إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

ماريو دراجي أطلق طلقته الأخيرة، ثم رمى سلاحه. ماذا عن اليورو؟

mohammad-k

مسؤول العملاء في تركيا
طاقم الإدارة
المشاركات
19,998
الإقامة
تركيا
إجراءات المركزي الاوروبي تجاوزت بالأمس كل حد متوقع. تخفيض الفائدة الأساس الى ال 0.0% وزيادة الدعم الاقتصادي بموجب برنامج التيسير الكمي ب 20 مليار يورو جديدة شهريا وتوسيع شراءات السندات لتشمل سندات الشركات، اضافة الى تخفيض فائدة الايداع الى -0.40% واطلاق برامج اقراض جديدة للبنوك بالغة التيسير ولسنوات أربع قادمةبحيث ان المركزي يتولى هو دفع فوائدها.
الانتقادات كبيرة وواسعة في الصحافة الأوروبية وتكاد تكون عامة في الصحافة الالمانية التي وصفت هذا الدواء بالمخدر الذي يتم اللجوء اليه لمداواة مرض صعب وخطير. لجوء المركزي الى هذا الخيار الصعب يضع خطا عريضا أحمر تحت عنوان مفاده ان الاقتصاد الاوروبي في حالة معاناة قد لا يكون من السهل انتشاله منها.
البعض ركّز على خطورة الخطوة المتخذة من حيث انها افرغت خزان المركزي من الذخيرة التي يمكن بواسطتها مواجهة أية ازمة قادمة قد يتم تصديرها الى أوروبا من آسيا وعلى شكل مشابه لأزمة العام 2008.
البعض ذهب الى أبعد من ذلك بكثير ورأى ان مخاطر السياسة النقدية التي يتبعها ماريو دراجي لا تقل خطرا عما سيحمله دونلد ترامب لأميركا والعالم فيما لو انتُخب رئيسا للولايات المتحدة. هو يخاطر بمستقبل أوروبا وقد يذهب بها الى الخراب.
البعض تساءل عن الأزمة التي قد تنطلق من صناديق التقاعد وصناديق الضمان الصحي وشركات التأمين التي لن تكون قادرة على توظيف اموالها بسهولة، وهي الان تعاني من هذه المشكلة. هل ستورّد أزمتها الى المستهلك؟ هل سنشهد تخفيضا لمعاشات التقاعد؟ ماذا سيعني كل ذلك؟ انه لغز لن يكون من السهل الجواب عليه الان.
اليورو اندفع متراجعا في ردة فعله الأولى وأسواق الأسهم مرتفعة - وهذا كان طبيعيا ومفهوما - في حركة بشّرت بالمزيد، ولكن سرعان ما تبدلت الامور، إثر جواب صدر عن ماريو دراجي في مؤتمره الصحافي، اذ أكد ان الذهاب الى أبعد من هذا سيكون صعبا وإن تخفيض الفائدة هذا سيكون الأخير. هذا هو التأكيد الأول لماريو دراجي بهذا الاتجاه في سلسلة مؤتمراته الصحافية منذ العام 2008. السوق تفاجأ بالكلام وأعاد حساباته بالسرعة التي شهدها الجميع.
لعب ماريو دراجي إذا ورقته الأخيرة ولعله يكون أطلق الطلقة الأخيرة وكسر سلاحه. كرة الانكماش باتت الان بيد القدر ولعل الوقوع فيه قدرا محتوما، فيما لو لم تنتج الإجراءات الجديدة ما يُعوّل عليها من نتائج بالنسبة لتنشيط النمو ورفع التضخم.
ارتفاع اليورو كان اذا انفعاليا ومعاكسا لاجراءات تيسير استثنائية فهل يكون قادرا على إكمال الطريق؟
هنا يدخل عامل التشكك إذا " انتهت السكرة وعادت الفكرة" بحسب ما يقول المثل الشعبي المعروف.
الكثيرون سيتشككون بألا تكون هناك حاجة الى المزيد من التيسير.
الجميع سيتساءلون عما إذا كان الإنكماش آت لا محالة.
البعض سيلفتون النظر الى ما ستؤول اليه الأمور بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.
ثمة من سيبقى متخوفا من مآلات الأمور داخل منطقة اليورو نفسها بفعل الأزمات المستجدة وتفكك نظام "الشينجن".
إضافة إلى كل ذلك ولعله الأهم بالمدى القريب فإن المركزي الاوروبي طمأن بالأمس الفدرالي الأميركي وبرسالة واضحة، بأنه لا تخفيضات إضافية للفائدة. طمأنه الى ان ارتفاعات الدولار قد لا تكون حادة فيما لو استكمل طريقه الصعودي في رفع الفائدة. الانظار ستكون في الاسبوع المقبل الى ما سيتقرر في اجتماعه المنتظر والذي سيكون مرتاحا ومطمئنا لجهة الجبهة الاوروبية . باعتقادنا ان الرهانات على رفع الفائدة على الدولار ستبدأ بالحد من الافق الصعودي لليورو في الاسبوع المقبل، ولربما نتلمس هذا النبض بدءا من الساعات القليلة القادمة، أخذا بالاعتبار ان الصورة التقنية باتت ايجابية بعد ارتفاعات الامس.
هذا ولا ننسى بعد العودة الى التبصر الدقيق بأقوال رئيس المركزي. هو قال: إن الفائدة ستبقى لفترة طويلة منخفضة. هذا يعني ان اليورو سيبقى لفترة طويلة العملة المفضلة للإقتراض والتمويل، اي عملة ال " كاري ترايد " الأولى. تحركاته ارتفاعا وانخفاضا لن يكون من الحكمة فصلها عن توجهات أسواق الأسهم وأسعار النفط والمعادن. حتى ارتفاعاته بالأمس لا يمكننا تبرئة هذه الظاهرة من التأثير عليها وتسريعها . تراجع أسواق الأسهم في ساعات التداول الاميركية الاولى أثار موجة من التخوف بأن الأسواق قد تكون أمام انعطافة تراجعية جديدة قوية، وهذا سرّع وشدّد من صلابة وقوة اندفاعة اليورو الصعودية بفعل تسييل عقود اقتراض خشية من الأعظم.
 
عودة
أعلى