رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,708
- الإقامة
- مصر
قراءة فى مقال الإدارة هي السبب
كاتب المقال هو عبد الله المهيرى هو رجل مهتم بالإدارة والتنمية البشرية وكتب فيها العديد من الأبحاث والملفات وقد استهل مقاله بالسؤال التالى:
"سؤال أوجه لكل مدير ومسئول، هل تستطيع أن تخبرني ما هي آخر التطورات في مجال الإدارة والمجال التقني؟
إذا كانت معرفتك ممتازة بهذين المجالين وتقوم بتطوير قسمك أو مؤسستك بتطور المجالان المذكوران فإني أتوقع مستويات خارقة من الأداء وسرعة في العمل، وإنتاجية تقفز قفزاً بخطوات واسعة نحو الأفضل، وتعاون بين الجميع ممن يعملون معك، الاحترام متبادل والآراء مسموعة، والإبداع أساس من أسس التجديد والتطوير المستمر، موظفون يحضرون قبل ساعات الدوام ويخرجون بعده، الصلاحيات المالية والإدارية مكفولة للجميع، والثقة عالية، مكان العمل نظيف ومرتب ومريح للنظر، مراجعون أو عملاء راضون تماماً عن الخدمات التي تقدمها، أرباح عالية وتكاليف منخفضة، هل تبدوا هذه الصورة حالمة؟"
المستويات العالية والسرعة وزيادة الإنتاج وإخلاص العاملين وتعاونهم ليس نتيجة معرفة لمدير الممتازة بتطورات المجال الإدارى وبالمجال التقنى فهى نتيجة قيام كل فرد بطاعة أحكام الله بعد إيمانه بها وفى هذا قال تعالى :
"لو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض"
ومن ثم فهذه المستويات عندنا هى نتيجة طبيعية لطاعة الله والإيمان به
والمهيرى يقول أن الإدارة هى السبب الوحيد لنجاح أو فشل أى مؤسسة وهو يسأل ويجيب قائلا:
" لا... هناك مؤسسات ناجحة تكون بيئة عملها بهذه الصورة. أما إذا كنت جاهلاً بما سبق، فالعكس صحيح لكل ما ورد أعلاه، وقد يستغرب أحدكم ويتساءل، هل الإدارة هي السبب الوحيد لنجاح أو فشل أي مؤسسة سواءً حكومية أو خاصة؟
دعوني اختصر عليكم الإجابة، نعم هي السبب، لذلك ابتكرت قانوناً إدارياً اقتبسته من أحد الكتب الإدارية وغيرت فيه، يقول القانون رقم واحد:
إذا وجدت مؤسسة فاشلة فانظر إلى الإدارة فهي السبب لهذا الفشل ويقول قانون رقم اثنان:
إذا لم تجد الإدارة هي السبب فانظر إلى القانون رقم واحد!! الإدارة هي الأساس في كل مؤسسة فبدونها يكون العمل في المؤسسة خبط عشواء، وبها يسير العمل إلى الطريق الصحيح، لكن إذا اعوجت أعوج العمل معها وإن صلحت، صلحت المؤسسة، فهي بمنزلة العقل للإنسان والعقل إذا لم يطور تجمد بل تحجر. "
ونجاح أو فشل المؤسسات لا يعود لإدارة المؤسسة فى كل الأحيان فأحيانا تكون الإدارة ممتازة والعاملون ممتازون ومع هذا يفشل العمل بسبب التشريعات العقيمة أو بسبب عجز الحكومة عن إيجاد التمويل اللازم لعمل المؤسسات وفى أحيان تكون المصيبة من عند الله أكبر من أن يعالجها علم البشر العاجز كما فى مصيبة السنوات السبع العجاف فى مصر فهذا المشكلة لو كان علاجها من عند غير الله لهلك الناس وغيرهم فلا أحد من البشر يستطيع أن يعرف أن فيضان الأنهار سيكون قليل مدة سبع سنوات متتالية قبل حدوثه ومثلها الثانى فى القرآن سيل العرم الذى سلطه لله على أهل سبأ
ويخبرنا المهيرى أن الإدارة هى رؤساء إدارات المؤسسة ومعهم المدير العام فيقول :
"والإدارة لا تقتصر على شخصاً واحد بل على عدة أشخاص يقودهم شخصاً واحد أو ما نسميه المدير العام، ولهذا المدير مسئولون سواءً للمالية والحسابات أو لإدارة المشتريات أو خدمة العملاء وهكذا، وكل هؤلاء يطلق عليهم لفظ الإدارة، والإدارة تملك في يديها الموارد البشرية والمادية ولها الحق في تصريفها وترتيبها بطريقة معينة للقيام بأكبر إنتاجية."
