رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,709
- الإقامة
- مصر
قراءة فى كتاب مساوئ الفرقة
المؤلف محمد الحسينى الشيرازى والكتاب يدور حول انقسام مسلمى العصر وقد استهله بالحديث عن وسائل الاحتلال الكفرى لبلاد المسلمين كفرض الحكام الجبابرة على كل بلد للتفرقة بينهم وعدم قيام دولتهم الواحدة فقال :
"من أساليب الاستعمار
قال الله تعالي: "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم" .
لقد خرج العراق من أيدي المسلمين الذين يشكل الشيعة (85%) منهم ووقع بسبب الحوادث الأخيرة التي حدثت في الشرق الأوسط بيد الغربيين وهم الآن يديرونه ويحكمون قبضتهم عليه، ولكن بواسطة أذنابهم البعثيين المتسلطين علي الحكم.
ومن المعلوم أن مخطط الغربيين يبتني دائما علي فرض الحاكم المتجبر حتي إذا لم يرضه الشعب المسلم؛ لأن المستعمرين يريدون من الحاكم في البلاد الإسلامية أن يكون لهم كالبقرة الحلوب؛ لذلك فانهم إذا ما شعروا يوما بأن صداما كمثال لم يستطيع تنفيذ ما يخططون له فانهم اما أن يقتلوه ويأتون بغيره، أو يقومون بواسطة أذنابهم الآخرين بانقلاب عسكري يقتلون من خلاله الحاكم العميل ويأتون بحكومة تغاير حكومته ولو كانت مائلة إلي الاعتدال نسبيا، كما قاموا بذلك في تركيا.
ومشاكل البلاد الإسلامية حاليا ازدادت بدرجة كبيرة، بحيث أصبحت القوانين والمقررات التي تحدد مسير الدولة داخليا وخارجيا تأتي من الغرب، وبعض السبب في ذلك يقع علي عاتق المسلمين أنفسهم؛ لأنهم لا يهتمون بالتوعية والتثقيف وتنظيم أمورهم لكي يأخذوا بزمام إدارة بلادهم بأيديهم. ومن الواضح إذا لم يهتم الإنسان لحل مشاكله ويبدي جانب العجز في إدارة أموره سيعطي للآخرين الفرصة للتدخل في شؤونه وأخذ زمام الأمر من يده."
وكلمة الاستعمار كلمة استعمالها خاطىء فى الفقرة فهو تخريب وليس تعمير وتحدث عما أسماه سقوط وانحطاط الناس فى منطقتنا فقال :
"السقوط والانحطاط:
هناك صفتان إذا اتصف بهما أي مجتمع فانه سيؤول إلي السقوط والانحطاط، وهاتان الصفتان قد اجتمعتا عند بعض المسلمين أخيرا.
الأولي: النزاع
لقد استفحلت هذه الظاهرة في بعض المجتمعات الإسلامية بشكل عجيب، بحيث لا تراهم إلا في نزاع دائم فيما بينهم، مما أدي ذلك إلي اتحاد الشرق والغرب ضد المسلمين، وصاروا يتلاعبون بهم ويحركونهم ذات اليمين وذات الشمال كسحاب الربيع الذي تتقاذفه الرياح وتفرقه هنا وهناك ويعملون في بلادهم ما شاءوا من دون أي مانع أو رادع."
وحدثنا عن أصول الفرقة حيث كل فريق فى بلادنا يربى أولاده على كراهية غيرهم وحكى لنا حكاية عن أحداث جرت فقال :
بذور التفرقة
ذات يوم كنا بصحبة الشيخ عبد الزهراء الكعبي الله عليه ذاهبين لزيارة مرقد الشهيد الحر الرياحي مشيا علي الأقدام، وذلك في الفترة التي كان زوار العتبات المقدسة يتوافدون بشكل مكثف من إيران وغيرها إلي العراق للزيارة، وفي أثناء ذلك مرت بجوارنا عربة يجرها اثنان من الخيول تحمل مجموعة من البدو، فصاح أطفال تلك المنطقة بصوت واحد (حاج عرب موش ميخورد) ومضمونها (العرب يأكلون الفئران) ثم مشينا مقدار من الطريق فمرت عربة أخري فيها مجموعة من الزائرين الإيرانيين، فصاح أطفال تلك المنطقة وأطلقوا كلاما أيضا مخالف وغير صحيح لإهانة الزائرين.
أنظر .. في هذه المسافة القصيرة كم تتحسس بذور التفرقة والنزاع بين المسلمين، إنها سياسة استعمارية لإثارة النعرات فقد بذرت بهذا الشكل في بلادنا وصار بعض أبناءنا وأطفالنا وسيلة لتنفيذها بسبب عدم الوعي والثقافة .. ومن الواضح أن هذا الكلام السيئ وإن كان قد صدر من أطفال إلا أنه من شأنه أن يثير حفيظة الآخرين وبسبب عدم الوعي أيضا، وهكذا يبعثهم للمقابلة بالمثل وتستمر هذه التصرفات السيئة وتنعكس في جوانب أخري من الحياة حتي تتحول الأمة الواحدة التي رفع الإسلام الحواجز النفسية والأرضية منها إلي أمم مشتتة متفرقة البعض يتهجم علي البعض الآخر ويسخر منه وقد قال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون" ومعلوم أن هذا السلوك يؤدي إلي ضعف الأمة وانهيارها، ويوقعها لقمة سائغة في فم الاستعمار الذي ما فتئ يخطط لتنفيذ هذه الأساليب والخطط.
وقد قال تعالي: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا" "
ما لا حظه الرجل فى زيارة هى الأخرى لا أساس لها فى الدين هو أمر طبيعى فالناس نتيجة الأحقاد التاريخية يورثون أولادهم أحقادهم ولا يربونهم على وحى الله
وحدثنا عن أهل العنف وهم العسكر ومن يستعينون بهم من أهل الجريمة يخدعون شعوبهم فقال:
"الثانية: العنف والتهور
الناس بطبيعتهم لا يميلون إلي الأفراد العنيفين وسيئي الأخلاق ولا يجلونهم بملء اختيارهم، وإذا حدث وأن استطاع بعض أصحاب القدرة والعنف استغفال وخداع مجموعة من الناس لفترة. فان أوراقهم سرعان ما تنكشف وينقلب الأمر عليهم وينفض الناس من حولهم إن لم ينقلبوا عليهم.
ونحن نري الإسلام الذي بقي لحد الآن، وسيبقي إلي أبد الدهر إنما هو بسبب مجموعة من الخصائص والسمات الفريدة، منها دعوته السليمة حيث استطاع النبي الأكرم (ص) والأئمة الأطهار عليهم السلام أن يدخلوا الإسلام في قلوب الناس عن طريق الكلام اللين، ومكارم الأخلاق التي يدعو إليها الإسلام حيث يقول تعالي: "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" .
وقد جاء في بعض التفاسير عن لين وحسن خلق الرسول الأعظم (ص):
«معناه ان لينك لهم مما يوجب دخولهم في الدين لأنك تأتيهم مع سجاحة أخلاقك وكرم سجيتك بالحجج والبراهين "ولو كنت" يا محمد "فظا" أي جافيا سيئ الخلق "غليظ القلب" أي قاسي الفؤاد وغير ذي رحمة ولا رأفة "لانفضوا من حولك" أي لتفرق أصحابك عنك ونفروا منك ... » .
ويقول الله تعالي في آية أخري: "واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين" .
فيأمر النبي (ص) بأن يلين جانبه ويتواضع لهم ويحسن معاملتهم، لأن تواضع القادة وحسن معاملتهم من شأنها أن تزيد محبة الناس وتشدهم إليهم أكثر"
وحدثنا عن اللين فى التعامل فحكى لنا حديثا باطلا فقال :
من سيرة الرسول الأعظم (ص)
"عن الإمام أمير المؤمنين أنه قال: «ان يهوديا كان له علي رسول الله (ص) دنانير فتقاضاه. فقال له: يا يهودي ما عندي ما أعطيك.
فقال: فاني لا أفارقك يا محمد حتي تقضيني.
فقال: إذا أجلس معك، فجلس معه حتي صلي في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء والآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول الله (ص) يتهددونه ويتواعدونه، فنظر رسول الله (ص) إليهم فقال: ما الذي تصنعون به؟
فقالوا: يا رسول الله يهودي يحبسك؟!
فقال (ص)لم يبعثني ربي عز وجل بأن أظلم معاهدا ولا غيره، فلما علا النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وشطر مالي في سبيل الله، أما والله ما فعلت بك الذي فعلت إلا لأنظر إلي نعتك في التوراة، فإني قرأت نعتك في التوراة: محمد بن عبد الله مولده بمكة ومهاجره بطيبة وليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب ولا متزين بالفحش .. » ."
الحديث باطل والخطأ الأول فيه هو استدانة النبى(ص) من يهودى وهو ما يخالف أن الأنصار كانوا يعطون المهاجرين ومنهم النبى(ص) ما يريدون حتى ولو كانوا يحتاجونه وهو قوله تعالى :
" ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"
والخطأ الثانى دخول اليهودى المسجد ووجوده فيه طول اليوم وكأن الرسول(ص) والمؤمنون به أناس لا عمل لهم فى مهن كالزرع والتجارة وغيرها وهو ما يخالف أن المسجد لصلاة المسلمين لا يدخله سوى مصل أى ذاكر لله كما قال تعالى :
" فى بيوت اذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
فالحديث اتهام للمسلمين بأنهم قوم تنابلة لا يعملون بقوا فى المسجد طوال الليل والنهار
ثم حدثنا عن جانب اللين المستفاد من الحديث الباطل فقال :
"هذا الحديث يعكس لمحة موجزة عن أخلاق وسيرة النبي الأعظم (ص) في اتباعه سياسة اللاعنف وعدم التهور في مواقفه الظاهرية والباطنية، وهذا اللين وانشراح الصدر هو أحد العوامل التي جذبت الناس إلي الإسلام من أهل الكتاب وغيرهم، وجعلت المسلمين أيضا يتمسكون بالدين الإسلامي أكثر بإيمان عال ويعملون لنشره بين الناس بإخلاص وتفان، علي العكس من الذين يتبعون مبدأ العنف والتهور فعقائدهم تحجمت بل واندثرت"
وحدثنا عن أن من يحبون القسوة لو اخفوا قسوتهم فستظهر عاجلا أو آجلا فقال:
"وإن كان البعض يستبطن العنف ويظهر العطف واللين في بعض الأحيان فإنه سرعان ما ينكشف وينتهي به المطاف ولا تبقي له نائرة فقد قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب : «ما أضمر أحد شيئا إلا وظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه» لذا نحن نري الإسلام باقيا بقاء الدهر؛ لأن مبادئه تعتمد علي أساس اللين وسعة الصدر واللاعنف وقادته الكرام النبي (ص)وأهل بيته جسدوا هذه المبادئ السليمة بصدق وإخلاص الأمر الذي زاد من قوته وانتشاره في الأرجاء وخلوده."
وحكاية اللين والعنف وهو القسوة فهمها الشيرازى وغيره خطأ فليس مطلوبا من المسلم أن يكون لينا فى كل أموره لأن مطلوب منه الغلظة فى أمور معينة كالتعامل مع الكفار المحاربين كما قال تعالى :
" أشداء على الكفار رحماء بينهم"
وقال :
" يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم"
وقال فى تعذيب أهل الذنوب التى ثبتت عليهم:
" فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة "
وقال فى ضرب الزوجات العاصيات لله :
" فاضربوهن"
وذكر لنا حكاية أخرى من سيرة على فى كتب التاريخ فقال:
"من سيرة أمير المؤمنين :
ابن الكواء هذا المنافق الخارجي، كان مشاكسا لأمير المؤمنين وهو في أوج حكومته الواسعة التي كانت ذلك اليوم أوسع حكومة علي وجه الأرض مساحة وعددا، إضافة إلي أنه مفروض الطاعة من الله ورسوله، فقد كان ابن الكواء يؤذي الإمام بعناده واعتراضاته المتكررة في السوق والمسجد وبأسلوب خال من اللياقة، وفي رواية عن كتاب البحار للمجلسي: «كان علي في صلاة الصبح فقال ابن الكواء من خلفه: "ولقد أوحي إليك وإلي الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين" فأنصت علي تعظيما للقرآن حتي فرغ من الآية ثم عاد في قراءته، ثم أعاد ابن الكواء الآية فأنصت علي أيضا، ثم قرأ فأعاد ابن الكواء فأنصت علي ثم قال : "فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون" ثم أتم السورة وركع» .
أنظر .. مع أن الإمام كان الرئيس الأعلي للدولة، ويتمكن أن يتخذ موقفا صارما ضد ابن الكواء الذي كان مواطنا عاديا ولنفاقه ومشاكسته المتكررة للإمام أصبح منبوذا في المجتمع، ومع استحقاقه للعقوبة الرادعة إلا أن الإمام لم يبد أي موقف صارم أو شديد تجاهه. وهذا جانب بسيط من معاملة الإمام أمير المؤمنين والحاكم الأعلي للبلاد الإسلامية آنذاك، فقد تمتع بالحكمة والصبر وسعة الصدر ولين الجانب مع أعداءه من المشركين والمنافقين."
والرواية باطلة فكيف يسكت الإمام والمأمومين على رجل يقرأ فى الصلاة والإمام يقرأ وهذا ليس مرة وإنما عدة مرات
واستطاع على بذلك أن يديم هذه العقيدة الإسلامية ويرسخها في القلوب والضمائر التي أثبت ركائزها رسول الله (ص) وخاتم الأنبياء عليهم السلام بفعل أخلاقه وسيرته الكريمة وتعامله مع الناس باللين واللاعنف"
بالقطع فى موقف كهذا لابد من قيام أمة الخير بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ولابد من وعظ الرجل أو اخراجه من المسجد إن أبى ألا يكرر فعلته
وتحدث عن سياسة اللين مع المنافقين فقال :
"أسلوب القرآن
قال الله تعالي: "والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسني والله يشهد إنهم لكاذبون" .
نزلت هذه الآيات علي الرسول الأعظم (ص) حول مسجد ضرار الذي بناه المنافقون في مقابل مسجد الرسول ومسجد قباء، ومع ذلك فإن أسلوب القرآن الحكيم لم يتصف بالعنف فقد جاء الأمر هكذا بقوله تعالي: "لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس علي التقوي من أول يوم أحق أن تقوم فيه" وفي سبب نزول هذه الآيات وتفسيرها قال الطبرسي «قال المفسرون ان بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قباء وبعثوا إلي رسول الله (ص) ان يأتيهم فآتاهم وصلي فيه فحسدهم جماعة من المنافقين من بني غنم بن عوف فقالوا نبني مسجدا فنصلي فيه ولا نحضر جماعة محمد وكانوا اثني عشر رجلا، وقيل خمسة عشر رجلا، منهم ثعلبة بن حاطب ومعتب بن قشير ونبتل بن الحرث، فبنوا مسجدا إلي جنب مسجد قباء، فلما فرغوا منه أتوا رسول الله (ص) وهو يتجهز إلي تبوك، فقالوا يا رسول الله إنا قد بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية وإنا نحب أن تأتينا فتصلي فيه لنا، وتدعو بالبركة. فقال (ص)«إني علي جناح سفر ولو قدمنا أتيناكم إن شاء الله فصلينا لكم فيه، فلما انصرف رسول الله من تبوك نزلت عليه الآية في شأن المسجد».
وفي معني الآية قال الطبرسي: «ثم ذكر الله سبحانه جماعة أخري من المنافقين بنوا مسجدا للتفريق بين المسلمين وطلب الغوائل للمؤمنين فقال تعالي: "والذين اتخذوا مسجدا" والمسجد موضع السجود في الأصل وصار بالعرف اسما لبقعة مخصوصة بنيت للصلاة فالاسم عرفي فيه معني اللغة "ضرارا" أي مضارة يعني للضرر باهل مسجد قباء أو مسجد رسول الله (ص) ليقل الجمع فيه "وكفرا" أي ولإقامة الكفر فيه .. "وتفريقا بين المؤمنين" أي لاختلاف الكلمة وإبطال الإلفة وتفريق الناس عن رسول الله (ص) "وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل" أي أرصدوا ذلك المسجد واتخذوه وأعدوه لأبي عامر الراهب وهو الذي حارب الله ورسوله من قبل وكان من قصته انه كان قد ترهب في الجاهلية ولبس المسوح، فلما قدم النبي (ص) المدينة حسده وحزب عليه الأحزاب ثم هرب بعد فتح مكة إلي الطائف فلما أسلم أهل الطائف لحق بالشام وخرج إلي الروم وتنصر ... "وليحلفن إن أردنا إلا الحسني" معناه أن هؤلاء يحلفون كاذبين ما أردنا ببناء هذا المسجد إلا الفعلة الحسني من التوسعة علي أهل الضعف والعلة من المسلمين فأطلع الله نبيه علي فساد طويتهم وخبث سريرتهم فقال: "والله يشهد إنهم لكاذبون" وكفي لمن يشهد الله سبحانه بكذبه خزيا .
والخلاصة: إن أسلوب القرآن مع المنافقين والمتآمرين لم يكن بدرجة من العنف، وإنما هو أسلوب فضح وخزي للمتآمرين، وأما الرسول الأعظم (ص) فلم يقم بالانتقام من القائمين علي بناء المسجد والمنافقين ولم يرسل إلي جلبهم لمحاكمتهم أو عقابهم، وحتي أبو عامر الراهب الذي تقدمت قصته وهو رئيس المنافقين والمتآمر مع الروم لم يوجه له الرسول الأعظم (ص) حكما أو من يقتص منه وإنما اكتفي الرسول (ص) بتهديم المسجد وفضح من بناه عن طريق الآيات القرآنية وامتناعه من الصلاة فيه.
والذي أثر في هؤلاء المنافقين أكثر أن النبي (ص) عاملهم بلين وعطف دون أي عنف يذكر."
سياسة القرآن مع المنافقين لم تكن دوما لينا وإنما عندما كثرت أضرارهم أظهر الله أنهم إن لم يتوقفوا عما يعملون فستكون العاقبة هى قتلهم فقال تعالى :
"لئن لم ينته المنافقون والذين فى قلوبهم مرض والمرجفون فى المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أين ما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله فى الذين خلوا من قبل"
وتحدث الرجل عن كون المسلمين أمة واحدة مهما اختلفت ألوانهم ألسنتهم وقبائلهم فقال :
"واقعنا المعاصر
في منطق القرآن الكريم جميع المسلمين بلغاتهم وقومياتهم وألوانهم المختلفة أمة واحدة حيث يقول تعالي: "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" .
وقال تعالي: "وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون" .
كما أن البلاد الإسلامية كلها بلد واحد، وقانون واحد، وحكومة واحدة في نظر الإسلام، وهذه الوحدة كانت متجسدة في حياة المسلمين لقرون عديدة، حتي إذا دخل الاستعمار بلادنا وأثار النعرات والتفريقات بين المسلمين فساقهم إلي التشتت لكي يعيش عليه."
وحدثنا عن أن الله حرم الفرقة بين المسلمين لأنهم كلهم مجمعون على حكم الله ولكن ما يحدث الآن هو فرقة وتفرقة ممنهجة فقال :
"حرمة التفرقة
إن أي تفريق بين المسلمين يعتبر من أشد المحرمات في الإسلام لأنه معاونة علي الإثم والعدوان الذي يهدفه الاستعمار هذا أولا. وثانيا: انه تشتيت للأمة الواحدة وتسهيل لسيطرة الكفار علي بلاد الإسلام، سواء كان التفريق بالأراضي ووضع الحدود الجغرافية بين بلاد المسلمين أو بالجنسيات المتعددة أو ما أشبه ذلك.
إننا نجد الآن العراقي خارج حدود العراق في البلاد الإسلامية الأخري يعتبر أجنبيا، ويعامل معاملة الأجانب، وكذلك المسلمون الآخرون يعتبرون داخل العراق من الأجانب، وهذا الأمر لا يختص بالعراقي بل ينطبق علي المصري والإيراني والأفغاني وسائر المسلمين، وهذا عمل لا يرتضيه الإسلام ولا ينطبق مع مبادئه الوحدوية.
فهذه الحدود الأرضية بين المسلمين وضعها الاستعمار من أجل تشتيتهم، والقضاء علي رابطة الأخوة والأمة الواحدة التي تجمعهم، لتسهل السيطرة عليهم ويكونوا مغنما لبلد الكفر.
والأنكي من ذلك أن المستعمر الذي وضع هذه الحدود لم يكتف بترسيمها وتفريق جسد الأمة الواحدة، بل عمد إلي ترك مناطق حدودية محايدة ومساحة يكتنفها الغموض بين أغلب البلاد الإسلامية، حتي تكون هذه المناطق مادة للنزاع والخلاف وبؤرة للتوتر بين البلدان الإسلامية دائما ليتمكن ساسة الغرب من إثارتها في أي وقت شاءوا، بل أحيانا نفس الدول الإسلامية متي ما أحست بشيء من القوة فانها سرعان ما تترجم هذه القوة إلي نزاع حدودي وحرب طاحنة بينها وبين جارتها المسلمة، وتتوزع بقية الدول الإسلامية بين مناصر لهذا الطرف وذاك، ويكون الهم الأكبر لحكام أغلب الدول الإسلامية هو بناء القوة العسكرية علي حساب حتي رغيف الخبز لا لمواجهة الأعداء الحقيقيين للأمة، وإنما لانتزاع بعض الأشبار من أرض البلد المسلم الجار ودون أي حساب للخسائر الحقيقية التي يتكبدها الطرفان، والآثار القريبة والبعيدة المترتبة علي ذلك من امتصاص كل الطاقات المادية وتحطيم القيم المعنوية للمسلمين، فضلا عن إيقاع المزيد من الخلاف والتشتت بينهم."
وحدثنا عن واجب المجتمع وهو القضاء على مظاهر الفرقة أيا كانت فقال:
" المجتمع:
وبسبب هذه المظاهر نحن مدعوون جميعا لأن نسعي بكل جهودنا وطاقاتنا، بألسنتنا وأقلامنا للقضاء علي كل أسباب الخلاف ومظاهر العنف والفحش والتفرقة، والهمز واللمز في المجتمعات الإسلامية، وعلينا أن نهتم بأنفسنا فنهذبها، ونتمسك باللين والرفق ليكون هذا منطلقا لما نأمل أن نحققه من التغيير في العالم الإسلامي، وهذا الطريق وإن كانت تحفه المشاكل والصعاب والموانع الطبيعية والمصطنعة، إلا أنه الطريق الناجح للنجاة وبلوغ النصر والقضاء علي أسباب التأخر والانحطاط الذي أصاب المسلمين وإلا سنبقي نئن من وطأة ذلك (والعياذ بالله)."
وبعد ذلك ذكرنا الرجل بآيات وحدة المسلمين والنهى عن الفرقة فقال:
"من هدي القرآن الحكيم
في ذم التفرقة
قال تعالي: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا" .
وقال سبحانه: "أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر علي المشركين ما تدعوهم إليه" .
وقال عزوجل: "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلي الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون" .
وقال جل وعلا: "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم" .
جزاء المنافقين
قال تعالي: "إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا" .
وقال سبحانه: "وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم" .
وقال عزوجل: "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا" ."
ثم ذكر بعد ذلك الآيات فى المعاملة باللين فقال :
"اللين من محاسن الأخلاق
قال تعالي: "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" .
وقال سبحانه: "فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشي" .
وقال عزوجل: "أذلة علي المؤمنين أعزة علي الكافرين" .
وذكر بعد ذلك روايات عن اللين والرفق وعدم الفرقة فقال :
من هدي السنة المطهرة
من كلمات لأمير المؤمنين في اللين والرفق:
1: «ألن كنفك فإن من يلين كنفه يستدم من قومه المحبة» .
2: «من لانت كلمته وجبت محبته» .
3: «أكبر البر الرفق» .
4: «من تلن حاشيته يستدم من قومه المحبة» .
5: «من لم يلن لمن دونه لم ينل حاجته» .
6: «الرفق لقاح الصلاح وعنوان النجاح» .
ومن كلماته في ذم التفرقة والعدوان:
1: «من زرع العدوان حصد الخسران» .
2: «المؤمن منزه عن الزيغ والشقاق» .
3: «المخاصمة تبدي سفه الرجل ولا تزيد في حقه» .
4: «شر الناس من يبتغي الغوائل للناس» .
5: «من بالغ في الخصام أثم ومن قصر عنه خصم» .
6: «رأس الجهل معاداة الناس» "
وكما سبق القول أن المسلم ليس مطلوب منه اللين فى كل المواقف وإنما مطلوب منه اللين فى مواقف والقسوة فى مواقف ولكن الرجل يصر على أن اللين هو ألأصل فيقول:
"اللين من صفات المؤمن
قال رسول الله (ص)«ألا أنبئكم لم سمي المؤمن مؤمنا، لإيمانه الناس علي أنفسهم وأموالهم، ألا أنبئكم من المسلم، من سلم الناس من يده ولسانه، ألا أنبئكم بالمهاجر، من هجر السيئات، وما حرم الله عليه، ومن دفع مؤمنا دفعة ليذله بها، أو لطمه لطمة، أو أتي إليه أمرا يكرهه لعنته الملائكة حتي يرضيه من حقه، ويتوب ويستغفر، فإياكم والعجلة إلي أحد فلعله مؤمن وأنتم لا تعلمون، وعليكم بالأناة واللين، والتسرع من سلاح الشياطين وما من شيء أحب إلي الله من الأناة واللين» .
والحديث باطل لم يقله النبى(ص) فمن أخطائه أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده بينما المطلوب أن يسلموا من كل أذاه وهذا الأذى يتحقق بالبصر وبالسمه حيث التجسس وبالفرج حيث الزنى ....
ثم حدثنا عن نواهى فقال :
"من مناهي النبي (ص)
قال رسول الله (ص)«ألا ومن لطم خد مسلم أو وجهه بدد الله عظامه يوم القيامة، وحشر مغلولا حتي يدخل جهنم إلا أن يتوب» "
والحديث باطل لم يقله النبى(ص) فعظام اللاطم تأتى كما هى كما قال تعالى :
"أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوى بنانه"
والناس يحشرون كما كاوا فى الدنيا غير مغلولين أى مربوطين كما قال تعالى :
"ولقد جئتمونا فرادى كمنا خلقناكم أول مرة"
ثم قال :
"قال رسول الله (ص)«من آذي مؤمنا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذي الله عزوجل، ومن آذي الله فهو ملعون في التوراة والانجيل والزبور والفرقان، وفي خبر آخر: فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» "
إذا المطلوب من المسلم أن يتبع أحكام الله فيكون لينا مع من أمره الله باللين معهم ويكون غليظا مع من أمرهم الله بالغلظة معهم
المؤلف محمد الحسينى الشيرازى والكتاب يدور حول انقسام مسلمى العصر وقد استهله بالحديث عن وسائل الاحتلال الكفرى لبلاد المسلمين كفرض الحكام الجبابرة على كل بلد للتفرقة بينهم وعدم قيام دولتهم الواحدة فقال :
"من أساليب الاستعمار
قال الله تعالي: "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم" .
لقد خرج العراق من أيدي المسلمين الذين يشكل الشيعة (85%) منهم ووقع بسبب الحوادث الأخيرة التي حدثت في الشرق الأوسط بيد الغربيين وهم الآن يديرونه ويحكمون قبضتهم عليه، ولكن بواسطة أذنابهم البعثيين المتسلطين علي الحكم.
ومن المعلوم أن مخطط الغربيين يبتني دائما علي فرض الحاكم المتجبر حتي إذا لم يرضه الشعب المسلم؛ لأن المستعمرين يريدون من الحاكم في البلاد الإسلامية أن يكون لهم كالبقرة الحلوب؛ لذلك فانهم إذا ما شعروا يوما بأن صداما كمثال لم يستطيع تنفيذ ما يخططون له فانهم اما أن يقتلوه ويأتون بغيره، أو يقومون بواسطة أذنابهم الآخرين بانقلاب عسكري يقتلون من خلاله الحاكم العميل ويأتون بحكومة تغاير حكومته ولو كانت مائلة إلي الاعتدال نسبيا، كما قاموا بذلك في تركيا.
ومشاكل البلاد الإسلامية حاليا ازدادت بدرجة كبيرة، بحيث أصبحت القوانين والمقررات التي تحدد مسير الدولة داخليا وخارجيا تأتي من الغرب، وبعض السبب في ذلك يقع علي عاتق المسلمين أنفسهم؛ لأنهم لا يهتمون بالتوعية والتثقيف وتنظيم أمورهم لكي يأخذوا بزمام إدارة بلادهم بأيديهم. ومن الواضح إذا لم يهتم الإنسان لحل مشاكله ويبدي جانب العجز في إدارة أموره سيعطي للآخرين الفرصة للتدخل في شؤونه وأخذ زمام الأمر من يده."
وكلمة الاستعمار كلمة استعمالها خاطىء فى الفقرة فهو تخريب وليس تعمير وتحدث عما أسماه سقوط وانحطاط الناس فى منطقتنا فقال :
"السقوط والانحطاط:
هناك صفتان إذا اتصف بهما أي مجتمع فانه سيؤول إلي السقوط والانحطاط، وهاتان الصفتان قد اجتمعتا عند بعض المسلمين أخيرا.
الأولي: النزاع
لقد استفحلت هذه الظاهرة في بعض المجتمعات الإسلامية بشكل عجيب، بحيث لا تراهم إلا في نزاع دائم فيما بينهم، مما أدي ذلك إلي اتحاد الشرق والغرب ضد المسلمين، وصاروا يتلاعبون بهم ويحركونهم ذات اليمين وذات الشمال كسحاب الربيع الذي تتقاذفه الرياح وتفرقه هنا وهناك ويعملون في بلادهم ما شاءوا من دون أي مانع أو رادع."
وحدثنا عن أصول الفرقة حيث كل فريق فى بلادنا يربى أولاده على كراهية غيرهم وحكى لنا حكاية عن أحداث جرت فقال :
بذور التفرقة
ذات يوم كنا بصحبة الشيخ عبد الزهراء الكعبي الله عليه ذاهبين لزيارة مرقد الشهيد الحر الرياحي مشيا علي الأقدام، وذلك في الفترة التي كان زوار العتبات المقدسة يتوافدون بشكل مكثف من إيران وغيرها إلي العراق للزيارة، وفي أثناء ذلك مرت بجوارنا عربة يجرها اثنان من الخيول تحمل مجموعة من البدو، فصاح أطفال تلك المنطقة بصوت واحد (حاج عرب موش ميخورد) ومضمونها (العرب يأكلون الفئران) ثم مشينا مقدار من الطريق فمرت عربة أخري فيها مجموعة من الزائرين الإيرانيين، فصاح أطفال تلك المنطقة وأطلقوا كلاما أيضا مخالف وغير صحيح لإهانة الزائرين.
أنظر .. في هذه المسافة القصيرة كم تتحسس بذور التفرقة والنزاع بين المسلمين، إنها سياسة استعمارية لإثارة النعرات فقد بذرت بهذا الشكل في بلادنا وصار بعض أبناءنا وأطفالنا وسيلة لتنفيذها بسبب عدم الوعي والثقافة .. ومن الواضح أن هذا الكلام السيئ وإن كان قد صدر من أطفال إلا أنه من شأنه أن يثير حفيظة الآخرين وبسبب عدم الوعي أيضا، وهكذا يبعثهم للمقابلة بالمثل وتستمر هذه التصرفات السيئة وتنعكس في جوانب أخري من الحياة حتي تتحول الأمة الواحدة التي رفع الإسلام الحواجز النفسية والأرضية منها إلي أمم مشتتة متفرقة البعض يتهجم علي البعض الآخر ويسخر منه وقد قال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون" ومعلوم أن هذا السلوك يؤدي إلي ضعف الأمة وانهيارها، ويوقعها لقمة سائغة في فم الاستعمار الذي ما فتئ يخطط لتنفيذ هذه الأساليب والخطط.
وقد قال تعالي: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا" "
ما لا حظه الرجل فى زيارة هى الأخرى لا أساس لها فى الدين هو أمر طبيعى فالناس نتيجة الأحقاد التاريخية يورثون أولادهم أحقادهم ولا يربونهم على وحى الله
وحدثنا عن أهل العنف وهم العسكر ومن يستعينون بهم من أهل الجريمة يخدعون شعوبهم فقال:
"الثانية: العنف والتهور
الناس بطبيعتهم لا يميلون إلي الأفراد العنيفين وسيئي الأخلاق ولا يجلونهم بملء اختيارهم، وإذا حدث وأن استطاع بعض أصحاب القدرة والعنف استغفال وخداع مجموعة من الناس لفترة. فان أوراقهم سرعان ما تنكشف وينقلب الأمر عليهم وينفض الناس من حولهم إن لم ينقلبوا عليهم.
ونحن نري الإسلام الذي بقي لحد الآن، وسيبقي إلي أبد الدهر إنما هو بسبب مجموعة من الخصائص والسمات الفريدة، منها دعوته السليمة حيث استطاع النبي الأكرم (ص) والأئمة الأطهار عليهم السلام أن يدخلوا الإسلام في قلوب الناس عن طريق الكلام اللين، ومكارم الأخلاق التي يدعو إليها الإسلام حيث يقول تعالي: "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" .
وقد جاء في بعض التفاسير عن لين وحسن خلق الرسول الأعظم (ص):
«معناه ان لينك لهم مما يوجب دخولهم في الدين لأنك تأتيهم مع سجاحة أخلاقك وكرم سجيتك بالحجج والبراهين "ولو كنت" يا محمد "فظا" أي جافيا سيئ الخلق "غليظ القلب" أي قاسي الفؤاد وغير ذي رحمة ولا رأفة "لانفضوا من حولك" أي لتفرق أصحابك عنك ونفروا منك ... » .
ويقول الله تعالي في آية أخري: "واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين" .
فيأمر النبي (ص) بأن يلين جانبه ويتواضع لهم ويحسن معاملتهم، لأن تواضع القادة وحسن معاملتهم من شأنها أن تزيد محبة الناس وتشدهم إليهم أكثر"
وحدثنا عن اللين فى التعامل فحكى لنا حديثا باطلا فقال :
من سيرة الرسول الأعظم (ص)
"عن الإمام أمير المؤمنين أنه قال: «ان يهوديا كان له علي رسول الله (ص) دنانير فتقاضاه. فقال له: يا يهودي ما عندي ما أعطيك.
فقال: فاني لا أفارقك يا محمد حتي تقضيني.
فقال: إذا أجلس معك، فجلس معه حتي صلي في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء والآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول الله (ص) يتهددونه ويتواعدونه، فنظر رسول الله (ص) إليهم فقال: ما الذي تصنعون به؟
فقالوا: يا رسول الله يهودي يحبسك؟!
فقال (ص)لم يبعثني ربي عز وجل بأن أظلم معاهدا ولا غيره، فلما علا النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وشطر مالي في سبيل الله، أما والله ما فعلت بك الذي فعلت إلا لأنظر إلي نعتك في التوراة، فإني قرأت نعتك في التوراة: محمد بن عبد الله مولده بمكة ومهاجره بطيبة وليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب ولا متزين بالفحش .. » ."
الحديث باطل والخطأ الأول فيه هو استدانة النبى(ص) من يهودى وهو ما يخالف أن الأنصار كانوا يعطون المهاجرين ومنهم النبى(ص) ما يريدون حتى ولو كانوا يحتاجونه وهو قوله تعالى :
" ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"
والخطأ الثانى دخول اليهودى المسجد ووجوده فيه طول اليوم وكأن الرسول(ص) والمؤمنون به أناس لا عمل لهم فى مهن كالزرع والتجارة وغيرها وهو ما يخالف أن المسجد لصلاة المسلمين لا يدخله سوى مصل أى ذاكر لله كما قال تعالى :
" فى بيوت اذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
فالحديث اتهام للمسلمين بأنهم قوم تنابلة لا يعملون بقوا فى المسجد طوال الليل والنهار
ثم حدثنا عن جانب اللين المستفاد من الحديث الباطل فقال :
"هذا الحديث يعكس لمحة موجزة عن أخلاق وسيرة النبي الأعظم (ص) في اتباعه سياسة اللاعنف وعدم التهور في مواقفه الظاهرية والباطنية، وهذا اللين وانشراح الصدر هو أحد العوامل التي جذبت الناس إلي الإسلام من أهل الكتاب وغيرهم، وجعلت المسلمين أيضا يتمسكون بالدين الإسلامي أكثر بإيمان عال ويعملون لنشره بين الناس بإخلاص وتفان، علي العكس من الذين يتبعون مبدأ العنف والتهور فعقائدهم تحجمت بل واندثرت"
وحدثنا عن أن من يحبون القسوة لو اخفوا قسوتهم فستظهر عاجلا أو آجلا فقال:
"وإن كان البعض يستبطن العنف ويظهر العطف واللين في بعض الأحيان فإنه سرعان ما ينكشف وينتهي به المطاف ولا تبقي له نائرة فقد قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب : «ما أضمر أحد شيئا إلا وظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه» لذا نحن نري الإسلام باقيا بقاء الدهر؛ لأن مبادئه تعتمد علي أساس اللين وسعة الصدر واللاعنف وقادته الكرام النبي (ص)وأهل بيته جسدوا هذه المبادئ السليمة بصدق وإخلاص الأمر الذي زاد من قوته وانتشاره في الأرجاء وخلوده."
وحكاية اللين والعنف وهو القسوة فهمها الشيرازى وغيره خطأ فليس مطلوبا من المسلم أن يكون لينا فى كل أموره لأن مطلوب منه الغلظة فى أمور معينة كالتعامل مع الكفار المحاربين كما قال تعالى :
" أشداء على الكفار رحماء بينهم"
وقال :
" يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم"
وقال فى تعذيب أهل الذنوب التى ثبتت عليهم:
" فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة "
وقال فى ضرب الزوجات العاصيات لله :
" فاضربوهن"
وذكر لنا حكاية أخرى من سيرة على فى كتب التاريخ فقال:
"من سيرة أمير المؤمنين :
ابن الكواء هذا المنافق الخارجي، كان مشاكسا لأمير المؤمنين وهو في أوج حكومته الواسعة التي كانت ذلك اليوم أوسع حكومة علي وجه الأرض مساحة وعددا، إضافة إلي أنه مفروض الطاعة من الله ورسوله، فقد كان ابن الكواء يؤذي الإمام بعناده واعتراضاته المتكررة في السوق والمسجد وبأسلوب خال من اللياقة، وفي رواية عن كتاب البحار للمجلسي: «كان علي في صلاة الصبح فقال ابن الكواء من خلفه: "ولقد أوحي إليك وإلي الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين" فأنصت علي تعظيما للقرآن حتي فرغ من الآية ثم عاد في قراءته، ثم أعاد ابن الكواء الآية فأنصت علي أيضا، ثم قرأ فأعاد ابن الكواء فأنصت علي ثم قال : "فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون" ثم أتم السورة وركع» .
أنظر .. مع أن الإمام كان الرئيس الأعلي للدولة، ويتمكن أن يتخذ موقفا صارما ضد ابن الكواء الذي كان مواطنا عاديا ولنفاقه ومشاكسته المتكررة للإمام أصبح منبوذا في المجتمع، ومع استحقاقه للعقوبة الرادعة إلا أن الإمام لم يبد أي موقف صارم أو شديد تجاهه. وهذا جانب بسيط من معاملة الإمام أمير المؤمنين والحاكم الأعلي للبلاد الإسلامية آنذاك، فقد تمتع بالحكمة والصبر وسعة الصدر ولين الجانب مع أعداءه من المشركين والمنافقين."
والرواية باطلة فكيف يسكت الإمام والمأمومين على رجل يقرأ فى الصلاة والإمام يقرأ وهذا ليس مرة وإنما عدة مرات
واستطاع على بذلك أن يديم هذه العقيدة الإسلامية ويرسخها في القلوب والضمائر التي أثبت ركائزها رسول الله (ص) وخاتم الأنبياء عليهم السلام بفعل أخلاقه وسيرته الكريمة وتعامله مع الناس باللين واللاعنف"
بالقطع فى موقف كهذا لابد من قيام أمة الخير بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ولابد من وعظ الرجل أو اخراجه من المسجد إن أبى ألا يكرر فعلته
وتحدث عن سياسة اللين مع المنافقين فقال :
"أسلوب القرآن
قال الله تعالي: "والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسني والله يشهد إنهم لكاذبون" .
نزلت هذه الآيات علي الرسول الأعظم (ص) حول مسجد ضرار الذي بناه المنافقون في مقابل مسجد الرسول ومسجد قباء، ومع ذلك فإن أسلوب القرآن الحكيم لم يتصف بالعنف فقد جاء الأمر هكذا بقوله تعالي: "لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس علي التقوي من أول يوم أحق أن تقوم فيه" وفي سبب نزول هذه الآيات وتفسيرها قال الطبرسي «قال المفسرون ان بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قباء وبعثوا إلي رسول الله (ص) ان يأتيهم فآتاهم وصلي فيه فحسدهم جماعة من المنافقين من بني غنم بن عوف فقالوا نبني مسجدا فنصلي فيه ولا نحضر جماعة محمد وكانوا اثني عشر رجلا، وقيل خمسة عشر رجلا، منهم ثعلبة بن حاطب ومعتب بن قشير ونبتل بن الحرث، فبنوا مسجدا إلي جنب مسجد قباء، فلما فرغوا منه أتوا رسول الله (ص) وهو يتجهز إلي تبوك، فقالوا يا رسول الله إنا قد بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية وإنا نحب أن تأتينا فتصلي فيه لنا، وتدعو بالبركة. فقال (ص)«إني علي جناح سفر ولو قدمنا أتيناكم إن شاء الله فصلينا لكم فيه، فلما انصرف رسول الله من تبوك نزلت عليه الآية في شأن المسجد».
وفي معني الآية قال الطبرسي: «ثم ذكر الله سبحانه جماعة أخري من المنافقين بنوا مسجدا للتفريق بين المسلمين وطلب الغوائل للمؤمنين فقال تعالي: "والذين اتخذوا مسجدا" والمسجد موضع السجود في الأصل وصار بالعرف اسما لبقعة مخصوصة بنيت للصلاة فالاسم عرفي فيه معني اللغة "ضرارا" أي مضارة يعني للضرر باهل مسجد قباء أو مسجد رسول الله (ص) ليقل الجمع فيه "وكفرا" أي ولإقامة الكفر فيه .. "وتفريقا بين المؤمنين" أي لاختلاف الكلمة وإبطال الإلفة وتفريق الناس عن رسول الله (ص) "وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل" أي أرصدوا ذلك المسجد واتخذوه وأعدوه لأبي عامر الراهب وهو الذي حارب الله ورسوله من قبل وكان من قصته انه كان قد ترهب في الجاهلية ولبس المسوح، فلما قدم النبي (ص) المدينة حسده وحزب عليه الأحزاب ثم هرب بعد فتح مكة إلي الطائف فلما أسلم أهل الطائف لحق بالشام وخرج إلي الروم وتنصر ... "وليحلفن إن أردنا إلا الحسني" معناه أن هؤلاء يحلفون كاذبين ما أردنا ببناء هذا المسجد إلا الفعلة الحسني من التوسعة علي أهل الضعف والعلة من المسلمين فأطلع الله نبيه علي فساد طويتهم وخبث سريرتهم فقال: "والله يشهد إنهم لكاذبون" وكفي لمن يشهد الله سبحانه بكذبه خزيا .
والخلاصة: إن أسلوب القرآن مع المنافقين والمتآمرين لم يكن بدرجة من العنف، وإنما هو أسلوب فضح وخزي للمتآمرين، وأما الرسول الأعظم (ص) فلم يقم بالانتقام من القائمين علي بناء المسجد والمنافقين ولم يرسل إلي جلبهم لمحاكمتهم أو عقابهم، وحتي أبو عامر الراهب الذي تقدمت قصته وهو رئيس المنافقين والمتآمر مع الروم لم يوجه له الرسول الأعظم (ص) حكما أو من يقتص منه وإنما اكتفي الرسول (ص) بتهديم المسجد وفضح من بناه عن طريق الآيات القرآنية وامتناعه من الصلاة فيه.
والذي أثر في هؤلاء المنافقين أكثر أن النبي (ص) عاملهم بلين وعطف دون أي عنف يذكر."
سياسة القرآن مع المنافقين لم تكن دوما لينا وإنما عندما كثرت أضرارهم أظهر الله أنهم إن لم يتوقفوا عما يعملون فستكون العاقبة هى قتلهم فقال تعالى :
"لئن لم ينته المنافقون والذين فى قلوبهم مرض والمرجفون فى المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أين ما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله فى الذين خلوا من قبل"
وتحدث الرجل عن كون المسلمين أمة واحدة مهما اختلفت ألوانهم ألسنتهم وقبائلهم فقال :
"واقعنا المعاصر
في منطق القرآن الكريم جميع المسلمين بلغاتهم وقومياتهم وألوانهم المختلفة أمة واحدة حيث يقول تعالي: "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" .
وقال تعالي: "وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون" .
كما أن البلاد الإسلامية كلها بلد واحد، وقانون واحد، وحكومة واحدة في نظر الإسلام، وهذه الوحدة كانت متجسدة في حياة المسلمين لقرون عديدة، حتي إذا دخل الاستعمار بلادنا وأثار النعرات والتفريقات بين المسلمين فساقهم إلي التشتت لكي يعيش عليه."
وحدثنا عن أن الله حرم الفرقة بين المسلمين لأنهم كلهم مجمعون على حكم الله ولكن ما يحدث الآن هو فرقة وتفرقة ممنهجة فقال :
"حرمة التفرقة
إن أي تفريق بين المسلمين يعتبر من أشد المحرمات في الإسلام لأنه معاونة علي الإثم والعدوان الذي يهدفه الاستعمار هذا أولا. وثانيا: انه تشتيت للأمة الواحدة وتسهيل لسيطرة الكفار علي بلاد الإسلام، سواء كان التفريق بالأراضي ووضع الحدود الجغرافية بين بلاد المسلمين أو بالجنسيات المتعددة أو ما أشبه ذلك.
إننا نجد الآن العراقي خارج حدود العراق في البلاد الإسلامية الأخري يعتبر أجنبيا، ويعامل معاملة الأجانب، وكذلك المسلمون الآخرون يعتبرون داخل العراق من الأجانب، وهذا الأمر لا يختص بالعراقي بل ينطبق علي المصري والإيراني والأفغاني وسائر المسلمين، وهذا عمل لا يرتضيه الإسلام ولا ينطبق مع مبادئه الوحدوية.
فهذه الحدود الأرضية بين المسلمين وضعها الاستعمار من أجل تشتيتهم، والقضاء علي رابطة الأخوة والأمة الواحدة التي تجمعهم، لتسهل السيطرة عليهم ويكونوا مغنما لبلد الكفر.
والأنكي من ذلك أن المستعمر الذي وضع هذه الحدود لم يكتف بترسيمها وتفريق جسد الأمة الواحدة، بل عمد إلي ترك مناطق حدودية محايدة ومساحة يكتنفها الغموض بين أغلب البلاد الإسلامية، حتي تكون هذه المناطق مادة للنزاع والخلاف وبؤرة للتوتر بين البلدان الإسلامية دائما ليتمكن ساسة الغرب من إثارتها في أي وقت شاءوا، بل أحيانا نفس الدول الإسلامية متي ما أحست بشيء من القوة فانها سرعان ما تترجم هذه القوة إلي نزاع حدودي وحرب طاحنة بينها وبين جارتها المسلمة، وتتوزع بقية الدول الإسلامية بين مناصر لهذا الطرف وذاك، ويكون الهم الأكبر لحكام أغلب الدول الإسلامية هو بناء القوة العسكرية علي حساب حتي رغيف الخبز لا لمواجهة الأعداء الحقيقيين للأمة، وإنما لانتزاع بعض الأشبار من أرض البلد المسلم الجار ودون أي حساب للخسائر الحقيقية التي يتكبدها الطرفان، والآثار القريبة والبعيدة المترتبة علي ذلك من امتصاص كل الطاقات المادية وتحطيم القيم المعنوية للمسلمين، فضلا عن إيقاع المزيد من الخلاف والتشتت بينهم."
وحدثنا عن واجب المجتمع وهو القضاء على مظاهر الفرقة أيا كانت فقال:
" المجتمع:
وبسبب هذه المظاهر نحن مدعوون جميعا لأن نسعي بكل جهودنا وطاقاتنا، بألسنتنا وأقلامنا للقضاء علي كل أسباب الخلاف ومظاهر العنف والفحش والتفرقة، والهمز واللمز في المجتمعات الإسلامية، وعلينا أن نهتم بأنفسنا فنهذبها، ونتمسك باللين والرفق ليكون هذا منطلقا لما نأمل أن نحققه من التغيير في العالم الإسلامي، وهذا الطريق وإن كانت تحفه المشاكل والصعاب والموانع الطبيعية والمصطنعة، إلا أنه الطريق الناجح للنجاة وبلوغ النصر والقضاء علي أسباب التأخر والانحطاط الذي أصاب المسلمين وإلا سنبقي نئن من وطأة ذلك (والعياذ بالله)."
وبعد ذلك ذكرنا الرجل بآيات وحدة المسلمين والنهى عن الفرقة فقال:
"من هدي القرآن الحكيم
في ذم التفرقة
قال تعالي: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا" .
وقال سبحانه: "أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر علي المشركين ما تدعوهم إليه" .
وقال عزوجل: "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلي الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون" .
وقال جل وعلا: "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم" .
جزاء المنافقين
قال تعالي: "إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا" .
وقال سبحانه: "وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم" .
وقال عزوجل: "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا" ."
ثم ذكر بعد ذلك الآيات فى المعاملة باللين فقال :
"اللين من محاسن الأخلاق
قال تعالي: "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" .
وقال سبحانه: "فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشي" .
وقال عزوجل: "أذلة علي المؤمنين أعزة علي الكافرين" .
وذكر بعد ذلك روايات عن اللين والرفق وعدم الفرقة فقال :
من هدي السنة المطهرة
من كلمات لأمير المؤمنين في اللين والرفق:
1: «ألن كنفك فإن من يلين كنفه يستدم من قومه المحبة» .
2: «من لانت كلمته وجبت محبته» .
3: «أكبر البر الرفق» .
4: «من تلن حاشيته يستدم من قومه المحبة» .
5: «من لم يلن لمن دونه لم ينل حاجته» .
6: «الرفق لقاح الصلاح وعنوان النجاح» .
ومن كلماته في ذم التفرقة والعدوان:
1: «من زرع العدوان حصد الخسران» .
2: «المؤمن منزه عن الزيغ والشقاق» .
3: «المخاصمة تبدي سفه الرجل ولا تزيد في حقه» .
4: «شر الناس من يبتغي الغوائل للناس» .
5: «من بالغ في الخصام أثم ومن قصر عنه خصم» .
6: «رأس الجهل معاداة الناس» "
وكما سبق القول أن المسلم ليس مطلوب منه اللين فى كل المواقف وإنما مطلوب منه اللين فى مواقف والقسوة فى مواقف ولكن الرجل يصر على أن اللين هو ألأصل فيقول:
"اللين من صفات المؤمن
قال رسول الله (ص)«ألا أنبئكم لم سمي المؤمن مؤمنا، لإيمانه الناس علي أنفسهم وأموالهم، ألا أنبئكم من المسلم، من سلم الناس من يده ولسانه، ألا أنبئكم بالمهاجر، من هجر السيئات، وما حرم الله عليه، ومن دفع مؤمنا دفعة ليذله بها، أو لطمه لطمة، أو أتي إليه أمرا يكرهه لعنته الملائكة حتي يرضيه من حقه، ويتوب ويستغفر، فإياكم والعجلة إلي أحد فلعله مؤمن وأنتم لا تعلمون، وعليكم بالأناة واللين، والتسرع من سلاح الشياطين وما من شيء أحب إلي الله من الأناة واللين» .
والحديث باطل لم يقله النبى(ص) فمن أخطائه أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده بينما المطلوب أن يسلموا من كل أذاه وهذا الأذى يتحقق بالبصر وبالسمه حيث التجسس وبالفرج حيث الزنى ....
ثم حدثنا عن نواهى فقال :
"من مناهي النبي (ص)
قال رسول الله (ص)«ألا ومن لطم خد مسلم أو وجهه بدد الله عظامه يوم القيامة، وحشر مغلولا حتي يدخل جهنم إلا أن يتوب» "
والحديث باطل لم يقله النبى(ص) فعظام اللاطم تأتى كما هى كما قال تعالى :
"أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوى بنانه"
والناس يحشرون كما كاوا فى الدنيا غير مغلولين أى مربوطين كما قال تعالى :
"ولقد جئتمونا فرادى كمنا خلقناكم أول مرة"
ثم قال :
"قال رسول الله (ص)«من آذي مؤمنا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذي الله عزوجل، ومن آذي الله فهو ملعون في التوراة والانجيل والزبور والفرقان، وفي خبر آخر: فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» "
إذا المطلوب من المسلم أن يتبع أحكام الله فيكون لينا مع من أمره الله باللين معهم ويكون غليظا مع من أمرهم الله بالغلظة معهم