رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,709
- الإقامة
- مصر
قراءة فى رسالة فيما ضبط أهل النقل في خبر الفضل في حق الطاعون والوباء
الرسالة من تأليف زيد الدين بن إبراهيم بن محمد المصري الحنفى المعروف بابن نجيم وهو يدور حول مسائل فى الطاعون جمعها المؤلف فى الرسالة وفى هذا قال فى المقدمة:
"الحمد لله مقدر الأرزاق والآجال، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، والصحب والآل، فهذه جملة من الفوائد المتعلقة بالطعن والطاعون، جمعتها مما جمع الشيخ الجلال السيوطي، ومن شرح مسلم للإمام مجد الدين النووي، حين وقع بمصر سنة...وخمسين وتسعمائة"
واستهل الرسالة بتعريف الطعن فقال:
"الأولى حقيقة الطعن: القتل بالرمح، وأما الوخز فهو طعن بلا نفاذ "
ثم بين ما سماه حقيقة الطاعون فقال :
الثانية حقيقته: قروح تخرج في الجسد، فتكون في المراق والآباط، والأيدي وسائر البدن، ويكون معه ورم، وألم شديد، وتخرج تلك القروح معه لهيبه "
وبالقطع هذه هى مظاهر المرض المسمى الطاعون
ومع أنه قال حقيقته فى المسالة الثانية إلا أنه عاد وتراجع عن ذلك فى المسألة الثالثة:
"الثالثة: اختلفوا في حقيقة الوباء: والصحيح الذي عليه المحققون أنه مرض لكثير من الناس، في جهة من الأرض، دون سائر الجهات، ويكون مخالفا للمعتاد من الأمراض الكثيرة، ويكون مرضهم نوعا واحدا، بخلاف سائر الأوقات، فإن أمراضهم فيها مختلفة، قالوا: وكل طاعون وباء، وليس كل وباء طاعونا "
فى الفقرة السابقة بين الرجل معنى الوباء وهو مرض واحد يصيب الكثير من الناس فى منطقة ما من الأرض فى وقت متقارب جدا وفى المسألة الرابعة ذكر الروايات فى الموضوع فقال:
"الرابعة في الأخبار الواردة فيه: روى مسلم في صحيحه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعون: إنه رجز أرسل على بني إسرائيل أو على من كان قبلكم فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه"
الرواية معناها صحيح إلا الشك فيمن وقع لهم الطاعون فالمفترض أنه وقع فى كثير من الأمم وليس بنو إسرائيل وحدهم ثم قال :
"وفي رواية عن المدائني أنه قال: ما وقع الطاعون والوباء ببلدة فخرج منه أحد خوفا إلا هلك ودليله قوله تعالى: [ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم] الآية، فأماتهم الله بأجمعهم ودوابهم "
رواية المدائتى خاطئة فى إماتة الله دوابهم معهم فالاية لم تذكر سوى وفاة الفارين وفى هذا قال تعالى :
"ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون"
وأما موت الدواب فهى نتيجة موت أصحابها ولكن قد يعيش بعضها إذا لم تكن مربوطة لأنها ستنطلق فى أرض الله لللأكل والرواية التالية خاطئة وهى :
"قال ابن مسعود رضي الله عنه: فضله على المقيم وعلى الفار، أما الفار، فيقول: فررت فنجوت، وأما المقيم فيقول: أقمت فهلكت، وإنما فر فسلم من تأخر أجله، وأقام فهلك من حضر أجله "
الخطأ ان المفيم قد حضر أجله والفار لم يحضر أجله وهو كلام ليس صحيحا فقد يقيم البعض وينجون وقد يفر البعض ويموتون لأنه وصل لهم قبل فرارهم
وبين ابن نجيم المتعلم من الرواية فقال :
"فالنهي عن الدخول تأديب وتعليم، والأمر بالمقام تفويض وتسليم، فعليك باتباع الأخبار النبوية والإعراض عن آثار الجاهلية، فنسأل الله السلامة من بلائه، والتسليم لقضائه، والقبول لما أنزل على أنبيائه"
وذكر الرجل رواية أخرى صحيحة المعنى وهى :
"وفي رواية: إن هذا الوجع أو السقم رجز عذب به بعض الأمم قبلكم ثم بقى بعد بالأرض فيذهب المرة ويأتى الأخرى فمن سمع به بأرض فلا يقدمن عليه ومن وقع بأرض وهو بها فلا يخرجنه الفرار منه "
والمتعلم من الرواية هو :
1-من كان فى القرية المصابة لا يخرج منها
2-الموجود خارج القرية المصابة لا يدخل القرية المصابة