وهذا النوع من الإدارة هو نوع فاشل فالإدارة الناجحة هى الإدارة الشورية وهى إدارة جماعية للمؤسسة وفى تلك الإدارة قال تعالى "وأمرهم شورى بينهم" وأما إدارة الصفوة فغالبا هى إدارة فاشلة لأنها تمثل ظلما بينا حيث تستأثر تلك الصفوة بالمرتبات والحوافز الأعلى مع أنها هى الأقل عملا فى المؤسسة
ويخبرنا الرجل بوجود نوعين من طرق الإدارة فيقول:
"الفقرة السابقة هي تعريف بسيط لشكل الإدارة، وذكرنا في هذا التعريف حق الإدارة في تصريف مواردها، لكن وسائل ترتيب الموارد البشرية كثيرة ومنوعة، فأي الطرق يستخدم مديرك؟ هل هي طريقة حديثة لا مركزية، أم أسلوب متسلط مركزي؟
الأسلوب المتسلط يقوم على نظرية أن الموظفين كسالى، يجب أن تفتش عملهم كل دقيقة، عديمي الأمانة فيجب أن تحكم الرقابة عليهم وتبتكر القوانين الصارمة، إنهم أقل ذكاءً وفهماً منك، فيجب أن تضع أهدافاً للأداء لهم أو حتى لا تخبرهم بذلك بل يكفي أن تكلفهم بمهام وسينفذونها من دون تفكيراً كالآلات!! ليس لهم الحق أن يسألوا لماذا؟ إنهم فقط يؤدون ما عليهم من واجب فلا يستحقون أي حوافز سواءً مادية أو معنوية، لا رأي لهم أو استمع لآرائهم ولا تلقي لها بالاً لكي تخدعهم وتجعلهم يظنون أنك تستمع إليهم.
أما الأسلوب الحديث فيبنى على أسس متينة عماده الثقة والإخلاص وحب العمل والتعاون، فالمدير هنا يسمى قائد لأنه يحفز الآخرين نحوا أهدافاً اتفق عليها الجميع، وكل شيء في هذه المؤسسة يناقش من المبادئ والأخلاقيات العامة حتى الأساليب التطبيقية، مروراً بالشؤون المالية والإدارية، فكل موظف له الحق في إبداء رأيه وله الحق في أن يسمع، كل شيء يناقش في جو من الاحترام المتبادل والكل يضع عصارة فكره وإبداعه، وتتطور المؤسسة فتلغي الإجراءات العقيمة لتحل محلها إجراءات أكثر بساطة وإنتاجية، وتلغى النظم المعقدة المركزية إلى نظم لا مركزية، يتحمل الموظفون المسؤولية كاملة ودور المدير هنا أن يكون موجهاً ودرباً ومعلماً وقدوة، فعله أكثر من كلامه، والمعلومات يتيحها للجميع إذ لا سرية كما في النظام المتسلط. "
وطرقا الإدارة المتسلطة وما يسميها الحديثة كلاهما واحد وهو إدارة النخبة أو الصفوة الفارق فقط فى الشدة واللين ولكنهما فى النهاية يؤديان للظلم فى كل الأنظمة الاقتصادية الحالية لأنهما يعطيان المرتبات والحوافز الأعلى لتلك الصفوة والمفترض أن الكل شركاء فى مركب واحد ولذا تكون القسمة عادلة بالتساوى
ويخبرنا المهيرى أن المجال التقنى يوفر المال والوقت فيقول:
"كان ذلك في المجال الإداري، أم المجال التقني فهو وسيلة قوية في يد الإدارة الحديثة ووسيلة تفاخر في يد الإدارة المتسلطة... والمجال التقني يفتح آفاقا واسعة لتخفيض الكلفة والزمن لتحقيق المهام وتكون فعالة إذا ما استخدمت بالطريقة الصحيحة. "
وهو كلام صحيح فى بعض الأحيان ولكنه فى أحيان أخرى يكون إهدار للمال والجهد ومن أمثلة هذا إدخال الحاسوب فى استخراج البطاقات الشخصية المميكنة فأنت تشترى استمارة وتكتب البيانات فيها ويقوم الموظف بمراجعة بياناتك يدويا ثم يقوم الأخر بإدخال الاسم على الحاسوب فتخرج البيانات السابقة ثم يقوم بإدخالك على موظف حاسوب أخر يصورك وفى النهاية يعطيك ورقة لتسلم البطاقة بعد مدة حسب ما تدفعه فى النهاية تخرج بطاقتك وصورتك مشوهة حتى ولو كانت ملونة
قبل الميكنة وهى تقنية كانت البطاقة تستخرج فى نفس اليوم فكان الموظف يكتب البطاقة فى أقل من دقيقة ويختم صورتك الضوئية ويأخذ بصمتك وكل هذا لم يكن يستغرق سوى خمس دقائق على الأكثر
الآن فى ظل الميكنة التقنية يستغرق ذلك ساعات فى حالة الاستمارة الغالية وخمسة عشر يوما فى الاستمارة العادية
هذا هو إهدار الوقت وأما الكهرباء والحواسب فحدث ولا حرج عن لهدر الآلى فالحواسيب تظل مفتوحة طوال وقت العمل سواء كان هناك زبائن أم لا
المثال الثانى للميكنة المهدرة للمال والوقت والجهد بطاقات المرتبات الالكترونية فى الماضى كان سكرتير المؤسسة يقوم الذهاب للمصرف أو البريد ويقبض المرتبات ثم يقوم بتسليمها للموظفين فى يوم واحد والآن بعد اختراع بطاقات القبض على كل موظف أن يركب وسيلة مواصلات حتى يذهب لمكان آلة الصرف وهذا استهلاك للوقود والمال فبعد أن كان موظفا واحدا أصبح مئات وعشرات الموظفين يركبون لمكان لآلة وآلات الصرف لا تتوقف عن استهلاك الكهرباء لأنها تعمل 24 ساعة وطوال الشهر فاحسب كمية الكهرباء تجدها بخسارة على الدولة وزد على هذا تكلفة طاقات الصرف والتى يجب ان يتم تجديدها كل فترة وزد على ذا الوقت الذى يضيعه الناس فى الوقوف طوابير لقبض المرتب أو المعاش والكثير منهم يسقط من الإعياء بسبب طول الوقوف
تقنية السيارات والمركبات تقنية أخرى تمثل إهدارا ونتناول جزء واحد من تلك التقنية وهو المتعلق بسيارات المؤسسة خاصة المؤسسات الإنتاجية فهناك حوالى عشرين سيارة أو أكثر مخصصة للسادة رؤساء وأعضاء مجالس إدارة المؤسسة وأيضا للسادة مديرى العموم فى المؤسسة كل واحد من هؤلاء تخصص له وحده سيارة بسائقها تحضره وتصرفه وهو إهدار للمال المستخدم كوقود للعشرين سيارة وإهدار للمال المستخدم فى تخصيص سائق لكل واحد منهم ويغنى الكل سيارة كبيرة تقوم بتوصيل الكل كباقى العاملين إن كان خصص لهم سيارات نقل
طبقا لذلك فالتقنية ليست مفيدة فى كل الأحوال بل أحيان تمثل إهدارا للمال والوقت والجهد
وفى النهاية ينصحنا المهيرى بقراءة كتب كلها للأسف أجنبية فيقول :
وأخيراً هذا بعضاً مما لدي أحببت أن أشارككم فيه، وتناولت في هذه العجالة بعض المبادئ الإدارية، وغطينا جانب صغير جداً من الإدارة، ذلك أن الإدارة هي بحراً واسع لكني لا أكل من السباحة فيه، وأنصح كل شخص يود أن يطور نفسه ومؤسسته من الناحية الإدارية والقيادية أن يشتري بعضاً من الكتب الإدارية البسيطة ويقوم بتطبيق ما فيها إذا اقتنع بما فيها!! واقرؤوا كتاب البحث عن الامتياز لتوم بيترز، وكتاب الثورة على الفوضى لنفس الكتاب، ولتعلم المبادئ الأساسية للإدارة فقرؤوا كتاب ممارسة الإدارة لبيتر دراكر"
وهى ليست نصيحة وإنما شر لأن الحلول لها فى كتاب الله ونحن لسنا بحاجة لمقولات بشرية تملى علينا ما يخالف ديننا
كاتب المقال هو عبد الله المهيرى هو رجل مهتم بالإدارة والتنمية البشرية وكتب فيها العديد من الأبحاث والملفات وقد استهل مقاله بالسؤال التالى:
"سؤال أوجه لكل مدير ومسئول، هل تستطيع أن تخبرني ما هي آخر التطورات في مجال الإدارة والمجال التقني؟
إذا كانت معرفتك ممتازة بهذين المجالين وتقوم بتطوير قسمك أو مؤسستك بتطور المجالان المذكوران فإني أتوقع مستويات خارقة من الأداء وسرعة في العمل، وإنتاجية تقفز قفزاً بخطوات واسعة نحو الأفضل، وتعاون بين الجميع ممن يعملون معك، الاحترام متبادل والآراء مسموعة، والإبداع أساس من أسس التجديد والتطوير المستمر، موظفون يحضرون قبل ساعات الدوام ويخرجون بعده، الصلاحيات المالية والإدارية مكفولة للجميع، والثقة عالية، مكان العمل نظيف ومرتب ومريح للنظر، مراجعون أو عملاء راضون تماماً عن الخدمات التي تقدمها، أرباح عالية وتكاليف منخفضة، هل تبدوا هذه الصورة حالمة؟"
المستويات العالية والسرعة وزيادة الإنتاج وإخلاص العاملين وتعاونهم ليس نتيجة معرفة لمدير الممتازة بتطورات المجال الإدارى وبالمجال التقنى فهى نتيجة قيام كل فرد بطاعة أحكام الله بعد إيمانه بها وفى هذا قال تعالى :
"لو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض"
ومن ثم فهذه المستويات عندنا هى نتيجة طبيعية لطاعة الله والإيمان به
والمهيرى يقول أن الإدارة هى السبب الوحيد لنجاح أو فشل أى مؤسسة وهو يسأل ويجيب قائلا:
" لا... هناك مؤسسات ناجحة تكون بيئة عملها بهذه الصورة. أما إذا كنت جاهلاً بما سبق، فالعكس صحيح لكل ما ورد أعلاه، وقد يستغرب أحدكم ويتساءل، هل الإدارة هي السبب الوحيد لنجاح أو فشل أي مؤسسة سواءً حكومية أو خاصة؟
دعوني اختصر عليكم الإجابة، نعم هي السبب، لذلك ابتكرت قانوناً إدارياً اقتبسته من أحد الكتب الإدارية وغيرت فيه، يقول القانون رقم واحد:
إذا وجدت مؤسسة فاشلة فانظر إلى الإدارة فهي السبب لهذا الفشل ويقول قانون رقم اثنان:
إذا لم تجد الإدارة هي السبب فانظر إلى القانون رقم واحد!! الإدارة هي الأساس في كل مؤسسة فبدونها يكون العمل في المؤسسة خبط عشواء، وبها يسير العمل إلى الطريق الصحيح، لكن إذا اعوجت أعوج العمل معها وإن صلحت، صلحت المؤسسة، فهي بمنزلة العقل للإنسان والعقل إذا لم يطور تجمد بل تحجر. "
ونجاح أو فشل المؤسسات لا يعود لإدارة المؤسسة فى كل الأحيان فأحيانا تكون الإدارة ممتازة والعاملون ممتازون ومع هذا يفشل العمل بسبب التشريعات العقيمة أو بسبب عجز الحكومة عن إيجاد التمويل اللازم لعمل المؤسسات وفى أحيان تكون المصيبة من عند الله أكبر من أن يعالجها علم البشر العاجز كما فى مصيبة السنوات السبع العجاف فى مصر فهذا المشكلة لو كان علاجها من عند غير الله لهلك الناس وغيرهم فلا أحد من البشر يستطيع أن يعرف أن فيضان الأنهار سيكون قليل مدة سبع سنوات متتالية قبل حدوثه ومثلها الثانى فى القرآن سيل العرم الذى سلطه لله على أهل سبأ
ويخبرنا المهيرى أن الإدارة هى رؤساء إدارات المؤسسة ومعهم المدير العام فيقول :
"والإدارة لا تقتصر على شخصاً واحد بل على عدة أشخاص يقودهم شخصاً واحد أو ما نسميه المدير العام، ولهذا المدير مسئولون سواءً للمالية والحسابات أو لإدارة المشتريات أو خدمة العملاء وهكذا، وكل هؤلاء يطلق عليهم لفظ الإدارة، والإدارة تملك في يديها الموارد البشرية والمادية ولها الحق في تصريفها وترتيبها بطريقة معينة للقيام بأكبر إنتاجية."
وهذا النوع من الإدارة هو نوع فاشل فالإدارة الناجحة هى الإدارة الشورية وهى إدارة جماعية للمؤسسة وفى تلك الإدارة قال تعالى "وأمرهم شورى بينهم" وأما إدارة الصفوة فغالبا هى إدارة فاشلة لأنها تمثل ظلما بينا حيث تستأثر تلك الصفوة بالمرتبات والحوافز الأعلى مع أنها هى الأقل عملا فى المؤسسة
ويخبرنا الرجل بوجود نوعين من طرق الإدارة فيقول:
"الفقرة السابقة هي تعريف بسيط لشكل الإدارة، وذكرنا في هذا التعريف حق الإدارة في تصريف مواردها، لكن وسائل ترتيب الموارد البشرية كثيرة ومنوعة، فأي الطرق يستخدم مديرك؟ هل هي طريقة حديثة لا مركزية، أم أسلوب متسلط مركزي؟
الأسلوب المتسلط يقوم على نظرية أن الموظفين كسالى، يجب أن تفتش عملهم كل دقيقة، عديمي الأمانة فيجب أن تحكم الرقابة عليهم وتبتكر القوانين الصارمة، إنهم أقل ذكاءً وفهماً منك، فيجب أن تضع أهدافاً للأداء لهم أو حتى لا تخبرهم بذلك بل يكفي أن تكلفهم بمهام وسينفذونها من دون تفكيراً كالآلات!! ليس لهم الحق أن يسألوا لماذا؟ إنهم فقط يؤدون ما عليهم من واجب فلا يستحقون أي حوافز سواءً مادية أو معنوية، لا رأي لهم أو استمع لآرائهم ولا تلقي لها بالاً لكي تخدعهم وتجعلهم يظنون أنك تستمع إليهم.
أما الأسلوب الحديث فيبنى على أسس متينة عماده الثقة والإخلاص وحب العمل والتعاون، فالمدير هنا يسمى قائد لأنه يحفز الآخرين نحوا أهدافاً اتفق عليها الجميع، وكل شيء في هذه المؤسسة يناقش من المبادئ والأخلاقيات العامة حتى الأساليب التطبيقية، مروراً بالشؤون المالية والإدارية، فكل موظف له الحق في إبداء رأيه وله الحق في أن يسمع، كل شيء يناقش في جو من الاحترام المتبادل والكل يضع عصارة فكره وإبداعه، وتتطور المؤسسة فتلغي الإجراءات العقيمة لتحل محلها إجراءات أكثر بساطة وإنتاجية، وتلغى النظم المعقدة المركزية إلى نظم لا مركزية، يتحمل الموظفون المسؤولية كاملة ودور المدير هنا أن يكون موجهاً ودرباً ومعلماً وقدوة، فعله أكثر من كلامه، والمعلومات يتيحها للجميع إذ لا سرية كما في النظام المتسلط. "
وطرقا الإدارة المتسلطة وما يسميها الحديثة كلاهما واحد وهو إدارة النخبة أو الصفوة الفارق فقط فى الشدة واللين ولكنهما فى النهاية يؤديان للظلم فى كل الأنظمة الاقتصادية الحالية لأنهما يعطيان المرتبات والحوافز الأعلى لتلك الصفوة والمفترض أن الكل شركاء فى مركب واحد ولذا تكون القسمة عادلة بالتساوى
ويخبرنا المهيرى أن المجال التقنى يوفر المال والوقت فيقول:
"كان ذلك في المجال الإداري، أم المجال التقني فهو وسيلة قوية في يد الإدارة الحديثة ووسيلة تفاخر في يد الإدارة المتسلطة... والمجال التقني يفتح آفاقا واسعة لتخفيض الكلفة والزمن لتحقيق المهام وتكون فعالة إذا ما استخدمت بالطريقة الصحيحة. "
وهو كلام صحيح فى بعض الأحيان ولكنه فى أحيان أخرى يكون إهدار للمال والجهد ومن أمثلة هذا إدخال الحاسوب فى استخراج البطاقات الشخصية المميكنة فأنت تشترى استمارة وتكتب البيانات فيها ويقوم الموظف بمراجعة بياناتك يدويا ثم يقوم الأخر بإدخال الاسم على الحاسوب فتخرج البيانات السابقة ثم يقوم بإدخالك على موظف حاسوب أخر يصورك وفى النهاية يعطيك ورقة لتسلم البطاقة بعد مدة حسب ما تدفعه فى النهاية تخرج بطاقتك وصورتك مشوهة حتى ولو كانت ملونة
قبل الميكنة وهى تقنية كانت البطاقة تستخرج فى نفس اليوم فكان الموظف يكتب البطاقة فى أقل من دقيقة ويختم صورتك الضوئية ويأخذ بصمتك وكل هذا لم يكن يستغرق سوى خمس دقائق على الأكثر
الآن فى ظل الميكنة التقنية يستغرق ذلك ساعات فى حالة الاستمارة الغالية وخمسة عشر يوما فى الاستمارة العادية
هذا هو إهدار الوقت وأما الكهرباء والحواسب فحدث ولا حرج عن لهدر الآلى فالحواسيب تظل مفتوحة طوال وقت العمل سواء كان هناك زبائن أم لا
المثال الثانى للميكنة المهدرة للمال والوقت والجهد بطاقات المرتبات الالكترونية فى الماضى كان سكرتير المؤسسة يقوم الذهاب للمصرف أو البريد ويقبض المرتبات ثم يقوم بتسليمها للموظفين فى يوم واحد والآن بعد اختراع بطاقات القبض على كل موظف أن يركب وسيلة مواصلات حتى يذهب لمكان آلة الصرف وهذا استهلاك للوقود والمال فبعد أن كان موظفا واحدا أصبح مئات وعشرات الموظفين يركبون لمكان لآلة وآلات الصرف لا تتوقف عن استهلاك الكهرباء لأنها تعمل 24 ساعة وطوال الشهر فاحسب كمية الكهرباء تجدها بخسارة على الدولة وزد على هذا تكلفة طاقات الصرف والتى يجب ان يتم تجديدها كل فترة وزد على ذا الوقت الذى يضيعه الناس فى الوقوف طوابير لقبض المرتب أو المعاش والكثير منهم يسقط من الإعياء بسبب طول الوقوف
تقنية السيارات والمركبات تقنية أخرى تمثل إهدارا ونتناول جزء واحد من تلك التقنية وهو المتعلق بسيارات المؤسسة خاصة المؤسسات الإنتاجية فهناك حوالى عشرين سيارة أو أكثر مخصصة للسادة رؤساء وأعضاء مجالس إدارة المؤسسة وأيضا للسادة مديرى العموم فى المؤسسة كل واحد من هؤلاء تخصص له وحده سيارة بسائقها تحضره وتصرفه وهو إهدار للمال المستخدم كوقود للعشرين سيارة وإهدار للمال المستخدم فى تخصيص سائق لكل واحد منهم ويغنى الكل سيارة كبيرة تقوم بتوصيل الكل كباقى العاملين إن كان خصص لهم سيارات نقل
طبقا لذلك فالتقنية ليست مفيدة فى كل الأحوال بل أحيان تمثل إهدارا للمال والوقت والجهد
وفى النهاية ينصحنا المهيرى بقراءة كتب كلها للأسف أجنبية فيقول :
وأخيراً هذا بعضاً مما لدي أحببت أن أشارككم فيه، وتناولت في هذه العجالة بعض المبادئ الإدارية، وغطينا جانب صغير جداً من الإدارة، ذلك أن الإدارة هي بحراً واسع لكني لا أكل من السباحة فيه، وأنصح كل شخص يود أن يطور نفسه ومؤسسته من الناحية الإدارية والقيادية أن يشتري بعضاً من الكتب الإدارية البسيطة ويقوم بتطبيق ما فيها إذا اقتنع بما فيها!! واقرؤوا كتاب البحث عن الامتياز لتوم بيترز، وكتاب الثورة على الفوضى لنفس الكتاب، ولتعلم المبادئ الأساسية للإدارة فقرؤوا كتاب ممارسة الإدارة لبيتر دراكر"
وهى ليست نصيحة وإنما شر لأن الحلول لها فى كتاب الله ونحن لسنا بحاجة لمقولات بشرية تملى علينا ما يخالف ديننا