رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,708
- الإقامة
- مصر
قراءة فى كتاب اللياقات الاجتماعية
الكتاب مكتوب أن مؤلفه جمعية المعارف الإسلامية الثقافية وهو يدور حول المجاملات بين المسلمين والتى أسماها الكتاب اللياقات وعرفها فقال "
"المقدمة:
"...وما بين يديك عزيزي القارى ما هو إلا جهد مواضع للاقتراب من هذا المنبع، محاولة منا لاغتراف المزيد من المعارف كما ونوعا، نسأل الله أن يوفقنا لخدمة هذا الدين. ... وموضوع هذا الكتيب هو اللياقات الاجتماعية التي وردت في الشريعة الإسلامية الغراء، والمقصود من اللياقات هذه هي الأمور التي يتبادلها المؤمنون فيما بينهم من المجاملات الكلامية والخصال التي تساهم في توطيد أواصر القربى بين المؤمنين الأخوة في الله تعالى"
بداية التسمية غريبة ولا توجد لا فى الوحى ولا فى الروايات وكلمة اللياقات أو حتى المجاملات غير مستساغة فإذا كانت هى الأمور غير الواجبة فهى ما سماه الفضل بين المسلمين وهو الأمور غير الواجبة التى يأتيها المسلم من نفسه تجاه الآخرين وفى هذا قال تعالى:
" ولا تنسوا الفضل بينكم"
ولكن طبقا لما فى الكتاب هناك أمور واجبة أى مفروضة كالتحية أو رد السلام على من قاله لقوله تعالى:
" وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها
وكوجوب إلقاء السلام على أهل البيوت عند الدخول كما قال تعالى :
" إذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة"
وفى التمهيد بينت الجمعية الآثار الطيبة لتلك اللياقات فقالت:
"تمهيد ... إن حرص الدين الإسلامي على تماسك المجتمع الواحد، يتجلى من خلال القيم التي أرساها لتكون دعامة تمسك هذا المجتمع الذي ينبغي أن يكون الأنموذج الأمثل في الترابط والتفاهم والحرص على الاخر، من خلال السنن التي سنها الله تعالى لتكون دعامة أساسية في التعاطي الإيجابي بين أفراد المجتمع الواحد. ... ولأن الإسلام يدرك خطر اللسان المتفلت من عقاله على المجتمعات الموحدة، ويدرك أيضا أثر اللسان الذي يتحلى بالصفات الإيجابية والدفء، فمن هذا المنطلق سن الكثير من الاداب واللياقات التي تجعل أواصر الود تقوى بين الأخوة في الإيمان، وتجنب المجتمعات من التفرق الناشئ من انفلات عقال الألسنة.
ولأن العلاقات الاجتماعية ترتكز على أسس أخرى ودعامات قد تكون من خلال بعض الأفعال والتفاصيل الصغيرة التي لا يلتفت لها الإنسان في حياته العادية، وقد أشارت لها الشريعة في الكتاب العزيز أو في السنن المأثورة عن الرسول الأكرم (ص)، وأهل بيته فقد أحببنا الإشارة إليها في هذا الصفحات القادمة، سائلين الله تعالى أن يوفقنا للخير في الفكر والعقيدة والعمل إنه سميع مجيب."
فى الفصل الأول استعرض المؤلفون السلام وآدابه فقالوا:
"الفصل الأول: السلام وآدابه:
يقول الله تعالى في محكم اياته: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شي ء حسيبا} . ... ... لقد أولى الدين الإسلامي مسألة السلام اهتماما قل نظيره من بين اللياقات الاجتماعية حيث وصل إلى أيدينا الكثير والمثير من الروايات التي تتحدث عن أهميته وكيفيته. ... فقد وصف الله تعالى أهل الجنة بأنهم يحيون بعضهم بالسلام المتعارف بيننا يقول عز وجل: {دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام واخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين} ، ويقول في موضع اخر: {وأدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام} . ... فكلمة "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، هذه الكلمة الصغيرة، تكاد تكون من أوثق العرى التي تربط المجتمع، فكم بها اصطلح متخاصمان، وهي كلمة تقال وجواب يرد، ولأجل هذا الهدف، كان لها هذا النصيب الكبير من الاهتمام في الدين الإسلامي الحنيف، فما هو فضل السلام، وهل للسلام من ملحقات هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة الأخرى سنجيب عنها في الصفحات القادمة إن شاء الله تعالى."
سمى الله السلام وغيره التحية وفى القرآن لم ترد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وإنما الوارد "رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت" وأيضا" سلام عليكم" ومن ثم فأى تحية تقول خيرا مقبولة فى الإسلام كصباح الخير ويعطيك العافية وصبحك الله بالخير ومساك الله بالخير وسلام عليكم ولا يوجد نص يلزمنا بصيغة محددة وإنما الصيغة مفتوجة لقوله تعالى ط,إذا حييتم بتحية" فلم يحدد أى صيغة والتحية من الحياة أى طلب الخير لمن يعيش
ثم تكلمت الجمغية عن إفشاء السلام فقالت:
"فضل إفشاء السلام :
ورد في الحديث عن الإمام الباقر قال رسول الله (ص): إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه وليصافحه، فإن الله عز وجل أكرم بذلك الملائكة فاصنعوا صنع الملائكة. ... وفي حديث اخر عن الإمام الصادق السلام تحية لملتنا، وأمان لذمتنا. ... وفي الحديث إشارة إلى مدى الأمان الاجتماعي النابع من السلام بين المؤمنين، والمستحب الأكيد في ذلك إفشاء السلام، حيث وردت الكثير من الروايات المؤكدة عليه ففي الحديث عن الإمام الباقر: إن الله يحب إطعام الطعام، وإفشاء السلام.
