رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,709
- الإقامة
- مصر
نقد بحث البلاسيبو: العلاج بالوهم
الباحثة ياسمين عبد الكريم وهو يدور حول العلاج بالوهم وقد استهلت الباحثة بحثها بتعريف البلاسيبو بأنه دواء خداعى فقالت:
"العلاج بالوهم أو ما يعرف بـ البلاسيبو Placebo هو دواء يهدف إلى خداع المريض إذ لا يحتوي إلا على عناصر خاملة وغير فعالة ولذلك فأن أي يعتبر أي تغيير يحدث في حالة المريض عائد إلى عوامل نفسية فقط مثل الإيحاء أو المحاكاة أو الجذب، وتندرج أيضاً العمليات الجراحية الوهمية والمعالجات الطبية الغير حقيقية ضمن البلاسيبو."
وتحدثت عن اصل كلمة بلاسبيو فقالت:
وتعني كلمة بلاسيبو Placebo اللاتينية الأصل I shall please أو " سأتحسن "، وأن المرضى الذين حصلوا على علاج البلاسيبو قد تحسنوا بشكل أفضل مما كان يتوقع بعيد عن العلاجات الكيميائية وهي ظاهرة يطلق علية " تأثير الدواء الوهمي"."
وتحدثت عن كثرة استخدام العلاج الخداعى حيث قالت :
"جرى استخدام البلاسيبو على نطاق واسع في البحوث الطبية والدوائية، وتأثير العلاج الوهمي هي ظاهرة متفشية حيث يتم إعطاء علاجات للسيطرة على المرض ولكنه يعتمد على الخداع ففي أكثر الأمراض النفسية مثل الاكتئاب يصرف للمريض دواء وهمي ولكن له تأثير ايجابي على المريض، وقد يستغرب المريض لو علم أنه شفي من غير أي دواء فعال."
واعتبرت ياسمين أن العلاج الخداعى جديد مع أنه قديم ومذكور فى كتب الطب فى تراثنا كحكاية الدن الذى كان أحدهم يعتقد أنه لا يزول من فوق رأس فعمد الطبيب على بن ربن إلى اصعاد شخص على سطح منزل واتفق مع شخص أخرعلى أن يصطدم بالمريض وعند ذلك يرمى من فوق السطح الدن على الأرض فيعرف المريض أنه سقط من على رأسه ولم يعد ملتصقا به وبالفعل نفعت الحيلة عندما مر المريض بالطريق ودفعه الشخص ورمى الدن من على السطح والذى وجده بجواره فصدق أنه زال من على رأسه وهناك قصة ابن سينا مع مريض أخر كان يعتقد أنه بقرة ففحصه وأفتاه أنه لا يجوز ذبح بقرة نحيفة وما زال يأخذه بالعلاج الجسدى والنفسى حتى أزال منه كونه بقرة
وإلى نشأة العلاج الخداعى فى عصرنا قالت ياسمين:
"نشأت فكرة العلاج الوهمي مع (هنري بتشر) في عام 1995 وهو الطبيب الرائد في التخدير حيث بدأ بسلسلة من الدراسات الرامية إلى فهم الكيفية التي يمكن أن يكون لها دور في تحسين الصحة من خلال استخدام مادة غير فعاة دوائياً.
واعتبر (هنري بتشر) أنه سيكون لهذه الظاهرة تأثيرات هامة سريرياً وأن كثير من الحالات المرضية تم شفاؤها من المرض بنسبة 35% ولسوء الحظ فإن العديد من الدراسات لم تكن ذات جودة عالية للغاية مما وجه ضربة لها ولاسيما عندما واجه هذا العلاج موجة من الانتقادات (انظر رأي المتشككين). و في عام 2011 توصلت دراسة ضمن برنامج مهتم بتأثيرالبلاسيبو في جامعة هارفارد الأمريكية إلى استنتاج مفاده أن الوهم يلعب دوراً في العمليات الكيميائية في المخ كما سيأتي."
وتحدثت ياسمين عن اعجاز حلق الجسد فقالت:
"الصيدلية الداخلية
يعد جسم الإنسان معجزة بحد ذاته، فالجسم يقوم بإفراز بعض العناصر الكيميائية لعلاج المرض بمقدار معين، وهو ما يعرف بمصطلح " الصيدلية الداخلية "، وهي إحدى القوى الجسمية المتأصلة للعلاج، بمعنى أنها موجودة كجزء أساسي من أجزاء الجسم.
ويعتقد في العلاج التلقائي أن الجسم يتجه لشفاء نفسه دون الاعتماد على أي رسائل داخلية أو خارجية لاستثارة هذا العلاج."
وتحدثت عن أن العلاج الحديث إما عبارة عن حبوب سكر أو حبوب فيتامينات أو عمليات جراحية كاذبة حيث يتم تخدير المريض وعمل لصقات على مكان ما من جسمه ليقتنع فقالا:
"يمكن أن يكون البلاسيبو حبوباً من السكر أ وحبوباً من الكربوهيدرات المعقدة، ويمكن أن يكون البلاسيبو أيضاً عمليات جراحية " كاذبة " أو علاجات نفسية " كاذبة ".
يعمل البلاسيبو على تعزيز إفراز هرمون الاندروفين الذي تفرزه الغدة النخامية تلقائياً ويطلق عليه الشفاء الذاتي، وهو يعد من أهم مسكنات الألم التي تفرز طبيعياً من جسم الإنسان بالطريقة نفسها التي تعمل بها بعض الأدوية المسكنة للألم كالمخدرات لكنه أحياناً يكون بطيئاً في إفراز هذه المادة، وفي هذه الحالة يكون في حاجة إلى مساعدة خارجية لحث " صيدلية الجسم " على العمل بكفاءة أكثر، وكذلك الاستجابة لعلاج " البلاسيبو"، فهي تحتاج إلى مساعدة خارجية تتمثل في بعض العقاقير الإيحائية، أو رسالة موجهة إليه يتم توجيهها للمخ إما عن طريق المريض نفسه وإما من الشخصية المعالجة له.
وهذه الرسالة تعمل على حث المخ ودعمه ويحدث الشفاء السريع عن طريق ربط العلاج الخارجي بنتائج عمل الصيدلة الداخلية،."
قطعا العلاج الخداعى يمارس مع من يعتقدون أنهم مرضى ولكنهم ليسوا مرضى جسديين بالفعل وهو يحدث فائدة وحيدة وهى رفع الروح المعنوية للمريض بالوهم
وطرحت ياسمين سؤالا فقالت :
"ولكن هل يمكن للعقل شفاء الجسم إذا امتلأ بروح الأمل والتفاؤل!؟ "
وكان الجواب:
"أن الاتجاه العام في الطب أو في أي نظام علاجي يعتمد إلى حد كبير على مهارة وقوة المعالج مع إهماله القوة العلاجية للمريض وهو الاتجاه الذي يحاول الطب البديل تبنيه هذه الأيام مما زاد من شعبيته العلاج التقليدي.
وقد استند (كيرنز) وزملاؤه من كلية كونيتيكت الطبية الأمريكية إلى دراسة استغرقت 3 أشهر، شملت من يعانون الم في أسفل الظهر، وأثبتوا خلالها أن العلاج النفسي المعتمد على تقنيات سلوكية وإدراكية بتنظيم العمليات الفيزيولوجية والاسترخاء والمشاورات النفسية يخفف من حدة الألم إلى درجة كبيرة.
البلاسيبو والمرض النفسي
يعتقد البعض أن تأثير الدواء الوهمي هو سيكولوجية بحتة حيث يعكف مستشارو الطب النفسي على تطوير وسائل جديدة في مجال الأمراض النفسية والعقلية بعيداً عن اقتصار العلاج على الكيماويات فقط، وخلال تلك الأبحاث توصل العلماء إلى نتيجة مذهلة تتلخص في قدرة العقل على شفاء نفسه.
هل للعقل طاقة خفية تصنع المعجزات؟!
لقد اكتشف أطباء علم النفس أنهم يستطيعون تحقيق الشفاء لمرضى الاكتئاب النفسي باستخدام الأدوية الوهمية.
وبينت دراسة أمريكية أن الأدوية الوهمية التي تعطى لمريض الاكتئاب تؤثر بالفعل في إحداث تغييرات في نشاط المخ لدى المريض، رغم أن هذه الأدوية قد لا تخرج عن كونها قطعة من السكر مغلفة على شكل حبة دواء.
وفي دراسة أخرى أجريت على 51 مريضاً يعانون من الاكتئاب الحاد حدث رد فعل إيجابي لنصف المرضى الذين تناولوا أدوية وهمية، وحدث رد الفعل نفسه لدى نصف العينة من المرضى الذين تناولوا أدوية حقيقية.
وقد قال (إيرفينغ كيرش) وهو طبيب نفساني في جامعة كونيتيكت: " اعتقد بأن يمكن أن تعزى فعالية دواء (بروزاك) وعقاقير أخرى مماثلة تماما لتأثيرالدواء الوهمي ".ويشير تأثير الدواء إلى أهمية إدراك دور الدماغ في الصحة البدنية ومع ذلك فان استخدام مهدئات كعلاج في الطب السريري يطرح إشكالية أخلاقية لأنه مبني على خداع وتضليل المريض من قبل الطبيب.
وكان (سابيرشتاين) قد قام بدراسات بين عامي 1972و1995م على 39 من مرضى الاكتئاب الذين تعاملوا مع المخدرات فوجد أن 50 % من تأثير المخدرات ويرجع ذلك إلى " استجابة وهمية ".
وذكرت اللجنة البرلمانية للمملكة المتحدة للعلوم والتكنولوجيا أن وصف المهدئات للمريض يعتمد عادة على درجة من خداع المريض وأن وصف الدواء وبعض المهدئات له أثار سيئة لا يمكن الاعتماد عليها أو التنبؤ بها ولا يمكن أن تشكل الأساس الوحيد من أي معاملة في دائرة الصحة الوطنية.
ويقول (جان مارتن) عالم الأعصاب الفرنسي أن العقل اللاوعي يعمل بآلية تقبل كل شيء فهو لا يدرك في إذا ما كان يحدث حقيقي أم لا، فهو يقوم بتنفيذ الأوامر دون أن يتأكد من صحتها بل هو أيضا يصنع الأوهام بعكس العقل الواعي الذي يترجم و يطابق ما يحدث.
ويفسر العلماء ذلك بقولهم إنه يكفي للمريض الإحساس بأنه يتناول دواءً فعالاً جنباً إلى جنب مع الإيحاء ليأتي بالنتيجة الجيدة، حتى يثير ذلك لديه رد فعل إيجابياً.
كما أن قناعة الطبيب بالعلاج وإيمان المريض بالطبيب يعملان معاً لتعزيز الأثر ويكون العلاج شبه مؤكد بحصول التحسن وأحياناً الشفاء. وهذه الروابط تعمل في مراحل من التغيرات في الدماغ لمعالجة المعلومات، وتقوم بالحفاظ على تعزيز الاستجابة بغض النظرعن هذا المعزز سوا كان معزز وهمي أو حقيقي.
أن ارتفاع مستوى الإدراك له وظائف مختلفة في أعلى الدماغ حيث أن الفص الأمامي يقوم بالتذكير الوهمي والحفاظ على وجودها المعرفي في حلقة مفرغة من التعزيز الذاتي وهذا الوهم الدوائي يقوم بزيادة نشاط إفراز الدوبامين والأفونية وهذا التنشيط هي مهدئات لتسكين التغييرات ومعالجة انخفاض الدماغ عن طريق تعزيز تثبيط التنازل , وعلى العكس الاستجابات المضادة للمسكن تقوم بتعطيل الجزء من الدماغ من الدوبامين والأفونية وتمنع الإفراج عنهم."
قطعا العلاج الخداعى لا يجدى نفعا فى الأمراض الجسدية فهو يشغل التفس وقت ما عن ألمها ولكنه لا يغير من واقع المرض شيئا وهو مجدى فى بعض المرضى النفسيين وقد يؤدى لنتيجة عكسية فى البعض الأخر
وتحدثت عن الجدل فى الغرب عن العلاج الخداعى فقالت:
"جدل أخلاقي
أحدثت فاعلية "البلاسيبو" الكثير من الجدل الأخلاقي بين العلماء، نجمله بالعبارات التالية:
- ليس من حقك أن تخدع الآخرين ولكن يجب أن تخفف عنهم بعض الآلام.
- هل من حقك استخدام الخداع للتخفيف من آلام الناس؟
- وهل من حق الطبيب أن يصف لك "بلاسيبو" دون أن يخبرك به؟
- وإذا كان أخبرك به هل سيقلل من فاعليته؟
ولكن المقتنعين بالطب البديل، يقولون أنه لا يهم إن كان الدواء الذي يقدم للمريض "بلاسيبو" أم لا، بل الذي يهم هو التحسن والشفاء."
فى الإسلام الطبيب مفوض فى علاج المريض بالطريقة التى يعتقد أنها مناسبة وله أن يصدق معه فى حالات ويكذب عليه فى حالات
وتحدثت عن أن العلاج الخداعى من الحبوب أصبح مصدر كارثة فقالت:
"الآثار السلبية
بدأ العلماء دراسات حول ظاهرة معاكسة لاستجابة البلاسيبو وهي دراسة الاستجابة السيئة أو المؤذية لتأثير البلاسيبو حيث أن جميع العقاقير تقريباً تسبب أثار جانبية سيئة، وقد ظهر حديثاً أن حبوب البلاسيبو ممكن أن تسبب ذلك أيضا وهذا ما حير العلماء لأن حبوب البلاسيبو تصنع من مواد خاملة ولذا فانه لا يوجد لها أي اثر بيولوجي من الناحية النظرية. و قام باحثون بتحليل نتائج 69 تجربة إكلينيكية عشوائية قارنت بين مختلف فئات عقاقير علاج الصداع النصفي (الشقيقة) مع الحبوب الوهمية، المشاركون فيها كانوا لا يعرفون الأشخاص الذين يتناولون الحبوب الوهمية وفي بعض الدراسات التي توجهت لتقييم تناول العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهاب ( NSAIDs) أفاد المشاركون المتناولون لحبوب وهمية بحدوث آثار جانبية مثل الغثيان، التقيؤ، ومشكلات هضمية أخرى، وهي الآثار التي تظهر بعد تناول العقاقير الحقيقية، بينما أفاد متناولو الحبوب الوهمية في الدراسات الخاصة بتقييم العقاقير المضادة للتشنجات بتعرضهم في الغالب إلى فقدان الشهية ومشكلات في الذاكرة والتعرض للعدوى في الجهاز التنفسي العلوي وكلها آثار جانبية لتناول العقاقير المضادة للتشنجات.
ولم ترصد هذه الظاهرة في الدراسات على عقاقير الصداع النصفي فقط فقد أشارت دراسة تحليلية لتجارب مراقبة حبوب وهمية أخرى إلى أن 23% من المرضى أفادوا بحدوث آثار جانبية سيئة.
إن ظهور هذه الآثار الجانبية للحبوب الوهمية هي شهادة على وجود ما يسمى بالآثار السيئة للعلاج الوهمي."
وهذه الآثار تثبت أن الوهم قد ينتح عنه وهم أخر خاصة فى المرضى الذين يصرون على قراءة نشرات الأدوية وهم للأسف مرضى نفسيين ومن هنا نجد أن العلاج النفسى المعتمد على العقل وعلى الغذاء كما فى حكايات تراثنا الطبى أفضل جدوى
وتحدثت عن سبب تلك الآثار الجانبية التى لا وجود لها للحبوب الخداعية فقالت:
"هل الآثار الجانبية السيئة للبلاسيبو هو نتيجة سيطرة الافكار والتجارب السيئة وزيادة توهم المرض؟
رأي المشككين
بعد أن قام (هنري بتشر) بدراساته حول تأثير البلاسيبو قام باحثون آخرون بإجراء 10 من أصل 15 دراسة قام بها حيث تبين لهم تحسن 67% من الحالات من دون استخدام البلاسيبو، بينما أظهرت دراسات أخرى تحسن حالات المصابين بنزلة البرد خلال 6 أيام فقط.
البعض يعتبر أن (هنري بتشر) ركز فقط على النسبة المئوية التي شهدت تحسناً في العينة ولم يلق بالاً للنسبة التي تدهورت فيها حالتها الصحية.
وبعد فحص 800 دراسة كان قد نشرها (هنري) في أنحاء العالم حول تأثير البلاسيبو لم يعثر على أي دليل عن جدوى العلاج الوهمي المزعوم. وقام باحثون قاموا بتجربة استخدموا فيها 3 مجموعات من المشاركين، مجموعة أولى أعطي لها الدواء، ومجموعة أخرى أعطيت بلاسيبو، و مجموعة لم تنل أي معالجة دوائية. فكانت النتائج متماثلة بين المجموعات طيلة الوقت.
وفي عام 1997 قالت الباحثة Kienle: " بعد تحليل البيانات والعينات المرضية لم نجد دليلاً على أي تأثير لدواء الوهمي في أي من الدراسات التي استشهد بها عليه وكانت التحسينات التي أعلن عنها حقيقية ولكن كان من المفترض أن عوامل أخرى ساعدت على الشفاء وأن التحسينات ترجع إلى:
عفوية التحسين، تذبذب الأعراض، والانحدار للعلاج، والتحول المشروط للعلاج وهمي، والتحيز التحجيم والغذاء الصحي وتغيرات في الاستجابة ذات صلة مختلفة .. الخ ".
وقد توصلت مجموعة كوشران العلمية إلى استنتاج مفاده أن العلاج الوهمي قد لا يمتلك قوة ولكن بعض تحليلاتهم تقول: أن العلاج الوهمي يؤدي إلى تخفيف بعض الألم كالغثيان وإلى انه لا يؤدي إلى ذلك في حالات أخرى.
يقول الباحثان مورمان وجوناس إلى أن البلاسيبو يبدو غير منطقي , كما أن الوهم مادة خاملة لا تسبب أي شيئ مباشرة.
وفي مايو 2001، نشرت مجلة نيو انغلاند للطب مقال يشكك في صحة تأثير الدواء الوهمي بعنوان "هل الوهم معجزة؟ "
حيث قال الدكتور Hrbjartsson أستاذ فلسفة ومنهجية البحوث الطبية في جامعة كوبنهاغن أن مستويات عالية من تأثير الدواء الوهمي الذي تم الإبلاغ مراراً وتكراراً في مقالات عديدة في أذهاننا هي نتيجة لعيوب في منهجية البحث.
رأي المؤيدين
كشفت دراسة أجرتها جامعة سيدني الاسترالية أن العلاج الوهمي له دوراً كبيراً في شفاء الكثير من الأمراض ولا يقل أهمية عن العلاجات الحقيقية. وأشار دامين فينيس قائد فريق البحث إلى أن العلاجات التي يكون مصدرها عقل الإنسان تساعد في تحسين آليات الشفاء الطبيعية لديه، حيث تم إعطاء عدد من المرضى الذين يتناولون أدوية مهدئة للألم أدوية وهمية دون علمهم لكنهم استمروا في الشعور بألم أقل وتم الكشف عن ذلك باستخدام أجهزة مسح الدماغ.
وأضاف فينيس أن التأثير الذي يحصل عليه المريض جراء حقنة يعطيها له الطبيب أفضل بكثير من تأثيرها في حال تلقاها المريض من قبل جهاز آلي وأكد فينيس أنه ليس من المفروض تناول حبة وهمية للحصول على تأثير العلاج الوهمي، بل إن طريقة تقديم العلاج على نفس القدر من الأهمية في كثير من الأحيان.
وأشار باحث المخ جون- كار زوبيتا الأستاذ بجامعة ميشجان الأمريكية إلى أن آخر الدراسات أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن تأثير العلاج التمويهي "الوهمي" على المرضي حقيقي وليس وهمياً، فأي مريض عايش تجربة العلاج الوهمي لم يشعر بتحسن فحسب بل تحسنت حالته بالفعل.
ومن جانبه أشار الباحث الإيطالي فابريزيو بينيديتي إلى أن العلاج الوهمي من الممكن أن يحل محل المنشطات التي يتعاطاها الرياضيون في مراكز اللياقة البدنية، وأوضح الباحث أنه أجرى تجارب على بعض الأشخاص بإعطائهم قهوة خالية من الكافيين وأكد أنهم حينما تناولوها لم يشعروا بأنهم أقوى وأكثر إثارة فحسب، بل قاموا بالفعل بمزيد من التدريبات أكثر مما كانوا يقومون بها أثناء تعاطيهم للمنشطات الحقيقية.
وتشير الأبحاث إلى أن الاستجابة للعلاج الوهمي تختلف من مريض إلى آخر حسب نوع الجنس، فالنساء يثقن أكثر في العلاج الذي سبق وساعدهن على الشفاء أو شفي به أحد من معارفهن من قبل، أما الرجال فتزيد نسبة استجابتهم للعلاج الوهمي حينما تشرف على علاجهم طبيبات.
ويقول كيرش 1998 أن العامل الحاسم هو معتقداتنا حول ما سيحدث لنا.
تجارب واقعية1 - نزل أحد الأشخاص المصابين بالربو في فندق، وفي الليل فاجأته الأزمة وشعر بحاجة للهواء المنعش فاستيقظ مخنوقاً يبحث عن مفتاح الضوء، وحين لم يجده بدأ يتلمس طريقه للنافذة حتى شعر بملمس الزجاج البارد إلا أنه عجز عن فتح النافذة فكسر الزجاج وأخذ يتنفس بعمق حتى خفت الأزمة , وحين استيقظ في الصباح فوجئ بأن النافذة كانت سليمة تماماً، أما الزجاج الذي كسره فكان خزانة الساعة الضخمة الموجودة في الغرفة!
2 - وفي جزيرة كوشر في فنزويلا أجريت تجربة على الأطفال المصابين بمرض الربو بحيث كان يقدم لهم دواء يقوم بتوسيع الشعب الهوائية بشكل مطحوناً و" شمه " مع الفانيليا ثم بدأوا بعد ذلك في منع تقديم أدوية توسيع الشعب والاكتفاء بالفانيليا وللغرابة فإن رائحة الفانيليا وحدها كانت تعمل على زيادة كفاءة عمل الرئة لدى الأطفال المصابين بنسبة بلغت 33% مقارنة مع استخدام الأدوية الموسعة للشعب وحدها.
3 - وفي ولاية تكساس ابتدع الأطباء عملية جراحة اسمها "جراحة اللا شئ" أو العدم استخدموها بكثافة في علاج آلام الركبة والمفاصل ويقومون بتخدير المرضى وإجراء فتحة كبيرة بالمشرط حول الركبة دون أن يفعلوا أي شيء داخلها وكانت المفاجأة أنه بعد عامين من هذه الجراحة الوهمية امتثل جميع المرضى للشفاء واختفت الآلام وأصبحوا يعيشون حياة طبيعية."
ومما لا شك فيه أن الآثار الجانبية للحبوب الخاملة لا توجد إلا مع المرضى النفسيين المصرين على قراءة نشرات الأدوية والاعتقاد بصدقها ومن ثم يتوهمون أنها تصيبهم وقد تصيبهم بالفعل نتيجة فعل ما كتناولهم الحبوب الحقيقية إذا انتهى مخزونهم من الحبوب الخاملة وشراءهم من الصيدليات الحقيقية
وتحدثت عن الشفاء فى المعتقدات فقالت :
"الإيمان والشفاء في المعتقدات
أشارت المعتقدات الدينية في شواهد عدة إلى دور الإيمان (رغم اختلاف المعتقد) في التماثل للشفاء ونذكر منها:
1 - في المعتقد المسيحي
كانت هناكَ امرأةٌ مصابةٌ بنزفِ الدَّمِ من اثنتي عشرةَ سنةً، عالجها أطباءُ كثيرون، وأنفقت كلَّ ما تملكُ، فما استفادت شيئًا، لا بل صارت من سيِّئٍ إلى أسوأ فلمَّا سمعت بأخبار يسوع دخلت بينَ الجموع من خلفٍ ولمست ثوبهُ، لأنها قالت في نفسها: " يكفي أن ألمسَ ثيابهُ لأشفى " فانقطعَ نزفُ دمها في الحالِ، وأحسَّت بجسمها أنها شُفيت من دائها. وشعرَ يسوع في الحال بقوة خرجت منهُ فالتفتَ إلى الجموع وقالَ: " من لمسَ ثيابي؟ " فقالَ لهُ تلاميذهُ: " ترى الناسَ يزحمونكَ وتسألُ: من لمسني؟ " ولكنهُ نظرَ حولهُ ليرى التي فعلت ذلكَ.
وخافت المرأةُ وارتعبت، لعلمها بما جرى لها، فجاءَت وسجدت لهُ وأخبرتهُ بالحقيقة كلَّها. فقالَ لها: " يا ابنتي إيمانُكِ شفاكِ خلَّصَكِ وأحياكِ. فاذهبي بسلامٍ، وتعافي من دائكِ " (إنجيل مرقس 5: 25 - 34).
2 - في المعتقد الإسلامي
ورد في القرآن الكريم ذكر لصلة الإيمان بالشفاء في سورة التوبة: " وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ".
وفي الحديث الشريف يقول محمد رسول الله: " ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل باسم الله ثلاثاً وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ".
وقوله: " لا تتمارضوا فتمرضوا فتموتوا ".
وهناك بيت شعر منسوب إلى علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين ويبين أهمية الصيدلية الداخلية آنفة الذكر:
دواؤك فيك وما تبصر ... وداؤك منك وما تشعر
وتزعم أنك جرم صغير ... وفيك انطوى العالم الأكبر"
قطعا الاعتقاد فى الشفاء باللمس أو بوضع اليد على مكان الألم هى معتقد خارج نطاق الدين لأن الله أنهى عصر الآيات وهى المعجزات حيث قال :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
والمرأة التى شفيت من نزف الدم بلمس المسيح(ص) حكايتها خرافة فالرجل(ص) حسب القرآن كان يشفى مرضين العمى ولبرص كما قال تعالى على لسانه :
"وأبرىء الأكمه والأبرص"
والمنسوب لخاتم النبيين (ص) يتعارض مع قول أخر منسوب به عن التداوى " تداووه باد الله فإن الله جعل لكل داء دواء"
وهو يتعارض مع التوكل وهو الأخذ بالأسباب كما فى قوله تعالى :
" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"
فمن أبواب القوة علاج المرض وهو الضعف بأسباب القوة وهى الطب
الباحثة ياسمين عبد الكريم وهو يدور حول العلاج بالوهم وقد استهلت الباحثة بحثها بتعريف البلاسيبو بأنه دواء خداعى فقالت:
"العلاج بالوهم أو ما يعرف بـ البلاسيبو Placebo هو دواء يهدف إلى خداع المريض إذ لا يحتوي إلا على عناصر خاملة وغير فعالة ولذلك فأن أي يعتبر أي تغيير يحدث في حالة المريض عائد إلى عوامل نفسية فقط مثل الإيحاء أو المحاكاة أو الجذب، وتندرج أيضاً العمليات الجراحية الوهمية والمعالجات الطبية الغير حقيقية ضمن البلاسيبو."
وتحدثت عن اصل كلمة بلاسبيو فقالت:
وتعني كلمة بلاسيبو Placebo اللاتينية الأصل I shall please أو " سأتحسن "، وأن المرضى الذين حصلوا على علاج البلاسيبو قد تحسنوا بشكل أفضل مما كان يتوقع بعيد عن العلاجات الكيميائية وهي ظاهرة يطلق علية " تأثير الدواء الوهمي"."
وتحدثت عن كثرة استخدام العلاج الخداعى حيث قالت :
"جرى استخدام البلاسيبو على نطاق واسع في البحوث الطبية والدوائية، وتأثير العلاج الوهمي هي ظاهرة متفشية حيث يتم إعطاء علاجات للسيطرة على المرض ولكنه يعتمد على الخداع ففي أكثر الأمراض النفسية مثل الاكتئاب يصرف للمريض دواء وهمي ولكن له تأثير ايجابي على المريض، وقد يستغرب المريض لو علم أنه شفي من غير أي دواء فعال."
واعتبرت ياسمين أن العلاج الخداعى جديد مع أنه قديم ومذكور فى كتب الطب فى تراثنا كحكاية الدن الذى كان أحدهم يعتقد أنه لا يزول من فوق رأس فعمد الطبيب على بن ربن إلى اصعاد شخص على سطح منزل واتفق مع شخص أخرعلى أن يصطدم بالمريض وعند ذلك يرمى من فوق السطح الدن على الأرض فيعرف المريض أنه سقط من على رأسه ولم يعد ملتصقا به وبالفعل نفعت الحيلة عندما مر المريض بالطريق ودفعه الشخص ورمى الدن من على السطح والذى وجده بجواره فصدق أنه زال من على رأسه وهناك قصة ابن سينا مع مريض أخر كان يعتقد أنه بقرة ففحصه وأفتاه أنه لا يجوز ذبح بقرة نحيفة وما زال يأخذه بالعلاج الجسدى والنفسى حتى أزال منه كونه بقرة
وإلى نشأة العلاج الخداعى فى عصرنا قالت ياسمين:
"نشأت فكرة العلاج الوهمي مع (هنري بتشر) في عام 1995 وهو الطبيب الرائد في التخدير حيث بدأ بسلسلة من الدراسات الرامية إلى فهم الكيفية التي يمكن أن يكون لها دور في تحسين الصحة من خلال استخدام مادة غير فعاة دوائياً.
واعتبر (هنري بتشر) أنه سيكون لهذه الظاهرة تأثيرات هامة سريرياً وأن كثير من الحالات المرضية تم شفاؤها من المرض بنسبة 35% ولسوء الحظ فإن العديد من الدراسات لم تكن ذات جودة عالية للغاية مما وجه ضربة لها ولاسيما عندما واجه هذا العلاج موجة من الانتقادات (انظر رأي المتشككين). و في عام 2011 توصلت دراسة ضمن برنامج مهتم بتأثيرالبلاسيبو في جامعة هارفارد الأمريكية إلى استنتاج مفاده أن الوهم يلعب دوراً في العمليات الكيميائية في المخ كما سيأتي."
وتحدثت ياسمين عن اعجاز حلق الجسد فقالت:
"الصيدلية الداخلية
يعد جسم الإنسان معجزة بحد ذاته، فالجسم يقوم بإفراز بعض العناصر الكيميائية لعلاج المرض بمقدار معين، وهو ما يعرف بمصطلح " الصيدلية الداخلية "، وهي إحدى القوى الجسمية المتأصلة للعلاج، بمعنى أنها موجودة كجزء أساسي من أجزاء الجسم.
ويعتقد في العلاج التلقائي أن الجسم يتجه لشفاء نفسه دون الاعتماد على أي رسائل داخلية أو خارجية لاستثارة هذا العلاج."
وتحدثت عن أن العلاج الحديث إما عبارة عن حبوب سكر أو حبوب فيتامينات أو عمليات جراحية كاذبة حيث يتم تخدير المريض وعمل لصقات على مكان ما من جسمه ليقتنع فقالا:
"يمكن أن يكون البلاسيبو حبوباً من السكر أ وحبوباً من الكربوهيدرات المعقدة، ويمكن أن يكون البلاسيبو أيضاً عمليات جراحية " كاذبة " أو علاجات نفسية " كاذبة ".
يعمل البلاسيبو على تعزيز إفراز هرمون الاندروفين الذي تفرزه الغدة النخامية تلقائياً ويطلق عليه الشفاء الذاتي، وهو يعد من أهم مسكنات الألم التي تفرز طبيعياً من جسم الإنسان بالطريقة نفسها التي تعمل بها بعض الأدوية المسكنة للألم كالمخدرات لكنه أحياناً يكون بطيئاً في إفراز هذه المادة، وفي هذه الحالة يكون في حاجة إلى مساعدة خارجية لحث " صيدلية الجسم " على العمل بكفاءة أكثر، وكذلك الاستجابة لعلاج " البلاسيبو"، فهي تحتاج إلى مساعدة خارجية تتمثل في بعض العقاقير الإيحائية، أو رسالة موجهة إليه يتم توجيهها للمخ إما عن طريق المريض نفسه وإما من الشخصية المعالجة له.
وهذه الرسالة تعمل على حث المخ ودعمه ويحدث الشفاء السريع عن طريق ربط العلاج الخارجي بنتائج عمل الصيدلة الداخلية،."
قطعا العلاج الخداعى يمارس مع من يعتقدون أنهم مرضى ولكنهم ليسوا مرضى جسديين بالفعل وهو يحدث فائدة وحيدة وهى رفع الروح المعنوية للمريض بالوهم
وطرحت ياسمين سؤالا فقالت :
"ولكن هل يمكن للعقل شفاء الجسم إذا امتلأ بروح الأمل والتفاؤل!؟ "
وكان الجواب:
"أن الاتجاه العام في الطب أو في أي نظام علاجي يعتمد إلى حد كبير على مهارة وقوة المعالج مع إهماله القوة العلاجية للمريض وهو الاتجاه الذي يحاول الطب البديل تبنيه هذه الأيام مما زاد من شعبيته العلاج التقليدي.
وقد استند (كيرنز) وزملاؤه من كلية كونيتيكت الطبية الأمريكية إلى دراسة استغرقت 3 أشهر، شملت من يعانون الم في أسفل الظهر، وأثبتوا خلالها أن العلاج النفسي المعتمد على تقنيات سلوكية وإدراكية بتنظيم العمليات الفيزيولوجية والاسترخاء والمشاورات النفسية يخفف من حدة الألم إلى درجة كبيرة.
البلاسيبو والمرض النفسي
يعتقد البعض أن تأثير الدواء الوهمي هو سيكولوجية بحتة حيث يعكف مستشارو الطب النفسي على تطوير وسائل جديدة في مجال الأمراض النفسية والعقلية بعيداً عن اقتصار العلاج على الكيماويات فقط، وخلال تلك الأبحاث توصل العلماء إلى نتيجة مذهلة تتلخص في قدرة العقل على شفاء نفسه.
هل للعقل طاقة خفية تصنع المعجزات؟!
لقد اكتشف أطباء علم النفس أنهم يستطيعون تحقيق الشفاء لمرضى الاكتئاب النفسي باستخدام الأدوية الوهمية.
وبينت دراسة أمريكية أن الأدوية الوهمية التي تعطى لمريض الاكتئاب تؤثر بالفعل في إحداث تغييرات في نشاط المخ لدى المريض، رغم أن هذه الأدوية قد لا تخرج عن كونها قطعة من السكر مغلفة على شكل حبة دواء.
وفي دراسة أخرى أجريت على 51 مريضاً يعانون من الاكتئاب الحاد حدث رد فعل إيجابي لنصف المرضى الذين تناولوا أدوية وهمية، وحدث رد الفعل نفسه لدى نصف العينة من المرضى الذين تناولوا أدوية حقيقية.
وقد قال (إيرفينغ كيرش) وهو طبيب نفساني في جامعة كونيتيكت: " اعتقد بأن يمكن أن تعزى فعالية دواء (بروزاك) وعقاقير أخرى مماثلة تماما لتأثيرالدواء الوهمي ".ويشير تأثير الدواء إلى أهمية إدراك دور الدماغ في الصحة البدنية ومع ذلك فان استخدام مهدئات كعلاج في الطب السريري يطرح إشكالية أخلاقية لأنه مبني على خداع وتضليل المريض من قبل الطبيب.
وكان (سابيرشتاين) قد قام بدراسات بين عامي 1972و1995م على 39 من مرضى الاكتئاب الذين تعاملوا مع المخدرات فوجد أن 50 % من تأثير المخدرات ويرجع ذلك إلى " استجابة وهمية ".
وذكرت اللجنة البرلمانية للمملكة المتحدة للعلوم والتكنولوجيا أن وصف المهدئات للمريض يعتمد عادة على درجة من خداع المريض وأن وصف الدواء وبعض المهدئات له أثار سيئة لا يمكن الاعتماد عليها أو التنبؤ بها ولا يمكن أن تشكل الأساس الوحيد من أي معاملة في دائرة الصحة الوطنية.
ويقول (جان مارتن) عالم الأعصاب الفرنسي أن العقل اللاوعي يعمل بآلية تقبل كل شيء فهو لا يدرك في إذا ما كان يحدث حقيقي أم لا، فهو يقوم بتنفيذ الأوامر دون أن يتأكد من صحتها بل هو أيضا يصنع الأوهام بعكس العقل الواعي الذي يترجم و يطابق ما يحدث.
ويفسر العلماء ذلك بقولهم إنه يكفي للمريض الإحساس بأنه يتناول دواءً فعالاً جنباً إلى جنب مع الإيحاء ليأتي بالنتيجة الجيدة، حتى يثير ذلك لديه رد فعل إيجابياً.
كما أن قناعة الطبيب بالعلاج وإيمان المريض بالطبيب يعملان معاً لتعزيز الأثر ويكون العلاج شبه مؤكد بحصول التحسن وأحياناً الشفاء. وهذه الروابط تعمل في مراحل من التغيرات في الدماغ لمعالجة المعلومات، وتقوم بالحفاظ على تعزيز الاستجابة بغض النظرعن هذا المعزز سوا كان معزز وهمي أو حقيقي.
أن ارتفاع مستوى الإدراك له وظائف مختلفة في أعلى الدماغ حيث أن الفص الأمامي يقوم بالتذكير الوهمي والحفاظ على وجودها المعرفي في حلقة مفرغة من التعزيز الذاتي وهذا الوهم الدوائي يقوم بزيادة نشاط إفراز الدوبامين والأفونية وهذا التنشيط هي مهدئات لتسكين التغييرات ومعالجة انخفاض الدماغ عن طريق تعزيز تثبيط التنازل , وعلى العكس الاستجابات المضادة للمسكن تقوم بتعطيل الجزء من الدماغ من الدوبامين والأفونية وتمنع الإفراج عنهم."
قطعا العلاج الخداعى لا يجدى نفعا فى الأمراض الجسدية فهو يشغل التفس وقت ما عن ألمها ولكنه لا يغير من واقع المرض شيئا وهو مجدى فى بعض المرضى النفسيين وقد يؤدى لنتيجة عكسية فى البعض الأخر
وتحدثت عن الجدل فى الغرب عن العلاج الخداعى فقالت:
"جدل أخلاقي
أحدثت فاعلية "البلاسيبو" الكثير من الجدل الأخلاقي بين العلماء، نجمله بالعبارات التالية:
- ليس من حقك أن تخدع الآخرين ولكن يجب أن تخفف عنهم بعض الآلام.
- هل من حقك استخدام الخداع للتخفيف من آلام الناس؟
- وهل من حق الطبيب أن يصف لك "بلاسيبو" دون أن يخبرك به؟
- وإذا كان أخبرك به هل سيقلل من فاعليته؟
ولكن المقتنعين بالطب البديل، يقولون أنه لا يهم إن كان الدواء الذي يقدم للمريض "بلاسيبو" أم لا، بل الذي يهم هو التحسن والشفاء."
فى الإسلام الطبيب مفوض فى علاج المريض بالطريقة التى يعتقد أنها مناسبة وله أن يصدق معه فى حالات ويكذب عليه فى حالات
وتحدثت عن أن العلاج الخداعى من الحبوب أصبح مصدر كارثة فقالت:
"الآثار السلبية
بدأ العلماء دراسات حول ظاهرة معاكسة لاستجابة البلاسيبو وهي دراسة الاستجابة السيئة أو المؤذية لتأثير البلاسيبو حيث أن جميع العقاقير تقريباً تسبب أثار جانبية سيئة، وقد ظهر حديثاً أن حبوب البلاسيبو ممكن أن تسبب ذلك أيضا وهذا ما حير العلماء لأن حبوب البلاسيبو تصنع من مواد خاملة ولذا فانه لا يوجد لها أي اثر بيولوجي من الناحية النظرية. و قام باحثون بتحليل نتائج 69 تجربة إكلينيكية عشوائية قارنت بين مختلف فئات عقاقير علاج الصداع النصفي (الشقيقة) مع الحبوب الوهمية، المشاركون فيها كانوا لا يعرفون الأشخاص الذين يتناولون الحبوب الوهمية وفي بعض الدراسات التي توجهت لتقييم تناول العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهاب ( NSAIDs) أفاد المشاركون المتناولون لحبوب وهمية بحدوث آثار جانبية مثل الغثيان، التقيؤ، ومشكلات هضمية أخرى، وهي الآثار التي تظهر بعد تناول العقاقير الحقيقية، بينما أفاد متناولو الحبوب الوهمية في الدراسات الخاصة بتقييم العقاقير المضادة للتشنجات بتعرضهم في الغالب إلى فقدان الشهية ومشكلات في الذاكرة والتعرض للعدوى في الجهاز التنفسي العلوي وكلها آثار جانبية لتناول العقاقير المضادة للتشنجات.
ولم ترصد هذه الظاهرة في الدراسات على عقاقير الصداع النصفي فقط فقد أشارت دراسة تحليلية لتجارب مراقبة حبوب وهمية أخرى إلى أن 23% من المرضى أفادوا بحدوث آثار جانبية سيئة.
إن ظهور هذه الآثار الجانبية للحبوب الوهمية هي شهادة على وجود ما يسمى بالآثار السيئة للعلاج الوهمي."
وهذه الآثار تثبت أن الوهم قد ينتح عنه وهم أخر خاصة فى المرضى الذين يصرون على قراءة نشرات الأدوية وهم للأسف مرضى نفسيين ومن هنا نجد أن العلاج النفسى المعتمد على العقل وعلى الغذاء كما فى حكايات تراثنا الطبى أفضل جدوى
وتحدثت عن سبب تلك الآثار الجانبية التى لا وجود لها للحبوب الخداعية فقالت:
"هل الآثار الجانبية السيئة للبلاسيبو هو نتيجة سيطرة الافكار والتجارب السيئة وزيادة توهم المرض؟
رأي المشككين
بعد أن قام (هنري بتشر) بدراساته حول تأثير البلاسيبو قام باحثون آخرون بإجراء 10 من أصل 15 دراسة قام بها حيث تبين لهم تحسن 67% من الحالات من دون استخدام البلاسيبو، بينما أظهرت دراسات أخرى تحسن حالات المصابين بنزلة البرد خلال 6 أيام فقط.
البعض يعتبر أن (هنري بتشر) ركز فقط على النسبة المئوية التي شهدت تحسناً في العينة ولم يلق بالاً للنسبة التي تدهورت فيها حالتها الصحية.
وبعد فحص 800 دراسة كان قد نشرها (هنري) في أنحاء العالم حول تأثير البلاسيبو لم يعثر على أي دليل عن جدوى العلاج الوهمي المزعوم. وقام باحثون قاموا بتجربة استخدموا فيها 3 مجموعات من المشاركين، مجموعة أولى أعطي لها الدواء، ومجموعة أخرى أعطيت بلاسيبو، و مجموعة لم تنل أي معالجة دوائية. فكانت النتائج متماثلة بين المجموعات طيلة الوقت.
وفي عام 1997 قالت الباحثة Kienle: " بعد تحليل البيانات والعينات المرضية لم نجد دليلاً على أي تأثير لدواء الوهمي في أي من الدراسات التي استشهد بها عليه وكانت التحسينات التي أعلن عنها حقيقية ولكن كان من المفترض أن عوامل أخرى ساعدت على الشفاء وأن التحسينات ترجع إلى:
عفوية التحسين، تذبذب الأعراض، والانحدار للعلاج، والتحول المشروط للعلاج وهمي، والتحيز التحجيم والغذاء الصحي وتغيرات في الاستجابة ذات صلة مختلفة .. الخ ".
وقد توصلت مجموعة كوشران العلمية إلى استنتاج مفاده أن العلاج الوهمي قد لا يمتلك قوة ولكن بعض تحليلاتهم تقول: أن العلاج الوهمي يؤدي إلى تخفيف بعض الألم كالغثيان وإلى انه لا يؤدي إلى ذلك في حالات أخرى.
يقول الباحثان مورمان وجوناس إلى أن البلاسيبو يبدو غير منطقي , كما أن الوهم مادة خاملة لا تسبب أي شيئ مباشرة.
وفي مايو 2001، نشرت مجلة نيو انغلاند للطب مقال يشكك في صحة تأثير الدواء الوهمي بعنوان "هل الوهم معجزة؟ "
حيث قال الدكتور Hrbjartsson أستاذ فلسفة ومنهجية البحوث الطبية في جامعة كوبنهاغن أن مستويات عالية من تأثير الدواء الوهمي الذي تم الإبلاغ مراراً وتكراراً في مقالات عديدة في أذهاننا هي نتيجة لعيوب في منهجية البحث.
رأي المؤيدين
كشفت دراسة أجرتها جامعة سيدني الاسترالية أن العلاج الوهمي له دوراً كبيراً في شفاء الكثير من الأمراض ولا يقل أهمية عن العلاجات الحقيقية. وأشار دامين فينيس قائد فريق البحث إلى أن العلاجات التي يكون مصدرها عقل الإنسان تساعد في تحسين آليات الشفاء الطبيعية لديه، حيث تم إعطاء عدد من المرضى الذين يتناولون أدوية مهدئة للألم أدوية وهمية دون علمهم لكنهم استمروا في الشعور بألم أقل وتم الكشف عن ذلك باستخدام أجهزة مسح الدماغ.
وأضاف فينيس أن التأثير الذي يحصل عليه المريض جراء حقنة يعطيها له الطبيب أفضل بكثير من تأثيرها في حال تلقاها المريض من قبل جهاز آلي وأكد فينيس أنه ليس من المفروض تناول حبة وهمية للحصول على تأثير العلاج الوهمي، بل إن طريقة تقديم العلاج على نفس القدر من الأهمية في كثير من الأحيان.
وأشار باحث المخ جون- كار زوبيتا الأستاذ بجامعة ميشجان الأمريكية إلى أن آخر الدراسات أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن تأثير العلاج التمويهي "الوهمي" على المرضي حقيقي وليس وهمياً، فأي مريض عايش تجربة العلاج الوهمي لم يشعر بتحسن فحسب بل تحسنت حالته بالفعل.
ومن جانبه أشار الباحث الإيطالي فابريزيو بينيديتي إلى أن العلاج الوهمي من الممكن أن يحل محل المنشطات التي يتعاطاها الرياضيون في مراكز اللياقة البدنية، وأوضح الباحث أنه أجرى تجارب على بعض الأشخاص بإعطائهم قهوة خالية من الكافيين وأكد أنهم حينما تناولوها لم يشعروا بأنهم أقوى وأكثر إثارة فحسب، بل قاموا بالفعل بمزيد من التدريبات أكثر مما كانوا يقومون بها أثناء تعاطيهم للمنشطات الحقيقية.
وتشير الأبحاث إلى أن الاستجابة للعلاج الوهمي تختلف من مريض إلى آخر حسب نوع الجنس، فالنساء يثقن أكثر في العلاج الذي سبق وساعدهن على الشفاء أو شفي به أحد من معارفهن من قبل، أما الرجال فتزيد نسبة استجابتهم للعلاج الوهمي حينما تشرف على علاجهم طبيبات.
ويقول كيرش 1998 أن العامل الحاسم هو معتقداتنا حول ما سيحدث لنا.
تجارب واقعية1 - نزل أحد الأشخاص المصابين بالربو في فندق، وفي الليل فاجأته الأزمة وشعر بحاجة للهواء المنعش فاستيقظ مخنوقاً يبحث عن مفتاح الضوء، وحين لم يجده بدأ يتلمس طريقه للنافذة حتى شعر بملمس الزجاج البارد إلا أنه عجز عن فتح النافذة فكسر الزجاج وأخذ يتنفس بعمق حتى خفت الأزمة , وحين استيقظ في الصباح فوجئ بأن النافذة كانت سليمة تماماً، أما الزجاج الذي كسره فكان خزانة الساعة الضخمة الموجودة في الغرفة!
2 - وفي جزيرة كوشر في فنزويلا أجريت تجربة على الأطفال المصابين بمرض الربو بحيث كان يقدم لهم دواء يقوم بتوسيع الشعب الهوائية بشكل مطحوناً و" شمه " مع الفانيليا ثم بدأوا بعد ذلك في منع تقديم أدوية توسيع الشعب والاكتفاء بالفانيليا وللغرابة فإن رائحة الفانيليا وحدها كانت تعمل على زيادة كفاءة عمل الرئة لدى الأطفال المصابين بنسبة بلغت 33% مقارنة مع استخدام الأدوية الموسعة للشعب وحدها.
3 - وفي ولاية تكساس ابتدع الأطباء عملية جراحة اسمها "جراحة اللا شئ" أو العدم استخدموها بكثافة في علاج آلام الركبة والمفاصل ويقومون بتخدير المرضى وإجراء فتحة كبيرة بالمشرط حول الركبة دون أن يفعلوا أي شيء داخلها وكانت المفاجأة أنه بعد عامين من هذه الجراحة الوهمية امتثل جميع المرضى للشفاء واختفت الآلام وأصبحوا يعيشون حياة طبيعية."
ومما لا شك فيه أن الآثار الجانبية للحبوب الخاملة لا توجد إلا مع المرضى النفسيين المصرين على قراءة نشرات الأدوية والاعتقاد بصدقها ومن ثم يتوهمون أنها تصيبهم وقد تصيبهم بالفعل نتيجة فعل ما كتناولهم الحبوب الحقيقية إذا انتهى مخزونهم من الحبوب الخاملة وشراءهم من الصيدليات الحقيقية
وتحدثت عن الشفاء فى المعتقدات فقالت :
"الإيمان والشفاء في المعتقدات
أشارت المعتقدات الدينية في شواهد عدة إلى دور الإيمان (رغم اختلاف المعتقد) في التماثل للشفاء ونذكر منها:
1 - في المعتقد المسيحي
كانت هناكَ امرأةٌ مصابةٌ بنزفِ الدَّمِ من اثنتي عشرةَ سنةً، عالجها أطباءُ كثيرون، وأنفقت كلَّ ما تملكُ، فما استفادت شيئًا، لا بل صارت من سيِّئٍ إلى أسوأ فلمَّا سمعت بأخبار يسوع دخلت بينَ الجموع من خلفٍ ولمست ثوبهُ، لأنها قالت في نفسها: " يكفي أن ألمسَ ثيابهُ لأشفى " فانقطعَ نزفُ دمها في الحالِ، وأحسَّت بجسمها أنها شُفيت من دائها. وشعرَ يسوع في الحال بقوة خرجت منهُ فالتفتَ إلى الجموع وقالَ: " من لمسَ ثيابي؟ " فقالَ لهُ تلاميذهُ: " ترى الناسَ يزحمونكَ وتسألُ: من لمسني؟ " ولكنهُ نظرَ حولهُ ليرى التي فعلت ذلكَ.
وخافت المرأةُ وارتعبت، لعلمها بما جرى لها، فجاءَت وسجدت لهُ وأخبرتهُ بالحقيقة كلَّها. فقالَ لها: " يا ابنتي إيمانُكِ شفاكِ خلَّصَكِ وأحياكِ. فاذهبي بسلامٍ، وتعافي من دائكِ " (إنجيل مرقس 5: 25 - 34).
2 - في المعتقد الإسلامي
ورد في القرآن الكريم ذكر لصلة الإيمان بالشفاء في سورة التوبة: " وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ".
وفي الحديث الشريف يقول محمد رسول الله: " ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل باسم الله ثلاثاً وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ".
وقوله: " لا تتمارضوا فتمرضوا فتموتوا ".
وهناك بيت شعر منسوب إلى علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين ويبين أهمية الصيدلية الداخلية آنفة الذكر:
دواؤك فيك وما تبصر ... وداؤك منك وما تشعر
وتزعم أنك جرم صغير ... وفيك انطوى العالم الأكبر"
قطعا الاعتقاد فى الشفاء باللمس أو بوضع اليد على مكان الألم هى معتقد خارج نطاق الدين لأن الله أنهى عصر الآيات وهى المعجزات حيث قال :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
والمرأة التى شفيت من نزف الدم بلمس المسيح(ص) حكايتها خرافة فالرجل(ص) حسب القرآن كان يشفى مرضين العمى ولبرص كما قال تعالى على لسانه :
"وأبرىء الأكمه والأبرص"
والمنسوب لخاتم النبيين (ص) يتعارض مع قول أخر منسوب به عن التداوى " تداووه باد الله فإن الله جعل لكل داء دواء"
وهو يتعارض مع التوكل وهو الأخذ بالأسباب كما فى قوله تعالى :
" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"
فمن أبواب القوة علاج المرض وهو الضعف بأسباب القوة وهى الطب