رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,708
- الإقامة
- مصر
قراءة فى خطبة حتى لا يضيع الدين ..
الخطيب سالم العجمي والخطبة تتحدث عن عدم ضياع الدين وهو عنوان خطأ لأن دين الله لا يضيع لأنه محفوظ كما قال تعالى :
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
وأما تضييع الناس دينهم بمعنى ترك الإسلام إلى الكفر فهذا هو المعنى الذى يمكن التحدث عنه وقد استهل الخطبة بالحديث عن الهدف من خلق الناس فقال:
"فاعلم أيها المسلم أن الله سبحانه إنما خلق الخليقة لعبادته سبحانه؛ فأمرهم بتوحيده وإفراده بالعبادة؛ فمن وحده حق التوحيد عاش أمنا في هذه الدنيا وفي الآخرة؛ واطمئن عيشه وهدأت نفسه؛ ومن أشرك بالله جل وعلا أحدا كانت حياته هما وغما وإذا به يقاد إلى نار جهنم خالدا فيها أبدا."
وكعادة من يقرئون فى كتب الفقه فإنهم يستخدمون تعبيرات لم تذكر فى الوحى كالتوحيد فالله فى التعبير القرآنى خلقنا للعبادة كما قال :
" وما خلقت الجن وأفنس إلا ليعبدون"
وإذا كان مقابل التوحيد الشرك وهو تعبير غير قرآنى فالتعبير الصحيح الإسلام فى مقابل الشرك ومن ثم المطلوب هو الإسلام الذى أطلق عليه التوحيد فقال :
"فمن أراد بحبوحة العيش في الدارين فليوحد الله جل وعلا حق توحيده وليستقيم على طاعته 0
والتوحيد هو أن يصرف العبادة لله وحده ولا يصرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله؛ فإنه إن صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله جل وعلا عُدّ مشركا؛فلا يقبل الله من صرفا ولا عدلا؛ ولا يُتقبَّل منه عمل وإذ به في الآخرة من الخاسرين"إن الله لا يغفر أن يُشرَك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء""
فإذا كان هذا هو المرفوض غير المتقبل فالمتقبل هو الإسلام كما قال تعالى :
"ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين"
وتحدث عن عقاب المشركين فقال :
"ومن تأمل بما أعده الله سبحانه وتعالى للموحدين الذين يفردونه بالعبادة؛ سارع إلى ذلك وعلم أن عقوبة الشرك لا عقوبة أشد منها 0
وانظروا إلى فضله سبحانه وتعالى حيث أنه يجازي صاحب المعصية بالمغفرة إذا كان موحدا فيدخله في رحمته ويعامله بعفوه وإحسانه؛ وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفضل العظيم بقوله:" يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة؛ فينشر له تسعة وتسعون سجلا (يعني من الذنوب والمعاصي)؛كل سجل منها مد البصر؛ ثم يقال: أتنكر من هذا شيئا فيقول: لا يا رب 0 فيقال: ألك عذر ألك حسنة؛ فيهاب الرجل فيقول:لا 0 فيقال: بلى إن لك عندنا حسنات وإنه لا ظلم عليك 0ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين )؛فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛فيقول: أي ربِّ؛ ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال: إنك لا تظلم0فتوضع السجلات في كفه والبطاقة في كفه فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم الله شيء"؛"
والحديث باطل وأسباب بطلانه تناقضه مع كتاب الله فى التالى :
أن الفرد له نسع وتسعون كتاب أى سجل وما ذكره الله هو كتاب منشور واحد كما قال تعالى :
"ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا"
أن شهادة لا إله إلا الله تنجى صاحبها وإن عمل ذنوبا كثيرة ويخالف هذا أن فرعون شهد الشهادة مع كثرة ذنوبه ومع هذا أدخل النار فقال: "فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال أمنت أن لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين"
وتحدث عن قول الشهادة وأنه ينفع مع العصيان ولا ينفع مع الشرك فقال:
لكن هذا قال لا إله إلا الله وعلم أن معناها: لا معبود بحق إلا الله، فهو وإن كان مسرفا على نفسه بالمعاصي ولكنه لم يصرف نوعا من أنواع العبادة لغير الله ..فلا يصلي مع المسلمين وهو يدعو عليا أو الحسين أو العباس أو غيرهم0
ولا يصلي مع المسلمين وقلبه معلق في القبور؛فإذا أصابته مصيبة نادى يا علي يا حسين يا خضر يا عباس؛لا.. لا يقول هذا0
ولا يقول: يا بخت فلان ( ولا نخاف من السيد فلان يشوّر فينا) ، لا يقول هذا؛ ولا يعتقده."
والعصيان هو نفسه الشرك فقول لا إله إلا الله لا ينجى صاحبه طالما أن عمله عصيان أى شرك بالله
والرجل يبيح للناس ارتكاب ما يسمونه الصغائر بدعوة أنها مغفورة والحقيقة أن كل ذنب هو كبيرة لأنه تكبر على طاعة الله وليس فى الدين كبائر وصغائر لعدم وجود نص فى القرآن فى تلبك الصغائر التى اخترعها الفقهاء وفى ذلك قال :
"ولذلك قال أهل العلم في قول الله تعالى :"إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما": إن من اجتنب كبائر الذنوب يكفّر الله عنه الصغائر ، وكذلك من ترك الشرك فإن الله سبحانه وتعالى يغفر له ما وقع منه الكبائر" لأنه إن كان موحداً دخل تحت رحمة الله ، وهو سبحانه الذي لا معقب لحكمه ولا يُسأل عما يفعل؛ فإن شاء عذب وإن شاء غفر؛وإذا شاء سبحانه أن يغفر للعبد فمن يرده؟! ، ولكن لا بد أن يكون موحداً يا عباد الله0"
والحقيقة أن الله لا يغفر للفرد أى ذنب إلا إذا استغفره أى تاب منه كما قال تعالى :
"ومن يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"
وتحدث عن فساد دين الفرد من خلال الاعتقادات الباطلة ونشرها فقال :
"واعلموا أن فساد الدين لا يأتي إلا بالاعتقادات الباطلة؛والتكلم بها ؛أو العمل بخلاف الحق والصواب "
والحقيقة أن فساد دين الفرد ناتج من أمرين :
ألأول فساد الاعتقاد وهو الإيمان فيؤمن بما حرمه الله على أنه دين الله
الثانى فساد العمل وهو عصيام أحكام الله فى الوحى
والرجل يبدو أنه مهووس بالقبورية فيتحدث عنهم قائلا: 0
"ومما أفسد عقائد الناس وحرفهم عن السبيل الصحيح؛تلك القبور المشيدة التي تعبد من دون الله وتُدعى من دون الله، سواء في السعي إليها أو تعلق القلوب بها0ولذلك فقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من كل فعل يكون على هذه القبور؛ فيكون بعد ذلك وسيلة لعبادتها من دون الله؛ كالبناءِ عليها وتعظيمِها والغلوِّ في أصحابها؛فإن هذا كله يفضي إلى الشرك بالله سبحانه؛ ولذلك لما ذكرت أم سلمة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها في أرض الحبشة؛وما فيها من الصور؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح-أو العبد الصالح- فمات بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور؛أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة"؛ والمقصود بجعل القبور مسجداً؛جعلها موضعاً للعبادة0
والشرك بقبر الرجل الذي هو معروف؛أشد داعياً إلى عبادته من الوثن الذي لا يُعرَف صاحبه؛فالناس عادة إذا علموا أن هذا قبر فلان وهو رجل صالح معروف؛ قد يكون نبياًّ؛أو صحابيا وهم برءاء من الشرك وأهله؛ فإن النفوس تسارع إلى الإشراك به من دون الله ، ليس كالوثن أو الصور التي لا يُعرَف أصحابها؛ولأجل كل هذا فقد اشتد تحذيره صلى الله عليه وسلم من اتخاذ القبور مساجد0
وبسبب الجهل المنتشر -ومع الأسف الشديد - تجد بعض أخواننا إذا سافر إلى بعض البلدان ومر على بعض المساجد التي فيها القبور صلى بها؛وهو حسن النية؛ ولكن هذه الصلاة باطلة لا تجوز 0وتأملوا إلى أنصح الخلق للخلق محمد صلى الله عليه وسلم الذي اشتد تحذيره من هذا الفعل المنكر إلى وقت موته،تقول عائشة رضي الله عنها:"لما نُزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفِقَ (أي جعل) يطرح خميصة له على وجهه؛فإذا اغتم كشفها وقال وهو كذلك: لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، يحذر مما صنعوا، تقول عائشة: ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خُشي أن يُتخذ مسجداً"؛( أي موضعاً للعبادة) ، فانظروا إلى تحذير الصادق المصدوق من اتخاذ القبور مساجد؛ ولعنِه من فعل هذا الفعل؛ هذا مع إن اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد؛ فكيف بمن اتخذ قبور من هو أدنى حالاً من الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم ؟!
كما دعا صلى الله عليه وسلم بقوله:" اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد"؛ فإذا كان قبره -صلوات ربي وسلامه عليه- إذا عُبد من دون الله عُدّ وثنا فكيف بقبر غيره؟!
ولما خالف الناس أمر النبي صلى الله عليه وسلم افتتنوا بعبادة القبور؛ من قبور الصالحين وغيرهم؛وعظموها تعظيما مبتدَعاً آل بهم إلى الشرك؛حتى خرجوا من الإسلام؛"إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار"؛ وهاهم يصرفون العبادة التي لا تجوز إلا لله يصرفونها للقبور؛من الصلاة عندها؛ والطواف بها؛والنذر لها؛ودعائها؛ ودعائها؛ وسؤالها قضاء الحاجات وتفريج الكربات؛ فإذا حلّت بهم مصيبة لم تتوجه القلوب إلى الله؛ ولكن توجهت إلى قبر فلان بن فلان؛ وهذا كله من الشرك المخرج من الملة."
وكل هذا الحديث عن اتخاذ القبور مساجد أو الصلاة فيها هو حديث صحيح فالقبر ليس مسجدا للصلاة ولا يصلى فوق قبر أو حوله إلا صلاة الجنازة كما قال تعالى :
" ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره"
وتحدث عن أن الله لا يقبل الشرك به فقال :
"فيا عباد الله: لا تضيعوا نصيبكم من الله ،واعلموا أن العبد ولو كان مسرفاً على نفسه بالمعاصي؛فإنه حري أن يدخل تحت رحمة الله إذا كان موحداً، وأما إذا كان مشركاً فلا يتعب نفسه بعمل من الأعمال فعمله مردود عليه؛ يقول سبحانه:" أنا أغنى الشركاء عن الشرك"؛ فلا يقبل الله-سبحانه وتعالى- الذي أمرنا بعبادته وحده أن نشرك به غيره0ومع هذا النهي الأكيد والوعيد الشديد؛تجد هؤلاء المشركين يشركون بالله أناساً لا يملكون لأنفسهم ضراّ ولا نفعاً؛مع أن الشرك يدل على حمق صاحبه وأنه بليد؛ ولو كان عاقلاً فكيف يأتي إلى جدار فيدعوه من دون الله ؟!0"
وعاد مرة أخرى للحديث عن أن المقبور لا يقدر على نفع نفسه فكيف ينفع غيره فقال :
"ولو كان صاحب القبر يملك لنفسه شيئاً لأحيا نفسه من الموت وقال للناس ادعوني، أو كان صالحاً لقال للناس دعوني وتبرأ من شركهم، يقول الله سبحانه وتعالى:
"ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون0وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين"؛ فلا يحسون بالذين يدعونهم من دون الله؛ويوم القيامة يتبرؤون من شركهم وما اقترفوا من الأعمال نحوهم."
وتحدث عن انتشار المساجد التى بها قبور فى بلادنا وإيمان الكثير من الناس بقدرة الموتى فيها على النفع والضرر فقال :
"ومن رأى العالم الإسلامي وما فيه من كثرة القبور تملّكه الهم والغم؛فكيف بأمة تريد أن ترتقي وقلوب كثير منها متعلقة بهذه الأوثان ؟!
وكيف بأمة تريد النصر وهي تدعو غير الله؛وتعبد غير الله، يقول سبحانه:"وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني ولا يشركون بي شيئاً""
وكما قال العجمى الله لا ينصر من يعبد غيره وإنما ينصر من يعبده أى يطيع فقال :
"فالدين الذي يمكنه الله هو دين التوحيد ؛ وشرط التمكين هو عبادة الله وحده لا شريك له0
فإذا أرادوا الاستخلاف والتمكين في الأرض،وأرادوا الأمن في الدارين فلا بد أن يعملوا بالشرط :"يعبدونني لا يشركون بي شيئاً"0
وتحدث عن قيام بعض القنوات الإعلامية ببث إعلانات جذابة بزيارة المساجد القبورية فقال :
"فإذا أردت النجاة عبد الله؛فحقق توحيدك وقصدك لله ،وتوجه بقلبك إلى الله؛وانزع من قلبك كل اتجاه لغير الله ؛فهو سبحانه الضار النافع والمعطي المانع ؛لا معطي لما منع؛ولا مانع لما أعطى ومن المحادة لله تلك الحملة الشرسة التي بدأت تقودها بعض القنوات الإعلامية بتفننها في إعلاناتها للقبور والأوثان التي تعبد من دون الله؛سواء كان ذلك في الإعلام المكتوب أو المرئي أو المسموع ؛ ويسمون تلك القبور بالعتبات المقدسة، وهذه تسمية قد أوحاها إليهم الشيطان؛لأنه يفرح بعبادة غير الله؛ولإكثار حزبه وأتباعه في نار جهنم؛فيكونون مخلدين في نار جهنم لا يخرجون منها أبدا "
وتحدث عن أن الإسلام ليس فيه عتبات مقدسة لأى إنسان كبر أو صغر فقال :
"وأولئك الذين يدعون القبور بأنها عتبات مقدسة؛ إنما فعلوا ذلك لجهلهم وحمقهم؛ فليس عندنا في دين الإسلام " عتبات مقدسة " ؛سواء كان ذلك القبر لنبيٍّ من الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم؛أو لصحابيًّ جليلٍ نشهد أنه في الجنة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بريء ممن يشركون به من دون الله، لكن عندنا في دين الإسلام أماكن قد ورد الشرع المطهر بأنها أماكن فاضلة؛وهذه الأماكن كالمسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى؛التي صح فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد:المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" "
والحديث المستشهد به باطل لأن المسجد المزار وحده هو البيت الحرام كما قال تعالى :
" ولله على الناس حج البيت "
فلا وجود لزيارة المسجد النبوى ولا لما سماه المسجد الأقصى الأرضى فالزيارة وهى الحج أى شد الرحال للكعبة فقط
وعاد للحديث عن حرمة زيارة مساجد الموتى فقال:
فلا يجوز لعبد من عباد الله يرجو النجاة بين يدي الله والخلاص من نار جهنم أن يشد رحله ويذهب إلى قبر من القبور من أجل أن يصلي فيه؛أو أنه يدعوه أو يستغيث به؛ أو يسأله حاجة من حاجات الدنيا؛حتى ولو كان قبره صلوات ربي وسلامه عليه؛فلا يجوز للعبد أن يشد رحله راكباً من ها هنا وهو نيته أن يذهب للقبر؛ فإذا أراد زيارةً فلينو زيارة المسجد النبوي الذي حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ، أما إذا نوى زيارة القبر فهذه بدعة وضلالة مفضية إلى الشرك ، والنبي صلى الله عليه وسلم أنزه الناس عن الشرك وأفضلهم تحقيقا لتوحيد ربه جل وعلا؛ فالذي قطع علينا هذا الدرب المؤدي إلى الشرك هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإذا كان هذا العمل مع قبره فكيف بمن هو دونه؟!فلا تغرنّكم تلك المسميات من أهل الباطل؛فإن بعضهم بدأ يمهد من أجل أن تزور الناس هذه القبور؛ أو على الأقل أن تتعلق قلوبهم في الوقت الحالي بها؛حتى إذا سنحت لهم الفرصة فإذا بهم يركضون ويهبون مسرعين من أجل الإشراك بالله سبحانه وتعالى0
فاحذروا التعلق بهذه القبور في أي صورة من الصور؛ فإن بعض الناس لا يستطيع الذهاب إليها فيتعلق قلبه بها ؛ويعيش حياته متحسراً لأجل أنه لا يستطيع الوصول إليها،وإذا به يلجأ إليها عند كل ملمة؛وهذا من الشرك المخلد صاحبه في النار0
وانظروا إلى أحوالهم عند القبور ترون فيها من استحضار الهيبة والخشوع والذل والبكاء؛الذي لم يحصل لهم في اعظم الأماكن في الحرم المكي أو في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإذا بهم خاشعين متذللين كالذين يقفون أمام الأصنام في السابق؛تغشى وجوههم الذلة؛وعليهم القتر بادياً واضحاً يدعونها من دون الله0"
وأخيرا وصل العجمى للهدف الحقيقى من بناء مساجد الموتى وهو جمع القائمين للمال من الكل لكى يقتسموه هم لأنهم المتصرفون فيه وليس الموتى فقال :
"وقد صارت هذه القبور وسيلة ابتزاز لأموال البلداء والسفهاء؛ فيوضع عليها سدنة الذين يقومون بجمع الأموال؛ فإذا أراد أحد أن يزور القبر دفع مبلغاً من المال،وإذا أراد أن يطوف أو يدعو؛ أو أراد مطوفاً دفع مبلغاً من المال0"
وعاد للحديث عن حرمة بناء تلك المساجد وما يحدث فيها فقال :
"وانظروا إلى الصور التي يغار لها قلب كل مؤمن صادق؛عندما يرى قبراً يُطاف ويعبد من دون الله تنقله وسائل الإعلام ؛ويرى أناسا يطوفون على هذه القبور ويدعونها من دون الله؛يقفون الساعات يدعون صاحب هذا القبر أن يجلب لهم نفعاً أو يدفع عنهم ضراً؛ولو كان يملك جلباً لخير أو دفعاً لضر لنفع نفسه؛ ولقام محيياً نفسه من الموت الذي حلّ بها ؛والله إنه أمر عظيم يا عباد الله؛فلا ينبغي أن يتحرك القلب لمنكر من المنكرات أكثر من غيرته أن تصرف عبادة لغير الله ؛وأن يعبد غير الله جل وعلا0والواجب على من ولاّه الله أمر المسلمين إزالة القبور التي تعبد من دون الله؛لأن النبي صلى الله عليه وسلم" نهى أن يبنى على القبر أو يجصص عليه أو يُكتب عليه"؛ كل هذا مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قطعاً لمادة الشرك؛ يقول الله جل وعلا في أصدق قول يليق على هؤلاء: "والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير0إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم" ؛يقولون اللهم إنا برآء لم ندعهم إلى هذا الشرك؛ولكن فتنهم الغلو وفتنهم رفعنا فوق منزلتنا؛ فعبدونا من دون الله فنحن برآء منهم "
إذا الحكاية كلها ليست عبادة للموتى ولا دعاية لها وإنما الحكاية كلها عملية نصب تجارية فبناء مساجد الموتى عبارة عن جمع للمال للناس من خلال صناديق النذور والتبرعات وعبارة عن تجارة للمحلات حول المسجد والتى يملكها أو يشرف عليها من يعملون فى تلك المساجد فيبيعون مواد معينة لا يبيعها غيرهم بحجة أن الميت كان يحبها أو يفضلها وهو ما يذكرنا بمقولة شهيرة ومعناها صحيح وإن كانت وردت فى كتاب النصارى وهى:
" إنه بيت للصلاة يدعى ولكنكم جعلتموه مغارة لصوص"
فالمصليات تحولت عن اصلها وأنها الهدف من بنائها هو الصلاة لله إلى تحقيق الكسب المالى بالحرام
الخطيب سالم العجمي والخطبة تتحدث عن عدم ضياع الدين وهو عنوان خطأ لأن دين الله لا يضيع لأنه محفوظ كما قال تعالى :
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
وأما تضييع الناس دينهم بمعنى ترك الإسلام إلى الكفر فهذا هو المعنى الذى يمكن التحدث عنه وقد استهل الخطبة بالحديث عن الهدف من خلق الناس فقال:
"فاعلم أيها المسلم أن الله سبحانه إنما خلق الخليقة لعبادته سبحانه؛ فأمرهم بتوحيده وإفراده بالعبادة؛ فمن وحده حق التوحيد عاش أمنا في هذه الدنيا وفي الآخرة؛ واطمئن عيشه وهدأت نفسه؛ ومن أشرك بالله جل وعلا أحدا كانت حياته هما وغما وإذا به يقاد إلى نار جهنم خالدا فيها أبدا."
وكعادة من يقرئون فى كتب الفقه فإنهم يستخدمون تعبيرات لم تذكر فى الوحى كالتوحيد فالله فى التعبير القرآنى خلقنا للعبادة كما قال :
" وما خلقت الجن وأفنس إلا ليعبدون"
وإذا كان مقابل التوحيد الشرك وهو تعبير غير قرآنى فالتعبير الصحيح الإسلام فى مقابل الشرك ومن ثم المطلوب هو الإسلام الذى أطلق عليه التوحيد فقال :
"فمن أراد بحبوحة العيش في الدارين فليوحد الله جل وعلا حق توحيده وليستقيم على طاعته 0
والتوحيد هو أن يصرف العبادة لله وحده ولا يصرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله؛ فإنه إن صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله جل وعلا عُدّ مشركا؛فلا يقبل الله من صرفا ولا عدلا؛ ولا يُتقبَّل منه عمل وإذ به في الآخرة من الخاسرين"إن الله لا يغفر أن يُشرَك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء""
فإذا كان هذا هو المرفوض غير المتقبل فالمتقبل هو الإسلام كما قال تعالى :
"ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين"
وتحدث عن عقاب المشركين فقال :
"ومن تأمل بما أعده الله سبحانه وتعالى للموحدين الذين يفردونه بالعبادة؛ سارع إلى ذلك وعلم أن عقوبة الشرك لا عقوبة أشد منها 0
وانظروا إلى فضله سبحانه وتعالى حيث أنه يجازي صاحب المعصية بالمغفرة إذا كان موحدا فيدخله في رحمته ويعامله بعفوه وإحسانه؛ وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفضل العظيم بقوله:" يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة؛ فينشر له تسعة وتسعون سجلا (يعني من الذنوب والمعاصي)؛كل سجل منها مد البصر؛ ثم يقال: أتنكر من هذا شيئا فيقول: لا يا رب 0 فيقال: ألك عذر ألك حسنة؛ فيهاب الرجل فيقول:لا 0 فيقال: بلى إن لك عندنا حسنات وإنه لا ظلم عليك 0ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين )؛فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛فيقول: أي ربِّ؛ ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال: إنك لا تظلم0فتوضع السجلات في كفه والبطاقة في كفه فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم الله شيء"؛"
والحديث باطل وأسباب بطلانه تناقضه مع كتاب الله فى التالى :
أن الفرد له نسع وتسعون كتاب أى سجل وما ذكره الله هو كتاب منشور واحد كما قال تعالى :
"ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا"
أن شهادة لا إله إلا الله تنجى صاحبها وإن عمل ذنوبا كثيرة ويخالف هذا أن فرعون شهد الشهادة مع كثرة ذنوبه ومع هذا أدخل النار فقال: "فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال أمنت أن لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين"
وتحدث عن قول الشهادة وأنه ينفع مع العصيان ولا ينفع مع الشرك فقال:
لكن هذا قال لا إله إلا الله وعلم أن معناها: لا معبود بحق إلا الله، فهو وإن كان مسرفا على نفسه بالمعاصي ولكنه لم يصرف نوعا من أنواع العبادة لغير الله ..فلا يصلي مع المسلمين وهو يدعو عليا أو الحسين أو العباس أو غيرهم0
ولا يصلي مع المسلمين وقلبه معلق في القبور؛فإذا أصابته مصيبة نادى يا علي يا حسين يا خضر يا عباس؛لا.. لا يقول هذا0
ولا يقول: يا بخت فلان ( ولا نخاف من السيد فلان يشوّر فينا) ، لا يقول هذا؛ ولا يعتقده."
والعصيان هو نفسه الشرك فقول لا إله إلا الله لا ينجى صاحبه طالما أن عمله عصيان أى شرك بالله
والرجل يبيح للناس ارتكاب ما يسمونه الصغائر بدعوة أنها مغفورة والحقيقة أن كل ذنب هو كبيرة لأنه تكبر على طاعة الله وليس فى الدين كبائر وصغائر لعدم وجود نص فى القرآن فى تلبك الصغائر التى اخترعها الفقهاء وفى ذلك قال :
"ولذلك قال أهل العلم في قول الله تعالى :"إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما": إن من اجتنب كبائر الذنوب يكفّر الله عنه الصغائر ، وكذلك من ترك الشرك فإن الله سبحانه وتعالى يغفر له ما وقع منه الكبائر" لأنه إن كان موحداً دخل تحت رحمة الله ، وهو سبحانه الذي لا معقب لحكمه ولا يُسأل عما يفعل؛ فإن شاء عذب وإن شاء غفر؛وإذا شاء سبحانه أن يغفر للعبد فمن يرده؟! ، ولكن لا بد أن يكون موحداً يا عباد الله0"
والحقيقة أن الله لا يغفر للفرد أى ذنب إلا إذا استغفره أى تاب منه كما قال تعالى :
"ومن يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"
وتحدث عن فساد دين الفرد من خلال الاعتقادات الباطلة ونشرها فقال :
"واعلموا أن فساد الدين لا يأتي إلا بالاعتقادات الباطلة؛والتكلم بها ؛أو العمل بخلاف الحق والصواب "
والحقيقة أن فساد دين الفرد ناتج من أمرين :
ألأول فساد الاعتقاد وهو الإيمان فيؤمن بما حرمه الله على أنه دين الله
الثانى فساد العمل وهو عصيام أحكام الله فى الوحى
والرجل يبدو أنه مهووس بالقبورية فيتحدث عنهم قائلا: 0
"ومما أفسد عقائد الناس وحرفهم عن السبيل الصحيح؛تلك القبور المشيدة التي تعبد من دون الله وتُدعى من دون الله، سواء في السعي إليها أو تعلق القلوب بها0ولذلك فقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من كل فعل يكون على هذه القبور؛ فيكون بعد ذلك وسيلة لعبادتها من دون الله؛ كالبناءِ عليها وتعظيمِها والغلوِّ في أصحابها؛فإن هذا كله يفضي إلى الشرك بالله سبحانه؛ ولذلك لما ذكرت أم سلمة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها في أرض الحبشة؛وما فيها من الصور؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح-أو العبد الصالح- فمات بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور؛أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة"؛ والمقصود بجعل القبور مسجداً؛جعلها موضعاً للعبادة0
والشرك بقبر الرجل الذي هو معروف؛أشد داعياً إلى عبادته من الوثن الذي لا يُعرَف صاحبه؛فالناس عادة إذا علموا أن هذا قبر فلان وهو رجل صالح معروف؛ قد يكون نبياًّ؛أو صحابيا وهم برءاء من الشرك وأهله؛ فإن النفوس تسارع إلى الإشراك به من دون الله ، ليس كالوثن أو الصور التي لا يُعرَف أصحابها؛ولأجل كل هذا فقد اشتد تحذيره صلى الله عليه وسلم من اتخاذ القبور مساجد0
وبسبب الجهل المنتشر -ومع الأسف الشديد - تجد بعض أخواننا إذا سافر إلى بعض البلدان ومر على بعض المساجد التي فيها القبور صلى بها؛وهو حسن النية؛ ولكن هذه الصلاة باطلة لا تجوز 0وتأملوا إلى أنصح الخلق للخلق محمد صلى الله عليه وسلم الذي اشتد تحذيره من هذا الفعل المنكر إلى وقت موته،تقول عائشة رضي الله عنها:"لما نُزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفِقَ (أي جعل) يطرح خميصة له على وجهه؛فإذا اغتم كشفها وقال وهو كذلك: لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، يحذر مما صنعوا، تقول عائشة: ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خُشي أن يُتخذ مسجداً"؛( أي موضعاً للعبادة) ، فانظروا إلى تحذير الصادق المصدوق من اتخاذ القبور مساجد؛ ولعنِه من فعل هذا الفعل؛ هذا مع إن اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد؛ فكيف بمن اتخذ قبور من هو أدنى حالاً من الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم ؟!
كما دعا صلى الله عليه وسلم بقوله:" اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد"؛ فإذا كان قبره -صلوات ربي وسلامه عليه- إذا عُبد من دون الله عُدّ وثنا فكيف بقبر غيره؟!
ولما خالف الناس أمر النبي صلى الله عليه وسلم افتتنوا بعبادة القبور؛ من قبور الصالحين وغيرهم؛وعظموها تعظيما مبتدَعاً آل بهم إلى الشرك؛حتى خرجوا من الإسلام؛"إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار"؛ وهاهم يصرفون العبادة التي لا تجوز إلا لله يصرفونها للقبور؛من الصلاة عندها؛ والطواف بها؛والنذر لها؛ودعائها؛ ودعائها؛ وسؤالها قضاء الحاجات وتفريج الكربات؛ فإذا حلّت بهم مصيبة لم تتوجه القلوب إلى الله؛ ولكن توجهت إلى قبر فلان بن فلان؛ وهذا كله من الشرك المخرج من الملة."
وكل هذا الحديث عن اتخاذ القبور مساجد أو الصلاة فيها هو حديث صحيح فالقبر ليس مسجدا للصلاة ولا يصلى فوق قبر أو حوله إلا صلاة الجنازة كما قال تعالى :
" ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره"
وتحدث عن أن الله لا يقبل الشرك به فقال :
"فيا عباد الله: لا تضيعوا نصيبكم من الله ،واعلموا أن العبد ولو كان مسرفاً على نفسه بالمعاصي؛فإنه حري أن يدخل تحت رحمة الله إذا كان موحداً، وأما إذا كان مشركاً فلا يتعب نفسه بعمل من الأعمال فعمله مردود عليه؛ يقول سبحانه:" أنا أغنى الشركاء عن الشرك"؛ فلا يقبل الله-سبحانه وتعالى- الذي أمرنا بعبادته وحده أن نشرك به غيره0ومع هذا النهي الأكيد والوعيد الشديد؛تجد هؤلاء المشركين يشركون بالله أناساً لا يملكون لأنفسهم ضراّ ولا نفعاً؛مع أن الشرك يدل على حمق صاحبه وأنه بليد؛ ولو كان عاقلاً فكيف يأتي إلى جدار فيدعوه من دون الله ؟!0"
وعاد مرة أخرى للحديث عن أن المقبور لا يقدر على نفع نفسه فكيف ينفع غيره فقال :
"ولو كان صاحب القبر يملك لنفسه شيئاً لأحيا نفسه من الموت وقال للناس ادعوني، أو كان صالحاً لقال للناس دعوني وتبرأ من شركهم، يقول الله سبحانه وتعالى:
"ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون0وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين"؛ فلا يحسون بالذين يدعونهم من دون الله؛ويوم القيامة يتبرؤون من شركهم وما اقترفوا من الأعمال نحوهم."
وتحدث عن انتشار المساجد التى بها قبور فى بلادنا وإيمان الكثير من الناس بقدرة الموتى فيها على النفع والضرر فقال :
"ومن رأى العالم الإسلامي وما فيه من كثرة القبور تملّكه الهم والغم؛فكيف بأمة تريد أن ترتقي وقلوب كثير منها متعلقة بهذه الأوثان ؟!
وكيف بأمة تريد النصر وهي تدعو غير الله؛وتعبد غير الله، يقول سبحانه:"وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني ولا يشركون بي شيئاً""
وكما قال العجمى الله لا ينصر من يعبد غيره وإنما ينصر من يعبده أى يطيع فقال :
"فالدين الذي يمكنه الله هو دين التوحيد ؛ وشرط التمكين هو عبادة الله وحده لا شريك له0
فإذا أرادوا الاستخلاف والتمكين في الأرض،وأرادوا الأمن في الدارين فلا بد أن يعملوا بالشرط :"يعبدونني لا يشركون بي شيئاً"0
وتحدث عن قيام بعض القنوات الإعلامية ببث إعلانات جذابة بزيارة المساجد القبورية فقال :
"فإذا أردت النجاة عبد الله؛فحقق توحيدك وقصدك لله ،وتوجه بقلبك إلى الله؛وانزع من قلبك كل اتجاه لغير الله ؛فهو سبحانه الضار النافع والمعطي المانع ؛لا معطي لما منع؛ولا مانع لما أعطى ومن المحادة لله تلك الحملة الشرسة التي بدأت تقودها بعض القنوات الإعلامية بتفننها في إعلاناتها للقبور والأوثان التي تعبد من دون الله؛سواء كان ذلك في الإعلام المكتوب أو المرئي أو المسموع ؛ ويسمون تلك القبور بالعتبات المقدسة، وهذه تسمية قد أوحاها إليهم الشيطان؛لأنه يفرح بعبادة غير الله؛ولإكثار حزبه وأتباعه في نار جهنم؛فيكونون مخلدين في نار جهنم لا يخرجون منها أبدا "
وتحدث عن أن الإسلام ليس فيه عتبات مقدسة لأى إنسان كبر أو صغر فقال :
"وأولئك الذين يدعون القبور بأنها عتبات مقدسة؛ إنما فعلوا ذلك لجهلهم وحمقهم؛ فليس عندنا في دين الإسلام " عتبات مقدسة " ؛سواء كان ذلك القبر لنبيٍّ من الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم؛أو لصحابيًّ جليلٍ نشهد أنه في الجنة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بريء ممن يشركون به من دون الله، لكن عندنا في دين الإسلام أماكن قد ورد الشرع المطهر بأنها أماكن فاضلة؛وهذه الأماكن كالمسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى؛التي صح فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد:المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" "
والحديث المستشهد به باطل لأن المسجد المزار وحده هو البيت الحرام كما قال تعالى :
" ولله على الناس حج البيت "
فلا وجود لزيارة المسجد النبوى ولا لما سماه المسجد الأقصى الأرضى فالزيارة وهى الحج أى شد الرحال للكعبة فقط
وعاد للحديث عن حرمة زيارة مساجد الموتى فقال:
فلا يجوز لعبد من عباد الله يرجو النجاة بين يدي الله والخلاص من نار جهنم أن يشد رحله ويذهب إلى قبر من القبور من أجل أن يصلي فيه؛أو أنه يدعوه أو يستغيث به؛ أو يسأله حاجة من حاجات الدنيا؛حتى ولو كان قبره صلوات ربي وسلامه عليه؛فلا يجوز للعبد أن يشد رحله راكباً من ها هنا وهو نيته أن يذهب للقبر؛ فإذا أراد زيارةً فلينو زيارة المسجد النبوي الذي حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ، أما إذا نوى زيارة القبر فهذه بدعة وضلالة مفضية إلى الشرك ، والنبي صلى الله عليه وسلم أنزه الناس عن الشرك وأفضلهم تحقيقا لتوحيد ربه جل وعلا؛ فالذي قطع علينا هذا الدرب المؤدي إلى الشرك هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإذا كان هذا العمل مع قبره فكيف بمن هو دونه؟!فلا تغرنّكم تلك المسميات من أهل الباطل؛فإن بعضهم بدأ يمهد من أجل أن تزور الناس هذه القبور؛ أو على الأقل أن تتعلق قلوبهم في الوقت الحالي بها؛حتى إذا سنحت لهم الفرصة فإذا بهم يركضون ويهبون مسرعين من أجل الإشراك بالله سبحانه وتعالى0
فاحذروا التعلق بهذه القبور في أي صورة من الصور؛ فإن بعض الناس لا يستطيع الذهاب إليها فيتعلق قلبه بها ؛ويعيش حياته متحسراً لأجل أنه لا يستطيع الوصول إليها،وإذا به يلجأ إليها عند كل ملمة؛وهذا من الشرك المخلد صاحبه في النار0
وانظروا إلى أحوالهم عند القبور ترون فيها من استحضار الهيبة والخشوع والذل والبكاء؛الذي لم يحصل لهم في اعظم الأماكن في الحرم المكي أو في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإذا بهم خاشعين متذللين كالذين يقفون أمام الأصنام في السابق؛تغشى وجوههم الذلة؛وعليهم القتر بادياً واضحاً يدعونها من دون الله0"
وأخيرا وصل العجمى للهدف الحقيقى من بناء مساجد الموتى وهو جمع القائمين للمال من الكل لكى يقتسموه هم لأنهم المتصرفون فيه وليس الموتى فقال :
"وقد صارت هذه القبور وسيلة ابتزاز لأموال البلداء والسفهاء؛ فيوضع عليها سدنة الذين يقومون بجمع الأموال؛ فإذا أراد أحد أن يزور القبر دفع مبلغاً من المال،وإذا أراد أن يطوف أو يدعو؛ أو أراد مطوفاً دفع مبلغاً من المال0"
وعاد للحديث عن حرمة بناء تلك المساجد وما يحدث فيها فقال :
"وانظروا إلى الصور التي يغار لها قلب كل مؤمن صادق؛عندما يرى قبراً يُطاف ويعبد من دون الله تنقله وسائل الإعلام ؛ويرى أناسا يطوفون على هذه القبور ويدعونها من دون الله؛يقفون الساعات يدعون صاحب هذا القبر أن يجلب لهم نفعاً أو يدفع عنهم ضراً؛ولو كان يملك جلباً لخير أو دفعاً لضر لنفع نفسه؛ ولقام محيياً نفسه من الموت الذي حلّ بها ؛والله إنه أمر عظيم يا عباد الله؛فلا ينبغي أن يتحرك القلب لمنكر من المنكرات أكثر من غيرته أن تصرف عبادة لغير الله ؛وأن يعبد غير الله جل وعلا0والواجب على من ولاّه الله أمر المسلمين إزالة القبور التي تعبد من دون الله؛لأن النبي صلى الله عليه وسلم" نهى أن يبنى على القبر أو يجصص عليه أو يُكتب عليه"؛ كل هذا مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قطعاً لمادة الشرك؛ يقول الله جل وعلا في أصدق قول يليق على هؤلاء: "والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير0إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم" ؛يقولون اللهم إنا برآء لم ندعهم إلى هذا الشرك؛ولكن فتنهم الغلو وفتنهم رفعنا فوق منزلتنا؛ فعبدونا من دون الله فنحن برآء منهم "
إذا الحكاية كلها ليست عبادة للموتى ولا دعاية لها وإنما الحكاية كلها عملية نصب تجارية فبناء مساجد الموتى عبارة عن جمع للمال للناس من خلال صناديق النذور والتبرعات وعبارة عن تجارة للمحلات حول المسجد والتى يملكها أو يشرف عليها من يعملون فى تلك المساجد فيبيعون مواد معينة لا يبيعها غيرهم بحجة أن الميت كان يحبها أو يفضلها وهو ما يذكرنا بمقولة شهيرة ومعناها صحيح وإن كانت وردت فى كتاب النصارى وهى:
" إنه بيت للصلاة يدعى ولكنكم جعلتموه مغارة لصوص"
فالمصليات تحولت عن اصلها وأنها الهدف من بنائها هو الصلاة لله إلى تحقيق الكسب المالى بالحرام