لجنة الأخبار
مشرف
- المشاركات
- 7,533
- الإقامة
- عرب فوركس
هناك علاقة قوية بين سوق الأسهم والأحوال الاقتصادية للبلاد، فهي بمثابة إشارة للمستثمرون حول أداء الشركات والفرص المتاحة أمامها في المستقبل، كما أن التغيرات غير الاقتصادية مثل الأزمات السياسية والاضطرابات الاجتماعية تؤثر على حركات الأسهم وشهية المستثمرين.
فعلى سبيل المثال، إذا كشفت البيانات الاقتصادية نمو إنفاق المستهلكين، فإن المستثمرين سيتوقعوا مزيدًا من الإقبال على السلع الاستهلاكية، وهو ما يعزز أسهم الشركات العاملة في هذا القطاع، ولكن إذا أظهرت البيانات تباطأ الاقتصاد فإن الشركات ستتوقع أداءً متراجعًا خاصة فيما يخص توفير التمويل وزيادة العمليات والطلب على المنتجات الأساسية المرتبطة بشكل أساسي بالنمو مثل الطاقة.
وبالنسبة لتأثر سوق الأسهم بالأوضاع السياسية، فأبرز مثال على ذلك، الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2016، حين كانت الأسواق تخشى فوز المرشح الجمهوري "دونالد ترامب" بسبب ميولة الشعبوية، وفي هذا الوقت تراجعت المؤشرات الرئيسية لبورصة "وول ستريت" بشكل قوي خلال تعاملات ما قبل الافتتاح، فور إعلان "ترامب" فوزه على "هيلاري كلينتون"، إلا أنها سرعان ما عوضت هذه الخسائر وحققت مكاسب، بعد أن تعهد بزيادة الإنفاق وخفض الضرائب.
وعن تأثر الأسهم بالاضطرابات الاجتماعية، مثل الاحتجاجات والتظاهرات وأعمال الشغب، مثل التي اندلعت في فرنسا خلال الفترة الماضية، فإن هذه الاضطرابات تشكل ضغطًا قويًا على الحكومات لأنها تنذر بتغيرات مرتقبة، وهو ما يؤثر سلبًا على سوق الأسهم.
كما تؤثر الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية على سوق الإسهم، فإن حركة الأسهم تؤثر أيضًا على الاقتصاد والشركات والأفراد داخل المجتمع، فهي المؤشر الرئيسي للظروف الاقتصادية للبلاد، فإذا كان الاقتصاد جيد ويسجل نموًا في الإنتاج، فإن أغلب الشركات ستشهد زيادة في الربحية مع زيادة فرص للتوسع، وبالتالي فإن أسهم الشركات ستصبح أكثر جاذبية. وإذا كانت الأسواق تتوقع دخول الاقتصاد في حالة ضعف وركود فسوف تتراجع الأسهم، وهذا لأن الركود يعني انخفاض الأرباح واحتمال إفلاس الشركات، وهو خبر محبط للمساهمين، وفي حال سيطر عدم اليقين عليهم، فإنهم سيتجهون إلى شراء السندات والأصول الآمنة مثل الذهب والين لحماية أنفسهم من الخطر المحتمل.
كما أن اتجاهات الأسهم تؤثر على نفسية الأفراد والشركات، حيث يمكن للأسواق الصاعدة خلق شعور بالثقة تجاه الاقتصاد، هذه الثقة ستكون حافز قوي للكثير من المستثمرين، وستحثهم على الدخول إلى البلاد وخاصة إلى سوق الأسهم، أما إذا كان الاتجاه هبوطيًا فسوف يصيب المستثمرين بالتشاؤم.
تتأثر بعض الأصول الأخرى مثل العملات والسندات والعقارات والذهب بالحالة الشعورية في الأسواق سواء كانت متفائلة أو متشائمة إزاء الأوضاع الاقتصادية وأداء الشركات في المستقبل.
وتؤثر سوق الأسهم على الناتج المحلي الإجمالي بشكل مباشر من خلال تأثيرها على الظروف المالية وثقة المستهلك، فعندما تكون مرتفعة يزيد التفاؤل تجاه الاقتصاد، بحسب "إنفستوبيديا"، كما تؤثر على الاقتصاد عن طريق الشركات والأفراد، حيث إن زيادة ثقة المستهلك تدفعه نحو إنفاق المزيد من الأموال، وهذا الإنفاق يعزز النشاط الاقتصادي.
عندما ترتفع أسعار الأسهم، تزداد القيم السوقية للشركات، وهذا يعني تعاظم قدرتها على اقتراض الأموال مقابل تكلفة أقل، مما يترتب عليه زيادة وتيرة توسع العمليات والاستثمار في مشروعات جديدة وتوظيف المزيد من العمال، وتدعيم الناتج المحلي الإجمالي.