رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,709
- الإقامة
- مصر
نقد كتاب السواك فضائله وأدابه ومواطنه
فى المقدمة أعلن المؤلف أن السواك من السنن المهجورة فقال :
".. وإن من السنن التي هجرها كثير من المسلمين سنة السواك، نعم السواك، تلك السنة التي هجرها الكثير إلا ما رحم ربك، فما السواك؟ وما فضائله وفوائده؟ ومتى يشرع؟ وما آدابه؟
ستجد الجواب - أخي الكريم - خلال هذه الكلمات اليسيرة التي أسأل الله تعالى أن يجعلها خالصة لوجهه، وأن تكون وسيلة نافعة لنشر السنة المطهرة."
وقد استهل الكتاب بالحديث عن معنى السواك فقال :
"السواك في الاصطلاح: استعمال عود، أو نحوه في الأسنان لإذهاب التغير، من صفرة ونحو ذلك [انظر حاشية الروض 1/ 148]"
ثم ذكر الأحاديث التى وردت فى السواك فقال :
وقد وردت أحاديث صحيحة عن رسول الله (ص)تبين أهميته وحرص الإسلام عليه فمن ذلك.
1 - عن أبي هريرة أن رسول الله قال: «لولا أن أشق على أمتي - أو على الناس - لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة» [البخاري ومسلم] وفي رواية للبخاري: «عند كل وضوء»"
والخطأ إكثار القائل فى حكم السواك أى إرادته فرض السواك دون أن يفرضه الله وهذا يعنى أن النبى (ص)كاذب لأنه زاد علينا فى حكم السواك من عنده أو أراد زيادة الحكم والنبى (ص)محال عليه الكذب فى إبلاغ الوحى لعلمه أن عقوبته هى شل يمينه وقطع الوحى عن وفى هذا قال تعالى "ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين " ثم قال :
2 - وعن حذيفة قال: كان النبي (ص)«إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك» [رواه البخاري ومسلم]. ومعنى يشوص أي: يدلك أسنان وينقيها."
والحديث يبين أن السواك مهم لتنظيف الفم لا أكثر ولا أقل للنبى(ص) ثم قال :
3 - وعن ابن عباس أنه بات عند النبي (ص)ذات ليلة، فقام نبي الله (ص)من آخر الليل، فخرج فنظر في السماء، ثم تلا الآية في آل عمران: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار} [آل عمران: 190] حتى بلغ {فقنا عذاب النار} [آل عمران: 191] (ثم رجع إلى البيت فتسوك وتوضأ، ثم اضطجع، ثم قام فخرج فنظر إلى السماء فتلا هذه الآية، ثم رجع فتسوك فتوضأ، ثم قام فصلى) [رواه مسلم]."
الخطأ هو الوضوء للنوم وهو ما يناقض كون الوضوء سببه الصلاة فقط كما قال تعالى :
"يا أيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا"
4 - وعن أنس قال: قال رسول الله «أكثرت عليكم في السواك» [رواه البخاري]. قوله: «أكثرت»: أي بالغت في تكرار طلبه منكم، أو في إيراد الأخبار في الترغيب فيه. وقال ابن التين: معناه أكثرت عليكم، وحقيق أن أفعل، وحقيق أن تطيعوا [فتح الباري 2/ 478]."
وهو نفس خطأ الحديث الأول فالحديث يتهم الرسول(ص) بأنه زاد فى الوحى حكم من عنده وهى زيادة متكررة لا يمكن له أن يقوم بها وإلا شل الل لسانه وقطع عنه الوحى وهو الوتين لكونه افترى عليه
5 - وعن عائشة عن النبي «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب» [رواه البخاري تعليقا وأحمد والنسائي وصححه الألباني في إرواء الغليل]. قال النووي وهذا التعليق صحيح؛ لأنه بصيغة جزم. [شرح المهذب]."
الحديث معناه صحيح فالسواك يحافظ على نظافة الفم ثم قال:
6 - وعن ابن عباس عن النبي (ص)قال: «لقد أمرت بالسواك حتى ظننت أنه ينزل علي فيه قرآن، أو وحي» [رواه أبو يعلي وأحمد وحسنه الألباني في الترغيب والترهيب]."
نلاحظ هذا التناقض بين السواك أمر واجب " لقد أمرت بالسواك" وبين عدم نزول وحى فيه فكيف يكون أمر به وليس هناك نص فيه فالرسول(0ص) لم يقل شىء من ذاك
فمن هذه الأحاديث وغيرها، يتبين لنا مشروعية السواك وفضله، وحرص الإسلام على طهارة المسلم، ظاهرا وباطنا، فأما الباطن فبطهارة القلب من غوائل الشرك والأحقاد ونحوها من أمراض القلوب، وأما الظاهر فبالنظافة والطهارة ونحوها مما تجلب الطهارة ويحصل بها المقصود."
ثم حدثنا المؤلف عن منافع السواك فقال :
"فوائد السواك:
أيها المسلم: هناك فوائد عظيمة، ومزايا حميدة، انفرد بها السواك، ومن أهم تلك الفوائد والمزايا:
1) أن السواك من خصال الفطرة: فعن عائشة قالت: قال رسول الله «عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء» قال زكريا: قال مصعب: «ونسيت العاشرة إلى أن تكون المضمضة» [رواه مسلم].
وعن عمار بن ياسر أن رسول الله (ص)قال: «من الفطرة: المضمضة، والاستنشاق، والسواك، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، والاستحداد، وغسل البراجم، والانتضاح، والاختتان» [رواه أبو داود وابن ماجه وحسنه ألألباني]
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «المراد أن هذه الأشياء إذا فعلت اتصف فاعلها بالفطرة التي فطر الله العباد عليها وحثهم عليها واستحبها لهم ليكونوا على أكمل الصفات وأشرفها صورة»."
