رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,709
- الإقامة
- مصر
نظرية الصليبى ونقد السواح فى أرض العهد القديم وتعارضهم مع القرآن
فى كتاب الحدث التوراتى والشرق الأدنى القديم لفراس السواح يناقش نظرية كمال الصليبى عن أرض أحداث العهد القديم هادما إياها
نظرية كمال الصليبى تقوم على أن أرض أحداث العهد القديم لا يمكن أن تكون فلسطين وبقية الشام وإنما غرب جزيرة العرب وهى عسير والحجاز او ما يسمى ببلاد السراة
وهو يؤسس النظرية على أساس التقارب الصوتى بين القرى والمدن والأماكن الموجودة فى العهد القديم وبين أسماء القرى والمدن والأماكن فى غرب الجزيرة وفى هذا قال الصليبى فى كتابة التوراة جاءت من بلاد العرب ص13:
وأساس الكتاب هو المقابلة اللغوية بين أسماء الأماكن المضبوطة فى التوراة بالحرف العبرى وأسماء أماكن تاريخية أو حالية فى جنوب الحجاز وفى بلاد عسير مأخوذة إما عن قدامى الجغرافيين العرب ومنهم الحسن الهمدانى صاحب صقة جزيرة العرب وياقوت الحموى صاحب معجم البلدان أو عن المعجم الجغرافى للملكة العربية السعودية ....أضف إلى ذلك معالم الحجاز ومعجم قبائل الحجاز اللذين صنفهما المقدم عاتق بن غيث البلادى"
ومن أمثلة ما ذكره الصليبى حسب قول السواح:
"جرار جرر القرارة ص101 كنعان كنعن القتاع ص102 غزة غز آل عزه ص100 صيدون صيدن آل زيدان ص99 ثور صر زور الوداعة ص34 جبيل جبل القابل ص35 قادس قدش عين قديس ص93 سودم سدم دامس ص99 عمورة عمره الغمر ص99 مجدو مجد مقدى ص119 يافو يف وفيه ص120"ص12 واسم العهد القديم هو المذكور أولا بينما المكتوب صفحته هو الاسم فى غرب الجزيرة
وفى سبيل ذلك كما يقول السواح بدل وقلب الأسماء واعتبر الاسم واحد حتى ولو كان غير مطابق فى الحروف كلها
والناظر فى كتاب السواح يجد التالى :
-إصرار السواح على تسمية العهد القديم التوراة مع أنه يعترف أنها نص ملحمى أى ملحمة شعبية رواها البشر وأنها مرويات كاذبة والمفترض أنها يسميها كما سماها أهلها العهد القديم وفى المقدمة قال :
" لقد غدا من ناقلة القول اليوم التحدث عن صحة المرويات التاريخية أو المجادلة فى إمكانية اعتمادها مرجعا على هذه الدرجة من المصداقية أم تلك ذلك أن المعلومات التاريخية والأركيولوجية التى توفرت لدى الباحثين خلال النصف الثانى من القرن20 قد أظهرت بجلاء الطابع غير التاريخى لهذه المرويات وعدم اتساقها مع تاريخ فلسطين وبقية مناطق الشرق الأدنى القديم خلال معظم الفترة التى تغطيها الأسفار التوراتية"ص5
-أن الرجل كما يقول اعتمد فى نقده على الآثار ونصوص العهد القديم نفسه فى إثبات أوهام الصليبى مع عدم اعترافه بها كما قال فى ص6:
" ويتوجب على أن ألفت نظر القارىء الكريم منذ البداية إلى أن التوكيد على منطقة فلسطين كمسرح للحدث التوراتى لا يتضمن الإقرار بتاريخية هذا الحدث"
- أنه لا يوجد اتفاق بين التواريخ المعروفة للمنطقة فى الكتب والوثائق وبين أحداث وأماكن العهد القديم إلا نادرا وفى هذا قال السواح :
" والحقيقة الساطعة هى أن الأراضى الشمالية للشرق الأدنى قد مسحت وحفرت من قبل أجيال من علماء الآثار من أقصاها إلى أقصاها وان بقايا العديد من الحضارات المنسية قد نبشت من تحت الأرض ودرست وأرخت فى حين انه لم يعثر فى أى مكان كان على لأثر واحد يمكنه أن يصنف جديا على أنه يتعلق مباشرة إلى أى حدث بالتاريخ التوراتى وأكثر من ذلك فإن التوراة العبرية تذكر الآلاف من أسماء الأماكن وليس بين هذه اكثر من قلة قليلة تماثلت لغويا مع أسماء أمكنة فى فلسطين وحتى فى هذه الحالة فإن الإحداثيات المعطاة فى النصوص التوراتية لا تنطبق على المواقع الفلسطينية"ص16
-أن من درسوا الآثار الخاصة بالمنطقة كلهم ليسوا من أهلها وإنما كلهم من الغرب وهو شىء غريب أن تمتلك دول المنطقة الآثار والوثائق ومع هذا من يقوم بدراستها واستنتاج التاريخ منها هم أهل الغرب وفى هذا قال :
" والحقيقة الساطعة هى أن الأراضى الشمالية للشرق الأدنى قد مسحت وحفرت من قبل أجيال من علماء الآثار من أقصاها إلى أقصاها وان بقايا العديد من الحضارات المنسية قد نبشت من تحت الأرض ودرست وأرخت"
فمثلا لفائف قمران لم يكن فى لجنة دراستها لا عربى ولا مسلم رغم أنها كانت ملك للحكومة الأردنية فى كثير منها وحتى السجلات التى تنسب لمصر وسوريا والعراق والشام كلها اكتشفها ناس من الغرب وحتى من فسروا الكتابات القديمة كلها فى بلادنا لا يوجد بينهم شخص من بلاد المنطقة وكأن هناك مؤامرة كبرى جرى عملها فى بلاد الأرض وهى أن الكفار الذى هدموا الدولة الإسلامية الأخيرة قاموا بعمل الأديان والحضارات الموجودة حاليا ووضعوا فى أماكن معينة السجلات التى تشير لعملهم وكل فترة تقوم الجهة الخفية المسئولة بإرسال البعثات لاستكشافها وأما ما يكتشفه أهل البلاد فيكون بمحض الصدفة لعدم علمهم
منهج نقد السواح لكتاب الصليبى هو منهج غريب ومنطق عجيب فالسواح لا يعترف بأن العهد القديم وحى من الله وإنما كتب كتبها البشر وأنها ليست سوى حكايا شعبية وفى هذا قال السواح عن الصليبى:
"لقد أدرك الصليبى ان الدفاع عن تاريخية التوراة وفق المعطيات العلمية الراهنة هو مسألة خاسرة"ص5
ومع هذا يقيم الصليبى نظريته على الكتاب المشكوك فيه وهو العهد القديم حيث قال فى كتابه التوراة جاءت من بلاد العرب :
"وقد قام هؤلاء بتحقيق دقيق للنصوص التوراتية بالأحرف الساكنة لكنهم ادخلوا الحركات والضوابط بصورة اعتباطية فى أحيان كثيرة مما غير إعراب الجمل وحور المعانى... ضبط المسوريين للتوراة لم يكن صحيحا فى مواقع كثيرة وقد قامت عدة محاولات لاعادة النظر فى هذا الضبط خصوصا من قبل العلماء الذين ص15حاولوا وما زالوا يحاولون تصحيح ترجمة الأسفار التوراتية لكن هذه المحاولات لم تف بالمطلوب حتى الآن لأن التحريف الذى أدخله الضبط المسورى على النص التوراتى هو أضخم بكثير مما يتصوره علماء التوراة "ص16
والسواح مثله يقيم نقده على نقض ما قاله الصليبى بالنصوص التى يقول عنها أن ملحمة روائية شعبية
وبناء على ما سبق فكتاب السواح قام على أسس باطلة وما كان ينبغى أن يؤلف لأنه لا يعترف أساسا بالنصوص فى العهد القديم التى استشهد بها على نقض كلام الصليبى ومن ثم لا يتبقى له من ذلك النقد سوى استشهاده بالسجلات التاريخية لدول الجوار
الغريب فى الأمر أن أحدا منهم لم يفكر فى مقارنة ما جاء فى القرآن من أماكن بتلك الموجودة فى العهد القديم وساعتها كان سيجد أن المسرح التاريخى لأحداث بنى إسرائيل سيكون العراق وإيران فالأنهار وملتقى البحرين وبابل وسبأ لا تتواجد بتلك الطريقة إلا فى تلك المنطقة
ومن الغريب أن هناك باحث يمنى اعتمد على نظرية الصليبى فى التقارب اللغوى فى كون المسرح التاريخى لأحداث العهد القديم كان اليمن وجاء بأسماء قرى ومدن وأماكن مثلما جاء الصليبى
كمل قلت فى بحث الكعبة الحلبية ليست الكعبة الحقيقية إن الكفار الذين هدموا دولة المسلمين الأخيرة نقلوا أسماء البلاد لبلاد أخرى لإضلال الناس عن مكان الكعبة الحقيقية فمصر الحالية لا يمكن أن تكون مصر القرآنية لكون القرآنية بها أنهار متعددة كما قال "وهذه الأنهار تجرى من تحتى"وهذا الوصف ينطبق على العراق ومجمع البحرين ينطبق على التقاء دجلة والفرات ويوجد نقطة التقاء أخرى بينهما لينطبق قوله " فلما بلغا مجمع بينهما"
الغريب فى أمر الباحثين فى العهد القديم أنهم تناسوا كون إبراهيم(ص) كان من العراق من أور الكلدان ومن ثم لو هاجر فسيهاجر لمنطقة قريبة ولن يهاجر إلى الشام لوجود صحراء كبرى بينهما ومن ثم فذريته كانت تتواجد فى البادية العراقية ومن الغريب أن القوم تناسوا أن اليهود الذين تعلموا السحر كانوا فى بابل وهى فى العراق الحالى وفى هذا قال تعالى " واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت"
وحتى سبأ لابد إنها كانت فى المنطقة لأن وجود الجنتين عن اليمين وعن الشمال يستلزم وجود نهر فى وسطهما ليروى الجنتين كما أن سليمان (ص)كان قريبا منها والبعد بين اليمن والشام هائل لا يمكن أن يقطعه هدهد من خلال الصحراء ومن ثم لا يمكن أن تكون منطقة الأحداث لا فى الشام ولا فى الجزيرة العربية ولا فى اليمن وإنما الأقرب هى العراق وما جاورها من إيران
وحتى قرية لوط (ص) كانت قريبة منهم وهو الوحيد الذى آمن بإبراهيم(ص) كما قال تعالى " فآمن له لوط" ومن ثم فهو لن يبتعد كثيرا عن رسوله الذى آمن به
ومن ثم فالسجلات التاريخية التى تحدث عنها السواح فى بلاد المنطقة هى سجلات كلها كاذبة تم وضعها من قبل الكفار لأنها لا تتطابق لا مع القرآن ولا مع العهد القديم وقد قال الصليبى كلمة مع انها خطأ وهى أن ترجمة اللغات القديمة كانت خاطئة ولذا ينبغى مراجعة تلك الكتابات لمعرفة الصحيح إلا أنها تلقى الضوء على تزييف الغربيين للتاريخ
السجلات التاريخية لا يوجد بها موسى(ص) ولا بنو إسرائيل ولا العبور والسجلات التاريخية خالية من إبراهيم (ص) وذريته والسجلات التاريخية بها مئات الفراعنة بينما لا يوجد فى القرآن سوى فرعون واحد والسجلات التاريخية فى مصر الحالية لا وجود ليوسف(ص) والمجاعة وملك مصر فيها ولا وجود لأى نبى معروف فى السجلات
إذا نحن أمام أكذوبة كبرى وهى أن الآثار الحالية خاصة الوثائق والكتابات مزيفة تماما وعلماء التاريخ الذين يعتمدون الآثار كمصدر للتاريخ عليهم إما أن يصدقوا آثارهم وإما أن يكذبوا القرآن ولماذا نذهب بعيدا والتاريخ يزيف أمامنا فالحكام يقومون بتغيير لوحات المشاريع الرخامية فتخلع القديمة وتوضع مكانها الجديدة وكتب التعليم تغير فيها المعلومات التاريخية من آن لأخر كلما تغير الحاكم
فى كتاب الحدث التوراتى والشرق الأدنى القديم لفراس السواح يناقش نظرية كمال الصليبى عن أرض أحداث العهد القديم هادما إياها
نظرية كمال الصليبى تقوم على أن أرض أحداث العهد القديم لا يمكن أن تكون فلسطين وبقية الشام وإنما غرب جزيرة العرب وهى عسير والحجاز او ما يسمى ببلاد السراة
وهو يؤسس النظرية على أساس التقارب الصوتى بين القرى والمدن والأماكن الموجودة فى العهد القديم وبين أسماء القرى والمدن والأماكن فى غرب الجزيرة وفى هذا قال الصليبى فى كتابة التوراة جاءت من بلاد العرب ص13:
وأساس الكتاب هو المقابلة اللغوية بين أسماء الأماكن المضبوطة فى التوراة بالحرف العبرى وأسماء أماكن تاريخية أو حالية فى جنوب الحجاز وفى بلاد عسير مأخوذة إما عن قدامى الجغرافيين العرب ومنهم الحسن الهمدانى صاحب صقة جزيرة العرب وياقوت الحموى صاحب معجم البلدان أو عن المعجم الجغرافى للملكة العربية السعودية ....أضف إلى ذلك معالم الحجاز ومعجم قبائل الحجاز اللذين صنفهما المقدم عاتق بن غيث البلادى"
ومن أمثلة ما ذكره الصليبى حسب قول السواح:
"جرار جرر القرارة ص101 كنعان كنعن القتاع ص102 غزة غز آل عزه ص100 صيدون صيدن آل زيدان ص99 ثور صر زور الوداعة ص34 جبيل جبل القابل ص35 قادس قدش عين قديس ص93 سودم سدم دامس ص99 عمورة عمره الغمر ص99 مجدو مجد مقدى ص119 يافو يف وفيه ص120"ص12 واسم العهد القديم هو المذكور أولا بينما المكتوب صفحته هو الاسم فى غرب الجزيرة
وفى سبيل ذلك كما يقول السواح بدل وقلب الأسماء واعتبر الاسم واحد حتى ولو كان غير مطابق فى الحروف كلها
والناظر فى كتاب السواح يجد التالى :
-إصرار السواح على تسمية العهد القديم التوراة مع أنه يعترف أنها نص ملحمى أى ملحمة شعبية رواها البشر وأنها مرويات كاذبة والمفترض أنها يسميها كما سماها أهلها العهد القديم وفى المقدمة قال :
" لقد غدا من ناقلة القول اليوم التحدث عن صحة المرويات التاريخية أو المجادلة فى إمكانية اعتمادها مرجعا على هذه الدرجة من المصداقية أم تلك ذلك أن المعلومات التاريخية والأركيولوجية التى توفرت لدى الباحثين خلال النصف الثانى من القرن20 قد أظهرت بجلاء الطابع غير التاريخى لهذه المرويات وعدم اتساقها مع تاريخ فلسطين وبقية مناطق الشرق الأدنى القديم خلال معظم الفترة التى تغطيها الأسفار التوراتية"ص5
-أن الرجل كما يقول اعتمد فى نقده على الآثار ونصوص العهد القديم نفسه فى إثبات أوهام الصليبى مع عدم اعترافه بها كما قال فى ص6:
" ويتوجب على أن ألفت نظر القارىء الكريم منذ البداية إلى أن التوكيد على منطقة فلسطين كمسرح للحدث التوراتى لا يتضمن الإقرار بتاريخية هذا الحدث"
- أنه لا يوجد اتفاق بين التواريخ المعروفة للمنطقة فى الكتب والوثائق وبين أحداث وأماكن العهد القديم إلا نادرا وفى هذا قال السواح :
" والحقيقة الساطعة هى أن الأراضى الشمالية للشرق الأدنى قد مسحت وحفرت من قبل أجيال من علماء الآثار من أقصاها إلى أقصاها وان بقايا العديد من الحضارات المنسية قد نبشت من تحت الأرض ودرست وأرخت فى حين انه لم يعثر فى أى مكان كان على لأثر واحد يمكنه أن يصنف جديا على أنه يتعلق مباشرة إلى أى حدث بالتاريخ التوراتى وأكثر من ذلك فإن التوراة العبرية تذكر الآلاف من أسماء الأماكن وليس بين هذه اكثر من قلة قليلة تماثلت لغويا مع أسماء أمكنة فى فلسطين وحتى فى هذه الحالة فإن الإحداثيات المعطاة فى النصوص التوراتية لا تنطبق على المواقع الفلسطينية"ص16
-أن من درسوا الآثار الخاصة بالمنطقة كلهم ليسوا من أهلها وإنما كلهم من الغرب وهو شىء غريب أن تمتلك دول المنطقة الآثار والوثائق ومع هذا من يقوم بدراستها واستنتاج التاريخ منها هم أهل الغرب وفى هذا قال :
" والحقيقة الساطعة هى أن الأراضى الشمالية للشرق الأدنى قد مسحت وحفرت من قبل أجيال من علماء الآثار من أقصاها إلى أقصاها وان بقايا العديد من الحضارات المنسية قد نبشت من تحت الأرض ودرست وأرخت"
فمثلا لفائف قمران لم يكن فى لجنة دراستها لا عربى ولا مسلم رغم أنها كانت ملك للحكومة الأردنية فى كثير منها وحتى السجلات التى تنسب لمصر وسوريا والعراق والشام كلها اكتشفها ناس من الغرب وحتى من فسروا الكتابات القديمة كلها فى بلادنا لا يوجد بينهم شخص من بلاد المنطقة وكأن هناك مؤامرة كبرى جرى عملها فى بلاد الأرض وهى أن الكفار الذى هدموا الدولة الإسلامية الأخيرة قاموا بعمل الأديان والحضارات الموجودة حاليا ووضعوا فى أماكن معينة السجلات التى تشير لعملهم وكل فترة تقوم الجهة الخفية المسئولة بإرسال البعثات لاستكشافها وأما ما يكتشفه أهل البلاد فيكون بمحض الصدفة لعدم علمهم
منهج نقد السواح لكتاب الصليبى هو منهج غريب ومنطق عجيب فالسواح لا يعترف بأن العهد القديم وحى من الله وإنما كتب كتبها البشر وأنها ليست سوى حكايا شعبية وفى هذا قال السواح عن الصليبى:
"لقد أدرك الصليبى ان الدفاع عن تاريخية التوراة وفق المعطيات العلمية الراهنة هو مسألة خاسرة"ص5
ومع هذا يقيم الصليبى نظريته على الكتاب المشكوك فيه وهو العهد القديم حيث قال فى كتابه التوراة جاءت من بلاد العرب :
"وقد قام هؤلاء بتحقيق دقيق للنصوص التوراتية بالأحرف الساكنة لكنهم ادخلوا الحركات والضوابط بصورة اعتباطية فى أحيان كثيرة مما غير إعراب الجمل وحور المعانى... ضبط المسوريين للتوراة لم يكن صحيحا فى مواقع كثيرة وقد قامت عدة محاولات لاعادة النظر فى هذا الضبط خصوصا من قبل العلماء الذين ص15حاولوا وما زالوا يحاولون تصحيح ترجمة الأسفار التوراتية لكن هذه المحاولات لم تف بالمطلوب حتى الآن لأن التحريف الذى أدخله الضبط المسورى على النص التوراتى هو أضخم بكثير مما يتصوره علماء التوراة "ص16
والسواح مثله يقيم نقده على نقض ما قاله الصليبى بالنصوص التى يقول عنها أن ملحمة روائية شعبية
وبناء على ما سبق فكتاب السواح قام على أسس باطلة وما كان ينبغى أن يؤلف لأنه لا يعترف أساسا بالنصوص فى العهد القديم التى استشهد بها على نقض كلام الصليبى ومن ثم لا يتبقى له من ذلك النقد سوى استشهاده بالسجلات التاريخية لدول الجوار
الغريب فى الأمر أن أحدا منهم لم يفكر فى مقارنة ما جاء فى القرآن من أماكن بتلك الموجودة فى العهد القديم وساعتها كان سيجد أن المسرح التاريخى لأحداث بنى إسرائيل سيكون العراق وإيران فالأنهار وملتقى البحرين وبابل وسبأ لا تتواجد بتلك الطريقة إلا فى تلك المنطقة
ومن الغريب أن هناك باحث يمنى اعتمد على نظرية الصليبى فى التقارب اللغوى فى كون المسرح التاريخى لأحداث العهد القديم كان اليمن وجاء بأسماء قرى ومدن وأماكن مثلما جاء الصليبى
كمل قلت فى بحث الكعبة الحلبية ليست الكعبة الحقيقية إن الكفار الذين هدموا دولة المسلمين الأخيرة نقلوا أسماء البلاد لبلاد أخرى لإضلال الناس عن مكان الكعبة الحقيقية فمصر الحالية لا يمكن أن تكون مصر القرآنية لكون القرآنية بها أنهار متعددة كما قال "وهذه الأنهار تجرى من تحتى"وهذا الوصف ينطبق على العراق ومجمع البحرين ينطبق على التقاء دجلة والفرات ويوجد نقطة التقاء أخرى بينهما لينطبق قوله " فلما بلغا مجمع بينهما"
الغريب فى أمر الباحثين فى العهد القديم أنهم تناسوا كون إبراهيم(ص) كان من العراق من أور الكلدان ومن ثم لو هاجر فسيهاجر لمنطقة قريبة ولن يهاجر إلى الشام لوجود صحراء كبرى بينهما ومن ثم فذريته كانت تتواجد فى البادية العراقية ومن الغريب أن القوم تناسوا أن اليهود الذين تعلموا السحر كانوا فى بابل وهى فى العراق الحالى وفى هذا قال تعالى " واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت"
وحتى سبأ لابد إنها كانت فى المنطقة لأن وجود الجنتين عن اليمين وعن الشمال يستلزم وجود نهر فى وسطهما ليروى الجنتين كما أن سليمان (ص)كان قريبا منها والبعد بين اليمن والشام هائل لا يمكن أن يقطعه هدهد من خلال الصحراء ومن ثم لا يمكن أن تكون منطقة الأحداث لا فى الشام ولا فى الجزيرة العربية ولا فى اليمن وإنما الأقرب هى العراق وما جاورها من إيران
وحتى قرية لوط (ص) كانت قريبة منهم وهو الوحيد الذى آمن بإبراهيم(ص) كما قال تعالى " فآمن له لوط" ومن ثم فهو لن يبتعد كثيرا عن رسوله الذى آمن به
ومن ثم فالسجلات التاريخية التى تحدث عنها السواح فى بلاد المنطقة هى سجلات كلها كاذبة تم وضعها من قبل الكفار لأنها لا تتطابق لا مع القرآن ولا مع العهد القديم وقد قال الصليبى كلمة مع انها خطأ وهى أن ترجمة اللغات القديمة كانت خاطئة ولذا ينبغى مراجعة تلك الكتابات لمعرفة الصحيح إلا أنها تلقى الضوء على تزييف الغربيين للتاريخ
السجلات التاريخية لا يوجد بها موسى(ص) ولا بنو إسرائيل ولا العبور والسجلات التاريخية خالية من إبراهيم (ص) وذريته والسجلات التاريخية بها مئات الفراعنة بينما لا يوجد فى القرآن سوى فرعون واحد والسجلات التاريخية فى مصر الحالية لا وجود ليوسف(ص) والمجاعة وملك مصر فيها ولا وجود لأى نبى معروف فى السجلات
إذا نحن أمام أكذوبة كبرى وهى أن الآثار الحالية خاصة الوثائق والكتابات مزيفة تماما وعلماء التاريخ الذين يعتمدون الآثار كمصدر للتاريخ عليهم إما أن يصدقوا آثارهم وإما أن يكذبوا القرآن ولماذا نذهب بعيدا والتاريخ يزيف أمامنا فالحكام يقومون بتغيير لوحات المشاريع الرخامية فتخلع القديمة وتوضع مكانها الجديدة وكتب التعليم تغير فيها المعلومات التاريخية من آن لأخر كلما تغير الحاكم