رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,709
- الإقامة
- مصر
قراءة فى مسرحية مضار التبغ
المسرحية من نوع المسرح الفردى وهو ما يسمونه المنولوج وهى مسرحية يقوم بها فرد واحد سواء رجل أو امرأة او فتى أو فتاة من أولها إلى أخرها
مسرحية مضار التبغ إحدى مسرحيات أنطون تشيكوف ولاعبها الوحيد هو نيوخين واسمه باللغة العربية الشمام
المفترض أن المسرحية تدور حول مضار التبغ وهو الطباق أو الأدخنة كالسجائر ولكنها لا تدور حولها فالرجل لم يتحدث فى المسرحية سوى سبعة أسطر فقط عن مضار التبغ ولكنه تناول فيها حياته الزوجية ومشاكلها
فى الموضوع الذى هو عنوان المسرحية مضار التبغ قال الشمام معلومات قليلة جدا وهى :
"لقد اخترت لمحاضرتى اليوم موضوع يعنى التبغ الذى يعود على البشرية من تعاطى التبغ أنا شخصيا أدخن"ص12
"وأرجو اهتماما خاصا من السادة الأطباء الحاضرين هنا الذين يمكنهم أن يستقوا من محاضرتى الكثير من المعلومات المفيدة لأن التبغ إلى جانب مفعوله الضار يستخدم أيضا فى الطب فعلى سبيل المثال لو وضعتن ذبابة فى علبة سعوط فسوف تنفق فى الغالب بسبب اضطراب الأعصاب إن الطباق هو بالدرجة الأساسية نبات" ص12
ومهنة تشيكوف أو تشيخوف وهى الطب جعلت موضوع المسرحية يتحدث عن مضار التبغ والغريب أن بطل المسرحية يدخن كما قال "أنا شخصيا أدخن" وهى ملاحظة من تشيكوف تشير فى الغالب إلى أن الكثير من الأطباء فى ذلك العصر رغم معرفتهم بمضار التدخين كانوا يدخنون ولعل داء السل الذى يصيب الرئتين الذى أصاب تشيخوف كان واحدا أو السبب الرئيسى فى عنوان المسرحية وتناول التدخين فيها والنصيحة التى أسداها لنا على لسان الشمام هى الامتناع عن التدخين فى كل حال وهى قوله:
"وانطلاقا من ان التبغ يحتوى على سم زعاف وهو ما ذكرته لتوى فلا يجوز التدخين بأى حال من الأحوال "ص16
وتبدأ المسرحية بمحاضرة يلقيها الشمام عن مضار التبغ فيبين لحضور المحاضرة أنه مكره على إلقاء المحاضرة من قبل زوجته التى يعمل عندها فى الفندق الصغير وفى مدرسة الموسيقى التى تملكها زوجته
وقد استهل المحاضرة بإعلان الحقيقة وهى أنه ليس أستاذا وليس لديه ألقابا علمية ولكنه يحاول ان يكون كاتبا للمقالات وفى هذا قال :
"أنا بالطبع لست أستاذا وبعيدا عن الألقاب العلمية إلا أننى رغم ذلك وعلى امتداد ثلاثين عاما دون انقطاع ويمكن القول معرضا صحتى للضرر وخلافه أعمل فى قضايا ذات طابع علمى بحث أعمل الفكر بل وحتى أكتب أحيانا تصورا مقالات علمية ولا أعنى علمية تماما ولكن أرجو المعذرة على هذا التعبير وهكذا شبيهة بالعلمية " ص11
وقد تعرض تشيكوف للعديد من مشاكل الشمام من خلال كلامه :
الأولى :مشكلة انتشار البق وفى هذا قال على لسان نيوخين:
"البق عندنا معشش حتى فى البيانو "ص12
وقد بين أن القضاء على البق كان علاجه فى أيامه شىء يسمى المسحوق الفارسى حيث قال :
" وبالمناسبة كتبت منذ أيام مقالة هائلة ص11 بعنوان حول مضار بعض الحشرات وفد حازت إعجاب بناتى الشديد وخاصة ما كتبت عن البق أما انا فقرأتها ثم مزقتها فعلى اى حال ومهما كنت فلا غنى عن المسحوق الفارسى "ص12
الثانية تسلط الزوجة على نيوخين :
المسرحية فى الأساس لا تدور حول موضوع التبغ ولكنها تدور حول الزوج المقهور المغلوب على أمره من قبل زوجته والذى يحاول أن يجد حل لمشكلته معها بالهروب أو بالتنفيس أمام الناس بالكلام عن مشاكله معها وقد بين صورا من صور تسلطها عليها فبين التالى :
-أنها من تأمره بالعمل فى قوله:
"ولكن زوجتى أمرتنى أن أقرأ اليوم محاضرة عن مضار التبغ وعليه فى معنى هنا للجدل فما داموا يريدون عن التبغ فليكن عن التبغ"ص12
-التشكى من قلة المال رغم كثرته معها حيث قال:
"بينى وبينكم زوجتى تهوى التشكى من ضيق الحال ولكنها تخفى بعض المال حوالى أربعين أو خمسين ألفا أما انا فلا أملك كوبيكا واحدا ليس عندى قرش ولكن ما جدوى الكلام" ص13
-عمله لديها فى الفندق الذى تملكه حيث قال :
"أنا أعمل فى ذلك البنسيون مشرفا على الشئون المعيشية اشترى التموين "ص13
وعمله بكل شىء تقريبا فى المدرسة تملكها ولكنها من تقبض المال وهو لا حيث قال :
"لقد نسيت أن اقول لكم إننى فى المدرسة الموسيقية التابعة لزوجتى بالإضافة إلى الإشراف على الشئون المعيشية مكلف أيضا بتدريس الرياضيات والفيزياء والكيمياء والتاريخ والصولفيج والأدب وخلافه وزوجتى تتقاضى أجرا خاصا مقابل ص13 دروس الرقص والفناء والرسم رغم اننى أنا الذى أدرس الرقص والغناء أيضا"ص14
-أنها تطعمه ما يتبقى من الزبائن حيث قال :
"جاءت زوجتى اليوم إلى المطبخ بعد أن أعدت الشطائر لنقول لى إن ثلاث من المربيات لن يأكلن شطائر لأن اللوز عندهن محتقنة وهكذا اتضح اننا أعددنا عدة شطائر زيادة فهلا أخبرتمونى ماذا نفعل بها فى البداية زوجتى أمرت بحملها إلى القبو وبعد أن فكرت قالت كل أنت هذه الشطائر أيها الفزاعة "ص13
وهى لا تطعمه دوما بل تجعله يجوع رغم كثرة الأعمال التى يقوم بها لصالحها وفى هذا قال :
"لم آكلها بل ازدرتها دون مضغ لأننى دائما جائع بالأمس مثلا لم تقدم لى الغداء وقالت لا داعى لإطعامك أيها الفزاعة "ص13
-سبه وشتمه بإطلاق اسم الفزاعة عليه كما قال :
"وهى تسمينى الفزاعة أو إبليس او الشيطان عندما تكون معتلة المزاج فأى شيطان أنا وهى دائما معتلة المزاج "ص13
-خوفه من غضبها عليه ولذا هو يطلب من الناس أن يقولوا أنه عمل العمل كأحسن ما يكون قال :
"لقد مر الوقت إذا سألتكم فأرجوكم من فضلكم أخبروها أن المحاضرة كانت وأن الفزاعة أى أنا كان سلوكى لائقا – ينظر جانبا ويسعل- إنها تتطلع نحوى "ص16
وهو يخاف منها خوفا شديدا بدليل أنه بعد أن خلع الفراك الذى يلبسه عاد إلى ارتدائه خوفا منها فى الفقرة التالية:
" كم أود أن أنزع عنى هذا الفراك الرث الحقير الذى لبسته فى زفافى منذ ثلاثة وثلاثين – ينزع-ص15 عنه الفراك- الذى ألقى فيه المحاضرات دائما لأغراض خيرية هاك ما تستحق – يدوس القراك بحذائه- هاك ما تستحق اننا عجوز فقير بائس مثل هذه الصدرية بظهرها المستهلك المهترىء - يكشف ظهره- لست بحاجة إلى شىء أنا اسمى وأطهر من ذلك وكنت فى زمن ما شابا ذكيا دريت فى الجامعة وكنت أعد نفسى إنسانا الآن لم اعد بحاجة إلى شىء لا شىء سوى الراحة – ينظر جانبا ويرتدى الفراك بسرعة وهاهى زوجتى تقف خاف الكواليس وصلن وقفت تنظرنى "ص16
الثالثة التشاؤم من رقم 13 وفى هذا قال :
"إننى شخص عصبى جدا بصفة عامة بدأت أغمز بعينى عام 1889 فى 13 سبتمبر فى نفس اليوم الذى ولدت فيه زوجتى على نحو ما ابنتى الرابعة فرفارا كل بناتى ولدن بتاريخ 13"ص12
كما قال :
"ومدرستنا الموسيقية تقع فى حارة بيتى سوباتشى فى المنزل رقم13 ويبدو أن السبب فى فشل حياتى يعود إلى أننا نعيش فى المنزل رقم13 وبناتى ولدت فى تاريخ 13 ولدينا فى منزلنا 13 قطة " ص14
وهو هنا يرجع سبب فشله فى الحياة إلى تكرار رقم 13 فى حياته عدة مرات وبالقطع ليس سبب فشل الإنسان رقم يأتى مصادفة وإنما سبب الفشل الغالب هو الإنسان نفسه وتشيكوف هنا يبين لنا أن الاعتقاد فى أرقام هو خرافة لا ينبغى تعليق المشاكل عليها
الرابعة زواج بنات الشمام الذى لا يدرى عددهن كما قال :
"وربما قلن والبنات ما لهن البنات أنا اخاطبهن أما هن فيضحكن لدى زوجتى سبع بنات كلا أظن ست بنات –بحيوية- سبع كبراهن آنا فى السابعة والعشرين والصغرى فى السابعة عشر "ص14
وهو يرجع سبب عدم زواجهن إلى بخل زوجته التى لا تدعو أحد للغداء أو تقيم حفلات وإلى خجل البنات فيقول :
"أقول إن بناتى بقين طويلا بلا زواج ربما لأنهن خجولات ولأن الرجال لا يرونهن أبدا زوجتى لا تريد اقامة سهرات ولا تدعو أحدا لتناول الغداء إنها سيدة بخيلة وعبوس ومتذمرة ولذلك لا يزورنا أحد"ص15
والرجل يريد زواج بناته وهو يدعو الحاضرين للمحاضرة للذهاب لرؤيتهن عند خالتهن فى الأعياد فيقول:
"يمكن رؤية بنات زوجتى فى الأعياد الكبيرة لدى خالتهن نتاليا سيمونوننا تلك التى تعانى من الروماتيزم"ص15
كما تناول تشيكوف فى المسرحية الاعلانات وأن الناس لا يقبلون فى الغالب عليها فيقول على لسان الشمام :
"يمكنكم أن تجدوا زوجتى فى البيت فى أى وقت للإتفاق معها أما برنامج المدرسة إذا رغبتم فى الحصول عليه فيباع لدى البواب بثلاثين كوبيكا للنسخة- يخرج من جيبه عدة نشرات- وإذا رغبتم فبوسعى أن أتقاسمها معكم النسخة بثلاثين كوبيكا من يرغب – فترة صمت- لا أحد يرغب حسنا بثلاثين كوبيكا من يرغب- فترة صمت- لا أحد يرغب حسنا بعشرين كوبيكا – فترة صمت- شىء محزن"ص14
والرجل يبين تشيكوف أنه متردد فهو يريد الثورة على زوجته من خلال اعترافه بأنه مهان حقير وأن بطلب لزوجته اللعنة ولكنه نتيجة الخوف منها يعود مرارا وتكرارا إلى السكوت رضا بتلك المعيشة المهينة فيقول:
"سادتى الكرام يتلفت إننى إنسان تعيس تحولت إلى أحمق إلى شخص حقير أما فى الواقع فترون أمامكم أسعد أب فى الدنيا وهذا فى الواقع ما ينبغى أن يكون وأنا لا أجرؤ أن أقول شيئا مخالفا آه لو كنتم تعلمون لقد عشت مع زوجتى ثلاثة وثلاثين سنة بوسعى أن أقول كانت أسعد ايام حياتى ليس أسعدها بالضبط ولكن بشكل عام مرت يعنى باختصار وكأنها لحظة سعيدة عليها اللعنة فى واقع الأمر –يتلفت- ولكنها كما أظن لم تأت بعد إنها ليست هنا "ص14
والرجل يظهره تشيكوف على أن الخمر لا تقدر على أن تنسيه مهانته فيقول على لسانه:
"ينبغى أن أشير إلى أننى اثمل من اول كأس وعندها أحس براحة نفسية وفى الوقت نفسه أشعر بالحزن لدرجة يصعب وصفها" ص15
ويبين تشيكوف أن الرجل يرغب فى الخروج من سجن زوجته المهين يريد أن يبقى وحيدا يريد أن ينسى تلك المهانات وفى هذا يقول:
"بسبب ما أتذكر سنوات الصبا وأرغب لسبب ما فى القرار آه لو تعلمون كم أرغب – باندفاع – القرار ترك كل شىء والفرار بلا رجعة إلى أين لا يهم إلى أين المهم هو الفرار من تلك الحياة الحقيرة الوضيعة التافهة التى جعلت منى عجوزا بائسا أبلع القرار من هذه المقترة الحمقاء التافهة الشريرة من زوجتى التى عذبتنى ثلاثة وثلاثين عاما القرار من الموسيقى من المطبخ من نقود زوجتى من كل هذه التوافه والوضاعات ثم التوقف فى مكان بعيد بعيد فى حقل مكشوف والوقوف هناك كشجرة كعمود كفزاعة طيور تحت السماء العريضة والتطلع طوال الليل إلى القمر الساكن المنير فى الأعلى والنسيان النسيان كم أود ألا اذكر شيئا "ص15
ويبدو أن تشيكوف أراد بهذه المسرحية أن يقول لنا :
أن التعود على المهانة يجعل الخروج منها محالا وهو ما قاله بيت الشعر الشهير:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح ميت إيلام
المسرحية من نوع المسرح الفردى وهو ما يسمونه المنولوج وهى مسرحية يقوم بها فرد واحد سواء رجل أو امرأة او فتى أو فتاة من أولها إلى أخرها
مسرحية مضار التبغ إحدى مسرحيات أنطون تشيكوف ولاعبها الوحيد هو نيوخين واسمه باللغة العربية الشمام
المفترض أن المسرحية تدور حول مضار التبغ وهو الطباق أو الأدخنة كالسجائر ولكنها لا تدور حولها فالرجل لم يتحدث فى المسرحية سوى سبعة أسطر فقط عن مضار التبغ ولكنه تناول فيها حياته الزوجية ومشاكلها
فى الموضوع الذى هو عنوان المسرحية مضار التبغ قال الشمام معلومات قليلة جدا وهى :
"لقد اخترت لمحاضرتى اليوم موضوع يعنى التبغ الذى يعود على البشرية من تعاطى التبغ أنا شخصيا أدخن"ص12
"وأرجو اهتماما خاصا من السادة الأطباء الحاضرين هنا الذين يمكنهم أن يستقوا من محاضرتى الكثير من المعلومات المفيدة لأن التبغ إلى جانب مفعوله الضار يستخدم أيضا فى الطب فعلى سبيل المثال لو وضعتن ذبابة فى علبة سعوط فسوف تنفق فى الغالب بسبب اضطراب الأعصاب إن الطباق هو بالدرجة الأساسية نبات" ص12
ومهنة تشيكوف أو تشيخوف وهى الطب جعلت موضوع المسرحية يتحدث عن مضار التبغ والغريب أن بطل المسرحية يدخن كما قال "أنا شخصيا أدخن" وهى ملاحظة من تشيكوف تشير فى الغالب إلى أن الكثير من الأطباء فى ذلك العصر رغم معرفتهم بمضار التدخين كانوا يدخنون ولعل داء السل الذى يصيب الرئتين الذى أصاب تشيخوف كان واحدا أو السبب الرئيسى فى عنوان المسرحية وتناول التدخين فيها والنصيحة التى أسداها لنا على لسان الشمام هى الامتناع عن التدخين فى كل حال وهى قوله:
"وانطلاقا من ان التبغ يحتوى على سم زعاف وهو ما ذكرته لتوى فلا يجوز التدخين بأى حال من الأحوال "ص16
وتبدأ المسرحية بمحاضرة يلقيها الشمام عن مضار التبغ فيبين لحضور المحاضرة أنه مكره على إلقاء المحاضرة من قبل زوجته التى يعمل عندها فى الفندق الصغير وفى مدرسة الموسيقى التى تملكها زوجته
وقد استهل المحاضرة بإعلان الحقيقة وهى أنه ليس أستاذا وليس لديه ألقابا علمية ولكنه يحاول ان يكون كاتبا للمقالات وفى هذا قال :
"أنا بالطبع لست أستاذا وبعيدا عن الألقاب العلمية إلا أننى رغم ذلك وعلى امتداد ثلاثين عاما دون انقطاع ويمكن القول معرضا صحتى للضرر وخلافه أعمل فى قضايا ذات طابع علمى بحث أعمل الفكر بل وحتى أكتب أحيانا تصورا مقالات علمية ولا أعنى علمية تماما ولكن أرجو المعذرة على هذا التعبير وهكذا شبيهة بالعلمية " ص11
وقد تعرض تشيكوف للعديد من مشاكل الشمام من خلال كلامه :
الأولى :مشكلة انتشار البق وفى هذا قال على لسان نيوخين:
"البق عندنا معشش حتى فى البيانو "ص12
وقد بين أن القضاء على البق كان علاجه فى أيامه شىء يسمى المسحوق الفارسى حيث قال :
" وبالمناسبة كتبت منذ أيام مقالة هائلة ص11 بعنوان حول مضار بعض الحشرات وفد حازت إعجاب بناتى الشديد وخاصة ما كتبت عن البق أما انا فقرأتها ثم مزقتها فعلى اى حال ومهما كنت فلا غنى عن المسحوق الفارسى "ص12
الثانية تسلط الزوجة على نيوخين :
المسرحية فى الأساس لا تدور حول موضوع التبغ ولكنها تدور حول الزوج المقهور المغلوب على أمره من قبل زوجته والذى يحاول أن يجد حل لمشكلته معها بالهروب أو بالتنفيس أمام الناس بالكلام عن مشاكله معها وقد بين صورا من صور تسلطها عليها فبين التالى :
-أنها من تأمره بالعمل فى قوله:
"ولكن زوجتى أمرتنى أن أقرأ اليوم محاضرة عن مضار التبغ وعليه فى معنى هنا للجدل فما داموا يريدون عن التبغ فليكن عن التبغ"ص12
-التشكى من قلة المال رغم كثرته معها حيث قال:
"بينى وبينكم زوجتى تهوى التشكى من ضيق الحال ولكنها تخفى بعض المال حوالى أربعين أو خمسين ألفا أما انا فلا أملك كوبيكا واحدا ليس عندى قرش ولكن ما جدوى الكلام" ص13
-عمله لديها فى الفندق الذى تملكه حيث قال :
"أنا أعمل فى ذلك البنسيون مشرفا على الشئون المعيشية اشترى التموين "ص13
وعمله بكل شىء تقريبا فى المدرسة تملكها ولكنها من تقبض المال وهو لا حيث قال :
"لقد نسيت أن اقول لكم إننى فى المدرسة الموسيقية التابعة لزوجتى بالإضافة إلى الإشراف على الشئون المعيشية مكلف أيضا بتدريس الرياضيات والفيزياء والكيمياء والتاريخ والصولفيج والأدب وخلافه وزوجتى تتقاضى أجرا خاصا مقابل ص13 دروس الرقص والفناء والرسم رغم اننى أنا الذى أدرس الرقص والغناء أيضا"ص14
-أنها تطعمه ما يتبقى من الزبائن حيث قال :
"جاءت زوجتى اليوم إلى المطبخ بعد أن أعدت الشطائر لنقول لى إن ثلاث من المربيات لن يأكلن شطائر لأن اللوز عندهن محتقنة وهكذا اتضح اننا أعددنا عدة شطائر زيادة فهلا أخبرتمونى ماذا نفعل بها فى البداية زوجتى أمرت بحملها إلى القبو وبعد أن فكرت قالت كل أنت هذه الشطائر أيها الفزاعة "ص13
وهى لا تطعمه دوما بل تجعله يجوع رغم كثرة الأعمال التى يقوم بها لصالحها وفى هذا قال :
"لم آكلها بل ازدرتها دون مضغ لأننى دائما جائع بالأمس مثلا لم تقدم لى الغداء وقالت لا داعى لإطعامك أيها الفزاعة "ص13
-سبه وشتمه بإطلاق اسم الفزاعة عليه كما قال :
"وهى تسمينى الفزاعة أو إبليس او الشيطان عندما تكون معتلة المزاج فأى شيطان أنا وهى دائما معتلة المزاج "ص13
-خوفه من غضبها عليه ولذا هو يطلب من الناس أن يقولوا أنه عمل العمل كأحسن ما يكون قال :
"لقد مر الوقت إذا سألتكم فأرجوكم من فضلكم أخبروها أن المحاضرة كانت وأن الفزاعة أى أنا كان سلوكى لائقا – ينظر جانبا ويسعل- إنها تتطلع نحوى "ص16
وهو يخاف منها خوفا شديدا بدليل أنه بعد أن خلع الفراك الذى يلبسه عاد إلى ارتدائه خوفا منها فى الفقرة التالية:
" كم أود أن أنزع عنى هذا الفراك الرث الحقير الذى لبسته فى زفافى منذ ثلاثة وثلاثين – ينزع-ص15 عنه الفراك- الذى ألقى فيه المحاضرات دائما لأغراض خيرية هاك ما تستحق – يدوس القراك بحذائه- هاك ما تستحق اننا عجوز فقير بائس مثل هذه الصدرية بظهرها المستهلك المهترىء - يكشف ظهره- لست بحاجة إلى شىء أنا اسمى وأطهر من ذلك وكنت فى زمن ما شابا ذكيا دريت فى الجامعة وكنت أعد نفسى إنسانا الآن لم اعد بحاجة إلى شىء لا شىء سوى الراحة – ينظر جانبا ويرتدى الفراك بسرعة وهاهى زوجتى تقف خاف الكواليس وصلن وقفت تنظرنى "ص16
الثالثة التشاؤم من رقم 13 وفى هذا قال :
"إننى شخص عصبى جدا بصفة عامة بدأت أغمز بعينى عام 1889 فى 13 سبتمبر فى نفس اليوم الذى ولدت فيه زوجتى على نحو ما ابنتى الرابعة فرفارا كل بناتى ولدن بتاريخ 13"ص12
كما قال :
"ومدرستنا الموسيقية تقع فى حارة بيتى سوباتشى فى المنزل رقم13 ويبدو أن السبب فى فشل حياتى يعود إلى أننا نعيش فى المنزل رقم13 وبناتى ولدت فى تاريخ 13 ولدينا فى منزلنا 13 قطة " ص14
وهو هنا يرجع سبب فشله فى الحياة إلى تكرار رقم 13 فى حياته عدة مرات وبالقطع ليس سبب فشل الإنسان رقم يأتى مصادفة وإنما سبب الفشل الغالب هو الإنسان نفسه وتشيكوف هنا يبين لنا أن الاعتقاد فى أرقام هو خرافة لا ينبغى تعليق المشاكل عليها
الرابعة زواج بنات الشمام الذى لا يدرى عددهن كما قال :
"وربما قلن والبنات ما لهن البنات أنا اخاطبهن أما هن فيضحكن لدى زوجتى سبع بنات كلا أظن ست بنات –بحيوية- سبع كبراهن آنا فى السابعة والعشرين والصغرى فى السابعة عشر "ص14
وهو يرجع سبب عدم زواجهن إلى بخل زوجته التى لا تدعو أحد للغداء أو تقيم حفلات وإلى خجل البنات فيقول :
"أقول إن بناتى بقين طويلا بلا زواج ربما لأنهن خجولات ولأن الرجال لا يرونهن أبدا زوجتى لا تريد اقامة سهرات ولا تدعو أحدا لتناول الغداء إنها سيدة بخيلة وعبوس ومتذمرة ولذلك لا يزورنا أحد"ص15
والرجل يريد زواج بناته وهو يدعو الحاضرين للمحاضرة للذهاب لرؤيتهن عند خالتهن فى الأعياد فيقول:
"يمكن رؤية بنات زوجتى فى الأعياد الكبيرة لدى خالتهن نتاليا سيمونوننا تلك التى تعانى من الروماتيزم"ص15
كما تناول تشيكوف فى المسرحية الاعلانات وأن الناس لا يقبلون فى الغالب عليها فيقول على لسان الشمام :
"يمكنكم أن تجدوا زوجتى فى البيت فى أى وقت للإتفاق معها أما برنامج المدرسة إذا رغبتم فى الحصول عليه فيباع لدى البواب بثلاثين كوبيكا للنسخة- يخرج من جيبه عدة نشرات- وإذا رغبتم فبوسعى أن أتقاسمها معكم النسخة بثلاثين كوبيكا من يرغب – فترة صمت- لا أحد يرغب حسنا بثلاثين كوبيكا من يرغب- فترة صمت- لا أحد يرغب حسنا بعشرين كوبيكا – فترة صمت- شىء محزن"ص14
والرجل يبين تشيكوف أنه متردد فهو يريد الثورة على زوجته من خلال اعترافه بأنه مهان حقير وأن بطلب لزوجته اللعنة ولكنه نتيجة الخوف منها يعود مرارا وتكرارا إلى السكوت رضا بتلك المعيشة المهينة فيقول:
"سادتى الكرام يتلفت إننى إنسان تعيس تحولت إلى أحمق إلى شخص حقير أما فى الواقع فترون أمامكم أسعد أب فى الدنيا وهذا فى الواقع ما ينبغى أن يكون وأنا لا أجرؤ أن أقول شيئا مخالفا آه لو كنتم تعلمون لقد عشت مع زوجتى ثلاثة وثلاثين سنة بوسعى أن أقول كانت أسعد ايام حياتى ليس أسعدها بالضبط ولكن بشكل عام مرت يعنى باختصار وكأنها لحظة سعيدة عليها اللعنة فى واقع الأمر –يتلفت- ولكنها كما أظن لم تأت بعد إنها ليست هنا "ص14
والرجل يظهره تشيكوف على أن الخمر لا تقدر على أن تنسيه مهانته فيقول على لسانه:
"ينبغى أن أشير إلى أننى اثمل من اول كأس وعندها أحس براحة نفسية وفى الوقت نفسه أشعر بالحزن لدرجة يصعب وصفها" ص15
ويبين تشيكوف أن الرجل يرغب فى الخروج من سجن زوجته المهين يريد أن يبقى وحيدا يريد أن ينسى تلك المهانات وفى هذا يقول:
"بسبب ما أتذكر سنوات الصبا وأرغب لسبب ما فى القرار آه لو تعلمون كم أرغب – باندفاع – القرار ترك كل شىء والفرار بلا رجعة إلى أين لا يهم إلى أين المهم هو الفرار من تلك الحياة الحقيرة الوضيعة التافهة التى جعلت منى عجوزا بائسا أبلع القرار من هذه المقترة الحمقاء التافهة الشريرة من زوجتى التى عذبتنى ثلاثة وثلاثين عاما القرار من الموسيقى من المطبخ من نقود زوجتى من كل هذه التوافه والوضاعات ثم التوقف فى مكان بعيد بعيد فى حقل مكشوف والوقوف هناك كشجرة كعمود كفزاعة طيور تحت السماء العريضة والتطلع طوال الليل إلى القمر الساكن المنير فى الأعلى والنسيان النسيان كم أود ألا اذكر شيئا "ص15
ويبدو أن تشيكوف أراد بهذه المسرحية أن يقول لنا :
أن التعود على المهانة يجعل الخروج منها محالا وهو ما قاله بيت الشعر الشهير:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح ميت إيلام