واعتبرت بعض الروايات إفشاء السلام من أفضل أخلاق أهل الدنيا ففي الحديث عن الرسول الأكرم (ص): ألا أخبركم بخير أخلاق أهل الدنيا والاخرة؟ قالوا بلى يا رسول الله، فقال إفشاء السلام في العالم. ... ... كما أن كلمة (السلام)، اسم من أسماء الله تبارك، ولذلك ورد في الحديث عن الرسول الأكرم (ص): إن السلام اسم من أسماء الله تعالى، فأفشوه بينكم. ... ولشدة ما أكد الإسلام على إفشاء السلام، أوصى المؤمنين بعدم ترك السلام بينهم حتى ولو كان الافتراق ما بينهم لفترة قليلة ففي الرواية عن الإمام الباقر قال: ينبغي للمؤمنين إذا توارى أحدهما عن صاحبه بشجرة ثم التقيا أن يتصافحا."
لاشك أن إفشاء السلام أمر مطلوب بين المسلمين ولكنالروايات يبدو أنها توجب شىء لم توجبه الشريعة وهى وجوب المصافحة فالله تكلم عن التحية وهى قول ولم يطلب المصافحة وهى فعل ولو كانت واجبة لذكرها مع التحية ولكنها المصافحة لما كانت ناقضة للوضوء بين الرجال والنساء لم يوجبها كما أن فى البيوت عندما يخرج الرجل او المرأة لملاقاة الضيوف ففى أحيان كثيرة تكون ايديهم ملوثة أو مشعولة بشىء ما
ثم قالت الجمعية:
"الابتداء بالسلام :
لكي يجعل الله تعالى الحافز لدى المؤمنين لإفشاء السلام فيما بينهم، جعل الفضل الأكبر للمبتدى بالسلام، ففي الرواية عن رسول الله (ص): إن أولى الناس بالله وبرسوله من بدأ بالسلام. ... كما اعتبرت رواية أخرى أن أطوع الناس لله عز وجل هو المبتدى بالسلام، فعن الرسول الأكرم (ص): أطوعكم لله الذي يبدأ صاحبه بالسلام. ... وأما الأجر الذي وعد به الله تعالى المبتدى بالسلام فتخبرنا عنه رواية أمير المؤمنين حيث روي عنه عليه السلام: السلام سبعون حسنة، تسعة وستون للمبتدي وواحدة للراد."
بالقطع رواية الثواب أجرها مخالف لوحى الله فهنا الثواب سبعون حسنة، تسعة وستون للمبتدي وواحدة للراد وهو ما يخالف أن الأجر واجد وهو عشر حسنات كما قال تعالى:
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
ثم قالت الجمعية:
"متى يكون السلام؟
" - السلام قبل الكلام: ... إن للسلام أفضلية على سائر الكلام ولذا أكدت الكثير من الروايات عن أن يبتدى الإنسان بالسلام قبل أي كلام اخر ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: السلام قبل الكلام. ... بل إن بعض الروايات نهت عن إجابة من بدأ بالكلام قبل سلامه ففي الرواية عن رسول الله الأكرم (ص): من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه. ... "
روايات السلام قبل الكلام روايات منهارة لأن السلام ما هو إلا كلام
ثم قالت الجمعية:
"السلام عند دخول البيوت:
استحباب السلام أكيد جدا عند دخول البيت وهو
من الاداب الاجتماعية التي يعاب تاركها، وقد أكد عليها الله تعالى حيث يقول عز من قائل: {إذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تعقلون} . ... ... كما أن البيوت هنا ليس المقصود منها بيت الإنسان فقط بل أي بيت يريد دخوله، والسلام عند دخول البيت له أثر معنوي خاص ففي الرواية عن رسول الله الأكرم (ص): إذا دخل أحدكم بيته فليسلم، فإنه ينزله البركة، وتؤنسه الملائكة."
