رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,709
- الإقامة
- مصر
قراءة فى خطبة النهي عن أذية المسلمين
الخطيب أسامة خياط وقد بدأت الخطبة بطلب تقوى الله فقال:
"أمّا بعد:
فاتّقوا الله عبادَ الله، واحذَروا أسبابَ سخَطه، فإنّه لا ملجأَ ولا منجى منه إلاَّ إليه، وأنيبوا إليه وتوكَّلوا عليه وأخلِصوا له العملَ تكن لكم العاقبةُ في الدنيا وفي الآخرة"
وبعد ذلك تحدث عن اتباع هدى الله الذى سار عليه الرسل (ص) والصحابة فقال :
أيّها المسلمون، إنَّ في السَّير على خُطى سلفِ هذه الأمة وخيارها خيرَ مسلكٍ لبلوغِ الغاية من رضوانِ الله ونزولِ دار كرامتِه إلى جِوار أوليائه والصَّفوة من خلقه، وقد وجّه الله تعالى رسولَه المصطفى صلواتُ الله وسلامه عليه إلى انتهاجِ مناهجِ سلَفِه من أنبياء الله ورسلِه والاقتداء بهم فيما هداهم الله إليه من الحقّ بما أكرمهم به من البيِّنات والهدى فقال عزّ اسمه" أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ""
ثم تحدث عن الاخوة فى الدين فقال:
"وإنّ من أجملِ ما اتَّصف به الصَّفوة من أهل الإيمان كمالَ الحرصِ على سلوك سبيلِ الإحسان في كلّ دروبِه، والحذر من التردِّي في وَهدَة الإيذاء للمؤمنين والمؤمنات بأيّ لونٍ من ألوانه وفي أيِّ صورةٍ من صوَرِه، يحدوهم إلى ذلك ويحمِلهم عليه ذلك الأدبُ الرفيع والخُلُق السامي الذي ربَّاهم عليه ربُّهم الأعلى سبحانه حين بيَّن لهم أنّ الصلةَ بين المؤمنين هي صلةُ أخوّةٍ في الدين كما قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ "
الأخوّةُ تعني التراحُمَ والتوادَّ والتعاطُف والقيامَ بالحقوق كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن عبد الله بن عمرَ رضي الله عنهما عن النبيِّ أنه قال: ((المسلمُ أخو المسلم؛ لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيهِ كان الله في حاجتِه، ومن فرَّج عن مسلم كربةً فرّج الله عنه بها كربةً من كرَب يوم القيامة، ومن ستَر مسلِمًا ستره الله يوم القيامة))
الأخوّةُ تعني أيضًا فيما تَعني كفَّ الأذى، فالمسلم حقًّا من كمُل إسلامه بسلامةِ النّاس من إيذاءِ لسانه ويده وما في حكمهما كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاريّ في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسولِ الله أنّه قال: ((المسلم من سلِم المسلمون من لسانِه ويدِه، والمهاجرُ من هجَر ما نهى الله عنه)) وإذا كان الإيذاءُ باللسان واليد دروبًا شتى وألوانًا متعدِّدة لا تكاد تُحصَر، فإنّ من أقبحِ صوَرِ الإيذاء ما اجتمع فيه اللسانُ واليد معًا، كمن يصِف المؤمنَ بما ليس فيه من صفاتِ السوء، يقول ذلك بلسانِه ويخطُّه بيمينه ليستحكِم الأذى وليشتدَّ وقعه وليصعُب دفعه"
والحديث باطل لا يصح عن النبى(ص) لأن معناه أن كف الأذى بالبصر والعين والفرج حلال وكلام الوحى يكون عام شامل فى منع الأذىبكل الوسائل وليس وسيلتين
وتحدث عن عقوبة من رمى المسلم بما ليس فيه فقال :
"ولذا جاء الوعيد الصادق والتهديد الشديد الزاجِر لكلِّ من آذى مؤمنًا فقال فيه ما ليس فيه، وذلك فيما أخرجه الإمام أحمد في مسنده وأبو داودَ في سننه والحاكم في مستدركِه بإسنادٍ صحيح عن عبد الله بن عمرَ رضي الله عنهما عن رسولِ الله أنّه قال فذكر الحديث وفيه قوله: ((ومن قال في مؤمنٍ ما ليس فيه حُبس في رَدغَة الخبال حتى يخرُج مما قال)) ورَدغَة الخبالِ بإسكان الدّال وفتحِها ـ يا عبادَ الله ـ هي عُصارة أهلِ النار"
والحديث باطل لا يصح لعدم وجود ردغة الخبال فى كتاب الله والحبس يكون فى النار ككل وليس فى أى مكان غيرها فكل السوائل فى النار سائل واحد هو الغساق أى الحميم كما قال تعالى :
"لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا جميما وغساقا"
وبين أن الخروج من الذنب يكون بالتوبة منه فقال :
"وخُروجُه ممّا قال هو بالتّوبةِ عنه وبأن يستحلَّ ممّن قال فيه تلك المقولَة"
وتحدث عن إيذاء الكل فقال :
"وإنَّ الإيذاءَ كما يقع على آحاد الناس وأفرادهم فإنه يقع أيضًا على المجموعِ منهم كذلك، غيرَ أنّ الإيذاءَ للمجموع أشدُّ وقعًا وأعظَم ضَررًا لعمومِه وشمولِ التجنِّي فيه
ومِن ذلك ـ يا عبادَ الله ـ هذا الهجومُ السافر والاتِّهام الجائر الذي تسلَّط سهامُه على المراكز والمخيَّمات الصيفيّة التي دأَبت بعضُ الجهاتِ الرسمية وفَّقها الله على إقامتِها كلَّ عام منذ أمَدٍ بعيد في برامجَ مفيدةٍ منوّعة معلَنَة، نفع الله بها شبابَنا وغيرَهم، وكانت لهم من العوامِل على إشغال النّفس بالحقّ إن شاء الله
عبادَ الله، إنَّ من أعظم أسبابِ الإيذاء المفضيةِ إليه اللَّددَ في الخصومة، ولذا كان الألدُّ الخصِم أبغضَ الرجال إلى الله كما جاءَ في الحديث الصّحيح عن رسولِ الهدَى ، وجاء التحذيرُ الشديد لمن خاصَم في باطلٍ وهو يعلَم وذلك في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده وأبو داودَ في سننه بإسنادٍ صحيح عن عبد الله بن عمرَ رضي الله عنهما أنّ رسولَ الله قال فذكر الحديث وفيه قوله: ((ومن خاصم في باطلٍ وهو يعلَم لم يزَل في سخَط الله حتى ينزِع)) أي: حتى يترُكَ ذلك الذي وقَع فيه، ولذا يتعيَّن على من جُهِل عليه أن لا يقابلَ ذلك الجهلَ بمثلِه طاعةً لله تعالى، وحذرًا من الوقوعِ فيما لا يحسُن ولا يجمُل بالمؤمن الذي وصفهُ رسول الله بقولِه في الحديثِ الذي أخرجه أحمدُ في مسنده والحاكم في مستدركه بإسنادٍ صحيح عن ابن عباس أنَّ رسولَ الله (ص) قال: ((ليس المؤمنُ بالطّعّان ولا اللّعّان والفاحشِ ولا البذيء))"
والحديث باطل لم يقله النبى(ص) لأن المسلمين يلعنون الكفار كما قال تعالى :
أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين "
والناس أجمعين تعنى المسلمين
وهو يرد على الظلم أحيانا بالكلام السوء كما قال تعالى :
"لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"
وتحدث عن دفاع اللع عن المؤمنين فقال :
ولأنّك كما قال بعض السلف:
" لن تعاقبَ من عصا الله فيك بشيءٍ خيرٍ من أن تطيعَ الله فيه وبِذا يكون معَك من الله نصيرٌ ما دمتَ على ذلك، وحريٌّ بمن لا يقابل الإساءةَ بمثلها ومن لا يدفع الظلمَ بظلمٍ مثلِه أن يحظى بمعيّة ربِّه وتأييده:
" إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا "
وعاد فكرر المطالبة بالتقوى فقال :
"فاتقوا الله عبادَ الله، واسلكوا مسالكَ الصّفوةِ من عباد الله في سلوكِ سبيل الإحسان والتجافي عن سُبُل الإيذاء في كلِّ صوَرِه تكونوا من المفلحين الفائزين في جنّات النعيم"
وتحدث عمن يؤذى المسلمين والمسلمات فقال:
"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
" وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا "
عبادَ الله، إنَّ في قول رسولِ الله في الحديث الذي أخرجَه الشيخان في صحيحيهما أن أبي هريرة وأبي شريحٍ أنه صلوات الله وسلامه عليه قال: ((مَن كان يؤمِن بالله واليوم الآخر فليقُل خيرًا أو ليصمُت)) الحديث فيه ما يقيم قواعدَ السلامةِ الاجتماعيّة ويُرسي أسُسَ الحياة السّعيدة الرشيدة"
وتحدث شارحا قول الخير وهو القول الحسن وهو الكلام الطيب فقال :
"وفي هذا يقول بعضُ أهل العلم:
إذا تكلَّم المرء فليقل خيرًا، وليعوِّد لسانَه الجميل من القول، فإنّ التعبيرَ الحسَن عمّا يجول في النّفس أدبٌ عالٍ أخذ الله به أهلَ الديانات جميعًا، وقد أوضَح القرآن أنّ القول الحسنَ من حقيقة الميثاق المأخوذِ على بني إسرائيلَ على عهدِ موسى (ص):
"وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ " "
وتحدث عن الآثار المفيدة للكلام الطيب فقال :
والكلامُ الطيِّب العَذب يجمُل مع الأصدقاءِ والأعداء جميعًا، وله ثمارُه الحلوةُ، فأمّا مع الأصدقاء فهو يحفَظ مودَّتهم ويستديم صداقَتَهم ويمنع كيدَ الشيطان أن يضعِف حبالهم ويُفسِد ذاتَ بينهم
"وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا "
وأمّا حُسنُ الكلام مع الأعداء فهو يطفِئ خصومتَهم ويكسِر حدَّتهم، أو هو على الأقلّ يقِف تطوُّر الشرّ واستطارةَ شَررِه
" وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ "
وفي تعويدِ النّاس لطفَ التعبيرِ مهما اختلفَت أحوالُهم يقول رسول الله : ((ما مِن شيءٍ أثقل في ميزانِ المؤمن يومَ القيامة من حُسن الخلق، وإن الله يبغِض الفاحِشَ البذيء)) أخرجه الترمذيّ بإسناد صحيح"
والحديث باطل فالعمل الأثقل هو الجهاد كما قال تعالى :
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
وتحدث عن كون الكلام أفضل من المال مع السوء القولى فقال :
" بل إنّه يرى الحرمانَ مع الأدب أفضلَ من العطاء مع البذاء: قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ "
والكلامُ الطيِّب خصلةٌ تندرِج مع دروب ومظاهِر الفضلِ التي ترشِّح صاحبَها لرضوان الله وتكتُب له النعيمَ المقيم"
وأنهى الكلام بالمطالبة بتقوى الله والصلاة على النبى (ص) فقال :
"فاتقوا الله عباد الله، واذكروا على الدوام أنّ الله تعالى قد أمركم بالصلاةِ على البشير النّذير والسراج المنير، فقال سبحانه وتعالى قولاً كريمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ""
الخطيب أسامة خياط وقد بدأت الخطبة بطلب تقوى الله فقال:
"أمّا بعد:
فاتّقوا الله عبادَ الله، واحذَروا أسبابَ سخَطه، فإنّه لا ملجأَ ولا منجى منه إلاَّ إليه، وأنيبوا إليه وتوكَّلوا عليه وأخلِصوا له العملَ تكن لكم العاقبةُ في الدنيا وفي الآخرة"
وبعد ذلك تحدث عن اتباع هدى الله الذى سار عليه الرسل (ص) والصحابة فقال :
أيّها المسلمون، إنَّ في السَّير على خُطى سلفِ هذه الأمة وخيارها خيرَ مسلكٍ لبلوغِ الغاية من رضوانِ الله ونزولِ دار كرامتِه إلى جِوار أوليائه والصَّفوة من خلقه، وقد وجّه الله تعالى رسولَه المصطفى صلواتُ الله وسلامه عليه إلى انتهاجِ مناهجِ سلَفِه من أنبياء الله ورسلِه والاقتداء بهم فيما هداهم الله إليه من الحقّ بما أكرمهم به من البيِّنات والهدى فقال عزّ اسمه" أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ""
ثم تحدث عن الاخوة فى الدين فقال:
"وإنّ من أجملِ ما اتَّصف به الصَّفوة من أهل الإيمان كمالَ الحرصِ على سلوك سبيلِ الإحسان في كلّ دروبِه، والحذر من التردِّي في وَهدَة الإيذاء للمؤمنين والمؤمنات بأيّ لونٍ من ألوانه وفي أيِّ صورةٍ من صوَرِه، يحدوهم إلى ذلك ويحمِلهم عليه ذلك الأدبُ الرفيع والخُلُق السامي الذي ربَّاهم عليه ربُّهم الأعلى سبحانه حين بيَّن لهم أنّ الصلةَ بين المؤمنين هي صلةُ أخوّةٍ في الدين كما قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ "
الأخوّةُ تعني التراحُمَ والتوادَّ والتعاطُف والقيامَ بالحقوق كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن عبد الله بن عمرَ رضي الله عنهما عن النبيِّ أنه قال: ((المسلمُ أخو المسلم؛ لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيهِ كان الله في حاجتِه، ومن فرَّج عن مسلم كربةً فرّج الله عنه بها كربةً من كرَب يوم القيامة، ومن ستَر مسلِمًا ستره الله يوم القيامة))
