رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,709
- الإقامة
- مصر
قراءة فى بحث جن نصيبين
الباحثان كمال غزال ورامي الثقفي والبحث يدور حول موضوع لم يحدث يسمى بجن نصيبين ورواياته مذكورة فى كتب الحديث
يحكى الباحثان الحكاية من البداية بتعجب إبليس من القدر الكبير من الشهب التى حرقت الكثير من الجن المتسمع بالقول :
"في ليلة وإذ بالسماء تنهمر بالشهب التي تتبع وتحرق كل شيطان يحاول أن يسترق السمع من أهل السماء تعجب إبليس وقال:" إن هذا الذي حدث في السماء لشئ حدث في الأرض "، فأمر أتباعه من الجن بأن يخرجوا لإستطلاع الخبر وكان من بين هؤلاء جن وفدوا من مدينة نصيبين فما هي تفاصيل قصتهم؟"
والروايات من أولها متناقضة فى عدد الجن بين سبعة وتسعة فى قول الباحثين :
"خرجت مجموعة من الجن بلغ عددهم 7 أو 9 في إحدى الروايات من مدينة نصيبين الواقعة في شمال بلاد الشام وهم: " حسى ومسى ومنشى وشاصر وماصر والأرد وأنيان والأخصم والأحقب"، فانطلقوا ليعرفوا ما الذي حدث في الأرض وما الذي جعل السماء تنهمر بالشهب التي تتعقب وتحرق كل شيطان يحاول أن يسترق السمع من أهل السماء حيث كان الجن في السابق يصعدون إلى السماء فيستمعون إلى الأخبار وهذا ما ذكر في القرآن الكريم: "وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع " (الجن-9)، فيستمع الجن للأنباء من الملائكة الذين يتحدثون بأن الله أمر بكذا وكذا ويحدثون بأوامر الله وأقداره سبحانه وتعالى وفي الحديث الصحيح أن الجن كان يرقى بعضهم على بعض حتى يصلوا إلى السماء فيسمعون الأخبار منها، ولما جاء الوحي منع الجن من خبر السماء، وذكر ذلك أيضاً في القرآن الكريم:" فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصدا "، فخاف الجن من هذا الذي يحدث؟ فعرفوا بأن هذا المنع من السماء لأمر حدث على الأرض فكانوا يبحثون عن هذا الذي حدث على الأرض."
والخطأ فى الكلام هو سماع الجن لأخبار الغيب وهم لم يسمعوا أى شىء كما قال تعالى :
" إنهم عن السمع لمعزولون"
وتحدث الباحثان عن لقاء الجن بمحمد(ص) فقالا:
"اللقاء الأول - خارج مكة
بينما كان جن نصيبين يتجولون في أنحاء الأرض خرج محمد رسول الله من مكة ومعه عبد الله بن مسعود فقال النبي لعبد الله بن مسعود: "اجلس هنا" ثم رسم النبي محمد خطاً على الأرض وأمر ابن مسعود بقوله: "لا تخرج منه حتى أعود إليك "، فذهب النبي إلى مكان بعيد وعبد الله بن مسعود واقف يراقب فبدأ محمد رسول الله يقرأ القرآن بصوت عال فاجتمعت حوله جماعة الجن وفدت من نصيبين فرآهم وقد تكاثروا، وهذا ما نجده من قول عبد الله بن مسعود:" رأيت رجالاً كأن رؤوسهم الأباريق، فقمت خائف على النبي وأشار إلي أن أجلس في صلاته فجلست، فاجتمعوا عليه فما عدت أراه "، وذكر القرآن الكريم هذه الواقعة:" وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا * قل إنما ادعوا ربي ولا أشرك به أحداً " (الجن -19) والمقصود بعبد الله هنا محمد رسول الله."
