رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,709
- الإقامة
- مصر
قراءة فى كتاب طوالات الأخبار والقصص والآثار
الكتاب تأليف أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني الأصبهاني المتوفى 581 ه ومخطوطات الكتاب يبدو أنه مفقود منها جزء كبير فالعنوان يعنى أنه سيذكر روايات طويلة كثيرة ولكن الموجود فى المخطوطة هو رواية واحدة فقط والكتاب يتكون من ورقات قليلة العدد ودور المؤلف فيها هو شرح معانى الكلمات الغريبة الموجودة فى الرواية ذكر المؤلف الرواية أولا فقال :
"رواية أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أبي سعد المديني عنه رواية صاحبه أبي الحسين علي بن محمد بن أبي الحسين اليونيني كتابة عنه أخبرنا الشيخ الإمام اليونيني , ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أبي سعد المديني بأصبهان كتابة إلينا من أصبهان سنة ست وعشرين أن الحافظ أبا موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني الأصبهاني أخبره في كتاب الطوالات له قال ومن حديث قيلة بنت مخرمة رضي الله عنها أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس , أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله (ح) وأخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد , ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله , قالا حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب , ثنا يعقوب بن إسحاق المخرمي , حدثنا عفان بن مسلم قال سليمان وحدثنا محمد بن زكريا الغلابي , حدثنا عبد الله بن رجاء العداني قال سليمان وحدثنا محمد بن هشام بن أبي الدميك المستملي , حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة التيمي , زاد
قال معاد بن المثنى وأبو خليفة قال حدثنا عبد الله بن سوار بن قدامة بن عنزة العنبري (ح) وأخبرنا أبو علي , حدثنا أبو نعيم , ثنا فاروق بن عبد الكبير , حدثنا أبو مسلم الكشي , حدثنا أبو عمر الحوضي
قال أبو نعيم وحدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم , حدثنا محمد بن أيوب , حدثنا أبو عمر الحوضي , وعلي بن عثمان اللاحقي , وعبد الله بن سوار العنبري
قال أبو نعيم وحدثنا أبو أحمد الغطريفي , ثنا أبو خليفة , ثنا عبد الله بن سوار , حدثنا عبد الله بن حسان العنبري أبو الجنيد أخو بني كعب بن العنبر , قال حدثتني جدتاي صفية , ودحيبة بنتا عليبة وكانتا ربيبتي قيلة هذا لفظ رواية أبي غالب , وفي رواية الاخر زاد وكانت أن قيلة بنت مخرمة حدثتهما أنها كانت تحت حبيب بن أزهر أخي بني جناب فولدت له النساء , ثم توفى فانتزع بناتها منها أثوب بن أزهر عمهن فخرجت تبتغي الصحابة إلى رسول الله (ص)في أول الإسلام , فبكت جويرية منهن حديباء قد كانت أخذتها الفرصة وهي أصغرهن , عليها سبيج لها من صوف فرحمتها فاحتملتها معها , فبينا هما ترتكان الجمل إذا انتفجت الأرنب , فقالت الحديباء الفصية لا والله لا يزال كعبك أعلى من كعب أثوب في هذا الحديث أبدا , ثم سنح الثعلب , فسمته اسما غير الثعلب نسيه عبد الله بن حسان , ثم قالت ما قالت في الأرنب , فبينما هما ترتكان إذ برك الجمل وأخذته رعدة فقالت الحديباء أدركتك الفصية والله أحدة أثوب فقلت واضطررت إليها ويحك ما أصنع؟ قالت قلبي ثيابك ظهورها لبطونها وتدحرجي ظهرك لبطنك , وقلبي أحلاس جملك ثم خلعت سبيجتها فقلبته وتدحرجت ظهرها لبطنها , فلما فعلت ما أمرتني انتفض الجمل ثم قام وتفاج وبال , فقالت الحديباء أعيدي عليه أداتك ففعلت ما أمرتني به فأعدتها , ثم خرجنا نرتك , فإذا أثوب يسعى على أثرنا بالسيف صلتا فواألنا إلى حواء ضخم عظيم قداراه حتى ألقى الجمل إلى رواق البيت الأوسط جمل ذلول , واقتحمت داخله بالجارية وأدركني السيف فأصابت ظبته طائفة من قرون رأسي - وفي رواية , بين قرون رأسيه - وقال ألقي إلي بنت أخي يا دفار , فرميت به إليه فجعلها على منكبه فذهب بها وكنت أعلم به من أهل البيت ومضيت والأمانة إلى أخت لي ناكح في بني شيبان أبتغي الصحابة إلى رسول الله (ص)أول الإسلام فبينما أنا عندها ذات ليلة من الليالي تحسب عني نائمة جاء زوجها من السامر , فقال وأبيك لقد وجدت لقيلة صاحبا صاحب صدق , فقالت أختي من هو؟ قال حريث بن حسان الشيباني وافد بكر بن وائل إلى رسول الله (ص)غاديا ذا صباح , فقالت أختي الويل لا تسمع بهذا أختي فتخرج مع أخي بكر بن وائل بين سمع الأرض وبصرها ليس معها من قومها رجل , فقال لا تذكرينه لها فإني غير ذاكره لها , فسمعت ما قالا فغدوت فشددت على جملي فوجدته غير بعيد , فسألته أتصحبني؟ فقال نعم وكرامة , وركابه مناخة عنده فخرجت معه صاحب صدق حتى قدمنا على رسول الله (ص)وهو يصلي الناس صلاة الغداة وقد أقيمت حين شق الفجر والنجوم شابكة في السماء والرجال لا تكاد تعارف من ظلمة الليل فصففت مع الرجال امرأة حديثة عهد بجاهلية , فقال لي الرجل الذي يليني من الصف امرأة أنت أم رجل؟ فقلت لا بل امرأة , فقال إنك قد كدت تفتنيني , فصلي في النساء وراءك وإذا صف النساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته حين دخلت, فكنت فيهن حتى إذا طلعت الشمس دنوت - وفي غير هذه الرواية - قالت فجعلت إذا رأيت رجلا ذا رواء وذا قشر طمح إليه بصري لأرى رسول الله (ص)فوق الناس - إلى هنا سقط من النسخة - قالت فجاء رجل بعد ما ارتفعت الشمس , فقال السلام عليك يا رسول الله , فقال رسول الله (ص)وعليك السلام ورحمة الله , وعليه أسمال مليتين قد كانتا بزعفران وقد نفضتا وبيده عسيب نخلة مقشوء غير خوصتين من أعلاه قاعدا القرفصاء , فلما رأيت رسول الله (ص)المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق , فقال له جليسه يا رسول الله أرعدت المسكينة , فقال ولم ينظر إلي (يا مسكينة عليك السكينة) , فلما قالها رسول الله (ص)أذهب الله تعالى ما كان دخل قلبي من الرعب , وتقدم صاحبي أول رجل حريث بن حسان رضي الله عنه فبايعه على الإسلام وعلى قومه ثم قال يا رسول الله اكتب بيننا وبين تميم بالدهناء لا يجاوزها إلينا منهم إلا مسافر أو مجاوز فقال رسول الله (ص)(اكتب بالدهناء يا غلام) فلما أمر له بها شخص بي وهي وطني وداري , فقلت يا رسول الله لم يسألك السوية , من الامن لم يسألك السوية , من الأمر إذ سألك؟ إنما هذه الدهناء عنده مقيد الجمل ومرعى البهم ونساء تميم وأبناءها وراء ذلك , فقال (امسك يا غلام صدقت المسكينة المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان) , فلما رأى حريث أن قد حيل بين كتابه ضرب بإحدى يديه على الأخرى , ثم قال كنت أنا وأنت كما قال وحتفهما تحمل ضأن بأظلافها , فقالت والله ما علمت إن كنت لدليلا في الظلماء بذولا لذي الرحل عفيفا عن الرفيقة حتى قدمنا على رسول الله (ص), ولكن لا تلمني على أن أسأل حظي إذ سألت حظك قال وما حظك في الدهناء لا أبا لك؟ قلت مقيد جملي تسأله لجمل امرأتك , قال لا جرم عني أشهد رسول الله (ص)أني لك أخ وصاحب ما حييت إذ أثنيت علي هذا عنده فعلت إذ بدأتها فلن أضيعها فقال رسول الله (ص)(أيلام ابن هذه أن يفصل الخطة وينتصر من وراء الحجزة) , فبكيت ثم قلت قد والله كنت ولدته يا رسول الاه حزاما فقاتل معك يوم الربذة , ثم ذهب يميرني من خيبر فأصابته حماها , فمات فترك علي النساء , فقال رسول الله (ص)(والذي نفسي بيده لو لم تكوني مسكينة لجررناك على وجهك أو لجررت على وجهك - شك عبد الله بن حسان أي الحرفين حدثته المرأتان - أتغلب إحداكن أن تصاحب في الدنيا معروفا فإذا حال بينه وبين من هو أولى به استرجع ثم قال رب اسني ما ارحيت رواحتي على ما أبقيت فوالذي نفس محمد بيده إن أحدكم ليبكي فيستعبر إليه صويحبه فيا عباد الله لا تعذبوا موتاكم - وفي رواية - لا تعذبوا إخوانكم) ثم كتب لها في قطعة أديم أحمر , (لقيلة والنسوة من بنات قيلة أن لا يظلمن حقا ولا يكرهن على منكح وكل مؤمن ومسلم لهن نصير وأحسن ولا تسئن))
هذا حديث غريب حسن يعد في إفراد أهل البصرة لا أعلم رواه إلا عبد الله بن حسان ورواه عن عبد الله جماعة سوى من ذكرناهم وقع لنا بدلا عاليا فقد رواه الإمام أبو الفضل الرازي , عن جعفر بن عبد الله الروياني , عن محمد بن هارون الروياني , عن عمرو بن علي , عن عبد الله بن سوار , ورواه محمد بن هارون أيضا , عن محمد بن إسحاق , ورواه أصحاب الإمام أبو عبد الله عنه , عن محمد بن أسعد الأبيوردني , عن محمد بن , عن أبي عمر الحوضي , وابن سوار , واللاحقي جميعا , عن ابن حسان فكأني رويته عنهم , وفي رواية الروياني (أنها كانت تحت رجل من بني عدي) , وفي رواية أخرى (من بني جناب من بني كلب) "
وبعد ذكر الرواية ذكر شرحه لبعض ما حاء فى الحديث من مفردات ظن أنها بحاجة للشرح فقال
وقوله (ولدت له نساء) يعني بنات , والصحابة بفتح الصاد جمع صاحب وقد تكون الصحابة مصدرا بمعنى الصحبة والموضع يحتملها, وقلوها (فبكت جويرية منهن) , وفي رواية (هنية منهن) وهي تصغير هنة كناية عن المرأة , والحديباء تصغير الحدباء والحدب ارتفاع الظهر خلقة , والفرصة ريح الحدب وهي أول تلك العلة التي يتولد الحدب منه , والسبيج قيل هو كساء من صوف أسود مأخوذ من السبيج وهو خرز أسود شديد السواد , وقال ابن السكيت هو تعريب شيء يعني القميص فعلى هذا يجوز أن يكون أن غيره ويرتكان أي تسرعان يرتكان وهو من جنس عدو البعير يقال رتك البعير إذا عدا ذلك العدو وارتكى حمله عليه , وانتفجت أي وثبت وخرجت , الفصية الفرج والتخلص تفاءلت بما رأت من خروج الأرنب من الضيق إلى السعة والعرب تتطير وتتفاءل بما ترى وتسمع عند الخروج إلى أمر يعرض لهم , وقولها (لا يزال كعبك أعلى) أي كعب الفتاة يكنون بذلك عن الشرف أي لا تزالن أشرف منه وأمرك أعلى من أمره , وقولها (سنح الثعلب) السانح أن يقطع السبع أو الطير الطريق من تمين الرجل إلى شماله , والبازح ذلك وقيل على العكس فيما يتطير العرب بأحدهما ويتفاءل بالاخر على اختلاف الأقوال فيه
لأنها تفاءلت بشيئين ثم كان الأمر على خلاف ما علمته , وقولها أدركتك والأمانة والأمانة قسم أقسمت بها أي أدركتك أثوب وتقلبت الثياب أرادت به التفاؤل أيضا, والتدحرج التقلب وهذا الفعل له أصل في الشرع وذلك عند الاستسقاء كما روي أنه (ص)حول رداءه وجعل أعلاه أسفله تفاؤلا أيضا , وانتفض ارتعد , وفاج وتفاج أي باعد ما بين رجليه كما يفعل البائل حين يريد البول , وقد كانت العرب تصنع أشياء من رموز أنفسهم فيكون كما يظنون , والصلت المجرد, واألت أي لجأت والحواء البيوت المجتمعة , والضخم العظيم وهي صفة دون الصفة , واقتحمت أي دخلت بعنف , وظبته أي جده , وطائفه أي قطعه , الرأس جوانبه , والقرنان ناحيتا نوالها في رأسيه ما الوقف على لغة قوله تبارك وتعالى "ما أغنى عني ماليه * هلك عني سلطانيه" , وقوله يا دفار مبني على الكسر أي يا منتنة , وقولها تحسب عني نائمة العين في عني مبدلة من الهمزة وهي لغة بني تميم تسمى العنعنة أعن ترسمت مزخرفا منزلة , يريد أئن ترسمت فعلى هذا نائمة برفع الهاء خبر لأن , ورواه بعضهم جاهلا بهذه اللغة (تحسب عيني نائمة) بنصب الهاء مفعولا الواحد والجمع فيه سواء , وهو بجماعة يجتمعون بالليل يتحدثون , وقوله وأبيك قسم أيضا على عادتهم , وغاديا ذا صباح أي خارجا أول النهار يزيدون ذا في ألفاظ تأكيدا لها كما يقولون ذات يوم وذات ليلة , وثولها بين سمع الأرض وبصرها قيل فيه أقوال , قال أبوة عبيد وجهه عندي أنها أرادت أن الرجل يخلو بها ليس معها أحد يسمع كلامها أو يبصرها دون الأشياء والناس , وقال بعضهم أي بين طولها وعرضها , وفي رواية وقد سمعت ما قالا فشددت عليه يعني على الجمل الرحل ثم سألت عنه , وفي رواية ونشدت عنه بمعنى سألت , وقولها مناخة عنده ركابه أي جماله , وفي رواية مناخه عند ركابه"
والمخطوطة الحديث فيها بها بياضات وكلمات ساقطة ولذا رأيت نقله من مصدر أخر وهو معرفة الصحابة لابن منده
"عن عبد الله بن حسان بهذا السند أنها أخبرتهما أنها كانت تحت حبيب بن أزهر، أحد بني جناب، فولدت النساء ثم توفي فانتزع بناتها منها ثوب بن أزهر، وهو عمهن، فخرجت تبتغي الصحبة إلى رسول الله (ص) في أول الإسلام، أي إسلام قومها، فبكت جويرية منهن هي أصغرهن حديباء كانت قد أخذتها الفرصة، عليها مسح من صوف، فاحتملتها معها، فبينما هما ترتكان الجمل إذا انتفجت الأرنب، فقالت الحديباء الفصية، لا، والله لا يزال كعبك أعلى من كعب أثوب في هذا الحديث أبدا، ثم لم لما سنح الثعلب سمته اسما غير الثعلب، فقالت فيه ما قالت في الأرنب، فبينما هما ترتكان الجمل إذ برك وأخذته رعدة، فقالت الحديباء أدركتك والأمانة أخذة أثوب. قال فقلت، واضطررت إليها ويحك! فما أصنع؟ قالت قلبي ثيابك ظهورها لبطونها، وتدحرجي ظهرك لبطنك، وقلبي أحلاس جملك، ثم جعلت سبيجها فقلبتها، ثم تدحرجت ظهرها لبطنها، ففعلت ما أمرتني به، فانتقض الجمل، فقام فناخ وبال، فقالت أعيدي عليه أذانك، ففعلت ثم خبا يرتد، فإذا أثوب يسعى على اثارنا بالسيف صلتا، فوألنا إلى حواء ضخم فداره حيث ألقي الجمل إلى رواق البيت الأوسط، وكان جملا ذلولا، ثم اقتحم داخله، فأدركني أثوب بالسيف، فأصابت ظبته طائفة من فرويته، فقال ألقي إلي ابنة أخي يا دفار، فرمت بها إليه فجعلها على منكبه، فذهب بها، فكنت أعلم به من أهل البيت.
فمضيت إلى أخت لي ناكح في بني شيبان أبتغي الصحابة إلى رسول الله (ص)، فبينا أنا عندها ذات ليلة من الليالي تحسب أني نائمة إذ جاء زوجها من السامر، فقال وأبيك لقد وجدت لقيلة صاحب صدق. فقالت أختي من هو؟ فقال هو حريث بن حسان الشيباني وافد بكر بن وائل. فقالت أختي الويل لي، لا تخبر بهذا أختي، فتذهب مع أخي بكر بن وائل بين سمع الأرض وبصرها ليس معها من قومها رجل. قال لا ذكرته لها. قالت وأنا غير ذاكرة لهذا.
فغدوت وشددت على جمل وسمعت قائلا يقول، فنشدت عنه، فوجدته غير بعيد، وسألته الصحبة، فقال نعم وكرامة، وركابه مناخة عنده.
فخرجنا معه صاحب صدق حتى قدمنا على رسول الله (ص) وهو يصلي بالناس صلاة الغداة قد أقيمت حين شق الفجر والنجوم شابكة في السماء، والرجل لا تكاد تعارف مع ظلمة الليل، فصففت مع الرجال وأنا امرأة حديثه عهد بالجاهلية، فقال لي الرجل الذي يليني من الصف امرأة أنت أم رجل؟ فقلت لا، بل امرأة، فقال إنك كدت تفتنيني فصلي وراءك في النساء؛ فإذا صف من النساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته حيث دخلت، فكنت معهن.
فلما طلعت الشمس دنوت، فكنت إذا رأيت رجلا ذا رواء وذا قشر طمح إليه بصري لأرى رسول الله (ص) فوق الناس، فلما ارتفعت الشمس جاء رجل، فقال السلام عليك يا رسول الله، فقال "وعليك السلام ورحمة الله"، وعليه أسمال مليتين قد كانتا مزعفرتين، وقد نقضتا، وبيده عسيب نخلة قفر غير خوصتين من أعلاه وهو قاعد القرفصاء؛ فلما رأيت رسول الله (ص) المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق، فقال لي جليسه يا رسول الله، أرعدت المسكينة، فقال بيده ولم ينظر إلي وأنا عند ظهره "يا مسكينة، عليك السكينة"، فلما قالها أذهب الله ما كان في قلبي من الرعب، وتقدم صاحبي فبايعه على الإسلام وعلى قومه، ثم قال يا رسول الله، اكتب بيننا وبين بني تميم بالدهناء لا يجاوزها إلينا إلا مسافر أو مجاوز.فقال "اكتب له يا غلام بالدهناء"، فلما رأيته قد أمر له بها شخص بي، وهي وطني وداري، فقلت يا رسول الله، إنه لم يسألك السوية من الأرض إذ سألك، إنما هي الدهناء مقيد الجمل، ومرعى الغنم، ونساء بني تميم وأبناؤها وراء ذلك. فقال "امسك يا غلام، صدقت المسكينة، المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر، ويتعاونان على الفتان" ، فلما رأى حريث أنه قد حيل دون كتابه ضرب بيديه إحداهما على الأخرى، ثم قال كنت أنا وأنت كما قال حتفها ضائن تحمل بأظلافها.فقلت أنا والله ما علمت إن كنت لدليلا في الظلماء، جوادا أبدى الرجل عفيفا عن الرفيقة، حتى قدمنا على رسول الله (ص)، ولكن لا تلمني أن أسأل حظي إذا سألت حظك. فقال وما حظك في الدهناء؟ لا أبا لك! فقلت مقيد جملي تسأله لجمل امرأتك. فقال لا جرم، إني أشهد رسول الله (ص) أني لك لا أزال أخا ما حييت إذا أثنيت على هذا عنده. فقلت أما إذ بدأتها فلن أضيعها. فقال رسول الله (ص) "أيلام أهل ود أن يفصل الخطة أو ينتظر من وراء الحجزة"؟ قالت فبكيت، فقلت والله يا رسول الله، لقد كنت ولد حرام فقاتل معك يوم الربذة، ثم ذهب يمتري من خيبر فأصابته حماها فمات. فقال "والذي نفس محمد بيده، لو لم تكوني مسكينة لجررناك على وجهك، أتغلب إحداهن أن تصاحب صويحبة في الدنيا معروفا، فإذا حال بينه وبينه من هو أولى به استرجع، ثم قال رب أنسني ما أمضيت، وأعني على ما أبقيت، فوالذي نفس محمد بيده إن إحداكن لتبكي فتستعيذ إليه صويحبة؛ فيا عباد الله، لا تعذبوا إخوانكم"، ثم كتب لها في قطعة أديم أحمر لقيلة والنسوة بنات قيلة بأن "لا يظلمن حقا، ولا يكرهن على منكر، وكل مؤمن مسلم لهن نصير حسن ولا يسأن"
والرواية لم تحدث فهى رواية مفتراة كمعظم الروايات بما يلى من الأخطاء :
الأول صلاة الفجر وهو النهار فى ظلام الليل فى قولها:
"وهو يصلي الناس صلاة الغداة وقد أقيمت حين شق الفجر والنجوم شابكة في السماء والرجال لا تكاد تعارف من ظلمة الليل "
وهو ما يناقض كون الفجر يظهر فيه نور النهار من ظلام الليل كما قال تعالى "حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر"
الثانى هو صلاة النساء مع الرجال فى قولهم:
"فصففت مع الرجال امرأة حديثة عهد بجاهلية , فقال: إنك قد كدت تفتنيني , فصلي في النساء وراءك وإذا صف النساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته حين دخلت"
وهو ما يخالف أن الصلاة فى المساجد العامة للرجال فقط كما قال تعالى "لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين"
وقال :
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"
الثالث أن المرأة ذهبت وحدها مه الصحابى اما كانت عند أختها فى قولهم:
" فغدوت فشددت على جملي فوجدته غير بعيد , فسألته أتصحبني؟ فقال نعم وكرامة , وركابه مناخة عنده فخرجت معه صاحب صدق" وهو ما يناقض أنهما اثنتان فى قولهم"حدثته المرأتان "
الرابع تعذيب الموتى بكلام أو فعل الأحياء فى قولهم:
"فيا عباد الله لا تعذبوا موتاكم"
والخطأ تحمل الإنسان ثواب أو عقاب عمل غيره خاصة الميت وهو يخالف أن الإنسان ليس له إلا سعيه أى عمله وفى هذا قال تعالى "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "كما أن لا أحد يأخذ ثواب أو عقاب أحد مصداق لقوله تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى "
الخامس أن النبى(ص) كتب الدهناء لقوم أو رجل دون بقية المسلمين ويخالف هذا أن الله جعل الأرض وما عليها ملكية مشتركة للمسلمين فقال "أن الأرض يرثها عبادى الصالحون "ومن ثم لا يحق لأحدهم أن يمتلك منها أكثر من الأخر كما أن الإقطاع تكريس لغنى الأغنياء الذى طالب الله بإقلاله قدر الإمكان بعدم إعطاءهم من الفىء والغنيمة فقال "كى لا يكون دولة بين الأغنياء منكم "كما أن الإقطاع مبنى على التمييز بين المسلمين فى العطاء وهو ما يخالف تساوى المسلمين فى العطاء
الكتاب تأليف أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني الأصبهاني المتوفى 581 ه ومخطوطات الكتاب يبدو أنه مفقود منها جزء كبير فالعنوان يعنى أنه سيذكر روايات طويلة كثيرة ولكن الموجود فى المخطوطة هو رواية واحدة فقط والكتاب يتكون من ورقات قليلة العدد ودور المؤلف فيها هو شرح معانى الكلمات الغريبة الموجودة فى الرواية ذكر المؤلف الرواية أولا فقال :
"رواية أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أبي سعد المديني عنه رواية صاحبه أبي الحسين علي بن محمد بن أبي الحسين اليونيني كتابة عنه أخبرنا الشيخ الإمام اليونيني , ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أبي سعد المديني بأصبهان كتابة إلينا من أصبهان سنة ست وعشرين أن الحافظ أبا موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني الأصبهاني أخبره في كتاب الطوالات له قال ومن حديث قيلة بنت مخرمة رضي الله عنها أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس , أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله (ح) وأخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد , ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله , قالا حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب , ثنا يعقوب بن إسحاق المخرمي , حدثنا عفان بن مسلم قال سليمان وحدثنا محمد بن زكريا الغلابي , حدثنا عبد الله بن رجاء العداني قال سليمان وحدثنا محمد بن هشام بن أبي الدميك المستملي , حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة التيمي , زاد
قال معاد بن المثنى وأبو خليفة قال حدثنا عبد الله بن سوار بن قدامة بن عنزة العنبري (ح) وأخبرنا أبو علي , حدثنا أبو نعيم , ثنا فاروق بن عبد الكبير , حدثنا أبو مسلم الكشي , حدثنا أبو عمر الحوضي
قال أبو نعيم وحدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم , حدثنا محمد بن أيوب , حدثنا أبو عمر الحوضي , وعلي بن عثمان اللاحقي , وعبد الله بن سوار العنبري
قال أبو نعيم وحدثنا أبو أحمد الغطريفي , ثنا أبو خليفة , ثنا عبد الله بن سوار , حدثنا عبد الله بن حسان العنبري أبو الجنيد أخو بني كعب بن العنبر , قال حدثتني جدتاي صفية , ودحيبة بنتا عليبة وكانتا ربيبتي قيلة هذا لفظ رواية أبي غالب , وفي رواية الاخر زاد وكانت أن قيلة بنت مخرمة حدثتهما أنها كانت تحت حبيب بن أزهر أخي بني جناب فولدت له النساء , ثم توفى فانتزع بناتها منها أثوب بن أزهر عمهن فخرجت تبتغي الصحابة إلى رسول الله (ص)في أول الإسلام , فبكت جويرية منهن حديباء قد كانت أخذتها الفرصة وهي أصغرهن , عليها سبيج لها من صوف فرحمتها فاحتملتها معها , فبينا هما ترتكان الجمل إذا انتفجت الأرنب , فقالت الحديباء الفصية لا والله لا يزال كعبك أعلى من كعب أثوب في هذا الحديث أبدا , ثم سنح الثعلب , فسمته اسما غير الثعلب نسيه عبد الله بن حسان , ثم قالت ما قالت في الأرنب , فبينما هما ترتكان إذ برك الجمل وأخذته رعدة فقالت الحديباء أدركتك الفصية والله أحدة أثوب فقلت واضطررت إليها ويحك ما أصنع؟ قالت قلبي ثيابك ظهورها لبطونها وتدحرجي ظهرك لبطنك , وقلبي أحلاس جملك ثم خلعت سبيجتها فقلبته وتدحرجت ظهرها لبطنها , فلما فعلت ما أمرتني انتفض الجمل ثم قام وتفاج وبال , فقالت الحديباء أعيدي عليه أداتك ففعلت ما أمرتني به فأعدتها , ثم خرجنا نرتك , فإذا أثوب يسعى على أثرنا بالسيف صلتا فواألنا إلى حواء ضخم عظيم قداراه حتى ألقى الجمل إلى رواق البيت الأوسط جمل ذلول , واقتحمت داخله بالجارية وأدركني السيف فأصابت ظبته طائفة من قرون رأسي - وفي رواية , بين قرون رأسيه - وقال ألقي إلي بنت أخي يا دفار , فرميت به إليه فجعلها على منكبه فذهب بها وكنت أعلم به من أهل البيت ومضيت والأمانة إلى أخت لي ناكح في بني شيبان أبتغي الصحابة إلى رسول الله (ص)أول الإسلام فبينما أنا عندها ذات ليلة من الليالي تحسب عني نائمة جاء زوجها من السامر , فقال وأبيك لقد وجدت لقيلة صاحبا صاحب صدق , فقالت أختي من هو؟ قال حريث بن حسان الشيباني وافد بكر بن وائل إلى رسول الله (ص)غاديا ذا صباح , فقالت أختي الويل لا تسمع بهذا أختي فتخرج مع أخي بكر بن وائل بين سمع الأرض وبصرها ليس معها من قومها رجل , فقال لا تذكرينه لها فإني غير ذاكره لها , فسمعت ما قالا فغدوت فشددت على جملي فوجدته غير بعيد , فسألته أتصحبني؟ فقال نعم وكرامة , وركابه مناخة عنده فخرجت معه صاحب صدق حتى قدمنا على رسول الله (ص)وهو يصلي الناس صلاة الغداة وقد أقيمت حين شق الفجر والنجوم شابكة في السماء والرجال لا تكاد تعارف من ظلمة الليل فصففت مع الرجال امرأة حديثة عهد بجاهلية , فقال لي الرجل الذي يليني من الصف امرأة أنت أم رجل؟ فقلت لا بل امرأة , فقال إنك قد كدت تفتنيني , فصلي في النساء وراءك وإذا صف النساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته حين دخلت, فكنت فيهن حتى إذا طلعت الشمس دنوت - وفي غير هذه الرواية - قالت فجعلت إذا رأيت رجلا ذا رواء وذا قشر طمح إليه بصري لأرى رسول الله (ص)فوق الناس - إلى هنا سقط من النسخة - قالت فجاء رجل بعد ما ارتفعت الشمس , فقال السلام عليك يا رسول الله , فقال رسول الله (ص)وعليك السلام ورحمة الله , وعليه أسمال مليتين قد كانتا بزعفران وقد نفضتا وبيده عسيب نخلة مقشوء غير خوصتين من أعلاه قاعدا القرفصاء , فلما رأيت رسول الله (ص)المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق , فقال له جليسه يا رسول الله أرعدت المسكينة , فقال ولم ينظر إلي (يا مسكينة عليك السكينة) , فلما قالها رسول الله (ص)أذهب الله تعالى ما كان دخل قلبي من الرعب , وتقدم صاحبي أول رجل حريث بن حسان رضي الله عنه فبايعه على الإسلام وعلى قومه ثم قال يا رسول الله اكتب بيننا وبين تميم بالدهناء لا يجاوزها إلينا منهم إلا مسافر أو مجاوز فقال رسول الله (ص)(اكتب بالدهناء يا غلام) فلما أمر له بها شخص بي وهي وطني وداري , فقلت يا رسول الله لم يسألك السوية , من الامن لم يسألك السوية , من الأمر إذ سألك؟ إنما هذه الدهناء عنده مقيد الجمل ومرعى البهم ونساء تميم وأبناءها وراء ذلك , فقال (امسك يا غلام صدقت المسكينة المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان) , فلما رأى حريث أن قد حيل بين كتابه ضرب بإحدى يديه على الأخرى , ثم قال كنت أنا وأنت كما قال وحتفهما تحمل ضأن بأظلافها , فقالت والله ما علمت إن كنت لدليلا في الظلماء بذولا لذي الرحل عفيفا عن الرفيقة حتى قدمنا على رسول الله (ص), ولكن لا تلمني على أن أسأل حظي إذ سألت حظك قال وما حظك في الدهناء لا أبا لك؟ قلت مقيد جملي تسأله لجمل امرأتك , قال لا جرم عني أشهد رسول الله (ص)أني لك أخ وصاحب ما حييت إذ أثنيت علي هذا عنده فعلت إذ بدأتها فلن أضيعها فقال رسول الله (ص)(أيلام ابن هذه أن يفصل الخطة وينتصر من وراء الحجزة) , فبكيت ثم قلت قد والله كنت ولدته يا رسول الاه حزاما فقاتل معك يوم الربذة , ثم ذهب يميرني من خيبر فأصابته حماها , فمات فترك علي النساء , فقال رسول الله (ص)(والذي نفسي بيده لو لم تكوني مسكينة لجررناك على وجهك أو لجررت على وجهك - شك عبد الله بن حسان أي الحرفين حدثته المرأتان - أتغلب إحداكن أن تصاحب في الدنيا معروفا فإذا حال بينه وبين من هو أولى به استرجع ثم قال رب اسني ما ارحيت رواحتي على ما أبقيت فوالذي نفس محمد بيده إن أحدكم ليبكي فيستعبر إليه صويحبه فيا عباد الله لا تعذبوا موتاكم - وفي رواية - لا تعذبوا إخوانكم) ثم كتب لها في قطعة أديم أحمر , (لقيلة والنسوة من بنات قيلة أن لا يظلمن حقا ولا يكرهن على منكح وكل مؤمن ومسلم لهن نصير وأحسن ولا تسئن))
هذا حديث غريب حسن يعد في إفراد أهل البصرة لا أعلم رواه إلا عبد الله بن حسان ورواه عن عبد الله جماعة سوى من ذكرناهم وقع لنا بدلا عاليا فقد رواه الإمام أبو الفضل الرازي , عن جعفر بن عبد الله الروياني , عن محمد بن هارون الروياني , عن عمرو بن علي , عن عبد الله بن سوار , ورواه محمد بن هارون أيضا , عن محمد بن إسحاق , ورواه أصحاب الإمام أبو عبد الله عنه , عن محمد بن أسعد الأبيوردني , عن محمد بن , عن أبي عمر الحوضي , وابن سوار , واللاحقي جميعا , عن ابن حسان فكأني رويته عنهم , وفي رواية الروياني (أنها كانت تحت رجل من بني عدي) , وفي رواية أخرى (من بني جناب من بني كلب) "
وبعد ذكر الرواية ذكر شرحه لبعض ما حاء فى الحديث من مفردات ظن أنها بحاجة للشرح فقال
وقوله (ولدت له نساء) يعني بنات , والصحابة بفتح الصاد جمع صاحب وقد تكون الصحابة مصدرا بمعنى الصحبة والموضع يحتملها, وقلوها (فبكت جويرية منهن) , وفي رواية (هنية منهن) وهي تصغير هنة كناية عن المرأة , والحديباء تصغير الحدباء والحدب ارتفاع الظهر خلقة , والفرصة ريح الحدب وهي أول تلك العلة التي يتولد الحدب منه , والسبيج قيل هو كساء من صوف أسود مأخوذ من السبيج وهو خرز أسود شديد السواد , وقال ابن السكيت هو تعريب شيء يعني القميص فعلى هذا يجوز أن يكون أن غيره ويرتكان أي تسرعان يرتكان وهو من جنس عدو البعير يقال رتك البعير إذا عدا ذلك العدو وارتكى حمله عليه , وانتفجت أي وثبت وخرجت , الفصية الفرج والتخلص تفاءلت بما رأت من خروج الأرنب من الضيق إلى السعة والعرب تتطير وتتفاءل بما ترى وتسمع عند الخروج إلى أمر يعرض لهم , وقولها (لا يزال كعبك أعلى) أي كعب الفتاة يكنون بذلك عن الشرف أي لا تزالن أشرف منه وأمرك أعلى من أمره , وقولها (سنح الثعلب) السانح أن يقطع السبع أو الطير الطريق من تمين الرجل إلى شماله , والبازح ذلك وقيل على العكس فيما يتطير العرب بأحدهما ويتفاءل بالاخر على اختلاف الأقوال فيه
لأنها تفاءلت بشيئين ثم كان الأمر على خلاف ما علمته , وقولها أدركتك والأمانة والأمانة قسم أقسمت بها أي أدركتك أثوب وتقلبت الثياب أرادت به التفاؤل أيضا, والتدحرج التقلب وهذا الفعل له أصل في الشرع وذلك عند الاستسقاء كما روي أنه (ص)حول رداءه وجعل أعلاه أسفله تفاؤلا أيضا , وانتفض ارتعد , وفاج وتفاج أي باعد ما بين رجليه كما يفعل البائل حين يريد البول , وقد كانت العرب تصنع أشياء من رموز أنفسهم فيكون كما يظنون , والصلت المجرد, واألت أي لجأت والحواء البيوت المجتمعة , والضخم العظيم وهي صفة دون الصفة , واقتحمت أي دخلت بعنف , وظبته أي جده , وطائفه أي قطعه , الرأس جوانبه , والقرنان ناحيتا نوالها في رأسيه ما الوقف على لغة قوله تبارك وتعالى "ما أغنى عني ماليه * هلك عني سلطانيه" , وقوله يا دفار مبني على الكسر أي يا منتنة , وقولها تحسب عني نائمة العين في عني مبدلة من الهمزة وهي لغة بني تميم تسمى العنعنة أعن ترسمت مزخرفا منزلة , يريد أئن ترسمت فعلى هذا نائمة برفع الهاء خبر لأن , ورواه بعضهم جاهلا بهذه اللغة (تحسب عيني نائمة) بنصب الهاء مفعولا الواحد والجمع فيه سواء , وهو بجماعة يجتمعون بالليل يتحدثون , وقوله وأبيك قسم أيضا على عادتهم , وغاديا ذا صباح أي خارجا أول النهار يزيدون ذا في ألفاظ تأكيدا لها كما يقولون ذات يوم وذات ليلة , وثولها بين سمع الأرض وبصرها قيل فيه أقوال , قال أبوة عبيد وجهه عندي أنها أرادت أن الرجل يخلو بها ليس معها أحد يسمع كلامها أو يبصرها دون الأشياء والناس , وقال بعضهم أي بين طولها وعرضها , وفي رواية وقد سمعت ما قالا فشددت عليه يعني على الجمل الرحل ثم سألت عنه , وفي رواية ونشدت عنه بمعنى سألت , وقولها مناخة عنده ركابه أي جماله , وفي رواية مناخه عند ركابه"
والمخطوطة الحديث فيها بها بياضات وكلمات ساقطة ولذا رأيت نقله من مصدر أخر وهو معرفة الصحابة لابن منده
"عن عبد الله بن حسان بهذا السند أنها أخبرتهما أنها كانت تحت حبيب بن أزهر، أحد بني جناب، فولدت النساء ثم توفي فانتزع بناتها منها ثوب بن أزهر، وهو عمهن، فخرجت تبتغي الصحبة إلى رسول الله (ص) في أول الإسلام، أي إسلام قومها، فبكت جويرية منهن هي أصغرهن حديباء كانت قد أخذتها الفرصة، عليها مسح من صوف، فاحتملتها معها، فبينما هما ترتكان الجمل إذا انتفجت الأرنب، فقالت الحديباء الفصية، لا، والله لا يزال كعبك أعلى من كعب أثوب في هذا الحديث أبدا، ثم لم لما سنح الثعلب سمته اسما غير الثعلب، فقالت فيه ما قالت في الأرنب، فبينما هما ترتكان الجمل إذ برك وأخذته رعدة، فقالت الحديباء أدركتك والأمانة أخذة أثوب. قال فقلت، واضطررت إليها ويحك! فما أصنع؟ قالت قلبي ثيابك ظهورها لبطونها، وتدحرجي ظهرك لبطنك، وقلبي أحلاس جملك، ثم جعلت سبيجها فقلبتها، ثم تدحرجت ظهرها لبطنها، ففعلت ما أمرتني به، فانتقض الجمل، فقام فناخ وبال، فقالت أعيدي عليه أذانك، ففعلت ثم خبا يرتد، فإذا أثوب يسعى على اثارنا بالسيف صلتا، فوألنا إلى حواء ضخم فداره حيث ألقي الجمل إلى رواق البيت الأوسط، وكان جملا ذلولا، ثم اقتحم داخله، فأدركني أثوب بالسيف، فأصابت ظبته طائفة من فرويته، فقال ألقي إلي ابنة أخي يا دفار، فرمت بها إليه فجعلها على منكبه، فذهب بها، فكنت أعلم به من أهل البيت.
فمضيت إلى أخت لي ناكح في بني شيبان أبتغي الصحابة إلى رسول الله (ص)، فبينا أنا عندها ذات ليلة من الليالي تحسب أني نائمة إذ جاء زوجها من السامر، فقال وأبيك لقد وجدت لقيلة صاحب صدق. فقالت أختي من هو؟ فقال هو حريث بن حسان الشيباني وافد بكر بن وائل. فقالت أختي الويل لي، لا تخبر بهذا أختي، فتذهب مع أخي بكر بن وائل بين سمع الأرض وبصرها ليس معها من قومها رجل. قال لا ذكرته لها. قالت وأنا غير ذاكرة لهذا.
فغدوت وشددت على جمل وسمعت قائلا يقول، فنشدت عنه، فوجدته غير بعيد، وسألته الصحبة، فقال نعم وكرامة، وركابه مناخة عنده.
فخرجنا معه صاحب صدق حتى قدمنا على رسول الله (ص) وهو يصلي بالناس صلاة الغداة قد أقيمت حين شق الفجر والنجوم شابكة في السماء، والرجل لا تكاد تعارف مع ظلمة الليل، فصففت مع الرجال وأنا امرأة حديثه عهد بالجاهلية، فقال لي الرجل الذي يليني من الصف امرأة أنت أم رجل؟ فقلت لا، بل امرأة، فقال إنك كدت تفتنيني فصلي وراءك في النساء؛ فإذا صف من النساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته حيث دخلت، فكنت معهن.
فلما طلعت الشمس دنوت، فكنت إذا رأيت رجلا ذا رواء وذا قشر طمح إليه بصري لأرى رسول الله (ص) فوق الناس، فلما ارتفعت الشمس جاء رجل، فقال السلام عليك يا رسول الله، فقال "وعليك السلام ورحمة الله"، وعليه أسمال مليتين قد كانتا مزعفرتين، وقد نقضتا، وبيده عسيب نخلة قفر غير خوصتين من أعلاه وهو قاعد القرفصاء؛ فلما رأيت رسول الله (ص) المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق، فقال لي جليسه يا رسول الله، أرعدت المسكينة، فقال بيده ولم ينظر إلي وأنا عند ظهره "يا مسكينة، عليك السكينة"، فلما قالها أذهب الله ما كان في قلبي من الرعب، وتقدم صاحبي فبايعه على الإسلام وعلى قومه، ثم قال يا رسول الله، اكتب بيننا وبين بني تميم بالدهناء لا يجاوزها إلينا إلا مسافر أو مجاوز.فقال "اكتب له يا غلام بالدهناء"، فلما رأيته قد أمر له بها شخص بي، وهي وطني وداري، فقلت يا رسول الله، إنه لم يسألك السوية من الأرض إذ سألك، إنما هي الدهناء مقيد الجمل، ومرعى الغنم، ونساء بني تميم وأبناؤها وراء ذلك. فقال "امسك يا غلام، صدقت المسكينة، المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر، ويتعاونان على الفتان" ، فلما رأى حريث أنه قد حيل دون كتابه ضرب بيديه إحداهما على الأخرى، ثم قال كنت أنا وأنت كما قال حتفها ضائن تحمل بأظلافها.فقلت أنا والله ما علمت إن كنت لدليلا في الظلماء، جوادا أبدى الرجل عفيفا عن الرفيقة، حتى قدمنا على رسول الله (ص)، ولكن لا تلمني أن أسأل حظي إذا سألت حظك. فقال وما حظك في الدهناء؟ لا أبا لك! فقلت مقيد جملي تسأله لجمل امرأتك. فقال لا جرم، إني أشهد رسول الله (ص) أني لك لا أزال أخا ما حييت إذا أثنيت على هذا عنده. فقلت أما إذ بدأتها فلن أضيعها. فقال رسول الله (ص) "أيلام أهل ود أن يفصل الخطة أو ينتظر من وراء الحجزة"؟ قالت فبكيت، فقلت والله يا رسول الله، لقد كنت ولد حرام فقاتل معك يوم الربذة، ثم ذهب يمتري من خيبر فأصابته حماها فمات. فقال "والذي نفس محمد بيده، لو لم تكوني مسكينة لجررناك على وجهك، أتغلب إحداهن أن تصاحب صويحبة في الدنيا معروفا، فإذا حال بينه وبينه من هو أولى به استرجع، ثم قال رب أنسني ما أمضيت، وأعني على ما أبقيت، فوالذي نفس محمد بيده إن إحداكن لتبكي فتستعيذ إليه صويحبة؛ فيا عباد الله، لا تعذبوا إخوانكم"، ثم كتب لها في قطعة أديم أحمر لقيلة والنسوة بنات قيلة بأن "لا يظلمن حقا، ولا يكرهن على منكر، وكل مؤمن مسلم لهن نصير حسن ولا يسأن"
والرواية لم تحدث فهى رواية مفتراة كمعظم الروايات بما يلى من الأخطاء :
الأول صلاة الفجر وهو النهار فى ظلام الليل فى قولها:
"وهو يصلي الناس صلاة الغداة وقد أقيمت حين شق الفجر والنجوم شابكة في السماء والرجال لا تكاد تعارف من ظلمة الليل "
وهو ما يناقض كون الفجر يظهر فيه نور النهار من ظلام الليل كما قال تعالى "حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر"
الثانى هو صلاة النساء مع الرجال فى قولهم:
"فصففت مع الرجال امرأة حديثة عهد بجاهلية , فقال: إنك قد كدت تفتنيني , فصلي في النساء وراءك وإذا صف النساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته حين دخلت"
وهو ما يخالف أن الصلاة فى المساجد العامة للرجال فقط كما قال تعالى "لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين"
وقال :
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"
الثالث أن المرأة ذهبت وحدها مه الصحابى اما كانت عند أختها فى قولهم:
" فغدوت فشددت على جملي فوجدته غير بعيد , فسألته أتصحبني؟ فقال نعم وكرامة , وركابه مناخة عنده فخرجت معه صاحب صدق" وهو ما يناقض أنهما اثنتان فى قولهم"حدثته المرأتان "
الرابع تعذيب الموتى بكلام أو فعل الأحياء فى قولهم:
"فيا عباد الله لا تعذبوا موتاكم"
والخطأ تحمل الإنسان ثواب أو عقاب عمل غيره خاصة الميت وهو يخالف أن الإنسان ليس له إلا سعيه أى عمله وفى هذا قال تعالى "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "كما أن لا أحد يأخذ ثواب أو عقاب أحد مصداق لقوله تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى "
الخامس أن النبى(ص) كتب الدهناء لقوم أو رجل دون بقية المسلمين ويخالف هذا أن الله جعل الأرض وما عليها ملكية مشتركة للمسلمين فقال "أن الأرض يرثها عبادى الصالحون "ومن ثم لا يحق لأحدهم أن يمتلك منها أكثر من الأخر كما أن الإقطاع تكريس لغنى الأغنياء الذى طالب الله بإقلاله قدر الإمكان بعدم إعطاءهم من الفىء والغنيمة فقال "كى لا يكون دولة بين الأغنياء منكم "كما أن الإقطاع مبنى على التمييز بين المسلمين فى العطاء وهو ما يخالف تساوى المسلمين فى العطاء