرزق الحلال فيقول:
"وأصل الأمر فى إصلاح الجسد ألا تحمل إن قدرت على بارع الصواب فهو أفضل وأصل الأمر فى المعيشة ألا تنى عن طلب الحلال وأن تحسن التقدير لما تفيد وما تنفق ولا يغرنك من ذلك سعة تكون فيها فإن أعظم الناس فى الدنيا خطرا أحوجهم إلى التقدير والملوك أحوج إلى التقدير من السوقة لأن السوقة قد يعيش بغير مال ص17
ويتحدث الرجل عن وجوب إرضاء الرب فيقول:
إلى ثلاثة خصال رضى ربك ورضى سلطان إن كان فوقك ورضى من تلى عليه ولا عليك أن تلهو عن المال ص19
وهو يتحدث عن الملك فيبين أن ملك الدين هو الأفضل فيقول:
اعلم أن الملك ثلاثة ملك دين وملك حزم وملك هوى فأما ملك الدين فإنه إذا أقيم لأهله دينهم وكان دينهم هو الذى يعطيهم مالهم ويلحق بهم الذى عليهم أرضاهم ذلك ونزل الساخط منهم منزلة الراضى فى الإقرار والتسليم ص22 الدرة اليتيمة
والرجل يتحدث عن تدبير الله للأمور زمانا ومكانا وسببا وغير هذا فيقول:
قال ابن المقفع أما بعد فإن لكل مخلوق حاجة ولكل حاجة غاية ولكل غاية سبيلا والله وقت للأمور أقدارها وهيأ إلى الغايات سبلها وسبب الحاجات ببلاغها فغاية الناس وحاجتهم صلاح المعاش والمعاد " ص281 من كتاب آثار ابن المقفع كتاب الأدب الصغير
ويبين الرجل قدرة الله فى الإنبات فيقول:
"فكما أن الحبة المدفونة فى الأرض لا تقدر على أن تخلع يبسها وتظهر قوتها وتطلع فوزق الأرض بزهرتها ونضرتها وريعها ونمائها إلا بمعونة الماء الذى يغور إليها فى مستودعها فيهذب عنها أذى اليبس والموت ويحدث لها بإذن الله القوة والحياة" ص281 من كتاب آثار ابن المقفع كتاب الأدب الصغير
ووضح الرجل أن أصول العلم من الله فيقول:
"وجل الأدب بالمنطق وكل المنطق بالتعليم ليس حرف من حروف معجمه ولا اسم من أنواع أسمائه إلا وهو مروى متعلم مأخوذ عن إمام سابق من كلام أو كتاب وذلك دليل على أن الناس لم يبتدعوا أصولها ولم يأتهم علمها إلا من قبل العليم الحكيم ص281 من كتاب آثار ابن المقفع كتاب الأدب الصغير
ونجد الرجل يقتبس معانيه من الأحاديث فيقول :
"أما المحاسبة فيحاسبها بما لها فإنه لا مال لها إلا أيامها المعدودة التى ما ذهب منها لم يستخلف كما تستخلف النفقة وما جعل منها فى الباطل لم يرجع إلى الحق فينتبه لهذه المحاسبة عند الحول إذا حال والشهر إذا انقضى واليوم إذا ولى فينظر فيما أفنى من ذلك وما كسب لنفسه فيه وما اكتسب عليها فى أمر الدين وأمر الدنيا فيجمع ذلك فى كتاب فيه إحصاء وجد وتذكير وتبكيت للنفس وتذليل لها حتى تعترف وتذعن ص286
فالمعانى مأخوذة من الحديث المنسوب للنبى (ص)زورا وهو :
" لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ “
وفى الفقرة التالية أخذ المعنى من القول المنسوب للنبى(ص) " أكثروا ذكر هادم اللذات" فيقول:
"وعلى العاقل أن يذكر الموت فى كل ليلة ويوم مرارا ذكرا يباشر به القلوب ويقذع الطماح فإن كثرة ذكر الموت عصمة من الأشر وأما بإذن الله من الهلع ص287
وفى الفقرة التالية :
"وعلى العاقل أن لا يخادن ولا يصاحب ولا يجاور من الناس إلا ذا فضل فى الدين والعلم والأخلاق فيأخذ عنه أو موافقا له على إصلاح ذلك فيؤيد ما عنده وإن لم يكن له عليه فضل فإن الخصال الصالحة من البر لا تحيا ولا تنمى إلا بالموافقين والمهذبين والمؤيدين ص287
نجد المعنى مأخوذ من حديث الجليس الصالح والجليس السوء المنسوب للنبى(ص) وهو صحيح المعنى:
" إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة"
وأقر ابن المقفع بأن الدين وهو الإسلام أفضل نعم الله على الخلق فقال :
