- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
عندما اختارت وزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل، التحدث باللغة العربية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، انتشر خطابها بشكل واسع في وسائل الإعلام العربية والغربية ووسائل التواصل الاجتماعي.
وكانت قد بررت ذلك بتقديرها للقيمة الثقافية الكبيرة التي تتمتع بها اللغة العربية، إلى جانب إظهار تعاطفها مع شعوب البلدان العربية التي تعاني من الحرب وخاصة في سوريا والعراق.
وقالت كنايسل في مستهل خطابها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 سبتمبر/أيلول الماضي:" لقد عشت في لبنان أثناء الحرب، وتعلمت هناك كيف يواصل الناس الحياة رغم ظروفهم الصعبة، فكل الاحترام والتقدير لأولئك الرجال والنساء الذين لا يزالون يواصلون الحياة في تلك الظروف".
ويُعرف عن كنايسل بأنها يمينية وتعارض بشدة استقبال اللاجئين من البلدان العربية وغيرها.
حياة سياسية
عملت كنايسل بين عامي 1990 و 1998 في مكتب القانون الدولي لمجلس الوزراء النمساوي. وعُينت في الخارج للعمل في باريس ومدريد. كما درّست في جامعة سان يوسف الكاثوليكية الفرنسية في بيروت.
تركت العمل الدبلوماسي عام 1998، وعاشت في سيبرسدورف القريبة من فيينا، لكنها عاودت نشاطها السياسي ثانية بين عامي 2005 و 2010 وكانت في ذلك الوقت مستشارة محلية مستقلة في مجلس بلدية سيبرسدورف.
أصبحت صحفية حرة ومعروفة في وسائل الإعلام المطبوعة باللغتين الألمانية والإنجليزية وهيئة الإذاعة النمساوية، بفضل تحليلاتها السياسية، والعديد من الكتب التي تناقش الشؤون السياسية. ثم درّست العلوم السياسية في جامعة فيينا مدة 10 سنوات.
وتتقن كنايسل إلى جانب لغتها الألمانية الأم، سبع لغات أخرى من بينها، الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والعربية والإيطالية والعبرية والمجرية.
عملت كنايسل نائباً لرئيس الجمعية النمساوية للدراسات السياسية العسكرية بين عامي 2011 و 2015. وكانت قد انتقدت بشدة المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، لقرارها في عام 2015 المرحب بالمهاجرين، قائلة إن مثل تلك القرارات "تجذب اللاجئين"، وأشادت في الوقت نفسه برئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، لحثه على العمل على تأمين الحدود الأوروبية. ثم عينت وزيرة للخارجية النمساوية في ديسمبر/كانون الأول، عام 2017.
النشأة والدراسة
قضت كنايسل، وهي من مواليد 1965 في فيينا، جزءاً من طفولتها في العاصمة الأردنية عمان، إذ كانت رفقة والديها أثناء عمل والدها طياراً خاصاً للعاهل الأردني الراحل الحسين بن طلال، الذي أسهم أيضاً في تطوير الخطوط الملكية الأردنية.
درست كنايسل القانون واللغات الشرق أوسطية في جامعة فيينا بين عامي 1983 و 1987، ثم درست العلاقات الدولية في الجامعة العبرية في القدس والجامعة الأردنية في عمان. وحصلت في عام 1989 على منحة فولبرايت الأمريكية التي ساعدها في مواصلة أبحاثها مدة ثلاث سنوات في مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون في واشنطن، لتحصل على الدكتوراه عام 1992.
وكانت قد قالت عدة مرات على التلفزيون النمساوي الرسمي إن أسباب اللجوء غالباً ما تكون اقتصادية أكثر من كونها حالات إنسانية، وإن الثورات في العالم العربي، جعلت هؤلاء الشباب "الذين يحركهم هرمون التستوستيرون" غير قادرين على الحصول على زوجة بسبب البطالة والفقر، وبالتالي غير " قادرين على العيش كرجل تقليدي في مجتمعهم".
مؤلفات
ألفت كنايسل العديد من الكتب المختصة بالشؤون السياسية منها:
مفهوم الحدود لأطراف النزاع في الشرق الأوسط..
حزب الله: حركة المقاومة اللبنانية ، جماعة "إرهابية" إسلامية أم مجرد حزب سياسي؟.
تحقيق في حركة حزب الله الشيعية في السياق اللبناني والإقليمي.
مقامرو الطاقة: كيف أثر النفط والغاز بالاقتصاد العالمي؟.
سياسات قوة التستوستيرون.
العالم المجزأ: ما تبقى من العولمة.
تغيير الحرس: في الطريق إلى النظام العالمي الصيني.