إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

هل تؤثر طباعك الشخصية على فرصك في الفوز بوظيفة؟

ali ezzat

المشرف العام
المشاركات
23,727
الإقامة
البحيرة
هل تؤثر طباعك الشخصية على فرصك في الفوز بوظيفة؟












عندما يكون المرء بصدد خوض مقابلة للالتحاق بوظيفة ما، فمن المنطقي أن يفترض أن نجاحه في تحقيق هذا الهدف يتوقف على تقديمه لسيرة ذاتية متميزة، وتقديم نفسه على نحو جيد للآخرين، والأهم من ذلك؛ الإجابة عن الأسئلة المطروحة عليه بشكل صحيح.
لكن الإيماءات التي قد تصدر عن المرء، أو اتصافه بسلوكيات وطباعٍ معينة ربما تكون غريبة الأطوار، قد تحرمه من الحصول على الوظيفة التي يرغب في نيلها.
وفي واقع الأمر، يمكن أن تكشف أمورٌ مثل هذه الكثير من الأشياء الإيجابية أو السلبية عنك، حتى وإن لم ترد أنت ذلك. كما أننا نُقْدِمُ في أغلب الوقت على تصرفاتٍ وطباعٍ كهذه، دون حتى أن ندرك أننا نقوم بها من الأصل.
فإذا صدرت منك تصرفات متكررة، بوعي أو غير وعي، من قبيل إغماض عينيّك وفتحهما بسرعة، أو لمس شعرك، أو إدارة خاتمٍ ترتديه في أحد أصابعك حول نفسه، قد يحدث ذلك تأثيراً أكبر مما تَحْسَب في القائمين على إجراء المقابلة معك.
وفي هذا السياق، تقول إيزابيل شويرمان، وهي مدربة على آداب السلوك وخبيرة استشارية في مجال تكوين الصورة الذهنية تعمل بالقرب من مدينة فرانكفورت الألمانية، إن "جسدك لا يمكنه إلا أن يتواصل" مع من حولك.
فقد يمثل عدم حدوث اتصال بصري بينك وبين الآخرين – على سبيل المثال – مؤشراً على أنه يصعب عليك إبداء الثقة في أحد. كما قد يشير وضعك لإحدى ساقيك خلف الأخرى، إلى أنك تشعر بعدم الاطمئنان.
ويمكن الإشارة هنا إلى تجربةٍ خاضها اثنان من المديرين التنفيذيين، خضعا لتدريبٍ لتحسين مهاراتهما، فيما يتعلق بإجراء مقابلات مع المتقدمين للوظائف.
وفي إطار التدريب، التي تولته خبيرة متخصصة في هذا الشأن، شاهد الاثنان نفسيهما على شريط مصور، وهما يومئان برأسيهما بشكل مستمر تقريباً، خلال مقابلة افتراضية لعبا فيها دور المتقدم للوظيفة وليس العكس.
وتقول جينس بورتش - التي تولت إجراء التدريب - إن هذين الشخصين ظهرا كما لو كانا "مهزومين تماماً" بعدما رأياه. وتتذكر بورتش، التي تعمل في منطقة ميلووكي بولاية ويسكُنسِن الأمريكية، ما حدث قائلة: "أعتقد أن أحدهما أومأ برأسه لنحو 300 مرة خلال نصف ساعة".





وفي إطار جهودها لتمكين عملائها من الترقي في السلم الوظيفي، توضح لهم هذه السيدة الإيماءات والطباع والتصرفات الغريبة التي تصدر منهم، دون أن يكونوا هم على علم بها ربما.
الأمر الجيد هنا أن بوسعك التخلص من تلك السلوكيات. ومثلما حدث للمديريّن التنفيذييّن اللذيّن تحدثنا عنهما؛ يشكل الوعي بوجود مثل هذه الأمور الخطوة الأولى على طريق الإقلاع عنها.
لكن عليك توخي الحذر، فمن الصعوبة بمكان أن تكبح جماح طباعٍ وتصرفاتٍ غريبة كتلك إذا ما كنت عصبياً. على كل الأحوال، فيما يلي بعض الخطوات التي يمكن لك اتباعها في هذا الصدد.
واجه طباعك الغريبة

