- المشاركات
- 82,633
- الإقامة
- قطر-الأردن
كتاب بيج يصدر ليشير إلى أن الأوضاع الاقتصادية شهدت تحسنا ملحوظا في الولايات المتحدة
أصدر الاقتصاد الأمريكي اليوم كتاب بيج والذي اشتمل على أداء الاقتصاد الأمريكي خلال فترة الماضية على مستوى إثنى عشر مقاطعة فدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اشار التقرير أن النشاطات الاقتصادية تحسنت عما كانت عليه في التقرير السابق حيث أن المقاطعات المختلفة بعدا مقاطعة سانت لويس اشارت في التقرير السابق أن الأوضاع الاقتصادية تحسنت بعض الشيء ولكن بوتيرة معتدلة، إذ أشاروا إلى أن مجمل الأوضاع تبقى متباينة ساعية للوصول إلى نقطة الاستقرار.وأشار التقرير أن جميع المقاطعات الفدرالية أظهرت تقدما معتدلا في مبيعات التجزئة ومبيعات المركبات، إضافة إلى إنفاق السائحين والتي أشارت بها مقطاعات مختلفة، مشيرا التقرير إلى ان الأوضاع الخدمية لا تزال متباينة، في حين أن النشاطات الاقتصادية شهدت تقدما مبهرا في جميع المقاطعات باستثناء مقاطعة سانت لويس.
كما واشار التقرير إلى ان النشاطات في قطاع المنازل الأمريكي واصلت تقدمها في معظم المقاطعات مقارنة بالمستويات المتدنية التي وصلها خلال فترة الركود، إلا أن قطاع العقارات شهد أداء ضعيفا نسبيا في مختلف المناطق، في حين أن الأوضاع في القطاع المالي تواصل تأثيراتها على النشاطات الاقتصادية وسط تراجع حجم القروض والقابلية الائتمانية في عدد من المقاطعات مما أظهر تباينا في أداء القطاع، الأمر الذي أثر على البنوك، وهذا ما أجبرهم على تضييق الشروط الائتمانية على المستهلكين وأصحاب الشركات.
وعلاوة على ذلك فإن مجال الطاقة والمناجم والإنتاج شهدت انتعاشا على ضوء ارتفاع المعادن الثمينة واسعار النفط الخام، في حين يواصل قطاع العمالة الأمريكي وذلك على الرغم من عدد الوظائف التي تم إضافتها، إلا أن الأجور لا تزال ضعيفة وضمن مستويات متدنية، وبشكل عام لا تزال أسعار التجزئة ضمن مستويات متدنية نسبيا، في حين أن بعض المناطق سجلت ارتفاعا في الأسعار.
كما أن مستويات الإنفاق لدى المستهلكين بدأت بالتحسن التدريجي في أغلب المقاطعات، حيث أشارت المبيعات تطورا أوسع مقارنة بتقرير كتاب بيج السابق، مشيرين إلى ان بعض المقاطعات تأثرت سلبا من الظروف الجوية الصعبة خلال شهر شباط المنقضي، الامر الذي أثر على مستويات الإنفاق والطلب، ونظرا لذلك وباعتبار ان إنفاق المستهلكين يمثل 70% من الناتج المحلي الإجمالي، فمن المتوقع أن تعدل القراءة خلال الربع الأول من هذا العام.
وبالنظر إلى التقرير كجملة واحدة، فإننا نصل إلى مسألة معينة، ألا وهي أن النشاطات الاقتصادية شهدت تطورا خلال الفترة المنصرمة تحت قيادة التحسن في قطاع الصناعة الأمريكي، والذي ساعد الاقتصاد في تخطي الأزمة المالية الأسوا منذ عقود، حيث تمكن قطاع الصناعة الأمريكي من التوسع للمرة الأولى في آب للعام 2009 وذلك منذ تشرين الثاني من العام 2008.
كما ننوّه مجددا إلى أن قطاع العمالة الأمريكي يعد مقتاح الخلاص للاقتصاد الأمريكي لتحقيق التعافي التام، حيث أن معدل البطالة لا يزال عند أعلى مستوى له منذ حوالي ربع قرن عند 9.7%، وذلك على الرغم من أن تقرير العمالة الأمريكي السابق أشار إلى ان الاقتصاد الأمريكي تمكن من إضافة 162 الف وظيفة خلال آذار، حيث أن الاقتصاد الأمريكي فقد خلال فترة الأزمة بالمقابل 8.4 مليون وظيفة وذلك منذ أواخر العام 2007.
وقد تطرق تقرير كتاب بيج إلى التضخم، مشيرا إلى أنها لا تزال تحت السيطرة مشيرا إلى ان التضخم لا يشكل تهديدا حتى الآن، وذلك ما أكده البنك الفدرالي مرارا وتكرارا وهي ان مستويات التضخم ستبقى تحت السيطرة وإن ارتفعت فسترتفع بوتيرة معتدلة، في حين ان تقرير أسعار المستهلكين صدر اليوم ليشير أن مستويات التضخم لا تزال تحت السيطرة ليستقر عند القراءة الصفرية.
واضعين في الاعتبار عزيزي القارئ الاقتصاد الأمريكي لا يزال يسير على خطى التعافي التدريجي من أسوأ أزمة مالية منذ عقود، وذلك وسط التحديات التي لا تزال تقف أمام تقدم الاقتصاد الأمريكي بالشكل المنشود متمثلة في أوضاع التشديد الائتماني والضعف الجاري في مستويات الإنفاق ومعدلات البطالة المرتفعة ناهيك عن ارتفاع قيم حبس الرهن العقاري، حيث أن كل هذه العقبات تستدعي الاقتصاد الأمريكي أن يأخذ وقته إلى حين الوصول إلى مرحلة النمو على المدى البعيد بحلول العام 2011.