الأخوّةُ تعني أيضًا فيما تَعني كفَّ الأذى، فالمسلم حقًّا من كمُل إسلامه بسلامةِ النّاس من إيذاءِ لسانه ويده وما في حكمهما كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاريّ في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسولِ الله أنّه قال: ((المسلم من سلِم المسلمون من لسانِه ويدِه، والمهاجرُ من هجَر ما نهى الله عنه)) وإذا كان الإيذاءُ باللسان واليد دروبًا شتى وألوانًا متعدِّدة لا تكاد تُحصَر، فإنّ من أقبحِ صوَرِ الإيذاء ما اجتمع فيه اللسانُ واليد معًا، كمن يصِف المؤمنَ بما ليس فيه من صفاتِ السوء، يقول ذلك بلسانِه ويخطُّه بيمينه ليستحكِم الأذى وليشتدَّ وقعه وليصعُب دفعه"
والحديث باطل لا يصح عن النبى(ص) لأن معناه أن كف الأذى بالبصر والعين والفرج حلال وكلام الوحى يكون عام شامل فى منع الأذىبكل الوسائل وليس وسيلتين
وتحدث عن عقوبة من رمى المسلم بما ليس فيه فقال :
"ولذا جاء الوعيد الصادق والتهديد الشديد الزاجِر لكلِّ من آذى مؤمنًا فقال فيه ما ليس فيه، وذلك فيما أخرجه الإمام أحمد في مسنده وأبو داودَ في سننه والحاكم في مستدركِه بإسنادٍ صحيح عن عبد الله بن عمرَ رضي الله عنهما عن رسولِ الله أنّه قال فذكر الحديث وفيه قوله: ((ومن قال في مؤمنٍ ما ليس فيه حُبس في رَدغَة الخبال حتى يخرُج مما قال)) ورَدغَة الخبالِ بإسكان الدّال وفتحِها ـ يا عبادَ الله ـ هي عُصارة أهلِ النار"
والحديث باطل لا يصح لعدم وجود ردغة الخبال فى كتاب الله والحبس يكون فى النار ككل وليس فى أى مكان غيرها فكل السوائل فى النار سائل واحد هو الغساق أى الحميم كما قال تعالى :
"لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا جميما وغساقا"
وبين أن الخروج من الذنب يكون بالتوبة منه فقال :
"وخُروجُه ممّا قال هو بالتّوبةِ عنه وبأن يستحلَّ ممّن قال فيه تلك المقولَة"
وتحدث عن إيذاء الكل فقال :
"وإنَّ الإيذاءَ كما يقع على آحاد الناس وأفرادهم فإنه يقع أيضًا على المجموعِ منهم كذلك، غيرَ أنّ الإيذاءَ للمجموع أشدُّ وقعًا وأعظَم ضَررًا لعمومِه وشمولِ التجنِّي فيه
ومِن ذلك ـ يا عبادَ الله ـ هذا الهجومُ السافر والاتِّهام الجائر الذي تسلَّط سهامُه على المراكز والمخيَّمات الصيفيّة التي دأَبت بعضُ الجهاتِ الرسمية وفَّقها الله على إقامتِها كلَّ عام منذ أمَدٍ بعيد في برامجَ مفيدةٍ منوّعة معلَنَة، نفع الله بها شبابَنا وغيرَهم، وكانت لهم من العوامِل على إشغال النّفس بالحقّ إن شاء الله
عبادَ الله، إنَّ من أعظم أسبابِ الإيذاء المفضيةِ إليه اللَّددَ في الخصومة، ولذا كان الألدُّ الخصِم أبغضَ الرجال إلى الله كما جاءَ في الحديث الصّحيح عن رسولِ الهدَى ، وجاء التحذيرُ الشديد لمن خاصَم في باطلٍ وهو يعلَم وذلك في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده وأبو داودَ في سننه بإسنادٍ صحيح عن عبد الله بن عمرَ رضي الله عنهما أنّ رسولَ الله قال فذكر الحديث وفيه قوله: ((ومن خاصم في باطلٍ وهو يعلَم لم يزَل في سخَط الله حتى ينزِع)) أي: حتى يترُكَ ذلك الذي وقَع فيه، ولذا يتعيَّن على من جُهِل عليه أن لا يقابلَ ذلك الجهلَ بمثلِه طاعةً لله تعالى، وحذرًا من الوقوعِ فيما لا يحسُن ولا يجمُل بالمؤمن الذي وصفهُ رسول الله بقولِه في الحديثِ الذي أخرجه أحمدُ في مسنده والحاكم في مستدركه بإسنادٍ صحيح عن ابن عباس أنَّ رسولَ الله (ص) قال: ((ليس المؤمنُ بالطّعّان ولا اللّعّان والفاحشِ ولا البذيء))"