والخطأ فى الكلام هو رؤية ابن مسعود للجن وهو ما يناقض أن البشر لا يرون الجن كما فى ظاهر القول :
" إنه يراكم وقبيله من حيث لا ترونهم"
كما أن سليمان(ص) طلب من الله ألا يعطى الآيات وهى المعجزات التى أعطاها الله لأحد بعده ومنها ظهور الجن للبشر وفى هذا قال تعالى :
" رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى"
ويكمل الباحثان الرواية بقولهما:
"ولما سمع جن نصيبين ما تلاه محمد رسول الله تعجبوا من هذا الكلام فدخلوا في دين الإسلام فخرجوا إلى قومهم منذرين وقيل أن قومهم في اليمن والعراق، وهذا ما نجده في الآيات الأولى من سورة الجن: " قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا " (الجن-1 إلى 5)، وبدأوا بعد ذلك يذهبون ويدعون قومهم فقالوا كما ذكر في القرآن الكريم:" يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ " (الأحقاف-31)، إذ كان أتباع دين الإسلام من الإنس قليلون فيما بدا الإسلام ينتشر في أقوام الجن ويرى البعض أن هذا من تخفيف الله على رسوله محمد لئلا يحزن وبأن الله أوصل إليه أول البشارات بإسلام الجن. ويبدو أن جن نصيبين كانوا على علم بكتاب التوراة الذي أنزل على موسى رسول الله وربما كان قومهم معتنقين للدين اليهودي، وهذا ما نجده في القرآن الكريم: " وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ " (الأحقاف - 28 إلى 29)"
وقطعا تسمية سماع الجن القرآن من خاتم الأنبياء(ص) لقاء خطأ فلم يكن هناك لقاء لا أول ولا ثانى
يكمل الباحثان حكايات اللقاء الثانى بقولهما :
"اللقاء الثاني - مكان غير معلوم
التقى محمد رسول الله مرة أخرى مع جن نصيبين في مكان آخر وحضر معه أيضاً الصحابي عبد الله بن مسعود بعد أن عرض محمد رسول الله على بعض من صحبه المجيئ معه إليهم لـ 3 مرات فخشي الكل إلا عبد الله بن مسعود الذي لبى الدعوة، كما نجد في الحديث الشريف حيث قال محمد رسول الله: "إني أريد أن أقرأ القرآن على الجن الليلة فأيكم يتبعني؟ "، فأطرقوا، ثم قال الثانية فأطرقوا، ثم قال الثالثة فأطرقوا، فقال ابن مسعود:" أنا يا رسول الله "، فذهب ابن مسعود وحده من النبي وخط النبي محمد خطاً في الأرض على ابن مسعود وأمره وقال:"لا تخرج منه حتى أعود إليك "، ثم انطلق حتى قام فقرأ القرآن، وابن مسعود يرى أمثال النسور تهوي وتمشي في رفرفها، واشتد اللغط والغمغمة على النبي حتى خاف ابن مسعود على محمد رسول الله وغشيته أسودة كثيرة حالت بينه وبين النبي محمد حتى لم يعد يسمع صوته، ثم طفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين، ففرغ النبي صلى الله عليه وسلم مع الفجر فرجع إلى ابن مسعود فقال:"أنمت؟ "، قلت: "لا والله "، ولقد هممت مرارا أن أستغيث بالناس حتى سمعتك تقرعهم بعصاك تقول:"اجلسوا"، فقال النبي محمد: "لو خرجت لم آمن عليك أن يخطفك بعضهم "، ثم قال: " هل رأيت شيئاً؟ "، قلت:"نعم يا رسول الله، رأيت رجالا سودا مستثفري ثياباً بيضاً "، فقال: " أولئك جن نصيبين سألوني المتاع والزاد فمتعتهم بكل عظم حائل وروثة وبعرة "، فقالوا:" يا رسول الله يقذرها الناس علينا "، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستنجى بالعظم والروث، فقال ابن مسعود:"يا نبي الله "، وما يغني ذلك عنهم قال:" إنهم لا يجدون عظما إلا وجدوا عليه لحمه يوم أكل، ولا روثة إلا وجدوا فيها حبها يوم أكل "، فقلت: " يا رسول الله، لقد سمعت لغطا شديدا؟ "، فقال: " إن الجن تدارأت في قتيل بينهم فتحاكموا إلي فقضيت بينهم بالحق "."
والرواية كاذبة فالرسول لم يتلقى الجن ولم يراهم ولم يعلم حتى بوجودهم إلا بعد نزول الوحى بسماعهم كما قال تعالى :
" قل أوحى إلى أنه استمع إلى نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا"
فهنا الجن سمعوا ولم يذكر الله لقاء ولا رؤية
والرواية الثالثة عن لقاء ثالثة كاذبة وعنها قالا :
"اللقاء الثالث - وادي نخلة:
قيل أنه عندما كان محمد رسول الله قادماً من الطائف الى مكة ذات ليلة، نزل في وادي نخلة، وهو واد ما بين البلدين، وفي الليل الدامس، وليس معه رفيق غير الله فتوضأ وقام يصلي، ورفع صوته بالقرآن يستأنس به في وحشته وفي سفره وجاء إلى الوادي جن نصيبين من جهة اليمن في تلك الليلة، واللحظة، حتى ملؤوا وادي نخلة يستمعون القرآن، فأخذ الرسول يرفع صوته بكلام الله:" ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييئس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ". وكان من أدبهم أن كان سيدهم يسكتهم، ليسمعوا القرآن، ويقول لهم: " أنصتوا " فكانوا ينصتون، ولما انتهى الرسول من الصلاة والتلاوة تفرقوا وضربوا بقاع الأرض، ووصلوا إلى قومهم في اليمن، ودعوهم إلى: " لا إله إلا الله "."
والرواية ليس فيها أى كلام عن ظهور الجن ولا عن رؤية النبى الخاتم(ص) لهم
وتحدث الباحثان عن التقاء خاتم لأنبياء(ص) بالجن ست مرات وأماكن اللقاءات فقالا:
"أماكن الإلتقاء بالجن
قيل أن وفادة جماعات من الجن أو وفادة جن نصيبين بالتحديد إلى محمد رسول الله بلغت 6 مرات ومنها ما كان في حي من مكة أو خارجها وربما كان ذلك في أعلى مكة في الجبال، وفي وادي نخلة (بين الطائف ومكة)، وفي شعب الجحون وفي البقيع الغرقد لـ 3 ليالي حيث حضرها ابن مسعود وخط عليه، وفي خارج المدينة المنورة (يثرب) وحضرها ابن الزبير بن العوام وخلال بعض أسفار الرسول التي حضرها بلال بن الحارث، كذلك انتشرت أقاويل تناقلتها الاجيال عن مكانين قيل أن محمد رسول الله اجتمع فيهما بجن نصيبين وهما:
محبس الجن
تروي الذاكرة الشفهية أن الجن عندما أرادت الإستماع إلى القرآن ضربت لنفسها موعدًا مع محمد رسول الله فكان اللقاء في مكان لم يتم التأكد من موقعه ويطلق عليه حاليًا اسم "محبس الجن"، والمحبس الذي عرف بين عامة الناس هو من أحياء مكة القديمة، وارتبط هذا الاسم لدى كثير من الناس بقصد حبس الجن فى موضع بمكة المكرمة على يد النبي وهو يتلو القرآن حين أسلمت مجموعة منهم، وتعددت الروايات عن محبس الجن عند أهالي مكة من العوام وغيرهم، ولا يزال هذا الحي موضع اهتمام الكثير من الرواة الذين يحاولون فك رمز المكان الذي أسلمت فيه الجن، ويذهب البعض إلى أن الذين أسلموا من الجن خرجوا من مكة إلى أصقاع الأرض لدعوة بني جلدتهم إلى الإسلام وهذه الروايات يتداولها العامة من الناس بيد أنها لم تثبت صحتها، ويقوم بعض المعتمرين من تركيا ودول آسيوية بزيارة إلى محبس الجن وتحديدًا فوق موضع أنفاق، ويقع (محبس الجن) بين حي أجياد والعزيزية حالياً ويخترقه نفق سمى بنفق محبس الجن وإن كان اسمه تغير مؤخراً بعد أن حولته أمانة العاصمة المقدسة إلى اسم "طريق المسجد الحرام"، ويبدو أن التغيير جاء لإنهاء الشكوك حول الروايات التي تزعم مواقع الجن حين أسلمت ولعدم ثبوت ذلك تاريخياً، لكن الحي يظل شاهداً وعلامة مميزة ضمن أحياء مكة.
مسجد الجن
قيل أيضاً أن مسجد الجن وهو أحد مساجد مكة المكرمة، يقع في حي الغزة أحد أقدم الأحياء القريبة من المسجد الحرام وقرب الطريق المؤدي إلى مقبرة المعلاة وشارع المعلاة، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى المكان الذي اجتمع فيه النبي بالجن ليلاً وتلا عليهم آيات كريمة من القرآن، وكانوا يتزاحمون حوله صلى الله عليه وسلم ويركب بعضهم فوق بعض حتى يقتربوا منه ليستمعوا الى القرآن وعرف أيضاً بمسجد البيعة حيث قيل أن الجن بايعوا رسول الله في ذلك الموضع، على الرغم من أن هناك مسجد يسمى البيعة في منى نهاية جسر الجمرات وفيه نزلت سورة الجن على الرسول وقرأ على نفر منهم ربعاً من القرآن الكريم. ويعرف هذا المسجد أيضاً عند أهل مكة بـ "مسجد الحرس " فالعسس كانوا يجتمعون فيه ليلاً."
وكل ما سبق من الكلام عن اللقاءات وأماكنها هو ضرب من الخيال لا يوجد عليه دليل من كتاب الله
وتحدثا عن مدينة نصيبين ووصفها فقالا:
"مدينة نصيبين
هي مدينة قديمة تقع في أقصى شمال الشام وتعود في تاريخها إلى 2000 سنة قبل الميلاد وقيل أنها سميت بهذا الاسم لكثرة البساتين والجنات، ولا يعلم على وجه الدقة إن كانت نفس المدينة التي قدم منها الجن إلى محمد رسول الله خصوصاً إذا علمنا بأن لهم قوم في العراق وقوم في اليمن بحسب بعض المراجع الإسلامية، إلا أنها على الأرجح هي لكثرة أشجارها وينابيعها حيث روي عن محمد رسول الله أنه قال: "رفعت إلي نصيبين حتى رأيتها فدعوت الله أن يعذب نهرها، وينضر شجرها، ويطيب ثمرها أو قال ويكثر ثمرها "، ومر الرحالة ابن بطوطة بمدينة نصيبين في رحلته الطويلة بين أرض الأندلس إلى الصين فذكرها بأبيات منسوبة إلى أبو نواس:
طابت نصيبين لي يوما وطبت لها
يا ليت حظي من الدنيا نصيبين
وتقع نصيبين اليوم ضمن الأراضي التركية وهي تابعة لمحافظة ماردين، وهي الآن بلدة صغيرة، يبلغ عدد سكانها ما يقارب 30 ألف نسمة. ومن آثارها المتبقية اليوم كنيسة مار يعقوب النصيبيني ودير (مار أوجين) على جبل (إيزلا) وجامع زين العابدين."
وبالطبع ليس فى نصيبين الحالية نهر وهو كلام يثبت أن ما قيل هو كذب محض
وتحدث عن تحولات الجن وهو تغير أشكالهم فقالا :
"فرضية الأشكال المتحولة للجن:
يتضح من الأحاديث والآيات القرآنية الآنفة الذكر وبالأخص الحديث الذي ورد في "اللقاء الثاني" أنه قد تتشكل الجن بهيئة السحاب أو كالدخان الخفيف السريع سواء بهيئة بشرية أو غير بشرية وهم يرفرفون مثل النسور وربما يكون ذلك نوعاً من أنواعهم، ولكن بعض أوصافهم تشبه ما روي من تجارب واقعية تتمحور حول ظاهرة أصحاب الظلال السوداء Shadow People وهي أن لهم كتل سوداء وخفيفة وتتحرك بسرعة ولها هيئة البشر، ومن المثير للإنتباه أن لرؤوسهم أشكال الأباريق وهو وصف يمكن أن يشبه شكل المخلوقات الفضائية Alien أي أنها قد تبدو كبيرة الرأس وعنقها طويل كعنق الإبريق (أباريق مقلوبة رأساً على عقب) والتي روى الكثيرون من البشر أنهم شاهدوها وقامت باختطافهم، ومن الملفت للنظر طبيعة طعامهم وهو العظم والروث واللحم مما جعل بعض المفسرين في عصرنا يميلون إلى إعتبار الجن أيضاً كائنات مجهرية لا تراها العين المجردة وهي تدخل في صنف البكتريا أو الفيروسات أو الجراثيم التي تتغدى أصلاً على نفس الطعام الوارد ذكره من البقايا والفضلات الحيوانية وهذا ما يدعمه أحد الأحاديث الشريفة حيث روى الحاكم في المستدرك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الطاعون وخز أعدائكم من الجن وهو لكم شهادة ". والطاعون كما هو معروف أنه مرض بكتيري وتسببه بكتيريا اليرسينية الطاعونية، وكذلك هناك من يعتقد بأن هناك علاقة بين الأورام السرطانية والجن، ولبعض أنواع السرطان سبب فيروسي، فما هي صلة الجن إذن بالكائنات المجهرية؟وبما أن الجن لديه القدرة على التشكل كيفما شاء بحسب المعتقد الإسلامي ومعتقدات دينية أخرى خصوصاً أن أحاديث ذكرت إمكانية تشكله على هيئة حيوانات أرضية كالأفاعي والكلاب مثلاً فإن هذا يدل على أنه كائن متحول Transformer ، إذن فما الذي يمنع تحوله لشكل يشبه أشكال المخلوقات الفضائية أو شكل الظل الأسود أو كائن مجهري يتغذى على البقايا كالبكتريا والفيروسات المسببة للامراض وقد تكون هذه الأشكال إحدى الأشكال المتحولة للجن، وإذا ثبت ذلك عندئذ ستكون المخلوقات: الفضائية" مخلوقات من الأرض (إقرأ عن الذين قدموا من كوكب الأرض!) ولكنها من بعد آخر ولها قدرة على التسلل إلى عالمنا والظهور بذلك المظهر (رؤوس الأباريق المقلوبة) كما أن لها القدرة على التخفي والسرعة الهائلة، والله أعلم - قدم الفرضية الباحث كمال غزال."
وبالطبع لم يذكر الله فى كتابه أن الجن العادى يتحولون من شمل إلى شكل وأما الجن المصطفى وهم الملائكة كجبريل فقد ذكر أنهم يتشكلون بشكل البشر كما قال تعالى :
"فتمثل لها بشرا سويا"
وفى قصة سليمان(ص) لم يذكر الله أى تحولات لأن الله لا يعطى القدرات سوى للجن المصطفى وهم الملائكة كما قال تعالى :
" وما كان لرسول أن يأتى بآية إلا بإذن الله"
وختما الباحثان بحثهما بالكلمة التالية عن كون جن نصيبين حقيقة ثابتة فقالا:
"وأخيراً ... يبقى جن نصيبين من الحقائق التاريخية المثبتة في المعتقدات الإسلامية والتي أشير إليها في القرآن الكريم حيث حملت سورة بأكملها اسم "الجن" مما يؤكد وجود هذه الكائنات الخفية والعاقلة بالتوازي مع حياة البشر وهي أقوام مثل البشر حيث ذكر القرآن الكريم بأنها مكلفة بطاعة الله وعبادته: "وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون " (الذارايات-56)، ولربما تعيش هذه الكائنات في بعد زمكاني آخر مع البشر على نفس الأرض، ورغم ذكرها في القرآن الكريم إلا أنها ذكرت قبل ذلك في أديان وفي معتقدات شعوب وقبائل مختلفة وإن اختلفت تسميتها (أرواح، شياطين، ملائكة ساقطة، كائنات خارقة، عفاريت، مردة، .. الخ) و لطالما وصف التفاعل بين البشر وتلك الكائنات بالسحر الأسود لكن الإسلام يميز بين فئتين من هذه الكائنات وهما الصالحة والشريرة أي أن لهما نفس قدر البشر سواء في الخير أو الشر، وكانت جن نصيبين مثالاً على الجن الصالح الذين آمنوا بالله وحده وانتشروا في الأرض لدعوة بني جنسهم إلى التوحيد."
وقطعا لا وجود لجن نصيبين فهى أكذوبة من ضمن الأكاذيب حسب كتاب الله فلم يكن هناك لقاءات ولا رؤية فالعملية لا تعدو أن تكون أن الله صرفهم لمكان الرسول(ص) فسمعوا القرآن ولم يعلمهم بمجيئهم ولا بذهابهم إلا بعد نزول سورة الجن عليه
الباحثان كمال غزال ورامي الثقفي والبحث يدور حول موضوع لم يحدث يسمى بجن نصيبين ورواياته مذكورة فى كتب الحديث
يحكى الباحثان الحكاية من البداية بتعجب إبليس من القدر الكبير من الشهب التى حرقت الكثير من الجن المتسمع بالقول :
"في ليلة وإذ بالسماء تنهمر بالشهب التي تتبع وتحرق كل شيطان يحاول أن يسترق السمع من أهل السماء تعجب إبليس وقال:" إن هذا الذي حدث في السماء لشئ حدث في الأرض "، فأمر أتباعه من الجن بأن يخرجوا لإستطلاع الخبر وكان من بين هؤلاء جن وفدوا من مدينة نصيبين فما هي تفاصيل قصتهم؟"
والروايات من أولها متناقضة فى عدد الجن بين سبعة وتسعة فى قول الباحثين :
"خرجت مجموعة من الجن بلغ عددهم 7 أو 9 في إحدى الروايات من مدينة نصيبين الواقعة في شمال بلاد الشام وهم: " حسى ومسى ومنشى وشاصر وماصر والأرد وأنيان والأخصم والأحقب"، فانطلقوا ليعرفوا ما الذي حدث في الأرض وما الذي جعل السماء تنهمر بالشهب التي تتعقب وتحرق كل شيطان يحاول أن يسترق السمع من أهل السماء حيث كان الجن في السابق يصعدون إلى السماء فيستمعون إلى الأخبار وهذا ما ذكر في القرآن الكريم: "وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع " (الجن-9)، فيستمع الجن للأنباء من الملائكة الذين يتحدثون بأن الله أمر بكذا وكذا ويحدثون بأوامر الله وأقداره سبحانه وتعالى وفي الحديث الصحيح أن الجن كان يرقى بعضهم على بعض حتى يصلوا إلى السماء فيسمعون الأخبار منها، ولما جاء الوحي منع الجن من خبر السماء، وذكر ذلك أيضاً في القرآن الكريم:" فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصدا "، فخاف الجن من هذا الذي يحدث؟ فعرفوا بأن هذا المنع من السماء لأمر حدث على الأرض فكانوا يبحثون عن هذا الذي حدث على الأرض."
والخطأ فى الكلام هو سماع الجن لأخبار الغيب وهم لم يسمعوا أى شىء كما قال تعالى :
" إنهم عن السمع لمعزولون"
وتحدث الباحثان عن لقاء الجن بمحمد(ص) فقالا:
"اللقاء الأول - خارج مكة
بينما كان جن نصيبين يتجولون في أنحاء الأرض خرج محمد رسول الله من مكة ومعه عبد الله بن مسعود فقال النبي لعبد الله بن مسعود: "اجلس هنا" ثم رسم النبي محمد خطاً على الأرض وأمر ابن مسعود بقوله: "لا تخرج منه حتى أعود إليك "، فذهب النبي إلى مكان بعيد وعبد الله بن مسعود واقف يراقب فبدأ محمد رسول الله يقرأ القرآن بصوت عال فاجتمعت حوله جماعة الجن وفدت من نصيبين فرآهم وقد تكاثروا، وهذا ما نجده من قول عبد الله بن مسعود:" رأيت رجالاً كأن رؤوسهم الأباريق، فقمت خائف على النبي وأشار إلي أن أجلس في صلاته فجلست، فاجتمعوا عليه فما عدت أراه "، وذكر القرآن الكريم هذه الواقعة:" وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا * قل إنما ادعوا ربي ولا أشرك به أحداً " (الجن -19) والمقصود بعبد الله هنا محمد رسول الله."
