إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

لعبة البورصة‏!‏ لماذا تنهار البورصات؟‏..‏ وما هي أبرزالانهيارات في التاريخ؟

مهندس اليورو

عضو فعال
المشاركات
2,016
الإقامة
السويد


عندما تجد كل من هب ودب وضع أمواله في البورصة لتحقيق مكاسب كبيرة أو صغيرة‏,‏ يمكنك أن تدرك وقتها أن البورصة في طريقها للانهيار‏!‏

هذه ليست نظرية اقتصادية مبنية على أسسس علمية سليمة‏,‏ ولكنها مقولة يرددها الكثير من الخبراء في مجال أسواق الأوراق المالية‏,‏ للتعبير عن واحد من الأسباب الرئيسية وراء انهيارالبورصات في أي مكان في العالم‏,‏ إضافة إلي جملة أسباب أخري بطبيعةالحال‏,‏ تتعلق بالأوضاع الاقتصادية العالمية والإقليمية والمحلية ‏وبإدارة عمليات البورصة والقرارات التنظيمية التي تتخذ فيها‏,‏ وتتعلق بمدى توافر المعلومات ودرجة الشفافية والمصداقية في هذه المعلومات‏,‏ وتتعلق أيضا بمدى كفاءة نشاط الجهات الرقابية التي تمارس دورها في البورصة‏.‏

ونظرة سريعة علي اثنتين من أبرز وقائع الانهيارات المالية في التاريخ ستعطينا فكرة واضحة عن الأسباب التي يمكن أن تكمن وراء انهيار أي بورصة‏.‏

فقد كان من أشهر انهيارات البورصات علي مر التاريخ ذلك الانهيارالكبير الذي حدث في سوق وول ستريت بنيويورك عام‏1929‏ في فترة ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق هربرت هوفر‏,‏ وكان من أبرز معالمه أن اختفت مبالغ تقدربالمليارات من بورصة نيويورك بين يوم وليلة‏,‏ ووصف هذا الانهيار بأنه منأبرز الأحداث التي شهدها القرن العشرين‏,‏ لأنه تسبب في نشوء الأزمةالاقتصادية العالمية التي عاني منها العالم كله في فترة الثلاثينيات وأديإلي موجة كساد طويلة لم يفق منها العالم بسهولة‏.‏

والمشكلة أنهذا الانهيار وهذه الأزمة جاءا بعد فترة انتعاش اقتصادي رهيب شهدتها الولايات المتحدة طوال فترة العشرينيات من القرن نفسه‏,‏ وانعكس ذلك على امتلاء خزائن البنوك الأمريكية بالأموال‏,‏ وبالتالي أدي ضخ هذه الأموال في بورصة نيويورك إلي انتعاشها‏,‏ قبل أن يحدث ما حدث من انهيار‏.‏

غمرت الأموال البنوك والشركات الامريكية الكبيرة‏,‏ وقد أعيد توظيف جانب كبير من هذه الأموال في سوق الأسهم‏,‏ مما جلب مزيدا من الانتعاش والازدهارإلى الاقتصاد‏,‏ ولكن السبب الحقيقي وراء الانهيار هو نفسه السبب وراءانتعاشها‏,‏ فقد أدي ارتفاع المكاسب في البورصة إلي تشجيع أناس كثيرين ـبمن فيهم البسطاء ـ علي شراء الأسهم‏,‏ وانتشرت حمي البورصة إلي الجميع‏,‏لدرجة أنه تروي في ذلك قصة طريفة لا يعرف مدي صحتها‏,‏ وهي أن خادمة تعمل للدي عائلة ثرية في نيويورك تركت عملها لأن هذه العائلة رفضت تركيب تليجراف لمؤشرات سوق البورصة في المطبخ‏!‏

وهناك قصة أخري رويت عن هذه الفترة تقول إن سمسارا كان يلمع حذاءه في نيويورك ـ قبل ثلاثة أيام من انهيار البورصة ـ عند ماسح أحذية اشتهر بتلميع أحذيةالمترددين علي البورصة‏,‏ وأثناء تلميع الحذاء قال ماسح الأحذية للزبون‏:'‏هل تعلم أنني اشتريت أسهما في البورصة‏'‏؟‏!..‏ فاندهش السمسار وسأله‏:'‏ومن أين جئت بالمال‏'‏؟‏..‏ قال‏:'‏ اقترضته من بنك مانهاتن‏,‏ فقال له‏:'‏ومن دلك علي ذلك‏'‏؟‏!‏ فقال له ماسح الأحذية ضاحكا‏:'‏ سيدي‏,‏ كل زملائي من ماسحي الأحذية فعلوا نفس الشيء‏'!..‏

‏..‏ وبعد أن سمع السمسار هذه الجملة توجه علي الفور إلي البورصة وباع كل أسهمه‏,‏ ولهذاأفلت بجلده في الوقت المناسب‏,‏ وبعدها حدث الانهيار الكبير‏!

‏وعلى الرغم من أن هذا الانهيار سبقه تحذيرات عديدة من قبل خبراء الاقتصاد والمحللين الماليين من قرب حدوث هذا الانهيار نتيجة ما وصفوه بـ‏'‏فقاعة‏'‏المكاسب في وول ستريت ونظرا للمبالغات الكبيرة في أسعار بعض الأسهم‏,‏ فإنكثيرين سعوا إلي الربح الكبير والسريع‏,‏ وبالتالي لم يروا ما أمامهم من مخاطر‏,‏ فكان ما كان‏.‏

وكان يوم الاثنين الأسود ـ في‏29‏اكتوبر‏1929‏ ـ هو اليوم الذي شهد بيع‏76‏ مليون سهم‏,‏ لتنهار أسعارالأسهم مسببة خسائر رهيبة تقدر بالمليارات‏,‏ وبلغت المبالغ التي‏'‏تبخرت‏'‏ من البورصة وقتها أكثر من ثلاثين مليار دولار ـ لاحظ أن الملياربلغة العشرينيات من القرن الماضي كان رقما أسطوريا ـ وبلغ من شدة هذاا لانهيار أن بعض هذه الاسهم المنهارة لم تسترد بعض عافيتها إلا بعد حوالي ربع قرن من هذه الكارثة‏.‏

وشهدت الفترة حتى عام‏1932‏ انهيارأكثر من ألف بنك أمريكي‏,‏ ووصلت خسائر المستثمرين إلي‏74‏ مليار دولار‏,‏وأشهر الألاف إفلاسهم‏,‏ وارتفعت أعداد العاطلين والمديونين والمشردين‏,‏وظهر في الشوارع الأمريكية رجال ونساء يبحثون عن الأطعمة في صناديق القمامة‏.‏

وعلي الرغم من أن أسواق المال العربية ما زالت إلي حدكبير أسواقا ناشئة‏,‏ فإنها بدأت تعرف طريق الصعود والهبوط‏,‏ وحدث هذامؤخرا في بورصات القاهرة والسعودية ودبي‏,‏ خاصة وأن التعاملات في كل منهذه البورصات مرتبطة ببعضها البعض‏,‏ لدرجة أن الارتفاع في السعودية يوازيه في معظم الأحوال ارتفاع في القاهرة‏,‏ والانخفاض في دبي يوازيه انخفاض في السعودية‏,‏ والمتعاملون في البورصة المصرية يدركون هذا جيدا الآن‏.‏

ولكن مصطلح الانهيار بمعني‏'‏ الانهيار‏'‏ لم يتحقق عربيا إلا في واقعة واحدة شهيرة هي أزمة سوق المناخ في الكويت عام‏1982,‏ فهي الأزمة الأسوأعربيا علي مستوي أسواق المال في المنطقة‏.‏

والطريف في الأمر أن أزمة سوق المناخ وقعت أيضا في يوم اثنين‏,‏ ولهذا أطلق عليه لقب الإثنين الأسود مقارنة بإثنين بورصة نيويورك عام‏1929,‏ ففي هذا اليوم بلغت الخسائرفي البورصة‏22‏ مليار دولار‏.‏

ويقال إن سبب حدوث الانهيارات في يوم الاثنين عادة هو أنه هو اليوم الذي يعود فيه المتعاملون من إجازاتهم بعد سماع أكبر قدر ممكن من الشائعات والمبالغات‏!‏

وكانت سوق المناخ هذه بمثابة الباب الخلفي للتجارة في الأوراق المالية‏,‏ أو بمثابةالسوق المستقلة التي أخذت توازي وأحيانا تنافس السوق الرسمية دون أن تخضع لرقابة من أي جهة‏,‏ إلي أن حظيت بشعبية بالغة وساعد علي ذلك امتلاك كثيرين من الأفراد لرؤوس أموال ضخمة تبحث عن‏'‏ أطماع‏'‏ استثمارية‏,‏ فكثرالتداول‏,‏ وتضخمت أسعار الأسهم‏,‏ وتراكمت الديون علي الصغار والكبار منالمتعاملين‏,‏ فانفجرت السوق‏,‏ وتخلف المدينون عن سداد ديونهم‏,‏ وأفلس كثيرون‏,‏ فكان انهيار المناخ‏!‏

وفي النهاية ننصح‏:‏ إذا كنت لاتفهم في البورصة فلا تغامر بأموالك‏,‏ وإذا كنت تبحث عن ربح سريع وضئيل‏,‏فلا تغامر أيضا‏,‏ وإذا كنت من أولئك الذين يتفاءلون ويتشاءمون‏,‏ فابتعدعن يوم الإثنين‏!‏


 
عودة
أعلى