إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

قراءة فى مسرحية ايفيجينيا فى أوليس

رضا البطاوى

عضو فعال
المشاركات
2,709
الإقامة
مصر
قراءة فى مسرحية ايفيجينيا فى أوليس
المسرحية من تأليف يوريبيدس والمسرحية من ترجمة أمين سلامة والمجلد الذى يضم المسرحيات به عدة مسرحيات كلها تصب فى حكاية واحدة وهى حرب طروادة والمراد تحكى عن حكايات حكاية مأخوذة من تلك الحرب
مسرحيتنا تدور حول أن الجيوش اليونانية وقفت فى منطقة أوليس حيث الممر الضيق فى البحر ولم تقدر على التحرك باتجاه طروادة لأن الربة المزعومة أرتيميس أوقفت هبوب الرياح وحسب المعتقدات تم سؤال العراف كالخاس عن سبب غضب أريتيمس فزعم ان الوحى نزل عليه بأنها تريد قربان بشرى ممثل فى ايفيجينيا ابنة أجاممنون قائد جيوش اليونان حتى تترك الريح تهب فتسير السفن نحو طروادة
المسرحية تدور حول التضحية فالأب أجا ممنون بعد أن وافق على التضحية وأرسل فى طلب ابنته بزعم أنه يريد تزويجها من القائد أخيل عاد ورجع عن قراره وقرر إرسال خطاب لزوجته يخبرها بالحقيقة ويطلب منها ألا ترسل ابنته إلى أوليس ولكن أخاه مينيلاوس خطف الخطاب المحتوم من الخادم العجوز الذى كان ذاهبا لزوجة أجاممنون وفضه وعرف ما فيه وحدث أخاه عن العار الذى سيحمله فى حال اراجعه عن ذبح ابنته ولكن أخاه أجاممنون ذكره أن السبب فى هذه الحرب المجنون الفاسقة زوجته هيلين التى فرت مع عشيقها باريس بن بريام لطروادة وعاشا فى الإثم والفاحشة وأن التى يجب ذبحها هى زوجة مينيلاوس وليس ابنته التى لم ترتكب ذنب ومع هذا فسببه مشاركته فى هذه الحرب هو خديعة العهد الذى أخذه الملك الذى زوج بناته الثلاث من الاخوة بعد ان ألزمهم بعهد أن يحارب كل منهم من حارب أزواج بناته الاثنتين الأخريين وهو عهد لم يقم على الحق وإنما قام على الحق والباطل معا
الغريب فى المسرحية هو أن يوريبيديس اعتبر هيلين خائنة فاسقة زانية على لسان أبطال المسرحية فيقول أجاممنون:
واختارت ويا ليتها ما اختارت مينيلاوس بعد ذلك جاء الذى من فروجيا الذى حكم بين الربات كما نقول الأسطورة الأرجوسية جاء إلى اسبرطة باريس فأحب هيلين وأحبته فسرقها وهرب بها إلى حظائر إيدا"
وقال "لست أنا الذى يقتل أولاده ليس من العدالة فى شىء انتقامك هذا من أحل زوجة بالغة الشهوانية"
"بل إنه انت الذى بعد أن فقدت زوجة شريرة تريد أن تستعيدها "
وقال مينيلاوس"أليس بوسعى أن اجد عروسا ممتازة فى أى مكان أخر إذا اشتقت للزواج كيف يتأتى لى أن افقد أخا وهو أخر من يجب أن أفقد وأفوز بهيلين وبذا أشترى الصالح بالطالح كنت مجنونا وفج الذكاء إلى أن ابصرت الأمور عن كثب "
ومع هذا ألف مسرحية أخرى اسمها هيلين موجودة فى نفس المجلد وهى تبرأ ساحة هيلين من جرائم الخيانة والزنى والفجور حيث يقول أن هيلين هربت إلى مصر فى أثناء الأزمة وان من عاشت فى طروادة كانت طيف هيلين أى شبحهها وفى هذا تقول مسرحية هيلين على لسان هيلين:
ولما فازت ترك باريس الايداوى قطعانه وجاء إلى إسبرطة من أجل عروسه من أجلى غير أن هيرا غضبت لعدم فوزها فأطاحت بفرحة الاسكندر بى فى مهب الريح فلم تعطه إياى وإنما صنعت مثلى شبحا يتنفس من مجال السحب لابن بريام يظننى عروسه أنا التى لم أكن كذلك وإنما كنت متعة كاذبة "
المسرحية تدور بعد ذلك حول محاولات الأب والأم وحتى العم مينيلاوس وحتى العريس أخيل لتجنيب أفيجينيا مصير الذبح
الأم لجأت لأخيل العريس أو العروس المزعوم لابنتها فعرف الحيلة وأكد لها أن عليها أن تخاطب زوجها ليتراجع عن الذبح فإن لم يفعل فإنه أى اخيل سوف يقوم بإنقاذها حتى ولو حارب الكل
الأب من جانبه تراجع عن قراره والعم بعد أن كان يريد فضح أخيه أجاممنون عاد لصوابه وأراد ان يقتل العراف ويكذب الوحى المزعوم
الكل حاول أن يجد حلا للمشكلة ولكن الكل وجدوا جميعا أن العامة سوف يقومون بقتلهم جميعا لأنهم كذبوا الوحى ومن ثم تراجع الكل عن الحلول التى وجدوها لأنهم وجدوا الحلول تعنى أن يقاتلوا الشعوب وهم عدة أفراد ومن ثم جاء الحل عن طريق الابنة المطلوبة للذبح وهى أنها قدمت نفسها إلى الكاهن أى العراف ليقوم بطقوس تقديمها كقربان أرتيميس ومن ثم كان الحل فير المتوقع أن الربة المزعومة بعد أن وجدت الابنة قدمت نفسها برضا نفس أرسلت بدلا منها تضحية حيوانية هى غزالة ذهبية كبيرة ولم تذبح رفعت أفيجينيا إلى السماء لتكون ربة من ضمن الأرباب المزعومة وهو ما أفرح العائلة
المسرحية بهذا تعالج نقطتين :
الأولى أن المصير المحتوم الذى قرره الله وهو عندهم الآلهة المزعومة لا فرار منه مهما حاول الخلق
الثانى أن العامة أو الغوغاء كما يقول البعض عنهم يقتلون الحكام لو عارضوا الوحى بعد أن نشره الحكام وصدقوه وغضبتهم فى مجال الدين هى غضبة مفسدة لأى تدبير
إذا استعمال الدين الكاذب سلاح ذو حدين للحكام قد يطيح بهم فعندما يقرر الحكام عن طريق الكهان حكما فليس هناك مجال للتراجع عن هذا الحكم لأنه تكذيب صريح للأرباب المزعومين الذين لا وجود لهم وهم موجودين عند العامة وإن لم يكن لهم وجود عند الحكام
 
عودة
أعلى