والخطأ إباحة تغيير خلق الله بالختان وهو ما يعد إستجابة لقول الشيطان الذى رواه الله " "ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا "فهذه الأمور تغيير لخلق الله محرمة والخطأ أن تلك الأمور من الفطرة فإن قصد أن الإنسان يولد بها فهو خطأ يناقض كتاب الله فى ولادة الإنسان وهو جاهل تماما بالإسلام والكفر وكل شىء كما قال تعالى:
" والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"
ثم قال :
2) والسواك من محاسن الدين الحنيف: قال الشيخ ابن سعدي: «إن الله جعل شرائع الفطرة على نوعين»:
أحدهما يطهر القلب والروح، وهو الإيمان بالله وتوابعه: من خوفه ورجائه، ومحبته والإنابة إليه
والثاني: ما يعود إلى تطهير الظاهر ونظافته، ودفع الأوساخ والأقذار عنه، وهي هذه العشرة، - أي التي وردت في الحديث السابق - وهي من محاسن الدين الإسلامي، إذ هي كلها تنظيف للأعضاء، وتكميل لها، لتتم صحتها وتكون مستعدة لكل ما يراد منها.
3) والسواك مطهرة للفم ومرضاة للرب ففي الحديث: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب» [رواه البخاري تعليقا].
قال الشيخ ابن عثيمين: وفي هذا فائدتان عظيمتان:
1 - دنيوية كونه مطهرة للفم.
2 - أخروية كونه مرضاة للرب.
وكل هذا يحصل بفعل بسيط فيحصل على أجر عظيم، وكثير من الناس يمر عليه الشهران والثلاثة ولم يتسوك، إما جهلا، أو تهاونا. [الشرح الممتع 1/ 120].
4) قال ابن القيم: «وفي السواك عدة منافع: يطيب الفم، ويشد اللثة، ويقطع البلغم، ويجلو البصر، ويذهب بالحفر، ويصح المعدة، ويصفي الصوت، ويعين على هضم الطعام، ويسهل مجاري الكلام، وينشط للقراءة والذكر والصلاة، ويطرد النوم، ويرضي الرب، ويعجب الملائكة، ويكثر الحسنات».
5) ومن فوائد السواك أنه يدر البول، ويقطع الرطوبة، ويذهب الصفرة، ويسكن عروق الرأس، ووجع الأسنان، ويذكي الفطنة، ويضاعف الصلاة، ويسخط الشيطان، ويطيب النكهة، ويسهل خروج الروح».
6) والسواك وسيلة للحفظ، لما فيه من صفاء للصوت وإزالة للأدران مما يساعد على الحفظ بإذن الله تعالى.
7) ومن فوائد السواك أنه بمثابة العلاج للإقلاع عن بعض العادات السيئة مثل التدخين والإقلاع عن مص الأصابع عند الصغار.
وفي السواك: مواد منظفة، ومضادة للتعفنات، ويحوي على مادة مانعة للتسوس، ومواد قاتلة للجراثيم، ويحتوي على ألياف حاوية على بيكربونات الصوديوم، ومنافع السواك وفوائده كثيرة تزيد عن الثلاثين فائدة"
وهذا الكلام الكثير منه يرجع فيه للأطباء وتحدث المؤلف عن حكم السواك فقال :
"حكم السواك:
السواك سنة مؤكدة كما قال ابن قدامة رحمه الله: «اتفق أهل العلم على أنه سنة مؤكدة» [المغني 1/ 134].
مواطن يشرع فيها السواك:
يشرع للمسلم أن يستخدم السواك في المواطن التالية:
1 - عند الوضوء لحديث أبي هريرة عن النبي «لولا أن اشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء» [رواه البخاري].
2 - عند القيام للصلاة. لحديث أبي هريرة أن رسول الله (ص)قال: «لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة» [رواه البخاري ومسلم].
قال الصنعاني: وقد علم من موارد التشريع أمر الأمة أن يكونوا عند العبادة في أكمل الأحوال، ومن ثمة أمر بأخذ الزينة للمساجد ومنع من أكل الكراث ونحوه عند حضور الجماعة؛ لأنه على رائحة تنافي الانضمام إلى عبادة الله في المساجد، والفم أحق عضو بالنظافة؛ لأنه موضع مرور كلام الله. [السواك فضله وفوائده/ إبراهيم الحسن نقلا عن إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام]."
وقد سبق مناقشة أن حديث الاشقاق لا يمكن أن يقوله النبى(ص) لأنه اتهام مباشر له بالافتراء على الله ثم قال :
"3 - عند التجمل للجمعة: فعن أبي سعيد الخدري قال: أشهد على رسول الله (ص)قال: «الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم وأن يستن وأن يمس طيبا إن وجد» [رواه البخاري]، وعند مسلم: «وسواك ويمس من الطيب ما قدر عليه».
قال الإمام النووي: "قوله: «وسواك ويمس من الطيب» معناه: ويسن السواك ومس الطيب" [شرح مسلم 6/ 118].
عند القيام من النوم: فعن حذيفة قال: (كان النبي (ص)إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك) [رواه البخاري ومسلم).
قال ابن دقيق العيد: «فيه استحباب السواك عند القيام من النوم؛ لأن النوم مقتض لتغير الفم لما يتصاعد إليه من أبخره المعدة، والسواك آلة تنظيفه فيستحب عند مقتضاه» [فتح الباري 1/ 470]وعن ابن عمر أن رسول الله (ص)كان لا ينام إلا والسواك عنده فإذا استيقظ بدأ بالسواك. رواه أحمد."
