لجنة الأخبار
مشرف
- المشاركات
- 7,533
- الإقامة
- عرب فوركس
لا يمكن للأسهم أن تواصل الارتفاع والنمو بشكل دائم، لذا فمن الطبيعي أن يشعر المستثمرين بالقلق بشأن هبوط سوق الأسهم، بعد الارتفاعات القوية التي حققتها خلال الفترة الماضية، على غرار ما حدث خلال الـ 10 سنوات الماضية.
مادام الاقتصاد الأمريكي ينمو بشكل جيد وصحي، فإن أرباح الشركات ستواصل النمو ، بينما سيظل معدل التضخم وأسعار الفائدة قرب مستويات عادلة، ومن ثم ستستمر مكاسب سوق الأسهم.
يشار إلى أن سهم "S&P 500" قد قفز بأكثر من 300% من أدنى مستويات سجلها في مارس عام 2009، ووصل إلى مستوى قياسي يوم الثلاثاء الماضي، وذلك في ظل الشكوك التي تهيمن على الأسواق، بشأن ارتفاع الأسهم إلى مستويات قياسية.
يرى بعض المحللين أن التراجعات القوية يتبعها ارتداد نحو مستويات قياسية قوية، فإذا شهدت بورصة "وول ستريت" تراجعًا أكبر مما شهدته في عام 2008، فستكون النتيجة ارتداد أكبر.
وأكبر ما يشغل بال المحللين في الوقت الراهن مدى ارتفاع قيمة سوق الأسهم الأمريكية، ولكن عند المقارنة بأرباح الشركات فإن القيمة ليست كبيرة، حتى بعد وصول مؤشري "S&P 500" و"ناسداك" مستويات قياسية.
يعتمد قياس معدل أرباح الشركات على معدل التضخم وأسعار الفائدة، وعندما يرتفعان فإن مكرر الربحية يكون منخفض كما حدث في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وعندما تنخفض الفائدة والتضخم يكون مكرر الربحية مرتفع.
يبلغ معدل التضخم حاليًا في الولايات المتحدة ما بين 1.5% و2.5%، وبالتالي فإن متوسط مكرر الربحية يقدر بنحو 19.5 مرة، وبالتالي فإن قيمة الأسهم أقل بحوالي 12% خلال العام الجاري، وأقل بـ 20% خلال العام الجاري، بحسب التوقعات.
يجب أن نضع في الاعتبار أنه ليس فقط التضخم وأسعار الفائدة بل أن متوسط مكرر ربحية الأسهم في بورصة "وول ستريت" يشوبه أداء شركات التكنولوجيا الكبرى خاصة "أبل" و"ألفابت" و"فيسبوك" و"نتفليكس" التي تمتلك جميعها مكرر ربحية أعلى بكثير من بقية الشركات.
مازالت ثقة المستثمرين حائرة بين القلق والطمع، وبالتالي فمن الممكن حدوث تراجع قوي في بورصة "وول ستريت" في أي وقت ولأي سبب، كما حدث في عام 2018، عندما انطلقت المبررات لتفسير هبوط سوق الأسهم.
من الصعب أن يستمر تراجع الأسهم بشكل دائم، طالما هناك نموا في الاقتصاد وارتفاع في أرباح الشركات، ويعد العامل الأخير هو الأهم في تحديد قيم الأسهم.
لو تراجعت أسعار الأسهم بالتزامن مع ارتفاع الأرباح، فإن الفجوة بين الأسعار السائدة في التداولات والقيمة الحقيقية للأسهم سوف تزيد بسبب تشاؤم وقلق المستثمرين، وبالتالي سيحدث ارتداد حاد للأسعار، وهذا ما حدث خلال الربع الأول والأخير من عام 2018.
بحسب التوقعات، فإن الاقتصاد الأمريكي سيواصل النمو وبالتالي ستتلقى الأرباح دعمًا، وذلك بسبب عدم تشديد السياسات النقدية في أمريكا واقتصادات عالمية، كما أن الاحتياطي الفيدرالي مازال يتعامل مع التضخم بشكل جيد، ويتبع سياسة الصبر.
وبالتالي، فمن المتوقع مواصلة الأسهم ارتفاعها بما يتراوح ما بين 6% و7% سنويًا، وفيما يخص مكرر الربحية المستقر قرب مستويات منخفضة، فإن هناك فرصة لزيادته بالتزامن مع زيادة الأرباح.
في حال زيادة طمع المستثمرين في وقت ما، فإن أسعار الأسهم ربما ترتفع بوتيرة أسرع من الأرباح، وهو ما سيؤدي إلى زيادة قيمتها، أما لو سيطر الخوف على المستثمرين، فإن الأسهم سوف تتراجع وتتعرض لحركة تصحيح، ثم تنخفض قيمتها كما حدث العام الماضي.