رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,709
- الإقامة
- مصر
نظرات فى كتاب الجوهر النفيس في سياسة الرئيس
تأليف ابن الحداد
سبب تأليف الكتاب كون العدل ميزان الله في أرضه وفى هذا قال:
"ولما كان العدل هو ميزان الله في أرضه؛ وبه يتوصل إلى أداء فرضه؛ بادرت إلى جمع لمعة فيما ورد من محاسن العدل والسياسة لذوي النفاسة وأرباب الرياسة وجعلتها كتاباً ووسمته " بالجوهر النفيس في سياسة الرئيس "
وأما دافع تأليف الكتاب فهو عدل أمير المؤمنين سعد الدنيا والدين ولي الدولة البدرية وصفي المملكة الرحيمية وقد مدحه كثيرا منه وأهداه الكتاب وقد حمله له :
"وكان الذي حداني إلى ذلك ما انتشر في البلاد، واشتهر بين العباد من حسن سيرة المولى الأمير الكبير الأسعد الأمجد العالم العادل الكامل الزاهد العابد المجاهد أخص الخواص العامل بالإخلاص كهف الفقراء والمساكين ملك الأمراء والمقدمين خالصة أمير المؤمنين سعد الدنيا والدين ولي الدولة البدرية وصفي المملكة الرحيمية خلد الله سلطانها وأعلى في الدارين مكانها وإمكانها أحسن الله عاقبته وأيد ولايته في البلاد، وجميل سيرته ومعدلته بين العباد، والعمل بالعدل والإفضال، وحب الصدقات وفعل الخيرات، والتنفيس عن المكروبين،...وأحسن إليه بإحسانه إلينا، وأنعم عليه بإنعامه علينا بمحمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين ولما تم هذا الكتاب كالدر والعقيان في نحور الحسان حملته خدمة مني لمحروس خزانته العامرة ونعمته الغامرة ليزداد من حسن سيرته وجميل معدلته ويلك نعمة أنعمها الله عليه ليؤدي شكرها إليه ثبت الله قواعد سلطانه، وأيده بتأييد أعوانه، وتولاه فيما ولاه بمحمد ومن اصطفاه"
وقد بين هدف السياسة في المقدمة وهو العمران وأمن العباد فقال:
"أما بعد؛ فإن من وصف السياسة لتعمر البلاد ويأمن العباد، ويصلح الفساد، وتجري الأمور على وفق السداد، وتنتعش الرعية وتقوى على أداء الفرائض الشرعية؛ وتلك نعمة من الله أودعها قلوب الولاة والملوك لينصفوا بين المالك والمملوك والغني والصعلوك"
كما وضح أنواع السياسة فقسمها لدنيوية ودينية فقال:
"والسياسة سياستان سياسة الدين وسياسة الدنيا فسياسة الدين ما أدى إلى قضاء الفرض وسياسة الدنيا ما أدى إلى عمارة الأرض وكلاهما يرجعان إلى العدل الذي به سلامة السلطان وعمارة البلدان، لأن من ترك الفرض قد ظلم نفسه، ومن خرب الأرض ظلم غيره قال أفلاطون الحكيم: بالعدل ثبات الأشياء وبالجور زوالها"
وهو تقسيم خاطىء فسياسة الدين أى دين الله لا توجد معها سياسة أخرى لأن الدين شرعه الله ليحكم الدنيا لقوله تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"
وبين ابن الحداد موضوعات الكتاب فقال :
"وبنيت أصول هذا الكتاب على عشرة أبواب: الباب الأول : في فضل العدل من ذوي الفضل
الباب الثاني: في فضل السياسة من أرباب الرياسة
الباب الثالث: في فضل الحلم والأناة من الملوك والولاة
الباب الرابع: في فضل العفو المشوب بالصفو
الباب الخامس: في اصطناع المعروف إلى المجهول والمعروف
الباب السادس: في مكارم الأخلاق في متوفري الخلاق
الباب السابع: في السؤدد والمروة من ذوي الفضل والفتوة
الباب الثامن: في حسن الخلق من الخلق
الباب التاسع: في فضل المشورة والرأي من ذوي الآراء
الباب العاشر: في فضل السخاء والجود المفضل في الوجود"
فى الباب الأول ذكر عدة روايات وهو :
"الباب الأول في فضل العدل من ذوي الفضل:
روي في الخبر الجلي عن الجانب المقدس النبوي أنه قال (ص): العدل ميزان الله في الأرض فمن أخذ به قاده إلى الجنة ومن تركه قاده إلى النار
وقال النبي (ص): يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة
قلت: وناهيك منها حالة على كل الأحوال فاخرة تزين دنيا وتثيب آخرة؛ أوفت عبادة العابدين مقاماً إذا نالت محاولها أفخر مآلاً وأشرف مقاماً وذلك أن العدل صفة من صفات الخالق، ورحمة موجودة في الخلائق يقمع سيفه كل باغ وعاد
وقال النبي (ص):زين الله السماء بالشمس والقمر والكواكب، وزين الأرض بالعلماء والمطر والسلطان العادل
وقال النبي (ص): إن أفضل ما يمن الله على عباده الملك الخير الفاضل وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (ص): إن المقسطين عند الله يوم القيامة على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين؛ الذين يعدلون في حكمهم وأهاليهم وما ولوا
وقال بعض الحكماء: بالراعي تصلح الرعية وبالعدل تمتلك البرية؛ ومن عدل في سلطانه استغنى عن أعوانه؛ والظلم مسلبة النعم ومجلبة النقم، وأقرب الأشياء صرعة الظلوم، وأنفذ السهام دعوة المظلوم ومن سل سيف العدوان سلب عن السلطان ... وروى جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام يرفعه إلى النبي (ص) أنه قال: ما من ملك يصل رحمه وذا قرابته ويعدل في رعيته إلا شد الله ملكه وأجزل ثوابه وأكرم مآبه وخفف حسابه"
أخطاء الفقرة هى الاستشهاد بروايات كاذبة هى:
1-يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة " والخطأ أن يوم من سلطان عادل أفضل من عبادة 60 سنة ويخالف هذا أن اليوم الواحد سيحصل فيه السلطان العادل على آلاف الحسنات إذا تبرع بمال وصلى وسار وغير هذا وأما الستين سنة فعبادتها ثوابها ألوف الألوف من الحسنات فكيف نساوى يوم بستين سنة عبادة أليس هذا عجيبا ؟
2- زين الله السماء بالشمس والقمر والكواكب، وزين الأرض بالعلماء والمطر والسلطان العادل"
الخطأ أن الأرض زينت بالعلماء والمطر والسلطان العادل فقط وهو ما يخالف أن ما يزين كثير منها الأنعام والخيل والبغال والحمير كما قال تعالى
"والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون"
3- إن المقسطين عند الله يوم القيامة على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين؛ الذين يعدلون في حكمهم وأهاليهم وما ولوا"
والخطأ أن كلتا يدى الله يمين وهو أمر محال فلابد أن يكون اتجاه واحدة منهما مخالف للأخرى وبالقطع ليس لله يدين جسميتين لأنه بهذا يشبه الإنسان وإنما هو تعبير عن القدرة الإلهية وهذا التشبيه سخالف قوله تعالى " ليس كمثله شىء"
والخطأ فى الفقرة أن بالراعى تصلح الرعية وهو ما يخالف أن باتباع الأفراد كلام الله وهو التقوى أى العبادة اى...يصلح الكل كما قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم"
وفى الباب الثانى ذكر روايات فقال:
" الباب الثاني في فضل السياسة من أرباب الرياسة:
"روي عن النبي (ص) أنه قال: أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل أشركه الله في سلطانه فجار في حكمه وقال النبي (ص): من استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها لتوجد من مسيرة خمس ماية عام وقال النبي (ص): كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ..."
الخطأ هو الاستشهاد برواية رائحة الجنة والخطأ وجود ريح للجنة تشم من مسيرة زمنية وهو تخريف لأن الريح تشم من مسافات مكانية وليس زمانية والسبب هو انتشار الريح فى المكان وأما مسيرة الزمن فتختلف من وسيلة لأخرى فمسيرة الماشى غير مسيرة راكب الحمار غير راكب الجمل غير راكب السيارة 000فبأى سرعة سير يحسب القائل ؟ كما أن الجنة فى السماء مصداق لقوله تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون "فكيف نشمها فى الأرض ؟
وأما الباب الثالث فهو :
"الباب الثالث في فضل الحلم والأناة من الملوك والولاة:
قال الهلالي؛ بلغني أن جبرئيل عليه السلام نزل على النبي (ص) فقال: يا محمد! إني أتيتك بمكارم الأخلاق كلها في الدنيا والآخرة؛ " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين "
العنوان لا يدل عليه مضمون الرواية فالرواية تتحدث عن كل الخلاق والعنوان يتحدث عن الحلم والأناة ولا شىء فى الباب عنهما وأما الباب التالى فذكر فيه روايات فقال :
"الباب الرابع في افضل العفو المشوب بالصفو:
قال النبي (ص): عفو الملوك بقاء للملك وقال النبي (ص): إن العفو لا يزيد العبد إلا عزاً فاعفوا يعزكم الله، وإن التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة فتواضعوا يرفعكم الله؛ وإن الصدقة لا تزيد المال إلا نماء فتصدقوا يزدكم الله ...."
والخطأ أن عفو الملوك يبقى الملك فيهم وهو خطأ فالنتيجة تحتمل بقاء الملك وإما الفناء حيث أن العفو وهو ترك القاب يشجه المعفو عنه بتكراره فعلته الخطأ ومنها الاستيلاء على كرسى الحكم
وفى الباي التالى تحدث عن المعروف فقال :
"الباب الخامس في اصطناع المعروف إلى المجهول والمعروف
روي عن النبي (ص) أنه قال: صدقة السر تطفئ غضب الرب، وصنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصلة الرحم تزيد في العمر وقال النبي (ص): خصلتان ليس فوقهما شيء من الشر؛ الشرك بالله والضر لعباد الله؛ وخصلتان ليس فوقهما شيء من الخير: الإيمان بالله والنفع لعباد الله وقال جعفر بن محمد عليهما السلام: إن لله تعالى وجوهاً من خلقه خلقهم لقضاء حوائج عباده يرون الجود مجداً والإفضال مغنماً والله يحب مكارم الأخلاق وقال النبي (ص): من عظمت نعمة الله عنده عظمت مؤونة الناس عليه فمن لم يحتمل تلك المؤونة عرض تلك النعمة للزوال
وقد قال النبي (ص):، رأس العقل بعد الإيمان التودد إلى الناس واصطناع المعروف إلى كل بر وفاجر ..."
الفقرة بها أخطاء وهى
1-رواية الصدقة والخطأ مخالفة أجر الصدقة للأجر فى القرآن وهو 700أو 1400حسنة مصداق لقوله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "فلا فك للشياطين ولا دفع لميتة السوء
2-رواية الحوائج واباحة الجود تناقض تحريم الله التبذير وهو الجود أى الإسراف الذى يكون وسطا كما قال تعالى "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما"
3- اصطناع المعروف للبر والفاجر فى رواية رأس العقل يناقض أن هناك أناس لا ينبغى صناعة المعروف معهم مثل المنافقين لا يجب تكرار تعليمهم للإسلام كما قال تعالى "الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله"
وأما الباب التالى ذكر روايات فيه هى :
"الباب السادس في مكارم الأخلاق من متوفري الخلاق:
قالت عائشة قال رسول الله (ص): ما جبل ولي لله إلا على السخاء وحسن الخلق وقال النبي (ص): لا يفخرن أحد على أحد فإنكم عبيد والرب واحد..:
الخطأ هنا أو ولى الأمر يجي أن يكون سخى أى جواد أو مبذر وهو ما يخالف تحريم الله التبذير وهو الجود أى الإسراف الذى يكون وسطا كما قال تعالى "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما"
وتناول فى الباب السابع روايات أخرى فقال :
"الباب السابع في السؤدد والمروة من ذوي الفضل والفتوة
قال النبي (ص): تجافوا من عقوبة ذي المروءة ما لم يقع حد، فإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وكانت العرب تسود على أشياء؛ أما مضر فكانت تسود ذا رأيها، وأما ربيعة فكانت تسود من أطعم الطعام، وأما اليمن فكانت تسود ذا النسب؛ وكانت الجاهلية لا تسود إلا من تكاملت فيه ست خصال: السخاء، والنجدة والصبر والحلم والبيان والموضع؛ وصارت في الإسلام سبعاً بالعفاف قيل لقيس بن عاصم المنقري: بم سدت قومك؟ قال: ببذل الندى، وكف الأذى، ونصر المولى .."
الأخطاء هنا هى :
1-ترك عقاب ذوى المروءة وهو ما يخالف أن ترك العقاب هو أول الطريق للظلم ومن ثم الهلاك العام فالعقوبات لابد من تنفيذها على الكل وهذه الروايات تناقض رواية"إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد"
2-أسباب السيادة تخالف عدم وجود سيادة بين المسلمين فهم اخوة وليس سادة وعبيد كما قال تعالى " إنما المؤمنون اخوة"
ثم ذكر فى الباب التالى روايات فقال:
"الباب الثامن في حسن الخلق من الخلق
قال النبي (ص): لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط الوجه والخلق الحسن وقال النبي (ص): خيركم أحسنكم أخلاقاً الذين يألفون ويؤلفون وأتاه رجل فقال: يا رسول الله! ما أفضل الأعمال؟ فقال: حسن الخلق ....وقد قال النبي (ص): حسن الخلق يمن، وسوء الخلق شؤم، وطاعة المرأة ندامة، والصدقة تدفع ميتة السوء شكى بعض الأنبياء إلى ربه عز وجل سوء خلق امرأته فأوحى إليه إني قد جعلت ذلك حظك من الأذى .."
الخطأ كون حسن الخلق أفضل الأعمال وحسن الخلق يضم كل الأعمال الصالحة ومن ثم فليس عملا حتى يوضع فى ميزان الأفضلية إلا أن يكون ضد سوء الخلق
وعنوان الباب معناه جنونى حسن الخلق من الخلق فهو فى كل الأحوال خلق
وفى أفضلية الشورى ذكر التالى :
"الباب التاسع في فضل المشورة والرأي من ذوي الآراء
قال النبي (ص): المستشار بالخيار إن شاء قال، وإن شاء سكت فلينصح وقال علي: من استبد برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها ..."
بالقطع التشاور واجب كما قال تعالى "وشاورهم فى ألأمر"
وفى الباب الأخير ذكر التالى:
"الباب العاشر في فضل السخاء والجود المفضل في الوجود:
روي عن النبي (ص) أنه قال، أشد الأعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك، ومواساة الأخ من مالك، وذكر الله تبارك وتعالى على كل حال أوحى الله تعالى إلى موسى (ص) تقتل السامري فهو سخي وقال علي: إنما أمهل فرعون مع دعواه لسهولة إذنه وبذل طعامه وقيل للحسن البصري رحمه الله: من الجواد؟ قال: الذي لو كانت الدنيا له فأنفقها لرأى بعد ذلك عليه حقوقاً قال الشاعر:
يرى حقاً وليس عليه حق ومهما قال فالحسن الجميل
وقد كان الرسول يرى حقوقاً عليه لأهلها وهو الرسول
وقال النبي (ص): ما من صباح إلا وملكان يناديان واحد بالمشرق وآخر بالمغرب: اللهم أعط منفق مال خلفاً، وممسك ماله تلفاً ....
روى أبو هريرة عن النبي (أنه قال: ما من رجل إلا وله صيت في السماء فإذا كان صيته في السماء حسناً وضع في الأرض، وإذا كان صيته سيئاً وضع في الأرض كان عبد الله بن جعفر يقول: ليس الجواد الذي يعطي بعد المسألة ولكن الجواد الذي يبتدئ لأن في بذل الوجه أكثر مما يصل إليه
..أن النبي (ص) قال للزبير: " يا زبير! إن باب الرزق بإزاء العرش ينزل الله على عباده على قدر نفقاتهم فمن كبر كبر له، ومن قلل قلل عليه " ...
قال النبي (ص): اطلبوا الرزق إلى الرحماء من أمتي تعيشوا في أكنافهم، ولا تطلبوا إلى القاسية قلوبهم فإن عليهم تنزل اللعنة
...قال أبو معيوف الحمصي، حدثني أبي أنه حضر الحكم بن المطلب حين مات فقال: اللهم هون عليه؛ فإنه كان وكان! قال، فذكرت محاسنه فأفاق فقال: من المتكلم فقلت له: أنا! فقال: إن ملك الموت يقول: إني بكل سخي رفيق! ثم كأنه كان فتيلة انطفت "
كل روايات السخاء كاذبة فالله لم يشرع سوى القوامة وهى العدل فى النفقة كما قال تعالى "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما"
وخطأ رواية الملكان وعظ الملائكة كل صباح ويخالف هذا أننا لا نسمع شىء من هذا الوعظ والسؤال إذا كان لا أحد يسمعهم فمع من يتكلمون أليس هذا جنونا كما أن الوحى الإلهى محفوظ لقوله "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "وما دام محفوظا فلسنا بحاجة لأى وحى أو وعظ أخر
الكتاب رغم أنه فى السياسة لم يذكر طرق تعامل ولى الأمر بالتفصيل مع الناس ولم يذكر تنظيمات الدولة ولا واجبات كل ولى أمر ولا حقوقه واكتفى بوضع عناوين وذكر روايات ولم يتدخل للشرح إلا قليلا وهو يخالف كتب السياسة التى نقدناها من قبل فى أنه لا ينقل عن كتب الكفار ممن يسمون فلاسفة أو حكماء أو غير هذا
تأليف ابن الحداد
سبب تأليف الكتاب كون العدل ميزان الله في أرضه وفى هذا قال:
"ولما كان العدل هو ميزان الله في أرضه؛ وبه يتوصل إلى أداء فرضه؛ بادرت إلى جمع لمعة فيما ورد من محاسن العدل والسياسة لذوي النفاسة وأرباب الرياسة وجعلتها كتاباً ووسمته " بالجوهر النفيس في سياسة الرئيس "
وأما دافع تأليف الكتاب فهو عدل أمير المؤمنين سعد الدنيا والدين ولي الدولة البدرية وصفي المملكة الرحيمية وقد مدحه كثيرا منه وأهداه الكتاب وقد حمله له :
"وكان الذي حداني إلى ذلك ما انتشر في البلاد، واشتهر بين العباد من حسن سيرة المولى الأمير الكبير الأسعد الأمجد العالم العادل الكامل الزاهد العابد المجاهد أخص الخواص العامل بالإخلاص كهف الفقراء والمساكين ملك الأمراء والمقدمين خالصة أمير المؤمنين سعد الدنيا والدين ولي الدولة البدرية وصفي المملكة الرحيمية خلد الله سلطانها وأعلى في الدارين مكانها وإمكانها أحسن الله عاقبته وأيد ولايته في البلاد، وجميل سيرته ومعدلته بين العباد، والعمل بالعدل والإفضال، وحب الصدقات وفعل الخيرات، والتنفيس عن المكروبين،...وأحسن إليه بإحسانه إلينا، وأنعم عليه بإنعامه علينا بمحمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين ولما تم هذا الكتاب كالدر والعقيان في نحور الحسان حملته خدمة مني لمحروس خزانته العامرة ونعمته الغامرة ليزداد من حسن سيرته وجميل معدلته ويلك نعمة أنعمها الله عليه ليؤدي شكرها إليه ثبت الله قواعد سلطانه، وأيده بتأييد أعوانه، وتولاه فيما ولاه بمحمد ومن اصطفاه"
وقد بين هدف السياسة في المقدمة وهو العمران وأمن العباد فقال:
"أما بعد؛ فإن من وصف السياسة لتعمر البلاد ويأمن العباد، ويصلح الفساد، وتجري الأمور على وفق السداد، وتنتعش الرعية وتقوى على أداء الفرائض الشرعية؛ وتلك نعمة من الله أودعها قلوب الولاة والملوك لينصفوا بين المالك والمملوك والغني والصعلوك"
كما وضح أنواع السياسة فقسمها لدنيوية ودينية فقال:
"والسياسة سياستان سياسة الدين وسياسة الدنيا فسياسة الدين ما أدى إلى قضاء الفرض وسياسة الدنيا ما أدى إلى عمارة الأرض وكلاهما يرجعان إلى العدل الذي به سلامة السلطان وعمارة البلدان، لأن من ترك الفرض قد ظلم نفسه، ومن خرب الأرض ظلم غيره قال أفلاطون الحكيم: بالعدل ثبات الأشياء وبالجور زوالها"
وهو تقسيم خاطىء فسياسة الدين أى دين الله لا توجد معها سياسة أخرى لأن الدين شرعه الله ليحكم الدنيا لقوله تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"
وبين ابن الحداد موضوعات الكتاب فقال :
"وبنيت أصول هذا الكتاب على عشرة أبواب: الباب الأول : في فضل العدل من ذوي الفضل
الباب الثاني: في فضل السياسة من أرباب الرياسة
الباب الثالث: في فضل الحلم والأناة من الملوك والولاة
الباب الرابع: في فضل العفو المشوب بالصفو
الباب الخامس: في اصطناع المعروف إلى المجهول والمعروف
الباب السادس: في مكارم الأخلاق في متوفري الخلاق
الباب السابع: في السؤدد والمروة من ذوي الفضل والفتوة
الباب الثامن: في حسن الخلق من الخلق
الباب التاسع: في فضل المشورة والرأي من ذوي الآراء
الباب العاشر: في فضل السخاء والجود المفضل في الوجود"
فى الباب الأول ذكر عدة روايات وهو :
"الباب الأول في فضل العدل من ذوي الفضل:
روي في الخبر الجلي عن الجانب المقدس النبوي أنه قال (ص): العدل ميزان الله في الأرض فمن أخذ به قاده إلى الجنة ومن تركه قاده إلى النار
وقال النبي (ص): يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة
قلت: وناهيك منها حالة على كل الأحوال فاخرة تزين دنيا وتثيب آخرة؛ أوفت عبادة العابدين مقاماً إذا نالت محاولها أفخر مآلاً وأشرف مقاماً وذلك أن العدل صفة من صفات الخالق، ورحمة موجودة في الخلائق يقمع سيفه كل باغ وعاد
وقال النبي (ص):زين الله السماء بالشمس والقمر والكواكب، وزين الأرض بالعلماء والمطر والسلطان العادل
وقال النبي (ص): إن أفضل ما يمن الله على عباده الملك الخير الفاضل وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (ص): إن المقسطين عند الله يوم القيامة على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين؛ الذين يعدلون في حكمهم وأهاليهم وما ولوا
وقال بعض الحكماء: بالراعي تصلح الرعية وبالعدل تمتلك البرية؛ ومن عدل في سلطانه استغنى عن أعوانه؛ والظلم مسلبة النعم ومجلبة النقم، وأقرب الأشياء صرعة الظلوم، وأنفذ السهام دعوة المظلوم ومن سل سيف العدوان سلب عن السلطان ... وروى جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام يرفعه إلى النبي (ص) أنه قال: ما من ملك يصل رحمه وذا قرابته ويعدل في رعيته إلا شد الله ملكه وأجزل ثوابه وأكرم مآبه وخفف حسابه"
أخطاء الفقرة هى الاستشهاد بروايات كاذبة هى:
1-يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة " والخطأ أن يوم من سلطان عادل أفضل من عبادة 60 سنة ويخالف هذا أن اليوم الواحد سيحصل فيه السلطان العادل على آلاف الحسنات إذا تبرع بمال وصلى وسار وغير هذا وأما الستين سنة فعبادتها ثوابها ألوف الألوف من الحسنات فكيف نساوى يوم بستين سنة عبادة أليس هذا عجيبا ؟
2- زين الله السماء بالشمس والقمر والكواكب، وزين الأرض بالعلماء والمطر والسلطان العادل"
الخطأ أن الأرض زينت بالعلماء والمطر والسلطان العادل فقط وهو ما يخالف أن ما يزين كثير منها الأنعام والخيل والبغال والحمير كما قال تعالى
"والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون"
3- إن المقسطين عند الله يوم القيامة على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين؛ الذين يعدلون في حكمهم وأهاليهم وما ولوا"
والخطأ أن كلتا يدى الله يمين وهو أمر محال فلابد أن يكون اتجاه واحدة منهما مخالف للأخرى وبالقطع ليس لله يدين جسميتين لأنه بهذا يشبه الإنسان وإنما هو تعبير عن القدرة الإلهية وهذا التشبيه سخالف قوله تعالى " ليس كمثله شىء"
والخطأ فى الفقرة أن بالراعى تصلح الرعية وهو ما يخالف أن باتباع الأفراد كلام الله وهو التقوى أى العبادة اى...يصلح الكل كما قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم"
وفى الباب الثانى ذكر روايات فقال:
" الباب الثاني في فضل السياسة من أرباب الرياسة:
"روي عن النبي (ص) أنه قال: أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل أشركه الله في سلطانه فجار في حكمه وقال النبي (ص): من استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها لتوجد من مسيرة خمس ماية عام وقال النبي (ص): كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ..."
الخطأ هو الاستشهاد برواية رائحة الجنة والخطأ وجود ريح للجنة تشم من مسيرة زمنية وهو تخريف لأن الريح تشم من مسافات مكانية وليس زمانية والسبب هو انتشار الريح فى المكان وأما مسيرة الزمن فتختلف من وسيلة لأخرى فمسيرة الماشى غير مسيرة راكب الحمار غير راكب الجمل غير راكب السيارة 000فبأى سرعة سير يحسب القائل ؟ كما أن الجنة فى السماء مصداق لقوله تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون "فكيف نشمها فى الأرض ؟
وأما الباب الثالث فهو :
"الباب الثالث في فضل الحلم والأناة من الملوك والولاة:
قال الهلالي؛ بلغني أن جبرئيل عليه السلام نزل على النبي (ص) فقال: يا محمد! إني أتيتك بمكارم الأخلاق كلها في الدنيا والآخرة؛ " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين "
العنوان لا يدل عليه مضمون الرواية فالرواية تتحدث عن كل الخلاق والعنوان يتحدث عن الحلم والأناة ولا شىء فى الباب عنهما وأما الباب التالى فذكر فيه روايات فقال :
"الباب الرابع في افضل العفو المشوب بالصفو:
قال النبي (ص): عفو الملوك بقاء للملك وقال النبي (ص): إن العفو لا يزيد العبد إلا عزاً فاعفوا يعزكم الله، وإن التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة فتواضعوا يرفعكم الله؛ وإن الصدقة لا تزيد المال إلا نماء فتصدقوا يزدكم الله ...."
والخطأ أن عفو الملوك يبقى الملك فيهم وهو خطأ فالنتيجة تحتمل بقاء الملك وإما الفناء حيث أن العفو وهو ترك القاب يشجه المعفو عنه بتكراره فعلته الخطأ ومنها الاستيلاء على كرسى الحكم
وفى الباي التالى تحدث عن المعروف فقال :
"الباب الخامس في اصطناع المعروف إلى المجهول والمعروف
روي عن النبي (ص) أنه قال: صدقة السر تطفئ غضب الرب، وصنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصلة الرحم تزيد في العمر وقال النبي (ص): خصلتان ليس فوقهما شيء من الشر؛ الشرك بالله والضر لعباد الله؛ وخصلتان ليس فوقهما شيء من الخير: الإيمان بالله والنفع لعباد الله وقال جعفر بن محمد عليهما السلام: إن لله تعالى وجوهاً من خلقه خلقهم لقضاء حوائج عباده يرون الجود مجداً والإفضال مغنماً والله يحب مكارم الأخلاق وقال النبي (ص): من عظمت نعمة الله عنده عظمت مؤونة الناس عليه فمن لم يحتمل تلك المؤونة عرض تلك النعمة للزوال
وقد قال النبي (ص):، رأس العقل بعد الإيمان التودد إلى الناس واصطناع المعروف إلى كل بر وفاجر ..."
الفقرة بها أخطاء وهى
1-رواية الصدقة والخطأ مخالفة أجر الصدقة للأجر فى القرآن وهو 700أو 1400حسنة مصداق لقوله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "فلا فك للشياطين ولا دفع لميتة السوء
2-رواية الحوائج واباحة الجود تناقض تحريم الله التبذير وهو الجود أى الإسراف الذى يكون وسطا كما قال تعالى "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما"
3- اصطناع المعروف للبر والفاجر فى رواية رأس العقل يناقض أن هناك أناس لا ينبغى صناعة المعروف معهم مثل المنافقين لا يجب تكرار تعليمهم للإسلام كما قال تعالى "الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله"
وأما الباب التالى ذكر روايات فيه هى :
"الباب السادس في مكارم الأخلاق من متوفري الخلاق:
قالت عائشة قال رسول الله (ص): ما جبل ولي لله إلا على السخاء وحسن الخلق وقال النبي (ص): لا يفخرن أحد على أحد فإنكم عبيد والرب واحد..:
الخطأ هنا أو ولى الأمر يجي أن يكون سخى أى جواد أو مبذر وهو ما يخالف تحريم الله التبذير وهو الجود أى الإسراف الذى يكون وسطا كما قال تعالى "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما"
وتناول فى الباب السابع روايات أخرى فقال :
"الباب السابع في السؤدد والمروة من ذوي الفضل والفتوة
قال النبي (ص): تجافوا من عقوبة ذي المروءة ما لم يقع حد، فإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وكانت العرب تسود على أشياء؛ أما مضر فكانت تسود ذا رأيها، وأما ربيعة فكانت تسود من أطعم الطعام، وأما اليمن فكانت تسود ذا النسب؛ وكانت الجاهلية لا تسود إلا من تكاملت فيه ست خصال: السخاء، والنجدة والصبر والحلم والبيان والموضع؛ وصارت في الإسلام سبعاً بالعفاف قيل لقيس بن عاصم المنقري: بم سدت قومك؟ قال: ببذل الندى، وكف الأذى، ونصر المولى .."
الأخطاء هنا هى :
1-ترك عقاب ذوى المروءة وهو ما يخالف أن ترك العقاب هو أول الطريق للظلم ومن ثم الهلاك العام فالعقوبات لابد من تنفيذها على الكل وهذه الروايات تناقض رواية"إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد"
2-أسباب السيادة تخالف عدم وجود سيادة بين المسلمين فهم اخوة وليس سادة وعبيد كما قال تعالى " إنما المؤمنون اخوة"
ثم ذكر فى الباب التالى روايات فقال:
"الباب الثامن في حسن الخلق من الخلق
قال النبي (ص): لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط الوجه والخلق الحسن وقال النبي (ص): خيركم أحسنكم أخلاقاً الذين يألفون ويؤلفون وأتاه رجل فقال: يا رسول الله! ما أفضل الأعمال؟ فقال: حسن الخلق ....وقد قال النبي (ص): حسن الخلق يمن، وسوء الخلق شؤم، وطاعة المرأة ندامة، والصدقة تدفع ميتة السوء شكى بعض الأنبياء إلى ربه عز وجل سوء خلق امرأته فأوحى إليه إني قد جعلت ذلك حظك من الأذى .."
الخطأ كون حسن الخلق أفضل الأعمال وحسن الخلق يضم كل الأعمال الصالحة ومن ثم فليس عملا حتى يوضع فى ميزان الأفضلية إلا أن يكون ضد سوء الخلق
وعنوان الباب معناه جنونى حسن الخلق من الخلق فهو فى كل الأحوال خلق
وفى أفضلية الشورى ذكر التالى :
"الباب التاسع في فضل المشورة والرأي من ذوي الآراء
قال النبي (ص): المستشار بالخيار إن شاء قال، وإن شاء سكت فلينصح وقال علي: من استبد برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها ..."
بالقطع التشاور واجب كما قال تعالى "وشاورهم فى ألأمر"
وفى الباب الأخير ذكر التالى:
"الباب العاشر في فضل السخاء والجود المفضل في الوجود:
روي عن النبي (ص) أنه قال، أشد الأعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك، ومواساة الأخ من مالك، وذكر الله تبارك وتعالى على كل حال أوحى الله تعالى إلى موسى (ص) تقتل السامري فهو سخي وقال علي: إنما أمهل فرعون مع دعواه لسهولة إذنه وبذل طعامه وقيل للحسن البصري رحمه الله: من الجواد؟ قال: الذي لو كانت الدنيا له فأنفقها لرأى بعد ذلك عليه حقوقاً قال الشاعر:
يرى حقاً وليس عليه حق ومهما قال فالحسن الجميل
وقد كان الرسول يرى حقوقاً عليه لأهلها وهو الرسول
وقال النبي (ص): ما من صباح إلا وملكان يناديان واحد بالمشرق وآخر بالمغرب: اللهم أعط منفق مال خلفاً، وممسك ماله تلفاً ....
روى أبو هريرة عن النبي (أنه قال: ما من رجل إلا وله صيت في السماء فإذا كان صيته في السماء حسناً وضع في الأرض، وإذا كان صيته سيئاً وضع في الأرض كان عبد الله بن جعفر يقول: ليس الجواد الذي يعطي بعد المسألة ولكن الجواد الذي يبتدئ لأن في بذل الوجه أكثر مما يصل إليه
..أن النبي (ص) قال للزبير: " يا زبير! إن باب الرزق بإزاء العرش ينزل الله على عباده على قدر نفقاتهم فمن كبر كبر له، ومن قلل قلل عليه " ...
قال النبي (ص): اطلبوا الرزق إلى الرحماء من أمتي تعيشوا في أكنافهم، ولا تطلبوا إلى القاسية قلوبهم فإن عليهم تنزل اللعنة
...قال أبو معيوف الحمصي، حدثني أبي أنه حضر الحكم بن المطلب حين مات فقال: اللهم هون عليه؛ فإنه كان وكان! قال، فذكرت محاسنه فأفاق فقال: من المتكلم فقلت له: أنا! فقال: إن ملك الموت يقول: إني بكل سخي رفيق! ثم كأنه كان فتيلة انطفت "
كل روايات السخاء كاذبة فالله لم يشرع سوى القوامة وهى العدل فى النفقة كما قال تعالى "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما"
وخطأ رواية الملكان وعظ الملائكة كل صباح ويخالف هذا أننا لا نسمع شىء من هذا الوعظ والسؤال إذا كان لا أحد يسمعهم فمع من يتكلمون أليس هذا جنونا كما أن الوحى الإلهى محفوظ لقوله "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "وما دام محفوظا فلسنا بحاجة لأى وحى أو وعظ أخر
الكتاب رغم أنه فى السياسة لم يذكر طرق تعامل ولى الأمر بالتفصيل مع الناس ولم يذكر تنظيمات الدولة ولا واجبات كل ولى أمر ولا حقوقه واكتفى بوضع عناوين وذكر روايات ولم يتدخل للشرح إلا قليلا وهو يخالف كتب السياسة التى نقدناها من قبل فى أنه لا ينقل عن كتب الكفار ممن يسمون فلاسفة أو حكماء أو غير هذا