رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,708
- الإقامة
- مصر
قراءة فى كتاب علم نفس الغرائب
المؤلف كمال غزال والبحث يدور حول تناول علماء النفس للغرائب باعتبار أن الغرائب أحد مجالات الدراسة النفسية وقد استهله بأن الهدف هو تفسيرات علم النفس للأمور الغريبة وما يرتبط بها فقال :
"علم نفس الغرائب هو أحد تشعبات علوم النفس ويهتم بدراسة سلوك الإنسان وتجاربه المتصلة غالباً بما يطلق عليه "الماورائيات" أو الخوارق ولكن بناء على شرط عدم وجود أي مسبب ماورائي فيه. ووفقاً لهذا العلم يكون دائماً للظواهر الماورائية أو الغير عادية تفسيرات طبيعية تساهم فيها عوامل نفسية وفيزيائية إلا أنها تترك إنطباعاً لدى بعض الناس بأنها نشاط ماورائي لا وجود له من الأساس. نتعرف في هذا المقال على علم نفس الغرائب Anomalistic Psychology وعن أهمية دراسة التجارب الإستثنائية والمعتقدات المتصلة بها على محمل الجد."
وحدثنا غزال عن رائد علم نفس الغرائب كريس فرينش ذاكرا تعريفا به فقال :
"وجهة نظر (كريس فرينش) - رائد علم نفس الغرائب
نشر البروفسور (كريس فرينش) مقالاً في باب "علوم غريبة" في شهر سبتمبر من عام 2009 ويشرح فيها وجهة نظره حول علم نفس الغرائب وتفسير التجارب الغير عادية، نذكرها هنا، ويشغل (كريس فرنش) منصب بروفسور في علوم النفس ورئيس وحدة بحوث علم نفس الغرائب في قسم علوم النفس الكائن في جولد سميثس من جامعة لندن، وقد سبق أن نشر أكثر من 100 مقالاً وفصلاً غطى فيهم طيفاً واسعاً من المواضيع التي تخص علوم النفس. وحالياً ينصب شغفه الأساسي على دراسة سيكولوجيا المعتقدات الماورائية والتجارب الغريبة. وله حضور متعدد في قنوات الراديو والتلفزيون ومن خلالها يطرح نظرة الباحث المتشكك في المزاعم الماورائية، كما أنه يعمل محرراً في النسخة البريطانية من مجلة التشكك The Skeptic Magazine "
وذكر غزال تعريف فرينش لعلم نفس الغرائب فقال :
"ونذكر مقتطفات مما تناوله في هذا الخصوص:
يمكن أن نعرف علم نفس الغرائب على أنه دراسة الظواهر الغير عادية في السلوك والتجارب وهذا يشمل ولكن لا يقتصر على دراسة ما يوصف غالباً بالماروائيات Paranormal ، يتجه هذا العلم لفهم التجارب الإستثنائية التي يعيشها العديد من الناس لكن مع إفتراض أنه لم يحدث أي شيء ماورائي فيها. فهو محاولة لتفسير الماورائيات والمعتقدات المتصلة بها والخبرات "الخارقة ظاهرياً" على ضوء ما نعرفه من العوامل الفيزيائية والنفسية."
إذا مدار العلم المذكور هو نفسيات من قابلوا الغرائب ومحاولة تفسيرها نفسيا أو فيزيائيا
وحدثنا غزال عن انقسام العلماء فى الموضوع فالبعض يراها مجرد تخاريف وأوهام والبعض يراها أمور واقعية يجب دراستها فقال :
"ويكون معظم الناس مفتونين بفكرة استخدام علوم النفس كمحاولة لتفسير ما هو معروف لديهم (الذي يكون مضللاً في أغلب الأحوال) والذي يشار إليه بأنه "غير قابل للتفسير". لكن نسبة ضئيلة من الناس يبذلون جهداً للتحقق مما حصل فعلاً. وفي المقابل يرى العلماء كافة المزاعم عن الماورائيات غير صحيحة حتى بدون أن يجدوا دليلاً تدعم فكرتهم، إذ يعتبرون أن كل هذا أتى نتيجة الجنون والحماقة والإفتقار إلى الأمانة في شرح ما حصل معهم. وفي واقع الحال تصدر الغالبية الساحقة من هذه المزاعم من أناس سليمين ذهنياً وأذكياء وصادقين."
وحدثنا عن أسباب وجوب دراسة تلك التجارب الشاذة فقال :
" وهناك عدد من الأسباب الوجيهة جداً لأخذ التجارب الشاذة على محمل الجد ولعله من الواضح أن هناك انتشاراً هائلاً لهذه التجارب والمعتقدات ومرة بعد مرة تبين استطلاعات الرأي التي أجريت في الولايات المتحدة وبريطانيا أن أغلبية الراشدين من السكان زعموا حصول تجربة ماورائية واحدة على الأقل معهم وهي تشبه حركة الذباب المزعجة أمام وجه النظرة العلمية التقليدية في العالم. علاوة على ذلك، تزعم عينة ضئيلة لا بأس بها من الناس حصول تجارب شخصية مباشرة من صنف الماورائيات تتراوح بين التخاطر والأحلام التنبؤية والإستشفاء الروحي إلى رؤية الأشباح والأجسام الطائرة المجهولة (يوفو)، وهذا لا يقتصر على الناس الذين يعيشون في الغرب بل أن هناك مستويات عالية من الإعتقاد في الماورائيات في كل مجتمع على حدة مهما كان موقعه الجغرافي أو تاريخه، ومع أن محتوى هذه المعتقدات والتجارب قد يختلف عبر الثقافات، فمن الواضح أنه إذا لم يكن لعلم النفس أي شيء ليقوله حول هذه الظواهر فإنه يفقد جزء كبيراً من دراسته لحالة الإنسان. وغالباً ما يؤخذ إنتشار هذه المعتقدات والتجارب بأنه إشارة إلى حقيقة وجود القوى الخارقة وبأن المجتمع العلمي الواسع يرفضه ببساطة وبشكل خاطئ.
ومن المعقول القول بأن تجارب كهذه تكون مشتركة بين جميع المجتمعات المعروفة وهذا يعكس حقيقة وجود أوجه تشابه أساسية بين كل الكائنات البشرية من حيث علم النفس والفيزيولوجيا العصبية ويجب علينا ملاحظتها، ومع ذلك لا يرفض علم نفس الغرائب بشكل قاطع فكرة وجود قوى خارقة. وببساطة يتبنى أصحاب هذه التجارب أدواراً في فرضيات عملية، والسؤال الذي يطرحونه باستمرار هو: " إذا كانت القوى الماورائية غير موجودة، فكيف لنا تفسير ما حصل معنا أو تفسير الظاهرة؟ "، في الواقع هناك طيف واسع من التفسيرات الغير ماورائية والممكنة والتي تحمل أدلة من الصعب دحضها، ويمكننا القول بثقة كبيرة أن الأغلبية الساحقة من المزاعم حول الماورائيات هي قابلة للتفسير."
وما قاله غزال فى الفقرة السابقة هو الاستدلال بكثرة المصدقين أو الحاكين يدل على صدق تلك الأمور وهو أمر لا علاقة له بالعلم فالكثرة قد تكون على الباطل كما قال تعالى :
" ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
وقال :
" ولكن أكثر الناس لا يؤمنون"
قطعا الدراسة هى من أجل اظهار الحقيقة وليس من أجل كثرة المصدقين بالأمر
وحدثنا عن تكامل علم نفسي الغرائب مع علم ما وراء النفس فقال :
"ويجب أن لا ينظر إلى علم نفس الغرائب على أنه يعارض فكرة ما وراء النفس (الباراسيكولوجي) بل يكملها، وحتى تاريخه بقي أغلب المجتمع العلمي غير مقتنعاً بالأدلة التي سيقت إليهم من الباحثين في ما وراء النفس والتي تدعم مزاعم الماورائيات. ولكن إذا تمكن الباحثون في ما وراء النفس (باراسيكولوجي) في زمن ما في المستقبل أن ينجحوا في إنتاج أي أثر ماورائي مستنسخ وضمن ظروف متحكم بها جداً، فأنه سيكون بمقدور الباحثين في علم نفس الغرائب تقديم خدمة عظيمة لهم في هذا الخصوص، سيساعدونهم على نخل حبات القمح لفصلها عن القش إذا جاز التعبير بمثال، وذلك بهدف الفصل بين الظواهر التي هي فعلاً ماورائية وتلك التي تبدو كذلك. وبالطبع قد لا نحصل إلا على القش، وإذا كان هذا هو الحال فسيكون قش مثير وجميل!، إذ يبدو أن العديد من مشاهدات الأشباح ناجمة عن هلوسات تتعلق بالنوم، كما أن فهمنا لحوادث الاختطاف المزعوم من قبل المخلوقات الخارجية واسترجاع الحياة الأخرى الماضية سيزيد من مقدار فهمنا للذكريات المزيفة False Memories، وبالنسبة لمزاعم الاستشفاء بالوسيط الروحي فإن علينا دراستها عن كثب لنعرف ما يمكن أن تقوله عن تأثيرالبلاسيبو (العلاج بالوهم) وقوة الإيحاء. ما سبق ذكره ليس إلا عدد قليل من الأمثلة عن السبل التي يمكن أن يسلكها علم نفس الغرائب بهدف تزويدنا بأفكار ليست فقط مذهلة في صحتها فحسب ولكن أيضاً لصلتها القوية بعالم الماورائيات."
وحدثنا عن أن الدرس الأول هو أن رؤية الشىء لا تستوجب أن يصدقع الإنسان فقال :
"الرؤية لا تستوجب التصديق:
الدرس الأول في علم نفس الغرائب هو أن رؤيتنا لأمر غير عادي لا يعني أن علينا تصديقه، فدراسة مزاعم الماورائيات يتعلق أكثر بكشف الثغرات في عقل الإنسان، فهو ليس مثالياً تماماً، مثل الأطباق الطائرة، الأشباح، القدرات ما فوق الحسية والإستشفاء الروحاني، وأحد المبادئ الأساسية التي يقوم عليها علم نفس الغرائب هو أن التجربة الشخصية هو مسلك ضعيف للوصول إلى الحقيقة، لقد قدمت بتدريس علم نفس الغرائب لحوالي 15 سنة، ويمكنني القول أنه يعطينا طريقة رائعة لتدريس مهارات التفكير النقدي، فمعظم الناس سواء أكانوا مصدقين أم متشككين يجدون الماورائيات ومزاعمها أموراً مثيرة، وهكذا مواضيع تكون محوراً لأحاديث سهرات العشاء والجلسات الجماعية، إضافة إلى تعليقات الصحف وقنوات التلفزيون، وهو إهتمام متأصل بين الطلاب والجمهور لأنها مزاعم مثيرة للجدل، وتبرز أسئلة هامة حيال ملامح الأدلة الأكثر قبولاً والحجج التي تدعم هذه الادلة.
على سبيل المثال، يفترض معظم الناس أن أقوى دليل ذو مصداقية على الإطلاق يكون مبيناً على التجربة الشخصية للشخص ذاته، حتى أن أولئك المتشككين بالظواهر الماورائية غالباً ما يقعون في هذا الفخ، وغالباً ما يصرح الناس: " لن أؤمن بالأشباح (أو الاطباق الطائرة، الملائكة، .. الخ) حتى أرى أحدهم بأم عيني ". لكن قبول دليل يرتكز على رؤية عيناك يعتبر خطأ، وهذا ما ستتعلمه عندما تبدأ بدراسة علم نفس الغرائب إذ سينكشف لك أن التجربة الشخصية غالباً ما تكون مرشداً ضعيفاً جداً نحو حقيقة الأمر. فكلاً من الإدراك والذاكرة عرضة للأخطاء. فما نراه ونسمعه، خصوصاً في ظل ظروف ملاحظة ورصد (أقل من أن توصف بأنها مثالية) تكون متأثرة بشكل كبير بمعتقداتنا المسبقة وكذلك توقعاتنا. وتحصل الهلوسات على نحو أكبر مما يدركه معظم الناس، والذاكرة عرضة للخطأ بطبيعة الحال، والعديد مما نجمعه من محيطنا ليس فقط نسخ مشوهة عن الأحداث التي شهدناها وإنما هي إفتراءات تامة (فبركة). والدليل على ذلك أن العديد من التقارير حول الخبرات الماورائية ظاهرياً يكون مبنياً على ذكريات مزيفة لم تحصل في الماضي، ويحقق علم نفس الغرائب في النقص الموجود في نظام الإدراك لدى البشر الذي قد يقودنا إلى إستنتاج مفاده أننا اختبرنا أمراً ماورائياً في حين أننا لم نختبره في في الواقع. إن الإنحراف (الإنحياز) في الإدراك والفهم لا يتأثر فقط بالمدخلات الحسية والذاكرة ولكن يتأثر أيضاً بالتفكير المنطقي والحكم على الأمور، لذلك إذا لم تكن التجربة الشخصية دليلاً ذو مصداقية، فهل من منحى آخر نعتمد عليه؟ إن نوع الدليل الذي قد يقنعني فعلاً هو أن يكون هناك إثبات لوجود فعلي لقوى ماورائية خارقة ويكون نتيجة دراسات علمية جادة وخاضعة للتحكم. ورغم أن العلماء هم كائنات بشرية ومتشككين بانحيازات الإدراك الذي أشرت إليه أعلاه، ولأن الطرق العلمية لا تكون مثالية أو كاملة عملياً فإن هذا أفضل منحى يمكن اتخاذه. إنه الطريق إلى الحقيقة والذي يدرك بأن هناك انحرافات في الإدراك فيحاول السيطرة عليها."
بالطبع تكذيب الرؤية البصرية ليس درسا ف علم النفس فالرؤية البصرية تكون صادقة فى الغالب إلا أن يبصر الإنسان شىء غير حقيقى كالشراب حيث يراه ماء ولو استخدمنا ما قاله كرينش عن كونه أول درس نكون قد رفضنا المنهج العلمى القائم على الرؤية والمعايشة
والإسلام وهو العلم الحقيقة يطلب منا حتى لا ننخدع بالرؤية الأولى أن نكرر الرؤية مرات عديدة وفى هذا قال :
"ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير"
وحدثنا غزال على لسان كرينش لعوائق علم نفس الغرائب فقال:
"ولا يزال علم نفس الغرائب يواجه حواجز لتقبله، الحاجز الأول صنعه مجتمع الأخصائيين النفسانيين، وأدعو هؤلاء للنزول عن أبراجهم العاجية والبدء في دراسة الظواهر الماورائية بعينين مفتوحتين وبتفكير نقدي، والحاجز الثاني أوسع وهو تقبله لدى الناس، فمعظم الناس يؤمنون بالخوارق والماورائيات، علاوة على ذلك يعطيهم هذا الإيمان منافع نفسية. وأحد الأمثلة على ذلك هو معتقد ما بعد الحياة After Life، وبالرغم من الافتقار إلى دليل علمي مقنع، فإن صاحب هذا الاعتقاد لن يخشى من الموت (هذه منفعة)، وتناول علم نفس الغرائب قد لا يقود الناس إلى التشكك في المزاعم الماورائية فحسب بل يقودهم أيضاً إلى طرح أسئلة علن ما أخذوه من معتقدات دينية أيضاً. وإحدى الرسائل التي يتضمنها علم نفس الغرائب هي: " اطرح أسئلة عن أي شيء، لكن استخدم أدوات التفكير النقدي المنطقي المناسبة عندما تطرحها "، ومع ذلك تكون هذه العملية بالنسبة لبعض الناس تحدياً يفضلون عدم مواجهته. وبالنسبة لأولئك الذين قبلوا التحدي، سيكون علم نفس الغرائب موضوعاً مجزياً للغاية ويمكن له أن يساهم في كشف خدع من يدعون بأن لديهم قدرات خارقة. ومن ناحية أخرى تبرز أسئلة أساسية نواجهها نحن البشر: ماهي طبيعة الوعي؟ وما هو حل معضلة العقل-الجسد؟"
إذا العائق الأول هو علماء النفس الذين يتعالون عن دراسة تلك الأمور الغريبة والعائق الثانى هو الأسئلة التى يجب طرحها فى كل حالة غريبة
وذكر غزال تفسيرات علم النفس للظواهر الغريبة واستهله باسكن الأرواح فقال :
"تفسير الظواهر الماورائية
فيما يلي نذكر تفسيرات علم نفس الغرائب لعدد من الظواهر الماروائية بناء على تجارب علمية:
1 - السكنى بالأرواح Hauntings
في عام 1992 قام (كليمبيرير) بدراسة نفسية عن ظاهرة الأشباح فكتب أن رؤية الأشباح تنشأ من هلوسات تنويمية تشبه تلك الأحلام الواعية التي يعيشها بعض الناس حينما يكونون في حالة انتقالية تحدث قبل بدء النوم مباشرة أو قبل نهاية النوم مباشرة. وفي عام 1997 وفي تجربة قام بها (لانغ) و (هوران) طلبوا من 22 متطوع زيارة 5 مناطق تحوي مسارح إستعراضية ومن ثم تسجيل ملاحظاتهم عن البيئة التي يزورونها وأخبروا نصف عدد المشاركين بأن المناطق التي كانوا فيها في زيارتهم "مسكونة" في حين أخبروا نصفهم الآخر بأن الأبنية تخضع لعمليات التجديد، وجرى تسجيل إدراكات المشاركين في التجربة في كلتا المجموعتين من خلال طرح أسئلة تجريبية تتضمن مقياس يتكون من 10 درجات ومتصل بإدراكات نفسية وفيزيولوجية وكشفت النتائج أن هناك إنزياح في النتائج إلى 9 من أصل 10 في الإدراك لدى معظم أفراد المجموعة التي صرحوا فيها بأن المبنى مسكون بالأرواح، مما يشير إلى أن خصائص الطلب لوحدها كافية لتحفيز تجربة ماورائية وهمية.
وفي عام 1998 أجريت دراسة قام بها (لانغ) و (هوران) وأشارت إلى أن تجارب الأشباح الضاجة poltergeist هي مضللة وناجمة عن تفسير المشاركين المتوهمين جراء تعرضهم لمؤثر حسي واضح.
وفي عام 2003 كشفت تجربتان في السكنى المزعومة، وقام بها (وايزمان) أن البيانات أيدت ما يلي: " من الملاحظ أن الناس الذين يبلغون باستمرار عن تجارب غير عادية في الأماكن "المسكونة" يكونون عرضة لعوامل بيئية يمكن أن تختلف من مكان لآخر "، وبعض هذه العوامل يتضمن "تغيرات في الحقول المغناطيسية، حجم المكان، ومستوى الإضاءة "، والتي لا يعيها أو ينتبه إليها الشهود."
إذا طبقا للدراسات النفسية فتلبس الأرواح لأجساد أو وجودها فى المساكن هو هلوسات أو توهمات وهى بالفعل كذلك ويضاف لها تصديق الدين أو ألهل فى وجودها
وأما تفسير الوسائط الروحية فقد قال فيه:
2 - الوساطة الروحية Mediumshipكشفت البحوث والادلة التجريبية في علم النفس على مدى أكثر من 100 عام: " إذا لم يكن هناك خدعة، فإن ممارسات الوساطة الروحانية يمكن تفسيرها وفقاً لعوامل نفسية "، فالغشية الروحانية التي يزعم الروحانيون أنها ناجمة عن الأرواح المتجردة التي تتكلم معهم من خلال الوسيط قد ثبت أنها ناجمة عن شخصيات بديلة يصنعها ويتقمصها العقل الباطن لدى الوسيط الروحي ".، وقد يحصل الوسيط على معلومات عن الجالسين معه وذلك من خلال التنصت خفية على أحاديثهم أو البحث في أدلة الهاتف والإنترنت والصحف وقبل إقامة الجلسة. ومن المعروف أن الوسطاء يستخدمون تقنية تعرف بالقراءة الباردة وبالتالي يحصلون على معلومات بناء على سلوك وملبس و وضعية الجالس وحتى الحلي التي يرتديها.
وفي سلسلة من جلسات استحضار الأرواح المزيفة وهي تجارب بإشراف (وايزمان) في عام 2003، أوحى ممثل (وسيط روحاني أمام الحضور) إلى كل من المؤمنين وغير المؤمنين بالخوارق بأن الطاولة كانت ترتفع ونجح في ذلك، إلا أن الطاولة كانت في الواقع ثابتة في مكانها. وبعد إقامة الجلسة أبلغ ثلث المشاركين في الجلسة أن الطاولة تحركت، وأظهرت النتائج أن نسبة مئوية كبيرة من المؤمنين أبلغو عن تحرك الطاولة.
وفي تجربة أخرى أبلغ المؤمنون بأن الجرس الموضوع قد تحرك وفي الواقع بقي ثابتاً ولم يتحرك، وعبروا هؤلاء عن اعتقادهم بأن الجلسات "المزيفة" كانت تتضمن ظاهرة ماورائية حقيقية، ودعمت هذه التجارب وبقوة استنتاجاً مفاده بأن المؤمنين بالوساطة الروحانية هم أكثر عرضة للإيحاءات من المتشككين بها وهذا يعود لإيمانهم المستمر بالظواهر الماورائية.
وفي تجربة أخرى أشرف عليها (أوكيفيه) و (وايزمان) في عام 2005، وشملت 5 وسطاء روحانيين اتضح أن هؤلاء الوسطاء لم يتمكنوا من إظهار أو إستعراض أي قدرات ماورائية أو في الوساطة الروحانية في ظل ظروف مسيطر عليها في التجربة "
ووما سبق يتضح أن الاتصال الروحانى خدعة للغير أو خدعة للنفس فالرجل يكذب الكذبة ويصدقها
وتحدث عن الاستشفاء باللمس و الجراحة الروحانية فقال:
3 - الإستشفاء الروحاني (الماورائي) Paranormal Healing
نشرت دراسة في المجلة الطبية البريطانية وحقق فيها (روز) في عام 1954 بـ الإستشفاء الروحي (اللمسة الشافية والشفاء بالإيمان)، وفي مئة حالة جرى التحقيق فيها، لم يعثر على دليل واحد يثبت أن تدخل المعالج الروحاني بمفرده قد أدى إلى أي تحسن أو علاج للخلل العضوي المفحوص.
وفي محاولة قام بها مجموعة من العلماء (بيوتلر، 1988) وزعوا المشاركين في 3 مجموعات لتلقي العلاج الروحاني بهدف التحقق من تخفيض ضغط الدم لدى المشاركين "روحانياً"، خضعت المجموعة الأولى لطريقة اللمس بالأيادي، والثانية إلى الإستشفاء عن بعد، والثالثة لم تخضع إلى أي علاج روحاني أو ماورائي، وبينت النتائج أنه لا وجود لأي أثر ماورائي يعطي فرقاً ملحوظاً في مستويات ضغط الدم بين المجموعات الثلاث. ووضحت النتائج كذلك أن إنخفاض ضغط الدم لدى المجموعات الثلاث يرجع إلى ظروف التقارب النفسي وتأثير البلاسيبو (الوهم) للتجربة بحد ذاتها.
وهناك شكل من الإستشفاء الماورائي إذا جاز التعبير يعرف بـ الجراحة النفسانية (الروحانية)، وقد ثبت بأن فيه خدعة من الأيادي أو ألعاب الخفة، حيث يتظاهر الجراح الروحاني بأنه يصل إلى جسم المريض غير أن الجلد لا يتعرض إلى أي اختراق أو جرح، ولا وجود لخدوش كذلك، وما الدم الظاهر إلا خدعة حيث يكون في محافظ مخفية في يد الجراح ويطلقه من يده خلال ممارسته تلك."
وبناء على ما سبق لا يوجد استشفاء باللمس ولا جراحة والجراحة مجرد خدع
وأما النظر عن بعد فقد قال فيه:
4 - قدرة الإستبصار (النظر عن بعد) Remote viewing
تقول الأبحاث بأن المشتركين في تجارب الإستبصار يكونون متأثرين بمسائل التحقق من الصحة Subjective Validation ، وهي عملية تحدث خلالها المقارنات بين المنبهات أو المحفزات التي تكون مرتبطة بشكل عشوائي في الواقع، كما تحدث أيضاً التلميحات الحسية في تجارب الإستبصار."
وبناء على الدراسة هى عملية تصديق لما قيل من قبل وأما التخاطر فقيل فيه :
5 - قدرة التخاطر Telepathyوجدت الدراسات أنه يمكن في بعض الحالات تفسير التخاطر بواسطة الإنحياز في التشتت المعياري، ففي تجربة أجريت في عام 1996 و أشرف عليها (إشينل) جرى طرح أسئلة على مؤمنين بوجود التخاطر ومتشككين به ليحكموا على الشتت المعياري (مقياس لمدى التقارب الإحصائي) بين 20 رمزاً من طرف المرسلين ويقابلهم 20 رمزاً أخبر بهم المستقبلون.
وفقاً للنتائج اتضح أن المؤمنين بالتخاطر بالغوا في تقديراتهم لعدد محاولات الإرسال الناجحة بينما المتشككون فيه اقتربوا أكثر من الأحكام الدقيقة، وأجريت في عام 2002 تجربة أخرى في التخاطر شملت 48 متطوعاً من طلاب الجامعات وأشرف عليها (ردسكي) وفسرت من خلال الإدراك المتأخر وإنحيازات التثبت."
إذا الأمر لا يعدو أن يكون مبالغة من المؤمنين بالتخاطر
وذكر الرجل تاريخ بداية هذا العلم علم نفس الغرائب فقال :
"نبذة تاريخية
كان (ليونادر زوسن) و (وارن جونز) أول من اقترح هذا المصطلح "علم نفس الغرائب" Anomalistic Psychology في كتابهما الذي حمل عنوان "علم نفس الغرائب: دراسة في التفكير السحري" ونشر في عام 1989. وهذا الكتاب يتناول بأسلوب منهجي ظواهر الوعي البشري والسلوكيات التي يبدو أنها تخرق قوانين الطبيعة ظاهرياً مع أنها لا تؤثر عليها في الواقع الفعلي.
لعلم نفس الغرائب تاريخ طويل، ففي عام 1813 كتب الفيزيائي (جون فيراير) مقالة بعنوان " من أجل نظرية في التجسدات" اقترح فيها أن رؤية الأشباح هي نتيحة وهم بصري. وبعد ذلك
في عام 1845 نشر الفيزيائي الفرنسي (أليكساندر جاك فرانسوا بيير دي بويسمونت) مقالات تناول فيها الهلوسة وتاريخ التجسدات، الأحلام والنشوة والمغناطيسية والسرنمة (حالة المشي نائماً) وادعى فيها أن رؤية الأشباح ناجمة عن الهلوسة وفي عام 1877 وفي كتاب (ويليام بنيامين كاربنتر) الذي حمل عنوان "التنويمية، الروحانية، .. الخ المعتبرة تاريخياً وعلمياً " اعتبر أن أساليب "الروحانيين" يمكن تفسيرها من خلال الخداع والإيهام والتنويم الإيحائي وعملية إقتراح الأفكار أمام الحضور، وفي عام 1886 كتب الطبيب النفسي البريطاني (هنري ماودسلي) في كتابه "الأسباب الطبيعية والخوارق الظاهرية "، أن ما يوصف بالتجارب الخارقة يمكن أن تفسر كإضطرابات في العقل وأنها ببساطة مراقبات أسيء إدراكها وتفسيرات خاطئة للطبيعة.
وفي عام 1891 نشر الطبيب النفسي (ليونيل ويذرلي) والساحر (نيفيل ماسكيلين) كتاباً بعنوان " الخوارق" وقدما فيه تفسيراتهما العقلانية للتجسدات الشبحية والماورائيات والتجارب الدينية والروحانية.
وفي عام 1902 كتب (ألبرت مول) في كتابه الذي حمل عنوان " العلم المسيحي والطب وممارسة السحر" أن التقاليد والممارسات المسيحية مثل العلوم المسيحية والروحانية والسحر هي نتيجة الخداع والتعليمات الإيحائية التنويمية، ويجادل (مول) بأن الإقتراحات الإيحائية تفسر حالات الشفاء في العلوم المسيحية وأيضاً تلك "الصلة الخارقة" بين المنومين والخاضعين لتأثيرهم، وكتب أيضاً بأن الخداع والتنويم الإيحائي يفسر "الوساطة الروحانية".
وفي عام 1913 ذكر (كارل جاسبيرز) في كتابه "علم النفس المرضي العام" بأن كل الظواهر الماورائية هي إنعكاسات أو تجليات لأعراض نفسية.
ودرس علماء آخرون علم نفس الغرائب بمن فيهم (ميلايس كالبن) و (جوزيف جاسترو) و (تشارلز آرثر ميرسيير) و (آيفور لويد توكيت)، وفي عام 1972 نشر أخصائي علوم النفس الكندي (غراهام ريد) دراسة معمقة على الموضوع في كتابه "سيكولوجيا التجارب الغريبة ".وقد ذكرت منشورات متنوعة في علوم النفس وبشكل مفصل كيف أنه بالإمكان تفسير الظواهر الماورائية والوساطة الروحية والحدس وتجربة الخروج من الجسد والنفسانية الفائقة من خلال عوامل نفسية لا لها علاقة بأمور خارقة.
وحاول باحثون في علم نفس الغرائب أن يذكروا أسباباً مقنعة من غير أن يكون لها طبيعة ماورائية لتجارب الناس وهي أسباب مدعومة بالأدلة التجريبية، وأدركوا كيف أن إجتماع العوامل النفسية مع العوامل الفيزيائية قد يترك إنطباعاً بأن هناك نشاطاً ماورائياً لا وجود له من الأساس.
وبصرف النظر عن محاولات الخداع أو التوهم الذاتي، فإن تفسيرات كهذه قد تشمل: تحيزات معرفية وحالات نفسية إستثنائية وغير سوية، حالات فصام عن الواقع، هلوسات، وعوامل تتعلق بالشخصية وبإضطرابات في النمو وبطبيعة الذاكرة أيضاً.
وذكر (كريس فرنش) مؤسس وحدة بحثية تهتم بدراسة علم نفس الغرائب في قسم علوم النفس من جامعة لندن و (ديفيد ماركس) أخصائي علم النفس أنه يمكن تفسير الظاهرة الماروائية (الخارقة) من خلال التفكير السحري والصور الذهنية ومحاولة التحقق الدائم من توارد الصدفة وأسباب مستترة أخرى بالإضافة إلى الخداع و الإنخداع.
وكتب (روبرت باكر) أنه يمكن تفسير العديد من الظواهر الماورائية من خلال المؤثرات النفسية مثل الهلوسة، والشلل النومي، والذكريات المحجوبة، وهي ظاهرة تتكون فيها إدراكات ضعيفة في البداية تعطي إنطباعات لا يتم تذكرها ولاحقاً يجري استرجاعها بشكل مفاجئ لكن بصورة متبدلة ومختلفة.
ويلقي (ماسيمو بوليدورو) وهو بروفسور في علم نفس الغرائب من جامعة (ميلانو بيكوكا) في إيطاليا محاضرات في دورة تعليمية تحمل عنوان " الطريقة العلمية والعلوم الزائفة وعلم نفس الغرائب "."
وكل هذا الكلام يدل على أن الغرب هو من اخترع معظم ألأكاذيب وهو من درسها يبين كذبها
وحدثنا الرجل عن العلاقة بين علم النفس العادى وما وراء النفس وهو ما سبق الحديث عنه مرة فى البحث فقال :
العلاقة بين علم نفس الغرائب وما وراء علم النفس (الباراسيكولوجيا) يوصف علم نفس الغرائب أحياناً كعلم متفرع عن البارسيكولوجيا أو علم ما وراء النفس، رغم أن علم نفس الغرائب يرفض مزاعم الماورائيات التي يذكرها الباراسيكولوجيا.
ووفقاً لرأي (كريس فرنش): " الفرق بين علم نفس الغرائب والباراسيكولوجيا هو في هدف كل مبدأ منها، ففريق الباراسيكولوجيا يبحثون عادة عن دليل ليبرهنوا فيه على حقيقة القوى الخارقة أو الماورائية، أو ليبرهنوا على أنها موجودة فعلاً، لهذا فإن الإفتراض المبدئي مبني على أن الأمور الماورائية تحصل فعلاً، بينما فريق علم نفس الغرائب يميلون من البداية إلى التشكك بوجود القوى الخارقة أو الماورائية ولهذا تجدهم يبحثون عن تفسيرات من نوع آخر، وكذلك يركزون إهتمامهم على التفسيرات النفسية لتجارب محددة بعينها وهي تلك التجارب التي يصفها الناس بأنها تجارب خارقة أو ماورائية ".
وتشير التقارير الأخيرة إلى إزدهار وتقدم في دراسة علم نفس الغرائب، حيث أنها باتت خياراً للدراسة في العديد من برامج الشهادات النفسية في الجامعات والمعاهد، والآن تعتبر دراستها خياراً في منهج A2 النفسي في المملكة المتحدة."
الرجل يفرق بين الاثنين فعلم نفس الغرائب يثبت أو ينفى بينما علم ما وراء النفس يبحث عن أدلة الاثبات
وتحدث غزال عن أهمية الدراسة عند العرب فقال :
"أهمية دراسة هذا العلم في العالم العربي
نعتقد أننا في مجتمعاتنا العربية في حاجة ماسة أكثر لدراسة علم نفس الغرائب من الغرب، خصوصاً أن الثقافة المتعلقة بالاعتقاد في الغيبيات والقوى الخارقة كالجن وتأثير السحر والعين وغيرها يهيمن على جملة التفسيرات لتجارب الناس الغير عادية إذا ما قورن مع التفسير العلمي أو النفسي للحالات والتي يكون فيها وعي الناس معدوماً أو لا يذكر، وبات "الشيوخ" أو المعالجين الروحانيين أو من يعملون في الرقية الشرعية المصدر الرئيسي وربما الوحيد أحياناً لتفسير حالات التجارب من غير الالتفات إلى العوامل النفسية المهمة والعوامل الفيزيائية.
قد تعيد دراسة علم نفس الغرائب بعض التوازن الذي خسره العلم في المجتمعات العربية. ولكن هذا لا يعني تبني علم نفس الغرائب كمصدر وحيد للتفسير في رحلة البحث عن الحقيقة الغائبة، لأن العلم ما زال في أول الطريق لكشف حقيقة النفس البشرية والعقل البشري، وربما نحصل يوماً ما على دليل نسجله في المختبر لوجود تلك الكيانات الخارقة التي قد تؤثر في وعينا وعقلنا أو في ذاكرتنا التي لم نعشها أبدأً بل انتقلت إلينا من مصدر مجهول أو بفعل أثر لم ندرسه بعد."
بالطبع هذا العلم سيثبت كذب تلك الأمور الخارقة لو أنه درس كما يجب
المؤلف كمال غزال والبحث يدور حول تناول علماء النفس للغرائب باعتبار أن الغرائب أحد مجالات الدراسة النفسية وقد استهله بأن الهدف هو تفسيرات علم النفس للأمور الغريبة وما يرتبط بها فقال :
"علم نفس الغرائب هو أحد تشعبات علوم النفس ويهتم بدراسة سلوك الإنسان وتجاربه المتصلة غالباً بما يطلق عليه "الماورائيات" أو الخوارق ولكن بناء على شرط عدم وجود أي مسبب ماورائي فيه. ووفقاً لهذا العلم يكون دائماً للظواهر الماورائية أو الغير عادية تفسيرات طبيعية تساهم فيها عوامل نفسية وفيزيائية إلا أنها تترك إنطباعاً لدى بعض الناس بأنها نشاط ماورائي لا وجود له من الأساس. نتعرف في هذا المقال على علم نفس الغرائب Anomalistic Psychology وعن أهمية دراسة التجارب الإستثنائية والمعتقدات المتصلة بها على محمل الجد."
وحدثنا غزال عن رائد علم نفس الغرائب كريس فرينش ذاكرا تعريفا به فقال :
"وجهة نظر (كريس فرينش) - رائد علم نفس الغرائب
نشر البروفسور (كريس فرينش) مقالاً في باب "علوم غريبة" في شهر سبتمبر من عام 2009 ويشرح فيها وجهة نظره حول علم نفس الغرائب وتفسير التجارب الغير عادية، نذكرها هنا، ويشغل (كريس فرنش) منصب بروفسور في علوم النفس ورئيس وحدة بحوث علم نفس الغرائب في قسم علوم النفس الكائن في جولد سميثس من جامعة لندن، وقد سبق أن نشر أكثر من 100 مقالاً وفصلاً غطى فيهم طيفاً واسعاً من المواضيع التي تخص علوم النفس. وحالياً ينصب شغفه الأساسي على دراسة سيكولوجيا المعتقدات الماورائية والتجارب الغريبة. وله حضور متعدد في قنوات الراديو والتلفزيون ومن خلالها يطرح نظرة الباحث المتشكك في المزاعم الماورائية، كما أنه يعمل محرراً في النسخة البريطانية من مجلة التشكك The Skeptic Magazine "
وذكر غزال تعريف فرينش لعلم نفس الغرائب فقال :
"ونذكر مقتطفات مما تناوله في هذا الخصوص:
يمكن أن نعرف علم نفس الغرائب على أنه دراسة الظواهر الغير عادية في السلوك والتجارب وهذا يشمل ولكن لا يقتصر على دراسة ما يوصف غالباً بالماروائيات Paranormal ، يتجه هذا العلم لفهم التجارب الإستثنائية التي يعيشها العديد من الناس لكن مع إفتراض أنه لم يحدث أي شيء ماورائي فيها. فهو محاولة لتفسير الماورائيات والمعتقدات المتصلة بها والخبرات "الخارقة ظاهرياً" على ضوء ما نعرفه من العوامل الفيزيائية والنفسية."
إذا مدار العلم المذكور هو نفسيات من قابلوا الغرائب ومحاولة تفسيرها نفسيا أو فيزيائيا
وحدثنا غزال عن انقسام العلماء فى الموضوع فالبعض يراها مجرد تخاريف وأوهام والبعض يراها أمور واقعية يجب دراستها فقال :
"ويكون معظم الناس مفتونين بفكرة استخدام علوم النفس كمحاولة لتفسير ما هو معروف لديهم (الذي يكون مضللاً في أغلب الأحوال) والذي يشار إليه بأنه "غير قابل للتفسير". لكن نسبة ضئيلة من الناس يبذلون جهداً للتحقق مما حصل فعلاً. وفي المقابل يرى العلماء كافة المزاعم عن الماورائيات غير صحيحة حتى بدون أن يجدوا دليلاً تدعم فكرتهم، إذ يعتبرون أن كل هذا أتى نتيجة الجنون والحماقة والإفتقار إلى الأمانة في شرح ما حصل معهم. وفي واقع الحال تصدر الغالبية الساحقة من هذه المزاعم من أناس سليمين ذهنياً وأذكياء وصادقين."
وحدثنا عن أسباب وجوب دراسة تلك التجارب الشاذة فقال :
" وهناك عدد من الأسباب الوجيهة جداً لأخذ التجارب الشاذة على محمل الجد ولعله من الواضح أن هناك انتشاراً هائلاً لهذه التجارب والمعتقدات ومرة بعد مرة تبين استطلاعات الرأي التي أجريت في الولايات المتحدة وبريطانيا أن أغلبية الراشدين من السكان زعموا حصول تجربة ماورائية واحدة على الأقل معهم وهي تشبه حركة الذباب المزعجة أمام وجه النظرة العلمية التقليدية في العالم. علاوة على ذلك، تزعم عينة ضئيلة لا بأس بها من الناس حصول تجارب شخصية مباشرة من صنف الماورائيات تتراوح بين التخاطر والأحلام التنبؤية والإستشفاء الروحي إلى رؤية الأشباح والأجسام الطائرة المجهولة (يوفو)، وهذا لا يقتصر على الناس الذين يعيشون في الغرب بل أن هناك مستويات عالية من الإعتقاد في الماورائيات في كل مجتمع على حدة مهما كان موقعه الجغرافي أو تاريخه، ومع أن محتوى هذه المعتقدات والتجارب قد يختلف عبر الثقافات، فمن الواضح أنه إذا لم يكن لعلم النفس أي شيء ليقوله حول هذه الظواهر فإنه يفقد جزء كبيراً من دراسته لحالة الإنسان. وغالباً ما يؤخذ إنتشار هذه المعتقدات والتجارب بأنه إشارة إلى حقيقة وجود القوى الخارقة وبأن المجتمع العلمي الواسع يرفضه ببساطة وبشكل خاطئ.
ومن المعقول القول بأن تجارب كهذه تكون مشتركة بين جميع المجتمعات المعروفة وهذا يعكس حقيقة وجود أوجه تشابه أساسية بين كل الكائنات البشرية من حيث علم النفس والفيزيولوجيا العصبية ويجب علينا ملاحظتها، ومع ذلك لا يرفض علم نفس الغرائب بشكل قاطع فكرة وجود قوى خارقة. وببساطة يتبنى أصحاب هذه التجارب أدواراً في فرضيات عملية، والسؤال الذي يطرحونه باستمرار هو: " إذا كانت القوى الماورائية غير موجودة، فكيف لنا تفسير ما حصل معنا أو تفسير الظاهرة؟ "، في الواقع هناك طيف واسع من التفسيرات الغير ماورائية والممكنة والتي تحمل أدلة من الصعب دحضها، ويمكننا القول بثقة كبيرة أن الأغلبية الساحقة من المزاعم حول الماورائيات هي قابلة للتفسير."
وما قاله غزال فى الفقرة السابقة هو الاستدلال بكثرة المصدقين أو الحاكين يدل على صدق تلك الأمور وهو أمر لا علاقة له بالعلم فالكثرة قد تكون على الباطل كما قال تعالى :
" ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
وقال :
" ولكن أكثر الناس لا يؤمنون"
قطعا الدراسة هى من أجل اظهار الحقيقة وليس من أجل كثرة المصدقين بالأمر
وحدثنا عن تكامل علم نفسي الغرائب مع علم ما وراء النفس فقال :
"ويجب أن لا ينظر إلى علم نفس الغرائب على أنه يعارض فكرة ما وراء النفس (الباراسيكولوجي) بل يكملها، وحتى تاريخه بقي أغلب المجتمع العلمي غير مقتنعاً بالأدلة التي سيقت إليهم من الباحثين في ما وراء النفس والتي تدعم مزاعم الماورائيات. ولكن إذا تمكن الباحثون في ما وراء النفس (باراسيكولوجي) في زمن ما في المستقبل أن ينجحوا في إنتاج أي أثر ماورائي مستنسخ وضمن ظروف متحكم بها جداً، فأنه سيكون بمقدور الباحثين في علم نفس الغرائب تقديم خدمة عظيمة لهم في هذا الخصوص، سيساعدونهم على نخل حبات القمح لفصلها عن القش إذا جاز التعبير بمثال، وذلك بهدف الفصل بين الظواهر التي هي فعلاً ماورائية وتلك التي تبدو كذلك. وبالطبع قد لا نحصل إلا على القش، وإذا كان هذا هو الحال فسيكون قش مثير وجميل!، إذ يبدو أن العديد من مشاهدات الأشباح ناجمة عن هلوسات تتعلق بالنوم، كما أن فهمنا لحوادث الاختطاف المزعوم من قبل المخلوقات الخارجية واسترجاع الحياة الأخرى الماضية سيزيد من مقدار فهمنا للذكريات المزيفة False Memories، وبالنسبة لمزاعم الاستشفاء بالوسيط الروحي فإن علينا دراستها عن كثب لنعرف ما يمكن أن تقوله عن تأثيرالبلاسيبو (العلاج بالوهم) وقوة الإيحاء. ما سبق ذكره ليس إلا عدد قليل من الأمثلة عن السبل التي يمكن أن يسلكها علم نفس الغرائب بهدف تزويدنا بأفكار ليست فقط مذهلة في صحتها فحسب ولكن أيضاً لصلتها القوية بعالم الماورائيات."
وحدثنا عن أن الدرس الأول هو أن رؤية الشىء لا تستوجب أن يصدقع الإنسان فقال :
"الرؤية لا تستوجب التصديق:
الدرس الأول في علم نفس الغرائب هو أن رؤيتنا لأمر غير عادي لا يعني أن علينا تصديقه، فدراسة مزاعم الماورائيات يتعلق أكثر بكشف الثغرات في عقل الإنسان، فهو ليس مثالياً تماماً، مثل الأطباق الطائرة، الأشباح، القدرات ما فوق الحسية والإستشفاء الروحاني، وأحد المبادئ الأساسية التي يقوم عليها علم نفس الغرائب هو أن التجربة الشخصية هو مسلك ضعيف للوصول إلى الحقيقة، لقد قدمت بتدريس علم نفس الغرائب لحوالي 15 سنة، ويمكنني القول أنه يعطينا طريقة رائعة لتدريس مهارات التفكير النقدي، فمعظم الناس سواء أكانوا مصدقين أم متشككين يجدون الماورائيات ومزاعمها أموراً مثيرة، وهكذا مواضيع تكون محوراً لأحاديث سهرات العشاء والجلسات الجماعية، إضافة إلى تعليقات الصحف وقنوات التلفزيون، وهو إهتمام متأصل بين الطلاب والجمهور لأنها مزاعم مثيرة للجدل، وتبرز أسئلة هامة حيال ملامح الأدلة الأكثر قبولاً والحجج التي تدعم هذه الادلة.
على سبيل المثال، يفترض معظم الناس أن أقوى دليل ذو مصداقية على الإطلاق يكون مبيناً على التجربة الشخصية للشخص ذاته، حتى أن أولئك المتشككين بالظواهر الماورائية غالباً ما يقعون في هذا الفخ، وغالباً ما يصرح الناس: " لن أؤمن بالأشباح (أو الاطباق الطائرة، الملائكة، .. الخ) حتى أرى أحدهم بأم عيني ". لكن قبول دليل يرتكز على رؤية عيناك يعتبر خطأ، وهذا ما ستتعلمه عندما تبدأ بدراسة علم نفس الغرائب إذ سينكشف لك أن التجربة الشخصية غالباً ما تكون مرشداً ضعيفاً جداً نحو حقيقة الأمر. فكلاً من الإدراك والذاكرة عرضة للأخطاء. فما نراه ونسمعه، خصوصاً في ظل ظروف ملاحظة ورصد (أقل من أن توصف بأنها مثالية) تكون متأثرة بشكل كبير بمعتقداتنا المسبقة وكذلك توقعاتنا. وتحصل الهلوسات على نحو أكبر مما يدركه معظم الناس، والذاكرة عرضة للخطأ بطبيعة الحال، والعديد مما نجمعه من محيطنا ليس فقط نسخ مشوهة عن الأحداث التي شهدناها وإنما هي إفتراءات تامة (فبركة). والدليل على ذلك أن العديد من التقارير حول الخبرات الماورائية ظاهرياً يكون مبنياً على ذكريات مزيفة لم تحصل في الماضي، ويحقق علم نفس الغرائب في النقص الموجود في نظام الإدراك لدى البشر الذي قد يقودنا إلى إستنتاج مفاده أننا اختبرنا أمراً ماورائياً في حين أننا لم نختبره في في الواقع. إن الإنحراف (الإنحياز) في الإدراك والفهم لا يتأثر فقط بالمدخلات الحسية والذاكرة ولكن يتأثر أيضاً بالتفكير المنطقي والحكم على الأمور، لذلك إذا لم تكن التجربة الشخصية دليلاً ذو مصداقية، فهل من منحى آخر نعتمد عليه؟ إن نوع الدليل الذي قد يقنعني فعلاً هو أن يكون هناك إثبات لوجود فعلي لقوى ماورائية خارقة ويكون نتيجة دراسات علمية جادة وخاضعة للتحكم. ورغم أن العلماء هم كائنات بشرية ومتشككين بانحيازات الإدراك الذي أشرت إليه أعلاه، ولأن الطرق العلمية لا تكون مثالية أو كاملة عملياً فإن هذا أفضل منحى يمكن اتخاذه. إنه الطريق إلى الحقيقة والذي يدرك بأن هناك انحرافات في الإدراك فيحاول السيطرة عليها."
بالطبع تكذيب الرؤية البصرية ليس درسا ف علم النفس فالرؤية البصرية تكون صادقة فى الغالب إلا أن يبصر الإنسان شىء غير حقيقى كالشراب حيث يراه ماء ولو استخدمنا ما قاله كرينش عن كونه أول درس نكون قد رفضنا المنهج العلمى القائم على الرؤية والمعايشة
والإسلام وهو العلم الحقيقة يطلب منا حتى لا ننخدع بالرؤية الأولى أن نكرر الرؤية مرات عديدة وفى هذا قال :
"ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير"
وحدثنا غزال على لسان كرينش لعوائق علم نفس الغرائب فقال:
"ولا يزال علم نفس الغرائب يواجه حواجز لتقبله، الحاجز الأول صنعه مجتمع الأخصائيين النفسانيين، وأدعو هؤلاء للنزول عن أبراجهم العاجية والبدء في دراسة الظواهر الماورائية بعينين مفتوحتين وبتفكير نقدي، والحاجز الثاني أوسع وهو تقبله لدى الناس، فمعظم الناس يؤمنون بالخوارق والماورائيات، علاوة على ذلك يعطيهم هذا الإيمان منافع نفسية. وأحد الأمثلة على ذلك هو معتقد ما بعد الحياة After Life، وبالرغم من الافتقار إلى دليل علمي مقنع، فإن صاحب هذا الاعتقاد لن يخشى من الموت (هذه منفعة)، وتناول علم نفس الغرائب قد لا يقود الناس إلى التشكك في المزاعم الماورائية فحسب بل يقودهم أيضاً إلى طرح أسئلة علن ما أخذوه من معتقدات دينية أيضاً. وإحدى الرسائل التي يتضمنها علم نفس الغرائب هي: " اطرح أسئلة عن أي شيء، لكن استخدم أدوات التفكير النقدي المنطقي المناسبة عندما تطرحها "، ومع ذلك تكون هذه العملية بالنسبة لبعض الناس تحدياً يفضلون عدم مواجهته. وبالنسبة لأولئك الذين قبلوا التحدي، سيكون علم نفس الغرائب موضوعاً مجزياً للغاية ويمكن له أن يساهم في كشف خدع من يدعون بأن لديهم قدرات خارقة. ومن ناحية أخرى تبرز أسئلة أساسية نواجهها نحن البشر: ماهي طبيعة الوعي؟ وما هو حل معضلة العقل-الجسد؟"
إذا العائق الأول هو علماء النفس الذين يتعالون عن دراسة تلك الأمور الغريبة والعائق الثانى هو الأسئلة التى يجب طرحها فى كل حالة غريبة
وذكر غزال تفسيرات علم النفس للظواهر الغريبة واستهله باسكن الأرواح فقال :
"تفسير الظواهر الماورائية
فيما يلي نذكر تفسيرات علم نفس الغرائب لعدد من الظواهر الماروائية بناء على تجارب علمية:
1 - السكنى بالأرواح Hauntings
في عام 1992 قام (كليمبيرير) بدراسة نفسية عن ظاهرة الأشباح فكتب أن رؤية الأشباح تنشأ من هلوسات تنويمية تشبه تلك الأحلام الواعية التي يعيشها بعض الناس حينما يكونون في حالة انتقالية تحدث قبل بدء النوم مباشرة أو قبل نهاية النوم مباشرة. وفي عام 1997 وفي تجربة قام بها (لانغ) و (هوران) طلبوا من 22 متطوع زيارة 5 مناطق تحوي مسارح إستعراضية ومن ثم تسجيل ملاحظاتهم عن البيئة التي يزورونها وأخبروا نصف عدد المشاركين بأن المناطق التي كانوا فيها في زيارتهم "مسكونة" في حين أخبروا نصفهم الآخر بأن الأبنية تخضع لعمليات التجديد، وجرى تسجيل إدراكات المشاركين في التجربة في كلتا المجموعتين من خلال طرح أسئلة تجريبية تتضمن مقياس يتكون من 10 درجات ومتصل بإدراكات نفسية وفيزيولوجية وكشفت النتائج أن هناك إنزياح في النتائج إلى 9 من أصل 10 في الإدراك لدى معظم أفراد المجموعة التي صرحوا فيها بأن المبنى مسكون بالأرواح، مما يشير إلى أن خصائص الطلب لوحدها كافية لتحفيز تجربة ماورائية وهمية.
وفي عام 1998 أجريت دراسة قام بها (لانغ) و (هوران) وأشارت إلى أن تجارب الأشباح الضاجة poltergeist هي مضللة وناجمة عن تفسير المشاركين المتوهمين جراء تعرضهم لمؤثر حسي واضح.
وفي عام 2003 كشفت تجربتان في السكنى المزعومة، وقام بها (وايزمان) أن البيانات أيدت ما يلي: " من الملاحظ أن الناس الذين يبلغون باستمرار عن تجارب غير عادية في الأماكن "المسكونة" يكونون عرضة لعوامل بيئية يمكن أن تختلف من مكان لآخر "، وبعض هذه العوامل يتضمن "تغيرات في الحقول المغناطيسية، حجم المكان، ومستوى الإضاءة "، والتي لا يعيها أو ينتبه إليها الشهود."
إذا طبقا للدراسات النفسية فتلبس الأرواح لأجساد أو وجودها فى المساكن هو هلوسات أو توهمات وهى بالفعل كذلك ويضاف لها تصديق الدين أو ألهل فى وجودها
وأما تفسير الوسائط الروحية فقد قال فيه:
2 - الوساطة الروحية Mediumshipكشفت البحوث والادلة التجريبية في علم النفس على مدى أكثر من 100 عام: " إذا لم يكن هناك خدعة، فإن ممارسات الوساطة الروحانية يمكن تفسيرها وفقاً لعوامل نفسية "، فالغشية الروحانية التي يزعم الروحانيون أنها ناجمة عن الأرواح المتجردة التي تتكلم معهم من خلال الوسيط قد ثبت أنها ناجمة عن شخصيات بديلة يصنعها ويتقمصها العقل الباطن لدى الوسيط الروحي ".، وقد يحصل الوسيط على معلومات عن الجالسين معه وذلك من خلال التنصت خفية على أحاديثهم أو البحث في أدلة الهاتف والإنترنت والصحف وقبل إقامة الجلسة. ومن المعروف أن الوسطاء يستخدمون تقنية تعرف بالقراءة الباردة وبالتالي يحصلون على معلومات بناء على سلوك وملبس و وضعية الجالس وحتى الحلي التي يرتديها.
وفي سلسلة من جلسات استحضار الأرواح المزيفة وهي تجارب بإشراف (وايزمان) في عام 2003، أوحى ممثل (وسيط روحاني أمام الحضور) إلى كل من المؤمنين وغير المؤمنين بالخوارق بأن الطاولة كانت ترتفع ونجح في ذلك، إلا أن الطاولة كانت في الواقع ثابتة في مكانها. وبعد إقامة الجلسة أبلغ ثلث المشاركين في الجلسة أن الطاولة تحركت، وأظهرت النتائج أن نسبة مئوية كبيرة من المؤمنين أبلغو عن تحرك الطاولة.
وفي تجربة أخرى أبلغ المؤمنون بأن الجرس الموضوع قد تحرك وفي الواقع بقي ثابتاً ولم يتحرك، وعبروا هؤلاء عن اعتقادهم بأن الجلسات "المزيفة" كانت تتضمن ظاهرة ماورائية حقيقية، ودعمت هذه التجارب وبقوة استنتاجاً مفاده بأن المؤمنين بالوساطة الروحانية هم أكثر عرضة للإيحاءات من المتشككين بها وهذا يعود لإيمانهم المستمر بالظواهر الماورائية.
وفي تجربة أخرى أشرف عليها (أوكيفيه) و (وايزمان) في عام 2005، وشملت 5 وسطاء روحانيين اتضح أن هؤلاء الوسطاء لم يتمكنوا من إظهار أو إستعراض أي قدرات ماورائية أو في الوساطة الروحانية في ظل ظروف مسيطر عليها في التجربة "
ووما سبق يتضح أن الاتصال الروحانى خدعة للغير أو خدعة للنفس فالرجل يكذب الكذبة ويصدقها
وتحدث عن الاستشفاء باللمس و الجراحة الروحانية فقال:
3 - الإستشفاء الروحاني (الماورائي) Paranormal Healing
نشرت دراسة في المجلة الطبية البريطانية وحقق فيها (روز) في عام 1954 بـ الإستشفاء الروحي (اللمسة الشافية والشفاء بالإيمان)، وفي مئة حالة جرى التحقيق فيها، لم يعثر على دليل واحد يثبت أن تدخل المعالج الروحاني بمفرده قد أدى إلى أي تحسن أو علاج للخلل العضوي المفحوص.
وفي محاولة قام بها مجموعة من العلماء (بيوتلر، 1988) وزعوا المشاركين في 3 مجموعات لتلقي العلاج الروحاني بهدف التحقق من تخفيض ضغط الدم لدى المشاركين "روحانياً"، خضعت المجموعة الأولى لطريقة اللمس بالأيادي، والثانية إلى الإستشفاء عن بعد، والثالثة لم تخضع إلى أي علاج روحاني أو ماورائي، وبينت النتائج أنه لا وجود لأي أثر ماورائي يعطي فرقاً ملحوظاً في مستويات ضغط الدم بين المجموعات الثلاث. ووضحت النتائج كذلك أن إنخفاض ضغط الدم لدى المجموعات الثلاث يرجع إلى ظروف التقارب النفسي وتأثير البلاسيبو (الوهم) للتجربة بحد ذاتها.
وهناك شكل من الإستشفاء الماورائي إذا جاز التعبير يعرف بـ الجراحة النفسانية (الروحانية)، وقد ثبت بأن فيه خدعة من الأيادي أو ألعاب الخفة، حيث يتظاهر الجراح الروحاني بأنه يصل إلى جسم المريض غير أن الجلد لا يتعرض إلى أي اختراق أو جرح، ولا وجود لخدوش كذلك، وما الدم الظاهر إلا خدعة حيث يكون في محافظ مخفية في يد الجراح ويطلقه من يده خلال ممارسته تلك."
وبناء على ما سبق لا يوجد استشفاء باللمس ولا جراحة والجراحة مجرد خدع
وأما النظر عن بعد فقد قال فيه:
4 - قدرة الإستبصار (النظر عن بعد) Remote viewing
تقول الأبحاث بأن المشتركين في تجارب الإستبصار يكونون متأثرين بمسائل التحقق من الصحة Subjective Validation ، وهي عملية تحدث خلالها المقارنات بين المنبهات أو المحفزات التي تكون مرتبطة بشكل عشوائي في الواقع، كما تحدث أيضاً التلميحات الحسية في تجارب الإستبصار."
وبناء على الدراسة هى عملية تصديق لما قيل من قبل وأما التخاطر فقيل فيه :
5 - قدرة التخاطر Telepathyوجدت الدراسات أنه يمكن في بعض الحالات تفسير التخاطر بواسطة الإنحياز في التشتت المعياري، ففي تجربة أجريت في عام 1996 و أشرف عليها (إشينل) جرى طرح أسئلة على مؤمنين بوجود التخاطر ومتشككين به ليحكموا على الشتت المعياري (مقياس لمدى التقارب الإحصائي) بين 20 رمزاً من طرف المرسلين ويقابلهم 20 رمزاً أخبر بهم المستقبلون.
وفقاً للنتائج اتضح أن المؤمنين بالتخاطر بالغوا في تقديراتهم لعدد محاولات الإرسال الناجحة بينما المتشككون فيه اقتربوا أكثر من الأحكام الدقيقة، وأجريت في عام 2002 تجربة أخرى في التخاطر شملت 48 متطوعاً من طلاب الجامعات وأشرف عليها (ردسكي) وفسرت من خلال الإدراك المتأخر وإنحيازات التثبت."
إذا الأمر لا يعدو أن يكون مبالغة من المؤمنين بالتخاطر
وذكر الرجل تاريخ بداية هذا العلم علم نفس الغرائب فقال :
"نبذة تاريخية
كان (ليونادر زوسن) و (وارن جونز) أول من اقترح هذا المصطلح "علم نفس الغرائب" Anomalistic Psychology في كتابهما الذي حمل عنوان "علم نفس الغرائب: دراسة في التفكير السحري" ونشر في عام 1989. وهذا الكتاب يتناول بأسلوب منهجي ظواهر الوعي البشري والسلوكيات التي يبدو أنها تخرق قوانين الطبيعة ظاهرياً مع أنها لا تؤثر عليها في الواقع الفعلي.
لعلم نفس الغرائب تاريخ طويل، ففي عام 1813 كتب الفيزيائي (جون فيراير) مقالة بعنوان " من أجل نظرية في التجسدات" اقترح فيها أن رؤية الأشباح هي نتيحة وهم بصري. وبعد ذلك
في عام 1845 نشر الفيزيائي الفرنسي (أليكساندر جاك فرانسوا بيير دي بويسمونت) مقالات تناول فيها الهلوسة وتاريخ التجسدات، الأحلام والنشوة والمغناطيسية والسرنمة (حالة المشي نائماً) وادعى فيها أن رؤية الأشباح ناجمة عن الهلوسة وفي عام 1877 وفي كتاب (ويليام بنيامين كاربنتر) الذي حمل عنوان "التنويمية، الروحانية، .. الخ المعتبرة تاريخياً وعلمياً " اعتبر أن أساليب "الروحانيين" يمكن تفسيرها من خلال الخداع والإيهام والتنويم الإيحائي وعملية إقتراح الأفكار أمام الحضور، وفي عام 1886 كتب الطبيب النفسي البريطاني (هنري ماودسلي) في كتابه "الأسباب الطبيعية والخوارق الظاهرية "، أن ما يوصف بالتجارب الخارقة يمكن أن تفسر كإضطرابات في العقل وأنها ببساطة مراقبات أسيء إدراكها وتفسيرات خاطئة للطبيعة.
وفي عام 1891 نشر الطبيب النفسي (ليونيل ويذرلي) والساحر (نيفيل ماسكيلين) كتاباً بعنوان " الخوارق" وقدما فيه تفسيراتهما العقلانية للتجسدات الشبحية والماورائيات والتجارب الدينية والروحانية.
وفي عام 1902 كتب (ألبرت مول) في كتابه الذي حمل عنوان " العلم المسيحي والطب وممارسة السحر" أن التقاليد والممارسات المسيحية مثل العلوم المسيحية والروحانية والسحر هي نتيجة الخداع والتعليمات الإيحائية التنويمية، ويجادل (مول) بأن الإقتراحات الإيحائية تفسر حالات الشفاء في العلوم المسيحية وأيضاً تلك "الصلة الخارقة" بين المنومين والخاضعين لتأثيرهم، وكتب أيضاً بأن الخداع والتنويم الإيحائي يفسر "الوساطة الروحانية".
وفي عام 1913 ذكر (كارل جاسبيرز) في كتابه "علم النفس المرضي العام" بأن كل الظواهر الماورائية هي إنعكاسات أو تجليات لأعراض نفسية.
ودرس علماء آخرون علم نفس الغرائب بمن فيهم (ميلايس كالبن) و (جوزيف جاسترو) و (تشارلز آرثر ميرسيير) و (آيفور لويد توكيت)، وفي عام 1972 نشر أخصائي علوم النفس الكندي (غراهام ريد) دراسة معمقة على الموضوع في كتابه "سيكولوجيا التجارب الغريبة ".وقد ذكرت منشورات متنوعة في علوم النفس وبشكل مفصل كيف أنه بالإمكان تفسير الظواهر الماورائية والوساطة الروحية والحدس وتجربة الخروج من الجسد والنفسانية الفائقة من خلال عوامل نفسية لا لها علاقة بأمور خارقة.
وحاول باحثون في علم نفس الغرائب أن يذكروا أسباباً مقنعة من غير أن يكون لها طبيعة ماورائية لتجارب الناس وهي أسباب مدعومة بالأدلة التجريبية، وأدركوا كيف أن إجتماع العوامل النفسية مع العوامل الفيزيائية قد يترك إنطباعاً بأن هناك نشاطاً ماورائياً لا وجود له من الأساس.
وبصرف النظر عن محاولات الخداع أو التوهم الذاتي، فإن تفسيرات كهذه قد تشمل: تحيزات معرفية وحالات نفسية إستثنائية وغير سوية، حالات فصام عن الواقع، هلوسات، وعوامل تتعلق بالشخصية وبإضطرابات في النمو وبطبيعة الذاكرة أيضاً.
وذكر (كريس فرنش) مؤسس وحدة بحثية تهتم بدراسة علم نفس الغرائب في قسم علوم النفس من جامعة لندن و (ديفيد ماركس) أخصائي علم النفس أنه يمكن تفسير الظاهرة الماروائية (الخارقة) من خلال التفكير السحري والصور الذهنية ومحاولة التحقق الدائم من توارد الصدفة وأسباب مستترة أخرى بالإضافة إلى الخداع و الإنخداع.
وكتب (روبرت باكر) أنه يمكن تفسير العديد من الظواهر الماورائية من خلال المؤثرات النفسية مثل الهلوسة، والشلل النومي، والذكريات المحجوبة، وهي ظاهرة تتكون فيها إدراكات ضعيفة في البداية تعطي إنطباعات لا يتم تذكرها ولاحقاً يجري استرجاعها بشكل مفاجئ لكن بصورة متبدلة ومختلفة.
ويلقي (ماسيمو بوليدورو) وهو بروفسور في علم نفس الغرائب من جامعة (ميلانو بيكوكا) في إيطاليا محاضرات في دورة تعليمية تحمل عنوان " الطريقة العلمية والعلوم الزائفة وعلم نفس الغرائب "."
وكل هذا الكلام يدل على أن الغرب هو من اخترع معظم ألأكاذيب وهو من درسها يبين كذبها
وحدثنا الرجل عن العلاقة بين علم النفس العادى وما وراء النفس وهو ما سبق الحديث عنه مرة فى البحث فقال :
العلاقة بين علم نفس الغرائب وما وراء علم النفس (الباراسيكولوجيا) يوصف علم نفس الغرائب أحياناً كعلم متفرع عن البارسيكولوجيا أو علم ما وراء النفس، رغم أن علم نفس الغرائب يرفض مزاعم الماورائيات التي يذكرها الباراسيكولوجيا.
ووفقاً لرأي (كريس فرنش): " الفرق بين علم نفس الغرائب والباراسيكولوجيا هو في هدف كل مبدأ منها، ففريق الباراسيكولوجيا يبحثون عادة عن دليل ليبرهنوا فيه على حقيقة القوى الخارقة أو الماورائية، أو ليبرهنوا على أنها موجودة فعلاً، لهذا فإن الإفتراض المبدئي مبني على أن الأمور الماورائية تحصل فعلاً، بينما فريق علم نفس الغرائب يميلون من البداية إلى التشكك بوجود القوى الخارقة أو الماورائية ولهذا تجدهم يبحثون عن تفسيرات من نوع آخر، وكذلك يركزون إهتمامهم على التفسيرات النفسية لتجارب محددة بعينها وهي تلك التجارب التي يصفها الناس بأنها تجارب خارقة أو ماورائية ".
وتشير التقارير الأخيرة إلى إزدهار وتقدم في دراسة علم نفس الغرائب، حيث أنها باتت خياراً للدراسة في العديد من برامج الشهادات النفسية في الجامعات والمعاهد، والآن تعتبر دراستها خياراً في منهج A2 النفسي في المملكة المتحدة."
الرجل يفرق بين الاثنين فعلم نفس الغرائب يثبت أو ينفى بينما علم ما وراء النفس يبحث عن أدلة الاثبات
وتحدث غزال عن أهمية الدراسة عند العرب فقال :
"أهمية دراسة هذا العلم في العالم العربي
نعتقد أننا في مجتمعاتنا العربية في حاجة ماسة أكثر لدراسة علم نفس الغرائب من الغرب، خصوصاً أن الثقافة المتعلقة بالاعتقاد في الغيبيات والقوى الخارقة كالجن وتأثير السحر والعين وغيرها يهيمن على جملة التفسيرات لتجارب الناس الغير عادية إذا ما قورن مع التفسير العلمي أو النفسي للحالات والتي يكون فيها وعي الناس معدوماً أو لا يذكر، وبات "الشيوخ" أو المعالجين الروحانيين أو من يعملون في الرقية الشرعية المصدر الرئيسي وربما الوحيد أحياناً لتفسير حالات التجارب من غير الالتفات إلى العوامل النفسية المهمة والعوامل الفيزيائية.
قد تعيد دراسة علم نفس الغرائب بعض التوازن الذي خسره العلم في المجتمعات العربية. ولكن هذا لا يعني تبني علم نفس الغرائب كمصدر وحيد للتفسير في رحلة البحث عن الحقيقة الغائبة، لأن العلم ما زال في أول الطريق لكشف حقيقة النفس البشرية والعقل البشري، وربما نحصل يوماً ما على دليل نسجله في المختبر لوجود تلك الكيانات الخارقة التي قد تؤثر في وعينا وعقلنا أو في ذاكرتنا التي لم نعشها أبدأً بل انتقلت إلينا من مصدر مجهول أو بفعل أثر لم ندرسه بعد."
بالطبع هذا العلم سيثبت كذب تلك الأمور الخارقة لو أنه درس كما يجب