رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,709
- الإقامة
- مصر
نظرات فى كتاب إجهاض الجنين المشوه نظرة بين الشرع والطب
الكتاب تأليف حمو بن عبد الله أبو بكر وفى مقدمة الكتاب قال المؤلف عن موضوعه :
"فقد ظهرت كثير من قضايا معاصرة جديدة، تقد المضجع، وتجعل العلماء – المسلمين طبعا – في حيرة من أمرهم، فمن هذه القضايا مثلا ما تطرقنا إليه في هذا البحث المتواضع إلا وهو:
" إجهاض الجنين المشوه نظرة بين الشرع والطب "
فقد كثر في زماننا هذا إجهاض الجنين بدون أي غرض أو مصلحة شرعية ولا صحية، من كثير من الجهلة والسفلة، فأصبح شيئا طبيعيا إراقة روح لا حول له ولا قوة، وذلك لمصلحة دنيوية محضة، أو مادية صرفة."
واستهل البحث بتعريف الاجهاض لغويا فقال :
"المبحث الأول:
تعريف الإجهاض
المطلب الأول الإجهاض لغة:
الإجهاض؛جهض: أجهضت الناقة إجهاضا، وأجهضت المرأة ولدها أسقطته ناقص الخلق فهي جهيض ومجهضة بالهاء، ويقال: أجهضت جنينها، وفي الحديث:«فأجهضت جنينها» ....( الإجهاض):خروج الجنين من الرحم قبل الشهر الرابع (المجهاض): التي من عادتها الإجهاض؛(ج) مجاهيض (الجهض): الولد السقط. "
ثم ذكر تعاريف الفقهاء للإجهاض فقال:
"المطلب الثاني الإجهاض عند اصطلاح الفقهاء:
لقد عرفه الفقهاء بعدة تعريفات، ولكن مدلولها واحد ولا يخرج بعيدا من مدلوله اللغوي، فسنورد بعضا منها لا على سبيل الحصر:
بأنه: « إنزال الجنين قبل أن يستكمل مدة الحمل» وقيل « هو إسقاط حمل المرأة بعد استقرارها في رحمها سواء كان قبل التخلق أو بعده» إذا أسقطت المرأة الوليد بعلاج أو شربت دواء تعمدت به إسقاطه، بمعنى أجهضته وقيل هو إسقاط المرأة جنينها بفعل منها أو من غيرها عن طريق دواء أو غيره ومن معاني الإجهاض يستعملها بعض الفقهاء:
الإسقاط كما رأينا، والإلقاء، والطرح، و الإملاص.
ثم عرف الإجهاض طبيا فذكر خلافات الأطباء فقال :
المطلب الثالث الإجهاض في اصطلاح الطبي :
ولقد اختلف الأطباء في تعريفه لعدة تعريفات، وأظن أن منطلق الخلاف يكمن في عمر الجنين من حيث: نفخ الروح فيه، واستكمال خلقته:
يعرفه بعض الأطباء بأنه خروج الجنين من الرحم قبل أن يستطيع الحياة خارجه ويعرفه آخرون بأنه خروج الجنين قبل بداية الشهر السادس للحمل أي قبل 21 أسبوعا وبعضهم يحدده قبل عشرين أسبوعا وبعضهم يعرفه بأنه نهاية الحمل قبل الأسبوع الثامن والعشرين من بداية الحمل، ويعللون ذلك: بان الطفل الذي يكمل ثمانية وعشرين أسبوعا في بطن أمه قد يولد حيا ويعيش سليما بعد ذلك، وذلك بنسبة 1%، أما إذا أكمل الثلاثين أسبوعا فتزداد نسبة مقدرته على الاستمرار في الحياة "
وانتهى الباحث إلى النتيجة التالية:
"وحسب إطلاعي البسيط أرى بأن الفقهاء والأطباء، عقدوا التعريفات، حتى أنه صار غير جامع مانع؛ والتعريف البسيط الذي أحسبه موافقا إلا وهو إسقاط الجنين من رحم المرأة، بسبب داخلي أو خارجي ؛منذ تلقيح البويضة إلى نهاية الشهر الثامن، مع عدم استطاعته الحياة خارج الرحم أو هو قتل طفل لم يولد بعد؛ في داخل أحشاء أمه، وهذا يتم بشكل مباشر من قبل المجهضين، وبقبول الأمهات، وأحيانا بضغط أو بتجاهل الآباء أو بعدم علمهم"
المتفق عليه هو إنزال أو نزول الجنين ميتا قبل موعد ولادته فالإنزال هو الإجهاض المتعمد والنزول هو الإجهاض غير المتعمد نتيجة لحوادث مثل ركوب الحامل فى سيارة تهتز فى الطريق ومثل سقوط الحامل على الأرض نتيجة اغماء أو ماء على الأرض
ثم نحدث الباحث فى المبحث الثانى عن تخلق الجنين فى الرحم وهو فصل أكثره لا علاقة له بموضوع الكتاب وهو الإجهاض وقد قمت لحذف عدة صفحات منع تتحدث عن تخلق الجنين فى بطن الأم واستهل الكلام بالبحث اللغوى ثم الاصطلاحى عن كلمة جنين فقال :
"المبحث الثاني:كيفية تخلق الجنين في الرحم
الجنين لغة:
الجنين من جن الشيء عنه أي ستره...فالجنين في اللغة: الولد مادام في بطن أمه لاستتاره فيه.(ج): أجنة، وأجنن، وقد جن الجنين في الرحم يجن جنا
الجنين في الاصطلاح:
وفي الاصطلاح لا يخرج عن المعنى اللغوي غير أن المزني من فقهاء الشافعية نقل عن الإمام الشافعي: أن الاستعمال الحقيقي للجنين فيما يكون بعد مرحلة المضغة، واستعماله فيما قبل ذلك من باب المجاز، وعبارته:قال الشافعي في الجنين:« أقل ما يكون جنينا أن يفارق المضغة والعلقة حتى يتبين منه شيء من خلق آدمي» وعرفه الشوكاني بأنه حمل المرأة مادام في بطنها وقال أبو بكر الكندي: بأنه الولد في البطن "
وهذا التعريف الاصطلاحى يناقض كون الجنين هو الطفل منذ بدايته فى بطن وهو رحم الأم كما قال تعالى " هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة فى بطون أمهاتكم"
ثم تحدث عن تكوين الجنين السليم وغير السليم فقال :
"المطلب الأول: تكوين الجنين السليم
إن رحلة تخلق الجنين التي تعتبر رحلة إلى عالم مجهول، عالم مملوء بالمعجزات؛عالم مفعم بالإثارة والمتعة، عالم كثيف بالأسرار والألغاز، فكلما ظهر شيء جديد في ميدان الطب، إلا ونجد قد لمح الله تعالى ذلك في كتابه العزيز، واهتم به اهتماما كبيرا وتذكيرا متواليا، أو أشار إليه النبي المصطفي في سنته المطهرة منذ أربعة عشر قرنا....
