رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,708
- الإقامة
- مصر
نظرات فى مقال بحر الظلمات وجنة الفايكنغ المفقودة
صاحب المقال اياد العطار وهو يدور حول ما يسمى بجنة الفايكنغ المفقودة وهى أراضى غير معروفة حاليا وقد استهل المقال بالحديث عن بحر الظلمات الذى يطلق عليه حاليا المحيط الأطلنطى أو الأطلسى فقال :
"بحر الظلمات هو الاسم العربي للمحيط الاطلسي في العصور الوسطى هذا المحيط الذي كان لغزا مجهولا بالنسبة للقدماء حيث كانوا يعتقدون ان نهاية العالم تقع خلفه ودارت الكثير من القصص الاسطورية حول أسراره ومخلوقاته العجيبة حتى جاء كريستوفر كولمبوس عام 1492 ليكشف للعالم عن وجود قارة وحضارة عظيمة خلف هذا المحيط لكن هل كان كولمبوس حقا هو الشخص الاول الذي تطأ قدمه أرض القارة الجديدة؟ هذا هو السؤال الذي سنحاول الاجابة عنه في هذا المقال."
السؤال الذى طرحه العطار عن اكتشاف كولومبوس للقارة الجديدة التى سميت أمريكا لا يجب أن يطرحه أحد فلا يوجد مكان فى العالم تم اكتشافه من قبل أحد فالأرض كلها معروفة منذ آدم(ص) بأسمائها كما قال تعالى :
" وعلم آدم الأسماء كلها"
والدليل الأخر هو أن الرسل(ص) بعثوا فى كل بلاد العالم بلا استثناء لبلد كما قال تعالى:
"وإن من أمة إلا خلا فيها نذير"
ومن ثم لا يوجد ما هو مكتشف من قبل أحد وإنما هو ما كان مجهول عند البعض ولكنه معروف لآخرين
ولو شاهد القوم سكان شرق آسيا ومن سموهم الهنود الحمر والاسكيمو لوجدوا شبها كبيرا بين الاثنين كما أن ما يسمى بمضيق بهرنج الذى يفصل آسيا عن امريكا الشمالية طوله لا يتعدى أميال على أصابع اليد فكيف يمكن أن تكون امريكا مجهولة؟
وكرر الرجل السؤال عن اكتشاف العرب لأمريكا وحاول الاجابة فقال :
"هل كان العرب هم المكتشفين الحقيقيين لقارة امريكا؟
فى آيار / مايو عام 1506 في أحد القصور الفخمة في مدينة بلد الوليد (Valladolid) الاسبانية تمدد رجل خمسيني على احد الاسرة و هو يحدق بعينيه المرهقتين الى السماء الزرقاء المطلة من احدى النوافذ الصغيرة العربية الطراز كان كريستوفر كولمبوس يعاني سكرات الموت بسبب قلبه المريض و في تلك اللحظات الاخيرة و الحرجة من حياته يبدو من المستحيل ان نجزم بما كان يدور في رأسه الا ان انجازه التاريخي الكبير لم يكن غائبا عن باله حتما فرغم ان الرجل و حتى الرمق الاخير من حياته كان يظن بأنه قد اكتشف الساحل الغربي للهند لكنه مع هذا يبقى رسميا المكتشف الاول للقارة الامريكية و ستظل هذه المعلومة التاريخية تدرس للطلاب الصغار في ارجاء العالم ولمئات السنين الا انه و منذ منتصف القرن المنصرم ومع ولع الناس المتزايد بقصص ما وراء الطبيعة كالصحون الطائرة و قارة اطلانطس و الغرائب الموجودة في بعض الحضارات القديمة اخذ بعض الباحثين يتحدثون عن اناس سبقوا كريستوفر كولمبوس بمئات وآلاف السنين في اكتشافهم لأمريكا وراجت الكتب والمقالات التي تتحدث عن سفن فرعونية و سومرية و فينيقية ورومانية حطت رحالها في امريكا وان حضارات امريكا الجنوبية و الوسطى ما هي الا امتداد لحضارات العالم القديم الا ان هذه الكتابات تظل مجرد حبر على ورق بسبب صعوبة اثباتها فبعيدا عن قصص الصحون الطائرة والمخلوقات الفضائية والحضارات المتطورة البائدة يبقى ادعاء هؤلاء الباحثين يفتقد الدليل التاريخي والعلمي القاطع وقد حاول بعض اصحاب هذه النظريات الاستناد في ادعائهم الى بعض القطع الاثرية التي وجدت في امريكا والتي تحمل سمات حضارات العالم القديم الا ان علماء الاثار يؤكدون ان اغلب هذه القطع مزورة وهناك ايضا من يحاول الربط بين بعض اوجه الشبه بين الحضارات الامريكية و حضارات العالم القديم كتلك التي يمكن ملاحظتها بين المعابد المدرجة لحضارات المايا والانكا والازتك وبين الاهرام الفرعونية والزقورات السومرية والمعابد الهندوسية القديمة الا ان هذا التشابه لا يمكن ان يكون دليلا على وجود اتصال بين هذه الحضارات كما انه تشابه غير متكامل وهناك اختلافات جوهرية بين كل من هذه المعالم على حدة كما ان حضارة الهنود الحمر تختلف في بعض الامور التي كانت تعتبر اساسية و بديهية في حضارات العالم القديم فمثلا الهنود الحمر لم يعرفوا الخيول حتى ادخلها الاسبان معهم في القرن السادس عشر كما انهم لم يعرفوا الدواليب و العجلات."
بالطبع من الممكن انكار التشابه فى الآثار وحتى فى العادات ولكن ما لا يمكن إنكاره هو التشابه الكبير فى وجوه أهل شرق آسيا والهنود الحمر والاسكيمو كما لا يمكن إنكار قرب آسيا الشيد من أمريكا الشمالية عند مضيق بهرنج
وما لا يمكن إنكاره وجود خريطة كاملة للعالم الحالى بأدق من المقاييس الحالية رسمها بيرى ريس امير البحر التركى قبل استكمال كولومبوس لأمريكا المزعوم وقبل كل الاكتشافات المزعومة لاستراليا وحتى القارة القطبية الجنوبية
ولكن يظل التاريخ المظلم للبرتغال والأسبان قائما فى الأمريكتين ومن بعدهم الانجليز والفرنسيين حيث أبادوا الكثير من شعوبها وطمسوا معظم الآثار الدالة على أن أمريكا كانت ضمن الدولة الإسلامية الأخيرة والتى بدأت فى عهد النبى(ص) والذى فى نهاية حياته دخل ناس من كل الشعوب فى الدين الذى أنزله الله عليه كما قال تعالى:
" ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا"
وتظل آية الحج شاهد على معرفة الناس في كل العالم بالإسلام ومكة وهى قوله تعالى :
"وأذن فى الناس بالحج يأتون من كل فج عميق "
فهى دليل على أن الناس فى كل أنحاء العالم يعرفون الإسلام وأن الحج ركن يأتون لتأديته فى مكة فكلمة كل دليل على معرفة الناس فى كل مكان من العالم بدين الله عبر رسالاته المختلفة
وتحدث عن علاقة الهنود الحمر بآسيا مؤكد علاقاتهم بمنغوليا وجزر المحيط الهادى فقال :
"يبقى ان نذكر بأن العلماء لا ينكرون بشكل قاطع وجود اتصالات بين العالم القديم و الجديد فالهنود الحمر لم يهبطوا من السماء كما حاول اريك فون دنكن اثبات ذلك في كتابه الشهير "عربات الالهة" و هم على الارجح ليسوا سليلي حضارة اطلانطس الاسطورية و لكنهم حتما عبروا الى القارة الامريكية من منغوليا عن طريق الاسكا او من سكان الجزر النائية المتنقلين بقواربهم الصغيرة في المحيط الهادئ و لعلماء التاريخ و الاجناس البشرية نظريات عديدة في هذا الموضوع لا يسعنا التطرق اليها في هذه العجالة."
وما أكده الرجل هنا ينفى ما قاله اكتشاف كولومبوس لأمريكا فالقارة كانت معروفة للآسيويين طبقا لكلامه فالمسألة هى جهل أوربا بالقارة وحتى هذا الأمر مشكوك فيه فقرب أيسلنده وجزيرة جرين لاند من أمريكا الشمالية حوالى ما يقل عن مائة ميل يجعل ذلك الاكتشاف وكل الكلام عن كولومبوس هو أكذوبة
وعاد للحديث عن بحر الظلمات فقال :
"بحر الظلمات
المحيط الاطلسي كان معروفا منذ القدم عرفه الفينيقيين والرومان خاضوا في عبابه وكان يعتقد في ذلك الزمان بأنه بحر لا متناهي و دارت حوله الكثير من الخرافات و الاساطير وقد اسماه العرب ببحر الظلمات وفي سبب هذه التسمية يقول ابن خلدون:
"ويسمى بحر الظلمات لما أنه تقل الأضواء من الأشعة المنعكسة على سطح الأرض من الشمس لبعده عن الأرض فيكون مظلماً. . . وهو بحر كبير غير منحصر لا تبعد فيه السفن عن مرأى العين من السواحل للجهل بسمو الرياح هنالك ولنهايتها إذ لا غاية من العمران وراءه .. . وهذا مفقود في البحر الكبير لأنه منحصر ومنبعث الريح وإن كان معروفاً فيه فغايته غير معروفة لفقدان العمران وراءه فتضل السفن إذا جرت به وتذهب فتهلك. "
وطبقا لما كتبه ابن خلدون فأن السفن كانت تتحاشى التوغل داخل المحيط وكانت تبحر بمحاذاة الساحل لجهلها بمسالكه ولاعتقاد الناس آنذاك بأن لا شيء خلفه و انه نهاية العالم وتدل بعض الكتب والوثائق التاريخية على ان العرب كانوا على معرفة بالمحيط و لعل خارطة العالم العربي الشهير (ابو عبد الله محمد الادريسي) هي خير دليل على ذلك فقد قام الادريسي برسم خارطته الشهيرة عام 1154 على كرة من الفضة عندما كان يعمل مستشارا في بلاط ملك صقلية جورج الثاني في شكل هو اشبه ما يكون بمجسمات الكرة الارضية العصرية الموجودة في المدارس وفي خارطته تلك يظهر الادريسي جزء من القسم الشمالي للمحيط الاطلسي حيث تظهر جليا انكلترا واسكتلندا وايرلندا وجزر اخرى متناثرة حولهما وفي كتابه (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) هناك فقرات أثارت اهتمام الباحثين حول مدى معرفة العرب بمجاهل المحيط الاطلسي او بحر الظلمات كما كانوا يسموه حيث كتب الادريسي عن بعثة بحرية عربية ابحرت داخل الاطلسي وصلت الى جزيرة سكانها بشرتهم حمراء واجسادهم لا ينبت عليها الشعر (صفة الهنود الحمر).
و في كتاب اخر يدعى (صفة جزيرة الاندلس) لأبو عبد الله محمد الحميري يذكر الفقرة التالية:
"و من مدينة الأشبونة (لشبونة الاسبانية) كان خروج المغرورين في ركوب بحر الظلمات ليعرفوا ما فيه و الى اين انتهاؤه ولهم بأشبونة موضع بقرب الحمة منسوب اليهم يعرف بدرب المغرورين و ذلك ان ثمانية رجال كلهم ابناء عم اجتمعوا فابتغوا مركبا و ادخلوا فيه من الماء والزاد ما يكفيهم لأشهر ثم دخلوا البحر في أول طاروس الريح الشرقية فجروا بها نحوا من احدى عشر يوما فوصلوا الى بحر غليظ الموج كدر الروائح كثير التروش قليل الضوء فأيقنوا بالتلف فردوا قلعهم في اليد الأخرى و جروا في البحر في ناحية اثنا عشر يوما فخرجوا".
و هذه الفقرة على الرغم من انها توثق لمحاولة اكتشاف فاشلة الا انها دليل قاطع على محاولات العرب لاكتشاف المحيط الاطلسي وربما يكون ما ذكره المؤرخ المسعودي (871) في كتابه مروج الذهب هو اشهر ما كتب في هذا الصدد حيث يورد بعض الاشارات المقتضبة عن بعض المغامرين المسلمين ممن تحدوا اسطورة المحيط و ابحروا بسفنهم في مياهه لاكتشاف أغواره وأسراره ويبدو ان بعضهم قد نجا من الضياع والغرق في امواج المحيط الشاسع وعاد ليروي للناس قصصا عن اراض نائية تزخر بالثروات وأحد هؤلاء الذين ذكرهم المسعودي بالاسم هو خشخاش بن سعيد بن اسود من مدينة قرطبة حيث ابحر في المحيط مع بعض الشباب المغامر وعاد بعد فترة من الزمن محملا بالذهب و الكنوز أي كما حصل بالضبط مع الاسبان بعد حوالي ستمائة عام وهو الامر الذي حدا بالبعض من المؤرخين الى الاعتقاد بأن كولمبوس استعان ببعض الخرائط العربية القديمة لعبور المحيط الاطلسي و الوصول الى امريكا فقبل ابحار كولمبوس بنحو بسبعة اشهر أي في 2 كانون الثاني / يناير عام 1492 سقطت غرناطة اخر المدن العربية الاسلامية في الاندلس وسقطت بأيدي الاسبان معها الكثير من المخطوطات والكتب العربية التي احتوت على مواضيع في مختلف مجالات العلوم. "
بالطبع هذه الحكايات رغم أنها حكايات إلا أنها تؤكد معرفة العرب بالأمريكتين معرفة دقيقة ولكن يظل هناك الجانب الخفى من التاريخ وهو حرق الكتب واتلافها وعمل بدائل مزورة لها لكى ينسب الفضل لمن لا فضل له
وتحدث عن أرض الخمور وهى جنة الفايكنغ فقال :
"أرض الخمور .. جنة الفايكنغ المفقودة
صورة خارطة العالم الجغرافي العربي الادريسي أثارت لقرون طويلة ذهول العلماء حول مدى دقتها و قربها من الخرائط الحقيقية التي التقطت صورها الاقمار الصناعية من الفضاء "
وتحدث عن الفايكنغ فقال :
"الفايكنغ هم قبائل بربرية عاشت في شمال أوربا و تركز وجودهم في ما يعرف اليوم بالدول الاسكندينافية وقد اشتهروا بمراكبهم البحرية الطويلة وبمقاتليهم الاشداء الذين بثوا الرعب و الخراب في ارجاء اوربا منذ مطلع القرن التاسع للميلاد و كلمة فايكنغ (Viking) تعني " القرصان" في بعض اللغات الاوربية فقد كانوا بحارة ماهرين جابت سفنهم البحار و المحيطات من اجل المتاجرة مع مختلف الامم الشعوب فوصلوا حتى البحر المتوسط وشمال افريقيا و كانوا يتاجرون بالبضائع والعبيد و قد عرفهم العرب و اسموهم بـ (الرس) و كتب عنهم ابن فضلان في رحلته الشهيرة الى بلاد الصقالبة حيث ارسله الخليفة العباسي المقتدر بالله في بعثة دينية الى ملك البلغار ويعد كتاب ابن فضلان واحدا من افضل المصادر التاريخية الذي يعتمدها الباحثون الاوربيون عن الفايكنغ وشعوب شمال اوربا و كذلك كتب عنهم الرحالة و الجغرافي الفارسي ابن رسته في القرن العاشر للميلاد. والفايكنغ هم اول من اكتشف البحار الشمالية و قد شيدوا مستعمراتهم في ايسلندا وجرينلاند منذ مطلع القرن العاشر للميلاد و رغم ان الفايكنغ لم يتركوا أي كتب او وثائق تؤرخ لرحلاتهم الاستكشافية تلك الا ان بعض المؤرخين الاوربيين كتبوا عن تلك الرحلات وعن الصدفة التي كانت وراء اغلب هذه الاكتشافات حيث جنحت بعض السفن عن مسارها بسبب العواصف لتجد نفسها بعد عدة ايام أمام شواطيء جديدة فنزلوا اليها وأقاموا مستعمراتهم فيها بالتدريج وقد ثبت لعلماء الاثار والتاريخ صحت ما ذكره المؤرخون حيث تم اكتشاف بقايا مستعمرات الفايكنغ في تلك الاصقاع الا ان العلماء لم يستطيعوا معرفة وتحديد منطقة اخرى سمتها الوثائق القديمة بفينلاند (Vinland) او (Wine land) و معناها ارض الخمور حيث ذكرت المخطوطات القديمة ان شجيرات العنب كانت تنمو من تلقاء نفسها في تلك الارض الخصبة فيصنع منها افضل انواع الخمور وأجودها و حول اكتشافها روت احدى الوثائق (Saga of the Greenlanders) بأن احد رجال الفايكنغ كان مبحرا من ايسلندا الى جرينلاند لزيارة والده فداهمت سفينته عاصفة هوجاء قذفت بها بعيدا عن مسار الرحلة و بعد عدة ايام وجد الفايكنغ انفسهم امام ارض جديدة مغطاة بالغابات الكثيفة الخضراء لكنهم لم ينزلوا الى الشاطئ لأنهم كانوا على عجلة من امرهم للعودة الى جرينلاند قبل حلول فصل الشتاء الا ان قصتهم هذه اثارت فضول الناس وجعلت الكثيرون يتشوقون للوصول الى تلك الأراضي الخضراء خاصة وأن جرينلاند كانت تقريبا أرض جرداء يصعب الحصول على الخشب فيها لذلك قام احد البحارة المغامرين و اسمه ليف اريكسون (Leif Ericson) بالابحار للبحث عن تلك الأرض الجديدة في حدود عام 1003 للميلاد وقد وصلها فعلا وأقام فيها مستعمرة صغيرة وحاول اقناع المزيد من الفايكنغ للقدوم اليها لكن محاولاته باءت بالفشل ولم تدم المستعمرة سوى لسنوات قليلة وذلك لأسباب عدة منها بعد المستعمرة عن المركز الرئيسي للفايكنغ في جرينلاند وكذلك قلة عدد النساء في المستعمرة حيث نشب نزاع بين الرجال حولهن وايضا بسبب هجمات سكان الارض الاصليين من الهنود الحمر والذين اسماهم الفايكنغ (Skr و ling) أي البرابرة لذلك سرعان ما هجر الفايكنغ المستعمرة وعادوا ادراجهم الى جرينلاند."
والكلام السابق والآتى يدل على ان الفايكنغ وصلوا لأمريكا الشمالية ولم يعمروا فيها طويلا والكلام التالى هو :
"لسنوات طويلة كان الباحثون يظنون ان فينلاند هي مجرد اسطورة وقصة خيالية من العصور الوسطى لكن في عام 1960 تمكن علماء الاثار من اكتشاف بقايا مستعمرة للفايكنغ في جزيرة نيوفاوندلاند الكندية (Newfoundland) وهذه المستعمرة تتكون من عدة اكواخ صغيرة استخرج العلماء منها مئات القطع الاثرية التي تدل بشكل قاطع على ان ساكنوا هذه الاكواخ كانوا من الفايكنغ وقد ادرجت اليونسكو المستعمرة المسماة (L'Anse aux Meadows) كجزء من التراث العالمي وحولتها السلطات الكندية الى متحف بعد ان اعادت ترميم الاكواخ و تأثيثها.
و رغم اكتشاف هذه المستعمرة الا البعض يعتقد انها لم تكن سوى مخيم مؤقت وان المستعمرة الحقيقية تقع الى الجنوب من الجزيرة بل ان البعض يذهب ابعد من ذلك و يدعي بأنها كانت تقع على سواحل الولايات المتحدة الامريكية وأيا كان موقع فينلاند الحقيقية فأن المستعمرة المكتشفة في شمال جزيرة نيوفاوندلاند تؤكد بما لا يقبل الشك ان الفايكنغ قد سبقوا كريستوفر كولمبوس والاسبان بقرابة الخمسمائة عام في اكتشاف القارة الامريكية و يبدو ان السبب الرئيسي لفشل الفايكنغ في الاستيطان والبقاء في امريكا يعود الى الاحتكاك مع سكان القارة الاصليين أي الهنود الحمر حيث ان الفايكنغ لم يكونوا يملكون في ذلك الزمان الاسلحة النارية التي مكنت الاسبان فيما بعد من هزيمة الهنود الحمر و استعمار القارة."
والمستخلص من المقال هو :
أن أمريكا اكتشفت قبل اكتشافها من قبل العرب ومن قبل الفايكنغ وحتى من قبل أهل منغوليا
بالطبع كلمة اكتشفت فى كلامى لا تعنى أنها كانت مجهولة وإنما تعنى أنهم سافروا لها كما يسافر الناس لأى بلد
الجهل بجغرافية منطقة هو ناتج من جهل أهل بلد ما بالعلم وليس ناتج من أن البلد لم تكن معروفة عند غيرهم
صاحب المقال اياد العطار وهو يدور حول ما يسمى بجنة الفايكنغ المفقودة وهى أراضى غير معروفة حاليا وقد استهل المقال بالحديث عن بحر الظلمات الذى يطلق عليه حاليا المحيط الأطلنطى أو الأطلسى فقال :
"بحر الظلمات هو الاسم العربي للمحيط الاطلسي في العصور الوسطى هذا المحيط الذي كان لغزا مجهولا بالنسبة للقدماء حيث كانوا يعتقدون ان نهاية العالم تقع خلفه ودارت الكثير من القصص الاسطورية حول أسراره ومخلوقاته العجيبة حتى جاء كريستوفر كولمبوس عام 1492 ليكشف للعالم عن وجود قارة وحضارة عظيمة خلف هذا المحيط لكن هل كان كولمبوس حقا هو الشخص الاول الذي تطأ قدمه أرض القارة الجديدة؟ هذا هو السؤال الذي سنحاول الاجابة عنه في هذا المقال."
السؤال الذى طرحه العطار عن اكتشاف كولومبوس للقارة الجديدة التى سميت أمريكا لا يجب أن يطرحه أحد فلا يوجد مكان فى العالم تم اكتشافه من قبل أحد فالأرض كلها معروفة منذ آدم(ص) بأسمائها كما قال تعالى :
" وعلم آدم الأسماء كلها"
والدليل الأخر هو أن الرسل(ص) بعثوا فى كل بلاد العالم بلا استثناء لبلد كما قال تعالى:
"وإن من أمة إلا خلا فيها نذير"
ومن ثم لا يوجد ما هو مكتشف من قبل أحد وإنما هو ما كان مجهول عند البعض ولكنه معروف لآخرين
ولو شاهد القوم سكان شرق آسيا ومن سموهم الهنود الحمر والاسكيمو لوجدوا شبها كبيرا بين الاثنين كما أن ما يسمى بمضيق بهرنج الذى يفصل آسيا عن امريكا الشمالية طوله لا يتعدى أميال على أصابع اليد فكيف يمكن أن تكون امريكا مجهولة؟
وكرر الرجل السؤال عن اكتشاف العرب لأمريكا وحاول الاجابة فقال :
"هل كان العرب هم المكتشفين الحقيقيين لقارة امريكا؟
فى آيار / مايو عام 1506 في أحد القصور الفخمة في مدينة بلد الوليد (Valladolid) الاسبانية تمدد رجل خمسيني على احد الاسرة و هو يحدق بعينيه المرهقتين الى السماء الزرقاء المطلة من احدى النوافذ الصغيرة العربية الطراز كان كريستوفر كولمبوس يعاني سكرات الموت بسبب قلبه المريض و في تلك اللحظات الاخيرة و الحرجة من حياته يبدو من المستحيل ان نجزم بما كان يدور في رأسه الا ان انجازه التاريخي الكبير لم يكن غائبا عن باله حتما فرغم ان الرجل و حتى الرمق الاخير من حياته كان يظن بأنه قد اكتشف الساحل الغربي للهند لكنه مع هذا يبقى رسميا المكتشف الاول للقارة الامريكية و ستظل هذه المعلومة التاريخية تدرس للطلاب الصغار في ارجاء العالم ولمئات السنين الا انه و منذ منتصف القرن المنصرم ومع ولع الناس المتزايد بقصص ما وراء الطبيعة كالصحون الطائرة و قارة اطلانطس و الغرائب الموجودة في بعض الحضارات القديمة اخذ بعض الباحثين يتحدثون عن اناس سبقوا كريستوفر كولمبوس بمئات وآلاف السنين في اكتشافهم لأمريكا وراجت الكتب والمقالات التي تتحدث عن سفن فرعونية و سومرية و فينيقية ورومانية حطت رحالها في امريكا وان حضارات امريكا الجنوبية و الوسطى ما هي الا امتداد لحضارات العالم القديم الا ان هذه الكتابات تظل مجرد حبر على ورق بسبب صعوبة اثباتها فبعيدا عن قصص الصحون الطائرة والمخلوقات الفضائية والحضارات المتطورة البائدة يبقى ادعاء هؤلاء الباحثين يفتقد الدليل التاريخي والعلمي القاطع وقد حاول بعض اصحاب هذه النظريات الاستناد في ادعائهم الى بعض القطع الاثرية التي وجدت في امريكا والتي تحمل سمات حضارات العالم القديم الا ان علماء الاثار يؤكدون ان اغلب هذه القطع مزورة وهناك ايضا من يحاول الربط بين بعض اوجه الشبه بين الحضارات الامريكية و حضارات العالم القديم كتلك التي يمكن ملاحظتها بين المعابد المدرجة لحضارات المايا والانكا والازتك وبين الاهرام الفرعونية والزقورات السومرية والمعابد الهندوسية القديمة الا ان هذا التشابه لا يمكن ان يكون دليلا على وجود اتصال بين هذه الحضارات كما انه تشابه غير متكامل وهناك اختلافات جوهرية بين كل من هذه المعالم على حدة كما ان حضارة الهنود الحمر تختلف في بعض الامور التي كانت تعتبر اساسية و بديهية في حضارات العالم القديم فمثلا الهنود الحمر لم يعرفوا الخيول حتى ادخلها الاسبان معهم في القرن السادس عشر كما انهم لم يعرفوا الدواليب و العجلات."
بالطبع من الممكن انكار التشابه فى الآثار وحتى فى العادات ولكن ما لا يمكن إنكاره هو التشابه الكبير فى وجوه أهل شرق آسيا والهنود الحمر والاسكيمو كما لا يمكن إنكار قرب آسيا الشيد من أمريكا الشمالية عند مضيق بهرنج
وما لا يمكن إنكاره وجود خريطة كاملة للعالم الحالى بأدق من المقاييس الحالية رسمها بيرى ريس امير البحر التركى قبل استكمال كولومبوس لأمريكا المزعوم وقبل كل الاكتشافات المزعومة لاستراليا وحتى القارة القطبية الجنوبية
ولكن يظل التاريخ المظلم للبرتغال والأسبان قائما فى الأمريكتين ومن بعدهم الانجليز والفرنسيين حيث أبادوا الكثير من شعوبها وطمسوا معظم الآثار الدالة على أن أمريكا كانت ضمن الدولة الإسلامية الأخيرة والتى بدأت فى عهد النبى(ص) والذى فى نهاية حياته دخل ناس من كل الشعوب فى الدين الذى أنزله الله عليه كما قال تعالى:
" ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا"
وتظل آية الحج شاهد على معرفة الناس في كل العالم بالإسلام ومكة وهى قوله تعالى :
"وأذن فى الناس بالحج يأتون من كل فج عميق "
فهى دليل على أن الناس فى كل أنحاء العالم يعرفون الإسلام وأن الحج ركن يأتون لتأديته فى مكة فكلمة كل دليل على معرفة الناس فى كل مكان من العالم بدين الله عبر رسالاته المختلفة
وتحدث عن علاقة الهنود الحمر بآسيا مؤكد علاقاتهم بمنغوليا وجزر المحيط الهادى فقال :
"يبقى ان نذكر بأن العلماء لا ينكرون بشكل قاطع وجود اتصالات بين العالم القديم و الجديد فالهنود الحمر لم يهبطوا من السماء كما حاول اريك فون دنكن اثبات ذلك في كتابه الشهير "عربات الالهة" و هم على الارجح ليسوا سليلي حضارة اطلانطس الاسطورية و لكنهم حتما عبروا الى القارة الامريكية من منغوليا عن طريق الاسكا او من سكان الجزر النائية المتنقلين بقواربهم الصغيرة في المحيط الهادئ و لعلماء التاريخ و الاجناس البشرية نظريات عديدة في هذا الموضوع لا يسعنا التطرق اليها في هذه العجالة."
وما أكده الرجل هنا ينفى ما قاله اكتشاف كولومبوس لأمريكا فالقارة كانت معروفة للآسيويين طبقا لكلامه فالمسألة هى جهل أوربا بالقارة وحتى هذا الأمر مشكوك فيه فقرب أيسلنده وجزيرة جرين لاند من أمريكا الشمالية حوالى ما يقل عن مائة ميل يجعل ذلك الاكتشاف وكل الكلام عن كولومبوس هو أكذوبة
وعاد للحديث عن بحر الظلمات فقال :
"بحر الظلمات
المحيط الاطلسي كان معروفا منذ القدم عرفه الفينيقيين والرومان خاضوا في عبابه وكان يعتقد في ذلك الزمان بأنه بحر لا متناهي و دارت حوله الكثير من الخرافات و الاساطير وقد اسماه العرب ببحر الظلمات وفي سبب هذه التسمية يقول ابن خلدون:
"ويسمى بحر الظلمات لما أنه تقل الأضواء من الأشعة المنعكسة على سطح الأرض من الشمس لبعده عن الأرض فيكون مظلماً. . . وهو بحر كبير غير منحصر لا تبعد فيه السفن عن مرأى العين من السواحل للجهل بسمو الرياح هنالك ولنهايتها إذ لا غاية من العمران وراءه .. . وهذا مفقود في البحر الكبير لأنه منحصر ومنبعث الريح وإن كان معروفاً فيه فغايته غير معروفة لفقدان العمران وراءه فتضل السفن إذا جرت به وتذهب فتهلك. "
وطبقا لما كتبه ابن خلدون فأن السفن كانت تتحاشى التوغل داخل المحيط وكانت تبحر بمحاذاة الساحل لجهلها بمسالكه ولاعتقاد الناس آنذاك بأن لا شيء خلفه و انه نهاية العالم وتدل بعض الكتب والوثائق التاريخية على ان العرب كانوا على معرفة بالمحيط و لعل خارطة العالم العربي الشهير (ابو عبد الله محمد الادريسي) هي خير دليل على ذلك فقد قام الادريسي برسم خارطته الشهيرة عام 1154 على كرة من الفضة عندما كان يعمل مستشارا في بلاط ملك صقلية جورج الثاني في شكل هو اشبه ما يكون بمجسمات الكرة الارضية العصرية الموجودة في المدارس وفي خارطته تلك يظهر الادريسي جزء من القسم الشمالي للمحيط الاطلسي حيث تظهر جليا انكلترا واسكتلندا وايرلندا وجزر اخرى متناثرة حولهما وفي كتابه (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) هناك فقرات أثارت اهتمام الباحثين حول مدى معرفة العرب بمجاهل المحيط الاطلسي او بحر الظلمات كما كانوا يسموه حيث كتب الادريسي عن بعثة بحرية عربية ابحرت داخل الاطلسي وصلت الى جزيرة سكانها بشرتهم حمراء واجسادهم لا ينبت عليها الشعر (صفة الهنود الحمر).
و في كتاب اخر يدعى (صفة جزيرة الاندلس) لأبو عبد الله محمد الحميري يذكر الفقرة التالية:
"و من مدينة الأشبونة (لشبونة الاسبانية) كان خروج المغرورين في ركوب بحر الظلمات ليعرفوا ما فيه و الى اين انتهاؤه ولهم بأشبونة موضع بقرب الحمة منسوب اليهم يعرف بدرب المغرورين و ذلك ان ثمانية رجال كلهم ابناء عم اجتمعوا فابتغوا مركبا و ادخلوا فيه من الماء والزاد ما يكفيهم لأشهر ثم دخلوا البحر في أول طاروس الريح الشرقية فجروا بها نحوا من احدى عشر يوما فوصلوا الى بحر غليظ الموج كدر الروائح كثير التروش قليل الضوء فأيقنوا بالتلف فردوا قلعهم في اليد الأخرى و جروا في البحر في ناحية اثنا عشر يوما فخرجوا".
و هذه الفقرة على الرغم من انها توثق لمحاولة اكتشاف فاشلة الا انها دليل قاطع على محاولات العرب لاكتشاف المحيط الاطلسي وربما يكون ما ذكره المؤرخ المسعودي (871) في كتابه مروج الذهب هو اشهر ما كتب في هذا الصدد حيث يورد بعض الاشارات المقتضبة عن بعض المغامرين المسلمين ممن تحدوا اسطورة المحيط و ابحروا بسفنهم في مياهه لاكتشاف أغواره وأسراره ويبدو ان بعضهم قد نجا من الضياع والغرق في امواج المحيط الشاسع وعاد ليروي للناس قصصا عن اراض نائية تزخر بالثروات وأحد هؤلاء الذين ذكرهم المسعودي بالاسم هو خشخاش بن سعيد بن اسود من مدينة قرطبة حيث ابحر في المحيط مع بعض الشباب المغامر وعاد بعد فترة من الزمن محملا بالذهب و الكنوز أي كما حصل بالضبط مع الاسبان بعد حوالي ستمائة عام وهو الامر الذي حدا بالبعض من المؤرخين الى الاعتقاد بأن كولمبوس استعان ببعض الخرائط العربية القديمة لعبور المحيط الاطلسي و الوصول الى امريكا فقبل ابحار كولمبوس بنحو بسبعة اشهر أي في 2 كانون الثاني / يناير عام 1492 سقطت غرناطة اخر المدن العربية الاسلامية في الاندلس وسقطت بأيدي الاسبان معها الكثير من المخطوطات والكتب العربية التي احتوت على مواضيع في مختلف مجالات العلوم. "
بالطبع هذه الحكايات رغم أنها حكايات إلا أنها تؤكد معرفة العرب بالأمريكتين معرفة دقيقة ولكن يظل هناك الجانب الخفى من التاريخ وهو حرق الكتب واتلافها وعمل بدائل مزورة لها لكى ينسب الفضل لمن لا فضل له
وتحدث عن أرض الخمور وهى جنة الفايكنغ فقال :
"أرض الخمور .. جنة الفايكنغ المفقودة
صورة خارطة العالم الجغرافي العربي الادريسي أثارت لقرون طويلة ذهول العلماء حول مدى دقتها و قربها من الخرائط الحقيقية التي التقطت صورها الاقمار الصناعية من الفضاء "
وتحدث عن الفايكنغ فقال :
"الفايكنغ هم قبائل بربرية عاشت في شمال أوربا و تركز وجودهم في ما يعرف اليوم بالدول الاسكندينافية وقد اشتهروا بمراكبهم البحرية الطويلة وبمقاتليهم الاشداء الذين بثوا الرعب و الخراب في ارجاء اوربا منذ مطلع القرن التاسع للميلاد و كلمة فايكنغ (Viking) تعني " القرصان" في بعض اللغات الاوربية فقد كانوا بحارة ماهرين جابت سفنهم البحار و المحيطات من اجل المتاجرة مع مختلف الامم الشعوب فوصلوا حتى البحر المتوسط وشمال افريقيا و كانوا يتاجرون بالبضائع والعبيد و قد عرفهم العرب و اسموهم بـ (الرس) و كتب عنهم ابن فضلان في رحلته الشهيرة الى بلاد الصقالبة حيث ارسله الخليفة العباسي المقتدر بالله في بعثة دينية الى ملك البلغار ويعد كتاب ابن فضلان واحدا من افضل المصادر التاريخية الذي يعتمدها الباحثون الاوربيون عن الفايكنغ وشعوب شمال اوربا و كذلك كتب عنهم الرحالة و الجغرافي الفارسي ابن رسته في القرن العاشر للميلاد. والفايكنغ هم اول من اكتشف البحار الشمالية و قد شيدوا مستعمراتهم في ايسلندا وجرينلاند منذ مطلع القرن العاشر للميلاد و رغم ان الفايكنغ لم يتركوا أي كتب او وثائق تؤرخ لرحلاتهم الاستكشافية تلك الا ان بعض المؤرخين الاوربيين كتبوا عن تلك الرحلات وعن الصدفة التي كانت وراء اغلب هذه الاكتشافات حيث جنحت بعض السفن عن مسارها بسبب العواصف لتجد نفسها بعد عدة ايام أمام شواطيء جديدة فنزلوا اليها وأقاموا مستعمراتهم فيها بالتدريج وقد ثبت لعلماء الاثار والتاريخ صحت ما ذكره المؤرخون حيث تم اكتشاف بقايا مستعمرات الفايكنغ في تلك الاصقاع الا ان العلماء لم يستطيعوا معرفة وتحديد منطقة اخرى سمتها الوثائق القديمة بفينلاند (Vinland) او (Wine land) و معناها ارض الخمور حيث ذكرت المخطوطات القديمة ان شجيرات العنب كانت تنمو من تلقاء نفسها في تلك الارض الخصبة فيصنع منها افضل انواع الخمور وأجودها و حول اكتشافها روت احدى الوثائق (Saga of the Greenlanders) بأن احد رجال الفايكنغ كان مبحرا من ايسلندا الى جرينلاند لزيارة والده فداهمت سفينته عاصفة هوجاء قذفت بها بعيدا عن مسار الرحلة و بعد عدة ايام وجد الفايكنغ انفسهم امام ارض جديدة مغطاة بالغابات الكثيفة الخضراء لكنهم لم ينزلوا الى الشاطئ لأنهم كانوا على عجلة من امرهم للعودة الى جرينلاند قبل حلول فصل الشتاء الا ان قصتهم هذه اثارت فضول الناس وجعلت الكثيرون يتشوقون للوصول الى تلك الأراضي الخضراء خاصة وأن جرينلاند كانت تقريبا أرض جرداء يصعب الحصول على الخشب فيها لذلك قام احد البحارة المغامرين و اسمه ليف اريكسون (Leif Ericson) بالابحار للبحث عن تلك الأرض الجديدة في حدود عام 1003 للميلاد وقد وصلها فعلا وأقام فيها مستعمرة صغيرة وحاول اقناع المزيد من الفايكنغ للقدوم اليها لكن محاولاته باءت بالفشل ولم تدم المستعمرة سوى لسنوات قليلة وذلك لأسباب عدة منها بعد المستعمرة عن المركز الرئيسي للفايكنغ في جرينلاند وكذلك قلة عدد النساء في المستعمرة حيث نشب نزاع بين الرجال حولهن وايضا بسبب هجمات سكان الارض الاصليين من الهنود الحمر والذين اسماهم الفايكنغ (Skr و ling) أي البرابرة لذلك سرعان ما هجر الفايكنغ المستعمرة وعادوا ادراجهم الى جرينلاند."
والكلام السابق والآتى يدل على ان الفايكنغ وصلوا لأمريكا الشمالية ولم يعمروا فيها طويلا والكلام التالى هو :
"لسنوات طويلة كان الباحثون يظنون ان فينلاند هي مجرد اسطورة وقصة خيالية من العصور الوسطى لكن في عام 1960 تمكن علماء الاثار من اكتشاف بقايا مستعمرة للفايكنغ في جزيرة نيوفاوندلاند الكندية (Newfoundland) وهذه المستعمرة تتكون من عدة اكواخ صغيرة استخرج العلماء منها مئات القطع الاثرية التي تدل بشكل قاطع على ان ساكنوا هذه الاكواخ كانوا من الفايكنغ وقد ادرجت اليونسكو المستعمرة المسماة (L'Anse aux Meadows) كجزء من التراث العالمي وحولتها السلطات الكندية الى متحف بعد ان اعادت ترميم الاكواخ و تأثيثها.
و رغم اكتشاف هذه المستعمرة الا البعض يعتقد انها لم تكن سوى مخيم مؤقت وان المستعمرة الحقيقية تقع الى الجنوب من الجزيرة بل ان البعض يذهب ابعد من ذلك و يدعي بأنها كانت تقع على سواحل الولايات المتحدة الامريكية وأيا كان موقع فينلاند الحقيقية فأن المستعمرة المكتشفة في شمال جزيرة نيوفاوندلاند تؤكد بما لا يقبل الشك ان الفايكنغ قد سبقوا كريستوفر كولمبوس والاسبان بقرابة الخمسمائة عام في اكتشاف القارة الامريكية و يبدو ان السبب الرئيسي لفشل الفايكنغ في الاستيطان والبقاء في امريكا يعود الى الاحتكاك مع سكان القارة الاصليين أي الهنود الحمر حيث ان الفايكنغ لم يكونوا يملكون في ذلك الزمان الاسلحة النارية التي مكنت الاسبان فيما بعد من هزيمة الهنود الحمر و استعمار القارة."
والمستخلص من المقال هو :
أن أمريكا اكتشفت قبل اكتشافها من قبل العرب ومن قبل الفايكنغ وحتى من قبل أهل منغوليا
بالطبع كلمة اكتشفت فى كلامى لا تعنى أنها كانت مجهولة وإنما تعنى أنهم سافروا لها كما يسافر الناس لأى بلد
الجهل بجغرافية منطقة هو ناتج من جهل أهل بلد ما بالعلم وليس ناتج من أن البلد لم تكن معروفة عند غيرهم