إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

مقال جدا اعجبني للاستاذ احمد ابراهيم ... المسيار بإسرائيلية في عطلة العيد!!

Admin

الإداره
المشاركات
22,446
الإقامة
عرب فوركس
مقال جدا اعجبني للاستاذ احمد ابراهيم و يعلق فيه على واقع نعيشه و نرفضه احيانا ..... انقله اليكم قبل نقله للمنتدى المخصص له


المسيار بإسرائيلية في عطلة العيد!!



صباح العيد على مائدة الفطور، والسفرة بمشويات (حجّي خروف المذكور في المقال السابق)، تلقيت مكالمة غريبة من إمستردام، بدى لي المتصل بنبرات صوته الخمسيني ورزانة كلامه، كأنه لورد مليادير بريطاني، إلا انه كان شفافا لا إستعراضيا:
(مستر أحمد، أنا من أثرياء اليهود، وفي هولندا منذ عقود، مبروك عليكم العيد..!) ..

ثم أعقب ضاحكا:
(أذبحتم الكبش كما نذبحه نحن اليهود.؟)
ثم برّر سبب إتصاله: أن إبنته تحب باللغة العربية، ومن القارئات المستديمة لمقالاتي الأسبوعية عبر روابطها بفيسبوك نهاية كل أسبوع، وانها إلتقطت من القرآن الطابع الترحالي لقريش رحلة الشتاء والصيف، وعازمةٌ قبل ان تعبد ربّ هذا البيت على رحلة الشتاء نحو العرب وبين العرب، رحلة في عمق الصحراء على النوق والجمال، تحتسي خلالها فقط حليب الناقة، ولا تأكل غير أسماك بحر العرب.!

إعارة وتحفظا، دعونا نسمّيه (مستر يهودي) الذي ألمح لي في عرض مبطن:
(مستر احمد، أعرف ان باشواتكم كرماء، كذلك ونحن أثرياء اليهود لسنا ببخلاء) ..
فهمت قصده، كان يغريني لتوفير جولة سياحية بالطريقة التي رسمها لإبنته، ويجس نبض إرادتي من عدمها .. ثم نقل لي حرفيا رغبة إبنته: (أن أكتب لها مشاهداتها اليومية، وتقوم هي بإعادة كتابتها، وقد تُنشر لاحقا في ثلاث لغات العربية، العبرية والفرنسية، مع ضمان حقوق الملكية الفكرية لكل الأطراف.!)
وكانه أدرك من صوتي إستيائي:

(لاتفهمني غلط يا مستر أحمد، عساني ما جرحت شعورك بإعطائك أجر مقابل مشوارك العلمي إن قمت به، أوتحويل قلمك نحو الإرتزاق مما قد لاتحبّذه، فلامانع إن أحببته تطوعيا، وحتى نقبل نفقاتك على الرحلة إن اردتها من جيبك على أن يكون بالتساوي)


(والموضوع لازال في النقاش والدردشة مع مستر يهودي، وله حرية الكشف عن إسمه وتدوين ملاحظاته على جداري هنا إن أراد).

ما حدث مع مستر يهودي أيام عطلة العيد، وما قد يحدث في أيام لاحقة، لايتجاوز عن أمرين كلاهما مرّ، ولايختلف عن الضحك مع من نخاف منه على من نخاف عليه، هذا الطامح وذاك الطامع قد أدركا معا، أنهما مع التخويف لا الخوف، إذن لاتخف ولاتحزن، إضحك وإضحك فأنت مع اليهودي .. التخويف مشابه تماما بذلك الرجل الآلي (الروبورت) الوهمي الذي أخاف العمال المصريين يوما في المصانع والمناجم قبل اربعين سنه، فعلت صرخاتهم (ينهار أسود، ان مخلوقا اسمه روبورت سياخذ مكاننا ويستغنوا عنا، فمن اين الفول للأولاد إذا إحتلّ الباشا روبورت محلنا بالمصانع والمناجم؟).


ودخل فعلا الباشا (روبورت كمبيوتر) المصانع والمناجم المصرية بغزوها من سيناء الى أسيوط ومن دمياط الى القاهرة، وإكتشفناها النكتة ذاتها: (إضحك إضحك فأنت مع روبورت لن يعبر قناة السويس دون الجندي العسكري المصري، ولن يتسلّق الإهرامات دون الكادر البشري المصري.!)

مستر يهودي بكريمته المغامرة يكيلنا بمكيالين، يقول ياعرب لايمكنكم معرفة الشي الا بالمقارنة، الأبيض لايُبان إن لم نجعل جنبه الأسود والأصفر والأحمر والأخضر، وبضحكته (اذبحتم الخروف كما نذبحه نحن اليهود يا أحمد؟) يكون قد أخفى ضحكة مبطنة: (كنتم ياعرب يوما تدفنون بناتكم أحياءا تحت الرمال، واريدها إبنتي ان تدوسها تلك الرمال بدولاراتي، ولازلتم تسمحوا لأولادكم التعرية في حانات سان فرانسسكو، وتخفوا وجوه بناتكم بالنقاب والحجاب قهرا وجبرا حتى عن الأخوان.!) .. وفي ضحكته المبطنة صوته المعلن: (المرأة عندكم عورة، صوتها عورة، صورتها عورة، مشيتها عورة، وستبقى عورة يُفرض عليها حلالا، أويُحرم منها حراما، فلن تميّز الصح من الخطأ لأنها لم ترى الخطأ لتعرف الصح.!)

مستر يهودي يرينا المرأة من خلال إبنته، أو زوجته وصديقته، ونريه المرأة ذلك البحر الذي لم يكتشفوا غير شاطئه، لم يروا داخله وتقلبّاته وعظمته، هي البحر العظيم الجميل في النهار والمؤنس في الليل، فحميناها بالحجاب والنقاب من الثعالب والذئاب، ومن هوامير البحار وحيتان المحيط وثعابين الأرض، وكما يُخيّل إليك المرأة يا مستر يهودي على ظهر الناقة جميلة لاتزيدها مركبة الفضاء جمالا، سواء كانت رائدة وقبطانا في قمرة القيادة، كذلك لاينقصها الجمال في ضوء القمر عندما ترفع النقاب، فنطمع في هل من مزيد؟ بينما لم يبق لكم شيئا لتطالبوها المزيد.!

مستر يهودي أنت وإبنتك تعالا شوارعنا مشية، لن تجدا فيها إمرأة تقود المافيات، او تمسك بتلابيب إمراة أخرى على الرصيف، لأننا لم نجعلها آلية روبورتة لاطريق للقلب نحوها، أنتم تريدونها عارية على الكتالوجات، ومصبوغة على مستحضرات التجميل، ونحن نريدها محميّة من الشوائب والميكروبات والبكتيريا، بطراوة أوراق الورد ينبض لها القلب، فتنبض لنا الحياة.

المرأة عندنا لاتخرج الشوارع لالغاية، ولاتتجول السكيك لالغرض، أنها تعيش للأسرة، لا لذة من الحياة لها، الا وبها ومنها وإليها، لأنها تتعبّد لأسرتها كما يتعبّد الراهب في الصومعة والصولجان، زاهدةٌ في دنياها، ترضى بالقليل وتعطي الكثير، تُفضّل العمل الأسري بقليل الأجر على العمل الربوي بالأجر الكبير، دخلها محدود تصرف اقله على نفسها وأكثره على أسرتها ثم على الجيران الفقراء من حولها، المرأة عندنا إن لم يعاركها الدهر لن تتعارك مع الدهر، يُعرض عليها النكاح فتأتي بالقبول وتعرضُ عن الطلاق فتنزعه ولاتنتزعه، ليس لأنها تخشاه، لكنها لاتحبّذه.!


المرأة عندنا لم تعد بالزوايا والتكايا، تجري راكعة خلف عمائم الدراويش الدجالين والعرافة المنجمين، بل هى قارئة الفنجان وهو المُفترى عليه إن لم يأتها بالتي هي أحسن، انتم تقودونها الى التعرية والسفور لدرجة لم يعد لها كشف المزيد، ونحن نخفيها بالحجاب والنقاب، فيزيد حولها دواوين الغزل، ويأتيها من يرفع النقاب لمعايشة عمر من عسل الحياة بدل شهر من غزل هوليوود، شيخوخة المرأة عندكم إنتظار الوفاة، وعندنا وسام ترفعها من درجة الام الى الجدة، يضاعف حولها العشاق الأحفاد بعد الأحباب الأبناء.

لاترسل كريمتك المغامرة يا مستر يهودي، إلى نسائنا في المغرب العربي ومشرقه، لتثري قاموس مفرداتك عن المرأة العربية، أنتم لديكم لغة واحدة، لغة الكلام إستخدماها يوما روميو وجولييت، هى ذاتها يستخدمها اليوم القضاة والرهبان، ونحن لدينا لغة الكلام ولغة العلم، لامجال لإبنتك بلغة الكلام في حاراتنا، أن ترتقى الى لغة العلم في جوامعنا وجامعاتنا، نحن لن ننحط لسواد عيون إبنتك من لغة العلم الى لغة الشارع، ولن ترتق هى من على ظهر النوق والجمال الى لغة العلم.


وما دار في خلدك عن دفن البنات أحياءا مأخوذ من لغة الكلام، وإن اردت لغة العلم، فهى لغة القرآن، تعطيك أبوّة نوح لإبنه وهو يريد إنقاذه من الغرق لآخر رمق، ومن إسماعيل البنوّة لأبيه وهو يطيعه ولو بالنحر، ومن لقمان عظة الحكيم لإبنه وهو يعظه، فلا رفث ولافسوق ولاجدال مع اليهود بلغة القرآن.

 
عن صدق موضوع فى غاية الروعة بارك الله فيك
واسمحلى انشر الموضوع
 
عودة
أعلى