والحديث باطل لم يقله النبى(ص) لأن المسلمين يلعنون الكفار كما قال تعالى :
أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين "
والناس أجمعين تعنى المسلمين
وهو يرد على الظلم أحيانا بالكلام السوء كما قال تعالى :
"لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"
وتحدث عن دفاع اللع عن المؤمنين فقال :
ولأنّك كما قال بعض السلف:
" لن تعاقبَ من عصا الله فيك بشيءٍ خيرٍ من أن تطيعَ الله فيه وبِذا يكون معَك من الله نصيرٌ ما دمتَ على ذلك، وحريٌّ بمن لا يقابل الإساءةَ بمثلها ومن لا يدفع الظلمَ بظلمٍ مثلِه أن يحظى بمعيّة ربِّه وتأييده:
" إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا "
وعاد فكرر المطالبة بالتقوى فقال :
"فاتقوا الله عبادَ الله، واسلكوا مسالكَ الصّفوةِ من عباد الله في سلوكِ سبيل الإحسان والتجافي عن سُبُل الإيذاء في كلِّ صوَرِه تكونوا من المفلحين الفائزين في جنّات النعيم"
وتحدث عمن يؤذى المسلمين والمسلمات فقال:
"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
" وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا "
عبادَ الله، إنَّ في قول رسولِ الله في الحديث الذي أخرجَه الشيخان في صحيحيهما أن أبي هريرة وأبي شريحٍ أنه صلوات الله وسلامه عليه قال: ((مَن كان يؤمِن بالله واليوم الآخر فليقُل خيرًا أو ليصمُت)) الحديث فيه ما يقيم قواعدَ السلامةِ الاجتماعيّة ويُرسي أسُسَ الحياة السّعيدة الرشيدة"
وتحدث شارحا قول الخير وهو القول الحسن وهو الكلام الطيب فقال :
"وفي هذا يقول بعضُ أهل العلم:
إذا تكلَّم المرء فليقل خيرًا، وليعوِّد لسانَه الجميل من القول، فإنّ التعبيرَ الحسَن عمّا يجول في النّفس أدبٌ عالٍ أخذ الله به أهلَ الديانات جميعًا، وقد أوضَح القرآن أنّ القول الحسنَ من حقيقة الميثاق المأخوذِ على بني إسرائيلَ على عهدِ موسى (ص):
"وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ " "
وتحدث عن الآثار المفيدة للكلام الطيب فقال :
والكلامُ الطيِّب العَذب يجمُل مع الأصدقاءِ والأعداء جميعًا، وله ثمارُه الحلوةُ، فأمّا مع الأصدقاء فهو يحفَظ مودَّتهم ويستديم صداقَتَهم ويمنع كيدَ الشيطان أن يضعِف حبالهم ويُفسِد ذاتَ بينهم
"وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا "
وأمّا حُسنُ الكلام مع الأعداء فهو يطفِئ خصومتَهم ويكسِر حدَّتهم، أو هو على الأقلّ يقِف تطوُّر الشرّ واستطارةَ شَررِه
" وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ "
وفي تعويدِ النّاس لطفَ التعبيرِ مهما اختلفَت أحوالُهم يقول رسول الله : ((ما مِن شيءٍ أثقل في ميزانِ المؤمن يومَ القيامة من حُسن الخلق، وإن الله يبغِض الفاحِشَ البذيء)) أخرجه الترمذيّ بإسناد صحيح"
والحديث باطل فالعمل الأثقل هو الجهاد كما قال تعالى :
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
وتحدث عن كون الكلام أفضل من المال مع السوء القولى فقال :
" بل إنّه يرى الحرمانَ مع الأدب أفضلَ من العطاء مع البذاء: قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ "
والكلامُ الطيِّب خصلةٌ تندرِج مع دروب ومظاهِر الفضلِ التي ترشِّح صاحبَها لرضوان الله وتكتُب له النعيمَ المقيم"
وأنهى الكلام بالمطالبة بتقوى الله والصلاة على النبى (ص) فقال :
"فاتقوا الله عباد الله، واذكروا على الدوام أنّ الله تعالى قد أمركم بالصلاةِ على البشير النّذير والسراج المنير، فقال سبحانه وتعالى قولاً كريمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ""