كيف أثرت الحرب التجارية على الاقتصاد الصيني والأمريكي؟ ومن الخاسر؟

[لجنة الأخبار]

اشتعل الصراع التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين من جديد، مع إعلان البلدين كليهما فرض رسوم جمركية جديدة على سلع الآخر.

وأكد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أن الصين سوف تدفع هذه الضرائب، حتى بعد أن أقر مستشاره الاقتصادي "لاري كودلو" يوم الأحد الماضي بأن الشركات الأمريكية هي التي ستدفع الرسوم الجمركية على أي سلع تستورد من الصين.

في الحقيقة، يدفع المستوردون الأمريكيون وليس الشركات الصينية الرسوم الجمركية في صورة ضرائب للحكومة الأمريكية، بحسب ما قال "كريستوف بوندي" المحامي في شركة "كولي إل إل بي".

ويرى بوندي، الذي كان مستشارا رفيع المستوى للحكومة الكندية خلال مفاوضات اتفاق التجارة الحرة بين كندا والاتحاد الأوروبي، أنه من المرجح أن يدفع هذه التكاليف الإضافية المستهلكون الأمريكيون في صورة أسعار مرتفعة، مؤكدًا أن لتلك الرسوم الجديدة تأثير مدمر على سلسلة الإيرادات.

حتى اليوم مازالت الصين أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، فقد ارتفعت صادراتها خلال العام الماضي بنسبة 7%، ولكن صادراتها إلى الولايات المتحدة تراجعت بنسبة 9% خلال الربع الأول من العام الجاري، مما يدل على أن توابع الحرب التجارية بدأت تظهر.

وتقول الخبيرة التجارية في جامعة كامبريدج "مييديث كراولي" إنه لا يوجد سوى أدلة ضئيلة على أن الشركات الصينية خفضت أسعارها من أجل الحفاظ على مشتريات الشركات الأمريكية منها، لافتة إلى أن بعض مصدري البضائع القابلة للاستبدال قد انسحبوا من السوق، مع بدء استيراد شركات أمريكية من أماكن أخرى، ولا بد أن الرسوم الجمركية أضرتها كثيرًا.

وكشفت دراستان أكاديميتان تم نشرهما في مارس الماضي أن الشركات الأمريكية والمستهلكين قد دفعوا تقريبا التكلفة الكاملة للرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الواردات من الصين ومن غيرها من دول العالم خلال 2018.

وصرح اقتصاديون من المجلس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، ومن جامعتي كولومبيا وبرينستون، أن الرسوم الجمركية التي تم فرضها على شريحة كبيرة من الواردات بدءًا من الصلب وحتى الغسالات، كلفت الشركات الأمريكية والمستهلكين حوالي 3 مليارات دولار في الشهر، في صورة تكاليف ضريبية إضافية.

وأفاد بحث آخر بأن المستهلكين الأمريكيين والشركات هم من دفعوا أغلب تكاليف الرسوم الجمركية، موضحًا أن الضحية الكبرى للحرب التجارية التي يخوضها ترامب هي المزارعون والعمال في المناطق التي أيدت "ترامب" خلال الانتخابات الرئاسية 2016.