رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,708
- الإقامة
- مصر
نظرات في بحث الأشباح أرواح موتى أم عفاريت؟
صاحب المقال محمد خير ناصر وهو يدور حول وجود الأشباح وما تفعله وأول ما تحدث عنه أن الجن الشيطانى هومن يظهر للناس فقال :
"الكائن الماورائي الأشهر في بلدان المشرق الإسلامي هو الجني أو العفريت وهو محط تفسير الكثير من الظواهر الماورائية، وحسب ما ورد في القرآن الكريم الذي يدين به المسلمون أن الجن كائنات محجوبة عن الانس، فالناس لا يستطيعون رؤيتهم، لكن الشياطين اتباع ابليس يرون الناس، وبالطبع فالشياطين هم احد القبائل الكبيرة في عالم الجن (انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم) الاعراف 27، وهذا قد يعني ان ذلك ينسحب على كافة قبائل الجن من حيث رؤيتهم للانس، والآية الكريمة السابقة ربطت الرؤية بالظرف المكاني لقوله (من حيث) وهذا قد يعزز رأي بعض العلماء في أن الجن موجودين في ابعاد مكانية لا تراها العين المجردة للإنسان التي لا تدرك إلا ثلاثة ابعاد فقط،"
والجن لا تتم رؤيتهم سواء شياطين أوغير شياطين فالرؤية هنا لا تعنى الرؤية البصرية وإلا كان الرسول (ص) رآهم وعلم بهم عندما سمعوا القرآن منه وهو لم يعلم بهم إلا بعد نزول الوحى كما قال تعالى:
"قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا"
كما أنهم كانوا يظهرون في عهد سليمان(ص) وطلب سليمان(ص) منع اعطاء أحد بعده تلك المعجزة فقال :
"قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ"
وبدليل أن قول الشيطان الأخر للفئة " إنى أرى ما لا ترون " المراد به أعلم ما لا تعلمون يا ايها الكفار لأن الفئة رأت الفئة الأخرى مثله رؤية بصرية لو قلنا بالرؤية البصرية ومن ثم لا مجال لكونها الرؤية البصرية وإنما المعرفة بدين الله والعقاب عليه
وتحدث عن قدم المعتقدات في الجن فقال :
لكن مفهوم (الجن) في الشرق الاوسط لم يبدأ مع الاسلام بل هو قديم ومذكور في الأديان السابقة، ويعزز القرآن الكريم ذلك بذكره السحر الذي كان منتشرا في بابل القديمة، وتسخير الشياطين لخدمة النبي سليمان عليه السلام في القدس.
الجن
قصص وكتب التراث تغص بحكايات مردة الجن كما أن المؤلفات التي ظهرت في العصور اللاحقة اشارت إلى هذه المخلوقات، مثل كتاب عبد الله الحظرد، وألف ليلة وليلة خصوصا قصص السندباد البحري ومصباح علاء الدين وغيرها من القصص التي تشترك في فكرة خروج مارد محبوس في زجاجة او مصباح، وارتباط تلك الفكرة بما روي من قبل عن سجن مردة الجن وتقييدهم على يد النبي سليمان عليه السلام.
في الغرب وفي العصور الوسطى كانت الكنيسة تحذر الناس من التواصل مع الشيطان، وكانت عقوبة من يفعل ذلك عقوبة شديدة مغلظة لأن الفقر والجهل الذي عاشه الاوروبيون آنذاك دفع البعض منهم الى تعلم السحر وكانت بوابة هذا العالم هي التعاقد مع الشيطان تحت مسمى (بيع الروح للشيطان) وتقديم خدمات شريرة له حتى يحقق مطالب الساحر ..
ايضا هذا الأمر كان موجودا في الشرق لكن مع اختلاف التسميات ومزيد من التضليل الشيطاني، فالتعاقد السابق كان اسمه (طلب خدام) وكان يتم بوسائل مختلفة كرسم الاوفاق وضرب المندل، وكان الساحر يظهر للناس بمظهر التقي المكشوف البصيرة صاحب الفتوحات ..
من الخدمات الشريرة التي كانت محببة إلى الشيطان:
سفك دماء الأبرياء خصوصا الأطفال، وأكل الجيف وشرب دماء القطط والكلاب الضالة والأشخاص المشردين بعد قتلهم، والنجاسة الدائمة في الثوب والبدن والمسكن، ويبدو لي أن شخصية (مصاص الدماء) ليست شخصية خيالية بل هي مقتبسة من افعال اولئك السحرة الذين كانوا لا يتوانون عن فعل اي شيء يرضي الشيطان خصوصا فيما يتعلق بالقتل وشرب الدماء حتى تستمر تلك العلاقة المريضة الشاذة، وكان الليل بظلامه الدامس يساعدهم على تنفيذ تلك المهمات القذرة حتى لا يتم الايقاع بهم. لم يكن مفهوم الجن (كمفهوم أعم وأشمل من الشيطان) منتشرا في اوروبا بالشكل الذي رايناه لدى العرب، انما ورد ذكر الجنيات في القصص الشعبية مثل قصة ساندريلا، وعليه يمكن ان نفهم أن الاوروبيين على المستوى الشعبي كانوا ينظرون الى الجنيات على انهن كائنات طيبة وتمتلكن قدرات خارقة بالنسبة للبشر، وهن مختلفات عن الشياطين المنبوذة.
ويبدو أن فكرة الشبح كانت موجودة خصوصا في البلاطات والقصور ودخلت بوضوح إلى الأدب والفن يدل على ذلك القصص المنقولة عن العصر الفيكتوري وما قبله، كما ارتبط فن العمارة القوطي بالرعب والغموض حتى يومنا هذا."
قطعا كل ما ورد عن الشياطين معظمه خطأ فالشياطين ليسوا جدن فقط كما يزعمون لأنهم جن وإنس كما قال تعالى :
"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا"
ووظيفة الشيطان الوحيد عند الإنسان فهى الوسوسة للناس وليس غير ذلك كما قال تعالى :
"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ"
وتحدث عن العقد مع الشيطانى على بيع النفس له فقال :
"الشيطان
كان هناك اعتقاد بان الناس بامكانهم بيع انفسهم للشيطان بعقد مكتوب مع انطلاقة النهضة في اوروبا وبزوغ الفلسفات الجديدة واتجاه العقل الغربي نحو العلم والصناعة، نحا الكثير من المفكرين لتفسير الظواهر الغريبة بتفسيرات علمية تتسق مع منطق العصر المادي الجديد أو بالمزج بين العلم والخرافة كما يظهر في رواية فرانكنشتاين للكاتبة الانكليزية ماري شيلي، وحوربت الأفكار القديمة بخيرها وشرها بعد الثورة الفرنسية وصعود الفكر اليساري، ولا نستطيع ان نقول ان الاوروبيين تخلوا عن المسيحية لكنهم وفق الفلسفة الوجودية التي سادت آنذاك جعلوا الانسان متفردا مسيطرا لا يخشى هذه الكائنات الخفية الضعيفة أولا يؤمن بوجودها أصلا.
فانحسر مفهوم الشيطان في اوروبا لصالح الكائن الاقل قوة وشرا كتفسير (عند البعض) للظواهر والاطياف الماورائية المحسوسة وهو الشبح الذي ينظر اليه كروح لميت."
وقطعا ما قيل عن العقد وامثاله هى ضرب من التوهم فلا وجود لعقود مكتوبة ولا لغيرها
وتحدث عن انتشار كون الشبح روح ميت فقال :
في بريطانيا انتشرت فكرة أن الشبح هو روح ميت وكان من عادة الانكليز عقد جلسة لتحضير الارواح في السهرات المسائية مع الأقارب او الاصدقاء، وكانوا يبتغون من ذلك امكانية حضور احد معارفهم من الموتى للتحدث معه لكن الأمر كان مصبوغا بصبغة التسلية غالبا، ولا ننسى أن جو بريطانيا الضبابي والبارد كان يدفع الناس للتسلية في بيوتهم الدافئة بمثل هذه الأمور.
اما في الولايات المتحدة فقد بقي مفهوم الشيطان حاضرا بقوة إلى جانب روح الميت كأشهر كائنين ما ورائيين، وهذا الحضور باعتقادي يرتبط بالأدبيات الماسونية وتنظيماتها المنتشرة هناك بعد هجرتها من بريطانيا وظهورها بشكل أكثر علانية، ومراجعة سريعة لسينما الرعب الأمريكية على مدى مائة عام تثبت ذلك، بل وتطور الأمر إلى انتشار ما كان يعتبر محظورا في العصور الوسطى في اوروبا وهو التعاقد مع الشيطان، ثم ظهرت عبادة الشيطان على يد انطون ليفي الذي أسس كنيسة الشيطان واصبح له عشرات آلاف الاتباع."
وقطعا لا وجود للأشباح بمعنى أرواح الموتى لأن الموتى لا يرجعون بعد موتهم إلى الأرض كما قال تعالى:
"أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ"
وتحدث عن جلسات تحضير الأرواح المزعومة فقال :
"تحضير الارواح
في رواية الكاتبة الانكليزية أجاثا كريستي (ثم لم يبق أحد) نرى مجموعة من الأشخاص جمعتهم الظروف معا في جزيرة نائية، ثم يشرع قاتل مجهول يقتلهم واحدا تلو الآخر دون أن يعرفوه، فيلجأوون إلى وسيطة روحية، تقوم باستحضار لأحد القتلى لأجل أن يخبرهم باسم القاتل وبالفعل تحضر روح الضحية وتتكلم بصوته، وفي اللحظة الحرجة التي يسألونه فيها عن اسم القاتل يقوم أحد المشاركين بفض الجلسة لظنه أن الأمر مجرد خداع .. فهل كان الأمر خداعا فعلا؟ الرواية لم تقل ذلك، لكنها تبقى رواية على أية حال. لكن ماذا نقول تجاه عشرات المستبصرين والوسطاء الروحيين الحقيقيين الذي اثبتوا اتصالهم بالموتى وبعضهم تعرض لاختبارات مباشرة وغير مباشرة واجتازها وبعضهم كشف عن مجرمين وجرائم تعذر على البوليس حلها من امثال نانسي ماير وايتا سميث، وكيف نفسر ظاهرة الأشباح الضاجة التي اثبتت بالمعاينة في المحاضر الرسمية في دول مثل بريطانيا وامريكا!
ليونورا بيبر تعتبر من اشهر الوسطاء الروحيين في القرن العشرين حاول اشخاص عدة الايقاع بها، تجسسوا عليها ولاحقوها واجروا عليها الاختبارات وفى النهاية لم يكن امامهم إلا ان يعترفوا انها تتصل بالموتى، من هؤلاء وليام جيمس وهو عالم نفس مشهور, امضى اربعة اعوام يجرى خلالها الدراسات التفصيلية على تصرفات السيدة بيبر فذهب الى جلساتها واستجوب عددا كبير من حاضري هذه الجلسات وتوصل اخيرا إلى انها تمتلك قدرات غير عادية، وبعد اعترافه هذا قامت الجمعية البريطانية للبحث النفسي بايفاد محقق من طرفها عبر الاطلنطى متجها الى بوستن ليدرس حالة هذه السيده وهو الدكتور ريتشارد هودجسون المحاضر بكمبردج والذى قضى شطرا كبيرا من حياته فى دراسة الظواهر الروحية الغريبة وعندما ذهب الى جلسة السيدة بيبر قدمه جيمس تحت اسم السيد سميث لكن ما ان بدات الجلسة حتى كشفت عن اسمه الحقيقى واسماء اخوته واخواته كما قالت ان والده واخاه الاصغر قد توفيا وانه عندما كان صبيا كانت لعبته المفضلة مع ابن عمه فريد هي نطة الانجليز!"
وتحدث عن تحضير الجن فقال :
"تحضير الجن
في الشرق كان التركيز على تحضير الجنب المقابل نجد ان تحضير الجن قد شاع في المشرق، مع وجود فارق رئيسي وهوأن هذه العملية تختلف من ناحية المهارات اوالطرق المستخدمة من كتابة الأسماء الخاصة ورسم الأوفاق وتلاوة العزائم.
وعالم الجن - كما يقال - يشبه عالم البشر من ناحية انه شعوب او قبائل متعددة وأديان متعددة، لكن وان تشابهت الاديان فلا تتشابه القوميات فلا يمكن ان نقول جني عربي وجني انكليزي وجني هندي كما يذكر البعض على سبيل الفكاهة ... فلديهم أسماء خاصة لقبائلهم وهم غير مرتبطون بالمكان المادي (الوطن) ذلك الرابط الموجود عند البشر، نعم هم يفضلون الأماكن النائية عن البشر ويسكن بعضهم الغابات وبعضهم الصحاري وآخرون البحار والرياح وآخرون باطن الأرض وآخرون البيوت المهجورة وغيرهم المقابر وبعضهم المزابل ومكبات النفايات، لكن هذا لا يشكل انتماء وطني بالمفهوم الذي نعرفه في عالمنا، وهناك الجني المسلم والجني المسيحي والجني اليهودي، وجن تتخذ بعضها أربابا، وجن كافر وجن ملحد، بالاضافة الى الشياطين اتباع ابليس.
وابليس وفق معظم المصادر لا يعتبر ابوالجن انما هو زعيم قديم لاحدى قبائلهم، وقصته معروفة في القرآن الكريم والكتاب المقدس، وقد طلب الإمهال فعمر طويلا، ومن الملاحظ أن النظام القبلي عند الجن نظام على درجة عالية من التعصب والانتمائية، وهذا ما يجعل الاتباع يطيعون سيدهم طاعة عمياء في غالبية الأحوال، وهذا ما جعل اتباعه من الشياطين يطيعونه في سعيه لإضلال الانس وافسادهم.
وبالمثل فإن الجن المتدين (سواء مسلم او مسيحي او يهودي) لا يعمل ما يخالف معتقده في تواصله مع الانس، إن حدث هذا التواصل، والجن حتى لوكان متدينا قد يؤذي الناس إذا آذوه سواء عن قصد اوعن غير قصد، ولا يتواصل مع البشر الا اذا كان هناك حاجة او غاية له في ذلك. في حالة السحر تكون هناك مصلحة متبادلة بين ملك من ملوك الجن (غالبا شيطاني) وبين الساحر، فيرسل الملك خداما من اتباعه ليخدموا الساحر، والجني الخادم يتواصل مكرها معه، لأن طاقة الانسان تعاكس طاقة الجن كما ان الجن لا يحب التقيد بالتزامات خصوصا اذا كانت على المدى الطويل، اضافة لذلك فإن التجسد بتكثيف الطاقة الذي يمارسه الجني عند الضرورة أمر مرهق جدا، هذه الاسباب قد تدفع الخادم لايذاء الساحر اوايذاء احد اسرته، ويستطيع الساحر ان يشكوه لزعيمه فيعاقبه لكن بعد ان يكون قد تاذى منه."
قطعا لا يمكن تحضير الأرواح لأن الله بين أن الناس الأحياء لا يمكن لهم الاحساس بهم أو سماع ركزهم فقال :
"وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا"
والجن لا يمكن ظهورهم لأحد لأن سليمان(ص) طلب من الله ألا يظهروا لأحد من بعد عصره فقال :
"قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ"
وتحدث عن تشكل الجن فى أشكال أنواع أخرى فقال :
"قط اسود
الجن قد يتجسد لك في هيئات واشكال شتى تجسد الجني لا يقتصر على اولئك الذي يخدمون السحرة بأوامر من زعمائهم، بل قد يتجسد اجني من تلقاء نفسه، فأنت لا تدري عزيزي القارئ كم مرة رأيت عفريتا وأنت تظنه كلبا او قطة او ضفدعا أو حتى ذبابة حسب ما تراه عيناك!
لكن قبل أن أشرح كيف يتجسد الجن، لا بد من توضيح مسألة تعاكس الطاقة ..
إن تعاكس طاقة الجن مع طاقة الانس يمكن تشبيهه بتعاكس الطاقة المغناطيسية للأقطاب المتماثلة، أو يمكن ان نضرب مثالا تقريبيا عليه من عالمنا في الانسان الذي يشعر بنفوره من انسان آخر بسبب اختلاف الطباع والأفكار بل وحتى التنافر الكيميائي بين شخصين كما هو معروف في الثقافة الجنسية .... لكن المسألة بيننا وبين الجن أكثر جوهرية وهي اشبه بالتنافس بين الكثافة واللاكثافة .. بين الطاقة الحرة والطاقة الكامنة ... إن هذا التعاكس يقدم برأيي تفسيرا جيدا لحالة المس الشيطاني الذي يحدث بسبب ضعف طاقة الانسان (اوكما يقال فقدان الطاقة الايجابية) مما يغري الشيطان بالهجوم من خلال فجوات في الطاقة المهلهلة عند هذا الانسان، فيتلبسه ويمنع طاقته الايجابية المعاكسة من البزوغ مجددا .. فتطغى عليه طاقة الشيطان ويصعب إخراجه من الجسد ...
إن وظيفة المعالج في هذه الحالة هي اعادة تشغيل منابع الطاقة الانسانية الايجابية عند المصاب بعد ان جففها الشيطان ... وهذه عملية تتطلب إخراج الشيطان أولا، ومنعه من العودة خلال فترة العلاج التي قد تحتاج وقتا طويلا كما هي حال الامراض النفسية المرتبطة بالاكتئاب، وهذا أمر غاية في الصعوبة ويتطلب ملازمة دائمة للممسوس.
وبالمثل فإن الجن العاشق لا يمكن ان يخترق جسد الانس المعشوق، لكنه يقوم بمراقبته والاقتراب منه الى حد معين، ويحاول أذيته أحيانا أو ينتظر الفرصة حتى يقع هذا المعشوق في أزمة نفسية فتضعف طاقته ويستطيع مسه والتمتع بجسده ثم يتركه، ليعود اليه في فرصة سانحة أخرى."
وبالطبع التشكل خاص بصنف واحد منهم وهو الملائكة فهؤلاء وحدهم من اعطاهم معجزة التشكل والشكل الوحيد المذكور في القرآن والذى تحولوا له هو :
البشر كما قال تعالى في قصة مريم :
فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا"
وتحدث عما سماه القرين الشيطانى فقال :
"قد يسأل البعض: وماذا عن القرين الشيطاني الذي يجري من الانسان مجرى الدم حسب الحديث النبوي المشهور؟
القرين هو من الخدام وهو مجبر على اطاعة أمر ابليس، كما سبق وأشرنا في اجبار ملوك الجن لخدامهم على التواصل مع الانس عند المصلحة والغاية، ومن هنا نعلم ان القرين يعمل مكرها وهو ضعيف لا يقدر الا على الوسوسة ويسعى باستمرار - وفق طبيعته - على افساد الانسان المقترن به في نقاط ضعفه الشعورية حتى تنخفض الطاقة المعاكسة وتصبح روحه بيئة مريحة لهذا القرين.
فالإنسان الصالح إذا ما ارتكب خطأ أو جرما - بتحريض من نفسه الطامعة ومن قرينه الشيطاني - فإنه يشعر بتأنيب الضمير، وهي حالة فطرية دفاعية للروح الانسانية لاستعادة الطاقة الايجابية من خلال التوبة والاعتراف، فيستمر القرين بالايحاء (الوسوسة) بالمبررات والمنطق الدفاعي ضد لا عدالة المجتمع ودفعه تجاه التوغل أكثر في الخطأ من منطلق الخوف اوتجميل الفعل القبيح، فلواستمر هذا الانسان في الخطأ والجريمة امتلأ كيانه بالطاقة السلبية واصبحت روحه مرتعا لكل شيطان، لكن الشياطين لا تؤذيه بيولوجيا اونفسيا كما في حالة المس الموصوف اعلاه، من أجل أن يستمر في غيه وشره، تماما كما الساحر الذي يتواصل معهم دوما لكنهم لا يؤذونه طالما انه يحقق مآربهم.
(هل أنبئكم على من تنزل الشياطين (221) تنزل على كل أفاك أثيم (222))
وهنا أؤكد مرة أخرى أن الجن - ومن ضمنهم الشياطين - كائنات عاقلة لديها تخطيط وتنظيم وتعرف ماذا تريد."
قطعا القرين ليس جزء من النفس الإنسانية وهى الشهوات فهى التى توسوس للنفس التى يتبعها الإنسان كما قال تعالى :
" ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما "
ومن ثم فهو ليس جنيا لأن الله جعل الموسوس هو نفس الإنسان فقال :
" ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه "
كما أن الجن أنفسهم تتم لهم الوسوسة كالبشر كما قال تعالى :
" من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس"
وتحدث مرة أخرى عن التشكل الذى سبق مناقشته فقال :
"ما هو السبب الذي يدفع الجن للتجسد تلقائيا؟
عملية الولوج من عالم الجن لعالمنا ليست سهلة الجن ليس مجرد طاقة موجودة في حيز مكاني ما، بل هو كائن يملك جسدا طاقيا متكامل الوظائف، وعملية الظهور في عالمنا لا تعتمد فقط على التكثيف .. بل تسبق التكثيف عملية الولوج من عالم الجن الى عالم الانس.
هذه المهارة قد تكون ضرورية لهم أحيانا، نتيجة العلاقة الفيزيائية بين الطاقة والمادة وارتباط بعض حاجاتهم بشيء من الموارد الموجودة في عالمنا، فضلا عن سعي بعضهم للتواصل مع الإنسان لتحقيق بعض المآرب.
كما ذكرت هذه العملية مرهقة للجني، لكنها مبنية على آلية معينة تحتاج لتمرين ورياضة .. ولا يستطيع اي منهم التجسد مالم يصل الى مرحلة عمرية معينة ويمارس تدريبا على ذلك .. هذا ما يجعلهم يحاولون التجسد مرارا وتكرارا بعيدا عن الناس حتى يتقنوا ذلك.
بل أن قدرة المردة منهم على فعل الخوارق متباينة، كل حسب قوته، ونلمس ذلك في قصة النبي سليمان عندما امتحن العفاريت فيمن يحضر له عرش بلقيس بشكل أسرع.
والقصص الدينية التاريخية يذكر فيها حالات تشكل الجن على شكل انسان او حيوان.
عالمنا هو العالم الذي وصفه انشتاين بالعالم الثلاثي الابعاد (طول - عرض - ارتفاع) ويمثل رياضيا بـ (محور x - محور y محور z) واضاف انشتاين محورا رابعا هو المحور t وهومحور الزمن ليضفي الحركة على الاشياء المادية التي لا يمكن ان تتجاوز هذه الابعاد. يقول بعض العلماء أن هناك أبعاد مكانية أخرى وفيها تتواجد كائنات أخرى، قد يكون هذا احد التفسيرات حول الكائنات الفضائية، لكنه برايي الشخصي قد يكون تفسيرا مؤكدا حول مكان تواجد الجن، فهم يتواجدون في ابعاد اخرى أكثر تعددا ولا نستطيع نحن البشر ادراكها، مما يجعل الجن قادرين على الدخول الى عالمنا لكن مع اعادة التشكل وفق المقاييس المادية المحدودة، والأمر اشبه بطائر يترك الفضاء الواسع الذي يحلق فيه ويدخل الى بيت مغلق او مغارة، فهم يكرهون هذا الانتقال ولا يمارسونه الا اضطرارا او عند وجود غاية اومصلحة من ذلك، أما ولوج الانسان من عالمه الى عالم الجن فلا يوجد مصادر كافية تتكلم عن ذلك.
ولا أقصد بوجود أبعاد أخرى ما تقوله نظرية الاكوان المتوازية، لأن نظرية الأكوان المتوازية تزعم أن في كل كون من الأكوان المتعددة نفس الأشخاص مع اختلاف الظروف الزمانية والمكانية، وهي نظرية مبنية على علم الاحتمالات وتدعي وقوع كل الاحتمالات الواردة لكل حدث بسبب هذا التعدد، مما يجعل هذا التعدد كبيرا جدا أو لا نهائيا!
لكن اعتقد أن نظرية الأوتار التي تقول بوجود 10 أبعاد في الكون، أي أنها أضافت ستة ابعاد افتراضية .. هي الأقرب لما أتحدث عنه من أن تلك الابعاد هي العالم التي تعيش فيه الكائنات الماورائية، مع التحفظ تجاه فرضية التوازي التي تقولها هذه النظرية ايضا.
وبالمحصلة ارى ان ما تقوله النظريتان يحتمل الخطأ الجزئي والنقص، وهما محاولة لادراك طيف بسيط مما وراء مدركاتنا. سأعرض الإجابة على هذا السؤال وفق العقيدة الإسلامية، لكن يبقى النقاش مفتوحا لكل الأخوة الكرام في التعليقات."
وقطعا لا وجود لتلك النظريات في عالمنا فلا وجود ابعاد اخرى كما تزعمون النظريات وغلا كان يمكن الاحساس بها ومعرفتها
وتحدث عن إنكار المسلمين لرجوع الموتى بعد موتهم فقال :
"هناك عدد من الباحثين المسلمين رأوا أن ارواح الموتى لا يمكن ان تعود الى الارض بل هي في عالم محجوز عن عالمنا، واستدلوا بالآية: حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون (99) لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن وراءهم برزخ إلى يوم يبعثون (100) المؤمنون.
الآية تقول بوضوح أن عودة الإنسان إلى الحياة الدنيا بعد موته أمر مستحيل، وأن هناك حاجز يحجز ارواح الموتى عن العودة إلى الحياة الدنيا."
ومص صراحة الآيات القرآنية إلا أن الرجل يريد تكذيبها بادعاء أن البرزخ هو أحد الأبعاد التى من الممكن ان يعيش فيها الجن والإنس متداخلين فقال :
"لكن ألا يمكن أن يكون ذلك البرزخ هو الحاجز بين عالمين منفصلين كينونة لكن متداخلين مكانيا؟ كما في حالة الجن التي شرحناها أعلاه لكن بأبعاد أخرى أيضا غير الأبعاد التي يعيش فيها الأنس والجن؟
هناك حديث نبوي يقول أن روح الميت تعود الى الأرض وتحديدا إلى القبر للسؤال، والقبر كما هو معلوم يمثل حيزا مكانيا مدركا في عالمنا، لكننا لا نرى ما ورد عن عذاب او نعيم القبر ... ألا يدل هذا على الانفصال الكينوني والتداخل المكاني في آن واحد؟
أي أن ما يحصل في القبر لا نراه لأنه يحصل في ابعاد لا تدركها حواسنا رغم انه في نفس الحيز المكاني.
هذا التداخل المكاني (تقاطع الإحداثيات المدركة مع الإحداثيات غير المدركة) قد يتيح - في حالات نادرة - ظهور روح الميت في عالمنا على شكل طيفي في حالات خاصة مثل التعلق الشديد لأم متوفاة بولدها، أوالموت المفاجئ ظلما وقهرا ... لكن دون أن يكون لها أي تأثير أوفعل أوتغيير في مجرى الأحداث.
وقد تظهر في الرؤى لتوصل رسالة، مستغلة خروج روح النائم مؤقتا من عالمها.
الروح تظهر أحيانا في عالمنا دون أن تغادر عالمها. الروح الهائمة تزور آثارها المتبقية من عالمنا دون أن تلجه، وتحن لها كما يحن الغريب الكهل لأطلال طفولته إذا ما عاد للوطن بعد سفر طويل ورأى كل شيء قد اندثر وحلت العمارة الجديدة على انقاض ذكرياته.
بناء على ما سبق فليس هناك وجه للقول أن ارواح الموتى - إن عادت - فإنها تعود للانتقام أو التصحيح أو تستطيع فعل أشياء ولو كانت بسيطة، بل أن الجن هي من تفعل ذلك، وأن الأشباح الضاجة التي ورد ذكرها في عدة قصص بعضها موثق ماهي إلا عفاريت مشاغبة من الجن تلجأ لإخافة البشر الذين لا يرغبون بوجودهم، وأرى أن الفرضية التي تقول أن القرين يعيش عمرا أطول من الانسان وهو بمثابة قاعدة بيانات عنه، وبالتالي فهو يستطيع أن يلعب دوره ويقلده ويدلي بمعلومات عنه في جلسات تحضير الأرواح، هي الأكثر ترجيحا.
يعزز ذلك أن جلسات الويجا المشهورة كثيرا ما أدت إلى أذية بعض المشاركين، وهذه الأذية هي فعل شيطاني .. يدل على ذلك الأعراض التي صاحبتهم لاحقا، إذ لا يعقل أن روح الميت - سواء كان صالحا او طالحا في الدنيا - بعد أن اصبحت في عالم الحقيقة وفي البرزخ الحاجز عن اي اضافة او تعديل في العمل، أن تعود لتعبث مع الأحياء وتؤذيهم!"
قطعا هذا الكلام هو تخريف مكذب لآيات القرآن فالجنة والنار الموعودتين في السماء حيث تنعيش أرواح الموتى كما قال تعالى :
" وفى السماء رزقكم وما توعدون "
ومن ثم لا يمكن تداخل العوالم فالموتى في السماء والأحياء في الأرض وفى الجنة والنار يعيش الجن والبشر معا كما قال تعالى :
"وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ"
وتحدث عن رؤية الأشباح فقال :
"هل يمكن لعين الإنسان - من الناحية البنيوية - أن ترى شبحا؟
لكي ترى عين الانسان اي شيء يجب ان يكون هناك ضوء خارجي ياتي على هذا الشيء وينعكس الى العين .. او يجب ان يكون هذا الشيء مصدر للضوء (كالنار والمصباح مثلا) ... ولا يوجد احتمال ثالث، اللهم الا ما يسمى بالادراك اوالاستشعار الروحي (ايا كانت التسمية) الذي لا يستخدم العين، وهوما لا يمكننا اعتباره لأنه ليس موضوع بحثنا هنا
إذن لنعود الى الافتراضين الاول والثاني ...
- حسب الافتراض الاول: الاشباح تعكس النور الواقع عليها وهذا يعني انه لا يمكن رؤية الشبح في الظلام الدامس، ولابد من وجود مصدر نور لتمييزه، وان الشبح يتحصل على كثافة مادية من خلال طاقته الماصة ... .. أي أنه يمتص الذرات المحيطة فيظهر بها .. أو يمتص الضوء والحرارة المحيطة بنا، وبعض الباحثين يقول أن حصول البرودة المفاجئة في مكان ما تدل على حضور شبحي، وتبدو لي هذه الآلية الأكثر ترجيحا بالنسبة لظهور أرواح الموتى في تقاطع الإحداثيات بين عالمين كما ذكرت سابقا.
حسب الافتراض الثاني: الاشباح مصدر نور يظهر من خلال ولوج الشبح إلى عالمنا بشكل كامل، ويظهر ككائن مضيء في الظلام .. واعتقد أن هذه هي الآلية التي يظهر بها الجن، فهم كائنات مخلوقة من نار.
خلاصة الكلام أن الشبح اما روح او جن .. فإذا كان روحا لإنسان ميت فإنها تحتاج الى مجموعة من العوامل الذاتية والظرفية لتظهر لنا (في اليقظة أوفي المنام) دون أن يكون لها أي فعل أو تأثير لا على الأحياء ولا حتى على الجمادات، واذا كان جن (عفريت - شيطان - مارد) فإنه يحتاج الى تغيير بنيوي في طاقته ليصدر عنه الضوء الذي يعطيه شكلا فضلا عن قدرته على الولوج .. ويلعب خلل او ضعف الطاقة النفسية او قابلية الجذب التي يمتلكها الاشخاص المحيطين من الانس دورا في ذلك .. والجن في الحالة الطبيعية تهرب من اماكن سكن الانس بسبب تعاكس الطاقة وتفضل الاماكن النائية والموحشة والمهجورة .. والله اعلم."
وما ختم به الرجل المقال هو تكرار لنفس الخطأ وهو وجود الأشباح في أرضنا رغم أن آيات القرآن تكذب ما قاله
صاحب المقال محمد خير ناصر وهو يدور حول وجود الأشباح وما تفعله وأول ما تحدث عنه أن الجن الشيطانى هومن يظهر للناس فقال :
"الكائن الماورائي الأشهر في بلدان المشرق الإسلامي هو الجني أو العفريت وهو محط تفسير الكثير من الظواهر الماورائية، وحسب ما ورد في القرآن الكريم الذي يدين به المسلمون أن الجن كائنات محجوبة عن الانس، فالناس لا يستطيعون رؤيتهم، لكن الشياطين اتباع ابليس يرون الناس، وبالطبع فالشياطين هم احد القبائل الكبيرة في عالم الجن (انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم) الاعراف 27، وهذا قد يعني ان ذلك ينسحب على كافة قبائل الجن من حيث رؤيتهم للانس، والآية الكريمة السابقة ربطت الرؤية بالظرف المكاني لقوله (من حيث) وهذا قد يعزز رأي بعض العلماء في أن الجن موجودين في ابعاد مكانية لا تراها العين المجردة للإنسان التي لا تدرك إلا ثلاثة ابعاد فقط،"
والجن لا تتم رؤيتهم سواء شياطين أوغير شياطين فالرؤية هنا لا تعنى الرؤية البصرية وإلا كان الرسول (ص) رآهم وعلم بهم عندما سمعوا القرآن منه وهو لم يعلم بهم إلا بعد نزول الوحى كما قال تعالى:
"قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا"
كما أنهم كانوا يظهرون في عهد سليمان(ص) وطلب سليمان(ص) منع اعطاء أحد بعده تلك المعجزة فقال :
"قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ"
وبدليل أن قول الشيطان الأخر للفئة " إنى أرى ما لا ترون " المراد به أعلم ما لا تعلمون يا ايها الكفار لأن الفئة رأت الفئة الأخرى مثله رؤية بصرية لو قلنا بالرؤية البصرية ومن ثم لا مجال لكونها الرؤية البصرية وإنما المعرفة بدين الله والعقاب عليه
وتحدث عن قدم المعتقدات في الجن فقال :
لكن مفهوم (الجن) في الشرق الاوسط لم يبدأ مع الاسلام بل هو قديم ومذكور في الأديان السابقة، ويعزز القرآن الكريم ذلك بذكره السحر الذي كان منتشرا في بابل القديمة، وتسخير الشياطين لخدمة النبي سليمان عليه السلام في القدس.
الجن
قصص وكتب التراث تغص بحكايات مردة الجن كما أن المؤلفات التي ظهرت في العصور اللاحقة اشارت إلى هذه المخلوقات، مثل كتاب عبد الله الحظرد، وألف ليلة وليلة خصوصا قصص السندباد البحري ومصباح علاء الدين وغيرها من القصص التي تشترك في فكرة خروج مارد محبوس في زجاجة او مصباح، وارتباط تلك الفكرة بما روي من قبل عن سجن مردة الجن وتقييدهم على يد النبي سليمان عليه السلام.
في الغرب وفي العصور الوسطى كانت الكنيسة تحذر الناس من التواصل مع الشيطان، وكانت عقوبة من يفعل ذلك عقوبة شديدة مغلظة لأن الفقر والجهل الذي عاشه الاوروبيون آنذاك دفع البعض منهم الى تعلم السحر وكانت بوابة هذا العالم هي التعاقد مع الشيطان تحت مسمى (بيع الروح للشيطان) وتقديم خدمات شريرة له حتى يحقق مطالب الساحر ..
ايضا هذا الأمر كان موجودا في الشرق لكن مع اختلاف التسميات ومزيد من التضليل الشيطاني، فالتعاقد السابق كان اسمه (طلب خدام) وكان يتم بوسائل مختلفة كرسم الاوفاق وضرب المندل، وكان الساحر يظهر للناس بمظهر التقي المكشوف البصيرة صاحب الفتوحات ..
من الخدمات الشريرة التي كانت محببة إلى الشيطان:
سفك دماء الأبرياء خصوصا الأطفال، وأكل الجيف وشرب دماء القطط والكلاب الضالة والأشخاص المشردين بعد قتلهم، والنجاسة الدائمة في الثوب والبدن والمسكن، ويبدو لي أن شخصية (مصاص الدماء) ليست شخصية خيالية بل هي مقتبسة من افعال اولئك السحرة الذين كانوا لا يتوانون عن فعل اي شيء يرضي الشيطان خصوصا فيما يتعلق بالقتل وشرب الدماء حتى تستمر تلك العلاقة المريضة الشاذة، وكان الليل بظلامه الدامس يساعدهم على تنفيذ تلك المهمات القذرة حتى لا يتم الايقاع بهم. لم يكن مفهوم الجن (كمفهوم أعم وأشمل من الشيطان) منتشرا في اوروبا بالشكل الذي رايناه لدى العرب، انما ورد ذكر الجنيات في القصص الشعبية مثل قصة ساندريلا، وعليه يمكن ان نفهم أن الاوروبيين على المستوى الشعبي كانوا ينظرون الى الجنيات على انهن كائنات طيبة وتمتلكن قدرات خارقة بالنسبة للبشر، وهن مختلفات عن الشياطين المنبوذة.
ويبدو أن فكرة الشبح كانت موجودة خصوصا في البلاطات والقصور ودخلت بوضوح إلى الأدب والفن يدل على ذلك القصص المنقولة عن العصر الفيكتوري وما قبله، كما ارتبط فن العمارة القوطي بالرعب والغموض حتى يومنا هذا."
قطعا كل ما ورد عن الشياطين معظمه خطأ فالشياطين ليسوا جدن فقط كما يزعمون لأنهم جن وإنس كما قال تعالى :
"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا"
ووظيفة الشيطان الوحيد عند الإنسان فهى الوسوسة للناس وليس غير ذلك كما قال تعالى :
"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ"
وتحدث عن العقد مع الشيطانى على بيع النفس له فقال :
"الشيطان
كان هناك اعتقاد بان الناس بامكانهم بيع انفسهم للشيطان بعقد مكتوب مع انطلاقة النهضة في اوروبا وبزوغ الفلسفات الجديدة واتجاه العقل الغربي نحو العلم والصناعة، نحا الكثير من المفكرين لتفسير الظواهر الغريبة بتفسيرات علمية تتسق مع منطق العصر المادي الجديد أو بالمزج بين العلم والخرافة كما يظهر في رواية فرانكنشتاين للكاتبة الانكليزية ماري شيلي، وحوربت الأفكار القديمة بخيرها وشرها بعد الثورة الفرنسية وصعود الفكر اليساري، ولا نستطيع ان نقول ان الاوروبيين تخلوا عن المسيحية لكنهم وفق الفلسفة الوجودية التي سادت آنذاك جعلوا الانسان متفردا مسيطرا لا يخشى هذه الكائنات الخفية الضعيفة أولا يؤمن بوجودها أصلا.
فانحسر مفهوم الشيطان في اوروبا لصالح الكائن الاقل قوة وشرا كتفسير (عند البعض) للظواهر والاطياف الماورائية المحسوسة وهو الشبح الذي ينظر اليه كروح لميت."
وقطعا ما قيل عن العقد وامثاله هى ضرب من التوهم فلا وجود لعقود مكتوبة ولا لغيرها
وتحدث عن انتشار كون الشبح روح ميت فقال :
في بريطانيا انتشرت فكرة أن الشبح هو روح ميت وكان من عادة الانكليز عقد جلسة لتحضير الارواح في السهرات المسائية مع الأقارب او الاصدقاء، وكانوا يبتغون من ذلك امكانية حضور احد معارفهم من الموتى للتحدث معه لكن الأمر كان مصبوغا بصبغة التسلية غالبا، ولا ننسى أن جو بريطانيا الضبابي والبارد كان يدفع الناس للتسلية في بيوتهم الدافئة بمثل هذه الأمور.
اما في الولايات المتحدة فقد بقي مفهوم الشيطان حاضرا بقوة إلى جانب روح الميت كأشهر كائنين ما ورائيين، وهذا الحضور باعتقادي يرتبط بالأدبيات الماسونية وتنظيماتها المنتشرة هناك بعد هجرتها من بريطانيا وظهورها بشكل أكثر علانية، ومراجعة سريعة لسينما الرعب الأمريكية على مدى مائة عام تثبت ذلك، بل وتطور الأمر إلى انتشار ما كان يعتبر محظورا في العصور الوسطى في اوروبا وهو التعاقد مع الشيطان، ثم ظهرت عبادة الشيطان على يد انطون ليفي الذي أسس كنيسة الشيطان واصبح له عشرات آلاف الاتباع."
وقطعا لا وجود للأشباح بمعنى أرواح الموتى لأن الموتى لا يرجعون بعد موتهم إلى الأرض كما قال تعالى:
"أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ"
وتحدث عن جلسات تحضير الأرواح المزعومة فقال :
"تحضير الارواح
في رواية الكاتبة الانكليزية أجاثا كريستي (ثم لم يبق أحد) نرى مجموعة من الأشخاص جمعتهم الظروف معا في جزيرة نائية، ثم يشرع قاتل مجهول يقتلهم واحدا تلو الآخر دون أن يعرفوه، فيلجأوون إلى وسيطة روحية، تقوم باستحضار لأحد القتلى لأجل أن يخبرهم باسم القاتل وبالفعل تحضر روح الضحية وتتكلم بصوته، وفي اللحظة الحرجة التي يسألونه فيها عن اسم القاتل يقوم أحد المشاركين بفض الجلسة لظنه أن الأمر مجرد خداع .. فهل كان الأمر خداعا فعلا؟ الرواية لم تقل ذلك، لكنها تبقى رواية على أية حال. لكن ماذا نقول تجاه عشرات المستبصرين والوسطاء الروحيين الحقيقيين الذي اثبتوا اتصالهم بالموتى وبعضهم تعرض لاختبارات مباشرة وغير مباشرة واجتازها وبعضهم كشف عن مجرمين وجرائم تعذر على البوليس حلها من امثال نانسي ماير وايتا سميث، وكيف نفسر ظاهرة الأشباح الضاجة التي اثبتت بالمعاينة في المحاضر الرسمية في دول مثل بريطانيا وامريكا!
ليونورا بيبر تعتبر من اشهر الوسطاء الروحيين في القرن العشرين حاول اشخاص عدة الايقاع بها، تجسسوا عليها ولاحقوها واجروا عليها الاختبارات وفى النهاية لم يكن امامهم إلا ان يعترفوا انها تتصل بالموتى، من هؤلاء وليام جيمس وهو عالم نفس مشهور, امضى اربعة اعوام يجرى خلالها الدراسات التفصيلية على تصرفات السيدة بيبر فذهب الى جلساتها واستجوب عددا كبير من حاضري هذه الجلسات وتوصل اخيرا إلى انها تمتلك قدرات غير عادية، وبعد اعترافه هذا قامت الجمعية البريطانية للبحث النفسي بايفاد محقق من طرفها عبر الاطلنطى متجها الى بوستن ليدرس حالة هذه السيده وهو الدكتور ريتشارد هودجسون المحاضر بكمبردج والذى قضى شطرا كبيرا من حياته فى دراسة الظواهر الروحية الغريبة وعندما ذهب الى جلسة السيدة بيبر قدمه جيمس تحت اسم السيد سميث لكن ما ان بدات الجلسة حتى كشفت عن اسمه الحقيقى واسماء اخوته واخواته كما قالت ان والده واخاه الاصغر قد توفيا وانه عندما كان صبيا كانت لعبته المفضلة مع ابن عمه فريد هي نطة الانجليز!"
وتحدث عن تحضير الجن فقال :
"تحضير الجن
في الشرق كان التركيز على تحضير الجنب المقابل نجد ان تحضير الجن قد شاع في المشرق، مع وجود فارق رئيسي وهوأن هذه العملية تختلف من ناحية المهارات اوالطرق المستخدمة من كتابة الأسماء الخاصة ورسم الأوفاق وتلاوة العزائم.
وعالم الجن - كما يقال - يشبه عالم البشر من ناحية انه شعوب او قبائل متعددة وأديان متعددة، لكن وان تشابهت الاديان فلا تتشابه القوميات فلا يمكن ان نقول جني عربي وجني انكليزي وجني هندي كما يذكر البعض على سبيل الفكاهة ... فلديهم أسماء خاصة لقبائلهم وهم غير مرتبطون بالمكان المادي (الوطن) ذلك الرابط الموجود عند البشر، نعم هم يفضلون الأماكن النائية عن البشر ويسكن بعضهم الغابات وبعضهم الصحاري وآخرون البحار والرياح وآخرون باطن الأرض وآخرون البيوت المهجورة وغيرهم المقابر وبعضهم المزابل ومكبات النفايات، لكن هذا لا يشكل انتماء وطني بالمفهوم الذي نعرفه في عالمنا، وهناك الجني المسلم والجني المسيحي والجني اليهودي، وجن تتخذ بعضها أربابا، وجن كافر وجن ملحد، بالاضافة الى الشياطين اتباع ابليس.
وابليس وفق معظم المصادر لا يعتبر ابوالجن انما هو زعيم قديم لاحدى قبائلهم، وقصته معروفة في القرآن الكريم والكتاب المقدس، وقد طلب الإمهال فعمر طويلا، ومن الملاحظ أن النظام القبلي عند الجن نظام على درجة عالية من التعصب والانتمائية، وهذا ما يجعل الاتباع يطيعون سيدهم طاعة عمياء في غالبية الأحوال، وهذا ما جعل اتباعه من الشياطين يطيعونه في سعيه لإضلال الانس وافسادهم.
وبالمثل فإن الجن المتدين (سواء مسلم او مسيحي او يهودي) لا يعمل ما يخالف معتقده في تواصله مع الانس، إن حدث هذا التواصل، والجن حتى لوكان متدينا قد يؤذي الناس إذا آذوه سواء عن قصد اوعن غير قصد، ولا يتواصل مع البشر الا اذا كان هناك حاجة او غاية له في ذلك. في حالة السحر تكون هناك مصلحة متبادلة بين ملك من ملوك الجن (غالبا شيطاني) وبين الساحر، فيرسل الملك خداما من اتباعه ليخدموا الساحر، والجني الخادم يتواصل مكرها معه، لأن طاقة الانسان تعاكس طاقة الجن كما ان الجن لا يحب التقيد بالتزامات خصوصا اذا كانت على المدى الطويل، اضافة لذلك فإن التجسد بتكثيف الطاقة الذي يمارسه الجني عند الضرورة أمر مرهق جدا، هذه الاسباب قد تدفع الخادم لايذاء الساحر اوايذاء احد اسرته، ويستطيع الساحر ان يشكوه لزعيمه فيعاقبه لكن بعد ان يكون قد تاذى منه."
قطعا لا يمكن تحضير الأرواح لأن الله بين أن الناس الأحياء لا يمكن لهم الاحساس بهم أو سماع ركزهم فقال :
"وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا"
والجن لا يمكن ظهورهم لأحد لأن سليمان(ص) طلب من الله ألا يظهروا لأحد من بعد عصره فقال :
"قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ"
وتحدث عن تشكل الجن فى أشكال أنواع أخرى فقال :
"قط اسود
الجن قد يتجسد لك في هيئات واشكال شتى تجسد الجني لا يقتصر على اولئك الذي يخدمون السحرة بأوامر من زعمائهم، بل قد يتجسد اجني من تلقاء نفسه، فأنت لا تدري عزيزي القارئ كم مرة رأيت عفريتا وأنت تظنه كلبا او قطة او ضفدعا أو حتى ذبابة حسب ما تراه عيناك!
لكن قبل أن أشرح كيف يتجسد الجن، لا بد من توضيح مسألة تعاكس الطاقة ..
إن تعاكس طاقة الجن مع طاقة الانس يمكن تشبيهه بتعاكس الطاقة المغناطيسية للأقطاب المتماثلة، أو يمكن ان نضرب مثالا تقريبيا عليه من عالمنا في الانسان الذي يشعر بنفوره من انسان آخر بسبب اختلاف الطباع والأفكار بل وحتى التنافر الكيميائي بين شخصين كما هو معروف في الثقافة الجنسية .... لكن المسألة بيننا وبين الجن أكثر جوهرية وهي اشبه بالتنافس بين الكثافة واللاكثافة .. بين الطاقة الحرة والطاقة الكامنة ... إن هذا التعاكس يقدم برأيي تفسيرا جيدا لحالة المس الشيطاني الذي يحدث بسبب ضعف طاقة الانسان (اوكما يقال فقدان الطاقة الايجابية) مما يغري الشيطان بالهجوم من خلال فجوات في الطاقة المهلهلة عند هذا الانسان، فيتلبسه ويمنع طاقته الايجابية المعاكسة من البزوغ مجددا .. فتطغى عليه طاقة الشيطان ويصعب إخراجه من الجسد ...
إن وظيفة المعالج في هذه الحالة هي اعادة تشغيل منابع الطاقة الانسانية الايجابية عند المصاب بعد ان جففها الشيطان ... وهذه عملية تتطلب إخراج الشيطان أولا، ومنعه من العودة خلال فترة العلاج التي قد تحتاج وقتا طويلا كما هي حال الامراض النفسية المرتبطة بالاكتئاب، وهذا أمر غاية في الصعوبة ويتطلب ملازمة دائمة للممسوس.
وبالمثل فإن الجن العاشق لا يمكن ان يخترق جسد الانس المعشوق، لكنه يقوم بمراقبته والاقتراب منه الى حد معين، ويحاول أذيته أحيانا أو ينتظر الفرصة حتى يقع هذا المعشوق في أزمة نفسية فتضعف طاقته ويستطيع مسه والتمتع بجسده ثم يتركه، ليعود اليه في فرصة سانحة أخرى."
وبالطبع التشكل خاص بصنف واحد منهم وهو الملائكة فهؤلاء وحدهم من اعطاهم معجزة التشكل والشكل الوحيد المذكور في القرآن والذى تحولوا له هو :
البشر كما قال تعالى في قصة مريم :
فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا"
وتحدث عما سماه القرين الشيطانى فقال :
"قد يسأل البعض: وماذا عن القرين الشيطاني الذي يجري من الانسان مجرى الدم حسب الحديث النبوي المشهور؟
القرين هو من الخدام وهو مجبر على اطاعة أمر ابليس، كما سبق وأشرنا في اجبار ملوك الجن لخدامهم على التواصل مع الانس عند المصلحة والغاية، ومن هنا نعلم ان القرين يعمل مكرها وهو ضعيف لا يقدر الا على الوسوسة ويسعى باستمرار - وفق طبيعته - على افساد الانسان المقترن به في نقاط ضعفه الشعورية حتى تنخفض الطاقة المعاكسة وتصبح روحه بيئة مريحة لهذا القرين.
فالإنسان الصالح إذا ما ارتكب خطأ أو جرما - بتحريض من نفسه الطامعة ومن قرينه الشيطاني - فإنه يشعر بتأنيب الضمير، وهي حالة فطرية دفاعية للروح الانسانية لاستعادة الطاقة الايجابية من خلال التوبة والاعتراف، فيستمر القرين بالايحاء (الوسوسة) بالمبررات والمنطق الدفاعي ضد لا عدالة المجتمع ودفعه تجاه التوغل أكثر في الخطأ من منطلق الخوف اوتجميل الفعل القبيح، فلواستمر هذا الانسان في الخطأ والجريمة امتلأ كيانه بالطاقة السلبية واصبحت روحه مرتعا لكل شيطان، لكن الشياطين لا تؤذيه بيولوجيا اونفسيا كما في حالة المس الموصوف اعلاه، من أجل أن يستمر في غيه وشره، تماما كما الساحر الذي يتواصل معهم دوما لكنهم لا يؤذونه طالما انه يحقق مآربهم.
(هل أنبئكم على من تنزل الشياطين (221) تنزل على كل أفاك أثيم (222))
وهنا أؤكد مرة أخرى أن الجن - ومن ضمنهم الشياطين - كائنات عاقلة لديها تخطيط وتنظيم وتعرف ماذا تريد."
قطعا القرين ليس جزء من النفس الإنسانية وهى الشهوات فهى التى توسوس للنفس التى يتبعها الإنسان كما قال تعالى :
" ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما "
ومن ثم فهو ليس جنيا لأن الله جعل الموسوس هو نفس الإنسان فقال :
" ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه "
كما أن الجن أنفسهم تتم لهم الوسوسة كالبشر كما قال تعالى :
" من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس"
وتحدث مرة أخرى عن التشكل الذى سبق مناقشته فقال :
"ما هو السبب الذي يدفع الجن للتجسد تلقائيا؟
عملية الولوج من عالم الجن لعالمنا ليست سهلة الجن ليس مجرد طاقة موجودة في حيز مكاني ما، بل هو كائن يملك جسدا طاقيا متكامل الوظائف، وعملية الظهور في عالمنا لا تعتمد فقط على التكثيف .. بل تسبق التكثيف عملية الولوج من عالم الجن الى عالم الانس.
هذه المهارة قد تكون ضرورية لهم أحيانا، نتيجة العلاقة الفيزيائية بين الطاقة والمادة وارتباط بعض حاجاتهم بشيء من الموارد الموجودة في عالمنا، فضلا عن سعي بعضهم للتواصل مع الإنسان لتحقيق بعض المآرب.
كما ذكرت هذه العملية مرهقة للجني، لكنها مبنية على آلية معينة تحتاج لتمرين ورياضة .. ولا يستطيع اي منهم التجسد مالم يصل الى مرحلة عمرية معينة ويمارس تدريبا على ذلك .. هذا ما يجعلهم يحاولون التجسد مرارا وتكرارا بعيدا عن الناس حتى يتقنوا ذلك.
بل أن قدرة المردة منهم على فعل الخوارق متباينة، كل حسب قوته، ونلمس ذلك في قصة النبي سليمان عندما امتحن العفاريت فيمن يحضر له عرش بلقيس بشكل أسرع.
والقصص الدينية التاريخية يذكر فيها حالات تشكل الجن على شكل انسان او حيوان.
عالمنا هو العالم الذي وصفه انشتاين بالعالم الثلاثي الابعاد (طول - عرض - ارتفاع) ويمثل رياضيا بـ (محور x - محور y محور z) واضاف انشتاين محورا رابعا هو المحور t وهومحور الزمن ليضفي الحركة على الاشياء المادية التي لا يمكن ان تتجاوز هذه الابعاد. يقول بعض العلماء أن هناك أبعاد مكانية أخرى وفيها تتواجد كائنات أخرى، قد يكون هذا احد التفسيرات حول الكائنات الفضائية، لكنه برايي الشخصي قد يكون تفسيرا مؤكدا حول مكان تواجد الجن، فهم يتواجدون في ابعاد اخرى أكثر تعددا ولا نستطيع نحن البشر ادراكها، مما يجعل الجن قادرين على الدخول الى عالمنا لكن مع اعادة التشكل وفق المقاييس المادية المحدودة، والأمر اشبه بطائر يترك الفضاء الواسع الذي يحلق فيه ويدخل الى بيت مغلق او مغارة، فهم يكرهون هذا الانتقال ولا يمارسونه الا اضطرارا او عند وجود غاية اومصلحة من ذلك، أما ولوج الانسان من عالمه الى عالم الجن فلا يوجد مصادر كافية تتكلم عن ذلك.
ولا أقصد بوجود أبعاد أخرى ما تقوله نظرية الاكوان المتوازية، لأن نظرية الأكوان المتوازية تزعم أن في كل كون من الأكوان المتعددة نفس الأشخاص مع اختلاف الظروف الزمانية والمكانية، وهي نظرية مبنية على علم الاحتمالات وتدعي وقوع كل الاحتمالات الواردة لكل حدث بسبب هذا التعدد، مما يجعل هذا التعدد كبيرا جدا أو لا نهائيا!
لكن اعتقد أن نظرية الأوتار التي تقول بوجود 10 أبعاد في الكون، أي أنها أضافت ستة ابعاد افتراضية .. هي الأقرب لما أتحدث عنه من أن تلك الابعاد هي العالم التي تعيش فيه الكائنات الماورائية، مع التحفظ تجاه فرضية التوازي التي تقولها هذه النظرية ايضا.
وبالمحصلة ارى ان ما تقوله النظريتان يحتمل الخطأ الجزئي والنقص، وهما محاولة لادراك طيف بسيط مما وراء مدركاتنا. سأعرض الإجابة على هذا السؤال وفق العقيدة الإسلامية، لكن يبقى النقاش مفتوحا لكل الأخوة الكرام في التعليقات."
وقطعا لا وجود لتلك النظريات في عالمنا فلا وجود ابعاد اخرى كما تزعمون النظريات وغلا كان يمكن الاحساس بها ومعرفتها
وتحدث عن إنكار المسلمين لرجوع الموتى بعد موتهم فقال :
"هناك عدد من الباحثين المسلمين رأوا أن ارواح الموتى لا يمكن ان تعود الى الارض بل هي في عالم محجوز عن عالمنا، واستدلوا بالآية: حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون (99) لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن وراءهم برزخ إلى يوم يبعثون (100) المؤمنون.
الآية تقول بوضوح أن عودة الإنسان إلى الحياة الدنيا بعد موته أمر مستحيل، وأن هناك حاجز يحجز ارواح الموتى عن العودة إلى الحياة الدنيا."
ومص صراحة الآيات القرآنية إلا أن الرجل يريد تكذيبها بادعاء أن البرزخ هو أحد الأبعاد التى من الممكن ان يعيش فيها الجن والإنس متداخلين فقال :
"لكن ألا يمكن أن يكون ذلك البرزخ هو الحاجز بين عالمين منفصلين كينونة لكن متداخلين مكانيا؟ كما في حالة الجن التي شرحناها أعلاه لكن بأبعاد أخرى أيضا غير الأبعاد التي يعيش فيها الأنس والجن؟
هناك حديث نبوي يقول أن روح الميت تعود الى الأرض وتحديدا إلى القبر للسؤال، والقبر كما هو معلوم يمثل حيزا مكانيا مدركا في عالمنا، لكننا لا نرى ما ورد عن عذاب او نعيم القبر ... ألا يدل هذا على الانفصال الكينوني والتداخل المكاني في آن واحد؟
أي أن ما يحصل في القبر لا نراه لأنه يحصل في ابعاد لا تدركها حواسنا رغم انه في نفس الحيز المكاني.
هذا التداخل المكاني (تقاطع الإحداثيات المدركة مع الإحداثيات غير المدركة) قد يتيح - في حالات نادرة - ظهور روح الميت في عالمنا على شكل طيفي في حالات خاصة مثل التعلق الشديد لأم متوفاة بولدها، أوالموت المفاجئ ظلما وقهرا ... لكن دون أن يكون لها أي تأثير أوفعل أوتغيير في مجرى الأحداث.
وقد تظهر في الرؤى لتوصل رسالة، مستغلة خروج روح النائم مؤقتا من عالمها.
الروح تظهر أحيانا في عالمنا دون أن تغادر عالمها. الروح الهائمة تزور آثارها المتبقية من عالمنا دون أن تلجه، وتحن لها كما يحن الغريب الكهل لأطلال طفولته إذا ما عاد للوطن بعد سفر طويل ورأى كل شيء قد اندثر وحلت العمارة الجديدة على انقاض ذكرياته.
بناء على ما سبق فليس هناك وجه للقول أن ارواح الموتى - إن عادت - فإنها تعود للانتقام أو التصحيح أو تستطيع فعل أشياء ولو كانت بسيطة، بل أن الجن هي من تفعل ذلك، وأن الأشباح الضاجة التي ورد ذكرها في عدة قصص بعضها موثق ماهي إلا عفاريت مشاغبة من الجن تلجأ لإخافة البشر الذين لا يرغبون بوجودهم، وأرى أن الفرضية التي تقول أن القرين يعيش عمرا أطول من الانسان وهو بمثابة قاعدة بيانات عنه، وبالتالي فهو يستطيع أن يلعب دوره ويقلده ويدلي بمعلومات عنه في جلسات تحضير الأرواح، هي الأكثر ترجيحا.
يعزز ذلك أن جلسات الويجا المشهورة كثيرا ما أدت إلى أذية بعض المشاركين، وهذه الأذية هي فعل شيطاني .. يدل على ذلك الأعراض التي صاحبتهم لاحقا، إذ لا يعقل أن روح الميت - سواء كان صالحا او طالحا في الدنيا - بعد أن اصبحت في عالم الحقيقة وفي البرزخ الحاجز عن اي اضافة او تعديل في العمل، أن تعود لتعبث مع الأحياء وتؤذيهم!"
قطعا هذا الكلام هو تخريف مكذب لآيات القرآن فالجنة والنار الموعودتين في السماء حيث تنعيش أرواح الموتى كما قال تعالى :
" وفى السماء رزقكم وما توعدون "
ومن ثم لا يمكن تداخل العوالم فالموتى في السماء والأحياء في الأرض وفى الجنة والنار يعيش الجن والبشر معا كما قال تعالى :
"وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ"
وتحدث عن رؤية الأشباح فقال :
"هل يمكن لعين الإنسان - من الناحية البنيوية - أن ترى شبحا؟
لكي ترى عين الانسان اي شيء يجب ان يكون هناك ضوء خارجي ياتي على هذا الشيء وينعكس الى العين .. او يجب ان يكون هذا الشيء مصدر للضوء (كالنار والمصباح مثلا) ... ولا يوجد احتمال ثالث، اللهم الا ما يسمى بالادراك اوالاستشعار الروحي (ايا كانت التسمية) الذي لا يستخدم العين، وهوما لا يمكننا اعتباره لأنه ليس موضوع بحثنا هنا
إذن لنعود الى الافتراضين الاول والثاني ...
- حسب الافتراض الاول: الاشباح تعكس النور الواقع عليها وهذا يعني انه لا يمكن رؤية الشبح في الظلام الدامس، ولابد من وجود مصدر نور لتمييزه، وان الشبح يتحصل على كثافة مادية من خلال طاقته الماصة ... .. أي أنه يمتص الذرات المحيطة فيظهر بها .. أو يمتص الضوء والحرارة المحيطة بنا، وبعض الباحثين يقول أن حصول البرودة المفاجئة في مكان ما تدل على حضور شبحي، وتبدو لي هذه الآلية الأكثر ترجيحا بالنسبة لظهور أرواح الموتى في تقاطع الإحداثيات بين عالمين كما ذكرت سابقا.
حسب الافتراض الثاني: الاشباح مصدر نور يظهر من خلال ولوج الشبح إلى عالمنا بشكل كامل، ويظهر ككائن مضيء في الظلام .. واعتقد أن هذه هي الآلية التي يظهر بها الجن، فهم كائنات مخلوقة من نار.
خلاصة الكلام أن الشبح اما روح او جن .. فإذا كان روحا لإنسان ميت فإنها تحتاج الى مجموعة من العوامل الذاتية والظرفية لتظهر لنا (في اليقظة أوفي المنام) دون أن يكون لها أي فعل أو تأثير لا على الأحياء ولا حتى على الجمادات، واذا كان جن (عفريت - شيطان - مارد) فإنه يحتاج الى تغيير بنيوي في طاقته ليصدر عنه الضوء الذي يعطيه شكلا فضلا عن قدرته على الولوج .. ويلعب خلل او ضعف الطاقة النفسية او قابلية الجذب التي يمتلكها الاشخاص المحيطين من الانس دورا في ذلك .. والجن في الحالة الطبيعية تهرب من اماكن سكن الانس بسبب تعاكس الطاقة وتفضل الاماكن النائية والموحشة والمهجورة .. والله اعلم."
وما ختم به الرجل المقال هو تكرار لنفس الخطأ وهو وجود الأشباح في أرضنا رغم أن آيات القرآن تكذب ما قاله