عوامل عدة تتساعد على تعكير الاجواء

[طارق جبور]

ألازمة المالية الأوروبية تتصدر اهتمامات الاسواق وتعيق تحركاتها من جديد. أسهم قطاع البنوك تتعرض للضغوط الاكبر بخاصة في اوروبا وتمنع البورصات من تحقيق تقدم.
*
الداكس الالماني تراجع اليوم 2.5% وكانت تراجعاته الارحم بين المؤشرات الاوروبية. المستثمرون يبحثون مجددا عن الامان ويشترون سندات المانية فسجلت فائدتها تراجعا ملموسا ببلوغها ال 1.64%.
*
*
بالطبع بيانات سوق العمل الاميركي التي صدرت يوم الجمعة كان لها التاثير الملفت في تعكير الاجواء، وكذلك الامر بالنسبة لبيانات الاستيراد الصينية ما جعل التمازج بين القلق على البيئة الاقتصادية والازمة المالية الاوروبية عاملا مانعا من خلق المزاج العام الضروري للاقبال على الشراء سواء في اوروبا او في الولايات المتحدة الاميركية.
*
الهروب من المخاطرات وتحاشي الدخول فيها يبدو انها الاستراتيجية الجديدة لرؤوس الاموال ولا يبدو ان تغييرا قريبا سيحدث ما لم تستجد معطيات مشجعة تقلب المواقف وهي لا تبدو متوفرة حاليا.
*
سوق السندات ابرز تعبير عما يجري. السندات الاميركية لفئة العشر سنوات تراجعت فائدتها الى ال 1.95%. الالمانية الى ال 1.64%. بينما ارتفعت الايطالية والاسبانية مجددا بصورة ملفتة وتعدت ال 6.0%. انها الازمة مجددا ولا يمكن توصيف الامر بغير ذلك.
*
واليورو؟
*
ليس غريبا ولا بعيدا عما يجري فهو معني رئيسي بالحدث. تراجع اليوم مقابل الدولار والين ومحاولات الارتفاع مجددا فوق ال 1.3150 كانت فاشلة. ومقابل الين تجاوز بتراجعه ال 105.50 مع نهاية فترة التداول الاميركي ترافقا مع ضعف سوق الاسهم وهذا ليس مفاجئا على الاطلاق.
*
اسبانيا اتخذت حكومتها اجراءات تقشفية جديدة ولكن هذا بدل ان يطمئن السوق اقلقه. اقلقه لان ما يجري يؤثر سلبا على النمو ويجعل البلاد غير قادرة على النهوض خاصة وان نسبة البطالة تفوق ال 20%. البلاد تسرع الى الركود الاقتصادي. السؤال الكبير هو: كيف سيكون ممكنا الوفاء بالالتزامات والقدرة على خدمة الدين؟ فائدة سندات العشر سنوات قفزت فوق ال 6%.
*
اليوم الاربعاء لا محطات بيانية مهمة نتوقف عندها. استمرار العمل على ضوء التطورات في سوق السندات يبقى حاليا مرجح.
​