- المشاركات
- 82,633
- الإقامة
- قطر-الأردن
ميركل تتلقى صفعة الهزيمة بخسارة الانتخابات و فقدان الأغلبية في مجلس الشيوخ الاتحادي
تلقت المسشارة الألمانية أنجيلا ميركل و ائتلاف يمين الوسط التي تترأسه هزيمة قاسية في انتخابات ولاية نوردراين فستفاليا (والتي تعد أكثر الولايات الألمانية سكانا) و بهذا تفقد ميركل أغلبيتها في مجلس الشيوخ الاتحادي.
حصل الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه ميركل على 34.6%، أما حليفها الجديد الحزب الديمقراطي الحر فقد نال 6.8% من الأصوات أي ما مجموعهما 80 مقعد من المجلس المكون من 181 مقعداً، لتحقيق الأغلبية. بينما حصل خصم ميركل الرئيسي وهو الحزب الديمقراطي الاشتراكي على 34.5%، كما حقق حليفهم التقليدي حزب الخضر 12.1% و بذلك الحصول على 90 مقعد بتخلف فقط بمقعد واحد عن الأغلبية.
وقد استمرت المفاجآت السياسية في الهطول و التي وإن دلت على شيء فإنما تدل على الإستياء الشعبي العارم من جراء السياسات الحكومية المتبعة منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية، الأمر الذي بات جلياً من خلال حيازة الحزب اليساري على 5.6% من الأصوات ما يمنحة التواجد الأول له على الإطلاق في المجلس.
وتمثل الخسارة في ولاية نوردراين فستفاليا ضربة لميركل كما تعني أنها ستضطر للاعتماد على أحزاب المعارضة لتنفيذ برنامجها السياسي الذي يشمل القرارات السياسية الكبرى والتخفيضات الضريبية، و لابد لنا من الإشارة إلى أن الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الحر يحكم الولاية منذ عام 2005.
وقد تراجعت شعبية ميركل بعد الانتقادات التي وجهت لها بسبب موافقتها على مساعدة اليونان الغارقة في الديون العامة، و تعد هذه الانتخابات الأولى منذ تشرين أول 2009 و الوحيدة المقررة هذه السنة، و جاءت بعد يومين فقط من تصويت ائتلافها في البرلمان على تقديم مساعدات بقيمة 22 مليار يورو لمساعدة اليونان وعلى الرغم من عدم رضا الرأي العام الالماني على ذلك.
الأزمة الآن تعيد تشكيل نفسها، فقد بدأت بانفجار الأزمة المالية العالمية لتتحول الى تقهقر اقتصادي من فم وحوش الدين الغاشم الأمر الذي ينذر الآن بانقلاب كبير في الموازين السياسية! فالواجهة السياسية مستمرة بالتغير و ما هذه الا البدايات منذ تولي أوباما العرش و حتى الوقت الراهن الذي يترنح به عرش براون في المملكة المتحدة من قبضة ديفيد كاميرون الى الصفعة التي تتلقاها ميركل الأن!
الأدهى من ذلك أن هذا الوقت ليس الوقت الأنسب لتداعي الصرخة الألمانية و انحناء القبضة الحديدية للقوى الأكبر تأثير في اتحاد اليورو و كذلك الإقتصاد الأقوى في القارة بأكملها. مسيرة التعافي الإقتصادي الألماني باتت هامدة بعد أن توقف الاقتصاد عن النمو في الربع الرابع من السنة الماضية و التي إمتدت الى الأشهر الثلاثة الأولى من السنة بحسب التوقعات للقراءة الأولية المرتقبة هذا الأسبوع. هذه المخاوف ستتبلور جليا مع التوقعات المستقبلية لمنطقة اليورو في غضون أزمة الدين الأوروبي الذي بدأ من اليونان و دق ناقوس الخطر بتهديدات انتشاره عبر القارة.
الطاعون الأوروبي الجديد هذا، بات الأنسب الآن لميركل التي فقدت المجلس من تبعيات مساعيها لمساعدة اليونان، فتارة تتعنت بالمساعدة أمام الشعب و على طاولة المفاوضات ترسم الخطط و تعرف الموازين. فألمانيا هي المرسى للإقتصاد و لا يمكننا إلقاء اللوم الآن، فلولا تعتت ميركل لما ساءت الأمور و لو لم تتعنت لما رسيت كذلك!
الأسواق الأوروبية تقود نظيراتها العالمية الى سكرة الاحتفال بتقهقر خطر طاعون الدين من الانشار جراء الخطى الأوروبية الحازمة و الجادة بالدفاع عن العملة الموحدة و الاقتصاد الموحد بعد أن تكبد خسائر جمة جراء توقعات انتشارها و من امكانية تقيد التعافي الاقتصادي و انتكاسه!