لجنة الأخبار
مشرف
- المشاركات
- 7,533
- الإقامة
- عرب فوركس
اكثر من معطى واحد يوحي بان الذهب مرشح لتوفير اسعار افضل من الحالية للشراء، ولعل هذه الاسعار تكون حول ال 1000 دولار في مدى الاشهر القادمة. بالطبع التحليل يبقى قابلا للخطأ في ظل متغيرات طارئة غير مرئية حاليا.
ان نظرة تقنية على الرسم البياني للمعدن الاصفر توحي بانه محصور حاليا ضمن مثلث تراجعي قابل للكسر نزولا. حدا هذه المساحة بين ال 1180/85 من الاسفل وال 1210/15 من الاعلى. الكسر نزولا يعزز الرهان التراجعي بينما يضعفه الكسر الصعودي.
ان النظرة التقنية على مؤشر دولار اندكس توحي بان صورة الرأس والكتفين المقلوبة في طريقها للتكوّن النهائي وفي حال كسر خط الرقبة صعودا والتوجه نحو ال100 ، فان هذا التطور سيعزز الافبال على بيع الذهب وبالتالي سيعزز احتمالات كسر ال 1180 نزولا.
ان صح التصور المذكور فان الذهب بهذه الحالة سيكون على مقربة من ال 1000 دولار ولعل الفضة تكون بدورها حول ال 12 دولار للاونصة.
والنفط؟ ما انعكاس هذا التحرك به؟
لا شك بان النفط سيتراجع ايضا بهذه الحالة ، ولكن لا بد من الاخذ بالاعتبار عوامل التأثير الجيوسياسية على اسواق النفط وهي المتأتية من مسالة الحصار الذي سيفرض على مبيعات النفط الايراني وتبعاته.
وهل ينطلق سعر الذهب والفضة مجددا في حركة صعودية ان تحقق مقاس ال 1000 وال 12 دولار لكل منهما؟
هنا لا بد من العودة الى المؤثرات السياسية وهي ترجح هذا الامر . لماذا؟
لان التحليل في هذا النطاق سيتركز على الدولار الذي:
يرتفع حاليا بفعل استمرار ارتفاع الفائدة وجودة المعطيات البيانية الخاصة بالاقتصاد الاميركي.
يرتفع ويؤدي الى ازمة خطرة في ديون البلدان الناشئة وهذا لا يمكن ان يكون دون نهاية.
يرتفع حاليا ومن الواضح جدا ان هذا الارتفاع لا يروق للرئيس ترمب الذي لا يخفي انزعاجه.
هذا يعني انه لا يجب التسليم بان الرئيس الاميركي سيبقى في موقع المتفرج على ارتفاع الدولار. سيأتي اليوم الذي سيتحرك فيه للضغط بوسيلة ما ودفع العملة الى التراجع.
من جهة اخرى لا يجب التقليل من اهمية الحرب التجارية الدائرة بين العملاقين الاقتصاديين الكبيرين وما ستؤدي اليه المفاوضات بينهما بشأنها.
اليوان الصيني الذي ارتبطت تحركاته بالذهب منذ الربيع الماضي ينخفض بفعل فاعل. انخفاض الذهب سيزيد من انخفاضه ولعل انخفاضه ينعكس على الذهب ايضا.
لا نقلل من اهمية الصمود الصيني في وجه الولايات المتحدة في مفاوضات التجارة ورفضها القاطع لفرض اتفاقية شبيهة بتلك التي تم فرضها على اليابان في العام 1988 ( اتفاقية بلازا ) وكانت وراء مشكلة الركود الاقتصادي المزمن للاقتصاد الياباني. بنتيجة اتفاقية بلازا انخفض الدولار مقابل الين بنسبة 50% في سنتين فقط وافقد اليابان نصف قيمة احتياطها النقدي.
وان كانت الصين قد صرحت بحسب انباء صحافية صينية انها ترفض توريطها بمثل هذا الاتفاق ، فهذا يعني مباشرة ودون شك ان هذا الاتفاق تم عرضه على المسؤولين الصينيين من جهة الفدرالي الاميركي والرئيس ترمب.
عرض هذه الاتفاقية على الصين يثبت قطعا انه في كواليس السياسة الاميركية رغبة قوية باضغاف الدولار كما حصل في ثمانينات القرن الماضي. هذا يوحي ايضا وقطعا بان رفض الصين للاتفاقية هذه سيجعل الرئيس الاميركي مضطرا للجوء لسبل اخرى لاضعاف الدولار.
حتى الان لا يبدو ان الساعة قد اتت. الاميركيون يستعملون كل الضغوط المتاحة لدفع الصين للتراجع وبما فيها العسكرية. الاستفزاز العسكري للمدمرة الاميركية الاسبوع الماضي مرتبط بالحرب التجارية ولا يمكن تفسيره بغير ذلك.
الاميركيون يحاولون اذا اعادة عقارب الساعة الى الوراء. الى ثمانينات القرن الماضي واستعادة الاحداث نفسها بارهاب الصين وروسيا بواسطة القوة العسكرية ان في بحر الصين او في البحر المتوسط. ولكن يبقى السؤال حول ما اذا كان الاوان قد فات على ارهاب القوتين الصينية والروسية بالمدمرات الاميركية.
هذه الاجواء تجعلنا نفهم اكثر السبب الذي من اجله سرّع الدبلوماسيون الروس والصينيين والايرانيين في نهاية الشهر الماضي محادثاتهم لادخال ايران الى منظمة شنجهاي للتعاون OCS وهي المواجهة لحلف الناتو. ويجعلنا ندرك السبب الذي من اجله رفض الصينيون السماح لمدمرة اميركية الدخول الى ميناء هونجكونج.
وكل هذا يجعلنا ندرك ان هذه الحرب التجارية التي اطلقها الرئيس الاميركي ترمب انما هي في الحقيقة حربا نقدية خفية، يُلجأ فيها ايضا الى استعراضات القوة العسكرية.
وماذا يعني كل هذا بالنسبة للذهب؟
يعني انه في تلك الايام التي فُرضت فيها اتفاقية بلازا على اليابان سارع الحاذقون في السوق في فترة المفاوضات لىشراء الذهب. القمة التي بلغها الذهب يومها تسجلت في نفس اليوم الذي توقف فيه الدولار عن التراجع. انه الاول من يناير العام 1988. ارتفاع الذهب استمر من العام 1984 الى العام 1988.
العبرة:
تراجعات الذهب حظوظ شراء. تراجعات الفضة ايضا.
الدولار يرتفع حاليا، ولكن ليس الى ما لا نهاية.
تراجع الدولار بقوة، قد يعني ارتفاع الذهب.. وبقوة ايضا…
ويبقى القول ان هذا ما يقوله المنطق السليم، ويبقى احتمال الخطأ واردا كما هو الحال في كل الرؤى والتحليلات..!