إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

لاجئو سوريا بين ويلات الحرب وغضب الطبيعة

mohammad-k

مسؤول العملاء في تركيا
طاقم الإدارة
المشاركات
19,998
الإقامة
تركيا
خلفت العاصفة التي تجتاح منطقة شرق المتوسط أضرارا كبيرة في دول المنطقة، لكن وقعها كان أشد على اللاجئين السوريين في دول الجوار وفي الداخل السوري على حد سواء، حيث دهمت الأمطار والثلوج والرياح خيامهم البسيطة، واستنفدت موجة البرد مؤونتهم البسيطة للغذاء والتدفئة القليلة أصلا التي لا تفي بالحاجة.

فقد زادت العاصفة التي تجتاح منطقة شرق المتوسط، وهي الأعنف منذ نحو 20 عاما من تفاقم الأوضاع الإنسانية للاجئين السوريين في مخيمات اللجوء بكل من الأردن ولبنان وتركيا، ولعل الأسوأ كان في مخيم الزعتري بالأردن.

فقد قضى لاجئان سوريان حتى الآن من جراء العاصفة التي أدت كذلك إلى إغراق مئات الخيام التي دهمها الماء، واقتلاع المئات بسبب الرياح العاتية، وبات عدد كبير من عشرات آلاف اللاجئين الذين يؤويهم المخيم عرضة للبرد والجوع والأمراض.

وقد وزعت إحدى المنظمات الإغاثية الدولية مدفأة لكل عائلة مع قارورة غاز تستبدل كل أسبوعين أي بمعدل استعمال يومي لا يتجاوز ساعتين في ظل موجة البرد القارس والرياح التي لا تصمد الخيام أمامها طويلا.

ويضم مخيم الزعتري نحو 4500 خيمة من المفترض أن تؤوي كل منها خمسة أشخاص حدا أقصى، كما يضم نحو 4000 عربة متنقلة وزعت على لاجئين حسب الأقدمية والأحقية، وذلك تبعا لشروط معينة.

وقد ناشد آلاف اللاجئين السوريين بمخيم الزعتري دول العالم مد يد العون لهم بعدما فاقم سوء الأحوال الجوية معاناتهم وتركهم يصارعون مياه الأمطار والرياح العاتية والبرد القارس حيث انخفضت درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر.

كما أطلق صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) نداء عاجلا للتبرع بمساعدات فورية للاجئين السوريين داخل المخيم الذي حولته العاصفة إلى بركة كبيرة من الأوحال.

ويستضيف الأردن أكثر من 290 ألف لاجئ منهم حوالي 65 ألفا في المخيم. وتفيد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بأن عدد اللاجئين السوريين المسجلين والذين ينتظرون التسجيل في الأردن يبلغ 142.664 لاجئا.

لبنان
وفي لبنان نكبت مخيمات عشرات الآلاف من السوريين في الشمال والبقاع، حيث وجد اللاجئون أنفسهم وجها لوجه مع البرد والعواصف والثلوج والأمطار، ولا قبل لهم بمقاومة جبروت الطبيعة من خلال وسائلهم البدائية التي لا تصمد.

ففي سهل البقاع اللبناني اقتحمت مياه السيول والأمطار مخيما مؤقتا يؤوي حوالي 400 لاجئ سوري ودمرت خيامهم، وتقطعت السبل باللاجئين بعد تدمير أغلب الطرق بهذه المنطقة الجبلية المرتفعة وعزل عديد القرى الجبلية الصغيرة.

وفي مخيم قبة المؤقت بشمرة على ساحل البحر المتوسط في لبنان لم يكن حال الأسر السورية التي لجأت إلى هذه المطقة أفضل، حيث لم تصمد الخيام البسيطة التي أقاموها من مواد بلاستيكية أمام الرياح والأمطار ليجدوا أنفسهم في العراء.

الداخل
العاصفة العاتية لم تترك أيضا السوريين الذين تقطعت بهم السبل وأصبحوا لاجئين داخل وطنهم، حيث ساهمت الظروف الجوية السيئة في تفاقم معاناة عدد كبير من السوريين، وقال ناشطون إن عددا من المدن والمناطق في ريف دمشق لا سيما في المرتفعات الجبلية كالزبداني وبلودان تعاني من أوضاع إنسانية قاسية في ظل اشتداد البرد والصقيع وانعدام الوقود ووسائل التدفئة، ما ينذر بكارثة إنسانية لعدد كبير من سكان تلك المدن والقرى.

وحسب الناشط الميداني محمد شحادة تسببت موجة البرد في حالات وفاة عديدة خاصة لدى الأطفال الرضع، ووجه شحادة في مداخلة عبر الجزيرة نداء للمنظمات والهيئات الدولية من أجل التدخل وتخفيف معاناة المواطنين الذين يعيش بعضهم في خيام وبنايات غير مهيأة للسكن.

ويقول النشطاء إن الظروف تزداد سوءا بفعل هذه العاصفة التي شلت الحركة تقريبا واستنفدت المؤونة القليلة وأدت إلى مشكلة جديدة هي انقطاع الطرق بسبب الأمطار والثلوج.

وفي شمال سوريا قال فادي ياسين الناشط من محافظة إدلب إن مدنيين نازحين اضطروا للجوء إلى الكهوف هربا من الأمطار، حيث لجأ بضعة ألوف من الذين فقدوا منازلهم في القصف أو فروا هربا من القتال إلى ما يعرف باسم المدن الميتة في سوريا، وهي 700 تجمع مهجور يعود إلى العصر البيزنطي.

وأضاف أن عددا من الأسر أصبحوا يحرقون الأبواب والمقاعد طلبا للدفء في ظل البرد الشديد وانعدام وقود التدفئة.

وتحذر المنظمات الإنسانية من أن هذه العاصفة قد تؤدي إلى وفيات كثيرة بسبب البرد الشديد والنقص الحاد في الغذاء، وهو ما يعرض اللاجئين الفارين من جحيم الحرب للإصابة بالمزيد من الأمراض والعدوى.
 
عودة
أعلى