3- أن المرض يتكرر حدوثه فى أوقات مختلفة وفى مناطق مختلفة
وذكر الرواية التالية وهى خاطئة فقال :
"وفي الصحيحين أن الطاعون كان عذابا يبعثه الله على من يشاء فجعله رحمة للمؤمنين، ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد
وفي حديث آخر: الطاعون شهادة لكل مسلم "
فالطاعون ليس شهادة أى موت فى سبيل الله وإنما الشهادة تكون فى الجهاد وهو عمل لا يساويه أى عمل اخر كما قال تعالى :
"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
ثم قال :
"وأخرج الإمام أحمد في مسنده ، وعبد الرزاق في مصنفه، وابن أبي شيبة، والحاكم، وأبو يعلى، والبزار وابن خزيمة في صحيحه، وابن أبي الدنيا من طرق كثيرة، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فناء أمتي بالطعن والطاعون قال يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون قال وخز أعدائكم من الجن وفي كل شهداء
وأخرج أبو يعلى عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وخزة أعدائهم من الجن: غدة كغدة الإبل من أقام عليه كان مرابطا، ومن أصيب به كان شهيدا، ومن فر منه كالفار من الزحف
"
وهذه الروايات تكرر بها خطأ كون الميت بالطاعون شهيدا والخطأ الأخر كون الطاعون وخز أعداء الناس من الجن فأسباب المرض ليست أعداء وإنما مخلوقات مأمورة بأن تصيب الإنسان بالمرض وبالقطع هى ليست من الجن الذين والدهم الجان وإنما هى أسباب حفية من الممكن تسميتهم الجن لأن من ثغرها لا يراها أحد بالعين المجردة كما لا يرى أحد الجن وهو النوع المستور عن أعيننا
ثم قال فى المسألة الخامسة:
" الخامسة في سبب وقوعه بالمسلمين ـخرج ابن ماجة ، والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون
وأخرج مالك في الموطأ عن ابن عباس رضي الله عنه موقوفا، والطبراني عنه مرفوعا: ما فشا الزنا في قوم قط إلا كثر فيهم الموت
وأخرج الطبراني عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من قوم يظهر فيهم الزنا إلا أخذوا بالفناء "
غذا كان الطاعون بمعنى المرض وليس المرض المسمى الطاعون الأسود فهذا كلام صحيح فكثرة الزنى تجلب جملة من الأمراض يسمونها الأمراض الجنسية كالسيلان والهيربز والإيدز
وبين الرجل سبب انتشار الوباء فى الزناة فى ظنه فقال:
"ولعل حكمته أن الزنا لما كان في السر، سلط الله عليهم عدوا في السر، يقتلهم من حيث لا يرونه، وقاعدة العدل أنه إذا نزل بهم البلاء يعم المستحق وغيره، ثم يبعثون على نياتهم "
ولو عاش فيما بعد وفى عصرنا لوجد للزنى قرى تسمى قرى العراة يمارسون فيها الزنى علنا
ثم بين المسالة السادسة فقال:
"السادس في ثواب من مات به، ومن أقام صابرا:
قد تقدم بعضه، وأخرج أحمد بسند حسن عن عتبة بن عبد السلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون فيقول أصحاب الطاعون نحن شهداء فيقال انظروا فإن كانت جراحهم كجراح الشهداء تسيل دما ريح المسك فهم شهداء فيجدونهم كذلك
وروى البخاري والنسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون، فأخبرني أنه كان عذابا يبعثه الله على من يشاء من خلقه وجعله رحمة للمؤمنين، فليس من رجل يقع الطاعون فيمكث في بلاده صابرا محتسبا يعلم أنه ما يصيبه إلا ما كتبه الله له إلا كان له مثل أجر شهيد
قال الحافظ بن حجر: مقتضى هذا الجواب أن أجر الشهيد لمن يخرج من البلد الذي يقع به الطاعون، وأن يكون في حال إقامته قاصدا بذلك ثواب الله تعالى، راجيا صدق موعده، وأن يكون عارفا أنه ما وقع له فهو بقدر الله تعالى، وأن ما صرفه عنه فهو بقدر الله تعالى، وأن يكون غير متضجر به لو وقع، وأن يعتمد على ربه في حالتي صحته ومرضه، فمن اتصف بهذه الصفات فمات في غير الطاعون فإن ظاهر الحديث أن يحل له أجر الشهيد، وأن يكون كمن خرج من بيته على نية الجهاد في سبيل الله تعالى بشرطه، فمات بسبب آخر غير القتل فإن له أجر الشهيد، كما ورد في الحديث، ويؤيده هنا: ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ولم يقل بالطاعون، قال: وكذا لو وجدت هذه الصفات، ثم مات بعد انقضاء زمن الطاعون، فإن ظاهر الحديث أيضا أنه شهيد، ونية المؤمن أبلغ من عمله، قال: وأما من لم يتصف بالصفات المذكورة فإن مفهوم الحديث أنه لا يكون شهيدا، وإن مات بالطاعون