والخطأ فى الكلام هو رؤية ابن مسعود للجن وهو ما يناقض أن البشر لا يرون الجن كما فى ظاهر القول :
" إنه يراكم وقبيله من حيث لا ترونهم"
كما أن سليمان(ص) طلب من الله ألا يعطى الآيات وهى المعجزات التى أعطاها الله لأحد بعده ومنها ظهور الجن للبشر وفى هذا قال تعالى :
" رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى"
ويكمل الباحثان الرواية بقولهما:
"ولما سمع جن نصيبين ما تلاه محمد رسول الله تعجبوا من هذا الكلام فدخلوا في دين الإسلام فخرجوا إلى قومهم منذرين وقيل أن قومهم في اليمن والعراق، وهذا ما نجده في الآيات الأولى من سورة الجن: " قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا " (الجن-1 إلى 5)، وبدأوا بعد ذلك يذهبون ويدعون قومهم فقالوا كما ذكر في القرآن الكريم:" يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ " (الأحقاف-31)، إذ كان أتباع دين الإسلام من الإنس قليلون فيما بدا الإسلام ينتشر في أقوام الجن ويرى البعض أن هذا من تخفيف الله على رسوله محمد لئلا يحزن وبأن الله أوصل إليه أول البشارات بإسلام الجن. ويبدو أن جن نصيبين كانوا على علم بكتاب التوراة الذي أنزل على موسى رسول الله وربما كان قومهم معتنقين للدين اليهودي، وهذا ما نجده في القرآن الكريم: " وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ " (الأحقاف - 28 إلى 29)"
وقطعا تسمية سماع الجن القرآن من خاتم الأنبياء(ص) لقاء خطأ فلم يكن هناك لقاء لا أول ولا ثانى
يكمل الباحثان حكايات اللقاء الثانى بقولهما :
"اللقاء الثاني - مكان غير معلوم
التقى محمد رسول الله مرة أخرى مع جن نصيبين في مكان آخر وحضر معه أيضاً الصحابي عبد الله بن مسعود بعد أن عرض محمد رسول الله على بعض من صحبه المجيئ معه إليهم لـ 3 مرات فخشي الكل إلا عبد الله بن مسعود الذي لبى الدعوة، كما نجد في الحديث الشريف حيث قال محمد رسول الله: "إني أريد أن أقرأ القرآن على الجن الليلة فأيكم يتبعني؟ "، فأطرقوا، ثم قال الثانية فأطرقوا، ثم قال الثالثة فأطرقوا، فقال ابن مسعود:" أنا يا رسول الله "، فذهب ابن مسعود وحده من النبي وخط النبي محمد خطاً في الأرض على ابن مسعود وأمره وقال:"لا تخرج منه حتى أعود إليك "، ثم انطلق حتى قام فقرأ القرآن، وابن مسعود يرى أمثال النسور تهوي وتمشي في رفرفها، واشتد اللغط والغمغمة على النبي حتى خاف ابن مسعود على محمد رسول الله وغشيته أسودة كثيرة حالت بينه وبين النبي محمد حتى لم يعد يسمع صوته، ثم طفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين، ففرغ النبي صلى الله عليه وسلم مع الفجر فرجع إلى ابن مسعود فقال:"أنمت؟ "، قلت: "لا والله "، ولقد هممت مرارا أن أستغيث بالناس حتى سمعتك تقرعهم بعصاك تقول:"اجلسوا"، فقال النبي محمد: "لو خرجت لم آمن عليك أن يخطفك بعضهم "، ثم قال: " هل رأيت شيئاً؟ "، قلت:"نعم يا رسول الله، رأيت رجالا سودا مستثفري ثياباً بيضاً "، فقال: " أولئك جن نصيبين سألوني المتاع والزاد فمتعتهم بكل عظم حائل وروثة وبعرة "، فقالوا:" يا رسول الله يقذرها الناس علينا "، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستنجى بالعظم والروث، فقال ابن مسعود:"يا نبي الله "، وما يغني ذلك عنهم قال:" إنهم لا يجدون عظما إلا وجدوا عليه لحمه يوم أكل، ولا روثة إلا وجدوا فيها حبها يوم أكل "، فقلت: " يا رسول الله، لقد سمعت لغطا شديدا؟ "، فقال: " إن الجن تدارأت في قتيل بينهم فتحاكموا إلي فقضيت بينهم بالحق "."
والرواية كاذبة فالرسول لم يتلقى الجن ولم يراهم ولم يعلم حتى بوجودهم إلا بعد نزول الوحى بسماعهم كما قال تعالى :
" قل أوحى إلى أنه استمع إلى نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا"
فهنا الجن سمعوا ولم يذكر الله لقاء ولا رؤية
والرواية الثالثة عن لقاء ثالثة كاذبة وعنها قالا :
"اللقاء الثالث - وادي نخلة:
قيل أنه عندما كان محمد رسول الله قادماً من الطائف الى مكة ذات ليلة، نزل في وادي نخلة، وهو واد ما بين البلدين، وفي الليل الدامس، وليس معه رفيق غير الله فتوضأ وقام يصلي، ورفع صوته بالقرآن يستأنس به في وحشته وفي سفره وجاء إلى الوادي جن نصيبين من جهة اليمن في تلك الليلة، واللحظة، حتى ملؤوا وادي نخلة يستمعون القرآن، فأخذ الرسول يرفع صوته بكلام الله:" ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييئس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ". وكان من أدبهم أن كان سيدهم يسكتهم، ليسمعوا القرآن، ويقول لهم: " أنصتوا " فكانوا ينصتون، ولما انتهى الرسول من الصلاة والتلاوة تفرقوا وضربوا بقاع الأرض، ووصلوا إلى قومهم في اليمن، ودعوهم إلى: " لا إله إلا الله "."
والرواية ليس فيها أى كلام عن ظهور الجن ولا عن رؤية النبى الخاتم(ص) لهم
وتحدث الباحثان عن التقاء خاتم لأنبياء(ص) بالجن ست مرات وأماكن اللقاءات فقالا:
"أماكن الإلتقاء بالجن
قيل أن وفادة جماعات من الجن أو وفادة جن نصيبين بالتحديد إلى محمد رسول الله بلغت 6 مرات ومنها ما كان في حي من مكة أو خارجها وربما كان ذلك في أعلى مكة في الجبال، وفي وادي نخلة (بين الطائف ومكة)، وفي شعب الجحون وفي البقيع الغرقد لـ 3 ليالي حيث حضرها ابن مسعود وخط عليه، وفي خارج المدينة المنورة (يثرب) وحضرها ابن الزبير بن العوام وخلال بعض أسفار الرسول التي حضرها بلال بن الحارث، كذلك انتشرت أقاويل تناقلتها الاجيال عن مكانين قيل أن محمد رسول الله اجتمع فيهما بجن نصيبين وهما:
محبس الجن
تروي الذاكرة الشفهية أن الجن عندما أرادت الإستماع إلى القرآن ضربت لنفسها موعدًا مع محمد رسول الله فكان اللقاء في مكان لم يتم التأكد من موقعه ويطلق عليه حاليًا اسم "محبس الجن"، والمحبس الذي عرف بين عامة الناس هو من أحياء مكة القديمة، وارتبط هذا الاسم لدى كثير من الناس بقصد حبس الجن فى موضع بمكة المكرمة على يد النبي وهو يتلو القرآن حين أسلمت مجموعة منهم، وتعددت الروايات عن محبس الجن عند أهالي مكة من العوام وغيرهم، ولا يزال هذا الحي موضع اهتمام الكثير من الرواة الذين يحاولون فك رمز المكان الذي أسلمت فيه الجن، ويذهب البعض إلى أن الذين أسلموا من الجن خرجوا من مكة إلى أصقاع الأرض لدعوة بني جلدتهم إلى الإسلام وهذه الروايات يتداولها العامة من الناس بيد أنها لم تثبت صحتها، ويقوم بعض المعتمرين من تركيا ودول آسيوية بزيارة إلى محبس الجن وتحديدًا فوق موضع أنفاق، ويقع (محبس الجن) بين حي أجياد والعزيزية حالياً ويخترقه نفق سمى بنفق محبس الجن وإن كان اسمه تغير مؤخراً بعد أن حولته أمانة العاصمة المقدسة إلى اسم "طريق المسجد الحرام"، ويبدو أن التغيير جاء لإنهاء الشكوك حول الروايات التي تزعم مواقع الجن حين أسلمت ولعدم ثبوت ذلك تاريخياً، لكن الحي يظل شاهداً وعلامة مميزة ضمن أحياء مكة.
مسجد الجن
قيل أيضاً أن مسجد الجن وهو أحد مساجد مكة المكرمة، يقع في حي الغزة أحد أقدم الأحياء القريبة من المسجد الحرام وقرب الطريق المؤدي إلى مقبرة المعلاة وشارع المعلاة، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى المكان الذي اجتمع فيه النبي بالجن ليلاً وتلا عليهم آيات كريمة من القرآن، وكانوا يتزاحمون حوله صلى الله عليه وسلم ويركب بعضهم فوق بعض حتى يقتربوا منه ليستمعوا الى القرآن وعرف أيضاً بمسجد البيعة حيث قيل أن الجن بايعوا رسول الله في ذلك الموضع، على الرغم من أن هناك مسجد يسمى البيعة في منى نهاية جسر الجمرات وفيه نزلت سورة الجن على الرسول وقرأ على نفر منهم ربعاً من القرآن الكريم. ويعرف هذا المسجد أيضاً عند أهل مكة بـ "مسجد الحرس " فالعسس كانوا يجتمعون فيه ليلاً."
وكل ما سبق من الكلام عن اللقاءات وأماكنها هو ضرب من الخيال لا يوجد عليه دليل من كتاب الله
وتحدثا عن مدينة نصيبين ووصفها فقالا:
"مدينة نصيبين
هي مدينة قديمة تقع في أقصى شمال الشام وتعود في تاريخها إلى 2000 سنة قبل الميلاد وقيل أنها سميت بهذا الاسم لكثرة البساتين والجنات، ولا يعلم على وجه الدقة إن كانت نفس المدينة التي قدم منها الجن إلى محمد رسول الله خصوصاً إذا علمنا بأن لهم قوم في العراق وقوم في اليمن بحسب بعض المراجع الإسلامية، إلا أنها على الأرجح هي لكثرة أشجارها وينابيعها حيث روي عن محمد رسول الله أنه قال: "رفعت إلي نصيبين حتى رأيتها فدعوت الله أن يعذب نهرها، وينضر شجرها، ويطيب ثمرها أو قال ويكثر ثمرها "، ومر الرحالة ابن بطوطة بمدينة نصيبين في رحلته الطويلة بين أرض الأندلس إلى الصين فذكرها بأبيات منسوبة إلى أبو نواس:
طابت نصيبين لي يوما وطبت لها
يا ليت حظي من الدنيا نصيبين
وتقع نصيبين اليوم ضمن الأراضي التركية وهي تابعة لمحافظة ماردين، وهي الآن بلدة صغيرة، يبلغ عدد سكانها ما يقارب 30 ألف نسمة. ومن آثارها المتبقية اليوم كنيسة مار يعقوب النصيبيني ودير (مار أوجين) على جبل (إيزلا) وجامع زين العابدين."
وبالطبع ليس فى نصيبين الحالية نهر وهو كلام يثبت أن ما قيل هو كذب محض
وتحدث عن تحولات الجن وهو تغير أشكالهم فقالا :
"فرضية الأشكال المتحولة للجن:
يتضح من الأحاديث والآيات القرآنية الآنفة الذكر وبالأخص الحديث الذي ورد في "اللقاء الثاني" أنه قد تتشكل الجن بهيئة السحاب أو كالدخان الخفيف السريع سواء بهيئة بشرية أو غير بشرية وهم يرفرفون مثل النسور وربما يكون ذلك نوعاً من أنواعهم، ولكن بعض أوصافهم تشبه ما روي من تجارب واقعية تتمحور حول ظاهرة أصحاب الظلال السوداء Shadow People وهي أن لهم كتل سوداء وخفيفة وتتحرك بسرعة ولها هيئة البشر، ومن المثير للإنتباه أن لرؤوسهم أشكال الأباريق وهو وصف يمكن أن يشبه شكل المخلوقات الفضائية Alien أي أنها قد تبدو كبيرة الرأس وعنقها طويل كعنق الإبريق (أباريق مقلوبة رأساً على عقب) والتي روى الكثيرون من البشر أنهم شاهدوها وقامت باختطافهم، ومن الملفت للنظر طبيعة طعامهم وهو العظم والروث واللحم مما جعل بعض المفسرين في عصرنا يميلون إلى إعتبار الجن أيضاً كائنات مجهرية لا تراها العين المجردة وهي تدخل في صنف البكتريا أو الفيروسات أو الجراثيم التي تتغدى أصلاً على نفس الطعام الوارد ذكره من البقايا والفضلات الحيوانية وهذا ما يدعمه أحد الأحاديث الشريفة حيث روى الحاكم في المستدرك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الطاعون وخز أعدائكم من الجن وهو لكم شهادة ". والطاعون كما هو معروف أنه مرض بكتيري وتسببه بكتيريا اليرسينية الطاعونية، وكذلك هناك من يعتقد بأن هناك علاقة بين الأورام السرطانية والجن، ولبعض أنواع السرطان سبب فيروسي، فما هي صلة الجن إذن بالكائنات المجهرية؟وبما أن الجن لديه القدرة على التشكل كيفما شاء بحسب المعتقد الإسلامي ومعتقدات دينية أخرى خصوصاً أن أحاديث ذكرت إمكانية تشكله على هيئة حيوانات أرضية كالأفاعي والكلاب مثلاً فإن هذا يدل على أنه كائن متحول Transformer ، إذن فما الذي يمنع تحوله لشكل يشبه أشكال المخلوقات الفضائية أو شكل الظل الأسود أو كائن مجهري يتغذى على البقايا كالبكتريا والفيروسات المسببة للامراض وقد تكون هذه الأشكال إحدى الأشكال المتحولة للجن، وإذا ثبت ذلك عندئذ ستكون المخلوقات: الفضائية" مخلوقات من الأرض (إقرأ عن الذين قدموا من كوكب الأرض!) ولكنها من بعد آخر ولها قدرة على التسلل إلى عالمنا والظهور بذلك المظهر (رؤوس الأباريق المقلوبة) كما أن لها القدرة على التخفي والسرعة الهائلة، والله أعلم - قدم الفرضية الباحث كمال غزال."
وبالطبع لم يذكر الله فى كتابه أن الجن العادى يتحولون من شمل إلى شكل وأما الجن المصطفى وهم الملائكة كجبريل فقد ذكر أنهم يتشكلون بشكل البشر كما قال تعالى :
"فتمثل لها بشرا سويا"
وفى قصة سليمان(ص) لم يذكر الله أى تحولات لأن الله لا يعطى القدرات سوى للجن المصطفى وهم الملائكة كما قال تعالى :
" وما كان لرسول أن يأتى بآية إلا بإذن الله"
وختما الباحثان بحثهما بالكلمة التالية عن كون جن نصيبين حقيقة ثابتة فقالا:
"وأخيراً ... يبقى جن نصيبين من الحقائق التاريخية المثبتة في المعتقدات الإسلامية والتي أشير إليها في القرآن الكريم حيث حملت سورة بأكملها اسم "الجن" مما يؤكد وجود هذه الكائنات الخفية والعاقلة بالتوازي مع حياة البشر وهي أقوام مثل البشر حيث ذكر القرآن الكريم بأنها مكلفة بطاعة الله وعبادته: "وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون " (الذارايات-56)، ولربما تعيش هذه الكائنات في بعد زمكاني آخر مع البشر على نفس الأرض، ورغم ذكرها في القرآن الكريم إلا أنها ذكرت قبل ذلك في أديان وفي معتقدات شعوب وقبائل مختلفة وإن اختلفت تسميتها (أرواح، شياطين، ملائكة ساقطة، كائنات خارقة، عفاريت، مردة، .. الخ) و لطالما وصف التفاعل بين البشر وتلك الكائنات بالسحر الأسود لكن الإسلام يميز بين فئتين من هذه الكائنات وهما الصالحة والشريرة أي أن لهما نفس قدر البشر سواء في الخير أو الشر، وكانت جن نصيبين مثالاً على الجن الصالح الذين آمنوا بالله وحده وانتشروا في الأرض لدعوة بني جنسهم إلى التوحيد."
وقطعا لا وجود لجن نصيبين فهى أكذوبة من ضمن الأكاذيب حسب كتاب الله فلم يكن هناك لقاءات ولا رؤية فالعملية لا تعدو أن تكون أن الله صرفهم لمكان الرسول(ص) فسمعوا القرآن ولم يعلمهم بمجيئهم ولا بذهابهم إلا بعد نزول سورة الجن عليه