رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,708
- الإقامة
- مصر
نقد كتاب جزء في ذم المكس
جامع روايات الكتاب هو السيوطي وهو يدور حول الروايات الواردة فى المكس وهو ما يسمى حاليا بالضرائب والعوائد التى تجمعها الدول تحت مسميات عديدة كالضرائب التجارية والعقارية والتراخيص والرسوم وشهادات الميلاد والوفاة والبطاقات والدمغات وما إلى ذلك
المكس جمع فيه السيوطى روايات قليلة هى:
1- أخبرني شيخنا الإمام العلامة تقي الدين أحمد بن محمد الشمني - رحمه الله تعالى - , أنبأنا عبد الله بن علي , أنبأنا أبو الحسن العوضي , أنبأتنا زينب بنت مكي حينئد , وكتب إلي عاليا أبو عبد الله الحلبي عن الصلاح بن أبي عمر , أنبأنا أبو الحسن بن البخاري , قال : أخبرنا أبو علي الرصافي , أنبأنا أبو القاسم ابن الحصين , أنبأنا أبو علي التميمي , أنبانا أبو بكر القطيعي , حدثنا ابن حبيب , عن عبد الرحمن بن شماسة التجيبي , عن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" لا يدخل الجنة صاحب مكس " هذا حديث صحيح , أخرجه أبو داود , وابن خزيمة في صحيحه , والحاكم في مستدركه , والدارمي في مسنده , كلهم من رواية ابن إسحاق وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم"
الرواية صحيحة المعنى والمستفاد منها أن من يشرع الضريبة ومن يعمل فى كتابتها ويعمل على جمعها يدخل النار لأنها لم ترد فى شرع الله
2- وبه إلى الإمام أحمد قال : حدثتنا صفية بنت سعيد , حدثنا ابن لهيعة , عن يزيد بن أبي حبيب , عن أبي الخير قال :عرض مسلمة بن مخلد و كان أميرا على مصر على رويفع بن ثابت أن يوليه العشور , فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" إن صاحب المكس في النار " هذ ا حديث حسن , أخرجه الطبراني في الكبير بنحوه وابن لهيعة حاله معروف , والحديث الأول يعضده"
معنى الكلام المنسوب للنبى(ص) صحيح وإن كانت الرواية وأشخاصها لا وجود لهم فى الزمن المكتوب تاريخيا
3- وبه إلى الإمام أحمد حدثنا موسى بن داود , وقشير بن سعيد قالا , حدثنا ابن لهيعة , عن يزيد بن أبي حبيب , عن مخيس بن ظبيان , عن عبد الرحمن بن أبي حسان , عن رجل من بني جذام عن مالك بن عتاهية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا لقيتم عاشرا فاقتلوه " أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن عبد الملك بن مسلمة , عن ابن لهيعة به "
معنى الرواية صحيح فالعاشر وهو العشار أى من يعمل فى الضرائب بأى صورة يجب قتله لأنه ابتدع ما لم يشرعه الله وسرق أموال الناس بالقوة التى تخيف الناس والتى يسمونها قوة القانون سواء كان معه قوة من الشرطة أو خاف الناس فدفعوا وهو ما سماه الله الفساد أو حرب الله فى آية الحرابة
4- وبه الى الإمام أحمد قال : عبد الصمد وعفان , قالا حدثنا حماد بن سلمة , حدثنا علي بن زيد , عن الحسن :أن ابن عامر استعمل كلاب بن أمية على الأيلة , وعثمان بن أبي العاص في أرضه , فأتاه عثمان فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" إن بالليل ساعة تفتح فيها أبواب السماء , ينادي مناد : هل من سائل فأعطيه ؟ هل من داع فاستجيب له ؟ , هل من مستغفر فأغفر له ؟ وإن داود خرج ذات ليلة , فقال : لا يسأل الله أحد شيئا إلا أعطاه , إلا أن يكون ساحرا , أو عشارا "فدعا كلاب بقرقور فـركب فيه , وانحدر إلى ابن عامر , فقال : دونك عملك , قال : لم قال : حدثنا عثمان بكذا وكذا وفي لفظ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كان لداود ساعة يوقظ فيها أهله يقول : يا آل داود , قوموا فصلوا , فإن هذه يستجاب فيها الدعاء , إلا لـساحر , أو عاشر "ورواه الطبراني في الأوسط من طريق آخر "
الخطأ فى الرواية فتح أبواب السماء لساعة وأبواب السماء مقفلة كما قال تعالى " وما لها من فروج"
والخطأ ان تنكير المنادى وكأن الله ليس هو موجود فإن كان غير الله فلا يمكن أن يغفر الذنوب أو يعطى لأن الله هو من يغفر ويعطى
الرواية السابقة ليس فيها تحديد لزمن فتح الأبواب وهو ما يناقض أنها تفتح فى زمن منتصف الليل كما ان الذين لا يغفر لهم هم الساحر والعشار وهو ما يناقض كونها الزانية والعشار فى الرواية التالية:
5- وبه إلى أبي الحسن ابن البخاري , أنبانا أبو المكارم التيمي , أنبانا أبو علي الحداد , أنبانا أبو نعيم , أنبانا الطبراني في الأوسط حدثنا إبراهيم , حدثنا عبد الرحمن بن سلام , حدثنا داود العطار , عن هشام بن حسان , عن محمد بن سيرين , عن عثمان بن أبي العاص الثقفي , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد : هل من داع فيستجاب له , هل من سائل فيعطى , هل من مكروب فيفرج عنه , فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله له., إلا زانية تسعى بفرجها , أو عشار " أخرجه الطبراني في الكبير بلفظ :" إن الله يدنو من خلقه , فيغفر لمن يستغفر , إلا لبغي بفرجها , أو لعشار "
الخطأ المشترك الأخر بين الروايتين هو عدم المغفرة للسحرة والعشارين والزانيات وهو ما يناقض ان الله يغفر كل الذنوب لمن تاب فاستغفر كما قال تعالى :
"إن الله يغفر الذنوب جميعا"
وقال :
"ومن يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"
وفى الروايات نلاحظ التفرقة بين الساحرة والساحرة والعشار والعشارة والزانية والزانى مع أن كل واحد من الاثنين ارتكب نفس الجريمة
6- وبه إلى أبي نعيم , حدثنا أبو علي بن الصواف , حدثنا بشر بن موسى , حدثنا عمرو بن علي الفلاس , حدثنا يعلى بن إبراهيم الغزال , حدثنا الهيثم بن حماد , عن أبي كثير , عن زيد بن أرقم " كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض سكك المدينة , فمررنا بخباء أعرابي , فاذا ظبية مشدودة , فقالت : يارسول الله , إن هذا الأعرابي صادني فلا هو يذبحني فأستريح , ولا هو يتركني فأذهب , ولي خشفان في البرية , وقد تعقد هذا اللبن في أخلافي فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أطلقتك ترجعي , قالت : نعم , وإلا عذبني الله عذاب العشار , فأطلقها فذهبت ثم رجعت " هذا حديث حسن بشواهده , أخرجه البيهقي في الدلائل والهيثم ضعيف , وشيخه مجهول لكن ورد من حديث أبي سعيد أخرجه البيهقي "
هنا لها طفلان أى خشفان وهو ما يناقض كونه طفل أى خشف واحد وله صاحب واحد هو الأعرابى وهو ما يناقض كونهم أصحاب جمع فى الرواية التالية:
" مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بظبية مربوطة إلى خباء , فقالت : يا رسول الله خلني حتى أذهب فأرضع خشفي , ثم أرجع فتربطني , فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : صيد قوم وربيطة قوم , قال : فأخذ عليها فحلفت له قال : فحلها فما مكثت إلا قليلا حتى جاءت , وقد نفضت ما في ضرعها , فربطها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أتى خباء أصحابها فاستوهبها منهم , فوهبوها له , فحلها , ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لو تعلم البهائم من الموت ما تعلمون ما أكلتم منها سمينا أبدأ "
