- المشاركات
- 82,633
- الإقامة
- قطر-الأردن
*
ما حكاية تلك العملات التي تتعرض لضغوط عالية لا يبدو انها ستتوقف بالمدى القريب. هل كانت اسطورة البلدان الناشئة من نسج الخيال وبتنا الان امام الحقيقة؟
البرازيل ، روسيا ، الهند، الصين، ويصح اضافة تركيا ايضا. كلها تتعرض اقتصادياتها *وعملاتها لِما لم تعتد عليه في السنوات الماضية. في البرازيل اعتراضات في الشارع تحولت الى حدة غير معهودة تهدد المسيرة الاقتصادية. في تركيا يحدث ما لا يمكن ان يكون سببا ولو غير مباشر الا عرقلة للمسيرة للاقتصادية وتعثر لها. الهند تضعف وسط تراجع الاستثمارات الاجنبية. والاخطر في الصين حيث حديث كثير عن مخاطر انهيار النظام المصرفي وبداية كارثية لظاهرة شهدناها في العام 2008 مع انهيار مصرف لايمن براذرز.
نتيجة هذا الواقع وانعكاسا لهذه المخاوف نشهد من اسابيع انسحابا للرساميل من هذه الاسواق ما يزيد الطين بلة.
*
لماذا تنسحب الرساميل؟
لانها خائفة. خائفة من احتمالات تغيير السياسة النقدية الاميركية وقرار الفدرالي بتخفيض دوران المطابع ثم وقفها. خائفة من احتمالات فشل جهود المركزي الياباني للخروج من الانكماش المزمن. خائفة من غرق الصين في ازمة اقتصادية تجر معها مجددا الاقتصاد العالمي الى القعر.
حتى الان كل هذه الامور لا تزال في خانة التخمين ليس أكثر، لكنه تخمين تترجمه الاسواق مباشرة خوفا وانسحابا وجمودا.
ثابت مهم لا بد من التوقف عنده على هذا الصعيد: الاهتمام بسندات البلدان الناشئة يتراجع مع ارتفاع فوائد السندات الاميركية. هذه الاخيرة اكثر أمانا وأقل خطرا. هذا يترافق مع المخاوف من تصدير الصين لازمتها الاقتصادية ان تعقدت الى بلدان اسيوية اخرى وبسرعة. *لماذا المخاطرة اذا؟
*
كل ما تقدم ينعكس ويترجم هجرة للرساميل من عملات البلدان الناشئة. اجتماع الفدرالي الاسبوع الماضي وكلام برنانكي سرّع من هذه العمليات. أكثر منه تاثيرا هي العوامل الامنية والسياسية الغير مستقرة في بعض هذه البلدان. نذكر هنا تركيا، البرازيل، جنوب افريقيا. الضغوط تمددت الى الفورنت الهنجاري والبيزو المكسيكي* وال زلوتي البولوني.
نعم هذه الضغوط قد تكون على وشك ان تكون متعدية للحدود الطبيعية المقبولة.
*
بالمحصلة:
الحالة الحالية قد تدوم لبعض الوقت وبالمدى القصير. التطير مستمر والتقلب في السوق يحتاج لحدث ما للتحول الى ترند بوجهة واضحة.
الحدث هذا ماذا تراه سيكون؟
سيكون على الارجح تبيان حقيقة بديهية تتعلق بسياسة الفدرالي الاميركي. عندما يتذكر السوق ويقتنع بان تخفيض الدعم الاقتصادي لن يعني رفع الفائدة، فان العودة لاهمال الدولار والبحث عن فوائد اعلى سيكون واقعا لا مفر منه. ايضا اليورو والين والاسترليني سيكونون امام نفس الوضع. اهمال العملات هذه سيعني البحث مجددا عن العملات العالية الفائدة.
ما يعني؟
البلدان الناشئة توفر بالمدى البعيد المركز الاستثماري الافضل من حيث ارتفاع الفوائد فيها. انخفاض اسعار هذه العملات سيوفر فرصة دخول ممتازة اليها . يبقى تحديد الوقت والمستوى المناسب.