- المشاركات
- 82,633
- الإقامة
- قطر-الأردن
معدل البطالة الأمريكي ينخفض إلى أدنى مستوى له منذ تموز 2009
أصدرت وزارة العمل الأمريكية اليوم تقرير العمالة المترقب باهتمام من قبل الأسواق والمستثمرين مغطيا شهر حزيران، حيث أشار التقرير إلى أن أرباب العمل في الولايات المتحدة استغنوا عن وظائف بأدنى من التوقعات، في حين انخفضت معدلات البطالة خلال حزيران بخلاف التوقعات إلى أدنى مستوياتها منذ شهر تموز للعام 2009.
حيث أشار التقرير إلى أن الاقتصاد الأمريكي فقد 125 ألف وظيفة خلال شهر حزيران مقارنة بالتوقعات التي أشارت إلى 130 ألف وظيفة مفقودة، ولكن بأسوأ من القراءة السابقة التي تم تعديلها إلى 433 ألف وظيفة مضافة، في حين انخفضت معدلات البطالة خلال الشهر نفسه إلى 9.5% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 9.7% وبأفضل من التوقعات التي بلغت 9.8%.
مشيرين إلى أن القطاع الخاص أضاف خلال حزيران 83 ألف وظيفة مقارنة بالتوقعات التي بلغت 110 ألف وظيفة مضافة، في حين أضاف قطاع الصناعة الأمريكي تسعة آلاف وظيفة خلال الشهر نفسه، مقارنة بالتوقعات التي بلغت 25 ألف وظيفة مضافة.
كما وأظهر التقرير الصادر أن شركات انتاج البضائع استغنت عن 8 آلاف وظيفة خلال حزيران، في حين أن شركات البناء استغنت عن 22 ألف وظيفة، أما الشركات الخدمية أضافت 91 ألف وظيفة، كما وأضافت شركات النقل والتجارة سبعة آلاف وظيفة، بينما استغنى تجار التجزئة عن سبعة آلاف وظيفة، واستغنت شركات التكنولوجيا 8 آلاف وظيفة، أما الشركات المالية فقد فقدت 15 ألف وظيفة، في حين أن شركات الأعمال الخدمية أضافت 46 ألف وظيفة، كما أضاف قطاع التعليم والصحة 22 ألف وظيفة، أما المستشفيات فقد اضافت 37 ألف وظيفة، بينما حذف القطاع الحكومي 208 ألاف وظيفة.
منوّهين عزيزي القارئ إلى ان الوظائف المفقودة في الاقتصاد الأمريكي تشير بأن قطاع العمالة الأمريكي لا يزال يعاني من الضعف، حيث أن الاقتصاد تمكن من إضافة 433 ألف وظيفة خلال أيار، مشيرين إلى أن هذه الوظائف كانت بالأغلب مؤقتة وحكومية، في حين أن أرباب العمل في القطاع الخاص لا يزالون حذرون في مسألة توظيف أعداد جديدة، وذلك وسط معدلات الطلب الضعيفة على مستوى العالم.
إلا أن الانخفاض الغير متوقع في معدلات البطالة سيستحوذ على عقول وأذهان المستثمرين، خاصة وأن هذه تعد المرة الأولى التي تنخفض فيها معدلات البطالة بحسب توقعات البنك الفدرالي الأمريكي، حيث أن البنك الفدرالي أشار مسبقا إلى أن معدلات البطالة قد تنحصر ما بين 9.1 – 9.5% خلال العام الحالي.
كما أن البنك الفدرالي أشار في آخر اجتماع له أن الأوضاع في قطاع العمالة ستواصل تقدمها بالتأكيد، في حين أشاروا بالمقابل إلى أن أرباب العمل لا يزالون يلتزمون الحذر الشديد في توظيف أعداد جديدة، لذلك لا ينبغي لنا أن نشهد تحسنا سحريا في القطاع، خصوصا وسط التراجع الطفيف الذي طرأ على الانشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة.
واضعين بعين الاعتبار أن الاقتصاد الأمريكي تمكن من النمو خلال الربع الأول من هذا العام بنسبة 2.7%، وذلك مقارنة بالنمو الذي سجله الاقتصاد خلال الربع الأخير من العام الماضي والذي بلغ 5.6%، حيث أن الاقتصاد الأمريكي شهد تباطؤا خلال الربع الأول، كما أن التوقعات تشير بأن الاقتصاد سيواصل نموه بوتيرة معتدلة خلال النصف الثاني من هذا العام.
مشيرين إلى أن تقرير اليوم قد يبعث الأمل في نفوس المستثمرين، خصوصا وسط النظرة المتشائمة التي تنتاب المستثمرين حول التطلعات المسقبلية بالنسبة للاقتصاد الأمريكي ووجهته ومرحلة تعافيه بشكل خاص، وبخصوص مرحلة تعافي الاقتصاد العالمي بشكل عام، تلك النظرة التي أسهمت في انخفاض المؤشرات على مستوى العالم خلال الفترة الماضية، الأمر الذي جذب المستثمرين إلى الاستثمارات الآمنة.
ولكن مع التقرير الصادر اليوم ومع البيانات التي أتت، فقد خسر الدولار الأمريكي عزمه أمام العملات الرئيسية خلال تداولات اليوم، وذلك يعد مؤشر على أن بعضا من الثقة عادت إلى المستثمرين، حيث أن المستثمرين يتجهون إلى العملات ذات العائد الأعلى بالعادة عندما ترتفع ثقتهم، وبالتالي فإن المؤشرات الأمريكية ارتفعت في تعاملاتها الآجلة، حيث أن التوقعات تشير بأن المؤشرات الأمريكية ستشهد ارتفاعا جيدا خلال تداولات اليوم.