والحديث لا يصح لأن صلاة يوم الجمعة ككل صلاة فيها أحد احتمالين:
الوضوء والاغتسال لمن كان جنبا كما قال تعالى :
"يا أيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا"
ومن ثم لا يمكن أن يكون الغسل يوم الجمعة واجب إلا لمن كان جنبا ثم قال :
4 - عند القيام لصلاة الليل. فعن حذيفة قال: (كان النبي (ص)إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك). [رواه البخاري ومسلم]. وفي رواية للبخاري: (إذا قام للتهجد) ولمسلم نحوها.
قال ابن دقيق العيد: «الحكمة في استحباب السواك عند القيام إلى الصلاة كونها حالا تقرب إلى الله، فاقتضى أن تكون حال كمال ونظافة إظهارا لشرف العبادة». [فتح الباري 2/ 479]وليس هذا خاصا بقيام الليل بل يشرع عند كل صلاة ليقابل المسلم ربه بكل زينة ظاهرة وباطنة.
5 - عند دخول المنزل. فعن عائشة (أن النبي (ص)كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك) [رواه مسلم]والحكمة من السواك عند دخول المنزل: أن السواك من أجل النافلة؛ لأنه (ص)كان يصليها في البيت، وقيل: أن ربما تغيرت رائحة الفم عند محادثة الناس وإذا دخل البيت كان من حسن معاشرة الأهل إزالة ذلك [انظر السواك لإبراهيم الحسن].
6 - عند قراءة القرآن الكريم: فقد روي عن علي بن أبي طالب قال: (إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك) [رواه ابن ماجه وصححه الألباني، السلسلة 1213].
7 - عند تغير الفم واصفرار الأسنان. فعن عائشة أن النبي (ص)قال: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب» [رواه البخاري معلقا].
8 - عند الاحتضار: فعن عائشة قالت: (دخل علي عبد الرحمن وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فتناولته فاشتد عليه، وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلينته فأمره). الحديث.
فيستحب للمسلم إذا حضر عند محتضر أن يلقنه وأن يقدم له السواك خصوصا إذا طلبه ليموت على السنة. والله أعلم."
والأحاديث السابقة ليس فيها أمر واجب بالسواك وإنما كلها تحكى عن فعل الرسول (ص) للتسوك فقط
ومع هذا فتنظيف الفم واجب حرصا على عدم المرض خاصة أن تسوس الأسنان وعدم وجود بديل لها يؤدى إلى أمراض كثيرة فى الجهاز الهضمى وهو ما يؤثر بالسلب على باقى الأجهزة ثم قال :
"بما يستاك المسلم:
يستحب أن يستاك بعود لين ينقي الفم، ولا يجرحه، ولا يضره، ولا يتفتت فيه. كالأراك، وجريد النخل، والزيتون. وكل ما له رائحة طيبة، ولا يسبب ضررا وأفضل هذه الأنواع الأراك؛ لما فيه من إنقاء وريح طيب، ولأن عبد الله بن مسعود قال: (كنت أجتني لرسول الله (ص)سواكا من الأراك) [رواه أحمد وأبو يعلي وابن حبان وحسنه الألباني].
كيفية الاستياك:
هو أن يستاك عرضا في ظاهر الأسنان وباطنها، وعلى اللسان طولا، وطولا وعرضا على كراسي أضراسه، وأن يبدأ بالجانب الأيمن إلى نصف الفم، ثم الأيسر إلى النصف الآخر وأما عن كيفية أخذه فله أن يجعل الخنصر أسفله، والإبهام أسفل رأسه، وباقي الأصابع فوقه كما رواه ابن مسعود [انظر حاشية ابن عابدين 1/ 114].
وقد قال أبو موسى الأشعري فرأيته يعني رسول الله (ص)يستاك على لسانه [رواه البخاري].
آداب ينبغي التحلي بها:
1 - على المسلم أن ينوي بتسوكه السنة، حتى يحصل له أجر العمل بالسنة، فإن الأعمال لا تقبل ما لم تكن خالصة لوجه الله تعالى، وموافقة لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
2 - غسل السواك قبل استعماله، وكذلك عند الانتهاء منه. فعن عائشة قالت: (كان رسول الله (ص)يعطيني السواك؛ لأغسله، فأبدأ به فأستاك، ثم أغسله ثم أدفعه إليه) [رواه أبو داود وحسنه الألباني].
احرص على استخدام السواك الجيد النظيف، خصوصا الحار منه، لما يحويه من فوائد صحية للفم، واللثة.
3 - أن يستاك بيده اليسرى، قال شيخ الإسلام: «الأفضل أن يستاك باليسرى. نصه عليه أحمد. ثم ذكر أن الأفعال على نوعين، فما كان منها مشتركا بين اليمنى واليسرى تقدم فيها اليمنى إذا كانت من باب الكرامة، كالوضوء والغسل، والابتداء بالشق الأيمن في السواك، وتقدم اليسرى في ضد ذلك، وما كان يختص بأحدهما إن كان من باب الكرامة كان باليمين كالأكل والشرب، وإن كان ضد ذلك كان باليسرى كالاستجمار» [انظر مجموع الفتاوى 21/ 10]، وقيل: أن يستاك بيده اليسرى إذا أراد التطهير، وبيده اليمنى إذا كان من باب التطيب.
قال ابن عابدين: «غاية ما يقال إن السواك إن كان من باب التطهير استحب باليمين كالمضمضة وإن كان من باب إزالة الأذى فباليسرى والظاهر الثاني» [حاشية ابن عابدين 1/ 114].والأمر في هذا واسع ولله الحمد.
4 - أن يبدأ بالجهة اليمنى ثم اليسرى، من الفم.
5 - أن يتعاهد السواك بالغسل والتنظيف.
6 - أن يقطع الجزء العلوي من السواك، ويفضل أن يكون كل يوم.
7 - لا تستخدم السواك لساعات طويلة؛ لأنه يؤثر على اللثة وقد يسبب لها النزيف.
8 - أن يجتنب السواك في الصلاة، وعند سماع الخطبة، وعند قراءة القرآن حتى لا ينشغل بغير التلاوة، ومجالس العلم.
9 - من الآداب دفع السواك للأكبر فعن ابن عمر أن النبي (ص)قال: «أراني أتسوك، فجاءني رجلان أحدهما أكبر من الآخر، فناولت السواك الأصغر منهما، فقيل لي كبر، فدفعته إلى الأكبر منهما» [رواه البخاري ومسلم].
قال ابن بطال: «فيه تقديم ذي السن في السواك، ويلتحق به الطعام والشراب والمشي والكلام».
وقال المهلب: «هذا ما لم يترتب القوم في المجلس، فإذا ترتبوا فالسنة حينئذ تقديم الأيمن». [فتح الباري 1/ 480].
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «وفيه أن استعمال الغير ليس بمكروه، إلا أن المستحب أن يغسله ثم يستعمله» [فتح الباري 1/ 480]."
وكل ما سبق من الكلام هو نصائح بلا دليل وقد تكون عن تجربة أو عن سماع كلام الأطباء والمؤكد هو :
ضرورة تنظيف الأسنان يوميا بأى طريقة مفيدة
وقام المؤلف بعمل تنبيهات فى السواك فقال:
"تنبيهات:
1 - الراجح من أقوال العلماء: جواز استعمال السواك للصائم في كل وقت حتى بعد الزوال، قال ابن القيم: «ولا صح عنه (ص)أنه نهى الصائم عن السواك أول النهار وآخره بل قد روى خلافه.
وقال: «ويستحب للمفطر والصائم في كل وقت؛ لعموم الأحاديث فيه واختار هذا القول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وابن عثيميين رحمها الله وجمع من العلماء."
أما الصائم فلا يتسوك فى النهار وإنما على المسلم التسوك بعد سحوره وقبل نومه وذلك لأن الحك ينتج عنه شظايا يبتلعها المتسوك كما أنه يغير طعم الفم ورائحته فالأولى عدم التسوك نهارا ثم قال:
2 - استخدام الغير ليس بمكروه، وإذا استخدمت سواك غيرك فالسنة غسله قبل استخدامه. فعن عائشة قالت: نبي الله يستاك فيعطيني السواك لأغسله فأبدأ به ثم أغسله وأدفعه إليه [رواه أبو داود]. وفي الحديث فائدة وهي أنها لم تغسله بعد النبي (ص)لأنها ترجو البركة من ريق النبي (ص)"
بالقطع استخدام سواك الغير بفسله جيدا هو أمر مباح ولكن الأفضل تركه لأنالمصاب فى فمه بقروح أو التهاب فى اللثة أو غير هذا ينتقل له المرض عبر استخدام أدوات الغير ثم قال :
3 - على المسلم أن يعود أولاده ومن تحت يده على هذه السنة، ويحثهم عليها.
4 - الهدية لها أثر طيب ففي الحديث الذي حسنه الألباني: «تهادوا تحابوا» فلتحصر أخي على إهداء غيرك سواكا؛ لتحصل على ثواب الهدية. وأجر العمل بالسنة."
لا علاقة للحديث بالسواك ثم قال :
5 - على الباعة أن يكون هدفهم نشر السنة قبل غرض التجارة، وأن يراعوا أحوال الناس، من ناحية السعر، وعدم جلب الرديء والنصح لهم في الأنواع الجيدة، فالبعض لا يعرف السواك الجيد من غيره.
6 - لا يجوز بيع السواك ولا غيره داخل المسجد، أو في فناء تابع له كالساحات والمداخل، التي تعد من المسجد.
7 - هناك أحاديث ضعيفة وردت في السواك ومن ذلك:
- «استاكوا، استاكوا، لا تأتوني قلحا، لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك عند كل صلاة» [ضعيف الجامع 798].
- «استاكوا، ما لكم تدخلون علي قلحا» [ضعيف الجامع 799].
- «استاكوا، وتنظفوا، وأوتروا، فإن الله عز وجل وتر يحب الوتر» [ضعيف الجامع 800].
- «صلاة بسواك خير من سبعين صلاة بغير سواك» [ضعيف الجامع 3519].
- «السواك سنة، فاستاكوا أي وقت شئتم» [ضعيف الجامع 3359].
- «السواك شفاء من كل داء إلا السام، والسام الموت» [ضعيف الجامع 3369].
- «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب، ومجلاة للبصر» [ضعيف الجامع 3361].
- «السواك نصف الإيمان، والوضوء نصف الإيمان» [ضعيف الجامع 3363].
- «السواك واجب، وغسل الجمعة واجب على كل مسلم» [ضعيف الجامع 3364].
- «السواك يزيد الرجل فصاحة» [موضوع، ضعيف الجامع 3365].
- «استاكوا عرضا، وادهنوا غبا، واكتحلوا وترا» قال الزرقاني: لا أصل له بهذا اللفظ، نعم ورد معناه بلفظ آخر. [المقاصد الحسنة65].
- حديث عائشة رضي الله عنها: (الرجل الذي يذهب فوه، أيستاك؟ قال: (نعم) قلت: كيف يصنع؟ قال: (يدخل أصبعه في فيه) [منكر، تمام المنة].
أخي المسلم: ها نحن قد بينا لك شيئا من فضائل هذه السنة، فاحرص على اتباعها، والعمل بها ونشرها بين أوساط الناس، لتعم الفائدة، ولتحصل على أجر: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» [رواه مسلم]"
والحديث الأخير لا يصح فأجر الفاعل قد يختلف عن أجر الدال إذا كان العمل ماليا فالارشاد عمل غير مالى أجره عشر حسنات كما قال تعالى :
"كم جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
وأما العمل المالى المفعول فاجره سبعمائة حسنة أى الضعف كما قال تعالى :
"مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء"
فى المقدمة أعلن المؤلف أن السواك من السنن المهجورة فقال :
".. وإن من السنن التي هجرها كثير من المسلمين سنة السواك، نعم السواك، تلك السنة التي هجرها الكثير إلا ما رحم ربك، فما السواك؟ وما فضائله وفوائده؟ ومتى يشرع؟ وما آدابه؟
ستجد الجواب - أخي الكريم - خلال هذه الكلمات اليسيرة التي أسأل الله تعالى أن يجعلها خالصة لوجهه، وأن تكون وسيلة نافعة لنشر السنة المطهرة."
وقد استهل الكتاب بالحديث عن معنى السواك فقال :
"السواك في الاصطلاح: استعمال عود، أو نحوه في الأسنان لإذهاب التغير، من صفرة ونحو ذلك [انظر حاشية الروض 1/ 148]"
ثم ذكر الأحاديث التى وردت فى السواك فقال :
وقد وردت أحاديث صحيحة عن رسول الله (ص)تبين أهميته وحرص الإسلام عليه فمن ذلك.
1 - عن أبي هريرة أن رسول الله قال: «لولا أن أشق على أمتي - أو على الناس - لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة» [البخاري ومسلم] وفي رواية للبخاري: «عند كل وضوء»"
والخطأ إكثار القائل فى حكم السواك أى إرادته فرض السواك دون أن يفرضه الله وهذا يعنى أن النبى (ص)كاذب لأنه زاد علينا فى حكم السواك من عنده أو أراد زيادة الحكم والنبى (ص)محال عليه الكذب فى إبلاغ الوحى لعلمه أن عقوبته هى شل يمينه وقطع الوحى عن وفى هذا قال تعالى "ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين " ثم قال :
2 - وعن حذيفة قال: كان النبي (ص)«إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك» [رواه البخاري ومسلم]. ومعنى يشوص أي: يدلك أسنان وينقيها."
والحديث يبين أن السواك مهم لتنظيف الفم لا أكثر ولا أقل للنبى(ص) ثم قال :
3 - وعن ابن عباس أنه بات عند النبي (ص)ذات ليلة، فقام نبي الله (ص)من آخر الليل، فخرج فنظر في السماء، ثم تلا الآية في آل عمران: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار} [آل عمران: 190] حتى بلغ {فقنا عذاب النار} [آل عمران: 191] (ثم رجع إلى البيت فتسوك وتوضأ، ثم اضطجع، ثم قام فخرج فنظر إلى السماء فتلا هذه الآية، ثم رجع فتسوك فتوضأ، ثم قام فصلى) [رواه مسلم]."
الخطأ هو الوضوء للنوم وهو ما يناقض كون الوضوء سببه الصلاة فقط كما قال تعالى :
"يا أيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا"
4 - وعن أنس قال: قال رسول الله «أكثرت عليكم في السواك» [رواه البخاري]. قوله: «أكثرت»: أي بالغت في تكرار طلبه منكم، أو في إيراد الأخبار في الترغيب فيه. وقال ابن التين: معناه أكثرت عليكم، وحقيق أن أفعل، وحقيق أن تطيعوا [فتح الباري 2/ 478]."
وهو نفس خطأ الحديث الأول فالحديث يتهم الرسول(ص) بأنه زاد فى الوحى حكم من عنده وهى زيادة متكررة لا يمكن له أن يقوم بها وإلا شل الل لسانه وقطع عنه الوحى وهو الوتين لكونه افترى عليه
5 - وعن عائشة عن النبي «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب» [رواه البخاري تعليقا وأحمد والنسائي وصححه الألباني في إرواء الغليل]. قال النووي وهذا التعليق صحيح؛ لأنه بصيغة جزم. [شرح المهذب]."
الحديث معناه صحيح فالسواك يحافظ على نظافة الفم ثم قال:
6 - وعن ابن عباس عن النبي (ص)قال: «لقد أمرت بالسواك حتى ظننت أنه ينزل علي فيه قرآن، أو وحي» [رواه أبو يعلي وأحمد وحسنه الألباني في الترغيب والترهيب]."
نلاحظ هذا التناقض بين السواك أمر واجب " لقد أمرت بالسواك" وبين عدم نزول وحى فيه فكيف يكون أمر به وليس هناك نص فيه فالرسول(0ص) لم يقل شىء من ذاك
فمن هذه الأحاديث وغيرها، يتبين لنا مشروعية السواك وفضله، وحرص الإسلام على طهارة المسلم، ظاهرا وباطنا، فأما الباطن فبطهارة القلب من غوائل الشرك والأحقاد ونحوها من أمراض القلوب، وأما الظاهر فبالنظافة والطهارة ونحوها مما تجلب الطهارة ويحصل بها المقصود."
ثم حدثنا المؤلف عن منافع السواك فقال :
"فوائد السواك:
أيها المسلم: هناك فوائد عظيمة، ومزايا حميدة، انفرد بها السواك، ومن أهم تلك الفوائد والمزايا:
1) أن السواك من خصال الفطرة: فعن عائشة قالت: قال رسول الله «عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء» قال زكريا: قال مصعب: «ونسيت العاشرة إلى أن تكون المضمضة» [رواه مسلم].
وعن عمار بن ياسر أن رسول الله (ص)قال: «من الفطرة: المضمضة، والاستنشاق، والسواك، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، والاستحداد، وغسل البراجم، والانتضاح، والاختتان» [رواه أبو داود وابن ماجه وحسنه ألألباني]
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «المراد أن هذه الأشياء إذا فعلت اتصف فاعلها بالفطرة التي فطر الله العباد عليها وحثهم عليها واستحبها لهم ليكونوا على أكمل الصفات وأشرفها صورة»."
والخطأ إباحة تغيير خلق الله بالختان وهو ما يعد إستجابة لقول الشيطان الذى رواه الله " "ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا "فهذه الأمور تغيير لخلق الله محرمة والخطأ أن تلك الأمور من الفطرة فإن قصد أن الإنسان يولد بها فهو خطأ يناقض كتاب الله فى ولادة الإنسان وهو جاهل تماما بالإسلام والكفر وكل شىء كما قال تعالى:
" والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"
ثم قال :
2) والسواك من محاسن الدين الحنيف: قال الشيخ ابن سعدي: «إن الله جعل شرائع الفطرة على نوعين»:
أحدهما يطهر القلب والروح، وهو الإيمان بالله وتوابعه: من خوفه ورجائه، ومحبته والإنابة إليه
والثاني: ما يعود إلى تطهير الظاهر ونظافته، ودفع الأوساخ والأقذار عنه، وهي هذه العشرة، - أي التي وردت في الحديث السابق - وهي من محاسن الدين الإسلامي، إذ هي كلها تنظيف للأعضاء، وتكميل لها، لتتم صحتها وتكون مستعدة لكل ما يراد منها.
3) والسواك مطهرة للفم ومرضاة للرب ففي الحديث: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب» [رواه البخاري تعليقا].
قال الشيخ ابن عثيمين: وفي هذا فائدتان عظيمتان:
1 - دنيوية كونه مطهرة للفم.
2 - أخروية كونه مرضاة للرب.
وكل هذا يحصل بفعل بسيط فيحصل على أجر عظيم، وكثير من الناس يمر عليه الشهران والثلاثة ولم يتسوك، إما جهلا، أو تهاونا. [الشرح الممتع 1/ 120].
4) قال ابن القيم: «وفي السواك عدة منافع: يطيب الفم، ويشد اللثة، ويقطع البلغم، ويجلو البصر، ويذهب بالحفر، ويصح المعدة، ويصفي الصوت، ويعين على هضم الطعام، ويسهل مجاري الكلام، وينشط للقراءة والذكر والصلاة، ويطرد النوم، ويرضي الرب، ويعجب الملائكة، ويكثر الحسنات».
5) ومن فوائد السواك أنه يدر البول، ويقطع الرطوبة، ويذهب الصفرة، ويسكن عروق الرأس، ووجع الأسنان، ويذكي الفطنة، ويضاعف الصلاة، ويسخط الشيطان، ويطيب النكهة، ويسهل خروج الروح».
6) والسواك وسيلة للحفظ، لما فيه من صفاء للصوت وإزالة للأدران مما يساعد على الحفظ بإذن الله تعالى.
7) ومن فوائد السواك أنه بمثابة العلاج للإقلاع عن بعض العادات السيئة مثل التدخين والإقلاع عن مص الأصابع عند الصغار.
وفي السواك: مواد منظفة، ومضادة للتعفنات، ويحوي على مادة مانعة للتسوس، ومواد قاتلة للجراثيم، ويحتوي على ألياف حاوية على بيكربونات الصوديوم، ومنافع السواك وفوائده كثيرة تزيد عن الثلاثين فائدة"
وهذا الكلام الكثير منه يرجع فيه للأطباء وتحدث المؤلف عن حكم السواك فقال :
"حكم السواك:
السواك سنة مؤكدة كما قال ابن قدامة رحمه الله: «اتفق أهل العلم على أنه سنة مؤكدة» [المغني 1/ 134].
مواطن يشرع فيها السواك:
يشرع للمسلم أن يستخدم السواك في المواطن التالية:
1 - عند الوضوء لحديث أبي هريرة عن النبي «لولا أن اشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء» [رواه البخاري].
2 - عند القيام للصلاة. لحديث أبي هريرة أن رسول الله (ص)قال: «لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة» [رواه البخاري ومسلم].
قال الصنعاني: وقد علم من موارد التشريع أمر الأمة أن يكونوا عند العبادة في أكمل الأحوال، ومن ثمة أمر بأخذ الزينة للمساجد ومنع من أكل الكراث ونحوه عند حضور الجماعة؛ لأنه على رائحة تنافي الانضمام إلى عبادة الله في المساجد، والفم أحق عضو بالنظافة؛ لأنه موضع مرور كلام الله. [السواك فضله وفوائده/ إبراهيم الحسن نقلا عن إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام]."
وقد سبق مناقشة أن حديث الاشقاق لا يمكن أن يقوله النبى(ص) لأنه اتهام مباشر له بالافتراء على الله ثم قال :
"3 - عند التجمل للجمعة: فعن أبي سعيد الخدري قال: أشهد على رسول الله (ص)قال: «الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم وأن يستن وأن يمس طيبا إن وجد» [رواه البخاري]، وعند مسلم: «وسواك ويمس من الطيب ما قدر عليه».
قال الإمام النووي: "قوله: «وسواك ويمس من الطيب» معناه: ويسن السواك ومس الطيب" [شرح مسلم 6/ 118].
عند القيام من النوم: فعن حذيفة قال: (كان النبي (ص)إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك) [رواه البخاري ومسلم).
قال ابن دقيق العيد: «فيه استحباب السواك عند القيام من النوم؛ لأن النوم مقتض لتغير الفم لما يتصاعد إليه من أبخره المعدة، والسواك آلة تنظيفه فيستحب عند مقتضاه» [فتح الباري 1/ 470]وعن ابن عمر أن رسول الله (ص)كان لا ينام إلا والسواك عنده فإذا استيقظ بدأ بالسواك. رواه أحمد."
والحديث لا يصح لأن صلاة يوم الجمعة ككل صلاة فيها أحد احتمالين:
الوضوء والاغتسال لمن كان جنبا كما قال تعالى :
"يا أيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا"
ومن ثم لا يمكن أن يكون الغسل يوم الجمعة واجب إلا لمن كان جنبا ثم قال :
4 - عند القيام لصلاة الليل. فعن حذيفة قال: (كان النبي (ص)إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك). [رواه البخاري ومسلم]. وفي رواية للبخاري: (إذا قام للتهجد) ولمسلم نحوها.
قال ابن دقيق العيد: «الحكمة في استحباب السواك عند القيام إلى الصلاة كونها حالا تقرب إلى الله، فاقتضى أن تكون حال كمال ونظافة إظهارا لشرف العبادة». [فتح الباري 2/ 479]وليس هذا خاصا بقيام الليل بل يشرع عند كل صلاة ليقابل المسلم ربه بكل زينة ظاهرة وباطنة.
5 - عند دخول المنزل. فعن عائشة (أن النبي (ص)كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك) [رواه مسلم]والحكمة من السواك عند دخول المنزل: أن السواك من أجل النافلة؛ لأنه (ص)كان يصليها في البيت، وقيل: أن ربما تغيرت رائحة الفم عند محادثة الناس وإذا دخل البيت كان من حسن معاشرة الأهل إزالة ذلك [انظر السواك لإبراهيم الحسن].
6 - عند قراءة القرآن الكريم: فقد روي عن علي بن أبي طالب قال: (إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك) [رواه ابن ماجه وصححه الألباني، السلسلة 1213].
7 - عند تغير الفم واصفرار الأسنان. فعن عائشة أن النبي (ص)قال: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب» [رواه البخاري معلقا].
8 - عند الاحتضار: فعن عائشة قالت: (دخل علي عبد الرحمن وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فتناولته فاشتد عليه، وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلينته فأمره). الحديث.
فيستحب للمسلم إذا حضر عند محتضر أن يلقنه وأن يقدم له السواك خصوصا إذا طلبه ليموت على السنة. والله أعلم."
والأحاديث السابقة ليس فيها أمر واجب بالسواك وإنما كلها تحكى عن فعل الرسول (ص) للتسوك فقط
ومع هذا فتنظيف الفم واجب حرصا على عدم المرض خاصة أن تسوس الأسنان وعدم وجود بديل لها يؤدى إلى أمراض كثيرة فى الجهاز الهضمى وهو ما يؤثر بالسلب على باقى الأجهزة ثم قال :
"بما يستاك المسلم:
يستحب أن يستاك بعود لين ينقي الفم، ولا يجرحه، ولا يضره، ولا يتفتت فيه. كالأراك، وجريد النخل، والزيتون. وكل ما له رائحة طيبة، ولا يسبب ضررا وأفضل هذه الأنواع الأراك؛ لما فيه من إنقاء وريح طيب، ولأن عبد الله بن مسعود قال: (كنت أجتني لرسول الله (ص)سواكا من الأراك) [رواه أحمد وأبو يعلي وابن حبان وحسنه الألباني].
كيفية الاستياك:
هو أن يستاك عرضا في ظاهر الأسنان وباطنها، وعلى اللسان طولا، وطولا وعرضا على كراسي أضراسه، وأن يبدأ بالجانب الأيمن إلى نصف الفم، ثم الأيسر إلى النصف الآخر وأما عن كيفية أخذه فله أن يجعل الخنصر أسفله، والإبهام أسفل رأسه، وباقي الأصابع فوقه كما رواه ابن مسعود [انظر حاشية ابن عابدين 1/ 114].
وقد قال أبو موسى الأشعري فرأيته يعني رسول الله (ص)يستاك على لسانه [رواه البخاري].
آداب ينبغي التحلي بها:
1 - على المسلم أن ينوي بتسوكه السنة، حتى يحصل له أجر العمل بالسنة، فإن الأعمال لا تقبل ما لم تكن خالصة لوجه الله تعالى، وموافقة لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
2 - غسل السواك قبل استعماله، وكذلك عند الانتهاء منه. فعن عائشة قالت: (كان رسول الله (ص)يعطيني السواك؛ لأغسله، فأبدأ به فأستاك، ثم أغسله ثم أدفعه إليه) [رواه أبو داود وحسنه الألباني].
احرص على استخدام السواك الجيد النظيف، خصوصا الحار منه، لما يحويه من فوائد صحية للفم، واللثة.
3 - أن يستاك بيده اليسرى، قال شيخ الإسلام: «الأفضل أن يستاك باليسرى. نصه عليه أحمد. ثم ذكر أن الأفعال على نوعين، فما كان منها مشتركا بين اليمنى واليسرى تقدم فيها اليمنى إذا كانت من باب الكرامة، كالوضوء والغسل، والابتداء بالشق الأيمن في السواك، وتقدم اليسرى في ضد ذلك، وما كان يختص بأحدهما إن كان من باب الكرامة كان باليمين كالأكل والشرب، وإن كان ضد ذلك كان باليسرى كالاستجمار» [انظر مجموع الفتاوى 21/ 10]، وقيل: أن يستاك بيده اليسرى إذا أراد التطهير، وبيده اليمنى إذا كان من باب التطيب.
قال ابن عابدين: «غاية ما يقال إن السواك إن كان من باب التطهير استحب باليمين كالمضمضة وإن كان من باب إزالة الأذى فباليسرى والظاهر الثاني» [حاشية ابن عابدين 1/ 114].والأمر في هذا واسع ولله الحمد.
4 - أن يبدأ بالجهة اليمنى ثم اليسرى، من الفم.
5 - أن يتعاهد السواك بالغسل والتنظيف.
6 - أن يقطع الجزء العلوي من السواك، ويفضل أن يكون كل يوم.
7 - لا تستخدم السواك لساعات طويلة؛ لأنه يؤثر على اللثة وقد يسبب لها النزيف.