"الدين أفضل المواهب التى وصلت من الله تعالى إلى خلقه وأعظمها منفعة وأحمدها فى كل حكمة فقد بلغ فضل الدين والحكمة أم مدحا على ألسنة الجهال على جهالتهم بهما وعماهم عنهما ص293
وبين الرجل أن الدين وهو الإسلام لا دين غيره فكل الأديان رأى أى هوى نفس ومن فعل ذلك فقد أشرك نفسه مع الله حيث شرع من عند نفسه فقال:
"فصل ما بين الدين والرأى أن الدين يسلم بالإيمان وأن الرأى يثبت بالخصومة فمن جعل الدين خصومة فقد جعل الدين رأيا ومن جعل الرأى دينا فقد صار شارعا ومن كان هو يشرع لنفسه الدين فلا دين له ص294
والرجل يتحدث عن الاستدلال بالخلق على وجود الخالق فيقول:
"فمن كان معتبرا بالجليل من ذلك فلينظر إلى السماء فيعلم أن لها ربا يجرى فلكها ويدبر أمرها ومن اعتبر بالصغير فلينظر إلى حبة الخردل فيعرف أن لها مدبرا ينبتها ويقدر لها أوقاتها من الأرض والماء يوقت لها زمان نباتها وزمان تهشمها وأمر النبوة والأحلام وما يحدث فى أنفس الناس من حيث لا يعلمون ثم يظهر منهم بالقول والعمل ثم اجتماع العلماء والجهال والمهتدين على ذكر الله وتعظيمه واجتماع من شك فى الله تعالى وكذب به على الإقرار بأنهم أنشأوا حديثا ومعرفتهم أنهم لم يحدثوا أنفسهم فكل ذلك يهدى إلى الله ويدل على الذى كانت منه هذه الأمور مع ما يزيد ذلك يقينا عند المؤمنين بأن الله حق كبير ولا يقدر أحد أنه باطل ص295
والرجل يعتبر أن الدين المؤمن به خير من عدم الإيمان بشىء فيقول:
"وقال المؤمن بشىء من الأشياء وإن كان سحرا خيرا ممن لا يؤمن بشىء ولا يرجو معادا لا تؤدى التوبة على النار ولا الإصرار على الذنوب أحدا إلى الجنة ص297
وهو يتحدث عن وجوب العمل للآخرة وأن عدم نسيان المسلم نصيبه من الدنيا هو من ضمن العمل للآخرة فيقول:
"لآخرته لم يحرمه الله بذلك نصيبه من الدنيا ولم ينقصه من سروره فيها والشقى يرغبه الشيطان فى الدنيا حتى يقول لا شىء غيرها فيعجل الله له التنغيص فى الدنيا التى آثر مع الخزى الذى يلقى بعدها ص301
والرجل يقر برسالة الرسل فيتحدث عن يوسف(ص)بن يعقوب (ص) فيقول :
"وقد قص الله علينا من نبأ يوسف بن يعقوب أنه لما تمت نعمة الله عليه وآتاه الملك وعلمه تأويل الأحاديث وجمع له شمله وأقر عينه بأبويه وإخوته أثنى على الله عز وجل بنعمته ثم سلا عما كان فيه وعرف أن الموت وما بعده هو أولى فقال توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين ص309 رسالة ابن المقفع فى الصحابة
ونجد الرجل يتحدث حديث العقلاء فى أمر طاعة الله وطاعة ولى الأمر فيقول حسب ما يعرف من النصوص :
"وقال أهل الفضل والصواب قد أصاب الذين قالوا لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ولم يصيبوا فى تعطيلهم طاعة الأئمة وتسخيفهم إياها وأصاب الذين أقروا بطاعة الأئمة لما حققوا منها ولم يصيبوا فيما أبهموا من ذلك فى الأمور كلها فأما إقرارنا فإنه لا يطاع الإمام فى معصية الله فإن ذلك فى عزائم الفرائض والحدود التى لم يجعل الله لأحد عليها سلطانا ولو أن الإمام نهى عن الصلاة والصيام والحج أو منع الحدود وأباح ما حرم الله لم يكن له فى ذلك أمر فأما إثباتنا للإمام طاعة فيما لا يطاع فيه غيره فإن ذلك فى الرأى والتدبير والأمر الذى جعل الله أزمته وعراه بأيدى الأئمة ليس لأحد فيه أمر ولا طاعة من الغزو والقفول والجمع والقسم والاستعمال والشرك والحكم بالرأى فيما لم يكن فيه أثر وإمضاء الحدود والأحكام على الكتاب والسنة ومحاربة العدو ومخادعته والأخذ للمسلمين والإعطاء عليهم وهذه الأمور وأشباهها من طاعة الله عز وجل الواجبة وليس لأحد من الناس فيها حق إلا الإمام ومن عصى الإمام فيها أو خذله فقد أهلك نفسه ص312
ونجد الرجل مؤمن بالكتاب والسنة فى الفقرة السابقة وهو يعترف بهم وببعث الرسول (ص) فيقول :
"وليس يفترق هذا الأمران إلا ببرهان من الله عز وجل عظيم ذلك أن الله جعل قوام الناس وصلاح معاشهم ومعادهم فى خلتين الدين والعقل ولم تكن عقولهم وإن كانت نعمة الله عز وجل عظمت عليهم فيها بالغة معرفة الهدى ولا مبلغة أهلها رضوان الله إلا ما أكمل لهم من النعمة بالدين الذى شرع لهم وشرح به صدر من أراد هداه منهم ثم لو أن الدين جاء من الله لم يغادر حرفا من الأحكام والرأى والأمر وجميع ما هو وارد على الناس وجار فيهم مذ بعث الله رسوله(ص) لإلى يوم يلقونه إلا جاء فيه بعزيمة لكانوا قد كلفوا غير وسعهم فضيق عليهم فى دينهم وآتاهم ما لم تسع أسماعهم لاستماعه ولا قلوبهم لفهمه ولحارت عقولهم وألبابهم التى أمتن الله بها عليهم ولكانت لغوا لا يحتاجون إليها فى شىء ولا يعملونها إلا فى أمر أتاهم به تنزيل ولكن الله من عليهم بدينهم الذى لم يكن يسعه رأبهم كما قال عباد الله المتقون ص313
ويذكر وجوب التأدب بالقرآن وسنة الرسول(ص) فيقول:
"ومن ذلك تعهد أدبهم فى تعلم الكتاب والتفقه فى السنة والأمانة والعصمة والمجانبة لأهل الهوى وأن يظهر فيهم من القصد والتواضع واجتناب زى المترفين وشكلهم مثل الذى يأخذ أمير المؤمنين به فى أمر نفسه ص314
والرجل يذكر أن الكثيرين نسبوا للسنة ما ليس بسنة فيقول:
"أما من يدعى لزوم السنة منهم فيجعل ما ليس له سنة سنة حتى يبلغ به إلى أن يسفك الدم بغير بينة ولا حجة ص316
ويعترف مرة أخرى برسول الله(ص) وسنته فيقول:
"وإذا سئل عن ذلك لم يستطع أن يقول هريق دم على عهد رسول الله(ص) أو أئمة الهدى من بعده .........وإنما يأخذ بالرأى به الاعتزام على رأيه أن يقول فى الأمر الجسيم من أمر المسلمين قولا لا يوافقه عليه أحد من المسلمين ثم لا يستوحش لانفراده بذلك وإمضائه الحكم عليه وهو مقر انه رأى منه لا يحتج بكتاب ولا سنة ص317
ويعظم الرجل الرسول(ص) ويعرف مكانته تماما فى قوله:
"أعظم حقوق الناس منزلة وأكرمها نسبة وأولاها بالفضل حق رسول الله (ص) نبى الرحمة وإمام الهدى ووارث الكتاب والنبوة والمهيمن عليهما وحاتم النبيين والصديقين والشهداء والصالحين بعثه الله بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ثم هو باعثه يوم القيامة مقاما محمودا شرع الله به دينه وأتم به نوره على عهده ومحق به رءوس الضلالة وجبابرة الكفر وخوله الشفاعة وجعله فى الرفيق الأعلى"ص330 الدرة اليتيمة
وهو يعترف بالأنبياء والملائكة فيقول:
"والحمد لله الذى جعل صفو ما اختار من الأمور دينه الذى ارتضى لنفسه ولمن أراد كرامته من عباده فقام به ملائكته المقربون ........وقام به من اختار من أنبيائه وخلفائه وأوليائه فى أرضه يطيعون أمره ص331
مما سبق من نصوص نجد ابن المقفع مؤمن بالله مؤمن برسوله(ص) مؤمن بالأنبياء (ص) فمن أين أتت المقولة بكونه ملحد ينفى رسالات الرسل (ص) ؟
بالقطع لا نجد لذلك أى دليل فيما بين أيدى الناس من الكتب المنسوبة له
المقولة فيما نعرفه أتت من الدراسات التى قام بها بعض الكفار الذين يسميهم البعض مستشرقين أو مستعربين ونشرها فى بلادنا من تتلمذوا على أيديهم
هذا هو المعروف لنا حاليا ولكنى أعتقد أن شخصيات كابن المقفع وابن الراوندى والرازى إما أن تكون شخصيات لا وجود لها على الإطلاق فهى من تأليف لجان الكفر التى هدمت دولة الإسلام الأخيرة وإما أن تكون شخصيات مسلمة تم تشويه تاريخها عمدا واعتبارهم كفارا وهو أمر فعلته أيضا نفس اللجان التى ألفت أكثر من 99% مما يسمى بكتب التراث سواء إسلامية أو نصرانية أو يهودية أو غير ذلك