قال: ومما يستفاد من هذا الحديث أيضا أن الصابر في الطاعون، المتصف بالصفات المذكورة يأمن فتنة القبر؛ لأنه نظير المرابط في سبيل الله، لما كانت الشهادة الكبرى، التي هي القتل في سبيل الله تعالى تتفاوت مراتبها في الأجر والثواب بحسب أحوال المجاهدين ونياتهم، فكذلك هذه الشهادة الصغرى، التي هي الطاعون، ونحوه كالحرق والغرق، متفاوت أيضا مراتبها، بحسب أحوال المصابين في الصبر والجزع، والثبات والفرار، والتفويض والتسليم، والرضا، فالصابر الراضي المحتسب المفوض هو الذي يكون شهيدا، وأما الجازع الفار المتسخط فلا يكون شهيدا، ولا سالما من الإثم والوزر، ويدل على ذلك حديث عائشة رضي الله عنها: المقيم فيه كالشهيد، والفار منه كالفار من الزحف
وفي ذلك مناسبة لطيفة، فإنه جعل الصبر في الجهاد للكفار، وإخلاص النية للواحد القهار شهادة، يستوجب بها منازل الأبرار، وجعل الصبر في الطاعون، والاستسلام والرضا بقضاء الملك العلام، شهادة يستوجب بها دخول دار السلام، ولما جعل الفرار من الزحف عند قتال الكفار من الكبائر الموبقات والأوزار، جعل الفرار من الطاعون الدال على عدم الرضا بالأقدار من الكبائر الموجبة للهلاك والبوار
وقال الجلال السيوطي: إن هذا تصريح بأن الصابر في الطاعون إذا مات بغير طاعون يأمن من فتنة القبر كالمرابط، فيكون الميت بالطاعون بذلك أولى، وإنما سكت عنه للعلم به، فإن كونه شهيدا يقتضي كذلك كما صرح الحديث بذلك في شهيد المعركة، وصرح القرطبي بأن الشهادة من حيث هي مقتضية لذلك
وأخرج أحمد والطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتاني جبريل بالحمى والطاعون فأمسكت الحمى للمدينة وأرسلت الطاعون إلى الشام فالطاعون شهادة لأمتي ورحمة لهم ورجس على الكافرين
وهذا الحديث وغيره بعمومه يشمل مرتكب الكبيرة إذا مات بالطاعون، وهو مصر، فإنه يكون له شهادة ورحمة "
كل ما سبق من كلام عن استواء الميت بالطاعون مع المجاهد المقتول أو الحى هو كلام يناقض كما سبق القوله قوله تعالى :
"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
فلا يمكن مساواة المطعون بالطاعون بالمجاهد سواء قتيلا فى جهاده أو حيا على فراشه
وفى المسألة التالية قال :
" السابعة في سبب منع الطاعون من المدينة:
أخرج الشيخان ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال
وجزم جماعة من العلماء، ومنهم النووي في الأذكار بأن مكة كالمدينة، لكن قال الجلال السيوطي: إنه دخلها الطاعون عام تسع وأربعين وسبعمائة، ويدل للمشاركة ما أخرجه أحمد بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المدينة ومكة محفوفتان بالملائكة على كل نقب منها ملك لا يدخلها الدجال ولا الطاعون "
الخطأ فى الفقرة أن الملائكة موجودة فى أرض المدينة لمنع الطاعون والدجال وهو يخالف أن الملائكة لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها فيها مصداق لقوله تعالى "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "وهى موجودة فى السماء فقط مصداق لقوله "وكم من ملك فى السماء " كما أن الطاعون يدخل كل الأماكن والمدينة المعروفة حاليا دخلها عدة مرات كما هو معروف تاريخيا كما نقل ابن نجيم والقول يناقض قولهم الذى ذكره سابقا "لا تفنى أمتى إلا بالطعن والطاعون "رواه أحمد فهنا فناء الأمة بالطعن والطاعون وفى القول لا يدخل الطاعون المدينة .
وأما المسألة الآتية فقال فيها:
" الثامنة في أنه هل يشرع الدعاء برفعه:
قال الجلال السيوطي: إنه بدعة لا أصل له، لأنه ثبت أنه صلى الله عليه وسلم دعا به، وطلبه لأمته، وكذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ولما وقع في زمن عمر رضي الله عنه لم ينقل عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم الدعاء برفعه، ولما وقع زمن معاذ ابن جبل رضي الله عنه، قيل له: ادع الله يرفع عنا هذا الرجز، فقال: إنه ليس برجز، ولكن دعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وشهادة يختص الله بها من يشاء منكم، اللهم آت آل معاذ نصيبهم الأوفر من هذه الرحمة
وما وقع في عبارة الرافعي والنووي من مشروعية القنوت للوباء فهو عام مخصوص؛ لأن الوباء أعم من الطاعون، كما قدمناه، وقد صرح في كتب الحنابلة بأنه لا قنوت للطاعون، لعدم ثبوته، وذكر بعض الصالحين أن من أعظم الأشياء الرافعة للطاعون وغيره من البلايا العظام، كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعن الشافعي: أحسن ما يداوى به الطاعون التسبيح "
بالقطع كل ما قيل هنا تخريف فإذا كان الطاعون مرض فلابد من البحث عن دواء له كما هو الأمر تداووا عباد الله فإن الله جعل لكل داء دواء وأما القعود للدعاء والكلام فلا يفيد بشىء كما أن الأهم هو أن يتوب الناس ويعودوا لدين الله فالأمراض الوبائية سببها عصيان الله فى أمور كثيرة
وفى المسألة التاسعة قال :
"التاسعة:
نقل الشيخ محيى الدين النووي في شرح مسلم أن الطاعون وقع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في سنة ست من الهجرة، وهو مخالف لما ذكره الجلال السيوطي، فإنه ذكر أن أول طاعون وقع في الإسلام، ما وقع في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه "
الروايات التاريخية متناقضة ولا يمكن تصديق هذا او ذاك لعدم وجود دليل صحيح
وفى المسألة الأخيرة قال :
"العاشرة: روى البخاري ، وغيره عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه "
وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اللهم من آمن بك وشهد أنى رسولك فحبب إليه لقاءك وسهل عليه قضاءك وأقلل له من الدنيا ومن لم يؤمن بك ويشهد أنى رسولك فلا تحبب إليه لقاءك ولا تسهل عليه قضاءك وكثر له من الدنيا رواه ابن حبان في صحيحه وغيره "
الخطأ الدعاء للمسلم بقلة نصيبه من الدنيا وهو ما يخالف القول :
" قل من حرم زينة الله التى أخرج الله بعباده والطيبات من الرزق"فالدعاء المذكور يحرم الرزق الكثير على المسلم
وقال:
"وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله عز وجل للمؤمنين يوم القيامة وما أول ما يقولون له قلنا نعم يا رسول الله قال إن الله عز وجل يقول للمؤمنين هل أحببتم لقائي فيقولون نعم يا ربنا فيقول لم فيقولون رجونا عفوك ومغفرتك فيقول قد وجبت لكم مغفرتي
رواه أحمد"
الخطا هو أن أول قول الله للمؤمنين هل أحببتم لقائي فيقولون نعم يا ربنا فيقول لم فيقولون رجونا عفوك ومغفرتك فيقول قد وجبت لكم مغفرتي وهو كلام لم يذكر فى القرآنفيما يقول الله للمؤمنين
وقال:
"وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها فلما مات أبو سلمة قالت: أي المسلمين خير من أبي سلمة، أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قلتها فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه مسلم وغيره "
الخطأ أن من دعا بالدعاء المذكور يخلف الله خيرا مما أخذ منه فليس هذا فى كل الأحوال وإنما حسب ما قضى الله فى علمه
وقال:
"وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات ولد العبد قال الله عز وجل للملائكه قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول الله عز وجل ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد رواه الترمذي وغيره "
الخطأ أن الله يسأل الملائكة وهو يخالف أن الله لا يسأل أحدا لأنه يعلم بكل شىء كما أن السؤال هو نقص فى ذات الإله يعنى جهله بما فى ملكه والخطأ الأخر هو بناء بيت الحمد لوالد الميت وهو يخالف أن كل بيوت الجنة هى بيوت حمد لأن المسلمين كلهم يقولون فى الجنة كما فى سورة فاطر "الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذى أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب".
وقال:
"وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حفر قبرا بنى الله له بيتا في الجنة، ومن غسل ميتا، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ومن كفن ميتا كساه الله من حلل الجنة، ومن عزى حزينا ألبسه الله التقوى وصلى على روحه في الأرواح، ومن عزى مصابا كساه الله حلتين من حلل الجنة، لا تسع لهما الدنيا، ومن اتبع جنازة؛ حتى يقضى دفنها، كتب له ثلاثة قراريط، القيراط منها أعظم من جبل أحد، ومن كفل يتيما أو أرملة، أظله الله في ظله وأدخله جنته رواه الطبراني في الأوسط"
والخطأ هنا هو الأجر لللحافر أو غاسل الميت بيت فى الجنة والمعزى له خلتين ومتبه الجنازة ثلاث قراريط وهو ما يخالف كون العمل الصالح ثوابه عشر حسنات مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام"من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "وأما التصدق بصاع فعمل مالى ثوابه 700 حسنة أو يزيد مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء
والمسألة العاشرة برمتها لا علاقة لها بموضوع الكتاب نهائيا
الرسالة من تأليف زيد الدين بن إبراهيم بن محمد المصري الحنفى المعروف بابن نجيم وهو يدور حول مسائل فى الطاعون جمعها المؤلف فى الرسالة وفى هذا قال فى المقدمة:
"الحمد لله مقدر الأرزاق والآجال، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، والصحب والآل، فهذه جملة من الفوائد المتعلقة بالطعن والطاعون، جمعتها مما جمع الشيخ الجلال السيوطي، ومن شرح مسلم للإمام مجد الدين النووي، حين وقع بمصر سنة...وخمسين وتسعمائة"
واستهل الرسالة بتعريف الطعن فقال:
"الأولى حقيقة الطعن: القتل بالرمح، وأما الوخز فهو طعن بلا نفاذ "
ثم بين ما سماه حقيقة الطاعون فقال :
الثانية حقيقته: قروح تخرج في الجسد، فتكون في المراق والآباط، والأيدي وسائر البدن، ويكون معه ورم، وألم شديد، وتخرج تلك القروح معه لهيبه "
وبالقطع هذه هى مظاهر المرض المسمى الطاعون
ومع أنه قال حقيقته فى المسالة الثانية إلا أنه عاد وتراجع عن ذلك فى المسألة الثالثة:
"الثالثة: اختلفوا في حقيقة الوباء: والصحيح الذي عليه المحققون أنه مرض لكثير من الناس، في جهة من الأرض، دون سائر الجهات، ويكون مخالفا للمعتاد من الأمراض الكثيرة، ويكون مرضهم نوعا واحدا، بخلاف سائر الأوقات، فإن أمراضهم فيها مختلفة، قالوا: وكل طاعون وباء، وليس كل وباء طاعونا "
فى الفقرة السابقة بين الرجل معنى الوباء وهو مرض واحد يصيب الكثير من الناس فى منطقة ما من الأرض فى وقت متقارب جدا وفى المسألة الرابعة ذكر الروايات فى الموضوع فقال:
"الرابعة في الأخبار الواردة فيه: روى مسلم في صحيحه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعون: إنه رجز أرسل على بني إسرائيل أو على من كان قبلكم فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه"
الرواية معناها صحيح إلا الشك فيمن وقع لهم الطاعون فالمفترض أنه وقع فى كثير من الأمم وليس بنو إسرائيل وحدهم ثم قال :
"وفي رواية عن المدائني أنه قال: ما وقع الطاعون والوباء ببلدة فخرج منه أحد خوفا إلا هلك ودليله قوله تعالى: [ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم] الآية، فأماتهم الله بأجمعهم ودوابهم "
رواية المدائتى خاطئة فى إماتة الله دوابهم معهم فالاية لم تذكر سوى وفاة الفارين وفى هذا قال تعالى :
"ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون"
وأما موت الدواب فهى نتيجة موت أصحابها ولكن قد يعيش بعضها إذا لم تكن مربوطة لأنها ستنطلق فى أرض الله لللأكل والرواية التالية خاطئة وهى :
"قال ابن مسعود رضي الله عنه: فضله على المقيم وعلى الفار، أما الفار، فيقول: فررت فنجوت، وأما المقيم فيقول: أقمت فهلكت، وإنما فر فسلم من تأخر أجله، وأقام فهلك من حضر أجله "
الخطأ ان المفيم قد حضر أجله والفار لم يحضر أجله وهو كلام ليس صحيحا فقد يقيم البعض وينجون وقد يفر البعض ويموتون لأنه وصل لهم قبل فرارهم
وبين ابن نجيم المتعلم من الرواية فقال :
"فالنهي عن الدخول تأديب وتعليم، والأمر بالمقام تفويض وتسليم، فعليك باتباع الأخبار النبوية والإعراض عن آثار الجاهلية، فنسأل الله السلامة من بلائه، والتسليم لقضائه، والقبول لما أنزل على أنبيائه"
وذكر الرجل رواية أخرى صحيحة المعنى وهى :
"وفي رواية: إن هذا الوجع أو السقم رجز عذب به بعض الأمم قبلكم ثم بقى بعد بالأرض فيذهب المرة ويأتى الأخرى فمن سمع به بأرض فلا يقدمن عليه ومن وقع بأرض وهو بها فلا يخرجنه الفرار منه "
والمتعلم من الرواية هو :
1-من كان فى القرية المصابة لا يخرج منها
2-الموجود خارج القرية المصابة لا يدخل القرية المصابة
3- أن المرض يتكرر حدوثه فى أوقات مختلفة وفى مناطق مختلفة
وذكر الرواية التالية وهى خاطئة فقال :
"وفي الصحيحين أن الطاعون كان عذابا يبعثه الله على من يشاء فجعله رحمة للمؤمنين، ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد
وفي حديث آخر: الطاعون شهادة لكل مسلم "
فالطاعون ليس شهادة أى موت فى سبيل الله وإنما الشهادة تكون فى الجهاد وهو عمل لا يساويه أى عمل اخر كما قال تعالى :
"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
ثم قال :
"وأخرج الإمام أحمد في مسنده ، وعبد الرزاق في مصنفه، وابن أبي شيبة، والحاكم، وأبو يعلى، والبزار وابن خزيمة في صحيحه، وابن أبي الدنيا من طرق كثيرة، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فناء أمتي بالطعن والطاعون قال يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون قال وخز أعدائكم من الجن وفي كل شهداء
وأخرج أبو يعلى عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وخزة أعدائهم من الجن: غدة كغدة الإبل من أقام عليه كان مرابطا، ومن أصيب به كان شهيدا، ومن فر منه كالفار من الزحف
"
وهذه الروايات تكرر بها خطأ كون الميت بالطاعون شهيدا والخطأ الأخر كون الطاعون وخز أعداء الناس من الجن فأسباب المرض ليست أعداء وإنما مخلوقات مأمورة بأن تصيب الإنسان بالمرض وبالقطع هى ليست من الجن الذين والدهم الجان وإنما هى أسباب حفية من الممكن تسميتهم الجن لأن من ثغرها لا يراها أحد بالعين المجردة كما لا يرى أحد الجن وهو النوع المستور عن أعيننا
ثم قال فى المسألة الخامسة:
" الخامسة في سبب وقوعه بالمسلمين ـخرج ابن ماجة ، والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون
وأخرج مالك في الموطأ عن ابن عباس رضي الله عنه موقوفا، والطبراني عنه مرفوعا: ما فشا الزنا في قوم قط إلا كثر فيهم الموت
وأخرج الطبراني عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من قوم يظهر فيهم الزنا إلا أخذوا بالفناء "
غذا كان الطاعون بمعنى المرض وليس المرض المسمى الطاعون الأسود فهذا كلام صحيح فكثرة الزنى تجلب جملة من الأمراض يسمونها الأمراض الجنسية كالسيلان والهيربز والإيدز
وبين الرجل سبب انتشار الوباء فى الزناة فى ظنه فقال:
"ولعل حكمته أن الزنا لما كان في السر، سلط الله عليهم عدوا في السر، يقتلهم من حيث لا يرونه، وقاعدة العدل أنه إذا نزل بهم البلاء يعم المستحق وغيره، ثم يبعثون على نياتهم "
ولو عاش فيما بعد وفى عصرنا لوجد للزنى قرى تسمى قرى العراة يمارسون فيها الزنى علنا
ثم بين المسالة السادسة فقال:
"السادس في ثواب من مات به، ومن أقام صابرا:
قد تقدم بعضه، وأخرج أحمد بسند حسن عن عتبة بن عبد السلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون فيقول أصحاب الطاعون نحن شهداء فيقال انظروا فإن كانت جراحهم كجراح الشهداء تسيل دما ريح المسك فهم شهداء فيجدونهم كذلك
وروى البخاري والنسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون، فأخبرني أنه كان عذابا يبعثه الله على من يشاء من خلقه وجعله رحمة للمؤمنين، فليس من رجل يقع الطاعون فيمكث في بلاده صابرا محتسبا يعلم أنه ما يصيبه إلا ما كتبه الله له إلا كان له مثل أجر شهيد
قال الحافظ بن حجر: مقتضى هذا الجواب أن أجر الشهيد لمن يخرج من البلد الذي يقع به الطاعون، وأن يكون في حال إقامته قاصدا بذلك ثواب الله تعالى، راجيا صدق موعده، وأن يكون عارفا أنه ما وقع له فهو بقدر الله تعالى، وأن ما صرفه عنه فهو بقدر الله تعالى، وأن يكون غير متضجر به لو وقع، وأن يعتمد على ربه في حالتي صحته ومرضه، فمن اتصف بهذه الصفات فمات في غير الطاعون فإن ظاهر الحديث أن يحل له أجر الشهيد، وأن يكون كمن خرج من بيته على نية الجهاد في سبيل الله تعالى بشرطه، فمات بسبب آخر غير القتل فإن له أجر الشهيد، كما ورد في الحديث، ويؤيده هنا: ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ولم يقل بالطاعون، قال: وكذا لو وجدت هذه الصفات، ثم مات بعد انقضاء زمن الطاعون، فإن ظاهر الحديث أيضا أنه شهيد، ونية المؤمن أبلغ من عمله، قال: وأما من لم يتصف بالصفات المذكورة فإن مفهوم الحديث أنه لا يكون شهيدا، وإن مات بالطاعون
قال: ومما يستفاد من هذا الحديث أيضا أن الصابر في الطاعون، المتصف بالصفات المذكورة يأمن فتنة القبر؛ لأنه نظير المرابط في سبيل الله، لما كانت الشهادة الكبرى، التي هي القتل في سبيل الله تعالى تتفاوت مراتبها في الأجر والثواب بحسب أحوال المجاهدين ونياتهم، فكذلك هذه الشهادة الصغرى، التي هي الطاعون، ونحوه كالحرق والغرق، متفاوت أيضا مراتبها، بحسب أحوال المصابين في الصبر والجزع، والثبات والفرار، والتفويض والتسليم، والرضا، فالصابر الراضي المحتسب المفوض هو الذي يكون شهيدا، وأما الجازع الفار المتسخط فلا يكون شهيدا، ولا سالما من الإثم والوزر، ويدل على ذلك حديث عائشة رضي الله عنها: المقيم فيه كالشهيد، والفار منه كالفار من الزحف
وفي ذلك مناسبة لطيفة، فإنه جعل الصبر في الجهاد للكفار، وإخلاص النية للواحد القهار شهادة، يستوجب بها منازل الأبرار، وجعل الصبر في الطاعون، والاستسلام والرضا بقضاء الملك العلام، شهادة يستوجب بها دخول دار السلام، ولما جعل الفرار من الزحف عند قتال الكفار من الكبائر الموبقات والأوزار، جعل الفرار من الطاعون الدال على عدم الرضا بالأقدار من الكبائر الموجبة للهلاك والبوار
وقال الجلال السيوطي: إن هذا تصريح بأن الصابر في الطاعون إذا مات بغير طاعون يأمن من فتنة القبر كالمرابط، فيكون الميت بالطاعون بذلك أولى، وإنما سكت عنه للعلم به، فإن كونه شهيدا يقتضي كذلك كما صرح الحديث بذلك في شهيد المعركة، وصرح القرطبي بأن الشهادة من حيث هي مقتضية لذلك
وأخرج أحمد والطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتاني جبريل بالحمى والطاعون فأمسكت الحمى للمدينة وأرسلت الطاعون إلى الشام فالطاعون شهادة لأمتي ورحمة لهم ورجس على الكافرين
وهذا الحديث وغيره بعمومه يشمل مرتكب الكبيرة إذا مات بالطاعون، وهو مصر، فإنه يكون له شهادة ورحمة "
كل ما سبق من كلام عن استواء الميت بالطاعون مع المجاهد المقتول أو الحى هو كلام يناقض كما سبق القوله قوله تعالى :
"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
فلا يمكن مساواة المطعون بالطاعون بالمجاهد سواء قتيلا فى جهاده أو حيا على فراشه
وفى المسألة التالية قال :
" السابعة في سبب منع الطاعون من المدينة:
أخرج الشيخان ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال
وجزم جماعة من العلماء، ومنهم النووي في الأذكار بأن مكة كالمدينة، لكن قال الجلال السيوطي: إنه دخلها الطاعون عام تسع وأربعين وسبعمائة، ويدل للمشاركة ما أخرجه أحمد بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المدينة ومكة محفوفتان بالملائكة على كل نقب منها ملك لا يدخلها الدجال ولا الطاعون "
الخطأ فى الفقرة أن الملائكة موجودة فى أرض المدينة لمنع الطاعون والدجال وهو يخالف أن الملائكة لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها فيها مصداق لقوله تعالى "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "وهى موجودة فى السماء فقط مصداق لقوله "وكم من ملك فى السماء " كما أن الطاعون يدخل كل الأماكن والمدينة المعروفة حاليا دخلها عدة مرات كما هو معروف تاريخيا كما نقل ابن نجيم والقول يناقض قولهم الذى ذكره سابقا "لا تفنى أمتى إلا بالطعن والطاعون "رواه أحمد فهنا فناء الأمة بالطعن والطاعون وفى القول لا يدخل الطاعون المدينة .
وأما المسألة الآتية فقال فيها:
" الثامنة في أنه هل يشرع الدعاء برفعه:
قال الجلال السيوطي: إنه بدعة لا أصل له، لأنه ثبت أنه صلى الله عليه وسلم دعا به، وطلبه لأمته، وكذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ولما وقع في زمن عمر رضي الله عنه لم ينقل عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم الدعاء برفعه، ولما وقع زمن معاذ ابن جبل رضي الله عنه، قيل له: ادع الله يرفع عنا هذا الرجز، فقال: إنه ليس برجز، ولكن دعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وشهادة يختص الله بها من يشاء منكم، اللهم آت آل معاذ نصيبهم الأوفر من هذه الرحمة
وما وقع في عبارة الرافعي والنووي من مشروعية القنوت للوباء فهو عام مخصوص؛ لأن الوباء أعم من الطاعون، كما قدمناه، وقد صرح في كتب الحنابلة بأنه لا قنوت للطاعون، لعدم ثبوته، وذكر بعض الصالحين أن من أعظم الأشياء الرافعة للطاعون وغيره من البلايا العظام، كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعن الشافعي: أحسن ما يداوى به الطاعون التسبيح "
بالقطع كل ما قيل هنا تخريف فإذا كان الطاعون مرض فلابد من البحث عن دواء له كما هو الأمر تداووا عباد الله فإن الله جعل لكل داء دواء وأما القعود للدعاء والكلام فلا يفيد بشىء كما أن الأهم هو أن يتوب الناس ويعودوا لدين الله فالأمراض الوبائية سببها عصيان الله فى أمور كثيرة
وفى المسألة التاسعة قال :
"التاسعة:
نقل الشيخ محيى الدين النووي في شرح مسلم أن الطاعون وقع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في سنة ست من الهجرة، وهو مخالف لما ذكره الجلال السيوطي، فإنه ذكر أن أول طاعون وقع في الإسلام، ما وقع في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه "
الروايات التاريخية متناقضة ولا يمكن تصديق هذا او ذاك لعدم وجود دليل صحيح
وفى المسألة الأخيرة قال :
"العاشرة: روى البخاري ، وغيره عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه "
وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اللهم من آمن بك وشهد أنى رسولك فحبب إليه لقاءك وسهل عليه قضاءك وأقلل له من الدنيا ومن لم يؤمن بك ويشهد أنى رسولك فلا تحبب إليه لقاءك ولا تسهل عليه قضاءك وكثر له من الدنيا رواه ابن حبان في صحيحه وغيره "
الخطأ الدعاء للمسلم بقلة نصيبه من الدنيا وهو ما يخالف القول :
" قل من حرم زينة الله التى أخرج الله بعباده والطيبات من الرزق"فالدعاء المذكور يحرم الرزق الكثير على المسلم
وقال:
"وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله عز وجل للمؤمنين يوم القيامة وما أول ما يقولون له قلنا نعم يا رسول الله قال إن الله عز وجل يقول للمؤمنين هل أحببتم لقائي فيقولون نعم يا ربنا فيقول لم فيقولون رجونا عفوك ومغفرتك فيقول قد وجبت لكم مغفرتي
رواه أحمد"
الخطا هو أن أول قول الله للمؤمنين هل أحببتم لقائي فيقولون نعم يا ربنا فيقول لم فيقولون رجونا عفوك ومغفرتك فيقول قد وجبت لكم مغفرتي وهو كلام لم يذكر فى القرآنفيما يقول الله للمؤمنين
وقال:
"وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها فلما مات أبو سلمة قالت: أي المسلمين خير من أبي سلمة، أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قلتها فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه مسلم وغيره "
الخطأ أن من دعا بالدعاء المذكور يخلف الله خيرا مما أخذ منه فليس هذا فى كل الأحوال وإنما حسب ما قضى الله فى علمه
وقال:
"وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات ولد العبد قال الله عز وجل للملائكه قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول الله عز وجل ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد رواه الترمذي وغيره "
الخطأ أن الله يسأل الملائكة وهو يخالف أن الله لا يسأل أحدا لأنه يعلم بكل شىء كما أن السؤال هو نقص فى ذات الإله يعنى جهله بما فى ملكه والخطأ الأخر هو بناء بيت الحمد لوالد الميت وهو يخالف أن كل بيوت الجنة هى بيوت حمد لأن المسلمين كلهم يقولون فى الجنة كما فى سورة فاطر "الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذى أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب".
وقال:
"وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حفر قبرا بنى الله له بيتا في الجنة، ومن غسل ميتا، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ومن كفن ميتا كساه الله من حلل الجنة، ومن عزى حزينا ألبسه الله التقوى وصلى على روحه في الأرواح، ومن عزى مصابا كساه الله حلتين من حلل الجنة، لا تسع لهما الدنيا، ومن اتبع جنازة؛ حتى يقضى دفنها، كتب له ثلاثة قراريط، القيراط منها أعظم من جبل أحد، ومن كفل يتيما أو أرملة، أظله الله في ظله وأدخله جنته رواه الطبراني في الأوسط"
والخطأ هنا هو الأجر لللحافر أو غاسل الميت بيت فى الجنة والمعزى له خلتين ومتبه الجنازة ثلاث قراريط وهو ما يخالف كون العمل الصالح ثوابه عشر حسنات مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام"من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "وأما التصدق بصاع فعمل مالى ثوابه 700 حسنة أو يزيد مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء
والمسألة العاشرة برمتها لا علاقة لها بموضوع الكتاب نهائيا