مستقبل التشفير ما بين الثناء على البلوكتشين وانتقاد العملات الرقمية

[mohammad-k]

بحلول عام 2019، تلقت صناعة التشفير دفعة قوية من قادة العالم الذين اجتمعوا في المنتدى الإقتصادي العالمي، وتم الثناء على تقنية البلوكتشين وقدرتها على إحداث ثورة في القطاعات المختلفة. وبعد ما يقرب من شهرين على المنتدى الإقتصادي العالمى، بدأت أوروبا تتجه لاستخدام تقنية البلوكتشين على الرغم من تقلبات أسعار العملات الرقمية.

وأظهر التقرير الذي نشرته شركة "IDC" للتحليلات أن أوروبا تتجه حاليا للاستثمار في تقنية البلوكتشين، ومن المتوقع أن تستثمر القارة أكثر من 800 مليون دولار في تقنيات متعلقة بالبلوكتشين على مدار العام الجاري. وأضاف التقرير أن أوروبا تخطط للاستمرار في استثماراتها لتصل إلى 3.6 مليار دولار بحلول عام 2022، مع الأخذ في الاعتبار أن معدل النمو السنوى المركب للقارة لفترة 2018-2022 من المتوقع أن يصل إلى 73%.

ويبدو أن الموقف العام تجاه تقنية البلوكتشين يتناقض تماما مع الموقف تجاه العملات الرقمية، فبالنسبة لعدد متزايد من الناس لم تعد العملات الرقمية خيارا للاستثمار المستقر نظرا لحقيقة أنها لا تصلح لتكون مخزن للقيمة، وبالتالي ليست لديها فرصة لاستبدال العملات الورقية، كما أن استخدامها محدود للغاية كوسيلة للدفع في متاجر التجزئة.

وعن مستقبل العملات الرقمية أوضح الرئيس التنفيذي لشركة "لاجون"، نافيت داليوال، أن العملات الرقمية تمتلك سمعة سيئة بسبب التقلبات الحادة في الأسعار وخاصة سعر البيتكوين باعتبارها أول وأهم عملة رقمية في السوق، مشيرا إلى أنه لا ينبغي إساءة استخدام الحجج التي طرحها قادة العالم في المنتدى الإقتصادي العالمي للحكم بشكل سلبي على مستقبل هذه الأصول.

وعلى الرغم من المخاوف المتعلقة بصناعة التشفير، إلا أن العملات الرقمية التي تعتمد على تقنية البلوكتشين تقدم فوائد عديدة لمستخدميها مثل إتاحة الفرصة لتحويل الأموال مباشرة وبشكل آمن ودون الحاجة إلى طرف ثالث، وهي ميزة هامة جدا مقارنة بالتحويلات المصرفية الدولية التي تستغرق أياما وتخضع للقوانين الخاصة بكل دولة.

كما أن للعملات الرقمية القدرة على تعزيز الأعمال التجارية العالمية ودعم القطاع المالي وتعديل الطريقة التي تتم بها الأعمال بشكل عام، وتعمل أيضا العملات الرقمية على الترويج للتجارة الإلكترونية بفضل السماح للعملاء بإرسال الأموال بشكل آمن عبر الإنترنت، في ظل ارتفاع حالات الاحتيال المتعلقة ببطاقات الائتمان.

أما بالنسبة لما حدث في المنتدى الإقتصادي العالمي، فيمكن أن نقول بكل بساطة أن قادة العالم كانوا يسلطون الضوء على النقاط التي تحتاج إلى تعديل ومعالجة في صناعة التشفير مثل ضرورة تقنين العملات الرقمية لمنع التلاعب في أسعارها أو استغلالها في أنشطة غير مشروعة، وهو ما سيساعد الصناعة على النمو والازدهار.