المطلب الثاني:
تكوين الجنين غير السليم
تطرقنا في المطلب الأول إلى كيفية تكوين الجنين في الرحم، وتعرفنا على نبذة ولو بسيطة على كيفية تخلق الجنين، بتلك المراحل الربانية التي لا يعلم حقيقتها إلا الله سبحانه وتعالى، والعلم الحديث لم يتوصل إلا على معرفة قاصرة منها، والعلم مازال يحبو نحوها، ولكن وما أوتي العلماء من العلم إلا قليلا ففي هذا المطلب سوف نعرج إلى نقطة جد هامة وهي صلب بحثنا هذا، إذ أن الجنين تعتريه بعض العوامل الداخلية( من جسم الأم ) وعوامل خارجية، تجعله يتأثر بها، وبالتالي- لا قدر الله- أن يولد الجنين مشوها، ولذا سنبين ما هي هذه العوامل المؤثرة فيه !؟، كيفية تأثرها في الجنين!؟، وما علاجها!؟.
العوامل المؤثرة في تشوه الجنين وكيفية العلاج منها طبيا أو شرعيا:
الفرع الأول:
أسباب صحية: يرى الباحثون في حقل البحوث العلمية أن دور الحامل في كسب الجنين بعض التشوهات التي تختلف أنواعها تعود جملة منها إلى أسباب صحية تؤدي إلى التشوه:
- الأمراض الخلقية التي تجعل الولادة متعسرة، مثل مرض تكون العظم الناقص....
- الأمراض العقلية والنفسية وحالات الهرس لعدم إمكانية المريضة بالعناية بمولودها.
- أمراض القلب المتمثلة في انسداد الشرايين التاجية، أو ضيق شديد في الصمامات.
- أمراض الكلى المزمنة وارتفاع نسبة البولينا في الدم أو التهاب الكلى المصحوب باستسقاء الكلي
- كما أن بعض الأجنة يبتلون بعاهات عضوية بسبب عوارض نفسية منها:
أ -عدم التحام القفص الصدري بعظم القص وفي هذه الحالة يكون القلب سطحيا.
ب -شق القحف: هذا الشق ينشأ بعدم اتصال أنسجة بين عظام الجمجمة.
ت- بقاء جدار البطن مفتوحا يؤدي إلى خروج الأمعاء
- عمر الأم: تدل البحوث العلمية أن عمر الأم له تأثير في الجنين، فقالت:إن السن من 20 إلى 35 هو أنسب أعمار الحمل، وأقل من 20 سنة يكون له تأثير لعدم نضج الجهاز التناسلي، وأن ما فوق 35 قد يؤدي إلى طول المخاض وصعوبته، ويسبب في ضعف العقل عند المواليد فينا بعد
- المرض:يتأثر به الجنين تأثرا خطيرا إذا تعرضت الأم للعدوى بمرض خطير وهي حاملة، ونعلم أن المرض يؤثر في عملية تمثيل الغذائي، والتركيب الكميائي للدم مما يؤثر في نمو الجنين، فإن اضطراب إفرازات الغدد النخامية والدرقية والكظرية له تأثير في نمو الجنين، كما أن التعب والإرهاق الشديد يزيد في حركة الجنين في الرحم "
الفرع الثاني:
أسباب وراثية:
تعتبر الأسباب الصيغية والوراثية مسؤولة عن 30% إلى 40% من جميع التشوهات:
- تشوهات في مرحلة النطفة: إن معظم تشوهات الأجنة تحدث في مرحلة مبكرة جدا من تكوين الجنين، بل إنها تحدث قبل أن يتكون الجنين في معظم الحالات، وذلك لو وجد خلل في النطفة الذكرية(الحيوان المنوي) أو في النطفة الأنثوية(البيضة)، أوفي نطفة الأمشاج، كما أن الخلل يحدث في أثناء تكون الأريحة (الكرة الجرثومية) أو أثناء الإنغراز والتعلق.
من حسن الحظ أن معظم هذه الأجنة تسقطها الحامل قبل علمها أنها حامل، وهذا بنسبة60% إلى 70% من حالات الحمل المبكر، والتشوهات في مرحلة النطفة تحدث عن خلل ناتج في الصبغيات لأثناء فترة الانقسام الاختزالي، أثناء تكون الحيوان المنوي أو أثناء تكون البيضة، مما يؤدي إلى:
أ الخلل في عدد الصبغيات: إما بزيادة أو نقصان فبدلا من وجود 23كرومزوم في الحيوان المنوي أو البيضة يكون هناك24 أو22كرومزوم.
ب الخلل في تركيب أحد الصبغيات بزيادة طوله أو نقصانه نتيجة فقدان جزء من الكرومزوم أو التصاقه بكرومزوم آخر.
ت كما يتم تقسيم الخلية بعد تلقيحها لتكون كل مجموعة منها على حده، إذا كان هذا الانفصال متأخرا في تكوين اللوح الجنيني- في حالة التوائم- فإن ذلك يؤدي إلى تكوين جنينين بكيس واحد وغشاء مشيمي واحد لهما جميعا، فإذا كان الانفصال غير تام كذلك أدى إلى ولادة توائم متصلة ؛وتسمى التوائم السامية
الأمراض الوراثية: تنتقل بعض الأمراض الوراثية فتصيب 50% من الذرية، وتنتقل الأخرى بصفة متنحية، ويؤدي بي الأقارب إلى أمراض وراثية، وغالبها ليس لها علاج ومن هذه الأمراض: مرض رقص هنتنجتونHuntigt-ns charea)) وهو نوع من الشلل الرقاص، ترفقه إصابة عقلية، لا تظهر عوارضه إلا في الأرعين من العمر، وبما ان المرض لا يظهر إلا في هذه السن المتأخرة مما يؤدي إلى نقل المرض إلى أبنائه، وتمكن الطب معرفة وجود المرض الواقع في الكرومزوم الرابع.
مرض الضمور العضلي:ينتقل وراثيا من أمهات يحملن مرض على الصبغي (x) ويصيب الذكور، تظهر أعراضه منذ سنتين الأولى باضطراب عضلي خاص في الفخدين والحوض ويؤدي إلى عجز مطلق يلزم الفراش منذ السن العاشرة، ويتبعه الموت في نواحي العشرين من عمره بخلل في التنفس وإصابة عضلة القلب مرض الطلاسيميا:وهو فقر الدم وراثي، بعض أنواع الطلاسيميا تؤدي إلى موت الجنين بين الأسبوع 26، 40من الحمل.
العوامل الجرثومية:
توصل البحث العلمي إلى وجود بعض الأمراض الوراثية التي لها تأثير شديد على الجنين ومن حسن الحظ أن أغلب خذه الميكروبات لا تصل إلى الجنين بسبب وجود المشيمة، وإن وصل شيء منها يكون جهاز المقاومة في جسم الإنسان قد قضى عليه، غير أن هناك مجموعة من الفيروسات والبكتيريا التي تصل إلى الجنين وتحدث في تشويها، ومن هذه الفيروسات والميكروبات ناتجة عن أمراض منها:
أ الإيدز: مرض ينتقل عبر المشيمة إلى الجنين خاصة بعد الأسبوع الخامس عشر للحمل، ويرتفع احتمال العدوى عند الولادة عند مرور بإفرازات المهبل الموبوءة ونسبة العدوى 50%
ب الزهري(AIDS): هو مرض فتاك.
ت الهربس(Herpes): يصيب الجلد، ويسبب في صغر حجم الدماغ.
ث فيروس الحصبة الألمانية: له تلقيح قبل الحمل، وإذا لم تلقح المرأة فقد يشوه الجنين بعدة أمراض فتسبب له:تخلف في نمو العقل، إضطرابات في الرؤية، وخلل في الكبد...
وهنا أمراض جرثومية عديدة قد توصل إليها الأطباء بأنها تؤثر في الجنين عند تخلقه
سنوضح بعض المواد المسخية في هذا الجدول مع الفترة التي تؤثر فيها على الجنين، وما هي أنواع التشوهات التي تسببها:
الأمراض الجرثومية.. الفترة.. التشوه
1. فيروز الحصبة.. من 0 إلى 60 يوما.. عيوب خلقية في القلب والساد(الماء الأبيض) و الصمم.
2. عقار ثاليدومايد.. من 21 إلى 40 يوما.. عدم نمو الأطراف.
3. هرمونات الذكورة.. قبل اليوم التسعين... تضخم البظر، وقفل الشفرين، بحيث تبدو البنت عند الولادة على هيئة ذكر.
4. هرمونات الذكورة.. بعد اليوم التسعين.. نمو البظر فقط
5. تتراسيكلين.. حوالي 120يوما أو بعدها.. تلوين الأسنان الأولية اللبنية والدائمة
ومم نعده من الأمراض الخطيرة:
يؤكد علماء الوراثة خطورة اختلاف بين نوع دم الأم ودم الجنين، من حيث:العامل الريزيني، فهذا يحدث عند اختلاف فصيلة دم الأم عن فصيلة دم الأب، كأن تكون فصيلة دم الأم سالبة (Rh-)، وفصيلة دم الأب موجبة(Rh+) أو العكس، فإذا الجنين أخذ فصيلة موجبة(Rh+)بعامل الوراثة من أبيه يؤدي إلى تكوين أجسام مضادة في جسم الأم وإلى اضطراب في توزيع الأكسجين وعدم نضج خلايا الدم وتدمير كريات الحمراء عند الجنين الثاني، مما يؤدي إلى موت الجنين ووقوع الإجهاض أو موته بعد الولادة بقليل ، ولهذا إذا اختلفت الفصيلتين فصيلة الأم والجنين، فحينها تعطى حقنة للأم قبل مرور 48 ساعة بعد الولادة."
ما ذكره الباحث من أسباب تؤدى للتشوه وهى الأسباب الصحية والأسباب الوراثية والعوامل الجرثومية ليست أسبابا شاملة كما ان تلك الأسباب لا تؤدى بالضرورة إلى نتائج واحدة فى كل الحالات المشابهة فتأثير تعاطى دواء واحد فى حالتين مثلا قد يؤدى لتشوه واحد وعلاج الأخر وما يسمى خطأ بالأسباب الوراثية وهو تأثير جسم الأم على الجنين ليس واحدا فى كل الاخوة فبعضهم يأتى سليما وبعضهم يأتى مريضا وقد يأتون جميعا سلماء صحيا بل إن حالات التشوه أو المرض تحدث فيما يسمى زواج الأباعد أكثر بكثير من حالات زواج الأقارب ومن غرائب الحياة أن البعض يتزوج نساء هرس لا يتكلمن ومع هذا ينحبن أولاد متكلمين بطلاقة وفى حالات أخرى نساء ورجال يتكلمون بطلاقة ينجبن أولاد مصابون بخرس مؤقت وهو ليس خرس وهو ما يطلقون عليه التوحد وعلى كل واحد أن يفكر فيمن حوله من حالات الاعاقة او التشوه الخلقى ليعرف الحقيقة ومن ثم فلا يوجد قانون محدد لولادة طفل مشوه أو طفلة مشوهة لأن هذا يعود لإرادة الله وهى مشيئته فى تصوير الأجنة وفى هذا قال تعالى " هو الذى يصوركم فى الأرحام كيف يشاء"
ثم تحدث عن علاج التشوهات فقال :
"العلاج منها:
منع حدوث التشوهات:إن من أهم مقاصد الشريعة المحافظة على النسل والنفس، فلا بد علينا أن نحافظ عليهما أيما محافظة، فنبذل كل جهدنا للمحافظة عليما، ونتوكل على الله فيما لا استطاعة لنا به ففي القرآن الكريم نجد دعوة الأنبياء بان يرزقهم ذرية طيبة، فمثلا زكرياء (ص) قال: { رب هب لي من لدنك ذرية طيبة } ، ودعا المؤمنون ربهم قائلين: { ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما } ، ولا تكون الذرية قرة عين إذا كان فيها مشوه الخلقة، كأن يكون ناقص الخلقة متخلف عقليا أو ذهنيا.
ولكي نحافظ على صحتنا وصحة أولادنا فلا بد من عدة توصيات، منها ما جاء على لسان الله سبحانه وتعالى أو على النبي المصطفى (ص)، أو ما جاء على الصحابة الكرام، أو على ألسنة العلماء والأطباء فسنجمل بعضها فيما يلي:
قبل أن نسترسل في التوصيات فلا بد لنا من معرفة شيء معلوم من الدين بالضرورة، بان الله تعالى هو المقدر، والمشيئة تعود إليه فلا معقب لحكمه، وأنه هو الذي يقدر لنا الشفاء، فليس نحن ولا الأطباء، ولكن لابد علينا أن نتخذ الأسباب، فلا نقول إن الله قدر ما شاء فعل فلا اعتبار لتحركاتنا ولا لعلمنا، فهذا هو عين الخطأ، فكل شيء يأتي باتخاذ الأسباب والعمل، فالسماء لا تمطر ذهبا ولا يتأتى الشفاء والسلامة بالجلوس وانتظار أمر الله. { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } ، وقال: { وإذا مرضت فهو يشفين }
فقد ورد عن النبي (ص)أنه قال:« تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس»
وقال أيضا:« إياكم وخضراء الدمن، قيل يارسول الله: وما خضراء الدمن؟، قال:الحسنا في منبت السوء»
فهذه الأحاديث تؤكد أهمية الصفات الوراثية التي تنتقل من الآباء والأمهات إلى الأبناء والأحفاد..، فلم يقتص الرسول (ص)على الأمراض الجسمانيية فقط بل تعداها إلى ما هو أعمق منه وهي الأمراض النفسية والأخلاقية، وإن مدى فهم الرسول (ص)إلى أسرار الوراثة وسعة علمه بمكوناتها وخفاياها مع قدرته التي لا تدان في الحوار والإقناع.
فعن أبي هريرة انه قال: جاء رجل من بني فزارة إلى رسول الله (ص)فقال له: ولدت امرأتي غلاما أسودا وهو يعرض بان ينفيه، فقال رسول الله (ص)« هل لك من الإبل؟، قال:نعم، قال: ما ألوانها؟، قال:حمر، قال:هل فيها من أوراق؟(أي أسمر أو ما كان لونه كلون الرماد)، قال:إن فيها لورقا، قال:فمن أين أتاها ذلك؟قال:عسى أن يكون نزعه عرق، قال:فهذا عسى أن يكون نزعه عرق» ، ولم يرخص له الانتفاء منه قال ابن حجر في تلخيص الحبير: أنهم بحثوا فوجدوا له جدة سوداء من جهة أمه وهكذا حدث المصطفى (ص)أن هناك صفات وراثية متنحية Aut_Recessive قد لا تكون ظاهرة في الوالدين ولكن تظهر في ربع الذرية تقريبا حسب قانون مندل كما نبه عمر بن الخطاب إلى مخاطرة الزواج بين الأقارب إذا تكرر عدة مرات في الأسرة الواحدة، فقال:« لا تنكحوا القرابة القريبة فإن الولد يخلق ضاويا » ، وقيل عنه انه قال لقبيلة من العرب تسمى بني السائب، فقال لها « يا بني السائب إنكم قد أضويتم فأنكحوا في النزائع» أي تزوجوا من البعيدات لكي لا تضعفوا، وفي معنى الحديث قول الشاعر:
«تجاوزت بنت العم وهي سليلة مخافة أن تضوي علي سليلي» وقد سمعت أنه ثبت علميا أنه إذا تزج رجل مثقف امرأة من أسرة مثقفة فإن ذريتهم تكون كذلك، وهذا نسقطه على كل الصفات الحسنة إما خلقيا أو خلقيا فقد نبه النبي (ص)في عدة أحاديث يطول المقام ذكرها إلى اختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح، ولا يقتصر الصلاح إلا في الخلق والدين، بل نستنتج كذلك حتى عدم وجود أمراض وراثية لكيلا تنتقل إلى النسل فتشوهه. وقد كره بعض الفقهاء الزواج بالقريبات منهم الإمام الشافعي وخاصة إذا انغلقت الأسرة بنفسها."
الأخطاء هنا هى :
الأول أن زواج الأقارب يجلب أولاد مشوهين غالبا وهو كلام لا يمت للحقيقة بصلة فلو كان فيه ضرر لحرمه الله ولكنه أباحه فطالبه بزواج أولاد عمه وعماته وخاله وحالاته فقال "يا أيها النبى إنا أحللنا لك أزواجك اللاتى أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتى هاجرن معك"
الثانى حكاية الوراثة الجسدية هى أمر غير مسلم به خاصة ان الاخوة ليسوا نسخة واحدة وإنما غالبا مختلفون ولو اتخذنا الشبه لاثبات القرابة فهو أمر غير سليم بدليل أن المسيح(ص) كان ابنا وحيدا من غير أب ومع هذا كان له شبيه كما قال تعالى "ولكنه شبه لهم"
ومن يدرس نصوص القرآن يجد النباتات منها المتشابه ومنها غير المتشابه مع كونهم نوع واحد كما قال تعالى "وهو الذى أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه"
الثالث أن المنبت وهم المربون ينتج عنه سوء إن كان سيىء وطيب إن كان طيب وهو ما يخالف أن ابن نوح(ص) كان فى منبت طيب وخرج كافر وإبراهيم(ص) كان فى منبت سوء والده صانع الأصنام وبائعها ومع هذا خرج طيبا
وذكر الباحث التالى:
"وكذلك أباح بعض الفقهاء رد المهر إذا وجد عيبا في أحد الزوجين كبرص أو جذام...ومن أهم العلاج الذي يقض على أغلب هذه الأمراض الوراثية، إلا وهو الفحص الطبي قبل الزواج وهو مهم جدا في نظري، بل أقول أكثر من ذلك فالأحسن قبل الخطبة عند لاختيار، ويكون شرطا من شروط الخطبة، لأنه يؤدي إلى التهلكة، وإلى ظهر أمراض عديدة، ولذلك نتبع قاعدة سد الذرائع، فلا بد من فحص طبي لكلا الخطيبين، وفحص طبي لأسرة الخطيبين ربما هناك مرضا وراثيا سوف يظهر في نسلهما، وذلك مع تطور الطب الحديث، وتطور الوسائل، فإذا كان هناك مرض – لا قدر الله- قضي عليه و إلا فسخت الخطبة لوجود ضرر أكيد الحصول."
هذا الكلام كلام أناس مجانين فالمهر واحد للسليمة والمريضة فالمصابة بالمرض لم تصب نفسها به حتى يعاقبها الناس بما ليس فى يدها ولا فى يد بشر كالبرص او الجذام ثم لماذا يتكلمون عن النساء المريضات ولا يقولون مثلا حتى يكون الكلام متناسبا وليس عادلا لكونه ظلم وكفر أن الرجال المرضى عليهم زيادة المهر للنساء اللاتى يتزوجنهم لأن بهم عيبا؟
وما قاله الرجل عن الفحص الطبى قبل الزواج هو ضرب من الخبل لأنه يحرم ما أحل الله نتيجة ظنون قد تحدث أو لا تحدث فهو محرم لكونه من علم الغيب الذى لا يعلمه إلا الله فأى علم هذا الذى يعرف المستقبل الذى يعرفه الله وحده
والفحص الطبى الشامل يتسبب فى مشكلات نفسيه لفئة معينة هم العقماء فمن يتصور نفس العقيم وقد خرجت نتيجة التحاليل أنه عقيم أو يتصور عقيمة سيجد صدمة كبرى قد تدفع البعض للانتحار وقد تدفع البعض للجنون وقد تدفع البعض إلى احداث مشكلات للأخرين
ثم تحدث الباحث عن العوامل الخارجية التى تؤثر على الجنين فقال :
"الفرع الثالث:
العوامل الخارجية:
a) العلاج بالعقاقير: تختلف العقاقير في تأثيرها على تشويه الجنين ؛منها ما يسبب تشوهات خطيرة إذا ما تناولتها الأم الحامل، خاصة في مرحلة تخلق الأعضاء، فمن هذه المضادات الحيوية المضرة بالجنين:
- البروجسترون ومشتقات الأستروجين الموجود في حبوب منع الحمل...
- وهناك عدة أدوية متهمة بالتشوهات خاصة المستعملة يوميا، مثل: المسكنات، الأنسولين...
- الأدوية المستعملة لمعالجة الصرع، إن أهم دواء يستخدم في الصرع لمدة طويلة هو:عقر الفينوتوين (PHengt-in) المستعمل في حالات الصرع الكبير إذا تناولته الحامل فإن ذلك يؤثر على الجنين ويؤدي إلى توقف النمو داخل الرحم ...وكذلك عقار الثاليدومين:الذي أدى إلى قرابة 10,000طفل بتشوهات خلقية، فيكون الطفل بدون أطراف، وتشوهات في القلب والجهاز الهضمي وقد سحب هذا الدواء من السوق سنة 1962م.
b) العلاج الكميائي:« يبقى العلاج الكميائي الذي يوقف الانقسامات الخلوية في حالات مرضية معينة كالسرطان حتمية لا غنى عنهاc)
العلاج بالأشعة:لم تعد تستعمل الأشعة السينية(xRay) في فحص الحمل مند بداية القرنفي عام 1920م سجل Aschenhein حالة طفل ولد متخلف عقليا مع صغر الدماغ، ...
d) المسكرات والمخدرات:
التدخين: بينت أن الأبحاث العلمية الطبية أن التدخين يؤدي إلى تأخير نمو الجنين.
كما أن المواد الكحولية بكل أنواعها من أهم أسباب تخلف العقلي لدى الجنين، ويؤدي إلى تشوهات في صغر الدماغ، وصغر الفك...
المخدرات:فتورث تشوهات مختلفة حسب أنواعها، وعموما أنها تصيب الجهاز العصبي بأضرار بالغة، وتؤثر على الأعضاء التناسلية، وتسبب تخلف عقلي.
كما أن العوامل البيئية تتأثر في تشويه الجنين، فكما نعلم أن البيئة أصبحت ملوثة، خاصة في المناطق التي تتركز فيها الصناعات ؛صناعات المواد الكيماوية والإشعاعية، أو بسبب الحروب، لأنهم يستعملون أسلحة فتاكة كمياوية، مثل ما حدث في اليابان، وما حدث في العراق مؤخرا.
الكتاب تأليف حمو بن عبد الله أبو بكر وفى مقدمة الكتاب قال المؤلف عن موضوعه :
"فقد ظهرت كثير من قضايا معاصرة جديدة، تقد المضجع، وتجعل العلماء – المسلمين طبعا – في حيرة من أمرهم، فمن هذه القضايا مثلا ما تطرقنا إليه في هذا البحث المتواضع إلا وهو:
" إجهاض الجنين المشوه نظرة بين الشرع والطب "
فقد كثر في زماننا هذا إجهاض الجنين بدون أي غرض أو مصلحة شرعية ولا صحية، من كثير من الجهلة والسفلة، فأصبح شيئا طبيعيا إراقة روح لا حول له ولا قوة، وذلك لمصلحة دنيوية محضة، أو مادية صرفة."
واستهل البحث بتعريف الاجهاض لغويا فقال :
"المبحث الأول:
تعريف الإجهاض
المطلب الأول الإجهاض لغة:
الإجهاض؛جهض: أجهضت الناقة إجهاضا، وأجهضت المرأة ولدها أسقطته ناقص الخلق فهي جهيض ومجهضة بالهاء، ويقال: أجهضت جنينها، وفي الحديث:«فأجهضت جنينها» ....( الإجهاض):خروج الجنين من الرحم قبل الشهر الرابع (المجهاض): التي من عادتها الإجهاض؛(ج) مجاهيض (الجهض): الولد السقط. "
ثم ذكر تعاريف الفقهاء للإجهاض فقال:
"المطلب الثاني الإجهاض عند اصطلاح الفقهاء:
لقد عرفه الفقهاء بعدة تعريفات، ولكن مدلولها واحد ولا يخرج بعيدا من مدلوله اللغوي، فسنورد بعضا منها لا على سبيل الحصر:
بأنه: « إنزال الجنين قبل أن يستكمل مدة الحمل» وقيل « هو إسقاط حمل المرأة بعد استقرارها في رحمها سواء كان قبل التخلق أو بعده» إذا أسقطت المرأة الوليد بعلاج أو شربت دواء تعمدت به إسقاطه، بمعنى أجهضته وقيل هو إسقاط المرأة جنينها بفعل منها أو من غيرها عن طريق دواء أو غيره ومن معاني الإجهاض يستعملها بعض الفقهاء:
الإسقاط كما رأينا، والإلقاء، والطرح، و الإملاص.
ثم عرف الإجهاض طبيا فذكر خلافات الأطباء فقال :
المطلب الثالث الإجهاض في اصطلاح الطبي :
ولقد اختلف الأطباء في تعريفه لعدة تعريفات، وأظن أن منطلق الخلاف يكمن في عمر الجنين من حيث: نفخ الروح فيه، واستكمال خلقته:
يعرفه بعض الأطباء بأنه خروج الجنين من الرحم قبل أن يستطيع الحياة خارجه ويعرفه آخرون بأنه خروج الجنين قبل بداية الشهر السادس للحمل أي قبل 21 أسبوعا وبعضهم يحدده قبل عشرين أسبوعا وبعضهم يعرفه بأنه نهاية الحمل قبل الأسبوع الثامن والعشرين من بداية الحمل، ويعللون ذلك: بان الطفل الذي يكمل ثمانية وعشرين أسبوعا في بطن أمه قد يولد حيا ويعيش سليما بعد ذلك، وذلك بنسبة 1%، أما إذا أكمل الثلاثين أسبوعا فتزداد نسبة مقدرته على الاستمرار في الحياة "
وانتهى الباحث إلى النتيجة التالية:
"وحسب إطلاعي البسيط أرى بأن الفقهاء والأطباء، عقدوا التعريفات، حتى أنه صار غير جامع مانع؛ والتعريف البسيط الذي أحسبه موافقا إلا وهو إسقاط الجنين من رحم المرأة، بسبب داخلي أو خارجي ؛منذ تلقيح البويضة إلى نهاية الشهر الثامن، مع عدم استطاعته الحياة خارج الرحم أو هو قتل طفل لم يولد بعد؛ في داخل أحشاء أمه، وهذا يتم بشكل مباشر من قبل المجهضين، وبقبول الأمهات، وأحيانا بضغط أو بتجاهل الآباء أو بعدم علمهم"
المتفق عليه هو إنزال أو نزول الجنين ميتا قبل موعد ولادته فالإنزال هو الإجهاض المتعمد والنزول هو الإجهاض غير المتعمد نتيجة لحوادث مثل ركوب الحامل فى سيارة تهتز فى الطريق ومثل سقوط الحامل على الأرض نتيجة اغماء أو ماء على الأرض
ثم نحدث الباحث فى المبحث الثانى عن تخلق الجنين فى الرحم وهو فصل أكثره لا علاقة له بموضوع الكتاب وهو الإجهاض وقد قمت لحذف عدة صفحات منع تتحدث عن تخلق الجنين فى بطن الأم واستهل الكلام بالبحث اللغوى ثم الاصطلاحى عن كلمة جنين فقال :
"المبحث الثاني:كيفية تخلق الجنين في الرحم
الجنين لغة:
الجنين من جن الشيء عنه أي ستره...فالجنين في اللغة: الولد مادام في بطن أمه لاستتاره فيه.(ج): أجنة، وأجنن، وقد جن الجنين في الرحم يجن جنا
الجنين في الاصطلاح:
وفي الاصطلاح لا يخرج عن المعنى اللغوي غير أن المزني من فقهاء الشافعية نقل عن الإمام الشافعي: أن الاستعمال الحقيقي للجنين فيما يكون بعد مرحلة المضغة، واستعماله فيما قبل ذلك من باب المجاز، وعبارته:قال الشافعي في الجنين:« أقل ما يكون جنينا أن يفارق المضغة والعلقة حتى يتبين منه شيء من خلق آدمي» وعرفه الشوكاني بأنه حمل المرأة مادام في بطنها وقال أبو بكر الكندي: بأنه الولد في البطن "
وهذا التعريف الاصطلاحى يناقض كون الجنين هو الطفل منذ بدايته فى بطن وهو رحم الأم كما قال تعالى " هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة فى بطون أمهاتكم"
ثم تحدث عن تكوين الجنين السليم وغير السليم فقال :
"المطلب الأول: تكوين الجنين السليم
إن رحلة تخلق الجنين التي تعتبر رحلة إلى عالم مجهول، عالم مملوء بالمعجزات؛عالم مفعم بالإثارة والمتعة، عالم كثيف بالأسرار والألغاز، فكلما ظهر شيء جديد في ميدان الطب، إلا ونجد قد لمح الله تعالى ذلك في كتابه العزيز، واهتم به اهتماما كبيرا وتذكيرا متواليا، أو أشار إليه النبي المصطفي في سنته المطهرة منذ أربعة عشر قرنا....
المطلب الثاني:
تكوين الجنين غير السليم
تطرقنا في المطلب الأول إلى كيفية تكوين الجنين في الرحم، وتعرفنا على نبذة ولو بسيطة على كيفية تخلق الجنين، بتلك المراحل الربانية التي لا يعلم حقيقتها إلا الله سبحانه وتعالى، والعلم الحديث لم يتوصل إلا على معرفة قاصرة منها، والعلم مازال يحبو نحوها، ولكن وما أوتي العلماء من العلم إلا قليلا ففي هذا المطلب سوف نعرج إلى نقطة جد هامة وهي صلب بحثنا هذا، إذ أن الجنين تعتريه بعض العوامل الداخلية( من جسم الأم ) وعوامل خارجية، تجعله يتأثر بها، وبالتالي- لا قدر الله- أن يولد الجنين مشوها، ولذا سنبين ما هي هذه العوامل المؤثرة فيه !؟، كيفية تأثرها في الجنين!؟، وما علاجها!؟.
العوامل المؤثرة في تشوه الجنين وكيفية العلاج منها طبيا أو شرعيا:
الفرع الأول:
أسباب صحية: يرى الباحثون في حقل البحوث العلمية أن دور الحامل في كسب الجنين بعض التشوهات التي تختلف أنواعها تعود جملة منها إلى أسباب صحية تؤدي إلى التشوه:
- الأمراض الخلقية التي تجعل الولادة متعسرة، مثل مرض تكون العظم الناقص....
- الأمراض العقلية والنفسية وحالات الهرس لعدم إمكانية المريضة بالعناية بمولودها.
- أمراض القلب المتمثلة في انسداد الشرايين التاجية، أو ضيق شديد في الصمامات.
- أمراض الكلى المزمنة وارتفاع نسبة البولينا في الدم أو التهاب الكلى المصحوب باستسقاء الكلي
- كما أن بعض الأجنة يبتلون بعاهات عضوية بسبب عوارض نفسية منها:
أ -عدم التحام القفص الصدري بعظم القص وفي هذه الحالة يكون القلب سطحيا.
ب -شق القحف: هذا الشق ينشأ بعدم اتصال أنسجة بين عظام الجمجمة.
ت- بقاء جدار البطن مفتوحا يؤدي إلى خروج الأمعاء
- عمر الأم: تدل البحوث العلمية أن عمر الأم له تأثير في الجنين، فقالت:إن السن من 20 إلى 35 هو أنسب أعمار الحمل، وأقل من 20 سنة يكون له تأثير لعدم نضج الجهاز التناسلي، وأن ما فوق 35 قد يؤدي إلى طول المخاض وصعوبته، ويسبب في ضعف العقل عند المواليد فينا بعد
- المرض:يتأثر به الجنين تأثرا خطيرا إذا تعرضت الأم للعدوى بمرض خطير وهي حاملة، ونعلم أن المرض يؤثر في عملية تمثيل الغذائي، والتركيب الكميائي للدم مما يؤثر في نمو الجنين، فإن اضطراب إفرازات الغدد النخامية والدرقية والكظرية له تأثير في نمو الجنين، كما أن التعب والإرهاق الشديد يزيد في حركة الجنين في الرحم "
الفرع الثاني:
أسباب وراثية:
تعتبر الأسباب الصيغية والوراثية مسؤولة عن 30% إلى 40% من جميع التشوهات:
- تشوهات في مرحلة النطفة: إن معظم تشوهات الأجنة تحدث في مرحلة مبكرة جدا من تكوين الجنين، بل إنها تحدث قبل أن يتكون الجنين في معظم الحالات، وذلك لو وجد خلل في النطفة الذكرية(الحيوان المنوي) أو في النطفة الأنثوية(البيضة)، أوفي نطفة الأمشاج، كما أن الخلل يحدث في أثناء تكون الأريحة (الكرة الجرثومية) أو أثناء الإنغراز والتعلق.
من حسن الحظ أن معظم هذه الأجنة تسقطها الحامل قبل علمها أنها حامل، وهذا بنسبة60% إلى 70% من حالات الحمل المبكر، والتشوهات في مرحلة النطفة تحدث عن خلل ناتج في الصبغيات لأثناء فترة الانقسام الاختزالي، أثناء تكون الحيوان المنوي أو أثناء تكون البيضة، مما يؤدي إلى:
أ الخلل في عدد الصبغيات: إما بزيادة أو نقصان فبدلا من وجود 23كرومزوم في الحيوان المنوي أو البيضة يكون هناك24 أو22كرومزوم.
ب الخلل في تركيب أحد الصبغيات بزيادة طوله أو نقصانه نتيجة فقدان جزء من الكرومزوم أو التصاقه بكرومزوم آخر.
ت كما يتم تقسيم الخلية بعد تلقيحها لتكون كل مجموعة منها على حده، إذا كان هذا الانفصال متأخرا في تكوين اللوح الجنيني- في حالة التوائم- فإن ذلك يؤدي إلى تكوين جنينين بكيس واحد وغشاء مشيمي واحد لهما جميعا، فإذا كان الانفصال غير تام كذلك أدى إلى ولادة توائم متصلة ؛وتسمى التوائم السامية
الأمراض الوراثية: تنتقل بعض الأمراض الوراثية فتصيب 50% من الذرية، وتنتقل الأخرى بصفة متنحية، ويؤدي بي الأقارب إلى أمراض وراثية، وغالبها ليس لها علاج ومن هذه الأمراض: مرض رقص هنتنجتونHuntigt-ns charea)) وهو نوع من الشلل الرقاص، ترفقه إصابة عقلية، لا تظهر عوارضه إلا في الأرعين من العمر، وبما ان المرض لا يظهر إلا في هذه السن المتأخرة مما يؤدي إلى نقل المرض إلى أبنائه، وتمكن الطب معرفة وجود المرض الواقع في الكرومزوم الرابع.
مرض الضمور العضلي:ينتقل وراثيا من أمهات يحملن مرض على الصبغي (x) ويصيب الذكور، تظهر أعراضه منذ سنتين الأولى باضطراب عضلي خاص في الفخدين والحوض ويؤدي إلى عجز مطلق يلزم الفراش منذ السن العاشرة، ويتبعه الموت في نواحي العشرين من عمره بخلل في التنفس وإصابة عضلة القلب مرض الطلاسيميا:وهو فقر الدم وراثي، بعض أنواع الطلاسيميا تؤدي إلى موت الجنين بين الأسبوع 26، 40من الحمل.
العوامل الجرثومية:
توصل البحث العلمي إلى وجود بعض الأمراض الوراثية التي لها تأثير شديد على الجنين ومن حسن الحظ أن أغلب خذه الميكروبات لا تصل إلى الجنين بسبب وجود المشيمة، وإن وصل شيء منها يكون جهاز المقاومة في جسم الإنسان قد قضى عليه، غير أن هناك مجموعة من الفيروسات والبكتيريا التي تصل إلى الجنين وتحدث في تشويها، ومن هذه الفيروسات والميكروبات ناتجة عن أمراض منها:
أ الإيدز: مرض ينتقل عبر المشيمة إلى الجنين خاصة بعد الأسبوع الخامس عشر للحمل، ويرتفع احتمال العدوى عند الولادة عند مرور بإفرازات المهبل الموبوءة ونسبة العدوى 50%
ب الزهري(AIDS): هو مرض فتاك.
ت الهربس(Herpes): يصيب الجلد، ويسبب في صغر حجم الدماغ.
ث فيروس الحصبة الألمانية: له تلقيح قبل الحمل، وإذا لم تلقح المرأة فقد يشوه الجنين بعدة أمراض فتسبب له:تخلف في نمو العقل، إضطرابات في الرؤية، وخلل في الكبد...
وهنا أمراض جرثومية عديدة قد توصل إليها الأطباء بأنها تؤثر في الجنين عند تخلقه
سنوضح بعض المواد المسخية في هذا الجدول مع الفترة التي تؤثر فيها على الجنين، وما هي أنواع التشوهات التي تسببها:
الأمراض الجرثومية.. الفترة.. التشوه
1. فيروز الحصبة.. من 0 إلى 60 يوما.. عيوب خلقية في القلب والساد(الماء الأبيض) و الصمم.
2. عقار ثاليدومايد.. من 21 إلى 40 يوما.. عدم نمو الأطراف.
3. هرمونات الذكورة.. قبل اليوم التسعين... تضخم البظر، وقفل الشفرين، بحيث تبدو البنت عند الولادة على هيئة ذكر.
4. هرمونات الذكورة.. بعد اليوم التسعين.. نمو البظر فقط
5. تتراسيكلين.. حوالي 120يوما أو بعدها.. تلوين الأسنان الأولية اللبنية والدائمة
ومم نعده من الأمراض الخطيرة:
يؤكد علماء الوراثة خطورة اختلاف بين نوع دم الأم ودم الجنين، من حيث:العامل الريزيني، فهذا يحدث عند اختلاف فصيلة دم الأم عن فصيلة دم الأب، كأن تكون فصيلة دم الأم سالبة (Rh-)، وفصيلة دم الأب موجبة(Rh+) أو العكس، فإذا الجنين أخذ فصيلة موجبة(Rh+)بعامل الوراثة من أبيه يؤدي إلى تكوين أجسام مضادة في جسم الأم وإلى اضطراب في توزيع الأكسجين وعدم نضج خلايا الدم وتدمير كريات الحمراء عند الجنين الثاني، مما يؤدي إلى موت الجنين ووقوع الإجهاض أو موته بعد الولادة بقليل ، ولهذا إذا اختلفت الفصيلتين فصيلة الأم والجنين، فحينها تعطى حقنة للأم قبل مرور 48 ساعة بعد الولادة."
ما ذكره الباحث من أسباب تؤدى للتشوه وهى الأسباب الصحية والأسباب الوراثية والعوامل الجرثومية ليست أسبابا شاملة كما ان تلك الأسباب لا تؤدى بالضرورة إلى نتائج واحدة فى كل الحالات المشابهة فتأثير تعاطى دواء واحد فى حالتين مثلا قد يؤدى لتشوه واحد وعلاج الأخر وما يسمى خطأ بالأسباب الوراثية وهو تأثير جسم الأم على الجنين ليس واحدا فى كل الاخوة فبعضهم يأتى سليما وبعضهم يأتى مريضا وقد يأتون جميعا سلماء صحيا بل إن حالات التشوه أو المرض تحدث فيما يسمى زواج الأباعد أكثر بكثير من حالات زواج الأقارب ومن غرائب الحياة أن البعض يتزوج نساء هرس لا يتكلمن ومع هذا ينحبن أولاد متكلمين بطلاقة وفى حالات أخرى نساء ورجال يتكلمون بطلاقة ينجبن أولاد مصابون بخرس مؤقت وهو ليس خرس وهو ما يطلقون عليه التوحد وعلى كل واحد أن يفكر فيمن حوله من حالات الاعاقة او التشوه الخلقى ليعرف الحقيقة ومن ثم فلا يوجد قانون محدد لولادة طفل مشوه أو طفلة مشوهة لأن هذا يعود لإرادة الله وهى مشيئته فى تصوير الأجنة وفى هذا قال تعالى " هو الذى يصوركم فى الأرحام كيف يشاء"
ثم تحدث عن علاج التشوهات فقال :
"العلاج منها:
منع حدوث التشوهات:إن من أهم مقاصد الشريعة المحافظة على النسل والنفس، فلا بد علينا أن نحافظ عليهما أيما محافظة، فنبذل كل جهدنا للمحافظة عليما، ونتوكل على الله فيما لا استطاعة لنا به ففي القرآن الكريم نجد دعوة الأنبياء بان يرزقهم ذرية طيبة، فمثلا زكرياء (ص) قال: { رب هب لي من لدنك ذرية طيبة } ، ودعا المؤمنون ربهم قائلين: { ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما } ، ولا تكون الذرية قرة عين إذا كان فيها مشوه الخلقة، كأن يكون ناقص الخلقة متخلف عقليا أو ذهنيا.
ولكي نحافظ على صحتنا وصحة أولادنا فلا بد من عدة توصيات، منها ما جاء على لسان الله سبحانه وتعالى أو على النبي المصطفى (ص)، أو ما جاء على الصحابة الكرام، أو على ألسنة العلماء والأطباء فسنجمل بعضها فيما يلي:
قبل أن نسترسل في التوصيات فلا بد لنا من معرفة شيء معلوم من الدين بالضرورة، بان الله تعالى هو المقدر، والمشيئة تعود إليه فلا معقب لحكمه، وأنه هو الذي يقدر لنا الشفاء، فليس نحن ولا الأطباء، ولكن لابد علينا أن نتخذ الأسباب، فلا نقول إن الله قدر ما شاء فعل فلا اعتبار لتحركاتنا ولا لعلمنا، فهذا هو عين الخطأ، فكل شيء يأتي باتخاذ الأسباب والعمل، فالسماء لا تمطر ذهبا ولا يتأتى الشفاء والسلامة بالجلوس وانتظار أمر الله. { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } ، وقال: { وإذا مرضت فهو يشفين }
فقد ورد عن النبي (ص)أنه قال:« تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس»
وقال أيضا:« إياكم وخضراء الدمن، قيل يارسول الله: وما خضراء الدمن؟، قال:الحسنا في منبت السوء»
فهذه الأحاديث تؤكد أهمية الصفات الوراثية التي تنتقل من الآباء والأمهات إلى الأبناء والأحفاد..، فلم يقتص الرسول (ص)على الأمراض الجسمانيية فقط بل تعداها إلى ما هو أعمق منه وهي الأمراض النفسية والأخلاقية، وإن مدى فهم الرسول (ص)إلى أسرار الوراثة وسعة علمه بمكوناتها وخفاياها مع قدرته التي لا تدان في الحوار والإقناع.
فعن أبي هريرة انه قال: جاء رجل من بني فزارة إلى رسول الله (ص)فقال له: ولدت امرأتي غلاما أسودا وهو يعرض بان ينفيه، فقال رسول الله (ص)« هل لك من الإبل؟، قال:نعم، قال: ما ألوانها؟، قال:حمر، قال:هل فيها من أوراق؟(أي أسمر أو ما كان لونه كلون الرماد)، قال:إن فيها لورقا، قال:فمن أين أتاها ذلك؟قال:عسى أن يكون نزعه عرق، قال:فهذا عسى أن يكون نزعه عرق» ، ولم يرخص له الانتفاء منه قال ابن حجر في تلخيص الحبير: أنهم بحثوا فوجدوا له جدة سوداء من جهة أمه وهكذا حدث المصطفى (ص)أن هناك صفات وراثية متنحية Aut_Recessive قد لا تكون ظاهرة في الوالدين ولكن تظهر في ربع الذرية تقريبا حسب قانون مندل كما نبه عمر بن الخطاب إلى مخاطرة الزواج بين الأقارب إذا تكرر عدة مرات في الأسرة الواحدة، فقال:« لا تنكحوا القرابة القريبة فإن الولد يخلق ضاويا » ، وقيل عنه انه قال لقبيلة من العرب تسمى بني السائب، فقال لها « يا بني السائب إنكم قد أضويتم فأنكحوا في النزائع» أي تزوجوا من البعيدات لكي لا تضعفوا، وفي معنى الحديث قول الشاعر:
«تجاوزت بنت العم وهي سليلة مخافة أن تضوي علي سليلي» وقد سمعت أنه ثبت علميا أنه إذا تزج رجل مثقف امرأة من أسرة مثقفة فإن ذريتهم تكون كذلك، وهذا نسقطه على كل الصفات الحسنة إما خلقيا أو خلقيا فقد نبه النبي (ص)في عدة أحاديث يطول المقام ذكرها إلى اختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح، ولا يقتصر الصلاح إلا في الخلق والدين، بل نستنتج كذلك حتى عدم وجود أمراض وراثية لكيلا تنتقل إلى النسل فتشوهه. وقد كره بعض الفقهاء الزواج بالقريبات منهم الإمام الشافعي وخاصة إذا انغلقت الأسرة بنفسها."
الأخطاء هنا هى :
الأول أن زواج الأقارب يجلب أولاد مشوهين غالبا وهو كلام لا يمت للحقيقة بصلة فلو كان فيه ضرر لحرمه الله ولكنه أباحه فطالبه بزواج أولاد عمه وعماته وخاله وحالاته فقال "يا أيها النبى إنا أحللنا لك أزواجك اللاتى أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتى هاجرن معك"
الثانى حكاية الوراثة الجسدية هى أمر غير مسلم به خاصة ان الاخوة ليسوا نسخة واحدة وإنما غالبا مختلفون ولو اتخذنا الشبه لاثبات القرابة فهو أمر غير سليم بدليل أن المسيح(ص) كان ابنا وحيدا من غير أب ومع هذا كان له شبيه كما قال تعالى "ولكنه شبه لهم"
ومن يدرس نصوص القرآن يجد النباتات منها المتشابه ومنها غير المتشابه مع كونهم نوع واحد كما قال تعالى "وهو الذى أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه"
الثالث أن المنبت وهم المربون ينتج عنه سوء إن كان سيىء وطيب إن كان طيب وهو ما يخالف أن ابن نوح(ص) كان فى منبت طيب وخرج كافر وإبراهيم(ص) كان فى منبت سوء والده صانع الأصنام وبائعها ومع هذا خرج طيبا
وذكر الباحث التالى:
"وكذلك أباح بعض الفقهاء رد المهر إذا وجد عيبا في أحد الزوجين كبرص أو جذام...ومن أهم العلاج الذي يقض على أغلب هذه الأمراض الوراثية، إلا وهو الفحص الطبي قبل الزواج وهو مهم جدا في نظري، بل أقول أكثر من ذلك فالأحسن قبل الخطبة عند لاختيار، ويكون شرطا من شروط الخطبة، لأنه يؤدي إلى التهلكة، وإلى ظهر أمراض عديدة، ولذلك نتبع قاعدة سد الذرائع، فلا بد من فحص طبي لكلا الخطيبين، وفحص طبي لأسرة الخطيبين ربما هناك مرضا وراثيا سوف يظهر في نسلهما، وذلك مع تطور الطب الحديث، وتطور الوسائل، فإذا كان هناك مرض – لا قدر الله- قضي عليه و إلا فسخت الخطبة لوجود ضرر أكيد الحصول."
هذا الكلام كلام أناس مجانين فالمهر واحد للسليمة والمريضة فالمصابة بالمرض لم تصب نفسها به حتى يعاقبها الناس بما ليس فى يدها ولا فى يد بشر كالبرص او الجذام ثم لماذا يتكلمون عن النساء المريضات ولا يقولون مثلا حتى يكون الكلام متناسبا وليس عادلا لكونه ظلم وكفر أن الرجال المرضى عليهم زيادة المهر للنساء اللاتى يتزوجنهم لأن بهم عيبا؟
وما قاله الرجل عن الفحص الطبى قبل الزواج هو ضرب من الخبل لأنه يحرم ما أحل الله نتيجة ظنون قد تحدث أو لا تحدث فهو محرم لكونه من علم الغيب الذى لا يعلمه إلا الله فأى علم هذا الذى يعرف المستقبل الذى يعرفه الله وحده
والفحص الطبى الشامل يتسبب فى مشكلات نفسيه لفئة معينة هم العقماء فمن يتصور نفس العقيم وقد خرجت نتيجة التحاليل أنه عقيم أو يتصور عقيمة سيجد صدمة كبرى قد تدفع البعض للانتحار وقد تدفع البعض للجنون وقد تدفع البعض إلى احداث مشكلات للأخرين
ثم تحدث الباحث عن العوامل الخارجية التى تؤثر على الجنين فقال :
"الفرع الثالث:
العوامل الخارجية:
a) العلاج بالعقاقير: تختلف العقاقير في تأثيرها على تشويه الجنين ؛منها ما يسبب تشوهات خطيرة إذا ما تناولتها الأم الحامل، خاصة في مرحلة تخلق الأعضاء، فمن هذه المضادات الحيوية المضرة بالجنين:
- البروجسترون ومشتقات الأستروجين الموجود في حبوب منع الحمل...
- وهناك عدة أدوية متهمة بالتشوهات خاصة المستعملة يوميا، مثل: المسكنات، الأنسولين...
- الأدوية المستعملة لمعالجة الصرع، إن أهم دواء يستخدم في الصرع لمدة طويلة هو:عقر الفينوتوين (PHengt-in) المستعمل في حالات الصرع الكبير إذا تناولته الحامل فإن ذلك يؤثر على الجنين ويؤدي إلى توقف النمو داخل الرحم ...وكذلك عقار الثاليدومين:الذي أدى إلى قرابة 10,000طفل بتشوهات خلقية، فيكون الطفل بدون أطراف، وتشوهات في القلب والجهاز الهضمي وقد سحب هذا الدواء من السوق سنة 1962م.
b) العلاج الكميائي:« يبقى العلاج الكميائي الذي يوقف الانقسامات الخلوية في حالات مرضية معينة كالسرطان حتمية لا غنى عنهاc)
العلاج بالأشعة:لم تعد تستعمل الأشعة السينية(xRay) في فحص الحمل مند بداية القرنفي عام 1920م سجل Aschenhein حالة طفل ولد متخلف عقليا مع صغر الدماغ، ...
d) المسكرات والمخدرات:
التدخين: بينت أن الأبحاث العلمية الطبية أن التدخين يؤدي إلى تأخير نمو الجنين.
كما أن المواد الكحولية بكل أنواعها من أهم أسباب تخلف العقلي لدى الجنين، ويؤدي إلى تشوهات في صغر الدماغ، وصغر الفك...
المخدرات:فتورث تشوهات مختلفة حسب أنواعها، وعموما أنها تصيب الجهاز العصبي بأضرار بالغة، وتؤثر على الأعضاء التناسلية، وتسبب تخلف عقلي.
كما أن العوامل البيئية تتأثر في تشويه الجنين، فكما نعلم أن البيئة أصبحت ملوثة، خاصة في المناطق التي تتركز فيها الصناعات ؛صناعات المواد الكيماوية والإشعاعية، أو بسبب الحروب، لأنهم يستعملون أسلحة فتاكة كمياوية، مثل ما حدث في اليابان، وما حدث في العراق مؤخرا.