قلت : هذا إسناد ضعيف , عطية هو ابن سعيد العوفي تابعي معروف , ضعيف الحفظ , مشهور بالتدليس القبيح , قاله الحافظ في "طبقات المدلسين", وهو هنا قد عنعن , وخالد بن طهمان ضعفه بن معين , وقال : خلط قبل موته بعشر سنين, وكان قبل ذلك ثقة , وعلي بن قادم قال أبو حاتم : محله الصدق ، و ضعفه ابن معين والحاكم في الإكليل عن أنس وأخرجه الطبراني في الاوسط عن أم سلمة , وأخرجه في الكبير أيضا"
رواية من الخرافات التى تجهلنا مجانين لو صدقناها وأغلاطها هى:
الأول كلام الظبية للنبى(ص) ورده عليها وهى بذلك آية أى معجزة وقد منع الله الآيات وهى المعجزات من عهد النبى(ص) ألخير فقال "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
الثانى أم الظبية تدخل النار كالعشار إن لم تعد والظبى ليس إنسى ولا جنى حتى يدخل النار قمن يدخلها الجن والإنس فقط كما قال تعالى :
"ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس"
7- وبه الى الطبراني حدثنا محمد بن نوح , حدثنا وهب بن حفص , حدثنا عثمان بن عبد الرحمن , عن إبراهيم بن يزيد , عن عمرو بن دينار :
أنه صحب ابن عمر في السفر , فكان إذا طلع سهيل قال : لعن الله سهيلا , فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" كان عشارا يظلمهم , ويغصبهم أموالهم , فمسخه الله شهابا , فجعله حيث ترون "
أخرجه البزار في مسنده , وابراهيم هو الخوزي متروك وتابعه مبشر بن عبيد , وهو متروك أيضا , عن زيد أبن أسلم , عن ابن عمر
8- وورد من حديث علي أخرجه في "الكبير" بلفظ : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
" لعن الله سهيلا ثلاث مرات , فإنه كان يعشر الناس في الأرض , فمسخه الله شهابا "
الخطأ المشترك هو أن النجم المسمى سهيل كان إنسيا عشارا فمسخه الله نجما وهو كلام مضحك فالمسخ يكون يكون فى الأرض وليس فى السماء كما أن النجوم كلها خلقت فى بداية الخليقة كما قال تعالى :
"فقضاهن سبع سموات فى يومين وأوحى فى كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا"
والخبل أن مسخ شهابا وليس نجما ومن المعروف أن الشهب فى القرآن ألسنة نارية تخرج لحرق المتصنتين ولا يبقى لها وللمحروق منها أثر كما قال تعالى :
إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب"
9- أنبئت عن............, , أنبأنا عن أبي الحسن البغدادي , أنبانا أبو الفضل بن ناصر في كتابه , عن أبي القاسم بن منده , أنبأنا أبو مجلز بن صالح , أنبأنا أبو الشيخ بن حيان , حدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد , ثنا زيد بن الحريش , حدثنا حسين الأشقر , حدثنا أسباط , عن السدي , عن منصور , عن مجاهد :
" في قوله تعالى : { ولا تقعدوا بكل صراط توعدون } الأعراف: من الآية86 قال : نزلت في المكاسين "
بالقطع نزلت فى كل المتوعدين أى المهددين لأخرين بأى شىء سواء اغتصاب مال أو اغتصاب عرض أو ضرب أو قتل أو غير ذلك
وفى النهاية ذكر السيوطى بيتين من الشعر قالهما فى العشارين فقال:
10- وأنشدكم لنفسي :
اقتل في المكس ولا تكترث *** إن حرموا ذلك أو حللوه
