- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وسلم
العشر الأواخر من رمضان أيام عظيمة امتن الله بها على الأمة المسلمة
بأن أعطاها نفحات ربانية عطرة ، فيها الأجر العظيم مع العمل والطاعة القليلة ، وفيها أيضا ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ..
هي خلاصة رمضان، وزبدة رمضان، وتاج رمضان قد قدمت ،
فيا ترى كيف نستقبل العشر الأواخر من رمضان ؟
للعشر الأواخر من رمضان عند النبي صلى الله علية وسلم وأصحابه أهمية خاصة ولهم فيها هدى خاص ،
فقد كانوا أشد ما يكونون حرصاً فيها على الطاعة.
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخص ويستقبل هذه العشر الأواخر بعدة أعمال ؛
ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها :
"كان رسول الله صلى الله عليم وسلم إذا دخلت العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله".
فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي كان إذا دخل العشر
أحياء الليل وأيقظ أهله وشد مئزر ومعنى إحياء الليل :
أي استغرقه بالسهر في الصلاة والذكر وغيرهما، وقد جاء عند النسائي عنها أنها قالت :
{ لا اعلم رسول الله قرأ القرآن كله في ليلة ولا قام ليلة حتى أصبح ولا صام شهراً كاملاً قط غير رمضان }
فعلى هذا يكون أحياء الليل المقصود به أنه يقوم أغلب الليل ،
ويحتمل أنه كان يحي الليل كله كما جاء في بعض طرق الحديث.
وقيام الليل في هذا الشهر الكريم وهذه الليالي الفاضلة
لاشك أنه عمل عظيم جدير بالحرص والاعتناء حتى نتعرض لرحمات الله جل شأنه.
فقد كان من هدية علية الصلاة السلام في هذه العشر أنه يوقظ أهله للصلاة
كما في البخاري عن عائشة ، وهذا حرص منه عليه الصلاة والسلام
على أن يدرك أهله من فضائل ليالي هذا الشهر الكريم
ولا يقتصر على العمل لنفسه ويترك أهله في نومهم ،
كما يفعل بعض الناس وهذا لاشك أنه خطأ وتقصير ظاهر.
ومن الأعمال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر شد المئزر كما في الصحيحين ،
والمعنى أن ينشغل بالعبادة والطاعة ؛ وذلك لتصفو نفسه عن الأكدار والمشتهيات،
فتكون أقرب لسمو القلب إلى معارج القبول، وأزكى للنفس لمعانقة الأجواء الملائكية،
وهذا ما ينبغي فعله للسالك بلا ارتياب.
ومن أهم الأعمال في هذا الشهر وفي العشر الأواخر منة على وجه الخصوص :
تلاوة القرآن الكريم بتدبر وخشوع , واعتبار معانية وأمره ونهيه قال تعالى.
(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)
فهذا شهر القرآن، وقد كان النبي صلى الله علية وسلم يدارسه جبريل
في كل يوم من أيام رمضان حتى يتم ما أنزل علية من القرآن
وفي السنة التي توفي فيها قرأ القرآن على جبريل مرتين.
وقد أرشد النبي إلى فضل القرآن وتلاوته فقال :
(إقروا القرآن فان لكم بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها
أما إني لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)
رواه الترمذي وإسناده صحيح *
واخبر النبي أن القرآن يحاج عن صاحبه يوم العرض الأكبر فقال :
(يوتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما) رواه مسلم
ولقد كان السلف اشد حرصاً على تلاوة القرآن وخاصة في شهر رمضان
فقد كان الأسود بن يزيد يختم المصحف في ست ليالي فإذا دخل رمضان ختمه في ثلاث ليال فإذا دخلت العشر ختمه في كل ليلة ،
وكان الشافعي رحمة الله عليه يختمه في العشر في كل ليلة بين المغرب والعشاء وكذا روي عن أبي حنيفة.
وقد أفاد الحافظ بن رجب أن النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث
إنما هوا على الوجه المعتاد أما في الأماكن الفاضلة كمكة لمن دخلها
أو في الأوقات الفاضلة كشهر رمضان والعشر منه فلا يكره وعليه عمل السلف .
ومما ينبغي الحرص الشديد عليه في هذه العشر :
الاعتكاف في المساجد التي تصلي فيها فقد كان هدى النبي صلى الله علية وسلم
المستمر الاعتكاف في العشر الأواخر حتى توفاه الله كما في الصحيحين عن عائشة.
وانما كان يعتكف في هذه العشر التي تطلب فيها ليلة القدر قطعاً لانشغاله وتفريغاً للياليه وتخلياً لمناجاة ربه وذكره ودعائه ,
وكان يحتجز حصيراً يتخلى فيه عن الناس فلا يخالطهم ولا ينشغل بهم.
وقد روى البخاري أنه عليه الصلاة والسلام اعتكف في العام الذي قبض فيه عشرين يوما.
قال الإمام الزهري رحمة الله عليه :
{ عجباً للمسلمين تركوا الاعتكاف مع أن النبي محمد ما تركه
منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل }.
ومن أسرار الاعتكاف صفاء القلب والروح إذ أن مدار الأعمال على القلب كما في الحديث
(إلا وأن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله
وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)
فلما كان الصيام وقاية للقلب من مغبة الصوارف الشهوانية
من فضول الطعام والشراب فكذلك الاعتكاف ينطوي على سر عظيم وهو :
حماية العبد من أثار فضول الصحبة وفضول الكلام وفضول النوم وغير ذلك من الصوارف التي نفرق أمر القلب ونفسدُ اجتماعه على طاعة الله.
ومما يجدر التنبة عليه هنا أن كثيراً من الناس يعتقد أنه لا يصح له الاعتكاف إلا إذا اعتكف كل أيام العشر ولياليها ،
وبعضهم يعتقد أنه لابد من لزوم المسجد طيلة النهار والليل وآلا م يصح اعتكافه،
وهذا ليس صواباً إذ أن الاعتكاف وإن كانت السنة فيه اعتكاف جميع العشر
إلا أنه يصح اعتكاف بعض العشر سواءً نهاراً أو ليلها
كما يصح أن يعتكف الإنسان جزءً من الوقت ليلاً أو نهاراً
إن كان هناك ما يقطع اعتكافه من المشاغل فإذا ما خرج لا مر مهم أو لوظيفة مثلاً
استأنف نية الاعتكاف عند عودته، لأن الاعتكاف في العشر مسنون أما إذا كان
الاعتكاف واجباً كأن نذر الاعتكاف مثلاً فأنه يبطل بخروجه من المسجد لغير حاجة الإنسان من غائط وما كان
في معناه كما هو مقرر في موضعه من كتب الفقه.
اللهم صل على محمد واله وسلم
العشر الأواخر من رمضان أيام عظيمة امتن الله بها على الأمة المسلمة
بأن أعطاها نفحات ربانية عطرة ، فيها الأجر العظيم مع العمل والطاعة القليلة ، وفيها أيضا ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ..
هي خلاصة رمضان، وزبدة رمضان، وتاج رمضان قد قدمت ،
فيا ترى كيف نستقبل العشر الأواخر من رمضان ؟
للعشر الأواخر من رمضان عند النبي صلى الله علية وسلم وأصحابه أهمية خاصة ولهم فيها هدى خاص ،
فقد كانوا أشد ما يكونون حرصاً فيها على الطاعة.
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخص ويستقبل هذه العشر الأواخر بعدة أعمال ؛
ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها :
"كان رسول الله صلى الله عليم وسلم إذا دخلت العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله".
فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي كان إذا دخل العشر
أحياء الليل وأيقظ أهله وشد مئزر ومعنى إحياء الليل :
أي استغرقه بالسهر في الصلاة والذكر وغيرهما، وقد جاء عند النسائي عنها أنها قالت :
{ لا اعلم رسول الله قرأ القرآن كله في ليلة ولا قام ليلة حتى أصبح ولا صام شهراً كاملاً قط غير رمضان }
فعلى هذا يكون أحياء الليل المقصود به أنه يقوم أغلب الليل ،
ويحتمل أنه كان يحي الليل كله كما جاء في بعض طرق الحديث.
وقيام الليل في هذا الشهر الكريم وهذه الليالي الفاضلة
لاشك أنه عمل عظيم جدير بالحرص والاعتناء حتى نتعرض لرحمات الله جل شأنه.
فقد كان من هدية علية الصلاة السلام في هذه العشر أنه يوقظ أهله للصلاة
كما في البخاري عن عائشة ، وهذا حرص منه عليه الصلاة والسلام
على أن يدرك أهله من فضائل ليالي هذا الشهر الكريم
ولا يقتصر على العمل لنفسه ويترك أهله في نومهم ،
كما يفعل بعض الناس وهذا لاشك أنه خطأ وتقصير ظاهر.
ومن الأعمال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر شد المئزر كما في الصحيحين ،
والمعنى أن ينشغل بالعبادة والطاعة ؛ وذلك لتصفو نفسه عن الأكدار والمشتهيات،
فتكون أقرب لسمو القلب إلى معارج القبول، وأزكى للنفس لمعانقة الأجواء الملائكية،
وهذا ما ينبغي فعله للسالك بلا ارتياب.
ومن أهم الأعمال في هذا الشهر وفي العشر الأواخر منة على وجه الخصوص :
تلاوة القرآن الكريم بتدبر وخشوع , واعتبار معانية وأمره ونهيه قال تعالى.
(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)
فهذا شهر القرآن، وقد كان النبي صلى الله علية وسلم يدارسه جبريل
في كل يوم من أيام رمضان حتى يتم ما أنزل علية من القرآن
وفي السنة التي توفي فيها قرأ القرآن على جبريل مرتين.
وقد أرشد النبي إلى فضل القرآن وتلاوته فقال :
(إقروا القرآن فان لكم بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها
أما إني لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)
رواه الترمذي وإسناده صحيح *
واخبر النبي أن القرآن يحاج عن صاحبه يوم العرض الأكبر فقال :
(يوتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما) رواه مسلم
ولقد كان السلف اشد حرصاً على تلاوة القرآن وخاصة في شهر رمضان
فقد كان الأسود بن يزيد يختم المصحف في ست ليالي فإذا دخل رمضان ختمه في ثلاث ليال فإذا دخلت العشر ختمه في كل ليلة ،
وكان الشافعي رحمة الله عليه يختمه في العشر في كل ليلة بين المغرب والعشاء وكذا روي عن أبي حنيفة.
وقد أفاد الحافظ بن رجب أن النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث
إنما هوا على الوجه المعتاد أما في الأماكن الفاضلة كمكة لمن دخلها
أو في الأوقات الفاضلة كشهر رمضان والعشر منه فلا يكره وعليه عمل السلف .
ومما ينبغي الحرص الشديد عليه في هذه العشر :
الاعتكاف في المساجد التي تصلي فيها فقد كان هدى النبي صلى الله علية وسلم
المستمر الاعتكاف في العشر الأواخر حتى توفاه الله كما في الصحيحين عن عائشة.
وانما كان يعتكف في هذه العشر التي تطلب فيها ليلة القدر قطعاً لانشغاله وتفريغاً للياليه وتخلياً لمناجاة ربه وذكره ودعائه ,
وكان يحتجز حصيراً يتخلى فيه عن الناس فلا يخالطهم ولا ينشغل بهم.
وقد روى البخاري أنه عليه الصلاة والسلام اعتكف في العام الذي قبض فيه عشرين يوما.
قال الإمام الزهري رحمة الله عليه :
{ عجباً للمسلمين تركوا الاعتكاف مع أن النبي محمد ما تركه
منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل }.
ومن أسرار الاعتكاف صفاء القلب والروح إذ أن مدار الأعمال على القلب كما في الحديث
(إلا وأن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله
وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)
فلما كان الصيام وقاية للقلب من مغبة الصوارف الشهوانية
من فضول الطعام والشراب فكذلك الاعتكاف ينطوي على سر عظيم وهو :
حماية العبد من أثار فضول الصحبة وفضول الكلام وفضول النوم وغير ذلك من الصوارف التي نفرق أمر القلب ونفسدُ اجتماعه على طاعة الله.
ومما يجدر التنبة عليه هنا أن كثيراً من الناس يعتقد أنه لا يصح له الاعتكاف إلا إذا اعتكف كل أيام العشر ولياليها ،
وبعضهم يعتقد أنه لابد من لزوم المسجد طيلة النهار والليل وآلا م يصح اعتكافه،
وهذا ليس صواباً إذ أن الاعتكاف وإن كانت السنة فيه اعتكاف جميع العشر
إلا أنه يصح اعتكاف بعض العشر سواءً نهاراً أو ليلها
كما يصح أن يعتكف الإنسان جزءً من الوقت ليلاً أو نهاراً
إن كان هناك ما يقطع اعتكافه من المشاغل فإذا ما خرج لا مر مهم أو لوظيفة مثلاً
استأنف نية الاعتكاف عند عودته، لأن الاعتكاف في العشر مسنون أما إذا كان
الاعتكاف واجباً كأن نذر الاعتكاف مثلاً فأنه يبطل بخروجه من المسجد لغير حاجة الإنسان من غائط وما كان
في معناه كما هو مقرر في موضعه من كتب الفقه.
التعديل الأخير: