رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,709
- الإقامة
- مصر
نظرات فى كتاب محنة ثقافة مزورة
الكاتب الصادق النيهوم وهو صحفى ليبى عاش معظم حياته خارج ليبيا وقد بدأت وانتهت خلال القرن الماضى وطبقا لهذا الكتاب يعتبر واحدا من أوائل المفكرين الذين اعتمدوا القرآن كأساس وحيد للحياة ولذا فمعظم ما يقوله يعتبر خروجا بارزا على مقولات الثقافة المزورة التى نعيشها حاليا
بدأ الكتاب بمقال لماذا؟
وهو يلفت نظرنا لآثار انتصار الرأسمالية الغربية على كل ما عداها فى عصرنا فيقول أن آثارها ظاهرة فى أسماء القارات والبلاد كأمريكا نسبة لأمريجو فيسوبوتشى الإيطالى وكولومبيا نسبة إلى كريسوفر كولمبوس والفيلبيبن نسبة لفيليب ملك اسبانيا وحتى فى تسمية البلاد الأصلية حرفوها عن معناها فى اللغات الأصلية مثل كوبا التى تعنى بيت الله فى لغات الكاريبى وحتى أثارهم ظاهرة فى تسمية الشعوب بشتائم كالاسكيمو التى تعنى أكلة اللحم النىء وتسمية حيوان باسم اللاما وهى كلمة تعنى فى لغة البلاد الأصلية ما اسمه
والصادق يقول ان الحروب الصليبية بدأت قبل الموعد المعروف بسنوات وهى وجهة نظر خاطئة فالحروب الصليبية لم تنقطع بين المسلمين والنصارى منذ حرب الروم التى ذكرها الله فى سورة الروم صحيح أنها كانت تتوقف عدة سنوات ولكن فى سنوات التوقف كانت الاعدادات لحروب جديدة تجرى على قدم وساق
وهو يقول أن الرأسمالية الغربية انتصرت وهى من رسمت خريطة العالم الحالية بسبب وحشيتها حيث أبادت معظم الشعوب الأصلية بالملايين التى تجاوزت الخمسين فى ثلاث قارات وهى التى اختطفت ملايين العبيد وهى التى أقامت الولايات المتحدة
وكانت النتيجة أن الفوائد صبت كلها فى صالح أولئك المتوحشين من حيث زيادة متوسط أعمار الشعوب وزيادة ثروات تلك الشعوب زيادة كبيرة وتحكمها فى الصناعة والتجارة العالمية
فى المقال التالى السايس والحصان يتعرض النيهوم لما أحدثه الكفار الذين حكمونا من قرون وما زالوا يحكموننا تحت اسم الملوك والرؤساء وكلهم فى النهاية عسكر وهو أنهم استبدلوا تسميات أحكام الشريعة بأسماء كافرة وهو يقول:
"والفرق الظاهر بين كل واحدة وأخرى أن إحداها ترجمة لمصطلح إدارى ليست له شريعة فى واقع العرب والأخرى هى المصطلح الإدارة نفسه كما يعرفه العرب فى صياغته الشرعية "ص19
ويضرب لنا أمثلة بكلمة العسكرى التى تعنى رجل يحمل بندقية وكلمة المجاهد التى تحدد لمن يوجه إليه سلاح المسلم ولماذا ومثلا كلمة البنك اى المصرف التى تعنى مكان النقود بينما بيت مال المسلمين يعنى أن المال مال المسلمين جميعا ينتفعون به بالعدل الذى حدده الله
الرجل بين أن استبدال الحكام لمصطلحات الإسلام بمصطلحات أخرى هو انهاء تام لدور الإسلام فى الحياة والسبب أن الإسلام لا يأتى على هوى السياسيين لأنه لا يحابى ولا ينحاز لأحد ومن ثم وجب القضاء عليه و كلامه صحيح لا غبار عليه وأما قوله :
" لهذا السبب تختلف اللغة العربية عن كل لغة سواها فى الشرق والغرب وفى جميع العصور لأنها ليست وسيلة للتعبير فقط بل وسيلة للتفاهم أولا على معنى كل مواطن ونوع نظام الحكم وطريقة سير الإدارة فى مصطلحات محددة من أهواء المؤسسات مألوفة على ألسنة الناس حية شرعية متفق عليها بالإجماع"ص22
وبالقطع كل اللغات سواء ولكن استعمال القوم اللغة العربية هو من جعلها تكون هى لغة الاصطلاحات الإسلامية نتيجة كثرة الكتب التى تم تأليفها بها فى الإسلام
ويعاود الرجل ضرب الأمثلة عن تبديل الإدارات السياسية مصطلحات الإسلام بتعبيرات مغايرة كالديمقراطية بديلا للشورى والحرية بديلا عن العبودية لله وكلمات الآذان التى تعلن سيطرة الله وحده على كل شىء استبدلت بالله الوطن الشعب أو الله الوطن الملك ويقول الرجل أن من سوء حظ الحكام وهو يصفهم باللصوص أن اللغة ارتبطت بالإسلام ارتباطا وثيقا لا يمكن لهم ابادته بأى صورة فيقول:
"وهى مشكلة تشبه أن يضطر لص سيىء الحظ إلى ان يسرق ناقوسا فلغة القرآن لغة لإدارة إسلامية ضائعة سرقتها الإدارة السياسية منذ عهد معاوية لكنها لم تعرف أبدا أين تخفيها لأنها تعيش حية فى لغة الناس"ص25
وتحت عنوان هوامش يتناول الصادق مقولة البنك فيقول :
" كلمة بنك مشتقة bancum بمعنى المنضدة الطويلة التى يجلس وراءها رجل يدعى bancherius مهمته أن يحفظ الودائع ويقدم القروض"ص27
ويقول أن الدول تختلف فى صيغة البنوك ولكنها تتفق على ثلاثة مبادىء أساسية هى:
1-البنك الرأسمالى لا وطن له يعمل فى الداخل والخارج ويقبل من أى فرد المال وهو لا يتبع الإدارة السياسية
2- البنك يستثمر أمواله للربح من المشروعات ولا يمول مشروعات
3- البنك مؤسسة تجارية فى نظام قائم على سلطة التجار وهى نظام رأسمالى
والرجل يقول أن مقولة البنوك ليست وسيلة مناسبة لبلادنا بل هى وسوسة شيطانية والحكام الذين نقلوها لبلادنا من بلاد الرٍأسمالية فشلوا فى فهمهما وبدلا من أن تكون مؤسسات ربحية حولوها لمؤسسات سياسية ولذا تعانى معظم أو كل البنوك فى بلادنا من أوامر السياسيين الذين يسرقون من خلالها أموال الشعوب بشتى الوسائل
وفى بقية المقال أعاد الرجل فكرة استبدال كلمات الشرع بكلمات من شرائع كافرة فرئيس عند الغربيين تعنى مدير لمجلس مؤسسة يديرها بالتشاور مع أعضاء المجلس بينما العسكر حولوها عندنا لمعنى كلمة ملك مستبد لا يشاور أحد
وكلمة انتخابات تعنى عند الغرب صراع بين الخصوم لتنفيذ خطة معينة بينما عندنا نقلوها لتكون فاز الرئيس أو حزب الرئيس بالسلطة دون أن يكون لهم منافس أى خصم لأنهم يحرمون الخصوم بالدستور الذى ينص على حزب واحد أو على تقسيم الحزب الواحد إلى عدة أحزاب تقسم المقاعد عليها
ويفرق بين كلمة رقيق التى تعنى استعباد الفرد وبين كلمة عبد التى تدل على عبودية الله وحده
وأما مقال الجامع ليس هو المسجد فيقول فيه:
" بل جهاز إدارى مسئول عن تسيير الإدارة جماعيا بموجب مبدأين اساسيين فى جوهر العقيدة الإسلامية نفسها
المبدأ الأول إن الإسلام لا يعترف بشرعية الوساطة فى أحد يشفع لأحد ولا أحد ينوب عن أحد أو يتولى تمثيله فى حزب أو مؤسسة وهو تشريع تفسيره فى لغة الإدارة أن يصبح كل مواطن مسئولا شخصيا عما تفعله أجهزة الإدارة
المبدأ الثانى أن الإسلام لا يبطل بقية الأديان بل يحتويها ويلتزم بالتعايش الإيجابى معها مما يتطلب جهازا إداريا قادرا على جمع طوائف مختلفة وأجناس مختلفة تحت إدارة جماعية واحدة"ص36
الرجل فى المقال حاول إيصالنا لفكرة صحيحة ولكنه تخبط فى سبيل إيصالها لنا فهو يرى أن الجامع وصلاة الجمعة فى يوم الجمعة هو تشريع الغرض منه اجتماع كل أفراد الشعب بداية من اصحاب المناصب وحتى كل الموظفين والعمال وغيرهم ليتناقشوا فيما يهم المجتمع ككل وكل واحد رأيه كالأخر وما قاله عن كون الإدارة جماعية فى الإسلام صحيح كما أن احتواء الإسلام للأديان حتى يتعايش الذميون أى المعاهدون سلميا مع المسلمين صحيح
الصلاة ليس الغرض منها التشاور ولا الحوار وإنما كما قال تعالى " فاسعوا إلى ذكر الله " أى معرفة أحكام الله من خلال ترديد بعض آيات القرآن
وبين الرجل فى المقال أن " الشرعية فى الإسلام ليس مصدرها أن يكون الحاكم مسلما بل مصدرها أن يكون المسلمون مسئولين مباشرة عن تطبيق الشرع"ص 41
فى المقال التالى عن الربا قال أن الإسلام حرم الربا وأن الرأسمالية تربح بطريقتين ألأولى استخدام المال فى الإنتاج الحلال وهو ما أباحه الله والثانية استغلال المال فى الربح من خلال استغلال الناس ومن ضمن ذلك الربا وبين أن ما يسمى البنوك لا يمكن أن تكون من الإسلام حتى لو سميناها إسلامية لأنه الإسلام ليس فيه بنوك كما بين أن النظام القضائى السياسى يعاقب الأفراد الجائعين ولا يعاقب اللصوص الحقيقيين وهم الحكام ومن معهم الذين تتكدس الثروات عندهم بينما من يقطعون ايديهم لا يجدون طعاما ولا كساء ولا بيتا
والصادق يصر على كلام غريب هو من الأخطاء وهو :
أن الإسلام ليس دينا فـ" كلمة إسلام فى القرآن لا تشير إلى دين واحد بل إلى جميع الأديان منذ مولدها فى فجر الحضارة "ص44
ويصر على ذلك قائلا" فالإسلام ليس دينا إضافيا بل نظام إدارى موجه لاحتواء الأديان فى دولة غير دينية "ص45
وهو ما يناقض قوله تعالى "إن الدين عند الله الإسلام " وهو ربما أخطأ التعبير فدين الله واحد عبر العصور ولكن الرسالات متعددة والفوارق بينها قليلة جدا فى عدد من الأحكام
وأما القول بأن الدولة فى الإسلام غير دينية فخبل أخر فإذا كان الدين الإسلام فمعنى دولة دينية هو دولة إسلامية
ويخطىء الصادق فى قوله " تقوم على استفتاء المواطنين بشأن جميع القوانين والقرارات العامة لكى تضمن الأغلبية فى الإشراف على أداة الحكم وقد اتفقت جميع نظريات الحكم فى الإسلام على أن الأمة مصدر السلطات" ص45
فالله لا يستفتى أحد فى القوانين وهى الأحكام كما قال تعالى "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"
كما أن الأمة ليست مصدر السلطات وإنما هو مصدر السلطات كما قال تعالى " إن الحكم إلا لله "
ربما أخطأ الرجل التعبير فالشورى قائمة على الخيارات فى اختيار أصحاب المناصب وعلى اختيار المشروعات من بين خيارات مباحة وعلى أمور عدة جعل الله حكمه فيها تخيير المسلم فى أمور فمثلا الفتاة غير المتزوجة أعطاها حق اختيار الزوج من بين أفراد كثر ومثلا الأبوين أعطاهما حق اختيار اسم الطفل من ألاف الخيارات المباحة فالشورى فيها شورى عامة وهى خاصة باختيار أصحاب المناصب وفيها شورى خاصة حسب الموضوع المطروح
وفى مقال أين ذهب الجامع ؟ أثار الصادق قضية أن الجندية هى نظام كافر استحدثته أنظمة كافرة وهى قائمة على أساس أنه أجير يعمل مقابل أجر دنيوى معلوم مقابل يمين ولاء للسلطة وليس للشعب وهو ينفذ أوامر الحاكم بينما المجاهد لا يعمل مقابل أجر دنيوى وإنما يعمل لنصر دين الله وهو سبيل الله
وهو يثير قضية لا أصل لها وهو أن جيش المجاهدين هو جيش مؤقت يحل عند انتهاء المعركة بانتصاره لكونه من المتطوعين وهو فهم خاطىء لأن الله طالب بوجود جيش ثابت فقال " انفروا ثبات أو انفروا جميعا" وطالب برصد الكفار قبل الحرب فقال " واقعدوا لهم كل مرصد" والرصد وهو الحراسة تتطلب جنود مستمرين
والرجل فى مقالات الكتاب يركز على كون معاوية هو أس الفساد الذى جعل دولة المسلمين العادلة تختفى من الوجود وهو فى هذا المقال يقول أنه أعد جيشا ثابتا لنفسه حتى يقدر على الاستيلاء على السلطة مستقبلا عندما يرى المناخ مواتيا بينما كل جيوش المسلمين كانت جيوشا مؤقتة تحل بمجرد انتهاء المعركة بانتصارهم ثم يعاد تشكيلها عندما تستدعى الظروف تشكيل الجيش مرة أخرى من المتطوعين
فى المقال التالى تناول العلاقة بين الجندية والاقطاع فبين أن الحكام ولا أدرى لماذا يخص الرومان بابتداع الأنظمة الفاسدة وحدهم مع أن الأنظمة فى دول العالم الكافرة تتشابه وتختلف
الاقطاع هو الذى يمول الجنود اى الجيش المستديم وهى مقولة يقول أن الرومان ابتدعوها وهى عمل قواعد عسكرية فى البلاد المحتلة وهذه القواعد مرتبطة بأمور كثيرة من المرشدين والجواسيس والمخبرين وشرطة من اهل البلد يقبضون بسخاء من المحتل وطرق ... وذلك لاحباط أى ثورة أو تمرد وفى العصر الذى يسمى الحديث خطأ يقول الرجل أن نتيجة المقاومة والثورات تخلى المحتلون عن القواعد الأرضية وأصبحت حاملات الطائرات والفرقاطات البحرية هى القواعد الجديدة تستخدم للتهديد والوعيد والاستخدام الفعلى
وهى وجهة نظر خاطئة فما زالت القواعد الأرضية موجودة فى الكثير من البلاد تحت مسمى الحماية وما زالت الدول الكبرى تفتعل الحروب لكى توجد سبب لوجود قواعد أرضية فى البلاد التى تهدمها بافتعال حروب أهلية أو حروب بين الجيران بحجة حمايتها من الأعداء نظرة واحدة على الحروب الحالية فى بلادنا تثبت ذلك فالقواعد الروسية والأمريكية فى سوريا والقواعد الأمريكية فى العراق وأفغانستان وليبيا كل يريد عمل قواعد فيها حاليا بالإضافة لوجود معاهدات منذ قرون بين الدول الكبرى ودول مثل دول الخليج تحتم وجود قواعد عسكرية كانت بريطانية ثم تحولت لأمريكية ودول مثل باكستان وتركيا فيها قواعد أمريكية وأوربية الأولى بزعم المشاركة فى حرب الإرهاب والثانية بحجة وجودها فى حلف الناتو
المسألة تعدت حكاية القواعد منذ قرون إلى وضع العملاء كملوك أو رؤساء فى البلاد المتخلفة خاصة فى منطقتنا فلا يوجد حاكم إلا وهو عميل أو أسرته كافرة منذ قرون وهى يتسمون بأسماء المسلمين ويحكمونهم بحكم كافر ومن يراجع أسماء الدول فى القرون القليلة الماضية يجد أن حكامنا كلهم ليس لهم اصول فهم مخطوفون كعبيد وفى الحقيقة هم أبناء الحكام الكفار تم وضعهم فى تلك البلاد التى حكمها المماليك والبايات والدايات والباشوات... لكى تظل تلك البلاد تحت السيطرة
والصادق آتانا فى مقاله بمقولة أن الحكم فى بلاد المسلمين هو حكم جماعى وليس فردى لأنه لا يوجد فى القرآن مفرد لكلمة أولى الأمر وهو بالفعل حكم جماعى كما قال تعالى "وأمرهم شورى بينهم"
وفى مقال أين ذهب يوم الجمعة بين الرجل لأن هناك فارق بين الدين والسياسة فالدين يخاطب الناس بينما السياسة تخاطب مؤسسات والدين يدافع عن الضعاف فى الأرض بينما السياسة تعمل على جلب المنافع للسياسيين وحدهم
ثم بين أن الجامع الذى كان يدير الأمة أصبح مجرد مكان للصلاة فقط ويوم الجمعة الذى كان يوما لإدارة المسلمين معا للبلد أصيح يوم عطلة أى إجازة وهذا التحول حدث كما يقول باستيلاء معاوية على الحكم ومن يومها والدولة تحكم بحكم دنيوى لصالح فريق معين وإن سموها باسم الإسلام
وبين الصادق ان الحكام حولوا الجهاد من الدفاع عن حقوق الضعفاء إلى هدف ليس من الإسلام وهو نشر الإسلام بقوة السلاح والإسلام لا يكون بفرضه بالقوة وإنما عملية اقتناع كما قال تعالى " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
وكل هذا حدث بفضل تحالف آثم بين الحكام والفقهاء الذين جعلوا المسلم الضعيف كافرا إذا تمرد على الحكام وطالب بحقوقه التى نهبوها باسم مميزات القادة والرؤساء والجند وفى عصرنا سموه إرهابيا بينما الكافر الحقيقى هو الحاكم ومعه الفقيه الذى شجعه على الاستيلاء على أموال الشعب وقسمها بين الآثمة وحرم من معظمها معظم الشعب
التحالف الآثم هو الذى أبقى الإماء والجوارى والعبيد والمخصيين رغم أن الإسلام قضى على كل ذلك والتحالف الآثم غير أسماء هؤلاء حاليا إلى الفنانين والفنانات والراقصين والراقصات واللاعبون واللاعبات...
التحالف الآثم هو الذى عمل على شيوع الخرافات مثل ساعة الاستجابة فى يوم الجمعة حتى يعطل الناس عن العمل انتظارا للساعة التى لا تأتى دوما إلا للحكام بينما لا تأتى تلك الساعة للشعب أبدا ومن ثم يقول الصادق ان كل الأحاديث الخاصة بساعة الاستجابة فى يوم الجمعة هى أحاديث وضعها الفقهاء لخدمة الحكام
وفى المقال التالى ناقش كيف أن التحالف الآثم زاد من معاناة الناس خاصة المراهقين فالفقهاء فى التحالف القديم حلوا مشكلة المراهقين بالزواج المبكر ولكن التحالف الآثم الجديد جعل المراهقين يعانون من خلال زيادة سنوات التعليم والتجنيد الاجبارى وتأجيل توظيف الخريجين فأصبح الشباب يتزوجون فى أواخر العقد الثالث وحاليا أصبحوا يتزوجون فى العقد الثالث لأن التحالف الآثم منع التعيين فى الوظائف ويعمل على إلغاء الوظائف الحكومية تدريجيا والسبب هو المساعدة على ارتكاب الزنى والموبقات الأخرى وأيضا القضاء على الصحة من خلال الممارسات المحرمة والفقهاء عملوا على اشاعة مفهوم العورة الذى يسميه الصادق معاداة الجسد حتى يزداد الشباب كبتا او فجورا
وبين الصادق استخدام ألأنظمة للبرامج التلفازية الدينية وبين أن الغرض منها ليس تعليم الناس الإسلام ولكن الغرض منها هو الربح وبث دين مسالم للحكام من خلال تدريب أفراد من قبل أجهزة المخابرات والأمن للقيام بدور الفقهاء
وربما لو عاش الصادق حتى الآن لاكتشف مصائب كبرى فمثلا تبين أن أجهزة الإعلام الإذاعية والتلفازية معظم من يعملون فيها هم ضباط جيش أو شرطة أو متزوجات من ضباط أو اولاد ضباط او بناتهم وهم منتشرون فى كافة البرامج بأنواعها المختلفة ولاكتشف أن اشهر علماء وفقهاء العصر كانوا أفرادا اخترقت بهم المخابرات وأجهزة الأمن ما يسمى بالجماعات فلما أدوا دورهم كافئتهم الحكومات بتعيينهم وزراء للأوقاف وبإنشاء جماعات مناوئة للجماعات الأصلية وبجعلهم الدعاة الرسميين التى تذاع دروسهم فى التلفاز والإذاعة باستمرار حتى بعد موتهم ولاكتشف حاليا أن تلك الأجهزة قامت بتدريب جماعة جديدة من الدعاة حليقى الذقن يقومون بتعليم إسلام جديد لا يتحدث سوى عن الصلاة والزكاة والحج والصوم والأخلاق وأما الاقتصاد والسياسة ومصائب الحكام فلا يتناولوها وهؤلاء الدعاة يقومون بتشويه الإسلام بأمر تلك الأجهزة فأحدهم قرر فجأة أن يتزوج عارية كاسية تخرج وتمثل والأخر تزوج ممثلة ارتدت الحجاب ثم خلعت الحجاب وأطلقت الاشاعات عن سوء أخلاقه وحكاية الحجاب والتعرى اتضح أنها تتم هى الأخرى من جانب الإماء الجدد بأمر تلك الأجهزة لإحداث بلبلة فى المجتمع لشغل الناس عن الحكام
وقد اخطأ الصادق فى قوله " والواقع أن أحد هذه الأناجيل وهو إنجيل لوقا يروى قصة المسيح حرفيا كما رواها القرآن حرفيا "ص73
فالعهد الجديد كتبه أسفار وليست إنجيل وسفر لوقا يختلف اختلافا كبيرا فى الحكاية التى يرويها عن قصة القرآن عن المسيح(ص) ويكفى مثلا أنه يذكر سلسلة نسب المسيح(ص)فينسبه إلى رجل ولا يسميه عيسى بن مريم(ص) وإنما يسوع بن يوسف النجار كما أن به معجزات لم تذكر فى القرآن للمسيح(ص) مثل شفاء المشلولين والخرس ومثل تأكيل آلاف الناس من عدة أرغفة وسمكات
وناقش الصادق أمرا محمودا له وهو تحريمه الآذان بمكبرات الصوت لكونها إزعاج وأضرار للناس
كما ناقش أن الماوردى صاغ نظرية الخلافة القرشية فى القرن العاشر بناء على قراءة تاريخ الأمويين والعباسيين وهو ما استغله المحتلون فى القرن الماضى حيث بعثوا النظرية من جديد فنصبوا فؤاد الأول وفيصل بن الحسين ملوكا لكى يناوئوا الخلافة العثمانية للقضاء عليها وهى مقولة ليست سليمة لكون فؤاد من ذرية الألبان
وفى مقال الكلمة الساكتة أشار إلى أن كلمة السلام أو السلام عليكم لا تعنى مجرد التحية أو كلمة مكونة من حروف وإنما هى نظام قائم على الأمن فى الطعام والشراب والمسكن وكل شىء فى الحياة وكذلك كلمة المسلم تعنى انه سالم من كل أذى وهو مانع للأذى عن كل مخلوق وأعاد الصادق ذكر أمثلة من الكلمات ذكرها سابقا كالديمقراطية والوطن
وفى هذا المقال يقول أن التحالف الآثم أعاد للوجود لغة السحرة والكهنة من خلال بث مقولات واشاعاتها مثل أن الراعى سيحاسب على اعماله الظالمة والرعية لن تحاسب على عدم تمردها ومقاومتها لذلك الظلم وهو ما يناقض أن المسئولية فردية فى الإسلام وسبب دخول المظلومين النار هو كما قالوا " إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا" ومن خلال بث نظرية الشفاعة التى تجعلهم يرتكبون الجرائم التى سيشفع فيها النبى (ص) والشفعاء وهو كلام ينفى المسئولية ويدخل الكافر الجنة فالشفاعة هى شهادة حق لا تدخل عاصى الجنة ولا تدخل مطيع النار فالحكم حكم الله لا يتغير بشهادة نبى أو ملاك أو غيرهم
فى المقال التالى طرح الصادق أن الفقهاء كانوا فقط يعلنون بأحاديثهم الإسلام ولكنهم فى الواقع يمارسون الكفر وهو يضرب أمثلة على ذلك بمعركة بين فقيهين اختلفا فى حكم سؤال فكل منهم احضر أتباعه ودارت معركة بالعصى كما يضرب مثلا بمحاكمة الحلاج الذى يعتبره أنه كان يريد تطبيق الإسلام ولكن خصومه اشاعوا المعروف عنه من التهم لأنه أراد العدل وحكموا عليه
وقد نقل الصادق من كتاب الإشارات الإلهية لأبى حيان التوحيدى فقرات تبين أن الفقهاء يحفظون ألفاظا ولكنهم لا يقيمون الدين فهم يكذبون على الناس فقط
وفى المقال التالى أكثر من حديث وأكثر من سنة تناول الصادق أن ألدولة ألأموية نقلت كل مساوىء الدولة البيزنطية من الحرس الملكى والجيش المرتزق والدواوين وحتى النظام الكنسى جعلوا مكانه الفقهاء والسكن فى القصور والحصون وتكديس الثروة لدى الحاكم وأتباعه وأذكر ذلك رغم أنى لا أومن بوجود معاوية من الأساس لا هو ولا الدولة الأموية أو غيرها من دول مذكورة فى كتب تاريخ المزور
ما قاله هو بعض من الحقيقة ومنها قوله " الخليفة وهو يقصد معاوية كان رجلا سياسيا وليس أحمق مغامر فقد ترك القرآن وشأنه وعمل على إيجاد نص شرعى جديد اسمه الحديث لم يكن الرسول(ص) قد اعتمد الحديث مصدرا للتشريع ولم يجمعه ولم يوص بحفظه وبالتالى لم يكن الحديث محفوظا فى صيغة محددة يصعب تحريفها أو الإضافة إليها ومن هذه الثغرة الطارئة تسلل إلى الإسلام نص شرعى جديد منقول عن رسول الله لكنه ليس هو القرآن "ص92
وبين أن العصور التالية جعلت الفقهاء يضيفون مصادر جديدة للتشريع وهى أقوال الصحابة والتابعين والاجماع والقياس مما ادى إلى وجود الإسلام المزور الذى نعرفه على أنه الإسلام الحقيقى
فى المقال التالى بين الصادق أن لباس الفقهاء الحالى هو لباس أحبار اليهود وهو مأخوذ من قول العهد القديم فى سفر التكوين اصحاح28
وتحدث عن حديث الفرقة الناجية الذى هو احدى المصائب الموجبة لافتراق الأمة
ثم تحدث عن وجوب التفسير الجماعى للقرآن وهو أن قصص القرآن لا تتحدث عن أشخاص بأسماء محددة وإنما تتحدث عن نماذج موجودة فى كل عصر ففرعون هو نموذج لكل حاكم يسكن قصرا ويستخدمه جنده لايذاء الناس ويستخدم السحرة ومكانهم حاليا الفقهاء او تجار الدين لقمع الحق وهو الذى يستعبد الناس وينهب أموالهم ويجعل نفسه إله من خلال التشريعات والقوانين التى يصدرها
وفى مقال ما كسبت أيديكم يبين الرجل أن هارون الرشيد ومن سبقه من خلفاء بنى العباس ساهموا فى إضعاف وأعلام دولتهم من خلال ثلاثة أمور هى 1-توريث حكم الولايات لأسر معينة2- انقسم الحرس الخاص بين أمراء البيت العباسى3- نزاع الأمراء على امتيازات السلطة وهو ما ادى إلى حروب داخلية فى الدولة استمرت حتى نهايتها وكان الدور الأكبر فيها للحرس الذى يعين ويعزل الخلفاء أو يقتلهم
وبين فى نفس المقال كيف تحول كتبة التاريخ إلى أداة فى يد الدولة فالتاريخ هو تاريخ الحكام وليس الشعوب والمنجزات التى يقوم بها علماء العصر تنسب لعصر الحاكم فلان أو علان
وفى المقال التالى تحدث عن كون الشعر العربى وكذلك النثر كان مع الحكام والملوك اى مع السلطة لأن السلطة إما كانت ترشوهم بالمال وإما كانت تقطع رءوسهم إن خرجوا عليها ودعوا للثورة عليها ولذا كان الأشعار لا تخاطب الناس وإنما تخاطب الحكام وهى وجهة نظر ليست صحيحة تماما فكم من الشعراء أو الأدباء عادوا السلطات القائمة كأبى حيان التوحيدى فى كتابه أخلاق الوزيرين أو مثالب الوزيرين
واعتبر الصادق أحمد شوقى أول من خاطب الأمة شعرا وكذلك طه حسين أولا من خاطبها فى رواياته وهو كلام ليس صحيحا تماما فهناك نصوص كثيرة فى الجاهلية وفى الإسلام تخاطب الناس
وتحت عنوان خسرنا المحيط يبين الصادق أن منطقتنا خسرت العالم الجديد لأن أوربا من خلال الأسبان قفلت البحر المتوسط على المسلمين من خلال احتلالها لمدينتى سبتة ومليلة فى المغرب وبذلك تحكمت فى مضيق جبل طارق من الناحيتين وحرمت اسطول المسلمين من الذهاب لبحر الظلمات وهو المحيط وهى وجهة نظر خاطئة بدليل أنه سبق وأن قال أن سلطان مالى أعد أسطولا أرسله للبحر المحيط ولما لم يعد ذهب بأسطول أخر والمغرب ونقشيط والساحل الغربى لأفريقيا كان مسلما وباستطاعته بناء أسطول لعبور المحيط
التاريخ المزور هو من أخبرنا ان المسلمين لم يعرفوا العالم الجديد فقد كان من أملاكهم وفى هذا التاريخ نجد شذرات متفرقة تخبرنا بوجود المساجد فى استراليا قبل وصول الانجليز وكان من استخدمهم الانجليز لارشادهم فى استراليا هم الرحالة والتجار الأفغان الذين كانوا يعرفون طرقها وبلادها كما ان خريطة العالم كلها بما فيها الجديد رسمها قبل ما يسمى بعهد النهضة ورحلة كولمبوس بحار تركى هو الريس بيرى وفى القارتين كان الإسلام منتشرا والمساجد موجودة وكما حدث فى بلاد الغال واسبانيا وإيطاليا وغيرهم تم محو المساجد والمسلمين تماما من البلاد وربما كان انتشار بعض الأسماء العربية مثل عمر فى القارتين دليلا على أن المسلمين الذين تنصروا ظلوا يسمون أبناءهم بتلك الأسماء كدليل على أنهم ينتمون لأسر مسلمة
وفى المقال التالى يقول أن أوربا كانت تنقسم لثلاث ثقافات السلافية واللاتينية والجرمانية ولكن السلافية اختفت وشاعت اللاتينية مرتبطة بالمذهب الكاثوليكى والجرمانية مرتبطة بالمذهب البروتستنانتى وكلاهما ارتبطا بالمستعمرات البيضاء التى تعنى القضاء على الشعوب الأصلية وتأصيل الرأسمالية ويخبرنا الصادق أن تسمية منزل الرئيس بالبيت الأبيض فى الولايات المتحدة هو الدليل على العنصرية التى قامت عليها الدولة ومع هذا ظلوا يخفون هذا الاسم حتى أصبح رسميا فيما بعد ويقول أن اسرائيل هى مستعمرة بيضاء فى منطقتنا ولكنها مختلفة عن تلك المستعمرات التى قضت على الشعوب الأصلية وقامت على معاداة الإسلام وأن الباباوات زكوا نيران الحرب وهى حرب لم تكن حربا بين الدينين ولكنها حرب سياسية تقوم على الاقتصاد وهى تفرقة لا لزوم لها لأن النصرانية ليست نصرانية المسيح (ص) التى هى الإسلام وإنما نصرانية دنيوية تم تحريف أصلها وضرب مثلا بتأثير الباباوات على الترجمة فكلمة الله لم تترجم إلى جود كما ترجمت إلوهيم من اليهودية باعتبار ان الله فى الإسلام ليس هو الله فى النصرانية واليهودية كما أنهم ضموا العهدين معا مع ان اليهود لا يعترفون بالمسيح (ص) وتركوا القرآن مع اعترافه بالمسيح ويعود لخطأ ارتكابه عدة مرات فى الكتاب لقوله أن سفر لوقا هو قصة المسيح(ص) فى القرآن وهو كلام لا يدل على دراسة النصوص فليس مجرد التشابه فى عشرات المواضع مع الاختلاف فى عشرات المواضع الأخرى دليلا على التشابه التام الذى ادعاه الصادق
وفى مقال عالم جحا يبين أنه تم القضاء على نظام الإدارة الجماعية الذى أمر به الإسلام وعدنا لعصور الجاهلية حيث تتحكم صفوة أو طائفة الحكام واتباعهم فى البلاد ومن ثم عجلة الظلم تدور ومن هنا كان اختراع شخصية جحا التى هى عبارة عن النقد الموجع للحكام الكفرة الظلمة الذين يدعون حكما بالإسلام بينما هم يحكمون بالكفر ويذكر الصادق العديد من حكايات جحا التى تنطبق على كل الحكام الكفرة وأتباعهم فجحا هو المسلم الآمر بالمعروف الناهى عن المنكر ولكن ليس بطريق مباشر إنه ينتقد
وفى المقال التالى عاد للكلام عن جحا وعن أنه لم يكن ينتقد الحكام ومن معهم فقط ولكنه انتقد ما اخترعوه للناس من تقسيم الناس لأهل الظاهر وأهل الباطن وحكى العديد من الحكايات الدالة على رفضه لهذا التقسيم الذى حرف معانى الدين
ويتحدث الصادق فى باقى المقال عن اشكالية فى الترجمة بين كلمة المثقف و الثقافة (كلتور)وكلمة انترناشيوناليزم التى تعنى استبعاد الدين وتجعل الرأسمال هو كل شىء
الرجل يقول ان المثقف فى بلادنا هو سائح أوربى فى تراث العرب فهو لا علاقة له بالإسلام فكل ما عليه هو أن ينقل لنا ما يريد الآخرون ويزرعه تنفيذا وعقيدة فى بلادنا وهو بذلك يساعد السلطة على الرأسمالية التى تركز الثروة والسلطة مع طائفة واحدة بدلا من تقسيمها بالعدل بين الكل ويقول أن جيوش الغرب خرجت ولكنها تركت نظامها فى نفوس الحكام ومعهم المثقفين
وفى مقال بين الشورى والديمقراطية يبين الصادق الفارق بينهما من خلال ضربه لمثل هو أن خمسة محتالين لو اتفقوا على بيع القطار للعمدة مع أنهم لا يملكونه فهذه هى الديمقراطية لكونها لا تحمى المغفلين بينما فى الشورى واجبها هو حماية المغفلين وغيرهم وعاد الرجل فى بقية المقال لتكرار مقولات سبق أن قالها وهو يفرق بينهما قائلا ان الديمقراطية فيها أن ينوب احد عن أحد وهو نظام يتيح للنواب أن يأكلوا حقوق الشعب بينما الشورى إدارة جماعية لا يمكن لأحد فيها أن يأخذ حق أحد حيث أن عملية النيابة غير موجودة
وبين فى المقال أن أقوال مثل تحرير المرأة والبحث عن حقوق الأطفال وجامعة الدول والانتخابات الحزبية وإحياء الإسلام المستسلم المقتصر على عدة أمور وغيرها هى كلها تصب فى مصلحة النظام الرأسمالى والذى اتضح أن الشيوعية جزء منه من خلال تركيز السلطة والثروة فى حزب العمال
وفى المقال التالى أكمل كلامه عن أن النظام الرأسمالى لا يحمى المغفلين وضرب مثلا بشراء حى بروكلين كله لخمسة عشر دولار من الهنود الحمر وأن القضية التى رفعها أبناء الهنود ما زالت مستمرة حتى ألان ويدفعون أتعاب المحامين وأخبرنا أن بلادنا إما تدار بطريقة اقطاع وإما بطريقة العسكر ولا فرق بينهم فالكل يبحث عن شىء واحد وهو الثروة وبين أن أغنياء المنطقة ليسوا سوى مجرد تجار فقط وأنهم لا يقيمون صناعة ولا زراعة ولا غيرها وأما الخبراء الاقتصاديين الذين يتعلمون فى الخارج ويعودون لبلادهم فهم يرجعون كى يطبقوا الرأسمالية لصالح الحكام
وفى مقال ثقافة النحل يبين الصادق أن تسميات الثقافة العربية المعاصرة والوطن العربى والتاريخ والمصير المشترك هى تسميات للضحك على الناس فلا توجد ثقافة مشتركة بين العرب ولا يوجد ما يسمى بالوطن العربى وأن من اخترعوها اخترعوها لتفرقة الناس وابعادهم عن الإسلام فبدلا من اخوة الإسلام صار المسلم والنصرانى واليهودى والايزيدى والزاردشتى والصابئى والنصيرى والدرزى وغيرهم اخوة وبدلا من دين واحد أصبحت الأديان كلها صالحة
وفى المقال التالى يفرق الصادق بين الماركسية فى الاتحاد السوقيتى وبين كارل ماركس فالشيوعية عنده ليست ما دعا إليه كارل ماركس وإنما الشيوعية هى الفوضوية وأما كلمة كميون التى تحدث عنها ماركس فهى كلمة تشبه الإدارة الجماعية فى الإسلام ومن ثم فالكتب التى ترجمت وظهرت على إثرها الحركة الشيوعية المعروفة فى بلادنا قامت على خطأ فى الترجمة فماركس ليس شيوعيا
وفى مقال ثقافتان أقل من واحدة ذكر الصادق أن هناك ثقافتان فى بلادنا ثقافة القرآن وهى ثقافة المسلم وثقافة المثقف الذى يحمل اسم مسلم ولكنه ينقل كل شىء عن الغير ومن ثم فالمسلم أصبح لديه ثقافتان كل منهما على نقيض الأخرى فالديمقراطية من الثقافة المعاصرة والشورى من القرآن والدفاع عن الوطن والجهاد ... وهو ما أدى للخبل والجنون الذى نعيش فيه حاليا وهو ما أراده الحكام الذين هم عملاء للرأسماليين فى الخارج
وفى المقال التالى عاد الصادق إلى الحديث عن جنايات المترجمين حيث ترجموا الفوضوى بالشيوعى وترجموا حكم الأغلبية عند ماركس بحكم حزب العمال وترجموا الشعوبية بلفظ القومية نظرا لتاريخها السيىء فى ثقافتنا وهو بذلك يقول أن المترجمين ساهموا فى تجهيل الشعوب
وفى مقال صحافة الرجل الأخرس يتحدث الصادق عن أن الصحافة فى بلادنا هى صحافة ميتة لأنه لا تقدر على نقد الأنظمة الحاكمة لأن مصدر الصحف فى البلاد غالبا ما يكون النظام الحاكم أو أتباعه وعملية الانتشار الصحفى بين بلادنا مشكلة المشاكل لأن كتابة خبر عن بلد من بلادنا فى جريدة يجعلها تمنع من البيع فى تلك البلد وهو يقول ان الصحافة قامت على أساس الرأسمالية ومن ثم فى بلاد الرأسمالية تستطيع أن تنشر وتنتقد الحكام وغيرهم ويكمل الرجل فى المقال التالى مشاكل الصحافة والفارق بينها وبين الصحافة فى بلادنا
وفى مقال صوت الناس يفرق الصادق بين العيد الإسلامى حيث يلبس الناس الثياب الجديدة ويهنئون بعضهم ويتزاورون ويأكلون وبين أعياد الدولة الميتة كاليوم الوطنى وعيد ثورة كذا أو يوم جلوس الملك على العرش التى لا يهنىء فيها الناس بعضهم ولا يتزاورون ولا يأكلون وهو يعتبر أن هذه الأعياد هى بقايا اإدارة الجماعية التى طمس الحكام معظمها من حياة الناس
الكاتب الصادق النيهوم وهو صحفى ليبى عاش معظم حياته خارج ليبيا وقد بدأت وانتهت خلال القرن الماضى وطبقا لهذا الكتاب يعتبر واحدا من أوائل المفكرين الذين اعتمدوا القرآن كأساس وحيد للحياة ولذا فمعظم ما يقوله يعتبر خروجا بارزا على مقولات الثقافة المزورة التى نعيشها حاليا
بدأ الكتاب بمقال لماذا؟
وهو يلفت نظرنا لآثار انتصار الرأسمالية الغربية على كل ما عداها فى عصرنا فيقول أن آثارها ظاهرة فى أسماء القارات والبلاد كأمريكا نسبة لأمريجو فيسوبوتشى الإيطالى وكولومبيا نسبة إلى كريسوفر كولمبوس والفيلبيبن نسبة لفيليب ملك اسبانيا وحتى فى تسمية البلاد الأصلية حرفوها عن معناها فى اللغات الأصلية مثل كوبا التى تعنى بيت الله فى لغات الكاريبى وحتى أثارهم ظاهرة فى تسمية الشعوب بشتائم كالاسكيمو التى تعنى أكلة اللحم النىء وتسمية حيوان باسم اللاما وهى كلمة تعنى فى لغة البلاد الأصلية ما اسمه
والصادق يقول ان الحروب الصليبية بدأت قبل الموعد المعروف بسنوات وهى وجهة نظر خاطئة فالحروب الصليبية لم تنقطع بين المسلمين والنصارى منذ حرب الروم التى ذكرها الله فى سورة الروم صحيح أنها كانت تتوقف عدة سنوات ولكن فى سنوات التوقف كانت الاعدادات لحروب جديدة تجرى على قدم وساق
وهو يقول أن الرأسمالية الغربية انتصرت وهى من رسمت خريطة العالم الحالية بسبب وحشيتها حيث أبادت معظم الشعوب الأصلية بالملايين التى تجاوزت الخمسين فى ثلاث قارات وهى التى اختطفت ملايين العبيد وهى التى أقامت الولايات المتحدة
وكانت النتيجة أن الفوائد صبت كلها فى صالح أولئك المتوحشين من حيث زيادة متوسط أعمار الشعوب وزيادة ثروات تلك الشعوب زيادة كبيرة وتحكمها فى الصناعة والتجارة العالمية
فى المقال التالى السايس والحصان يتعرض النيهوم لما أحدثه الكفار الذين حكمونا من قرون وما زالوا يحكموننا تحت اسم الملوك والرؤساء وكلهم فى النهاية عسكر وهو أنهم استبدلوا تسميات أحكام الشريعة بأسماء كافرة وهو يقول:
"والفرق الظاهر بين كل واحدة وأخرى أن إحداها ترجمة لمصطلح إدارى ليست له شريعة فى واقع العرب والأخرى هى المصطلح الإدارة نفسه كما يعرفه العرب فى صياغته الشرعية "ص19
ويضرب لنا أمثلة بكلمة العسكرى التى تعنى رجل يحمل بندقية وكلمة المجاهد التى تحدد لمن يوجه إليه سلاح المسلم ولماذا ومثلا كلمة البنك اى المصرف التى تعنى مكان النقود بينما بيت مال المسلمين يعنى أن المال مال المسلمين جميعا ينتفعون به بالعدل الذى حدده الله
الرجل بين أن استبدال الحكام لمصطلحات الإسلام بمصطلحات أخرى هو انهاء تام لدور الإسلام فى الحياة والسبب أن الإسلام لا يأتى على هوى السياسيين لأنه لا يحابى ولا ينحاز لأحد ومن ثم وجب القضاء عليه و كلامه صحيح لا غبار عليه وأما قوله :
" لهذا السبب تختلف اللغة العربية عن كل لغة سواها فى الشرق والغرب وفى جميع العصور لأنها ليست وسيلة للتعبير فقط بل وسيلة للتفاهم أولا على معنى كل مواطن ونوع نظام الحكم وطريقة سير الإدارة فى مصطلحات محددة من أهواء المؤسسات مألوفة على ألسنة الناس حية شرعية متفق عليها بالإجماع"ص22
وبالقطع كل اللغات سواء ولكن استعمال القوم اللغة العربية هو من جعلها تكون هى لغة الاصطلاحات الإسلامية نتيجة كثرة الكتب التى تم تأليفها بها فى الإسلام
ويعاود الرجل ضرب الأمثلة عن تبديل الإدارات السياسية مصطلحات الإسلام بتعبيرات مغايرة كالديمقراطية بديلا للشورى والحرية بديلا عن العبودية لله وكلمات الآذان التى تعلن سيطرة الله وحده على كل شىء استبدلت بالله الوطن الشعب أو الله الوطن الملك ويقول الرجل أن من سوء حظ الحكام وهو يصفهم باللصوص أن اللغة ارتبطت بالإسلام ارتباطا وثيقا لا يمكن لهم ابادته بأى صورة فيقول:
"وهى مشكلة تشبه أن يضطر لص سيىء الحظ إلى ان يسرق ناقوسا فلغة القرآن لغة لإدارة إسلامية ضائعة سرقتها الإدارة السياسية منذ عهد معاوية لكنها لم تعرف أبدا أين تخفيها لأنها تعيش حية فى لغة الناس"ص25
وتحت عنوان هوامش يتناول الصادق مقولة البنك فيقول :
" كلمة بنك مشتقة bancum بمعنى المنضدة الطويلة التى يجلس وراءها رجل يدعى bancherius مهمته أن يحفظ الودائع ويقدم القروض"ص27
ويقول أن الدول تختلف فى صيغة البنوك ولكنها تتفق على ثلاثة مبادىء أساسية هى:
1-البنك الرأسمالى لا وطن له يعمل فى الداخل والخارج ويقبل من أى فرد المال وهو لا يتبع الإدارة السياسية
2- البنك يستثمر أمواله للربح من المشروعات ولا يمول مشروعات
3- البنك مؤسسة تجارية فى نظام قائم على سلطة التجار وهى نظام رأسمالى
والرجل يقول أن مقولة البنوك ليست وسيلة مناسبة لبلادنا بل هى وسوسة شيطانية والحكام الذين نقلوها لبلادنا من بلاد الرٍأسمالية فشلوا فى فهمهما وبدلا من أن تكون مؤسسات ربحية حولوها لمؤسسات سياسية ولذا تعانى معظم أو كل البنوك فى بلادنا من أوامر السياسيين الذين يسرقون من خلالها أموال الشعوب بشتى الوسائل
وفى بقية المقال أعاد الرجل فكرة استبدال كلمات الشرع بكلمات من شرائع كافرة فرئيس عند الغربيين تعنى مدير لمجلس مؤسسة يديرها بالتشاور مع أعضاء المجلس بينما العسكر حولوها عندنا لمعنى كلمة ملك مستبد لا يشاور أحد
وكلمة انتخابات تعنى عند الغرب صراع بين الخصوم لتنفيذ خطة معينة بينما عندنا نقلوها لتكون فاز الرئيس أو حزب الرئيس بالسلطة دون أن يكون لهم منافس أى خصم لأنهم يحرمون الخصوم بالدستور الذى ينص على حزب واحد أو على تقسيم الحزب الواحد إلى عدة أحزاب تقسم المقاعد عليها
ويفرق بين كلمة رقيق التى تعنى استعباد الفرد وبين كلمة عبد التى تدل على عبودية الله وحده
وأما مقال الجامع ليس هو المسجد فيقول فيه:
" بل جهاز إدارى مسئول عن تسيير الإدارة جماعيا بموجب مبدأين اساسيين فى جوهر العقيدة الإسلامية نفسها
المبدأ الأول إن الإسلام لا يعترف بشرعية الوساطة فى أحد يشفع لأحد ولا أحد ينوب عن أحد أو يتولى تمثيله فى حزب أو مؤسسة وهو تشريع تفسيره فى لغة الإدارة أن يصبح كل مواطن مسئولا شخصيا عما تفعله أجهزة الإدارة
المبدأ الثانى أن الإسلام لا يبطل بقية الأديان بل يحتويها ويلتزم بالتعايش الإيجابى معها مما يتطلب جهازا إداريا قادرا على جمع طوائف مختلفة وأجناس مختلفة تحت إدارة جماعية واحدة"ص36
الرجل فى المقال حاول إيصالنا لفكرة صحيحة ولكنه تخبط فى سبيل إيصالها لنا فهو يرى أن الجامع وصلاة الجمعة فى يوم الجمعة هو تشريع الغرض منه اجتماع كل أفراد الشعب بداية من اصحاب المناصب وحتى كل الموظفين والعمال وغيرهم ليتناقشوا فيما يهم المجتمع ككل وكل واحد رأيه كالأخر وما قاله عن كون الإدارة جماعية فى الإسلام صحيح كما أن احتواء الإسلام للأديان حتى يتعايش الذميون أى المعاهدون سلميا مع المسلمين صحيح
الصلاة ليس الغرض منها التشاور ولا الحوار وإنما كما قال تعالى " فاسعوا إلى ذكر الله " أى معرفة أحكام الله من خلال ترديد بعض آيات القرآن
وبين الرجل فى المقال أن " الشرعية فى الإسلام ليس مصدرها أن يكون الحاكم مسلما بل مصدرها أن يكون المسلمون مسئولين مباشرة عن تطبيق الشرع"ص 41
فى المقال التالى عن الربا قال أن الإسلام حرم الربا وأن الرأسمالية تربح بطريقتين ألأولى استخدام المال فى الإنتاج الحلال وهو ما أباحه الله والثانية استغلال المال فى الربح من خلال استغلال الناس ومن ضمن ذلك الربا وبين أن ما يسمى البنوك لا يمكن أن تكون من الإسلام حتى لو سميناها إسلامية لأنه الإسلام ليس فيه بنوك كما بين أن النظام القضائى السياسى يعاقب الأفراد الجائعين ولا يعاقب اللصوص الحقيقيين وهم الحكام ومن معهم الذين تتكدس الثروات عندهم بينما من يقطعون ايديهم لا يجدون طعاما ولا كساء ولا بيتا
والصادق يصر على كلام غريب هو من الأخطاء وهو :
أن الإسلام ليس دينا فـ" كلمة إسلام فى القرآن لا تشير إلى دين واحد بل إلى جميع الأديان منذ مولدها فى فجر الحضارة "ص44
ويصر على ذلك قائلا" فالإسلام ليس دينا إضافيا بل نظام إدارى موجه لاحتواء الأديان فى دولة غير دينية "ص45
وهو ما يناقض قوله تعالى "إن الدين عند الله الإسلام " وهو ربما أخطأ التعبير فدين الله واحد عبر العصور ولكن الرسالات متعددة والفوارق بينها قليلة جدا فى عدد من الأحكام
وأما القول بأن الدولة فى الإسلام غير دينية فخبل أخر فإذا كان الدين الإسلام فمعنى دولة دينية هو دولة إسلامية
ويخطىء الصادق فى قوله " تقوم على استفتاء المواطنين بشأن جميع القوانين والقرارات العامة لكى تضمن الأغلبية فى الإشراف على أداة الحكم وقد اتفقت جميع نظريات الحكم فى الإسلام على أن الأمة مصدر السلطات" ص45
فالله لا يستفتى أحد فى القوانين وهى الأحكام كما قال تعالى "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"
كما أن الأمة ليست مصدر السلطات وإنما هو مصدر السلطات كما قال تعالى " إن الحكم إلا لله "
ربما أخطأ الرجل التعبير فالشورى قائمة على الخيارات فى اختيار أصحاب المناصب وعلى اختيار المشروعات من بين خيارات مباحة وعلى أمور عدة جعل الله حكمه فيها تخيير المسلم فى أمور فمثلا الفتاة غير المتزوجة أعطاها حق اختيار الزوج من بين أفراد كثر ومثلا الأبوين أعطاهما حق اختيار اسم الطفل من ألاف الخيارات المباحة فالشورى فيها شورى عامة وهى خاصة باختيار أصحاب المناصب وفيها شورى خاصة حسب الموضوع المطروح
وفى مقال أين ذهب الجامع ؟ أثار الصادق قضية أن الجندية هى نظام كافر استحدثته أنظمة كافرة وهى قائمة على أساس أنه أجير يعمل مقابل أجر دنيوى معلوم مقابل يمين ولاء للسلطة وليس للشعب وهو ينفذ أوامر الحاكم بينما المجاهد لا يعمل مقابل أجر دنيوى وإنما يعمل لنصر دين الله وهو سبيل الله
وهو يثير قضية لا أصل لها وهو أن جيش المجاهدين هو جيش مؤقت يحل عند انتهاء المعركة بانتصاره لكونه من المتطوعين وهو فهم خاطىء لأن الله طالب بوجود جيش ثابت فقال " انفروا ثبات أو انفروا جميعا" وطالب برصد الكفار قبل الحرب فقال " واقعدوا لهم كل مرصد" والرصد وهو الحراسة تتطلب جنود مستمرين
والرجل فى مقالات الكتاب يركز على كون معاوية هو أس الفساد الذى جعل دولة المسلمين العادلة تختفى من الوجود وهو فى هذا المقال يقول أنه أعد جيشا ثابتا لنفسه حتى يقدر على الاستيلاء على السلطة مستقبلا عندما يرى المناخ مواتيا بينما كل جيوش المسلمين كانت جيوشا مؤقتة تحل بمجرد انتهاء المعركة بانتصارهم ثم يعاد تشكيلها عندما تستدعى الظروف تشكيل الجيش مرة أخرى من المتطوعين
فى المقال التالى تناول العلاقة بين الجندية والاقطاع فبين أن الحكام ولا أدرى لماذا يخص الرومان بابتداع الأنظمة الفاسدة وحدهم مع أن الأنظمة فى دول العالم الكافرة تتشابه وتختلف
الاقطاع هو الذى يمول الجنود اى الجيش المستديم وهى مقولة يقول أن الرومان ابتدعوها وهى عمل قواعد عسكرية فى البلاد المحتلة وهذه القواعد مرتبطة بأمور كثيرة من المرشدين والجواسيس والمخبرين وشرطة من اهل البلد يقبضون بسخاء من المحتل وطرق ... وذلك لاحباط أى ثورة أو تمرد وفى العصر الذى يسمى الحديث خطأ يقول الرجل أن نتيجة المقاومة والثورات تخلى المحتلون عن القواعد الأرضية وأصبحت حاملات الطائرات والفرقاطات البحرية هى القواعد الجديدة تستخدم للتهديد والوعيد والاستخدام الفعلى
وهى وجهة نظر خاطئة فما زالت القواعد الأرضية موجودة فى الكثير من البلاد تحت مسمى الحماية وما زالت الدول الكبرى تفتعل الحروب لكى توجد سبب لوجود قواعد أرضية فى البلاد التى تهدمها بافتعال حروب أهلية أو حروب بين الجيران بحجة حمايتها من الأعداء نظرة واحدة على الحروب الحالية فى بلادنا تثبت ذلك فالقواعد الروسية والأمريكية فى سوريا والقواعد الأمريكية فى العراق وأفغانستان وليبيا كل يريد عمل قواعد فيها حاليا بالإضافة لوجود معاهدات منذ قرون بين الدول الكبرى ودول مثل دول الخليج تحتم وجود قواعد عسكرية كانت بريطانية ثم تحولت لأمريكية ودول مثل باكستان وتركيا فيها قواعد أمريكية وأوربية الأولى بزعم المشاركة فى حرب الإرهاب والثانية بحجة وجودها فى حلف الناتو
المسألة تعدت حكاية القواعد منذ قرون إلى وضع العملاء كملوك أو رؤساء فى البلاد المتخلفة خاصة فى منطقتنا فلا يوجد حاكم إلا وهو عميل أو أسرته كافرة منذ قرون وهى يتسمون بأسماء المسلمين ويحكمونهم بحكم كافر ومن يراجع أسماء الدول فى القرون القليلة الماضية يجد أن حكامنا كلهم ليس لهم اصول فهم مخطوفون كعبيد وفى الحقيقة هم أبناء الحكام الكفار تم وضعهم فى تلك البلاد التى حكمها المماليك والبايات والدايات والباشوات... لكى تظل تلك البلاد تحت السيطرة
والصادق آتانا فى مقاله بمقولة أن الحكم فى بلاد المسلمين هو حكم جماعى وليس فردى لأنه لا يوجد فى القرآن مفرد لكلمة أولى الأمر وهو بالفعل حكم جماعى كما قال تعالى "وأمرهم شورى بينهم"
وفى مقال أين ذهب يوم الجمعة بين الرجل لأن هناك فارق بين الدين والسياسة فالدين يخاطب الناس بينما السياسة تخاطب مؤسسات والدين يدافع عن الضعاف فى الأرض بينما السياسة تعمل على جلب المنافع للسياسيين وحدهم
ثم بين أن الجامع الذى كان يدير الأمة أصبح مجرد مكان للصلاة فقط ويوم الجمعة الذى كان يوما لإدارة المسلمين معا للبلد أصيح يوم عطلة أى إجازة وهذا التحول حدث كما يقول باستيلاء معاوية على الحكم ومن يومها والدولة تحكم بحكم دنيوى لصالح فريق معين وإن سموها باسم الإسلام
وبين الصادق ان الحكام حولوا الجهاد من الدفاع عن حقوق الضعفاء إلى هدف ليس من الإسلام وهو نشر الإسلام بقوة السلاح والإسلام لا يكون بفرضه بالقوة وإنما عملية اقتناع كما قال تعالى " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
وكل هذا حدث بفضل تحالف آثم بين الحكام والفقهاء الذين جعلوا المسلم الضعيف كافرا إذا تمرد على الحكام وطالب بحقوقه التى نهبوها باسم مميزات القادة والرؤساء والجند وفى عصرنا سموه إرهابيا بينما الكافر الحقيقى هو الحاكم ومعه الفقيه الذى شجعه على الاستيلاء على أموال الشعب وقسمها بين الآثمة وحرم من معظمها معظم الشعب
التحالف الآثم هو الذى أبقى الإماء والجوارى والعبيد والمخصيين رغم أن الإسلام قضى على كل ذلك والتحالف الآثم غير أسماء هؤلاء حاليا إلى الفنانين والفنانات والراقصين والراقصات واللاعبون واللاعبات...
التحالف الآثم هو الذى عمل على شيوع الخرافات مثل ساعة الاستجابة فى يوم الجمعة حتى يعطل الناس عن العمل انتظارا للساعة التى لا تأتى دوما إلا للحكام بينما لا تأتى تلك الساعة للشعب أبدا ومن ثم يقول الصادق ان كل الأحاديث الخاصة بساعة الاستجابة فى يوم الجمعة هى أحاديث وضعها الفقهاء لخدمة الحكام
وفى المقال التالى ناقش كيف أن التحالف الآثم زاد من معاناة الناس خاصة المراهقين فالفقهاء فى التحالف القديم حلوا مشكلة المراهقين بالزواج المبكر ولكن التحالف الآثم الجديد جعل المراهقين يعانون من خلال زيادة سنوات التعليم والتجنيد الاجبارى وتأجيل توظيف الخريجين فأصبح الشباب يتزوجون فى أواخر العقد الثالث وحاليا أصبحوا يتزوجون فى العقد الثالث لأن التحالف الآثم منع التعيين فى الوظائف ويعمل على إلغاء الوظائف الحكومية تدريجيا والسبب هو المساعدة على ارتكاب الزنى والموبقات الأخرى وأيضا القضاء على الصحة من خلال الممارسات المحرمة والفقهاء عملوا على اشاعة مفهوم العورة الذى يسميه الصادق معاداة الجسد حتى يزداد الشباب كبتا او فجورا
وبين الصادق استخدام ألأنظمة للبرامج التلفازية الدينية وبين أن الغرض منها ليس تعليم الناس الإسلام ولكن الغرض منها هو الربح وبث دين مسالم للحكام من خلال تدريب أفراد من قبل أجهزة المخابرات والأمن للقيام بدور الفقهاء
وربما لو عاش الصادق حتى الآن لاكتشف مصائب كبرى فمثلا تبين أن أجهزة الإعلام الإذاعية والتلفازية معظم من يعملون فيها هم ضباط جيش أو شرطة أو متزوجات من ضباط أو اولاد ضباط او بناتهم وهم منتشرون فى كافة البرامج بأنواعها المختلفة ولاكتشف أن اشهر علماء وفقهاء العصر كانوا أفرادا اخترقت بهم المخابرات وأجهزة الأمن ما يسمى بالجماعات فلما أدوا دورهم كافئتهم الحكومات بتعيينهم وزراء للأوقاف وبإنشاء جماعات مناوئة للجماعات الأصلية وبجعلهم الدعاة الرسميين التى تذاع دروسهم فى التلفاز والإذاعة باستمرار حتى بعد موتهم ولاكتشف حاليا أن تلك الأجهزة قامت بتدريب جماعة جديدة من الدعاة حليقى الذقن يقومون بتعليم إسلام جديد لا يتحدث سوى عن الصلاة والزكاة والحج والصوم والأخلاق وأما الاقتصاد والسياسة ومصائب الحكام فلا يتناولوها وهؤلاء الدعاة يقومون بتشويه الإسلام بأمر تلك الأجهزة فأحدهم قرر فجأة أن يتزوج عارية كاسية تخرج وتمثل والأخر تزوج ممثلة ارتدت الحجاب ثم خلعت الحجاب وأطلقت الاشاعات عن سوء أخلاقه وحكاية الحجاب والتعرى اتضح أنها تتم هى الأخرى من جانب الإماء الجدد بأمر تلك الأجهزة لإحداث بلبلة فى المجتمع لشغل الناس عن الحكام
وقد اخطأ الصادق فى قوله " والواقع أن أحد هذه الأناجيل وهو إنجيل لوقا يروى قصة المسيح حرفيا كما رواها القرآن حرفيا "ص73
فالعهد الجديد كتبه أسفار وليست إنجيل وسفر لوقا يختلف اختلافا كبيرا فى الحكاية التى يرويها عن قصة القرآن عن المسيح(ص) ويكفى مثلا أنه يذكر سلسلة نسب المسيح(ص)فينسبه إلى رجل ولا يسميه عيسى بن مريم(ص) وإنما يسوع بن يوسف النجار كما أن به معجزات لم تذكر فى القرآن للمسيح(ص) مثل شفاء المشلولين والخرس ومثل تأكيل آلاف الناس من عدة أرغفة وسمكات
وناقش الصادق أمرا محمودا له وهو تحريمه الآذان بمكبرات الصوت لكونها إزعاج وأضرار للناس
كما ناقش أن الماوردى صاغ نظرية الخلافة القرشية فى القرن العاشر بناء على قراءة تاريخ الأمويين والعباسيين وهو ما استغله المحتلون فى القرن الماضى حيث بعثوا النظرية من جديد فنصبوا فؤاد الأول وفيصل بن الحسين ملوكا لكى يناوئوا الخلافة العثمانية للقضاء عليها وهى مقولة ليست سليمة لكون فؤاد من ذرية الألبان
وفى مقال الكلمة الساكتة أشار إلى أن كلمة السلام أو السلام عليكم لا تعنى مجرد التحية أو كلمة مكونة من حروف وإنما هى نظام قائم على الأمن فى الطعام والشراب والمسكن وكل شىء فى الحياة وكذلك كلمة المسلم تعنى انه سالم من كل أذى وهو مانع للأذى عن كل مخلوق وأعاد الصادق ذكر أمثلة من الكلمات ذكرها سابقا كالديمقراطية والوطن
وفى هذا المقال يقول أن التحالف الآثم أعاد للوجود لغة السحرة والكهنة من خلال بث مقولات واشاعاتها مثل أن الراعى سيحاسب على اعماله الظالمة والرعية لن تحاسب على عدم تمردها ومقاومتها لذلك الظلم وهو ما يناقض أن المسئولية فردية فى الإسلام وسبب دخول المظلومين النار هو كما قالوا " إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا" ومن خلال بث نظرية الشفاعة التى تجعلهم يرتكبون الجرائم التى سيشفع فيها النبى (ص) والشفعاء وهو كلام ينفى المسئولية ويدخل الكافر الجنة فالشفاعة هى شهادة حق لا تدخل عاصى الجنة ولا تدخل مطيع النار فالحكم حكم الله لا يتغير بشهادة نبى أو ملاك أو غيرهم
فى المقال التالى طرح الصادق أن الفقهاء كانوا فقط يعلنون بأحاديثهم الإسلام ولكنهم فى الواقع يمارسون الكفر وهو يضرب أمثلة على ذلك بمعركة بين فقيهين اختلفا فى حكم سؤال فكل منهم احضر أتباعه ودارت معركة بالعصى كما يضرب مثلا بمحاكمة الحلاج الذى يعتبره أنه كان يريد تطبيق الإسلام ولكن خصومه اشاعوا المعروف عنه من التهم لأنه أراد العدل وحكموا عليه
وقد نقل الصادق من كتاب الإشارات الإلهية لأبى حيان التوحيدى فقرات تبين أن الفقهاء يحفظون ألفاظا ولكنهم لا يقيمون الدين فهم يكذبون على الناس فقط
وفى المقال التالى أكثر من حديث وأكثر من سنة تناول الصادق أن ألدولة ألأموية نقلت كل مساوىء الدولة البيزنطية من الحرس الملكى والجيش المرتزق والدواوين وحتى النظام الكنسى جعلوا مكانه الفقهاء والسكن فى القصور والحصون وتكديس الثروة لدى الحاكم وأتباعه وأذكر ذلك رغم أنى لا أومن بوجود معاوية من الأساس لا هو ولا الدولة الأموية أو غيرها من دول مذكورة فى كتب تاريخ المزور
ما قاله هو بعض من الحقيقة ومنها قوله " الخليفة وهو يقصد معاوية كان رجلا سياسيا وليس أحمق مغامر فقد ترك القرآن وشأنه وعمل على إيجاد نص شرعى جديد اسمه الحديث لم يكن الرسول(ص) قد اعتمد الحديث مصدرا للتشريع ولم يجمعه ولم يوص بحفظه وبالتالى لم يكن الحديث محفوظا فى صيغة محددة يصعب تحريفها أو الإضافة إليها ومن هذه الثغرة الطارئة تسلل إلى الإسلام نص شرعى جديد منقول عن رسول الله لكنه ليس هو القرآن "ص92
وبين أن العصور التالية جعلت الفقهاء يضيفون مصادر جديدة للتشريع وهى أقوال الصحابة والتابعين والاجماع والقياس مما ادى إلى وجود الإسلام المزور الذى نعرفه على أنه الإسلام الحقيقى
فى المقال التالى بين الصادق أن لباس الفقهاء الحالى هو لباس أحبار اليهود وهو مأخوذ من قول العهد القديم فى سفر التكوين اصحاح28
وتحدث عن حديث الفرقة الناجية الذى هو احدى المصائب الموجبة لافتراق الأمة
ثم تحدث عن وجوب التفسير الجماعى للقرآن وهو أن قصص القرآن لا تتحدث عن أشخاص بأسماء محددة وإنما تتحدث عن نماذج موجودة فى كل عصر ففرعون هو نموذج لكل حاكم يسكن قصرا ويستخدمه جنده لايذاء الناس ويستخدم السحرة ومكانهم حاليا الفقهاء او تجار الدين لقمع الحق وهو الذى يستعبد الناس وينهب أموالهم ويجعل نفسه إله من خلال التشريعات والقوانين التى يصدرها
وفى مقال ما كسبت أيديكم يبين الرجل أن هارون الرشيد ومن سبقه من خلفاء بنى العباس ساهموا فى إضعاف وأعلام دولتهم من خلال ثلاثة أمور هى 1-توريث حكم الولايات لأسر معينة2- انقسم الحرس الخاص بين أمراء البيت العباسى3- نزاع الأمراء على امتيازات السلطة وهو ما ادى إلى حروب داخلية فى الدولة استمرت حتى نهايتها وكان الدور الأكبر فيها للحرس الذى يعين ويعزل الخلفاء أو يقتلهم
وبين فى نفس المقال كيف تحول كتبة التاريخ إلى أداة فى يد الدولة فالتاريخ هو تاريخ الحكام وليس الشعوب والمنجزات التى يقوم بها علماء العصر تنسب لعصر الحاكم فلان أو علان
وفى المقال التالى تحدث عن كون الشعر العربى وكذلك النثر كان مع الحكام والملوك اى مع السلطة لأن السلطة إما كانت ترشوهم بالمال وإما كانت تقطع رءوسهم إن خرجوا عليها ودعوا للثورة عليها ولذا كان الأشعار لا تخاطب الناس وإنما تخاطب الحكام وهى وجهة نظر ليست صحيحة تماما فكم من الشعراء أو الأدباء عادوا السلطات القائمة كأبى حيان التوحيدى فى كتابه أخلاق الوزيرين أو مثالب الوزيرين
واعتبر الصادق أحمد شوقى أول من خاطب الأمة شعرا وكذلك طه حسين أولا من خاطبها فى رواياته وهو كلام ليس صحيحا تماما فهناك نصوص كثيرة فى الجاهلية وفى الإسلام تخاطب الناس
وتحت عنوان خسرنا المحيط يبين الصادق أن منطقتنا خسرت العالم الجديد لأن أوربا من خلال الأسبان قفلت البحر المتوسط على المسلمين من خلال احتلالها لمدينتى سبتة ومليلة فى المغرب وبذلك تحكمت فى مضيق جبل طارق من الناحيتين وحرمت اسطول المسلمين من الذهاب لبحر الظلمات وهو المحيط وهى وجهة نظر خاطئة بدليل أنه سبق وأن قال أن سلطان مالى أعد أسطولا أرسله للبحر المحيط ولما لم يعد ذهب بأسطول أخر والمغرب ونقشيط والساحل الغربى لأفريقيا كان مسلما وباستطاعته بناء أسطول لعبور المحيط
التاريخ المزور هو من أخبرنا ان المسلمين لم يعرفوا العالم الجديد فقد كان من أملاكهم وفى هذا التاريخ نجد شذرات متفرقة تخبرنا بوجود المساجد فى استراليا قبل وصول الانجليز وكان من استخدمهم الانجليز لارشادهم فى استراليا هم الرحالة والتجار الأفغان الذين كانوا يعرفون طرقها وبلادها كما ان خريطة العالم كلها بما فيها الجديد رسمها قبل ما يسمى بعهد النهضة ورحلة كولمبوس بحار تركى هو الريس بيرى وفى القارتين كان الإسلام منتشرا والمساجد موجودة وكما حدث فى بلاد الغال واسبانيا وإيطاليا وغيرهم تم محو المساجد والمسلمين تماما من البلاد وربما كان انتشار بعض الأسماء العربية مثل عمر فى القارتين دليلا على أن المسلمين الذين تنصروا ظلوا يسمون أبناءهم بتلك الأسماء كدليل على أنهم ينتمون لأسر مسلمة
وفى المقال التالى يقول أن أوربا كانت تنقسم لثلاث ثقافات السلافية واللاتينية والجرمانية ولكن السلافية اختفت وشاعت اللاتينية مرتبطة بالمذهب الكاثوليكى والجرمانية مرتبطة بالمذهب البروتستنانتى وكلاهما ارتبطا بالمستعمرات البيضاء التى تعنى القضاء على الشعوب الأصلية وتأصيل الرأسمالية ويخبرنا الصادق أن تسمية منزل الرئيس بالبيت الأبيض فى الولايات المتحدة هو الدليل على العنصرية التى قامت عليها الدولة ومع هذا ظلوا يخفون هذا الاسم حتى أصبح رسميا فيما بعد ويقول أن اسرائيل هى مستعمرة بيضاء فى منطقتنا ولكنها مختلفة عن تلك المستعمرات التى قضت على الشعوب الأصلية وقامت على معاداة الإسلام وأن الباباوات زكوا نيران الحرب وهى حرب لم تكن حربا بين الدينين ولكنها حرب سياسية تقوم على الاقتصاد وهى تفرقة لا لزوم لها لأن النصرانية ليست نصرانية المسيح (ص) التى هى الإسلام وإنما نصرانية دنيوية تم تحريف أصلها وضرب مثلا بتأثير الباباوات على الترجمة فكلمة الله لم تترجم إلى جود كما ترجمت إلوهيم من اليهودية باعتبار ان الله فى الإسلام ليس هو الله فى النصرانية واليهودية كما أنهم ضموا العهدين معا مع ان اليهود لا يعترفون بالمسيح (ص) وتركوا القرآن مع اعترافه بالمسيح ويعود لخطأ ارتكابه عدة مرات فى الكتاب لقوله أن سفر لوقا هو قصة المسيح(ص) فى القرآن وهو كلام لا يدل على دراسة النصوص فليس مجرد التشابه فى عشرات المواضع مع الاختلاف فى عشرات المواضع الأخرى دليلا على التشابه التام الذى ادعاه الصادق
وفى مقال عالم جحا يبين أنه تم القضاء على نظام الإدارة الجماعية الذى أمر به الإسلام وعدنا لعصور الجاهلية حيث تتحكم صفوة أو طائفة الحكام واتباعهم فى البلاد ومن ثم عجلة الظلم تدور ومن هنا كان اختراع شخصية جحا التى هى عبارة عن النقد الموجع للحكام الكفرة الظلمة الذين يدعون حكما بالإسلام بينما هم يحكمون بالكفر ويذكر الصادق العديد من حكايات جحا التى تنطبق على كل الحكام الكفرة وأتباعهم فجحا هو المسلم الآمر بالمعروف الناهى عن المنكر ولكن ليس بطريق مباشر إنه ينتقد
وفى المقال التالى عاد للكلام عن جحا وعن أنه لم يكن ينتقد الحكام ومن معهم فقط ولكنه انتقد ما اخترعوه للناس من تقسيم الناس لأهل الظاهر وأهل الباطن وحكى العديد من الحكايات الدالة على رفضه لهذا التقسيم الذى حرف معانى الدين
ويتحدث الصادق فى باقى المقال عن اشكالية فى الترجمة بين كلمة المثقف و الثقافة (كلتور)وكلمة انترناشيوناليزم التى تعنى استبعاد الدين وتجعل الرأسمال هو كل شىء
الرجل يقول ان المثقف فى بلادنا هو سائح أوربى فى تراث العرب فهو لا علاقة له بالإسلام فكل ما عليه هو أن ينقل لنا ما يريد الآخرون ويزرعه تنفيذا وعقيدة فى بلادنا وهو بذلك يساعد السلطة على الرأسمالية التى تركز الثروة والسلطة مع طائفة واحدة بدلا من تقسيمها بالعدل بين الكل ويقول أن جيوش الغرب خرجت ولكنها تركت نظامها فى نفوس الحكام ومعهم المثقفين
وفى مقال بين الشورى والديمقراطية يبين الصادق الفارق بينهما من خلال ضربه لمثل هو أن خمسة محتالين لو اتفقوا على بيع القطار للعمدة مع أنهم لا يملكونه فهذه هى الديمقراطية لكونها لا تحمى المغفلين بينما فى الشورى واجبها هو حماية المغفلين وغيرهم وعاد الرجل فى بقية المقال لتكرار مقولات سبق أن قالها وهو يفرق بينهما قائلا ان الديمقراطية فيها أن ينوب احد عن أحد وهو نظام يتيح للنواب أن يأكلوا حقوق الشعب بينما الشورى إدارة جماعية لا يمكن لأحد فيها أن يأخذ حق أحد حيث أن عملية النيابة غير موجودة
وبين فى المقال أن أقوال مثل تحرير المرأة والبحث عن حقوق الأطفال وجامعة الدول والانتخابات الحزبية وإحياء الإسلام المستسلم المقتصر على عدة أمور وغيرها هى كلها تصب فى مصلحة النظام الرأسمالى والذى اتضح أن الشيوعية جزء منه من خلال تركيز السلطة والثروة فى حزب العمال
وفى المقال التالى أكمل كلامه عن أن النظام الرأسمالى لا يحمى المغفلين وضرب مثلا بشراء حى بروكلين كله لخمسة عشر دولار من الهنود الحمر وأن القضية التى رفعها أبناء الهنود ما زالت مستمرة حتى ألان ويدفعون أتعاب المحامين وأخبرنا أن بلادنا إما تدار بطريقة اقطاع وإما بطريقة العسكر ولا فرق بينهم فالكل يبحث عن شىء واحد وهو الثروة وبين أن أغنياء المنطقة ليسوا سوى مجرد تجار فقط وأنهم لا يقيمون صناعة ولا زراعة ولا غيرها وأما الخبراء الاقتصاديين الذين يتعلمون فى الخارج ويعودون لبلادهم فهم يرجعون كى يطبقوا الرأسمالية لصالح الحكام
وفى مقال ثقافة النحل يبين الصادق أن تسميات الثقافة العربية المعاصرة والوطن العربى والتاريخ والمصير المشترك هى تسميات للضحك على الناس فلا توجد ثقافة مشتركة بين العرب ولا يوجد ما يسمى بالوطن العربى وأن من اخترعوها اخترعوها لتفرقة الناس وابعادهم عن الإسلام فبدلا من اخوة الإسلام صار المسلم والنصرانى واليهودى والايزيدى والزاردشتى والصابئى والنصيرى والدرزى وغيرهم اخوة وبدلا من دين واحد أصبحت الأديان كلها صالحة
وفى المقال التالى يفرق الصادق بين الماركسية فى الاتحاد السوقيتى وبين كارل ماركس فالشيوعية عنده ليست ما دعا إليه كارل ماركس وإنما الشيوعية هى الفوضوية وأما كلمة كميون التى تحدث عنها ماركس فهى كلمة تشبه الإدارة الجماعية فى الإسلام ومن ثم فالكتب التى ترجمت وظهرت على إثرها الحركة الشيوعية المعروفة فى بلادنا قامت على خطأ فى الترجمة فماركس ليس شيوعيا
وفى مقال ثقافتان أقل من واحدة ذكر الصادق أن هناك ثقافتان فى بلادنا ثقافة القرآن وهى ثقافة المسلم وثقافة المثقف الذى يحمل اسم مسلم ولكنه ينقل كل شىء عن الغير ومن ثم فالمسلم أصبح لديه ثقافتان كل منهما على نقيض الأخرى فالديمقراطية من الثقافة المعاصرة والشورى من القرآن والدفاع عن الوطن والجهاد ... وهو ما أدى للخبل والجنون الذى نعيش فيه حاليا وهو ما أراده الحكام الذين هم عملاء للرأسماليين فى الخارج
وفى المقال التالى عاد الصادق إلى الحديث عن جنايات المترجمين حيث ترجموا الفوضوى بالشيوعى وترجموا حكم الأغلبية عند ماركس بحكم حزب العمال وترجموا الشعوبية بلفظ القومية نظرا لتاريخها السيىء فى ثقافتنا وهو بذلك يقول أن المترجمين ساهموا فى تجهيل الشعوب
وفى مقال صحافة الرجل الأخرس يتحدث الصادق عن أن الصحافة فى بلادنا هى صحافة ميتة لأنه لا تقدر على نقد الأنظمة الحاكمة لأن مصدر الصحف فى البلاد غالبا ما يكون النظام الحاكم أو أتباعه وعملية الانتشار الصحفى بين بلادنا مشكلة المشاكل لأن كتابة خبر عن بلد من بلادنا فى جريدة يجعلها تمنع من البيع فى تلك البلد وهو يقول ان الصحافة قامت على أساس الرأسمالية ومن ثم فى بلاد الرأسمالية تستطيع أن تنشر وتنتقد الحكام وغيرهم ويكمل الرجل فى المقال التالى مشاكل الصحافة والفارق بينها وبين الصحافة فى بلادنا
وفى مقال صوت الناس يفرق الصادق بين العيد الإسلامى حيث يلبس الناس الثياب الجديدة ويهنئون بعضهم ويتزاورون ويأكلون وبين أعياد الدولة الميتة كاليوم الوطنى وعيد ثورة كذا أو يوم جلوس الملك على العرش التى لا يهنىء فيها الناس بعضهم ولا يتزاورون ولا يأكلون وهو يعتبر أن هذه الأعياد هى بقايا اإدارة الجماعية التى طمس الحكام معظمها من حياة الناس