فإن خير الخلق أوصى بأن *** إذا لقيتم عاشرا فاقتلوه"
جامع روايات الكتاب هو السيوطي وهو يدور حول الروايات الواردة فى المكس وهو ما يسمى حاليا بالضرائب والعوائد التى تجمعها الدول تحت مسميات عديدة كالضرائب التجارية والعقارية والتراخيص والرسوم وشهادات الميلاد والوفاة والبطاقات والدمغات وما إلى ذلك
المكس جمع فيه السيوطى روايات قليلة هى:
1- أخبرني شيخنا الإمام العلامة تقي الدين أحمد بن محمد الشمني - رحمه الله تعالى - , أنبأنا عبد الله بن علي , أنبأنا أبو الحسن العوضي , أنبأتنا زينب بنت مكي حينئد , وكتب إلي عاليا أبو عبد الله الحلبي عن الصلاح بن أبي عمر , أنبأنا أبو الحسن بن البخاري , قال : أخبرنا أبو علي الرصافي , أنبأنا أبو القاسم ابن الحصين , أنبأنا أبو علي التميمي , أنبانا أبو بكر القطيعي , حدثنا ابن حبيب , عن عبد الرحمن بن شماسة التجيبي , عن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" لا يدخل الجنة صاحب مكس " هذا حديث صحيح , أخرجه أبو داود , وابن خزيمة في صحيحه , والحاكم في مستدركه , والدارمي في مسنده , كلهم من رواية ابن إسحاق وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم"
الرواية صحيحة المعنى والمستفاد منها أن من يشرع الضريبة ومن يعمل فى كتابتها ويعمل على جمعها يدخل النار لأنها لم ترد فى شرع الله
2- وبه إلى الإمام أحمد قال : حدثتنا صفية بنت سعيد , حدثنا ابن لهيعة , عن يزيد بن أبي حبيب , عن أبي الخير قال :عرض مسلمة بن مخلد و كان أميرا على مصر على رويفع بن ثابت أن يوليه العشور , فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" إن صاحب المكس في النار " هذ ا حديث حسن , أخرجه الطبراني في الكبير بنحوه وابن لهيعة حاله معروف , والحديث الأول يعضده"
معنى الكلام المنسوب للنبى(ص) صحيح وإن كانت الرواية وأشخاصها لا وجود لهم فى الزمن المكتوب تاريخيا
3- وبه إلى الإمام أحمد حدثنا موسى بن داود , وقشير بن سعيد قالا , حدثنا ابن لهيعة , عن يزيد بن أبي حبيب , عن مخيس بن ظبيان , عن عبد الرحمن بن أبي حسان , عن رجل من بني جذام عن مالك بن عتاهية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا لقيتم عاشرا فاقتلوه " أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن عبد الملك بن مسلمة , عن ابن لهيعة به "
معنى الرواية صحيح فالعاشر وهو العشار أى من يعمل فى الضرائب بأى صورة يجب قتله لأنه ابتدع ما لم يشرعه الله وسرق أموال الناس بالقوة التى تخيف الناس والتى يسمونها قوة القانون سواء كان معه قوة من الشرطة أو خاف الناس فدفعوا وهو ما سماه الله الفساد أو حرب الله فى آية الحرابة
4- وبه الى الإمام أحمد قال : عبد الصمد وعفان , قالا حدثنا حماد بن سلمة , حدثنا علي بن زيد , عن الحسن :أن ابن عامر استعمل كلاب بن أمية على الأيلة , وعثمان بن أبي العاص في أرضه , فأتاه عثمان فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" إن بالليل ساعة تفتح فيها أبواب السماء , ينادي مناد : هل من سائل فأعطيه ؟ هل من داع فاستجيب له ؟ , هل من مستغفر فأغفر له ؟ وإن داود خرج ذات ليلة , فقال : لا يسأل الله أحد شيئا إلا أعطاه , إلا أن يكون ساحرا , أو عشارا "فدعا كلاب بقرقور فـركب فيه , وانحدر إلى ابن عامر , فقال : دونك عملك , قال : لم قال : حدثنا عثمان بكذا وكذا وفي لفظ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كان لداود ساعة يوقظ فيها أهله يقول : يا آل داود , قوموا فصلوا , فإن هذه يستجاب فيها الدعاء , إلا لـساحر , أو عاشر "ورواه الطبراني في الأوسط من طريق آخر "
الخطأ فى الرواية فتح أبواب السماء لساعة وأبواب السماء مقفلة كما قال تعالى " وما لها من فروج"
والخطأ ان تنكير المنادى وكأن الله ليس هو موجود فإن كان غير الله فلا يمكن أن يغفر الذنوب أو يعطى لأن الله هو من يغفر ويعطى
الرواية السابقة ليس فيها تحديد لزمن فتح الأبواب وهو ما يناقض أنها تفتح فى زمن منتصف الليل كما ان الذين لا يغفر لهم هم الساحر والعشار وهو ما يناقض كونها الزانية والعشار فى الرواية التالية:
5- وبه إلى أبي الحسن ابن البخاري , أنبانا أبو المكارم التيمي , أنبانا أبو علي الحداد , أنبانا أبو نعيم , أنبانا الطبراني في الأوسط حدثنا إبراهيم , حدثنا عبد الرحمن بن سلام , حدثنا داود العطار , عن هشام بن حسان , عن محمد بن سيرين , عن عثمان بن أبي العاص الثقفي , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد : هل من داع فيستجاب له , هل من سائل فيعطى , هل من مكروب فيفرج عنه , فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله له., إلا زانية تسعى بفرجها , أو عشار " أخرجه الطبراني في الكبير بلفظ :" إن الله يدنو من خلقه , فيغفر لمن يستغفر , إلا لبغي بفرجها , أو لعشار "
الخطأ المشترك الأخر بين الروايتين هو عدم المغفرة للسحرة والعشارين والزانيات وهو ما يناقض ان الله يغفر كل الذنوب لمن تاب فاستغفر كما قال تعالى :
"إن الله يغفر الذنوب جميعا"
وقال :
"ومن يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"
وفى الروايات نلاحظ التفرقة بين الساحرة والساحرة والعشار والعشارة والزانية والزانى مع أن كل واحد من الاثنين ارتكب نفس الجريمة
6- وبه إلى أبي نعيم , حدثنا أبو علي بن الصواف , حدثنا بشر بن موسى , حدثنا عمرو بن علي الفلاس , حدثنا يعلى بن إبراهيم الغزال , حدثنا الهيثم بن حماد , عن أبي كثير , عن زيد بن أرقم " كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض سكك المدينة , فمررنا بخباء أعرابي , فاذا ظبية مشدودة , فقالت : يارسول الله , إن هذا الأعرابي صادني فلا هو يذبحني فأستريح , ولا هو يتركني فأذهب , ولي خشفان في البرية , وقد تعقد هذا اللبن في أخلافي فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أطلقتك ترجعي , قالت : نعم , وإلا عذبني الله عذاب العشار , فأطلقها فذهبت ثم رجعت " هذا حديث حسن بشواهده , أخرجه البيهقي في الدلائل والهيثم ضعيف , وشيخه مجهول لكن ورد من حديث أبي سعيد أخرجه البيهقي "
هنا لها طفلان أى خشفان وهو ما يناقض كونه طفل أى خشف واحد وله صاحب واحد هو الأعرابى وهو ما يناقض كونهم أصحاب جمع فى الرواية التالية:
" مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بظبية مربوطة إلى خباء , فقالت : يا رسول الله خلني حتى أذهب فأرضع خشفي , ثم أرجع فتربطني , فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : صيد قوم وربيطة قوم , قال : فأخذ عليها فحلفت له قال : فحلها فما مكثت إلا قليلا حتى جاءت , وقد نفضت ما في ضرعها , فربطها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أتى خباء أصحابها فاستوهبها منهم , فوهبوها له , فحلها , ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لو تعلم البهائم من الموت ما تعلمون ما أكلتم منها سمينا أبدأ "
قلت : هذا إسناد ضعيف , عطية هو ابن سعيد العوفي تابعي معروف , ضعيف الحفظ , مشهور بالتدليس القبيح , قاله الحافظ في "طبقات المدلسين", وهو هنا قد عنعن , وخالد بن طهمان ضعفه بن معين , وقال : خلط قبل موته بعشر سنين, وكان قبل ذلك ثقة , وعلي بن قادم قال أبو حاتم : محله الصدق ، و ضعفه ابن معين والحاكم في الإكليل عن أنس وأخرجه الطبراني في الاوسط عن أم سلمة , وأخرجه في الكبير أيضا"
رواية من الخرافات التى تجهلنا مجانين لو صدقناها وأغلاطها هى:
الأول كلام الظبية للنبى(ص) ورده عليها وهى بذلك آية أى معجزة وقد منع الله الآيات وهى المعجزات من عهد النبى(ص) ألخير فقال "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
الثانى أم الظبية تدخل النار كالعشار إن لم تعد والظبى ليس إنسى ولا جنى حتى يدخل النار قمن يدخلها الجن والإنس فقط كما قال تعالى :
"ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس"
7- وبه الى الطبراني حدثنا محمد بن نوح , حدثنا وهب بن حفص , حدثنا عثمان بن عبد الرحمن , عن إبراهيم بن يزيد , عن عمرو بن دينار :
أنه صحب ابن عمر في السفر , فكان إذا طلع سهيل قال : لعن الله سهيلا , فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" كان عشارا يظلمهم , ويغصبهم أموالهم , فمسخه الله شهابا , فجعله حيث ترون "
أخرجه البزار في مسنده , وابراهيم هو الخوزي متروك وتابعه مبشر بن عبيد , وهو متروك أيضا , عن زيد أبن أسلم , عن ابن عمر
8- وورد من حديث علي أخرجه في "الكبير" بلفظ : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
" لعن الله سهيلا ثلاث مرات , فإنه كان يعشر الناس في الأرض , فمسخه الله شهابا "
الخطأ المشترك هو أن النجم المسمى سهيل كان إنسيا عشارا فمسخه الله نجما وهو كلام مضحك فالمسخ يكون يكون فى الأرض وليس فى السماء كما أن النجوم كلها خلقت فى بداية الخليقة كما قال تعالى :
"فقضاهن سبع سموات فى يومين وأوحى فى كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا"
والخبل أن مسخ شهابا وليس نجما ومن المعروف أن الشهب فى القرآن ألسنة نارية تخرج لحرق المتصنتين ولا يبقى لها وللمحروق منها أثر كما قال تعالى :
إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب"
9- أنبئت عن............, , أنبأنا عن أبي الحسن البغدادي , أنبانا أبو الفضل بن ناصر في كتابه , عن أبي القاسم بن منده , أنبأنا أبو مجلز بن صالح , أنبأنا أبو الشيخ بن حيان , حدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد , ثنا زيد بن الحريش , حدثنا حسين الأشقر , حدثنا أسباط , عن السدي , عن منصور , عن مجاهد :
" في قوله تعالى : { ولا تقعدوا بكل صراط توعدون } الأعراف: من الآية86 قال : نزلت في المكاسين "
بالقطع نزلت فى كل المتوعدين أى المهددين لأخرين بأى شىء سواء اغتصاب مال أو اغتصاب عرض أو ضرب أو قتل أو غير ذلك
وفى النهاية ذكر السيوطى بيتين من الشعر قالهما فى العشارين فقال:
10- وأنشدكم لنفسي :
اقتل في المكس ولا تكترث *** إن حرموا ذلك أو حللوه
فإن خير الخلق أوصى بأن *** إذا لقيتم عاشرا فاقتلوه"