بالقطع السلام ليس مستحب وإنما أمر أى فريضة للأمر فى قوله تعالى " فسلموا " وحتى الرواية فيها أمر " فليسلم"
ثم قالت الجمعية:
"رد السلام :
رد السلام من الواجبات الشرعية التي يعاقب الله تعالى تاركها يقول الله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شي ء حسيبا} ، وفي الرواية عن الرسول الأكرم (ص): السلام تطوع والرد فريضة. ... وقد أدبنا الرسول الأكرم (ص) وأهل البيت وعلى رد التحية والسلام بلسان طيب وأفضل الردود قول الإنسان: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته". ... وينقل لنا سلمان المحمدي قصة لطيفة حدثت على عهد الرسول الأكرم (ص) فيقول: ... جاء رجل إلى النبي (ص) فقال: السلام عليك يا
رسول الله، فقال (ص): وعليك ورحمة الله، ثم أتى اخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، فقال (ص): وعليك ورحمة الله وبركاته، ثم جاء اخر فقال السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فقال(ص) له: وعليك، فقال له الرجل يا نبي الله بأبي أنت وأمي أتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت علي؟! فقال(ص): إنك لم تدع لنا شيئا، قال الله (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) فرددناها"
القول أن السلام تطوع لم يقلهالنبى(ص) كمعظم ما ورد فى الكايب يخالف كتاب الله فى أنه واجب عند دخول البيوت لقوله" إذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة"
ثم بينت الجمعية من يسلم على من فقالت:
"عليك. ... ... أدب السلام ... لقد ذكرت الأحاديث الشريفة لنا مواضع يحسن فيها البدء بالسلام من قوم دون اخرين، وفي حالة دون حالة وهي: ... - أن يسلم الصغير على الكبير إجلالا له واحتراما وتوقيرا لكبره. ... - أن يسلم الواحد على الاثنين. ... - أن يسلم القليل على الكثير. ... - أن يسلم الراكب على الماشي. ... - أن يسلم المار على الشخص الواقف. ... - أن يسلم الشخص الواقف على الشخص الجالس.
ويجمع هذه الآداب جميعا حديث مروي عن الرسول الأكرم (ص): يسلم الصغير على الكبير، ويسلم الواحد على الاثنين، ويسلم القليل على الكثير، ويسلم الراكب على الماشي، ويسلم المار على القائم، ويسلم القائم على القاعد"
ثم تحدث الكتاب عن الوداع فقال:
" أدب الوداع :
كما أن للقاء أدبا وهو السلام فإن للوداع أدبا خاصا وهو عبارة عن دعاء ورد في الرواية تقول: أن الرسول الأكرم(ص) كان إذا ودع المؤمنين قال: زودكم الله التقوى، ووجهكم إلى كل خير، وقضى لكم كل حاجة، وسلم لكم دينكم ودنياكم، وردكم إلي سالمين."
وتبادل كلمات الخير فى الوداع واجب وليس له صيغة معينة فيقال مثلا مع السلامة أو سلمكم الله او سلموا على من عندكم أو غير هذا من الكلام الطيب
ثم تحدث الكتيب عن المصافحة فقال:
"المصافحة :
كما اهتم الإسلام بمسألة السلام، فإنه اهتم أيضا بالتصافح الذي يكون مع السلام، ففي الحديث عن رسول الله الأكرم (ص): إذا التقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح وإذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار. ... وقد جاء في فضل المصافحة الكثير من الروايات، منها: ... ما روي عن الإمام الباقر قال: إذا صافح الرجل صاحبه فالذي يلزم التصافح أعظم أجرا من الذي يدع، ألا وإن الذنوب ليتحات فيما بينهم حتى لا يبقى ذنب. ... وقد اهتم الأئمة بمسألة المصافحة وينقل لنا التاريخ قصة تبين مدى اهتمامهم بهذه السنة العظيمة فعن عن إسحاق بن عمار قال دخلت على الإمام الصادق فنظر إلي بوجه قاطب فقلت: ما الذي غيرك لي؟ ... ... قال: الذي غيرك لإخوانك، بلغني يا إسحاق أنك أقعدت ببابك بوابا، يرد عنك فقراء الشيعة. ... فقلت: جعلت فداك إني خفت الشهرة، فقال أفلا خفت البلية، أوما علمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أنزل الله عز وجل الرحمة عليهما فكانت تسعة وتسعين لأشدهما حبا لصاحبه. فإذا توافقا غمرتهما الرحمة فإذا قعدا يتحدثان قال الحفظة بعضها لبعض اعتزلوا بنا فلعل لهما سرا وقد ستر الله عليهما، فقلت أليس الله عز وجل يقول: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} ؟ فقال: يا إسحاق إن كانت الحفظة لا تسمع فإن عالم السر يسمع ويرى. ... وإن للمصافحة أثرا كبيرا على النفوس، فإنها تذهب الشحناء والحقد بين المختلفين فعن الإمام الصادق قال: تصافحوا فإنها تذهب بالسخيمة."
الخطأ فى الفقرة هو أن أجر المصافحة أكثر لواحد من المتصافحين حيث يأخذ99 والأخر واحد وهو ما يناقض أن ألجر واجد كما قال تعالى:
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
ثم بينت الجمعية كيفية المصافحة فقالت:
"كيفية المصافحة :
وردت في الروايات الشريفة كيفية خاصة للمصافحة حيث أكدت بعض الروايات على أن لا ينزع المؤمن يده من يد أخيه حتى ينزعها الاخر، وهكذا كان بفعل الرسول الأكرم (ص)، فعن الإمام الصادق قال: ما صافح رسول الله (ص) رجلا قط فنزع يده حتى يكون هو الذي ينزع يده منه. "
نزع اليد من اليد شىء لابد من حدوثه وليس للنازع أولا أو للنازع ثانيا أجر أكثر من الأخر فكله عمل صالح بعشر حسنات
ثم ذكرت الجمعية المعانقة فقالت:
" المعانقة :
إن المعانقة تعبير من التعابير العملية التي تدلل على الود والحب بين المؤمنين، وقد ورد في الحث على المعانقة وما تحويه من الأجر والثواب العديد من الروايات منها: ...
ما روي عن الإمام الباقر والإمام الصادق قالا: أيما مؤمن خرج إلى أخيه يزوره عارفا بحقه كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحيت عنه سيئة ورفعت له درجة وإذ طرق الباب فتحت له أبواب السماء فإذا التقيا وتصافحا وتعانقا أقبل الله عليهما بوجهه، ثم باهى بهما الملائكة، فيقول انظروا إلى عبدي تزاورا وتحابا في، حق علي ألا أعذبهما بالنار بعد هذا الموقف، فإذا انصرف شيعه الملائكة عدد نفسه وخطاه وكلامه، يحفظونه من بلاء الدنيا وبوائق الاخرة إلى مثل تلك الليلة من قابل فإن مات فيما بينهما اعفي من الحساب. ... ... وللمعانقة أثر على النفس الإنسانية، فهي تزرع الرحمة في القلوب وتحرك العواطف النبيلة ففي الرواية عن الإمام الصادق قال: إن المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة، فإذا التزما لا يريدان بذلك إلا وجه الله ولا يريدان غرضا من أغراض الدنيا قيل لهما مغفورا لكما فاستأنفا."
العناق أمر مستحب وليس واجبا ولكنه يعتبر محرما عند مرض أحدهم بمرض معدى والرواية الأولى المستشهد بها تخالف كتاب الله فى التالى
الأول أن أجر المشى على قدر عدد الخطوات والله يحاسب على العمل ككل وليس على أجزاء العمل ومن ثم فالأجر عشر حسنات فقط كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
الثانى أن الخطوة بدرجة فى الجنة وهو ما سعنى أن الجنة بها ألوف مؤلفة من الدرجات وه ما يحالف كونها درجتين فقط واحدة للمجاهدين والثانية للقاعدين كما قال تعالى :
"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
الثالث أن الخطوة تمحو سيئة واحدة بينما العمل الصالح يمحو كل السيئات كما قال تعالى " إن الحسنات يذهبن السيئات"
وأما الرواية الثانية فصحيحة المعنى
ثم تحدثت الجمعية عن التالى:
"حسن البشر :
من اللياقات الاجتماعية التي نشد إليها الإسلام بشكل أكيد حسن البشر، ومعنى حسن البشر أن يلاقي المسلم أخوانه بوجه مبتسم، لا بوجه مكفهر مقطب الحواجب بحيث ينفر الاخرون من ملاقاته فإن من بيلاقي أخوانه بهذه الطريقة السيئة يضع نفسه في موضع السخط من الله تعالى ففي الرواية عن الإمام علي: كان رسول الله (ص) يقول: إن الله يبغض المعبس في وجه إخوانه. ... ولقد كان حسن البشر من صفات الرسول الأكرم (ص) وال البيت ومن الروايات التي حثت على هذه الصفة الحميدة ما روي عن الرسول الأكرم (ص): إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فالقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر.
اثار حسن البشر ... ... إن لحسن البشر اثارا اجتماعية مهمة يعرفها من ديدنه حسن البشر وقد ذكرها أهل البيت فمن اثار هذا الصفة الحسنة - المودة: ... لأن حسن البشر يحمل في خلفياته نفسا طيبة ودودة، تحب التقرب والاخر ين بخلاف التجهم الذي يوحي بالعدوانية، وقد ورد في الرواية عن الإمام علي عليه السلام: البشاشة حبالة المودة. ...
- يصفي القلوب: ... فكم من مختلفين قد أنهت خلافها البسمة الصادقة وأزالت الرين والحقد من قلبيهما وهذا ما نراه كثيرا في حياتنا العملية،
وفي الحديث عن الرسول الأكرم (ص): حسن البشر يذهب بالسخيمة. ... - يذهب بالذنوب: ... فقد جعل الله تعالى ثواب هذا الخلق الكريم، أن يغفر ذنوب المؤمنين لأجله وفي الرواية عن الإمام علي عليه السلام: إذا لقيتم إخوانكم فتصافحوا، وأظهروا لهم البشاشة والبشر، تتفرقوا وما عليكم من الأوزار قد ذهب."
بالقطع حسن البشر وهو طلاقة الوجه أمر واجب عند الخير ولكن بالقطع عبوس الوجه مطلوب فى أحيان مثل ارتكاب أحدهم لمنكر فلا يمكن أن يلقاه المسلم بوجه طليق وإنما بوجه عابس مذكرا إياه بوجوب توبته من المنكر واحيانا يتطلب المنكر خصام مرتكب المنكر وهو عدم كلامه كما حدث مع المخلفين الثلاثة الذين عصوا أمر الله ومن شدة خصام المسلمين الآخرين لهم ضاقت عليهم أنفسهم وضاقت عليهم الأرض وفى هذا قال تعالى:
"وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب الله عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم"
الكتاب مكتوب أن مؤلفه جمعية المعارف الإسلامية الثقافية وهو يدور حول المجاملات بين المسلمين والتى أسماها الكتاب اللياقات وعرفها فقال "
"المقدمة:
"...وما بين يديك عزيزي القارى ما هو إلا جهد مواضع للاقتراب من هذا المنبع، محاولة منا لاغتراف المزيد من المعارف كما ونوعا، نسأل الله أن يوفقنا لخدمة هذا الدين. ... وموضوع هذا الكتيب هو اللياقات الاجتماعية التي وردت في الشريعة الإسلامية الغراء، والمقصود من اللياقات هذه هي الأمور التي يتبادلها المؤمنون فيما بينهم من المجاملات الكلامية والخصال التي تساهم في توطيد أواصر القربى بين المؤمنين الأخوة في الله تعالى"
بداية التسمية غريبة ولا توجد لا فى الوحى ولا فى الروايات وكلمة اللياقات أو حتى المجاملات غير مستساغة فإذا كانت هى الأمور غير الواجبة فهى ما سماه الفضل بين المسلمين وهو الأمور غير الواجبة التى يأتيها المسلم من نفسه تجاه الآخرين وفى هذا قال تعالى:
" ولا تنسوا الفضل بينكم"
ولكن طبقا لما فى الكتاب هناك أمور واجبة أى مفروضة كالتحية أو رد السلام على من قاله لقوله تعالى:
" وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها
وكوجوب إلقاء السلام على أهل البيوت عند الدخول كما قال تعالى :
" إذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة"
وفى التمهيد بينت الجمعية الآثار الطيبة لتلك اللياقات فقالت:
"تمهيد ... إن حرص الدين الإسلامي على تماسك المجتمع الواحد، يتجلى من خلال القيم التي أرساها لتكون دعامة تمسك هذا المجتمع الذي ينبغي أن يكون الأنموذج الأمثل في الترابط والتفاهم والحرص على الاخر، من خلال السنن التي سنها الله تعالى لتكون دعامة أساسية في التعاطي الإيجابي بين أفراد المجتمع الواحد. ... ولأن الإسلام يدرك خطر اللسان المتفلت من عقاله على المجتمعات الموحدة، ويدرك أيضا أثر اللسان الذي يتحلى بالصفات الإيجابية والدفء، فمن هذا المنطلق سن الكثير من الاداب واللياقات التي تجعل أواصر الود تقوى بين الأخوة في الإيمان، وتجنب المجتمعات من التفرق الناشئ من انفلات عقال الألسنة.
ولأن العلاقات الاجتماعية ترتكز على أسس أخرى ودعامات قد تكون من خلال بعض الأفعال والتفاصيل الصغيرة التي لا يلتفت لها الإنسان في حياته العادية، وقد أشارت لها الشريعة في الكتاب العزيز أو في السنن المأثورة عن الرسول الأكرم (ص)، وأهل بيته فقد أحببنا الإشارة إليها في هذا الصفحات القادمة، سائلين الله تعالى أن يوفقنا للخير في الفكر والعقيدة والعمل إنه سميع مجيب."
فى الفصل الأول استعرض المؤلفون السلام وآدابه فقالوا:
"الفصل الأول: السلام وآدابه:
يقول الله تعالى في محكم اياته: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شي ء حسيبا} . ... ... لقد أولى الدين الإسلامي مسألة السلام اهتماما قل نظيره من بين اللياقات الاجتماعية حيث وصل إلى أيدينا الكثير والمثير من الروايات التي تتحدث عن أهميته وكيفيته. ... فقد وصف الله تعالى أهل الجنة بأنهم يحيون بعضهم بالسلام المتعارف بيننا يقول عز وجل: {دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام واخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين} ، ويقول في موضع اخر: {وأدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام} . ... فكلمة "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، هذه الكلمة الصغيرة، تكاد تكون من أوثق العرى التي تربط المجتمع، فكم بها اصطلح متخاصمان، وهي كلمة تقال وجواب يرد، ولأجل هذا الهدف، كان لها هذا النصيب الكبير من الاهتمام في الدين الإسلامي الحنيف، فما هو فضل السلام، وهل للسلام من ملحقات هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة الأخرى سنجيب عنها في الصفحات القادمة إن شاء الله تعالى."
سمى الله السلام وغيره التحية وفى القرآن لم ترد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وإنما الوارد "رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت" وأيضا" سلام عليكم" ومن ثم فأى تحية تقول خيرا مقبولة فى الإسلام كصباح الخير ويعطيك العافية وصبحك الله بالخير ومساك الله بالخير وسلام عليكم ولا يوجد نص يلزمنا بصيغة محددة وإنما الصيغة مفتوجة لقوله تعالى ط,إذا حييتم بتحية" فلم يحدد أى صيغة والتحية من الحياة أى طلب الخير لمن يعيش
ثم تكلمت الجمغية عن إفشاء السلام فقالت:
"فضل إفشاء السلام :
ورد في الحديث عن الإمام الباقر قال رسول الله (ص): إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه وليصافحه، فإن الله عز وجل أكرم بذلك الملائكة فاصنعوا صنع الملائكة. ... وفي حديث اخر عن الإمام الصادق السلام تحية لملتنا، وأمان لذمتنا. ... وفي الحديث إشارة إلى مدى الأمان الاجتماعي النابع من السلام بين المؤمنين، والمستحب الأكيد في ذلك إفشاء السلام، حيث وردت الكثير من الروايات المؤكدة عليه ففي الحديث عن الإمام الباقر: إن الله يحب إطعام الطعام، وإفشاء السلام.
واعتبرت بعض الروايات إفشاء السلام من أفضل أخلاق أهل الدنيا ففي الحديث عن الرسول الأكرم (ص): ألا أخبركم بخير أخلاق أهل الدنيا والاخرة؟ قالوا بلى يا رسول الله، فقال إفشاء السلام في العالم. ... ... كما أن كلمة (السلام)، اسم من أسماء الله تبارك، ولذلك ورد في الحديث عن الرسول الأكرم (ص): إن السلام اسم من أسماء الله تعالى، فأفشوه بينكم. ... ولشدة ما أكد الإسلام على إفشاء السلام، أوصى المؤمنين بعدم ترك السلام بينهم حتى ولو كان الافتراق ما بينهم لفترة قليلة ففي الرواية عن الإمام الباقر قال: ينبغي للمؤمنين إذا توارى أحدهما عن صاحبه بشجرة ثم التقيا أن يتصافحا."
لاشك أن إفشاء السلام أمر مطلوب بين المسلمين ولكنالروايات يبدو أنها توجب شىء لم توجبه الشريعة وهى وجوب المصافحة فالله تكلم عن التحية وهى قول ولم يطلب المصافحة وهى فعل ولو كانت واجبة لذكرها مع التحية ولكنها المصافحة لما كانت ناقضة للوضوء بين الرجال والنساء لم يوجبها كما أن فى البيوت عندما يخرج الرجل او المرأة لملاقاة الضيوف ففى أحيان كثيرة تكون ايديهم ملوثة أو مشعولة بشىء ما
ثم قالت الجمعية:
"الابتداء بالسلام :
لكي يجعل الله تعالى الحافز لدى المؤمنين لإفشاء السلام فيما بينهم، جعل الفضل الأكبر للمبتدى بالسلام، ففي الرواية عن رسول الله (ص): إن أولى الناس بالله وبرسوله من بدأ بالسلام. ... كما اعتبرت رواية أخرى أن أطوع الناس لله عز وجل هو المبتدى بالسلام، فعن الرسول الأكرم (ص): أطوعكم لله الذي يبدأ صاحبه بالسلام. ... وأما الأجر الذي وعد به الله تعالى المبتدى بالسلام فتخبرنا عنه رواية أمير المؤمنين حيث روي عنه عليه السلام: السلام سبعون حسنة، تسعة وستون للمبتدي وواحدة للراد."
بالقطع رواية الثواب أجرها مخالف لوحى الله فهنا الثواب سبعون حسنة، تسعة وستون للمبتدي وواحدة للراد وهو ما يخالف أن الأجر واجد وهو عشر حسنات كما قال تعالى:
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
ثم قالت الجمعية:
"متى يكون السلام؟
" - السلام قبل الكلام: ... إن للسلام أفضلية على سائر الكلام ولذا أكدت الكثير من الروايات عن أن يبتدى الإنسان بالسلام قبل أي كلام اخر ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: السلام قبل الكلام. ... بل إن بعض الروايات نهت عن إجابة من بدأ بالكلام قبل سلامه ففي الرواية عن رسول الله الأكرم (ص): من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه. ... "
روايات السلام قبل الكلام روايات منهارة لأن السلام ما هو إلا كلام
ثم قالت الجمعية:
"السلام عند دخول البيوت:
استحباب السلام أكيد جدا عند دخول البيت وهو
من الاداب الاجتماعية التي يعاب تاركها، وقد أكد عليها الله تعالى حيث يقول عز من قائل: {إذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تعقلون} . ... ... كما أن البيوت هنا ليس المقصود منها بيت الإنسان فقط بل أي بيت يريد دخوله، والسلام عند دخول البيت له أثر معنوي خاص ففي الرواية عن رسول الله الأكرم (ص): إذا دخل أحدكم بيته فليسلم، فإنه ينزله البركة، وتؤنسه الملائكة."
بالقطع السلام ليس مستحب وإنما أمر أى فريضة للأمر فى قوله تعالى " فسلموا " وحتى الرواية فيها أمر " فليسلم"
ثم قالت الجمعية:
"رد السلام :
رد السلام من الواجبات الشرعية التي يعاقب الله تعالى تاركها يقول الله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شي ء حسيبا} ، وفي الرواية عن الرسول الأكرم (ص): السلام تطوع والرد فريضة. ... وقد أدبنا الرسول الأكرم (ص) وأهل البيت وعلى رد التحية والسلام بلسان طيب وأفضل الردود قول الإنسان: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته". ... وينقل لنا سلمان المحمدي قصة لطيفة حدثت على عهد الرسول الأكرم (ص) فيقول: ... جاء رجل إلى النبي (ص) فقال: السلام عليك يا
رسول الله، فقال (ص): وعليك ورحمة الله، ثم أتى اخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، فقال (ص): وعليك ورحمة الله وبركاته، ثم جاء اخر فقال السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فقال(ص) له: وعليك، فقال له الرجل يا نبي الله بأبي أنت وأمي أتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت علي؟! فقال(ص): إنك لم تدع لنا شيئا، قال الله (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) فرددناها"
القول أن السلام تطوع لم يقلهالنبى(ص) كمعظم ما ورد فى الكايب يخالف كتاب الله فى أنه واجب عند دخول البيوت لقوله" إذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة"
ثم بينت الجمعية من يسلم على من فقالت:
"عليك. ... ... أدب السلام ... لقد ذكرت الأحاديث الشريفة لنا مواضع يحسن فيها البدء بالسلام من قوم دون اخرين، وفي حالة دون حالة وهي: ... - أن يسلم الصغير على الكبير إجلالا له واحتراما وتوقيرا لكبره. ... - أن يسلم الواحد على الاثنين. ... - أن يسلم القليل على الكثير. ... - أن يسلم الراكب على الماشي. ... - أن يسلم المار على الشخص الواقف. ... - أن يسلم الشخص الواقف على الشخص الجالس.
ويجمع هذه الآداب جميعا حديث مروي عن الرسول الأكرم (ص): يسلم الصغير على الكبير، ويسلم الواحد على الاثنين، ويسلم القليل على الكثير، ويسلم الراكب على الماشي، ويسلم المار على القائم، ويسلم القائم على القاعد"
ثم تحدث الكتاب عن الوداع فقال:
" أدب الوداع :
كما أن للقاء أدبا وهو السلام فإن للوداع أدبا خاصا وهو عبارة عن دعاء ورد في الرواية تقول: أن الرسول الأكرم(ص) كان إذا ودع المؤمنين قال: زودكم الله التقوى، ووجهكم إلى كل خير، وقضى لكم كل حاجة، وسلم لكم دينكم ودنياكم، وردكم إلي سالمين."
وتبادل كلمات الخير فى الوداع واجب وليس له صيغة معينة فيقال مثلا مع السلامة أو سلمكم الله او سلموا على من عندكم أو غير هذا من الكلام الطيب
ثم تحدث الكتيب عن المصافحة فقال:
"المصافحة :
كما اهتم الإسلام بمسألة السلام، فإنه اهتم أيضا بالتصافح الذي يكون مع السلام، ففي الحديث عن رسول الله الأكرم (ص): إذا التقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح وإذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار. ... وقد جاء في فضل المصافحة الكثير من الروايات، منها: ... ما روي عن الإمام الباقر قال: إذا صافح الرجل صاحبه فالذي يلزم التصافح أعظم أجرا من الذي يدع، ألا وإن الذنوب ليتحات فيما بينهم حتى لا يبقى ذنب. ... وقد اهتم الأئمة بمسألة المصافحة وينقل لنا التاريخ قصة تبين مدى اهتمامهم بهذه السنة العظيمة فعن عن إسحاق بن عمار قال دخلت على الإمام الصادق فنظر إلي بوجه قاطب فقلت: ما الذي غيرك لي؟ ... ... قال: الذي غيرك لإخوانك، بلغني يا إسحاق أنك أقعدت ببابك بوابا، يرد عنك فقراء الشيعة. ... فقلت: جعلت فداك إني خفت الشهرة، فقال أفلا خفت البلية، أوما علمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أنزل الله عز وجل الرحمة عليهما فكانت تسعة وتسعين لأشدهما حبا لصاحبه. فإذا توافقا غمرتهما الرحمة فإذا قعدا يتحدثان قال الحفظة بعضها لبعض اعتزلوا بنا فلعل لهما سرا وقد ستر الله عليهما، فقلت أليس الله عز وجل يقول: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} ؟ فقال: يا إسحاق إن كانت الحفظة لا تسمع فإن عالم السر يسمع ويرى. ... وإن للمصافحة أثرا كبيرا على النفوس، فإنها تذهب الشحناء والحقد بين المختلفين فعن الإمام الصادق قال: تصافحوا فإنها تذهب بالسخيمة."
الخطأ فى الفقرة هو أن أجر المصافحة أكثر لواحد من المتصافحين حيث يأخذ99 والأخر واحد وهو ما يناقض أن ألجر واجد كما قال تعالى:
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
ثم بينت الجمعية كيفية المصافحة فقالت:
"كيفية المصافحة :
وردت في الروايات الشريفة كيفية خاصة للمصافحة حيث أكدت بعض الروايات على أن لا ينزع المؤمن يده من يد أخيه حتى ينزعها الاخر، وهكذا كان بفعل الرسول الأكرم (ص)، فعن الإمام الصادق قال: ما صافح رسول الله (ص) رجلا قط فنزع يده حتى يكون هو الذي ينزع يده منه. "
نزع اليد من اليد شىء لابد من حدوثه وليس للنازع أولا أو للنازع ثانيا أجر أكثر من الأخر فكله عمل صالح بعشر حسنات
ثم ذكرت الجمعية المعانقة فقالت:
" المعانقة :
إن المعانقة تعبير من التعابير العملية التي تدلل على الود والحب بين المؤمنين، وقد ورد في الحث على المعانقة وما تحويه من الأجر والثواب العديد من الروايات منها: ...
ما روي عن الإمام الباقر والإمام الصادق قالا: أيما مؤمن خرج إلى أخيه يزوره عارفا بحقه كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحيت عنه سيئة ورفعت له درجة وإذ طرق الباب فتحت له أبواب السماء فإذا التقيا وتصافحا وتعانقا أقبل الله عليهما بوجهه، ثم باهى بهما الملائكة، فيقول انظروا إلى عبدي تزاورا وتحابا في، حق علي ألا أعذبهما بالنار بعد هذا الموقف، فإذا انصرف شيعه الملائكة عدد نفسه وخطاه وكلامه، يحفظونه من بلاء الدنيا وبوائق الاخرة إلى مثل تلك الليلة من قابل فإن مات فيما بينهما اعفي من الحساب. ... ... وللمعانقة أثر على النفس الإنسانية، فهي تزرع الرحمة في القلوب وتحرك العواطف النبيلة ففي الرواية عن الإمام الصادق قال: إن المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة، فإذا التزما لا يريدان بذلك إلا وجه الله ولا يريدان غرضا من أغراض الدنيا قيل لهما مغفورا لكما فاستأنفا."
العناق أمر مستحب وليس واجبا ولكنه يعتبر محرما عند مرض أحدهم بمرض معدى والرواية الأولى المستشهد بها تخالف كتاب الله فى التالى
الأول أن أجر المشى على قدر عدد الخطوات والله يحاسب على العمل ككل وليس على أجزاء العمل ومن ثم فالأجر عشر حسنات فقط كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
الثانى أن الخطوة بدرجة فى الجنة وهو ما سعنى أن الجنة بها ألوف مؤلفة من الدرجات وه ما يحالف كونها درجتين فقط واحدة للمجاهدين والثانية للقاعدين كما قال تعالى :
"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
الثالث أن الخطوة تمحو سيئة واحدة بينما العمل الصالح يمحو كل السيئات كما قال تعالى " إن الحسنات يذهبن السيئات"
وأما الرواية الثانية فصحيحة المعنى
ثم تحدثت الجمعية عن التالى:
"حسن البشر :
من اللياقات الاجتماعية التي نشد إليها الإسلام بشكل أكيد حسن البشر، ومعنى حسن البشر أن يلاقي المسلم أخوانه بوجه مبتسم، لا بوجه مكفهر مقطب الحواجب بحيث ينفر الاخرون من ملاقاته فإن من بيلاقي أخوانه بهذه الطريقة السيئة يضع نفسه في موضع السخط من الله تعالى ففي الرواية عن الإمام علي: كان رسول الله (ص) يقول: إن الله يبغض المعبس في وجه إخوانه. ... ولقد كان حسن البشر من صفات الرسول الأكرم (ص) وال البيت ومن الروايات التي حثت على هذه الصفة الحميدة ما روي عن الرسول الأكرم (ص): إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فالقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر.
اثار حسن البشر ... ... إن لحسن البشر اثارا اجتماعية مهمة يعرفها من ديدنه حسن البشر وقد ذكرها أهل البيت فمن اثار هذا الصفة الحسنة - المودة: ... لأن حسن البشر يحمل في خلفياته نفسا طيبة ودودة، تحب التقرب والاخر ين بخلاف التجهم الذي يوحي بالعدوانية، وقد ورد في الرواية عن الإمام علي عليه السلام: البشاشة حبالة المودة. ...
- يصفي القلوب: ... فكم من مختلفين قد أنهت خلافها البسمة الصادقة وأزالت الرين والحقد من قلبيهما وهذا ما نراه كثيرا في حياتنا العملية،
وفي الحديث عن الرسول الأكرم (ص): حسن البشر يذهب بالسخيمة. ... - يذهب بالذنوب: ... فقد جعل الله تعالى ثواب هذا الخلق الكريم، أن يغفر ذنوب المؤمنين لأجله وفي الرواية عن الإمام علي عليه السلام: إذا لقيتم إخوانكم فتصافحوا، وأظهروا لهم البشاشة والبشر، تتفرقوا وما عليكم من الأوزار قد ذهب."
بالقطع حسن البشر وهو طلاقة الوجه أمر واجب عند الخير ولكن بالقطع عبوس الوجه مطلوب فى أحيان مثل ارتكاب أحدهم لمنكر فلا يمكن أن يلقاه المسلم بوجه طليق وإنما بوجه عابس مذكرا إياه بوجوب توبته من المنكر واحيانا يتطلب المنكر خصام مرتكب المنكر وهو عدم كلامه كما حدث مع المخلفين الثلاثة الذين عصوا أمر الله ومن شدة خصام المسلمين الآخرين لهم ضاقت عليهم أنفسهم وضاقت عليهم الأرض وفى هذا قال تعالى:
"وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب الله عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم"