رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,708
- الإقامة
- مصر
ولكن الاختلاف السلوكي الأكبر بين الرجال والنساء هو في عدوانية (aggression) الرجال الطبيعية والمتأصلة فيهم والتي تفسر إلى حد بعيد هيمنتهم التاريخية على بقية الأجناس الأخرى، والرجال لم يتعلموا هذه العدوانية من أجل استخدامها في الحرب الدائرة بين الجنسين، ونحن بدورنا لا نعلم أطفالنا كي يصبحوا عدوانيين، مع أننا في الواقع نحاول عبثاً أن ننزع منهم عدوانيتهم، وحتى أكثر الباحثين معارضة للاعتراف بالفوارق بين الجنسين يقرّون بأن العدوانية هي ميزة ذكورية، وأنه لا يمكن تفسير وجودها من خلال عملية التكيف الاجتماعي
وبإمكان الرجال والنساء أن يجعلوا حياتهم أكثر سعادة، وأن يفهموا ويحبوا فيها بعضهم أكثر، كما يمكنهم تنظيم عالمهم بشكل أفضل، إذا ما اعترفوا بفوارقهم، ويستطيعون بعد ذلك أن يؤسسوا حياتهم على الأعمدة الثنائية لهوياتهم الجنسانيّة المميزة فلقد حان الوقت كي نتوقف عن التنازع العقيم حول مقولة إنّ الرجال والنساء خلقوا متساوين، فهم لم يخلقوا كذلك ولن يستطيع أي مقدار من المثاليّة أو من الخيال الطوبائي تغيير هذه الحقيقة، ولكنها بالتأكيد ستؤدّي إلى توتر العلاقة بين الجنسين " واستخلص الكاتب والكاتبة في نهاية أبحاثهم على أنّ:
- النساء ليست لديهنّ رغبة في فعل ما يفعله الرجال
- إن طفلة بعمر ساعة واحدة تتصرف بطريقة تختلف عن تصرفات طفل ذكر من العمر نفسه المجتمع لا يحدث أثره بهذه السرعة؟
- في الأسبوع الأول من ولادتهن فإن البنات، وليس الأولاد، هن اللواتي يستطعن التمييز بين أصوات صراخ طفل وضجيج عادي من نفس حدة النبرات المجتمع لم يكن راقداً بجوار مهد الطفل يعلمه التمييز بين الأصوات؟
- النساء أكثر حساسيّة للصوت والرائحة والتذوق واللمس من الرجال والنساء يمتلكن القدرة على تمييز الفوارق الدقيقة في الصوت والموسيقى بسهولة أكبر، والفتيات يكتسبن المهارات اللغوية وطلاقة اللسان والحفظ قبل الأولاد، كما أنّ الإناث أكثر حساسيّة للمضامين الشخصية والاجتماعية، وأكثر مهارة في فهم التلميحات التي تحويها التعبيرات اللفظية والإيماءات، وهن أسرع من الرجال في عمليات تحليل المعلومات الحسيّة والشفهية، لأنهنّ يعتمدن بشكل أكبر على إحساسهنّ الداخلي
- لكنّ الرجال هم الأفضل في المهارات التي تتطلب قدرات مكانية، وهم أكثر عدوانية وحباً في تأكيد الذات
- هناك فروق بدنية (حجم الجسم والتقاطيع الجسدية، والهيكل العظمي، والأسنان، وفترة البلوغ الخ) فإن هناك اختلافات جوهرية موازية في الوظائف الدماغية
- الفتيات اللاتي تعرَّضن إلى الهرمونات الذكرية داخل الرحم أصبحن أكثر تأكيداً للذات وثقة بالنفس، وفضلن حين كن طفلات صغيرات صحبة الأولاد والمشاركة في الأنشطة التي تدور خارج المنزل، كما أنهن أقل اهتماماً من أخواتهن بالعرائس واللعب المستغرق في الأحلام ورواية القصص والحديث إلى الفتيات الأخريات، ويصل الأمر في النهاية إلى أنهن يصبحن أقل اهتماماً بأمور الأمومة أما الأولاد الذين تعرضوا لهرمون الأنوثة داخل الرحم، فقد انتحوا في سلوكهم ناحية السلوك الأنثوي؛ فأصبحوا أقل عدوانية وتأكيداً للذات وإقبالاً على الألعاب الرياضيّة
وهنالك أيضاً فروق مورفولوجية بين أدمغة الرجال والنساء - بمعنى أنّ هناك اختلافاً في التركيب أو الشكل ففي الرجال يكون الدماغ مركباً بشكل مُحكم وفعّال يمكنه من تحليل المعلومات البصريّة والمكانيّة والتفكير الرياضي، وحيث أنّ الرجال يتفوقون في هذا المجال فإنهم يستدعون بصورة أكثر هذه الإمكانات في طريقة تعاملهم مع الحياة - بالتحليل وإطلاق النظريات وبنفس الطريقة فإنّ عقل المرأة مصمم لمهارات تتطلب الدقة والتتابع والطلاقة اللغوية وبناء على ذلك فإن خلفية عالمهن ليست كتلك التجريديّة الصريحة للرجل، ولكنها أشبه ما تكون بصورة مصغرة أحكمت تفاصيلها والنساء يتمتعن بترابط أكثر بين شقي الدماغ، وهذا يعزز لديهن المهارات اليدوية التي تستخدم اليدين معاً، وأحياناً يكون هذا الاتصال بين نصفي الدماغ مصدراً للإرباك ومعرقلاً للكفاءة - كمن يحاول أن يركز انتباهه عندما يكون هناك من يتحدث في الجوار - لكن الفائدة تكمن في القدرة الزائدة على ربط وفهم ونقل المعلومات اللفظية وغير اللفظية وكذلك العاطفة وحيث أنّ جنس الدماغ يتحدد وهو في مرحلة التكوين العصبي داخل الرحم فإن اختلاف جنس الدماغ لا يظهر بشكل كامل حتى تبدأ هرمونات البلوغ في التدفق، وآنذاك تظهر الاختلافات وتتعزز حسب ارتفاع وانخفاض تدفق الهورمونات، وهي - إذا اتخذت منحى التطرف - ستدفع بالرجال إلى العنف وبالمرأة إلى التقلبات السلوكية والنفسيّة غير المنطقيّة وفي الغالب فإنها تعطي الرجال قدراً أكبر من الثقة بالنفس والقدرة على التركيز والتفرد بالرأي والعدوانيّة المرسومة للحوافز والطموح، بينما هي عند النساء تنمّي الحاجة والرغبة إلى إقامة وإدامة علاقات حميمة مع من حولهن من الناس ويؤثر مستوى الهرمون الذكري عند سن البلوغ على مستوى الكفاءة العقليّة عند الرجال، فالمستويات الهرمونيّة المرتفعة جداً أو المتدنيّة جداً تكبح المهارات الرياضيّة والقدرات المكانيّة بالطريقة نفسها التي تتركها عمليّة مزج الوقود بالنسبة للسيارة - حين يكون هذا المزج كثيراً جداً أو قليلاً جداً بمادة الأوكتين - من ضعف في كفاءة أداء محركها والعبقرية الرياضية ربما يكون لها ذلك المستوى المتوسط من الهرومون الذكري
وفي مرحلة متقدمة من العمر وحين تبدأ ينابيع الهرمونات بالنضوب، تأخذ هذه الفروقات العقلية بفقدان طابعها الحاد الذي كانت تستمد عناصر قوتها منه، فتصبح المرأة أكثر عدوانيّة ورغبة في تأكيد الذات، وذلك لأنّ الهرمونات الأنثوية تكون قد فقدت عناصر قوتها وقدرتها على تحييد الهرمون الذكري والمتواجد لدى جميع النساء فهنالك أساس بيولوجي لذلك النمط الشائع من النساء المتقدمات في العمر، والمتميز بظهور الشعر في وجوههن إلى جانب بروز بعض النزوات والأطباع الغريبة أما الرجال فإن اتجاهاتهم يظهر عليها الضعف حين يأخذ مستوى التستوسترون لديهم في الهبوط وبالتالي يصبحون أقل قدرة على تحييد الهرمونات الأنثوية المتواجدة عندهم بشكل طبيعي، ولو نظرنا إليهم وهم يتأملون حديقة المنزل لوجدناهم يتساءلون عن السبب الذي جعلهم يبددون هذا العمر الطويل في الصراع والكفاح في سبيل الصعود الوظيفي
فالعلم، بناء على ذلك يستطيع أن يقدم لنا تفسيراً للطريقة التي أصبح فيها الرجال والنساء مختلفين عن بعضهم، ولكن بعض السياسيين، المنادين بمساواة المرأة بالرجل، سوف ينكرون صدق العلم وفي الحقيقة فإن قلة من العلماء يجادلون بأنّ الآراء السياسية المطالبة بالمساواة قادرة على أن تبطل سلامة العلم نفسه، فأحد الكتّاب يقول بأننا خاضعون بقوة لفكرة تساوي الجنسين وإنّ الجو الجنساني مشحون لدرجة أنّ الباحثين وبحوثهم - إرادياً أو لا إرادياً - تكون عادة متحيّزة، وبأنّ آلاف الدراسات الإكلينيكيّة تخلو من أي معنى، وأنّ الفروق التركيبيّة ليست ذات أهمية، والمقالات الأكاديميّة التي لا حصر لها إنما ذهبت أدراج الرياح وهي تحاول أن تدعم مغالطة علميّة ويعتقد آخرون بأنّه حتى لو كان العلم مصيباً فإنه لا حق لأحد في أن يستمع إلى هذا الصدق بسبب التخوف من إساءة استخدام هذه الحقيقة العلميّة لاحقاً ويعبّر أحد علماء وظائف الجسم النرويجيين عن ألمه فيقول:
" الناس المثقفين، ومن بينهم أولئك الذين وصلوا أعلى المراتب بين جمهرة العلماء، يُظهرون الجهل نحو الحقائق البيولوجيّة الأوليّة، أو أنهم ببساطة ينكرونها، والبعض يتمسك بالرأي القائل بأنه حتى لو كانت الفوارق في السلوك بين الجنسين ترجع في جزء منها إلى فوارق بيولوجيّة بينهما، إلا أنّ المناقشات في هذا المجال يجب ألا تجري حتى لا نُخاطر بمنح أنصار العنصريّة والعناصر غير الديموقراطيّة مبرراً للتمسك بآرائهم"
إنّ كاتب المقالة السابقة يعتقد بأنّ من واجب العلم أن يتصدى لهذا الرأي؛ أولاً لأنه رأي غير علمي، وثانياً لأنه يشوش إحساسنا بالعدالة، والتي لن نستطيع الكفاح من أجل تحقيقها إلا من خلال معرفة حدود وإمكانات طبيعتنا البيولوجيّة
إنّ إهمال الحقائق الأساسيّة للطبيعة البشريّة يكون في أقل الاحتمالات في مستوى خطورة إساءة تفسير تلك الحقائق
إنّ الرأي، والذي نحن من أنصاره، يجادل بأننا نستطيع الاستفادة أكثر من هذا العالم متى ما فهمنا كيفيّة تركيبه وصنعه أكثر مما لو كنا نحاول أن نبني العالم الذي نريد من مواد ولوازم لا نعرف عنها شيئاً
فالجهل أو الإنكار للفروق لم يجعلا العالم مكاناً طيباً للعيش بالنسبة للمرأة والعالم الأنثروبولوجي الأمريكي ليونيل تايجر Lionel Tiger يقول في هذا الصدد، إنّ المفاهيم المتداولة الآن في العالم حول المساواة بين الرجل والمرأة قد أدت في واقع الأمر إلى مزيد من عدم المساواة بينهم وإذا كنت ممن يرفضون الأدلة حول الفوارق الجنسانية فإنك بهذا لا تغيّر مؤسسات وبناءات المجتمع بطريقة تسمح بتسويّة هذه الفروق ولذلك، " ففي هذا الوقت يتعين على النساء أن يقمن بتسوية الخلاف مع أنفسهن، وهن اللائي يُطلب منهن أن ينافسن الرجال في مؤسسات يقوم الرجال بتوجيهها، وتكون النتيجة النهائيّة لذلك هي في حرمانهن المتواصل، والمزيد من التذمر والقلق الذي نشهده حالياً"
ويسرد البروفيسور تايجر مثالاً معبراً لذلك: إن أداء الفتيات لامتحان كتابي يهبط بمعدل 14% استناداً إلى وقت الدورة الشهريّة، والبعض من العقليات الأنثويّة الممتازة يحكم عليها بالحصول على نتائج من الدرجة الثانية بحكم الأمور البيولوجيّة ومجرد مصادفة التقويم (Calendar) ، وهذا لا يمكن اعتباره عدلاً بأي شكل من الأشكال، ومع ذلك فإنّ العديد من النساء يفضلن القبول بهذا الإجحاف على أن يطالبن بنظام للاختبار يقر ويُدخل في اعتباره هذه الإعاقة الأنثويّة البيولوجيّة ولو أنّ نسبة مماثلة من الرجال عانت من إعاقة مشابهة لتلك التي للنساء، لكان ذلك رهاناً رابحاً بأنّ تشريعاً سيوضع للتخفيف من آثارها
ومع ذلك يظل ذوو النوايا الحسنة من الساسة والمربين على إصرارهم، وإن كان بوسائل أقل تعسفاً، في رسم نهاية للفوارق الجنسانيّة الشائعة؛ ففي فصول المدارس التقدميّة يقرأ الأطفال عن الأميرة التي تنتصر على التنين وتُنقذ الأمير وترسم لنا الكتب صور نساء إطفائيّات ومن سائقات الشاحنات أما المعلم المعادي لمبدأ اختلاف الجنسين فيقترح على طلبته أن يكتبوا موضوع إنشاء يبدأ بالكلمات التالية: "لبست نادية قفازات الملاكمة ودخلت إلى الحلبة" كما أنّ الفتيات يجب أن لا يسمعن المديح بسبب تفوقهن في النظافة والهندام، ولا ينبغي للطلاب دون الفتيات أن يسمعوا التقريع بسبب سلوكهم المشاغب - "ما لم يتمادوا في سلوكهم هذا" وإنّ عملية التعليم التي تقوم على المساواة بين الجنسين عملية كليّة يجب أن تشمل كل جوانب بيئة الفصل الدراسي"
ولكن ثمة مشكلتان هنا:
- الأولى وهي حتميّة الكذب باسم التعليم - والأسوأ من ذلك هو أنه كذب لا يخفى حتى على الأطفال
- والثانية أنّ هذه الطريقة الكلية لن تترك سوى القليل من الوقت لتعلم أي شيء آخر، وربما يكون من أكثر الأمثلة سذاجة على (المَحو الجنساني) هو نظام إدخال المعلومات الذي يدرج أوتوماتيكياً كلمة أو (هي) بعد كل كلمة (هو) يقوم الطابع بإدخالها، فهذا يضمن التخلص الأوتوماتيكي من الكتابة المتحيزة جنسانياً وبهذا نحصل على قمة مكننة اللغة في هذه المسالة
إنّ الشعارات لا تغير من الحقيقة شيئاً، علينا أن نضع نهاية لتلك الاهتمامات العقيمة المرتكزة على المساواة الاصطناعية، والتخلي عن عمليات الإنكار المضنية وغير الطبيعية، وأن نحقق بدلاً من ذلك الاستمتاع بذواتنا، وأن نغرس علاقة جديدة بين الرجال والنساء
دماغ الرجل يحتوي 228 مليار خلية مقابل 193 ملياراً عند المرأة:
أجرى الباحثان الدكتورة بنت باكنبرغ والبروفيسور جورغر غوندرس تحليلاً ل 94 دماغاً سليماً لدنماركيين فارقوا الحياة تتراوح أعمارهم بين 20و 90 سنة ونشرا أبحاثهما في جورنال اوف كومباراتيف نورولوجي
وخلص الباحثان إلى أنّ أدمغة الرجال تحتوي على ما معدله 228 مليار خلية مقابل 193 مليار خلية في أدمغة النساء
وأعلنت الدكتورة باكنبرغ لوكالة فرانس برس: لقد فوجئنا بهذا الفارق ولم نكن نعتقد بأنه كبير إلى هذه الدرجة؛ حتى وإن كان وزن دماغ الرجل يفوق وزن دماغ المرأة ( يزيد وزن دماغ الرجل عن دماغ المرأة 150 غراماً )
وأضافت باكنبرغ "من الممكن في هذه الاختبارات أن يكون الرجال أفضل من النساء في بعض المجالات ولكنهم ليسوا بشكل عام أكثر ذكاءً "
سيما هنا نقلت من البحوث الغربية ما يثبت أن المساواة محالة علميا وأن ما يقوم به الكاذبون ممن يمسكون زمام التعلم عن المساواة بين الجنسين لا يدخل فى عقول الأطفال لأنهم يرون الواقع يكذبه والمسألة لا تحتاج إلى أبحاث تثبت الفروق فالفروق واقع أمام أعين الكل فى التكوين الجسمانى وليس هناك دليل أعظم من هذا على كذبهم
ثم تناولت سيما السمات النفسية والعقلية فقالت:
"المبحث الثالث :ليس الذكر كالأنثى في السمات النفسية والعقلية :
المطلب الأول: سمات الأنثى النفسية والعقلية
تشير البحوث العلمية إلى أّن العاطفة هي السمة الأساسية التي تتسم بها نفس حواء
من سمات الأنثى النفسية والعقلية:
1- القدرة على التأثير بالإيحاء
2- سرعة الاستجابة للدوافع
والدافع مؤشر قوي يدفع الكائن الحي إلى القيام بسلوك يرمي إلى تحقيق غرض محدد
3- سرعة التأثر العاطفي
4- الرغبة في التنوع
5- الحساسية والمرونة
تظهر على كثير من بنات حواء مظاهر النشاط والصحة والمرح والابتهاج، ولكن تنتابهنّ مشاعر الضيق والانقباض في أثناء فترة الحيض مثل العصبية وعدم الانسجام وسرعة التهيج والحساسية المرهفة وكثرة تقلب المزاج
6- التماس حواء لعون الرجل وحمايته
7- سمة التقبلية
من الناحية الوجدانية تميل المرأة إلى أن تكون الموضوع المعشوق الذي يحظى بالإعجاب فلها الميل الفطري للتزين وأن تكون على أجمل صورة وأبهى منظر لتعشق وتُحب
8) سمة الحدس والإلهام
9) سمة الاحتواء والرعاية
وتظهر سمة الاحتواء عند المرأة فسيولوجياً في عملية الحمل ، ثم في احتضان الطفل
10) الأمومة:
هي الغريزة الفطرية المحورية التي تتمركز حولها حياة الأنثى منذ الصبا إلى الشيخوخة
المطلب الثاني: سمات الذكر النفسية والعقلية
يكمن شيء من الطموح عادة ًفي تفكير الرجل وسلوكياته وتتجلى هذه السمة عنده في الرغبة المتزايدة في القوة والسيطرة والكمال بوجه عام
يتميز عقل الرجال بصفة عامة بالسمات التالية:
1) التفكير المنطقي المنظم في حل المشاكل
2) التفكير الإبداعي الابتكاري
3) القدرة على التركيز العقلي ومواصلته اتجاه هدف محدد
إن الله -سبحانه وتعالى- خلق الجنسين الذكر والأنثى يكمل أحدهما الآخر، لكل منهما وظيفته التي تتفق مع الفطرة الإنسانية التي أودعها الله بهما
إنّ الله تعالى خلق الجنس البشري من نوعين، يكمل أحدهما الآخر، وأن كلاً منهما يتجه في الحياة اتجاهاً يسير جنباً إلى جنب مع اتجاه الجنس المقابل، ليؤدي كل واحد منهما الوظيفة التي تؤهله صفاته للقيام بها نحو المجتمع الإنساني،، ولا شك أنّ رقي الإنسانية الحقيقي لا يكون إلاّ بتوزيع الأعمال، وملائمة كل جنس للوظيفة التي يقوم بتأديتها في هذه الحياة، فالرجل،، مستعد بطبيعته وقواه الجسمية إلى الزعامة والقيادة، لقدرته على التصرف عند المواقف الحرجة، وعلى الابتكار للخروج من المآزق بسرعة، أما المرأة فليس لها هذا الاستعداد، ولكنها تفوق الرجل في الصبر والجلد والقدرة على المقاومة والسرعة في التنفيذ، ولذلك كان الرجل أكثر استعداداً للتنفيذ، ولما تمتاز به المرأة من الصبر وقوة الوجدان والحنو والشفقة، تستطيع أن تكون أمّاً وممرضة، وسلوة للرجل إذا حلت به النكبات، أو استولت عليه الهموم، فترى المرأة بذلك عوناً للرجل، وترى الرجل عوناً للمرأة كذلك والمرأة أقرب ما يكون إلى المزاج الانفعالي وهي عملية أكثر منها فلسفية ونستطيع القول أن المرأة تحمل لواء العاطفية والرجل يحمل لواء العقل"
لا يمكن إنكار وجود فروق نفسية قائمة على الحمل والولادة والرضاعة مرتبطة بالأطفال يسمونها العاطفة أى الحنان وحتى الحيض
وفى الفصل الثالث تناولت سيما مساواة الإسلام بين الذكر والأنثى فى أمور والفروق بينهما فى أمور فقالت:
"الفصل الثالث: الأمور التي ساوى وفرق بها الإسلام بين الذكر والأنثى
المبحث الأول: المساواة بين الذكر والأنثى في الإسلام:
ساوى الإسلام بين الذكر والأنثى في أمور عدة منها :
المطلب الأول: القيمة الإنسانية
يسوي الإسلام بين الرجل والمرأة في القيمة الإنسانية الإنطولوجية ( الوجودية ) ، حيث خلق الله الأثنين من طينه واحدة ومن معين واحد ، فلا فرق بينهما في الأصل والفطرة ، ولا في القيمة والأهمية والمرأة هي نفس خلقت لتنسجم مع نفس، وروح خلقت لتتكامل مع روح وشطر مساو لشطر قال تعالى : { والله خلقكم من تراب ، ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجاً } والإسلام يقرر أن قيمة أحد الجنسين لا ترجع كون أحدهما ذكراً والآخر أنثى بل ترجع إلى العمل الصالح والتقوى قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا ًوقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، إن الله عليم خبير }
المطلب الثاني: المساواة بين الذكر والأنثى في المسؤولية الخاصة والعامة وفي الثواب والعقاب
كل إنسان في ميزان الله مسئول عن عمله
قال تعالى : { كل إمرئٍ بما كسب رهين } قال تعالى : { ولا تزر وازرة وزر أخرى } قال تعالى : { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى }
فالعمل الصالح سواء عمله الذكر أم الأنثى له الثواب والأجر عند رب العالمين -عز وجل-قال تعالى: { ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً }
المطلب الثالث: المساواة بين الجنسين في العقوبات لا مفاضلة
قال تعالى: { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله } قال تعالى: { الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلده }
هذه المساواة بين الجنسين في المسؤولية الخاصة، أمّا العامة منهم أيضا ًمتساووين فيها؛ كلٌ حسب ميدانه ليكونا مجتماً مستقيماً دعائمه إيمانية
قال تعالى: { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم}
المطلب الرابع: المساواة بين الذكر والأنثى في الحقوق المدنية
ساوى الإسلام بين الجنسين في الحقوق المدنية على كافة مستوياتها، من تملك وتعاقد وبيع وشراء ورهينه وهبه وحق في توكيل الغير أو ضمانه فللمرأة شخصيتها الكاملة مثل الرجل في الإسلام لها حق التصرف في حالها قبل الزواج وبعده كيفما شاءت في إطار الشريعة الإسلامية
المطلب الخامس: المساواة بين الذكر والأنثى في حق إبداء الرأي
الإسلام أعطى المرأة حقها كاملاً من حيث الحوار والمجادلة وإبداء الرأي
قال تعالى: { قد سمع الله قول التي تجادلاك في زوجها وتشتكي إلى الله }
وأيضاً أم سلمه زوج النبي (ص) لما استشارها النبي - صلى الله عليه وسلم - في أثناء صلح الحديبية أبدت رأيها وكان هو الرأي الذي أخذ به الرسول (ص)المطلب السادس: المساواة بين الذكر والأنثى في حق التعلم والتعليم قال تعالى: { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب }العلم لا يستوي مع الجهل ، فالإنسان لا يمارس الصواب ويحيد عن الخطأ؛ إلاّ إذا اكتسب علماً أهله لذلك
قالت عائشة: " نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين "
عن أبي سعيد الخدري قالت النساء للنبيّ (ص): غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك فوعدهنّ يوماً، لقيهنّ فيه فوعظهنّ وأمرهنّ "
المطلب السابع: المساواة بين الذكر والأنثى في حق الانفصال
الإسلام كما أعطى للرجل حق الانفصال عن زوجته أعطى للمرأة هذا الحق، ولكن يفرق بينهما في كيفية وأسلوب هذا الانفصال " فهو يسوي بينهما في الحق، ويفرق بينهما في كيفية استخدام هذا الحق، حيث يعطي الرجل حق الطلاق ويعطي المرأة حق الخلع"
المبحث الثاني: الأمور التي فرق الإسلام فيها بين الذكر والأنثى:
ليس الذكر كالأنثى في:
المطلب الأول: بعض التكاليف التعبدية:
إن الله الذي خلق الرجل والأنثى يعلم كل ما يصلح ويلائم طبيعتهما في كل ميادين الحياة وبالتالي الإسلام يبني على أساس " الاختلافات الطبيعية القائمة بينهما تفرقة في بعض التكاليف التعبدية تهدف في المقام الأول والأخير مراعاة المرأة وصيانتها والتخفيف عنها ، رحمة بها وتقديراً لظروفها فمثلاً الإسلام يسقط عن المرأة الصلاة والصيام أثناء الحيض والنفاس دفعا ًللمشقة ولأمور أخرى الله أعلم بها
المطلب الثاني: ليس الذكر كالأنثى في بعض الأحكام الشرعية
ومن هذه الأحكام الشرعية :
- عورتها تخالف عورة الرجل، حيث أن بدنها كله عورة أمام الأجانب إلاّ وجهها وكفيها
- - لا تجب عليها صلاة الجماعة
- لا تسافر إلاّ مع زوجها أو محرم
- تقدم على الرجال في الحضانة والنفقة
- لا جهاد عليها
المطلب الثالث: ليس الذكر كالأنثى في النفقة
قال تعالى: { وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف }
الإسلام أعفى المرأة من جميع أعباء الحياة المعيشية والرجل هو المكلف بذلك ، فما تحتاج إليه المرأة من طعام وشراب وكساء ومسكن، إن كانت متزوجة فنفقتها واجبة على زوجها؛ وإن كانت غنية وإن كانت ليست متزوجة أو معتدة ، فنفقتها واجبة على أوليائها قال تعالى: { لينفق ذو سعة من سعته ، ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا ًإلاّ ما آتاها }
قال النبي (ص) لهند: ( خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف )
المطلب الرابع: ليس الذكر كالأنثى في الميراث
قال تعالى: { يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين }
بالنسبة لمسألة الميراث، فللذكر مثل حظ الأنثيين، ليست فيها أي محاباة لأحد الجنسين على الآخر وما هي إلاّ ملاحظة الحاجة، لا إقلالاً من قيمة المرأة فالرجل هو المكلف بالإنفاق في الأسرة مهما كانت المرأة غنية فعلى المعيل الإنفاق عليها فمراعاة التوازن بين أعباء الذكر والأنثى هي التي جعلت الذكر يأخذ ضعف الأنثى فالمساواة العادلة فهي التوريث حسب مقدار الحاجة
المطلب الخامس: ليس الذكر كالأنثى في أداء الشهادة
قال تعالى: { واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى } في الشهادة؛ شهادة امرأتين تعادل شهادة الرجل
من طبيعة المرأة النفسي وجد ان القدرة العاطفية هي المحور الأساسي الذي يوجه نفس حواء وتفكيرها وبالتالي " وجود امرأة أخرى كفيل بالقضاء على أي لون من ألوان الخضوع لأي انفعال أو تأثير أو إيحاء "
قال تعالى: { أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى }
فهذا الأمر لا يعدو أن يكون من قبيل الحيطة والاستيثاق والضمان، وليس فيه مطلقاً ما يخدش كرامة المرأة أو يقلل من إنسانيتها وقدرها
المطلب السادس: ليس الذكر كالأنثى في حق التعدد
تعدد الزوجات كان سائداً قبل الإسلام والإسلام لم يبتكره ولكنه قيده، فالإسلام أباح للرجل أن يجمع بين أربع نساء، واشترط العدل بينهنّ وهذا من رحمة الإسلام بالمرأة، فالمرأة يمكن أن تكون عقيم أو مريضة مرض مزمن أو غير ذلك، وبالتالي إمّا أن تتطلق أو يتزوج عليها زوجها زوجه أخرى وتبقى في بيت زوجها معززة مكرمة بتكريم الله تعالى لها، لكن العكس لو أن المرأة تزوجت أكثر من شخص في نفس الوقت فهذا يؤدي إلى اختلاط الأنساب فهي إن حملت؛ مَن صاحب الطفل؟
والمرأة بطبيعتها تحن لأن تكون مع رجل واحد دون غيره
من أسباب إباحة تعدد الزوجات:
1- قد يزيد عدد النساء في المجتمع عن عدد الرجال لظروف حرب أو غيرها
2- قد تكون رغبة الرجل في التعبير ممن طاقته الجنسية ملحة
3- من المعروف أنّ فترة الإخصاب عند الرجل تمتد إلى سبعين عاماً أو ما فوقها، بينما هي عند المرأة في غالب الأحيان تقف عند سن الخمسين أو قريباً منها وتلك فطرة الله التي فطر عليها كلاً من الذكر والأنثى
4- قد تكون الزوجة الأولى غير مهيأة للحمل والولادة أصلاً
5- قد يكون في التعدد كفالة لامرأة صالحة لا كافل لها، وحماية لها من ضغوط الحاجة
6- قد يكون في التعدد صيانة لزوجة شهيد من شهداء الإسلام ورعاية لأبنائه وكفالة لهم
7- قد يكون في التعدد رعاية ليتامى
فإن الإسلام وهو يبيح تعدد الزوجات إنما يتجاوب مع الواقع الذي يعيشه الناس في الحياة ويواجهه بالحلول الواقعية كذلك
المطلب السابع: ليس الذكر كالأنثى في حق القوامة
قال تعالى: { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم}
من أولى بالقوامة : المرأة أم الرجل ؟ العاطفة أم الفكر
درجة القوامة ما هي إلاّ درجة مسؤولية وتكليف وليست درجة تشريف
يقول الأستاذ أحمد موسى سالم : " إنّ القوامة للرجل لا تزيد عن أنّ له بحكم أعبائه الأساسية، وبحكم تفرغه للسعي على أسرته والدفاع عنها ومشاركته في كل ما يصلحها، أن تكون له الكلمة الأخيرة بعد المشورة ما لم يخالف بها شرعاً أو ينكر لها معروفاً أو يجحد بها حقاً، أو يجنح إلى سفه أو إسراف، من حق الزوجة إذا انحراف أن تراجعه وألاّ تأخذ برأيه، وأن تحتكم في اعتراضها عليه بالحق إلى أهلها وأهله أو إلى سلطة المجتمع الذي له وعليه أن يقيم حدود الله "
القوامة لم تظلم المرأة، وإنما الفهم الخاطئ هي الذي ظلمها وأساء إليها، والقوامة تحمل في طياتها تكاليف متعددة، وتشير إلى معانٍ عميقة، وتحمِّل الرجل مهام عظيمة، ومسؤوليات كبيرة، وتلزمه بواجبات كثيرة داخل البيت وخارجه ويتبع مسألة القوامة مسألة كيفية معالجة النشوز بالطريقة التي أخبرنا الله تعالى بها في القرآن الكريم قال تعالى { واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إنّ الله كان عليّاً كبيرا } قال القرطبي: " { واضربوهن } أمر الله أن يبدأ النساء بالموعظة أولاً ثمّ بالهجران، فإن لم ينجعا فالضرب، فإنه هو الذي يصلحها له ويحملها على توفيه حقه، والضرب في هذه الآية هو الضرب غير المبرح،، المقصود منه الصلاح لا غير" قال رسول الله (ص) : ( فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح) "
سيما هنا عبرت عن الفروق وعن المساواة تعبيرا يعتبر شبه كامل ورغم وجود مخالفات قليلة فيما قالته لكتاب الله فإن دفاعها فى الموضوع دفاع مقبول
وبإمكان الرجال والنساء أن يجعلوا حياتهم أكثر سعادة، وأن يفهموا ويحبوا فيها بعضهم أكثر، كما يمكنهم تنظيم عالمهم بشكل أفضل، إذا ما اعترفوا بفوارقهم، ويستطيعون بعد ذلك أن يؤسسوا حياتهم على الأعمدة الثنائية لهوياتهم الجنسانيّة المميزة فلقد حان الوقت كي نتوقف عن التنازع العقيم حول مقولة إنّ الرجال والنساء خلقوا متساوين، فهم لم يخلقوا كذلك ولن يستطيع أي مقدار من المثاليّة أو من الخيال الطوبائي تغيير هذه الحقيقة، ولكنها بالتأكيد ستؤدّي إلى توتر العلاقة بين الجنسين " واستخلص الكاتب والكاتبة في نهاية أبحاثهم على أنّ:
- النساء ليست لديهنّ رغبة في فعل ما يفعله الرجال
- إن طفلة بعمر ساعة واحدة تتصرف بطريقة تختلف عن تصرفات طفل ذكر من العمر نفسه المجتمع لا يحدث أثره بهذه السرعة؟
- في الأسبوع الأول من ولادتهن فإن البنات، وليس الأولاد، هن اللواتي يستطعن التمييز بين أصوات صراخ طفل وضجيج عادي من نفس حدة النبرات المجتمع لم يكن راقداً بجوار مهد الطفل يعلمه التمييز بين الأصوات؟
- النساء أكثر حساسيّة للصوت والرائحة والتذوق واللمس من الرجال والنساء يمتلكن القدرة على تمييز الفوارق الدقيقة في الصوت والموسيقى بسهولة أكبر، والفتيات يكتسبن المهارات اللغوية وطلاقة اللسان والحفظ قبل الأولاد، كما أنّ الإناث أكثر حساسيّة للمضامين الشخصية والاجتماعية، وأكثر مهارة في فهم التلميحات التي تحويها التعبيرات اللفظية والإيماءات، وهن أسرع من الرجال في عمليات تحليل المعلومات الحسيّة والشفهية، لأنهنّ يعتمدن بشكل أكبر على إحساسهنّ الداخلي
- لكنّ الرجال هم الأفضل في المهارات التي تتطلب قدرات مكانية، وهم أكثر عدوانية وحباً في تأكيد الذات
- هناك فروق بدنية (حجم الجسم والتقاطيع الجسدية، والهيكل العظمي، والأسنان، وفترة البلوغ الخ) فإن هناك اختلافات جوهرية موازية في الوظائف الدماغية
- الفتيات اللاتي تعرَّضن إلى الهرمونات الذكرية داخل الرحم أصبحن أكثر تأكيداً للذات وثقة بالنفس، وفضلن حين كن طفلات صغيرات صحبة الأولاد والمشاركة في الأنشطة التي تدور خارج المنزل، كما أنهن أقل اهتماماً من أخواتهن بالعرائس واللعب المستغرق في الأحلام ورواية القصص والحديث إلى الفتيات الأخريات، ويصل الأمر في النهاية إلى أنهن يصبحن أقل اهتماماً بأمور الأمومة أما الأولاد الذين تعرضوا لهرمون الأنوثة داخل الرحم، فقد انتحوا في سلوكهم ناحية السلوك الأنثوي؛ فأصبحوا أقل عدوانية وتأكيداً للذات وإقبالاً على الألعاب الرياضيّة
وهنالك أيضاً فروق مورفولوجية بين أدمغة الرجال والنساء - بمعنى أنّ هناك اختلافاً في التركيب أو الشكل ففي الرجال يكون الدماغ مركباً بشكل مُحكم وفعّال يمكنه من تحليل المعلومات البصريّة والمكانيّة والتفكير الرياضي، وحيث أنّ الرجال يتفوقون في هذا المجال فإنهم يستدعون بصورة أكثر هذه الإمكانات في طريقة تعاملهم مع الحياة - بالتحليل وإطلاق النظريات وبنفس الطريقة فإنّ عقل المرأة مصمم لمهارات تتطلب الدقة والتتابع والطلاقة اللغوية وبناء على ذلك فإن خلفية عالمهن ليست كتلك التجريديّة الصريحة للرجل، ولكنها أشبه ما تكون بصورة مصغرة أحكمت تفاصيلها والنساء يتمتعن بترابط أكثر بين شقي الدماغ، وهذا يعزز لديهن المهارات اليدوية التي تستخدم اليدين معاً، وأحياناً يكون هذا الاتصال بين نصفي الدماغ مصدراً للإرباك ومعرقلاً للكفاءة - كمن يحاول أن يركز انتباهه عندما يكون هناك من يتحدث في الجوار - لكن الفائدة تكمن في القدرة الزائدة على ربط وفهم ونقل المعلومات اللفظية وغير اللفظية وكذلك العاطفة وحيث أنّ جنس الدماغ يتحدد وهو في مرحلة التكوين العصبي داخل الرحم فإن اختلاف جنس الدماغ لا يظهر بشكل كامل حتى تبدأ هرمونات البلوغ في التدفق، وآنذاك تظهر الاختلافات وتتعزز حسب ارتفاع وانخفاض تدفق الهورمونات، وهي - إذا اتخذت منحى التطرف - ستدفع بالرجال إلى العنف وبالمرأة إلى التقلبات السلوكية والنفسيّة غير المنطقيّة وفي الغالب فإنها تعطي الرجال قدراً أكبر من الثقة بالنفس والقدرة على التركيز والتفرد بالرأي والعدوانيّة المرسومة للحوافز والطموح، بينما هي عند النساء تنمّي الحاجة والرغبة إلى إقامة وإدامة علاقات حميمة مع من حولهن من الناس ويؤثر مستوى الهرمون الذكري عند سن البلوغ على مستوى الكفاءة العقليّة عند الرجال، فالمستويات الهرمونيّة المرتفعة جداً أو المتدنيّة جداً تكبح المهارات الرياضيّة والقدرات المكانيّة بالطريقة نفسها التي تتركها عمليّة مزج الوقود بالنسبة للسيارة - حين يكون هذا المزج كثيراً جداً أو قليلاً جداً بمادة الأوكتين - من ضعف في كفاءة أداء محركها والعبقرية الرياضية ربما يكون لها ذلك المستوى المتوسط من الهرومون الذكري
وفي مرحلة متقدمة من العمر وحين تبدأ ينابيع الهرمونات بالنضوب، تأخذ هذه الفروقات العقلية بفقدان طابعها الحاد الذي كانت تستمد عناصر قوتها منه، فتصبح المرأة أكثر عدوانيّة ورغبة في تأكيد الذات، وذلك لأنّ الهرمونات الأنثوية تكون قد فقدت عناصر قوتها وقدرتها على تحييد الهرمون الذكري والمتواجد لدى جميع النساء فهنالك أساس بيولوجي لذلك النمط الشائع من النساء المتقدمات في العمر، والمتميز بظهور الشعر في وجوههن إلى جانب بروز بعض النزوات والأطباع الغريبة أما الرجال فإن اتجاهاتهم يظهر عليها الضعف حين يأخذ مستوى التستوسترون لديهم في الهبوط وبالتالي يصبحون أقل قدرة على تحييد الهرمونات الأنثوية المتواجدة عندهم بشكل طبيعي، ولو نظرنا إليهم وهم يتأملون حديقة المنزل لوجدناهم يتساءلون عن السبب الذي جعلهم يبددون هذا العمر الطويل في الصراع والكفاح في سبيل الصعود الوظيفي
فالعلم، بناء على ذلك يستطيع أن يقدم لنا تفسيراً للطريقة التي أصبح فيها الرجال والنساء مختلفين عن بعضهم، ولكن بعض السياسيين، المنادين بمساواة المرأة بالرجل، سوف ينكرون صدق العلم وفي الحقيقة فإن قلة من العلماء يجادلون بأنّ الآراء السياسية المطالبة بالمساواة قادرة على أن تبطل سلامة العلم نفسه، فأحد الكتّاب يقول بأننا خاضعون بقوة لفكرة تساوي الجنسين وإنّ الجو الجنساني مشحون لدرجة أنّ الباحثين وبحوثهم - إرادياً أو لا إرادياً - تكون عادة متحيّزة، وبأنّ آلاف الدراسات الإكلينيكيّة تخلو من أي معنى، وأنّ الفروق التركيبيّة ليست ذات أهمية، والمقالات الأكاديميّة التي لا حصر لها إنما ذهبت أدراج الرياح وهي تحاول أن تدعم مغالطة علميّة ويعتقد آخرون بأنّه حتى لو كان العلم مصيباً فإنه لا حق لأحد في أن يستمع إلى هذا الصدق بسبب التخوف من إساءة استخدام هذه الحقيقة العلميّة لاحقاً ويعبّر أحد علماء وظائف الجسم النرويجيين عن ألمه فيقول:
" الناس المثقفين، ومن بينهم أولئك الذين وصلوا أعلى المراتب بين جمهرة العلماء، يُظهرون الجهل نحو الحقائق البيولوجيّة الأوليّة، أو أنهم ببساطة ينكرونها، والبعض يتمسك بالرأي القائل بأنه حتى لو كانت الفوارق في السلوك بين الجنسين ترجع في جزء منها إلى فوارق بيولوجيّة بينهما، إلا أنّ المناقشات في هذا المجال يجب ألا تجري حتى لا نُخاطر بمنح أنصار العنصريّة والعناصر غير الديموقراطيّة مبرراً للتمسك بآرائهم"
إنّ كاتب المقالة السابقة يعتقد بأنّ من واجب العلم أن يتصدى لهذا الرأي؛ أولاً لأنه رأي غير علمي، وثانياً لأنه يشوش إحساسنا بالعدالة، والتي لن نستطيع الكفاح من أجل تحقيقها إلا من خلال معرفة حدود وإمكانات طبيعتنا البيولوجيّة
إنّ إهمال الحقائق الأساسيّة للطبيعة البشريّة يكون في أقل الاحتمالات في مستوى خطورة إساءة تفسير تلك الحقائق
إنّ الرأي، والذي نحن من أنصاره، يجادل بأننا نستطيع الاستفادة أكثر من هذا العالم متى ما فهمنا كيفيّة تركيبه وصنعه أكثر مما لو كنا نحاول أن نبني العالم الذي نريد من مواد ولوازم لا نعرف عنها شيئاً
فالجهل أو الإنكار للفروق لم يجعلا العالم مكاناً طيباً للعيش بالنسبة للمرأة والعالم الأنثروبولوجي الأمريكي ليونيل تايجر Lionel Tiger يقول في هذا الصدد، إنّ المفاهيم المتداولة الآن في العالم حول المساواة بين الرجل والمرأة قد أدت في واقع الأمر إلى مزيد من عدم المساواة بينهم وإذا كنت ممن يرفضون الأدلة حول الفوارق الجنسانية فإنك بهذا لا تغيّر مؤسسات وبناءات المجتمع بطريقة تسمح بتسويّة هذه الفروق ولذلك، " ففي هذا الوقت يتعين على النساء أن يقمن بتسوية الخلاف مع أنفسهن، وهن اللائي يُطلب منهن أن ينافسن الرجال في مؤسسات يقوم الرجال بتوجيهها، وتكون النتيجة النهائيّة لذلك هي في حرمانهن المتواصل، والمزيد من التذمر والقلق الذي نشهده حالياً"
ويسرد البروفيسور تايجر مثالاً معبراً لذلك: إن أداء الفتيات لامتحان كتابي يهبط بمعدل 14% استناداً إلى وقت الدورة الشهريّة، والبعض من العقليات الأنثويّة الممتازة يحكم عليها بالحصول على نتائج من الدرجة الثانية بحكم الأمور البيولوجيّة ومجرد مصادفة التقويم (Calendar) ، وهذا لا يمكن اعتباره عدلاً بأي شكل من الأشكال، ومع ذلك فإنّ العديد من النساء يفضلن القبول بهذا الإجحاف على أن يطالبن بنظام للاختبار يقر ويُدخل في اعتباره هذه الإعاقة الأنثويّة البيولوجيّة ولو أنّ نسبة مماثلة من الرجال عانت من إعاقة مشابهة لتلك التي للنساء، لكان ذلك رهاناً رابحاً بأنّ تشريعاً سيوضع للتخفيف من آثارها
ومع ذلك يظل ذوو النوايا الحسنة من الساسة والمربين على إصرارهم، وإن كان بوسائل أقل تعسفاً، في رسم نهاية للفوارق الجنسانيّة الشائعة؛ ففي فصول المدارس التقدميّة يقرأ الأطفال عن الأميرة التي تنتصر على التنين وتُنقذ الأمير وترسم لنا الكتب صور نساء إطفائيّات ومن سائقات الشاحنات أما المعلم المعادي لمبدأ اختلاف الجنسين فيقترح على طلبته أن يكتبوا موضوع إنشاء يبدأ بالكلمات التالية: "لبست نادية قفازات الملاكمة ودخلت إلى الحلبة" كما أنّ الفتيات يجب أن لا يسمعن المديح بسبب تفوقهن في النظافة والهندام، ولا ينبغي للطلاب دون الفتيات أن يسمعوا التقريع بسبب سلوكهم المشاغب - "ما لم يتمادوا في سلوكهم هذا" وإنّ عملية التعليم التي تقوم على المساواة بين الجنسين عملية كليّة يجب أن تشمل كل جوانب بيئة الفصل الدراسي"
ولكن ثمة مشكلتان هنا:
- الأولى وهي حتميّة الكذب باسم التعليم - والأسوأ من ذلك هو أنه كذب لا يخفى حتى على الأطفال
- والثانية أنّ هذه الطريقة الكلية لن تترك سوى القليل من الوقت لتعلم أي شيء آخر، وربما يكون من أكثر الأمثلة سذاجة على (المَحو الجنساني) هو نظام إدخال المعلومات الذي يدرج أوتوماتيكياً كلمة أو (هي) بعد كل كلمة (هو) يقوم الطابع بإدخالها، فهذا يضمن التخلص الأوتوماتيكي من الكتابة المتحيزة جنسانياً وبهذا نحصل على قمة مكننة اللغة في هذه المسالة
إنّ الشعارات لا تغير من الحقيقة شيئاً، علينا أن نضع نهاية لتلك الاهتمامات العقيمة المرتكزة على المساواة الاصطناعية، والتخلي عن عمليات الإنكار المضنية وغير الطبيعية، وأن نحقق بدلاً من ذلك الاستمتاع بذواتنا، وأن نغرس علاقة جديدة بين الرجال والنساء
دماغ الرجل يحتوي 228 مليار خلية مقابل 193 ملياراً عند المرأة:
أجرى الباحثان الدكتورة بنت باكنبرغ والبروفيسور جورغر غوندرس تحليلاً ل 94 دماغاً سليماً لدنماركيين فارقوا الحياة تتراوح أعمارهم بين 20و 90 سنة ونشرا أبحاثهما في جورنال اوف كومباراتيف نورولوجي
وخلص الباحثان إلى أنّ أدمغة الرجال تحتوي على ما معدله 228 مليار خلية مقابل 193 مليار خلية في أدمغة النساء
وأعلنت الدكتورة باكنبرغ لوكالة فرانس برس: لقد فوجئنا بهذا الفارق ولم نكن نعتقد بأنه كبير إلى هذه الدرجة؛ حتى وإن كان وزن دماغ الرجل يفوق وزن دماغ المرأة ( يزيد وزن دماغ الرجل عن دماغ المرأة 150 غراماً )
وأضافت باكنبرغ "من الممكن في هذه الاختبارات أن يكون الرجال أفضل من النساء في بعض المجالات ولكنهم ليسوا بشكل عام أكثر ذكاءً "
سيما هنا نقلت من البحوث الغربية ما يثبت أن المساواة محالة علميا وأن ما يقوم به الكاذبون ممن يمسكون زمام التعلم عن المساواة بين الجنسين لا يدخل فى عقول الأطفال لأنهم يرون الواقع يكذبه والمسألة لا تحتاج إلى أبحاث تثبت الفروق فالفروق واقع أمام أعين الكل فى التكوين الجسمانى وليس هناك دليل أعظم من هذا على كذبهم
ثم تناولت سيما السمات النفسية والعقلية فقالت:
"المبحث الثالث :ليس الذكر كالأنثى في السمات النفسية والعقلية :
المطلب الأول: سمات الأنثى النفسية والعقلية
تشير البحوث العلمية إلى أّن العاطفة هي السمة الأساسية التي تتسم بها نفس حواء
من سمات الأنثى النفسية والعقلية:
1- القدرة على التأثير بالإيحاء
2- سرعة الاستجابة للدوافع
والدافع مؤشر قوي يدفع الكائن الحي إلى القيام بسلوك يرمي إلى تحقيق غرض محدد
3- سرعة التأثر العاطفي
4- الرغبة في التنوع
5- الحساسية والمرونة
تظهر على كثير من بنات حواء مظاهر النشاط والصحة والمرح والابتهاج، ولكن تنتابهنّ مشاعر الضيق والانقباض في أثناء فترة الحيض مثل العصبية وعدم الانسجام وسرعة التهيج والحساسية المرهفة وكثرة تقلب المزاج
6- التماس حواء لعون الرجل وحمايته
7- سمة التقبلية
من الناحية الوجدانية تميل المرأة إلى أن تكون الموضوع المعشوق الذي يحظى بالإعجاب فلها الميل الفطري للتزين وأن تكون على أجمل صورة وأبهى منظر لتعشق وتُحب
8) سمة الحدس والإلهام
9) سمة الاحتواء والرعاية
وتظهر سمة الاحتواء عند المرأة فسيولوجياً في عملية الحمل ، ثم في احتضان الطفل
10) الأمومة:
هي الغريزة الفطرية المحورية التي تتمركز حولها حياة الأنثى منذ الصبا إلى الشيخوخة
المطلب الثاني: سمات الذكر النفسية والعقلية
يكمن شيء من الطموح عادة ًفي تفكير الرجل وسلوكياته وتتجلى هذه السمة عنده في الرغبة المتزايدة في القوة والسيطرة والكمال بوجه عام
يتميز عقل الرجال بصفة عامة بالسمات التالية:
1) التفكير المنطقي المنظم في حل المشاكل
2) التفكير الإبداعي الابتكاري
3) القدرة على التركيز العقلي ومواصلته اتجاه هدف محدد
إن الله -سبحانه وتعالى- خلق الجنسين الذكر والأنثى يكمل أحدهما الآخر، لكل منهما وظيفته التي تتفق مع الفطرة الإنسانية التي أودعها الله بهما
إنّ الله تعالى خلق الجنس البشري من نوعين، يكمل أحدهما الآخر، وأن كلاً منهما يتجه في الحياة اتجاهاً يسير جنباً إلى جنب مع اتجاه الجنس المقابل، ليؤدي كل واحد منهما الوظيفة التي تؤهله صفاته للقيام بها نحو المجتمع الإنساني،، ولا شك أنّ رقي الإنسانية الحقيقي لا يكون إلاّ بتوزيع الأعمال، وملائمة كل جنس للوظيفة التي يقوم بتأديتها في هذه الحياة، فالرجل،، مستعد بطبيعته وقواه الجسمية إلى الزعامة والقيادة، لقدرته على التصرف عند المواقف الحرجة، وعلى الابتكار للخروج من المآزق بسرعة، أما المرأة فليس لها هذا الاستعداد، ولكنها تفوق الرجل في الصبر والجلد والقدرة على المقاومة والسرعة في التنفيذ، ولذلك كان الرجل أكثر استعداداً للتنفيذ، ولما تمتاز به المرأة من الصبر وقوة الوجدان والحنو والشفقة، تستطيع أن تكون أمّاً وممرضة، وسلوة للرجل إذا حلت به النكبات، أو استولت عليه الهموم، فترى المرأة بذلك عوناً للرجل، وترى الرجل عوناً للمرأة كذلك والمرأة أقرب ما يكون إلى المزاج الانفعالي وهي عملية أكثر منها فلسفية ونستطيع القول أن المرأة تحمل لواء العاطفية والرجل يحمل لواء العقل"
لا يمكن إنكار وجود فروق نفسية قائمة على الحمل والولادة والرضاعة مرتبطة بالأطفال يسمونها العاطفة أى الحنان وحتى الحيض
وفى الفصل الثالث تناولت سيما مساواة الإسلام بين الذكر والأنثى فى أمور والفروق بينهما فى أمور فقالت:
"الفصل الثالث: الأمور التي ساوى وفرق بها الإسلام بين الذكر والأنثى
المبحث الأول: المساواة بين الذكر والأنثى في الإسلام:
ساوى الإسلام بين الذكر والأنثى في أمور عدة منها :
المطلب الأول: القيمة الإنسانية
يسوي الإسلام بين الرجل والمرأة في القيمة الإنسانية الإنطولوجية ( الوجودية ) ، حيث خلق الله الأثنين من طينه واحدة ومن معين واحد ، فلا فرق بينهما في الأصل والفطرة ، ولا في القيمة والأهمية والمرأة هي نفس خلقت لتنسجم مع نفس، وروح خلقت لتتكامل مع روح وشطر مساو لشطر قال تعالى : { والله خلقكم من تراب ، ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجاً } والإسلام يقرر أن قيمة أحد الجنسين لا ترجع كون أحدهما ذكراً والآخر أنثى بل ترجع إلى العمل الصالح والتقوى قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا ًوقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، إن الله عليم خبير }
المطلب الثاني: المساواة بين الذكر والأنثى في المسؤولية الخاصة والعامة وفي الثواب والعقاب
كل إنسان في ميزان الله مسئول عن عمله
قال تعالى : { كل إمرئٍ بما كسب رهين } قال تعالى : { ولا تزر وازرة وزر أخرى } قال تعالى : { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى }
فالعمل الصالح سواء عمله الذكر أم الأنثى له الثواب والأجر عند رب العالمين -عز وجل-قال تعالى: { ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً }
المطلب الثالث: المساواة بين الجنسين في العقوبات لا مفاضلة
قال تعالى: { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله } قال تعالى: { الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلده }
هذه المساواة بين الجنسين في المسؤولية الخاصة، أمّا العامة منهم أيضا ًمتساووين فيها؛ كلٌ حسب ميدانه ليكونا مجتماً مستقيماً دعائمه إيمانية
قال تعالى: { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم}
المطلب الرابع: المساواة بين الذكر والأنثى في الحقوق المدنية
ساوى الإسلام بين الجنسين في الحقوق المدنية على كافة مستوياتها، من تملك وتعاقد وبيع وشراء ورهينه وهبه وحق في توكيل الغير أو ضمانه فللمرأة شخصيتها الكاملة مثل الرجل في الإسلام لها حق التصرف في حالها قبل الزواج وبعده كيفما شاءت في إطار الشريعة الإسلامية
المطلب الخامس: المساواة بين الذكر والأنثى في حق إبداء الرأي
الإسلام أعطى المرأة حقها كاملاً من حيث الحوار والمجادلة وإبداء الرأي
قال تعالى: { قد سمع الله قول التي تجادلاك في زوجها وتشتكي إلى الله }
وأيضاً أم سلمه زوج النبي (ص) لما استشارها النبي - صلى الله عليه وسلم - في أثناء صلح الحديبية أبدت رأيها وكان هو الرأي الذي أخذ به الرسول (ص)المطلب السادس: المساواة بين الذكر والأنثى في حق التعلم والتعليم قال تعالى: { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب }العلم لا يستوي مع الجهل ، فالإنسان لا يمارس الصواب ويحيد عن الخطأ؛ إلاّ إذا اكتسب علماً أهله لذلك
قالت عائشة: " نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين "
عن أبي سعيد الخدري قالت النساء للنبيّ (ص): غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك فوعدهنّ يوماً، لقيهنّ فيه فوعظهنّ وأمرهنّ "
المطلب السابع: المساواة بين الذكر والأنثى في حق الانفصال
الإسلام كما أعطى للرجل حق الانفصال عن زوجته أعطى للمرأة هذا الحق، ولكن يفرق بينهما في كيفية وأسلوب هذا الانفصال " فهو يسوي بينهما في الحق، ويفرق بينهما في كيفية استخدام هذا الحق، حيث يعطي الرجل حق الطلاق ويعطي المرأة حق الخلع"
المبحث الثاني: الأمور التي فرق الإسلام فيها بين الذكر والأنثى:
ليس الذكر كالأنثى في:
المطلب الأول: بعض التكاليف التعبدية:
إن الله الذي خلق الرجل والأنثى يعلم كل ما يصلح ويلائم طبيعتهما في كل ميادين الحياة وبالتالي الإسلام يبني على أساس " الاختلافات الطبيعية القائمة بينهما تفرقة في بعض التكاليف التعبدية تهدف في المقام الأول والأخير مراعاة المرأة وصيانتها والتخفيف عنها ، رحمة بها وتقديراً لظروفها فمثلاً الإسلام يسقط عن المرأة الصلاة والصيام أثناء الحيض والنفاس دفعا ًللمشقة ولأمور أخرى الله أعلم بها
المطلب الثاني: ليس الذكر كالأنثى في بعض الأحكام الشرعية
ومن هذه الأحكام الشرعية :
- عورتها تخالف عورة الرجل، حيث أن بدنها كله عورة أمام الأجانب إلاّ وجهها وكفيها
- - لا تجب عليها صلاة الجماعة
- لا تسافر إلاّ مع زوجها أو محرم
- تقدم على الرجال في الحضانة والنفقة
- لا جهاد عليها
المطلب الثالث: ليس الذكر كالأنثى في النفقة
قال تعالى: { وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف }
الإسلام أعفى المرأة من جميع أعباء الحياة المعيشية والرجل هو المكلف بذلك ، فما تحتاج إليه المرأة من طعام وشراب وكساء ومسكن، إن كانت متزوجة فنفقتها واجبة على زوجها؛ وإن كانت غنية وإن كانت ليست متزوجة أو معتدة ، فنفقتها واجبة على أوليائها قال تعالى: { لينفق ذو سعة من سعته ، ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا ًإلاّ ما آتاها }
قال النبي (ص) لهند: ( خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف )
المطلب الرابع: ليس الذكر كالأنثى في الميراث
قال تعالى: { يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين }
بالنسبة لمسألة الميراث، فللذكر مثل حظ الأنثيين، ليست فيها أي محاباة لأحد الجنسين على الآخر وما هي إلاّ ملاحظة الحاجة، لا إقلالاً من قيمة المرأة فالرجل هو المكلف بالإنفاق في الأسرة مهما كانت المرأة غنية فعلى المعيل الإنفاق عليها فمراعاة التوازن بين أعباء الذكر والأنثى هي التي جعلت الذكر يأخذ ضعف الأنثى فالمساواة العادلة فهي التوريث حسب مقدار الحاجة
المطلب الخامس: ليس الذكر كالأنثى في أداء الشهادة
قال تعالى: { واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى } في الشهادة؛ شهادة امرأتين تعادل شهادة الرجل
من طبيعة المرأة النفسي وجد ان القدرة العاطفية هي المحور الأساسي الذي يوجه نفس حواء وتفكيرها وبالتالي " وجود امرأة أخرى كفيل بالقضاء على أي لون من ألوان الخضوع لأي انفعال أو تأثير أو إيحاء "
قال تعالى: { أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى }
فهذا الأمر لا يعدو أن يكون من قبيل الحيطة والاستيثاق والضمان، وليس فيه مطلقاً ما يخدش كرامة المرأة أو يقلل من إنسانيتها وقدرها
المطلب السادس: ليس الذكر كالأنثى في حق التعدد
تعدد الزوجات كان سائداً قبل الإسلام والإسلام لم يبتكره ولكنه قيده، فالإسلام أباح للرجل أن يجمع بين أربع نساء، واشترط العدل بينهنّ وهذا من رحمة الإسلام بالمرأة، فالمرأة يمكن أن تكون عقيم أو مريضة مرض مزمن أو غير ذلك، وبالتالي إمّا أن تتطلق أو يتزوج عليها زوجها زوجه أخرى وتبقى في بيت زوجها معززة مكرمة بتكريم الله تعالى لها، لكن العكس لو أن المرأة تزوجت أكثر من شخص في نفس الوقت فهذا يؤدي إلى اختلاط الأنساب فهي إن حملت؛ مَن صاحب الطفل؟
والمرأة بطبيعتها تحن لأن تكون مع رجل واحد دون غيره
من أسباب إباحة تعدد الزوجات:
1- قد يزيد عدد النساء في المجتمع عن عدد الرجال لظروف حرب أو غيرها
2- قد تكون رغبة الرجل في التعبير ممن طاقته الجنسية ملحة
3- من المعروف أنّ فترة الإخصاب عند الرجل تمتد إلى سبعين عاماً أو ما فوقها، بينما هي عند المرأة في غالب الأحيان تقف عند سن الخمسين أو قريباً منها وتلك فطرة الله التي فطر عليها كلاً من الذكر والأنثى
4- قد تكون الزوجة الأولى غير مهيأة للحمل والولادة أصلاً
5- قد يكون في التعدد كفالة لامرأة صالحة لا كافل لها، وحماية لها من ضغوط الحاجة
6- قد يكون في التعدد صيانة لزوجة شهيد من شهداء الإسلام ورعاية لأبنائه وكفالة لهم
7- قد يكون في التعدد رعاية ليتامى
فإن الإسلام وهو يبيح تعدد الزوجات إنما يتجاوب مع الواقع الذي يعيشه الناس في الحياة ويواجهه بالحلول الواقعية كذلك
المطلب السابع: ليس الذكر كالأنثى في حق القوامة
قال تعالى: { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم}
من أولى بالقوامة : المرأة أم الرجل ؟ العاطفة أم الفكر
درجة القوامة ما هي إلاّ درجة مسؤولية وتكليف وليست درجة تشريف
يقول الأستاذ أحمد موسى سالم : " إنّ القوامة للرجل لا تزيد عن أنّ له بحكم أعبائه الأساسية، وبحكم تفرغه للسعي على أسرته والدفاع عنها ومشاركته في كل ما يصلحها، أن تكون له الكلمة الأخيرة بعد المشورة ما لم يخالف بها شرعاً أو ينكر لها معروفاً أو يجحد بها حقاً، أو يجنح إلى سفه أو إسراف، من حق الزوجة إذا انحراف أن تراجعه وألاّ تأخذ برأيه، وأن تحتكم في اعتراضها عليه بالحق إلى أهلها وأهله أو إلى سلطة المجتمع الذي له وعليه أن يقيم حدود الله "
القوامة لم تظلم المرأة، وإنما الفهم الخاطئ هي الذي ظلمها وأساء إليها، والقوامة تحمل في طياتها تكاليف متعددة، وتشير إلى معانٍ عميقة، وتحمِّل الرجل مهام عظيمة، ومسؤوليات كبيرة، وتلزمه بواجبات كثيرة داخل البيت وخارجه ويتبع مسألة القوامة مسألة كيفية معالجة النشوز بالطريقة التي أخبرنا الله تعالى بها في القرآن الكريم قال تعالى { واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إنّ الله كان عليّاً كبيرا } قال القرطبي: " { واضربوهن } أمر الله أن يبدأ النساء بالموعظة أولاً ثمّ بالهجران، فإن لم ينجعا فالضرب، فإنه هو الذي يصلحها له ويحملها على توفيه حقه، والضرب في هذه الآية هو الضرب غير المبرح،، المقصود منه الصلاح لا غير" قال رسول الله (ص) : ( فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح) "
سيما هنا عبرت عن الفروق وعن المساواة تعبيرا يعتبر شبه كامل ورغم وجود مخالفات قليلة فيما قالته لكتاب الله فإن دفاعها فى الموضوع دفاع مقبول