- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
أغلب علماء الاقتصاد يؤمنون بمقولة "أفضل علاج لارتفاع الأسعار هو ارتفاع الأسعار نفسه"، وبالنظر إلى أحوال سوق النقط في الفترة الأخيرة نتأكد من صحة هذه المقولة، حيث ساهمت الأسعار المرتفعة للنفط التي استمرت حتى عام 2014، إلى زيادة الكفاءة في الصناعة وقطاعات الطاقة الأخرى، إلا أنها تسببت في تخمة المعروض وهبوط حاد للأسعار.
وقال "جون كيلدوف" الشريك المؤسس لـ"أجين كابيتال" لإدارة الأصول، أن أسعار النفط المرتفعة كانت السبب وراء دفعنا إلى المزيد من الابتكارات في العديد من المجالات المتعلقة بالنفط الصخري، بالإضافة إلى أنها كانت من الأسباب التي جعلت مشغلي النفط يخوضون مخاطر أكبر بكثير.
في الوقت الراهن، تشهد أسعار النفط ارتفاع جديد وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي جعل الأذهان تتذكر فوائد مصادر الطاقة البديلة الأفضل والأرخص، والاتجاه إلى الاستثمار فيها.
ومن جانبه قال "جون ايتشبرجر"الرئيس التنفيذي لـ"فيولز إنستيتيوت" - مؤسسة غير ربحية تراقب سوق النفط - أنه يعتقد أن سوق النفط سيشهد بعض التغيرات ولكن ليست في الوقت الحالي لأنه سيستغرق بعض الوقت، فالسوق النفطي أمامه أربعة أو خمسة عقود على الأقل قبل تغير أي شيء به.
أما وكالة الطاقة الدولية فتتوقع استمرار زيادة الطلب على النفط حتى عام 2040، وسيساعد في ذلك الأسواق الناشئة مثل الهند وبعض الصناعات الضخمة مثل الناقلات البحرية والنقل بالشاحنات والطيران والبتروكيماويات، أما المصادر المتجددة والغاز الطبيعي سيستحوذان على حصة كبيرة من الطلب العالمي على الطاقة، وذلك لأن الصين التي تعد أكبر ملوث بالعالم بدأت في الوقت الحالي تقود الطريق نحو الطاقة النظيفة.
وتشير توقعات وكالة الطاقة الدولية إلى أن واحدة من كل أربع مركبات تسير في الصين ستكون
توقع وكالة الطاقة الدولية أنه بحلول عام 2040 ستكون واحدة من كل أربع مركبات تسير في شوارع الصين، كهربائية، وسيكون عدد السيارات الكهربائية العالمية في هذا الوقت حوالي 280 مليون سيارة، بدلًا من مليوني سيارة في الوقت الحالي.
وبالطبع سيكون للتحول الكبير إلى السيارات الكهربائية آثار كبيرة على النفط، الذي يغذي أكثر من نصف وسائل النقل في العالم، وفي هذا الصدد قال "ايتشبرجر" أن السيارات الكهربائية ستنافس نظيرتها ا ذات محركات الاحتراق الداخلي وربما تتغلب عليها، من حيث التكلفة، إلا أنه حذر أنه حتى مع زيادة مبيعات السيارات الكهربائية فان الأمر سوف يسغرق عقودًا لتدشين البنية التحتية التي تمكنها من تجاوز الانتشار الكبير لمركبات الديزل والبنزين.