لجنة الأخبار
مشرف
- المشاركات
- 7,533
- الإقامة
- عرب فوركس
الفدرالي يجتمع وسط يقين تجاه صدور قرار برفع الفائدة، وخلاف تجاه ما سيكون بعد هذا القرار.
الاسواق تتقلب تفاعلا مع المستجدات . خوف وأمل سببان لتقلبات حتى في الجلسة الواحدة في البورصات العالمية. وازدياد القلق من حدوث ركود اقتصادي.
الصين تُقلق. ومنطقة اليورو ايضا.
وسط هذه الاجواء تتجه الانظار الى الفدرالي.
على برنامج هذا الاسبوع ايضا:
اجتماع المركزي الياباني والبريطاني يوم الخميس.
طلبيات السلع المعمرة والناتج المحلي الاجمالي يوم الجمعة.
الفدرالي الاميركي يستعد لرفع الفائدة في اجتماعه المرتقب هذا الاسبوع والذي ستصدر قراراته الاربعاء. هذا بات معلوما ومُتفق عليه بنسبة عالية بين المحللين الاقتصاديين، ذلك ان الاقتصاد في حالة جيدة والتضخم مستهدف وسوق العمل ديناميكي للغاية.
هذا بات معلوما،ولكن الاهم من كل هذا، ونظرا للسحب التي تتجمع في افق الاقتصاد الاميركي كما العالمي، هو السؤال حول ما سيكون عليه الامر في ما بعد.
الكل يسأل: هل سيتمكن الفدرالي من متابعة رفع الفائدة في السنة القادمة وبنفس الوتيرة كما كان معتقدا؟
الخلاف واضح في التقديرات والرؤى. هي تتراوح بين من يبشر بالاستمرار والتنبؤ باربعة قرارات في العام القادم، ومن يرى ان العام القادم لن يشهد اي رفع للفائدة. هذا واقع مثقل على الاسواق.
الاقتصاديون يتوقعون قيام اللجنة النقدية برفع أسعار الفائدة لليلة واحدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 2.25٪ إلى 2.50٪ بعد الاجتماع النقدي يومين يوم الاربعاء. وستكون هذه هي الزيادة الرابعة هذا العام والتاسعة منذ نهاية عام 2015 عندما خرج الفدرالي من السياسة النقدية ذات المعدل الصفر التي استمرت سبع سنوات.
ثمة من يدافع عن نظرية استمرار ارتفاع الفائدة في السنة القادمة على خلفية استفادة الفدرالي فيما بعد بالعودة الى محاربة الركود الاقتصادي ان هو اطل برأسه، بامتلاكه هامش تحرك ممكن بالعودة الى تخفيض الفائدة من جديد. هذا كلام يستحق التوقف عنده، ولكنه ليس بالحجة الكافية المُعلّلة لاعتماد مبدأ الاستمرار برفع الفائدة.
ثمة من يرفض اذا هذا المنطق ويجادل من منظور آخر: في الأفق ، تتجمع الغيوم وتتكدس منذرة بعاصفة ما قد لا تتاخر. جيروم باول بدأ استشعار هذا الخطأ . هذا ما دفعه مؤخرا الى تغيير نبرة حديثه معتبرا ان الفوائد قاربت جدا المستويات المحايدة العادية الطبيعية لها. هو تخلى بوضوح عن كلام مكرر في الاشهر الماضية مفاده ان “هناك حاجة إلى زيادة تدريجية في معدل الفائدة”. هذا الكلام تم تفسيره على أنه احتمال حدوث تغيير في ما كان متوقعا. ومع ذلك ، يصعب تقييم هذا المستوى المحايد ، حيث يقارن الاقتصاديون بين فائدة تراوح 2.5٪ و 3.5٪. وهذه تقديرات غير حاسمة يصعب التعويل عليها لتفسير كلام جيروم باول بصورة دقيقة.
الحرب التجارية التي أطلقها دونالد ترامب، والرسوم الجمركية العقابية، والردود الصينية المؤكدة ،والتقلب الشديد في سوق الأسهم، والتشكك بامكانية التوصل الى اتفاق قريب بين العملاقين الاقتصاديين، وخاصة تباطؤ النمو في الخارج سوف يثقل دون شك على أكبر اقتصاد في العالم. هذا واقع يسمح باعتماد الحذر من الرهان الموثوق على ثلاثة قرارات رفع للفائدة في العام المقبل.
في تعليقات أعضاء الفيدرالي تظهر حقيقة أنهم يعيدون التفكير بشكل كبير في وتيرة الزيادات، كما جاء في مذكرة أكسفورد الاقتصادية التي تنص الآن على اعتماد رفع للفائدة في معدل قرارين بدلا من ثلاثة.
وان تبررت هذه الملاحظات او ترجحت من خلال تصريحات جيروم باول يوم الاربعاء فان الدولار سيكون امام حركة تراجعية لا بد لليورو من الافادة منها.
أما بالنسبة لبورصة نيويورك، فهي سجلت تراجعا حادا بحدة الجمعة. ان الاسواق تتطلع بحذر الى التوترات التجارية عبر التراجعات اليومية، وتأخذ بالحسبان مخاطر تباطؤ النمو الصيني، وهي لا تقلل من اهمية مسالة البركسيت وانعكاساتها السلبية، ولا تنسى تباطؤ سوق العقارات ، و احتمال ان يكون الفدرالي مصمما على التكتم في هذه المرحلة على ما ينوي فعله خشية من الخطأ بارتباطه بوعود قد يضطر الى التراجع عنها نظرا لدقة المرحلة.
النفور من المخاطرة يزداد كل يوم ومن خلال إشارات التحذير وعلى راسها تراجع عائدات السندات الأمريكية ، وهي ظاهرة تنذر تاريخياً بوصول الركود في غضون عام إلى عامين.
يجب أن نذكر أيضًا ظاهرة ما يُسمى ب”صليب الموت” الذي تشكل على مؤشر S & P-500 ، وهو المؤشر البياني الذي يظهر عند انخفاض متوسط متحرك قريب لكسر متوسط متحرك طويل أيضًا. في هذه الحالة ، انخفض المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 أدنى من المتوسط المتحرك لمائتين يوم ، والذي يشير تاريخياً إلى المزيد من الانخفاضات في الأسهم قبل الارتداد. علامة أخرى غير سارة ، ما يقرب من نصف مكونات S & P-500 أصبحت الآن رسمياً في منطقة “سوق هابطة” يحددها انخفاض بنسبة 20٪ أو أكثر مقارنة مع الذروة الأخيرة في السنة.
اخيرا، قد يعتزم جيروم باول فصل نفسه عن رسالة السياسة النقدية في البيان الرسمي ، حيث أنه طمأن الأسواق سابقا من خلال الإشارة إلى المسار الذي يليه.
هو ايضا، وعد بالتحدث أكثر وبالايضاح أكثر في مؤتمراته الصحافية.. من هنا اهمية هذا الموعد.. فلنترقبه إذن..!