يشكل إقرارك بالطباع والتصرفات غريبة الأطوار التي تتصف بها، أولى خطوات كبح جماح ذلك. ويمكنك في هذه الحالة تقمص دور المتقدم لوظيفة، والحديث إلى شخص وهمي تفترض أنه من يجري معك المقابلة الخاصة بهذا الأمر، ومواصلة الحديث معه إلى أن تنجح في السيطرة على الإيماءات العصبية التي تصدر منك.
وقد يفيد ذلك - مثلاً - في تقليص الوقت الذي تهدره وأنت تطقطق مفاصل أصابعك، أو تفرك جلدك، أو تحدق بنظرة جانبية في القائم على إجراء المقابلة معك، دون النظر في عينيه مباشرة.
لكن هناك من ينصح بأن يُقر المرء بأن لديه بعض التصرفات المزعجة والطباع غريبة الأطوار، عندما تبدر منه خلال المقابلة.
من بين هؤلاء دانييلا ليمان-شتاين، التي ترأس قسم الموارد البشرية في شركة نيلسن القابضة بمدينة فرانكفورت الألمانية، والتي سبق لها أن قامت بتوظيف عشرات الأشخاص خلال عملها في هذا القسم وأقسام مماثلة له في العديد من الشركات متعددة الجنسيات على مدار 17 عاماً.





وتقول هذه السيدة إنها قاومت خلال تلقيها تدريبات على كيفية إجراء مقابلات مع المتقدمين للوظائف، أن تتعامل بشكل نمطي مع الأمور الخاصة بإصدار بعض الأشخاص لسلوكيات أو تصرفات غريبة أو عصبية أو مزعجة.
فلم تكن تسعى إلى تركيز تفكيرها – مثلاً – على هذه النقطة تحديداً خلال المقابلات، بغية إعطاء حكمٍ قاطع، حول ما إذا كان الشخص الجالس أمامها يصدر تصرفاتٍ مثل هذه أم لا.
بدلاً من ذلك، كانت ليمان-شتاين تركز اهتمامها على التعرف على شخصية المتقدم للوظيفة بدقة، ومراقبة كيفية تعامله مع موقفٍ يشهد حدوث أمورٍ مُشتتةٍ للانتباه، من قبيل سلوكياتٍ كتلك.
وتمضي هذه السيدة قائلة إن تصرف المرء بصدق وعفوية "أمرٌ مهم للغاية، فإذا وصف شخص ما نفسه بأنه منفتح للغاية في التعامل مع الآخرين، وفي الوقت نفسه جلس على نحو منغلق بشدة على النفس، بإبقاء الكتفين والذراعين شديدي القرب من الجسد، فإن ذلك.. (يشكل) تناقضاً".
ولكنها تستدرك بالقول إن ذلك لا يعني "أنني أفحص المتقدم طيلة الوقت، ساعيةً لرصد أي تناقضات".
وفي الوقت ذاته، تقول ليمان-شتاين إنها غالباً ما تشعر بالإعجاب حيال من يتعاملون – جهراً ومباشرة – مع الإيماءات وردود الفعل الجسدية التي قد تصدر منهم في مواقف معينة.
وتوضح بالقول: "من المفيد في بعض الأحيان التعامل بشكل هجومي أو عدواني مع هذا الأمر. فإذا كنت أعلم أن بقعاً حمراء تظهر على وجهي ورقبتي عندما أكون قلقة أو متوترة، وأن ذلك أمرٌ يشكل مبعث قلقٍ بالنسبة لي، فمن الممكن أن أتعامل مع ذلك بالقول (لمن يجرون المقابلة) ، 'رغم أنني أتورد حمرةً الآن، فإنني غير قابلة للاهتزاز بسهولة كما قد يبدو. لقد كان بمقدوري إظهار القدرة على الصمود في مواقف متنوعة'"




وتوضح ليمان-شتاين أن إتباع طريقةٍ مثل هذه، قد يكون مفيداً للتعامل مع هذه المشكلة وتجاوزها "بدلا من التفكير في الأمر والقول بيني وبين نفسي 'أنا أتورد حمرةً الآن، هل يرون ذلك؟'". كما أن التعامل على نحو ساخر ومازح مع مثل هذه التصرفات المزعجة أو غريبة الأطوار، ربما يشكل السبيل الأمثل لمعالجة آثارها، إذا كان من العسير على صاحبها إخفاؤها عن الأعين.
وفي هذا الصدد، تقول ليمان-شتاين إنها تتمنى لو كان لدى المرشحين للوظائف القدرة على التصرف بعفوية وصدق وشجاعة أكبر فيما يتعلق بالتعامل مع مواقف مثل هذه.
وتضيف بالقول: "يتطلب الأمر قدراً معيناً من التأمل الذاتي، لكي أكون قادرةً على تقديم نفسي وشرح تصرفاتي المزعجة وغريبة الأطوار. وإذا ما كنت أعلم بوجود نزعة ما لديّ لإغماض جفنيّ وفتحهما بسرعة، فبوسعي التعامل مع هذه المسألة بطريقة مازحة فكاهية".
لماذا نفعل ذلك؟

وبنظر بورتش؛ يكون للإيماءات ذات الطابع العصبي أصلٌ نفسي في الغالب. ولذا فبمقدورك التقليل من تصرفاتك المزعجة والغريبة غير المرغوب فيها، إذا ما استطعت تحديد أسبابها.
فعلى سبيل المثال، ترى بورتش أن المرء يشعر في بعض الأحيان بعدم الطمأنينة أو الثقة نتيجة إحساسه بأنه غير مستعد لخوض المقابلة الخاصة بالحصول على وظيفة ما.
وقد رأت بنفسها كيف نجح بعض عملائها في التغلب على هذه المشكلة، عبر الاستعداد الجيد للمقابلة. وتقول إن ذلك "يُحدث فارقاً هائلاً فيما يتعلق بقدرتك على التقديم الشامل والكامل لنفسك خلال المقابلة".
أما شويرمان فترى أن الانطباع العام الذي يخلّفه المرء خلال هذه المقابلات يكون على الأرجح أقوى أثراً مما يبقى في الذاكرة من تداعيات تصرف أو سلوك معين يصدر عن المرء.





فالاهتمام الأكبر لمن يجري مثل هذه المقابلات، لا ينصب على كيف ولماذا تفرك يديك ببعضهما البعض كثيراً، بل إنه يهتم بالكيفية التي ستمثل بها الشركة إذا عملت بها، عبر كل ما لديك من مواهب ومهارات، وحتى توجهات وطباع غريبة أيضاً.
حزمة متكاملة

ولذا فمن حسن حظك أن يجري لك مقابلة التوظيف أناسٌ مثل شويرمان، تلك السيدة التي تنظر إلى المرشح للوظيفة ككل، وتقول :"لا يتعين عليك قط أن تفسر أو تأول إيماءةً واحدة، إذ تحتاج إلى أربعة أو خمسة براهين أو أدلة لكي تَخْلُص إلى تفسير" لشخصية من تجري له المقابلة.
وفي الآونة الأخيرة، تلقت هذه السيدة – المهتمة بما يُعرف بلغة الجسد منذ أمدٍ طويل – دورة تدريبية بشأن كيفية تفسير التعبيرات الطفيفة التي تظهر على الوجوه، وهي مقدرة وظفتها في إطار التقنيات التي تستخدمها خلال إجراء المقابلات لطالبي الوظائف.
وفي هذا السياق، تعمد شويرمان إلى قول عبارات من قبيل: "رأيت على وجهك للتو كذا وكذا، ويبدو من وجهة نظري أن لديك بعض الشكوك".
ويسمح هذا الأسلوب لـ"شويرمان" بالانخراط في حوارٍ مع الشخص الذي تجري له المقابلة، حول ما يريد التواصل بشأنه معها.
في نهاية المطاف، يمكن القول إن غالبية القرارات الخاصة بالتوظيف تعتمد على عدد كبير من العوامل.
وفي معرض استعادتها للفترة التي عملت خلالها في مصرف "دويتشه بنك" في فرانكفورت؛ سواء في قسم الموارد البشرية أو في قسم التطوير المهني أو في مناصب إدارية قيادية، تقول شويرمان إن من نجحوا في الحصول على وظائف في المصرف – خلال فترة عملها هذه - لم يثبتوا تميزهم في الأمور التقنية المتعلقة بالعمل فحسب، وإنما كان تميزهم هذا يمتد إلى شخصياتهم كذلك.
وتشير إلى أن هؤلاء كانوا على دراية بكيفية الانخراط في أحاديث غير رسمية مع الآخرين، وكانوا يدركون كيف يقودون مرؤوسيهم ويتواصلون معهم، من خلال توظيف كل ما لديهم من سمات شخصية جذابة.

 
عودة
أعلى