8 - أن يجتنب السواك في الصلاة، وعند سماع الخطبة، وعند قراءة القرآن حتى لا ينشغل بغير التلاوة، ومجالس العلم.
9 - من الآداب دفع السواك للأكبر فعن ابن عمر أن النبي (ص)قال: «أراني أتسوك، فجاءني رجلان أحدهما أكبر من الآخر، فناولت السواك الأصغر منهما، فقيل لي كبر، فدفعته إلى الأكبر منهما» [رواه البخاري ومسلم].
قال ابن بطال: «فيه تقديم ذي السن في السواك، ويلتحق به الطعام والشراب والمشي والكلام».
وقال المهلب: «هذا ما لم يترتب القوم في المجلس، فإذا ترتبوا فالسنة حينئذ تقديم الأيمن». [فتح الباري 1/ 480].
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «وفيه أن استعمال الغير ليس بمكروه، إلا أن المستحب أن يغسله ثم يستعمله» [فتح الباري 1/ 480]."
وكل ما سبق من الكلام هو نصائح بلا دليل وقد تكون عن تجربة أو عن سماع كلام الأطباء والمؤكد هو :
ضرورة تنظيف الأسنان يوميا بأى طريقة مفيدة
وقام المؤلف بعمل تنبيهات فى السواك فقال:
"تنبيهات:
1 - الراجح من أقوال العلماء: جواز استعمال السواك للصائم في كل وقت حتى بعد الزوال، قال ابن القيم: «ولا صح عنه (ص)أنه نهى الصائم عن السواك أول النهار وآخره بل قد روى خلافه.
وقال: «ويستحب للمفطر والصائم في كل وقت؛ لعموم الأحاديث فيه واختار هذا القول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وابن عثيميين رحمها الله وجمع من العلماء."
أما الصائم فلا يتسوك فى النهار وإنما على المسلم التسوك بعد سحوره وقبل نومه وذلك لأن الحك ينتج عنه شظايا يبتلعها المتسوك كما أنه يغير طعم الفم ورائحته فالأولى عدم التسوك نهارا ثم قال:
2 - استخدام الغير ليس بمكروه، وإذا استخدمت سواك غيرك فالسنة غسله قبل استخدامه. فعن عائشة قالت: نبي الله يستاك فيعطيني السواك لأغسله فأبدأ به ثم أغسله وأدفعه إليه [رواه أبو داود]. وفي الحديث فائدة وهي أنها لم تغسله بعد النبي (ص)لأنها ترجو البركة من ريق النبي (ص)"
بالقطع استخدام سواك الغير بفسله جيدا هو أمر مباح ولكن الأفضل تركه لأنالمصاب فى فمه بقروح أو التهاب فى اللثة أو غير هذا ينتقل له المرض عبر استخدام أدوات الغير ثم قال :
3 - على المسلم أن يعود أولاده ومن تحت يده على هذه السنة، ويحثهم عليها.
4 - الهدية لها أثر طيب ففي الحديث الذي حسنه الألباني: «تهادوا تحابوا» فلتحصر أخي على إهداء غيرك سواكا؛ لتحصل على ثواب الهدية. وأجر العمل بالسنة."
لا علاقة للحديث بالسواك ثم قال :
5 - على الباعة أن يكون هدفهم نشر السنة قبل غرض التجارة، وأن يراعوا أحوال الناس، من ناحية السعر، وعدم جلب الرديء والنصح لهم في الأنواع الجيدة، فالبعض لا يعرف السواك الجيد من غيره.
6 - لا يجوز بيع السواك ولا غيره داخل المسجد، أو في فناء تابع له كالساحات والمداخل، التي تعد من المسجد.
7 - هناك أحاديث ضعيفة وردت في السواك ومن ذلك:
- «استاكوا، استاكوا، لا تأتوني قلحا، لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك عند كل صلاة» [ضعيف الجامع 798].
- «استاكوا، ما لكم تدخلون علي قلحا» [ضعيف الجامع 799].
- «استاكوا، وتنظفوا، وأوتروا، فإن الله عز وجل وتر يحب الوتر» [ضعيف الجامع 800].
- «صلاة بسواك خير من سبعين صلاة بغير سواك» [ضعيف الجامع 3519].
- «السواك سنة، فاستاكوا أي وقت شئتم» [ضعيف الجامع 3359].
- «السواك شفاء من كل داء إلا السام، والسام الموت» [ضعيف الجامع 3369].
- «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب، ومجلاة للبصر» [ضعيف الجامع 3361].
- «السواك نصف الإيمان، والوضوء نصف الإيمان» [ضعيف الجامع 3363].
- «السواك واجب، وغسل الجمعة واجب على كل مسلم» [ضعيف الجامع 3364].
- «السواك يزيد الرجل فصاحة» [موضوع، ضعيف الجامع 3365].
- «استاكوا عرضا، وادهنوا غبا، واكتحلوا وترا» قال الزرقاني: لا أصل له بهذا اللفظ، نعم ورد معناه بلفظ آخر. [المقاصد الحسنة65].
- حديث عائشة رضي الله عنها: (الرجل الذي يذهب فوه، أيستاك؟ قال: (نعم) قلت: كيف يصنع؟ قال: (يدخل أصبعه في فيه) [منكر، تمام المنة].
أخي المسلم: ها نحن قد بينا لك شيئا من فضائل هذه السنة، فاحرص على اتباعها، والعمل بها ونشرها بين أوساط الناس، لتعم الفائدة، ولتحصل على أجر: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» [رواه مسلم]"
والحديث الأخير لا يصح فأجر الفاعل قد يختلف عن أجر الدال إذا كان العمل ماليا فالارشاد عمل غير مالى أجره عشر حسنات كما قال تعالى :
"كم جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
وأما العمل المالى المفعول فاجره سبعمائة حسنة أى الضعف كما قال تعالى :
"مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء"