- المشاركات
- 82,633
- الإقامة
- قطر-الأردن
*
اللاعقلانية تحكم الأسواق في هذه المرحلة أم تراها ترددات لأزمة غير مسبوقة تاريخيا تركت آثارا جدّ سلبية على معنويات المستثمرين وأفقدتهم الثقة؟
بالرغم من تتابع الاشارات الى ان السياسة النقدية الاميركية الى منعطف جديد - ولو بعد حين - فان اسعار السندات ترتفع وفوائدها تتراجع. ماذا قد يعني ذلك؟
من الواضح ان موضوع تخفيض الدعم الاقتصادي بتخفيض نسبة طباعة العملة استنفد تأثيره في الاسواق التي استوعبته بالكامل، وباتت لا تتفاعل كثيرا مع كل كلام عنه سلبا او ايجابا. حتى على مستوى سوق السندات فعوض ان نشهد ارتفاعا لاسعار الفوائد عليها في السوق الثانوية فان تراجعها مستمر. فائدة سندات العشر سنوات تتواجد حاليا فوق خط متوسط ال 200 يوم، بعد ان عجز السوق عن اقتحامه في السابق، اثر محاولات عدة. الان المعوّق هذا زال، وكل تراجع باتجاه الخط المذكور يشهد طلبا ناشئا، حتى ولو انه من الصعب القول ان خطر التراجع بات منتهيا.
ما يحدث الان يعاكس ما حدث في العام 2013 عند البدء بعملية تخفيض المبلغ المطبوع شهريا حين كان على 85 مليار دولار، ويشابه ما كان عليه الوضع في العام 2009 . ماذا قد يعني ذلك؟
تفسير متقدم للامر لا بد من أخذه بالاعتبار: تخفيض الدعم الاقتصادي يقلق الاسواق على خلفية الا يكون الاقتصاد الاميركي قد تعافى فعلا، وأن يكون التخفيض بمثابة نزع انبوب الاوكسجين عن أنف المريض الذي لم يبلغ بعد مرحلة الشفاء. ارتدادت هذه الحالة من انعدام الثقة يُخشى ان تكون بيعا للاسهم وطلبا على السندات الاكثر أمانا. ما يحدث في وول ستريت في الاسابيع الاخيرة يمكن اعتباره تعبيرا صادقا عن هذا الواقع القلق والمقلق...
العبرة؟
ثمة إحساس قوي، ومبرر، ومتنامِ بأن أسواق الاسهم*أمام مخاطر التراجع أكثر مما هي عليه**أسواق السندات.
*
هذا الاسبوع سنكون مع مواعيد بالغة الاهمية، ولعلها توفر شيئا من الوضوح للاسواق فترسخ الثقة، أو على الأقل تخفف من حالة القلق والغموض السائدة.
بنك اليابان المركزي سيجتمع يوم الاربعاء للنظر في احتمالات تعديل السياسة النقدية. رئيس المركزي " كورودا " أوضح موقفه عقب الاجتماع السابق للمركزي مستبعدا الحاجة الى المزيد من الدعم الاقتصادي. البيانات الاقتصادية التي صدرت في الفترة التي تفصلنا عن الاجتماع الاخير لا تدعو الى القلق، بحيث ان تحولا جديدا لا يصح الرهان عليه او انتظاره. حاليا لا حاجة الى تيسير كمي اضافي. لا رهان براينا على تراجع اضافي دراماتيكي للين الياباني.
*
الفدرالي الاميركي سيجتمع ايضا ويعلن عن مقرراته يوم الاربعاء. المتوقع تخفيض جديد للدعم الاقتصادي بحيث يصبح المبلغ العمول به شهريا 45 مليار عوضا عن 55 مليار حاليا. هذا معلوم ومؤكد بنسبة احتمالية عالية. الانظار ليس الى هذه النقطة بل الى موضوع رفع الفائدة. ألأسواق بحاجة الى تحديد موعد ولو تقريبي واضح يلتزم به الفدرالي، وسادة الفدرالي يتهربون من ذلك، ويتعمدون التأجيل والتضارب في التصريحات فيصيبوا أكثر من عصفور بحجر واحد. هم لا يلتزمون حتى لا يخطئوا التقدير فيعطوا بذلك أنفسهم المزيد من الوقت للرصد والاستعلام. هم لا يلتزمون ليوفروا ايضا على الاسواق موجة من التطرف في التطير وبخاصة بالنسبة للفوائد على السندات التي يخشون من تفلتها. يوم الأربعاء سيكون من المفيد مراقبة ردة فعل الدولار وأسواق الاسهم كما أسواق السندات على كل قرار وكل كلام يصدر عن الفدرالي.
*
بعد الفدرالي الاهتمام سيكون بسوق العمل الاميركي التي تبدأ بياناته بالظهور يوم الأربعاء مع تقرير التوظيف في القطاع الخاص ( منتظر 200/210 الاف وظيفة ) ، وتنتهي يوم الجمعة مع البيانات الرسمية للتوظيف ( 200/210 الاف وظيفة )*والبطالة (*6.6% ) . كل رقم يتعدى التوقعات سيترك بالطبع انطباعا حسنا في الاسواق فيفيد الدولار - وربما مرحليا - ، ولا يمكن التخمين ما ستكون عليه ردات فعل اسواق الاسهم والسندات للاسباب التي سبقت الاشارة اليها في بداية التقرير.
يستفيد الدولار مرحليا؟ لماذا؟
*اذ ثمة شعور يتنامى بأن العاطلين المزمنين عن العمل ستبقى أعدادهم العالية حصرمة في عين سادة الفدرالي. ألأعداد هذه لا تعكسها بأمانة إحصاءات مكاتب العمل لانهم لا يتسجلون في لوائحها بعد أن قطعوا الأمل بإيجاد فرصة العمل المناسبة. هذا سيعني ان الفائدة ستبقى على الارجح منخفضة لفترة تطول أكثر مما تتمناه الأسواق.
*
مواعيد اخرى ستكون تحت المراقبة هذا الاسبوع:
الاثنين :
مبيعات البيوت الموعودة من الولايات المتحدة.
الثلاثاء:
اليابان في عطلة.
التضخم من المانيا.
الناتج المحلي الاجمالي من بريطانيا.
ثقة المستهلك من الولايات المتحدة.
الاربعاء :
التضخم من اوروبا
الناتج المحلي الاجمالي من كندا ومن الولايات المتحدة.
الخميس:
*عطلة بنوك*في الصين. واوروبا.
من الصين ومن بريطانيا مؤشر بي ام اي للتصنيع.
كلمة لرئيس الفدرالي الاميركي يللين.
مؤشر " اي اس ام " الاميركي للتصنيع.
الجمعة:
*استمرار العطلة في البنوك الصينية.
مؤشرات ال بي ام اي من اوروبا.
اللاعقلانية تحكم الأسواق في هذه المرحلة أم تراها ترددات لأزمة غير مسبوقة تاريخيا تركت آثارا جدّ سلبية على معنويات المستثمرين وأفقدتهم الثقة؟
بالرغم من تتابع الاشارات الى ان السياسة النقدية الاميركية الى منعطف جديد - ولو بعد حين - فان اسعار السندات ترتفع وفوائدها تتراجع. ماذا قد يعني ذلك؟
من الواضح ان موضوع تخفيض الدعم الاقتصادي بتخفيض نسبة طباعة العملة استنفد تأثيره في الاسواق التي استوعبته بالكامل، وباتت لا تتفاعل كثيرا مع كل كلام عنه سلبا او ايجابا. حتى على مستوى سوق السندات فعوض ان نشهد ارتفاعا لاسعار الفوائد عليها في السوق الثانوية فان تراجعها مستمر. فائدة سندات العشر سنوات تتواجد حاليا فوق خط متوسط ال 200 يوم، بعد ان عجز السوق عن اقتحامه في السابق، اثر محاولات عدة. الان المعوّق هذا زال، وكل تراجع باتجاه الخط المذكور يشهد طلبا ناشئا، حتى ولو انه من الصعب القول ان خطر التراجع بات منتهيا.
ما يحدث الان يعاكس ما حدث في العام 2013 عند البدء بعملية تخفيض المبلغ المطبوع شهريا حين كان على 85 مليار دولار، ويشابه ما كان عليه الوضع في العام 2009 . ماذا قد يعني ذلك؟
تفسير متقدم للامر لا بد من أخذه بالاعتبار: تخفيض الدعم الاقتصادي يقلق الاسواق على خلفية الا يكون الاقتصاد الاميركي قد تعافى فعلا، وأن يكون التخفيض بمثابة نزع انبوب الاوكسجين عن أنف المريض الذي لم يبلغ بعد مرحلة الشفاء. ارتدادت هذه الحالة من انعدام الثقة يُخشى ان تكون بيعا للاسهم وطلبا على السندات الاكثر أمانا. ما يحدث في وول ستريت في الاسابيع الاخيرة يمكن اعتباره تعبيرا صادقا عن هذا الواقع القلق والمقلق...
العبرة؟
ثمة إحساس قوي، ومبرر، ومتنامِ بأن أسواق الاسهم*أمام مخاطر التراجع أكثر مما هي عليه**أسواق السندات.
*
هذا الاسبوع سنكون مع مواعيد بالغة الاهمية، ولعلها توفر شيئا من الوضوح للاسواق فترسخ الثقة، أو على الأقل تخفف من حالة القلق والغموض السائدة.
بنك اليابان المركزي سيجتمع يوم الاربعاء للنظر في احتمالات تعديل السياسة النقدية. رئيس المركزي " كورودا " أوضح موقفه عقب الاجتماع السابق للمركزي مستبعدا الحاجة الى المزيد من الدعم الاقتصادي. البيانات الاقتصادية التي صدرت في الفترة التي تفصلنا عن الاجتماع الاخير لا تدعو الى القلق، بحيث ان تحولا جديدا لا يصح الرهان عليه او انتظاره. حاليا لا حاجة الى تيسير كمي اضافي. لا رهان براينا على تراجع اضافي دراماتيكي للين الياباني.
*
الفدرالي الاميركي سيجتمع ايضا ويعلن عن مقرراته يوم الاربعاء. المتوقع تخفيض جديد للدعم الاقتصادي بحيث يصبح المبلغ العمول به شهريا 45 مليار عوضا عن 55 مليار حاليا. هذا معلوم ومؤكد بنسبة احتمالية عالية. الانظار ليس الى هذه النقطة بل الى موضوع رفع الفائدة. ألأسواق بحاجة الى تحديد موعد ولو تقريبي واضح يلتزم به الفدرالي، وسادة الفدرالي يتهربون من ذلك، ويتعمدون التأجيل والتضارب في التصريحات فيصيبوا أكثر من عصفور بحجر واحد. هم لا يلتزمون حتى لا يخطئوا التقدير فيعطوا بذلك أنفسهم المزيد من الوقت للرصد والاستعلام. هم لا يلتزمون ليوفروا ايضا على الاسواق موجة من التطرف في التطير وبخاصة بالنسبة للفوائد على السندات التي يخشون من تفلتها. يوم الأربعاء سيكون من المفيد مراقبة ردة فعل الدولار وأسواق الاسهم كما أسواق السندات على كل قرار وكل كلام يصدر عن الفدرالي.
*
بعد الفدرالي الاهتمام سيكون بسوق العمل الاميركي التي تبدأ بياناته بالظهور يوم الأربعاء مع تقرير التوظيف في القطاع الخاص ( منتظر 200/210 الاف وظيفة ) ، وتنتهي يوم الجمعة مع البيانات الرسمية للتوظيف ( 200/210 الاف وظيفة )*والبطالة (*6.6% ) . كل رقم يتعدى التوقعات سيترك بالطبع انطباعا حسنا في الاسواق فيفيد الدولار - وربما مرحليا - ، ولا يمكن التخمين ما ستكون عليه ردات فعل اسواق الاسهم والسندات للاسباب التي سبقت الاشارة اليها في بداية التقرير.
يستفيد الدولار مرحليا؟ لماذا؟
*اذ ثمة شعور يتنامى بأن العاطلين المزمنين عن العمل ستبقى أعدادهم العالية حصرمة في عين سادة الفدرالي. ألأعداد هذه لا تعكسها بأمانة إحصاءات مكاتب العمل لانهم لا يتسجلون في لوائحها بعد أن قطعوا الأمل بإيجاد فرصة العمل المناسبة. هذا سيعني ان الفائدة ستبقى على الارجح منخفضة لفترة تطول أكثر مما تتمناه الأسواق.
*
مواعيد اخرى ستكون تحت المراقبة هذا الاسبوع:
الاثنين :
مبيعات البيوت الموعودة من الولايات المتحدة.
الثلاثاء:
اليابان في عطلة.
التضخم من المانيا.
الناتج المحلي الاجمالي من بريطانيا.
ثقة المستهلك من الولايات المتحدة.
الاربعاء :
التضخم من اوروبا
الناتج المحلي الاجمالي من كندا ومن الولايات المتحدة.
الخميس:
*عطلة بنوك*في الصين. واوروبا.
من الصين ومن بريطانيا مؤشر بي ام اي للتصنيع.
كلمة لرئيس الفدرالي الاميركي يللين.
مؤشر " اي اس ام " الاميركي للتصنيع.
الجمعة:
*استمرار العطلة في البنوك الصينية.
مؤشرات ال بي ام اي من اوروبا.