دراغي"المخاطر السلبية تخيم على التوقعات المستقبلية للنمو في منطقة اليورو و المخاطر التصاعدية بالنسبة للتضخم"
بدأ محافظ البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي المؤتمر الصحفي و لم يضف شيئاً جديداً للأسواق المالية، فقد أكد على أن المخاطر التصاعدية التي تسيطر على المستويات العامة للأسعار خلال العام الجاري، مع المخاطر السلبية على النمو وسط تفاقم ازمة الديون و ضعف أداء القطاعات الاقتصادية.
يتوقع البنك المركزي الأوروبي بأن يبقى معدل التضخم في المنطقة فوق 2% خلال 2012، و يرى البنك بان المخاطر التصاعدية تحيط بالتوقعات المستقبلية للتضخم خلال 2012، و التوقعات المسقبلية للتضخم تبقى ضمن المستويات المسيطرة عليها، و هذا مع بلوغ معدلات الضخم في المنطقة 2.6% خلال الشهر الماضي، و يرى بان معدلات التضخم سوف تنخفض دون 2% خلال 2013.
يرى دراغي بأن المخاطر الهابطة تحيط التوقعات المستقبلية للنمو، و هذا مبنياً على الاداء الضعيف للانشطة الاقتصادية في المنطقة، و البنك المركزي الأوروبي سيراقب عن كثب التطورات الاقتصادية في المنطقة، و أكد بأن السياسات الغير اعتيادية هي مؤقتة بطبيعتها و بحاجة للوقت ليظهر أثرها على الاقتصاد، و يتوقع البنك بأن المنطقة سوف تتعافى بحلول العام الجاري، و أشار أن بعض الدلائل الاقتصادية تؤكد إشارات الاستقرار المالي.
أما عن تعليق محافظ البنك المركزي الأوروبي عن عمليات الإقراض طويلة الأمد بحوالي تريليون يورو التي قام بها خلال الأشهر الماضية، فقد اكد دراغي بحاجة للانتظار لتقييم أثر هذه العمليتين التي قاما بهما في كانون الأول و شباط، و لكن في الوقت نفسها أكد بان هذه العمليات ذات تأثير ايجابي على الأسواق و هي إجراءات معقدة بطبيعتها.
أكد دراغي بان عمليات الغقراض طويلة الأمد قد ساهمت بتخفيف الضغوط على عمليات التمويل للبنوك الاوروبية، و أشار بان هذه العمليات قد جنبت الأسواق من ازمة سيولة محتمة، و أضاف بان البنك المركزي الاوروبي قام بالتقيم الجزئي لتأثير هذه العمليات.
صرح دارغي بأن البنك المركزي الأوروبي و على الرغم من عمليات الإقراض التي قام بها خلال الفترة الماضية بان البنوك الأوروبية مستقلة و ليست تابعة للبنك المركزي الاوروبي و تعتمد عليه بشكل كبير.
أفاد دراغي ان الحديث عن الخروج من السياسات النقدية الميسرة (بتخفيض سعر الفائدة المرجعي لمستويات متدينة جدا عند 1.00%) التي قام بها البنك سابق لأونه، و أشار بان البنك المركزي الأوروبي سوف يراقب التطورات الاقتصادية شهر بشهر لتقييم التوقعات المستقبلية للاستقرار المالي في المنطقة.
و عن البنوك، فقد أشار دراغي بأن الأوضاع التمويلية للبنوك قد تحسنت بشكل ملحوظ ، إلا ان الطلب على الائتمان لا يزال ضعيفاً تماشياً مع مجريات الأوضاع الاقتصادية الراهنة وسط تداعيات ازمة الديون السيادية في منطقة اليورو.
أن التأثير الداعم الكبير للسياسات المالية الغير اعتيادية بحاجة لمزيد الوقت، اما عن البنوك اليونانية فقد أكد بان البنك المركزي الأوروبي يقييم مراكز البنوك اليونانية، و سيكون هناك قرار بشأن البنوك اليونانية التي تحاول النهوض من جديد بعد تخفيض قيم السندات اليونانية الأخيرة ضمن خطة مبادلة الديون مع القطاع الخاص.
أن المؤتمر الصحفي لدراغي كان ذو أثر سلبي على اليورو الذي انخفض اليوم بشكل حاد جدا لمستويات 1,3105 و لكن ما أوقف الهبوط الحاد في زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي هو رفض البنك مناقشة تخفيض سعر الفائدة المرجعي، و يتداول الزوج حاليا حول 1,3117 و سجل الأعلى عند 1,3238 مقارنة بسعر الافتتاح عند 1,3231.