رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,708
- الإقامة
- مصر
صَخرة القُدس
الصخرة يقصد بها صخرة عادية تقع داخل المسجد المسمى حاليا بالمسجد الأقصى فى بيت المقدس أو إيلياء ولكن بنوها قصدوا بها أمر أخر وصفها ناصر الجديع فى بحثه صخرة القدس فقال :
"التعريف بالصخرة :
هي إحدى صخور مرتفعات القدس ، وتقع وسط فناء المسجد الأقصى ، ويبلغ طولها 18 متراً وعرضها 13 متراً تقريباً ، ويتجه جانبها المنحدر إلى الشرق ، بينما يتجه جانبها المستقيم المرتفع إلى الغرب ، وترتفع بعض نواحيها عن سطح الأرض بحوالي متر ، وشكلها غير منتظم ، أما محيطها فيبلغ عشرة أمتار ، ومن أسفلها فجوة هي بقية كهف عمقه أكثر من متر ونصف ، وتظهر الصخرة فوقه وكأنها مُعاَّقة بين السماء والأرض ، وهي محاطة بسياج من الخشب المنقوش ."
وقد تحدث عن تاريخ البناء المزور فقال :
"بناء القبة على الصخرة :
ذكرت المصادر التاريخية أن بناء القبة على الصخرة يرجع إلى عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان حيث أمر سنة 66 هـ ببناء القبة على صخرة بيت المقدس تكنّ المسلمين من الحر والبرد وعمارة الجامع الأقصى - وقد كمل البناء سنة 70 هـ وقيل 73 هـ - وقد وكل عبد الملك للقيام بذلك رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام مولاه ، وجمع الصناع من أطراف البلاد وأرسلهم إلى بيت المقدس ، وأرسل إليهم الأموال الجزيلة وأمر رجاء بن حيوة ويزيد أن يُفرغا الأموال إفراغاً ولا يتوقفا منه ، فبنوا القبة على أحسن بناء ، وفرشاها بالرخام الملون ، وحفّا القبة بأنواع الستور ، وأقاما لها السدنة والخدام بأنواع الطيب والمسك والعنبر والزعفران ، ويبخّرون القبة من الليل ، وجعلا فيها من قناديل الذهب والفضة والسلاسل شيئاً كثيراً ، وفرشاها والمسجد بأنواع البسط الملونة ، وكانوا إذا أطلقوا البخور شُم من مسافة بعيدة ، وكان الرجل إذا رجع من بيت المقدس إلى بلاده توجد معه رائحة المسك والطيب أياماً ، ويُعرف أنه أقبل من بيت المقدس ودخل الصخرة ، وكان في الصخرة من الفصوص والجواهر والفسيفساء وغير ذلك شيء كثير ، وبالجملة فإن صخرة بيت المقدس لما فُرغ من بنائها لم يكن لها نظير على وجه الأرض بهجة ومنظراً ويبلغ ارتفاع القبة حوالي 30 متراً
ومع مرور الزمن حتى وقتنا الحاضر فقد عمل بعض ولاة المسلمين على ترميم هذه القبة وإصلاحها ، والمحافظة عليها "
وما حكى هنا هو تاريخ يثبت أن القبة بنيت ليس كمسجد للصلاة وإنما بنيت لغرض فى نفس من بنوها وقطعا هم ليسوا بنو أمية لأن لا وجود طبقا للقرآن للدولة الأموية أو الصراعات والفتن التى لا تتفق مع رضا الله عن المؤمنين فى قوله تعالى :
" رضى الله عنهم ورضوا عنه"
ولا تتفق مع أن الله أنزل نصا قاطعا لا يجيز لأحد ممن أسلم بعد فتح مكة أن يتولى منصبا فى وجود المجاهدين من المهاجرين والأنصار ومن اتبعوهم بإحسان قبل الفتح فقال :
"والأرض لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا"
والدرجة تفسيرها القوامة وهى الرئاسة كما فسر الله قوله
" وللرجال عليهن درجة "
بقوله :
" الرجال قوامون على النساء "
وقطعا لن يعصى المؤمنون النص الإلهى فيتركوا معاوية أو من بعده يتولون المناصب
ومن العجائب أن الصخرة التى لا وجود لها فى القرآن أعلن القوم أنها كانت القبلة فقد روى الطبري بإسناده عن عكرمة والحسن البصري أنهما قالا : ( أول ما نُسخ من القرآن القبلة ، وذلك أن النبي (ص) كان يستقبل صخرة المقدس ، وهي قبلة اليهود ، فاستقبلها النبي (ص) سبعة عشر شهراً ... )
وقال: ( وحاصل الأمر أنه قد كان رسول الله (ص) أمر باستقبال الصخرة من بيت المقدس ، فكان بمكة بين الركنين ، فتكون بين يديه الكعبة ، مستقبل صخرة بيت المقدس ، فلما هاجر إلى المدينة تعذر الجميع بينهما ، فأمره الله بالتوجه إلى بيت المقدس ، قاله ابن عباس والجمهور ) "
وقال صاحب كتاب ( إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى ) ما يفيد أن صخرة بيت المقدس كانت قبلة المسلمين ، وأن أنبياء بني إسرائيل كانوا يصلون إليها ، واستدل لذلك بما روى فتح بيت المقدس أن عمر بن الخطاب استشار كعباً أن يضع المسجد ، فقال : أجعله خلف الصخرة ، فتجتمع القبلتان ، قبلة موسى ، وقبلة محمد (ص) ، فقال : ضاهيت اليهود
وذكر الجديع أن الكثير من الفقهاء قالوا أن الصخرة كانت القبلة الأولى فقال :
"وممن جزم من العلماء بأن القبلة الأولى كانت صخرة بيت المقدس ، وأنها كانت قبلة اليهود : شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه العلامة ابن القيم "
والغريب أنهم قالوا أقوالهم بلا أى دليل فابن القيم نفسه ينفى كل أحاديث الصخرة بقوله :
"كل حديث في الصخرة فهو كذب مفترى"
والقرآن ينفى أن تكون القبلة الأولى فى الأرض وإنما فى السماء كما قال سبحانه :
" قد نرى تقلب وجهك فى السماء"
فالمسجد الأقصى فى أقصى موضع عن الأرض وهو السماء السابعة وهو مقابل الكعبة فى الأرض حيث يوجد العرش والملائكة حوله لأن الكعبة مركز الأرض وحولها وهو الدائرة الأرضية فيها 360 موضع متساوى المسافة القصية ومن ثم لا يوجد فيها أقصى كما قال تعالى :
" أو لم يروا أنا نأتى ألأرض ننقصها من أطرافها"
وفى بحثه عن صخرة القدس فى ضوء العقيدة الإسلامية ذكر الجديع براهينه على عدم تقديس الصخرة فقال :
"الأدلة على عدم تقديس الصخرة وتعظيمها :
أولاً : لم يرد في مشروعية ذلك دليل من الكتاب ولا السنة ، ما عدا ما روي من الأحاديث والآثار في فضائل الصخرة ، ولكنها لا تخلو من مقال سنداً ومتناً ، حتى قال الإمام ابن القيم: ( كل حديث في الصخرة فهو كذب مفترى ) ...
ثانياً : لم يفعل ذلك الصحابة ولا التابعون ممن زار منهم بيت المقدس ....
ثالثاً : إن تعظيم الصخرة وتقديسها فيه مشابهة لليهود ، وقد أُمرنا بمخالفة الكفار ، ونُهينا عن التشبه بهم وخاصة أهل الكتاب ، وهم اليهود والنصارى ولهذا فإن عمر بن الخطاب حين كان في بيت المقدس لما أشار عليه كعب الأحبار أن يصلي خلف الصخرة أنكر عليه ذلك وقال ( ضاهيت اليهود ، لا ولكن أصلي حيث صلى رسول الله (ص) ، فتقدم إلى القبلة فصلى ) ...."
والأحاديث التى ذكر القوم أنها فى الصخرة لا تذكر الصخرة وهى :
"حديث أنس بن مالك : ( أُتيت بالبراق ، فركبته ، حتى أتيت بيت المقدس ، فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء ، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ) رواه مسلم فى صحيحه
حديث أبي هريرة : ( وقد رأيتُني في جماعة من الأنبياء ، فإذا موسى قائم يصلي ، فإذا رجل ضرْب جعْد كأنه من رجال شنوءة ، وإذا عيسى بن مريم (ص) قائم يصلي ، أقرب الناس به شبهاً عروة بم مسعود الثقفي ، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي ، أشبه الناس به صاحبكم ( يعني نفسه ) فحانت الصلاة فأممتهم ) رواه مسلم فى صحيحه
حديث ابن عباس م: ( فلما دخل النبي (ص) المسجد الأقصى قام يصلي ، ثم التفت ، فإذا النبيون أجمعون يصلون معه ) رواه أحمد فى مسنده"
ومن ثم لا التفات لكلام كل من قال بأنها القبلة ألأولى
وأما التى ذكرت فيها صراحة فمنها :
-حديث رافع بن عمرو المزني : ( العجوة والصخرة من الجنة )
أخرجه ابن ماجة في سننه، والحاكم في المستدرك، وأحمد في المسند والطبراني في المعجم الكبير وأبو نعيم في الحلية والراوى المذكور فى كل روايته المشمعل بن إياس المزني مضطرب الرواية
والحديث مناقض لكون الجنة الموعودة فى السماء كما قال تعالى :
" وفى السماء رزقكم وما توعدون"
فهى عند سدرة المنتهى فى السماء فكيف تكون الصخرة الأرضية منها والجنة فى السماء ؟
-حديث أبي هريرة ( لما أُسري بي إلى بيت المقدس مرّ بي جبريل إلى قبر إبراهيم عليه السلام فقال : انزل فصل ههنا ركعتين ، فإن ههنا قبر أبيك إبراهيم عليه السلام ، ثم مر بي ببيت لحم فقال : انزل فصل ههنا ركعتين ، فإن ههنا ولد أخوك عيسى عليه السلام ، ثم أتى الصخرة فقال : من ههنا عرج ربك إلى السماء ، فألهمني الله أن قلت : نحن بموضع عرج منه ربي إلى السماء ، فصليت بالنبيين ، ثم عرج بي إلى السماء ) وفى الاسناد بكر بن زياد الباهلي قال ابن حبان عنه : "شيخ دجال يضع الحديث على الثقات "
والخطأ فى الحديث هو نزول الله الأرض حيث الصخرة ثم صعوده لمكان أخر وهو السماء والله لا يحل فى الأماكن لأنه لا يشبه خلقه بوجودهم فى المكان كما قال تعالى :
" ليس كمثله شىء"
-حديث أبي هريرة ( الأنهار كلها ، والسحاب ، والبحار ، والرياح من تحت صخرة بيت المقدس ) أخرجه ابن الجوزي في فضائل القدس والمقدسي في فضائل بيت المقدس وفي إسناد الحديث غالب بن عبيد الله وهو متروك الحديث
وكرر فى رواية ( ... إن المياه العذبة ، والرياح اللواقح من تحت صخرة بيت المقدس ) أخرجه ابن عدي في الكامل ، وقال عنه : هذا منكر لا يرويه عن الزهري غير الموقري ، وذكره السيوطي في اللآليء المصنوعة، وقال : لا أصل له ، والوليد كذاب - يعني الموقري "
والحديث مخالف للقرآن فالأنهار والبحار فى مواضع مختلفة من ألأرض ولا يمكن أن يكون لها مصدر واحد هو اليابس كما قال تعالى :
"وألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون"
زد على ذلك أن السحاب فى الجو وليس فى الأرض كما قال تعالى :
" والسحاب المسخر بين السماء والأرض "
-حديث ابن عباس ( الأنهار أربعة : سيحان ، وجيحان ، والنيل ، والفرات ، فأما سيحان فنهر بلخ ، وأما جيحان فدجلة ، وأما النيل فنهر مصر ، وأما الفرات ففرات الكوفة ، فكل ما يشربه ابن آدم فهو من هذه الأربعة الأنهار ، تخرج من تحت الصخرة ) أخرجه المقدسي في فضائل بيت المقدس وإسناده ضعيف فيه عبد الله بن محمد بن صخر بن القاسم وهو مجهول وشبيب بن بشر وهو ضعيف"
والحديث مخالف للواقع فلا يوجد أى اتصال بين ألأنهار المذكورة وبين بيت المقدس كما أن عدد أنهار الأرض كثير وليس أربعة ففى كل قارة تقريبا ثلاثة أو أربعة أنهار كبرى
-حديث عبادة بن الصامت ( الصخرة صخرة بيت المقدس على نخلة ، والنخلة على نهر من أنهار الجنة ، وتحت النخلة آسية امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران ينظمان سموط أهل الجنة إلى يوم القيامة ) رواه أبو بكر الواسطي في فضائل بيت المقدس بإسناد كله كذابين وهو كذب ظاهر "
- حديث أنس : ( إن الجنة لتحنّ شوقاً إلى بيت المقدس ، وصخرة بيت المقدس من جنة الفردوس ، وهي الأرض ) أخرجه ابن الجوزي في فضائل القدس وفيه غالب بن عبيد الله "
والأحاديث مخالفة لكون الجنة الموعودة فى السماء كما قال تعالى :
" وفى السماء رزقكم وما توعدون"
فهى عند سدرة المنتهى فى السماء فكيف تكون الصخرة الأرضية منها والجنة فى السماء ؟
-حديث كعب الأحبار أن الله قال للصخرة : ( أنت عرشي الأدنى ، منك ارتفعت إلى السماء ، ومنك بسطت الأرض ، ومن تحتك جعلت كل ماء عذب يطلع في رؤوس الجبال ) أخرجه ابن الجوزي في فضائل القدس "
الحديث يدل على وجود عرشين لله أحدهم فى الأرض عند الصخرة وهو ما يناقض كونه عرش واحد فى السماء بقوله :
"الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم"
-حديث كعب الأحبار ( من أتى بيت المقدس فصلى عن يمين الصخرة وشمالها ، ودعا عند موضع السلسلة ، وتصدق بما قل وكثر ، استجيب دعاؤه ، وكشف الله حزنه ، وخرج من ذنوبه مثل يوم ولدته أمه ، إن سأل الله الشهادة أعطاه إياها ) أخرجه ابن الجوزي في فضائل القدس فيه غالب بن عبيد الله متروك الحديث "
والخطأ هو استجابة كل من دعا عند السلسلة من الصخرة وهو ما يخالف أن الاستجابة تتوقف على مشيئة الله كما قال تعالى :
"بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء"
الصخرة يقصد بها صخرة عادية تقع داخل المسجد المسمى حاليا بالمسجد الأقصى فى بيت المقدس أو إيلياء ولكن بنوها قصدوا بها أمر أخر وصفها ناصر الجديع فى بحثه صخرة القدس فقال :
"التعريف بالصخرة :
هي إحدى صخور مرتفعات القدس ، وتقع وسط فناء المسجد الأقصى ، ويبلغ طولها 18 متراً وعرضها 13 متراً تقريباً ، ويتجه جانبها المنحدر إلى الشرق ، بينما يتجه جانبها المستقيم المرتفع إلى الغرب ، وترتفع بعض نواحيها عن سطح الأرض بحوالي متر ، وشكلها غير منتظم ، أما محيطها فيبلغ عشرة أمتار ، ومن أسفلها فجوة هي بقية كهف عمقه أكثر من متر ونصف ، وتظهر الصخرة فوقه وكأنها مُعاَّقة بين السماء والأرض ، وهي محاطة بسياج من الخشب المنقوش ."
وقد تحدث عن تاريخ البناء المزور فقال :
"بناء القبة على الصخرة :
ذكرت المصادر التاريخية أن بناء القبة على الصخرة يرجع إلى عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان حيث أمر سنة 66 هـ ببناء القبة على صخرة بيت المقدس تكنّ المسلمين من الحر والبرد وعمارة الجامع الأقصى - وقد كمل البناء سنة 70 هـ وقيل 73 هـ - وقد وكل عبد الملك للقيام بذلك رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام مولاه ، وجمع الصناع من أطراف البلاد وأرسلهم إلى بيت المقدس ، وأرسل إليهم الأموال الجزيلة وأمر رجاء بن حيوة ويزيد أن يُفرغا الأموال إفراغاً ولا يتوقفا منه ، فبنوا القبة على أحسن بناء ، وفرشاها بالرخام الملون ، وحفّا القبة بأنواع الستور ، وأقاما لها السدنة والخدام بأنواع الطيب والمسك والعنبر والزعفران ، ويبخّرون القبة من الليل ، وجعلا فيها من قناديل الذهب والفضة والسلاسل شيئاً كثيراً ، وفرشاها والمسجد بأنواع البسط الملونة ، وكانوا إذا أطلقوا البخور شُم من مسافة بعيدة ، وكان الرجل إذا رجع من بيت المقدس إلى بلاده توجد معه رائحة المسك والطيب أياماً ، ويُعرف أنه أقبل من بيت المقدس ودخل الصخرة ، وكان في الصخرة من الفصوص والجواهر والفسيفساء وغير ذلك شيء كثير ، وبالجملة فإن صخرة بيت المقدس لما فُرغ من بنائها لم يكن لها نظير على وجه الأرض بهجة ومنظراً ويبلغ ارتفاع القبة حوالي 30 متراً
ومع مرور الزمن حتى وقتنا الحاضر فقد عمل بعض ولاة المسلمين على ترميم هذه القبة وإصلاحها ، والمحافظة عليها "
وما حكى هنا هو تاريخ يثبت أن القبة بنيت ليس كمسجد للصلاة وإنما بنيت لغرض فى نفس من بنوها وقطعا هم ليسوا بنو أمية لأن لا وجود طبقا للقرآن للدولة الأموية أو الصراعات والفتن التى لا تتفق مع رضا الله عن المؤمنين فى قوله تعالى :
" رضى الله عنهم ورضوا عنه"
ولا تتفق مع أن الله أنزل نصا قاطعا لا يجيز لأحد ممن أسلم بعد فتح مكة أن يتولى منصبا فى وجود المجاهدين من المهاجرين والأنصار ومن اتبعوهم بإحسان قبل الفتح فقال :
"والأرض لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا"
والدرجة تفسيرها القوامة وهى الرئاسة كما فسر الله قوله
" وللرجال عليهن درجة "
بقوله :
" الرجال قوامون على النساء "
وقطعا لن يعصى المؤمنون النص الإلهى فيتركوا معاوية أو من بعده يتولون المناصب
ومن العجائب أن الصخرة التى لا وجود لها فى القرآن أعلن القوم أنها كانت القبلة فقد روى الطبري بإسناده عن عكرمة والحسن البصري أنهما قالا : ( أول ما نُسخ من القرآن القبلة ، وذلك أن النبي (ص) كان يستقبل صخرة المقدس ، وهي قبلة اليهود ، فاستقبلها النبي (ص) سبعة عشر شهراً ... )
وقال: ( وحاصل الأمر أنه قد كان رسول الله (ص) أمر باستقبال الصخرة من بيت المقدس ، فكان بمكة بين الركنين ، فتكون بين يديه الكعبة ، مستقبل صخرة بيت المقدس ، فلما هاجر إلى المدينة تعذر الجميع بينهما ، فأمره الله بالتوجه إلى بيت المقدس ، قاله ابن عباس والجمهور ) "
وقال صاحب كتاب ( إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى ) ما يفيد أن صخرة بيت المقدس كانت قبلة المسلمين ، وأن أنبياء بني إسرائيل كانوا يصلون إليها ، واستدل لذلك بما روى فتح بيت المقدس أن عمر بن الخطاب استشار كعباً أن يضع المسجد ، فقال : أجعله خلف الصخرة ، فتجتمع القبلتان ، قبلة موسى ، وقبلة محمد (ص) ، فقال : ضاهيت اليهود
وذكر الجديع أن الكثير من الفقهاء قالوا أن الصخرة كانت القبلة الأولى فقال :
"وممن جزم من العلماء بأن القبلة الأولى كانت صخرة بيت المقدس ، وأنها كانت قبلة اليهود : شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه العلامة ابن القيم "
والغريب أنهم قالوا أقوالهم بلا أى دليل فابن القيم نفسه ينفى كل أحاديث الصخرة بقوله :
"كل حديث في الصخرة فهو كذب مفترى"
والقرآن ينفى أن تكون القبلة الأولى فى الأرض وإنما فى السماء كما قال سبحانه :
" قد نرى تقلب وجهك فى السماء"
فالمسجد الأقصى فى أقصى موضع عن الأرض وهو السماء السابعة وهو مقابل الكعبة فى الأرض حيث يوجد العرش والملائكة حوله لأن الكعبة مركز الأرض وحولها وهو الدائرة الأرضية فيها 360 موضع متساوى المسافة القصية ومن ثم لا يوجد فيها أقصى كما قال تعالى :
" أو لم يروا أنا نأتى ألأرض ننقصها من أطرافها"
وفى بحثه عن صخرة القدس فى ضوء العقيدة الإسلامية ذكر الجديع براهينه على عدم تقديس الصخرة فقال :
"الأدلة على عدم تقديس الصخرة وتعظيمها :
أولاً : لم يرد في مشروعية ذلك دليل من الكتاب ولا السنة ، ما عدا ما روي من الأحاديث والآثار في فضائل الصخرة ، ولكنها لا تخلو من مقال سنداً ومتناً ، حتى قال الإمام ابن القيم: ( كل حديث في الصخرة فهو كذب مفترى ) ...
ثانياً : لم يفعل ذلك الصحابة ولا التابعون ممن زار منهم بيت المقدس ....
ثالثاً : إن تعظيم الصخرة وتقديسها فيه مشابهة لليهود ، وقد أُمرنا بمخالفة الكفار ، ونُهينا عن التشبه بهم وخاصة أهل الكتاب ، وهم اليهود والنصارى ولهذا فإن عمر بن الخطاب حين كان في بيت المقدس لما أشار عليه كعب الأحبار أن يصلي خلف الصخرة أنكر عليه ذلك وقال ( ضاهيت اليهود ، لا ولكن أصلي حيث صلى رسول الله (ص) ، فتقدم إلى القبلة فصلى ) ...."
والأحاديث التى ذكر القوم أنها فى الصخرة لا تذكر الصخرة وهى :
"حديث أنس بن مالك : ( أُتيت بالبراق ، فركبته ، حتى أتيت بيت المقدس ، فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء ، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ) رواه مسلم فى صحيحه
حديث أبي هريرة : ( وقد رأيتُني في جماعة من الأنبياء ، فإذا موسى قائم يصلي ، فإذا رجل ضرْب جعْد كأنه من رجال شنوءة ، وإذا عيسى بن مريم (ص) قائم يصلي ، أقرب الناس به شبهاً عروة بم مسعود الثقفي ، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي ، أشبه الناس به صاحبكم ( يعني نفسه ) فحانت الصلاة فأممتهم ) رواه مسلم فى صحيحه
حديث ابن عباس م: ( فلما دخل النبي (ص) المسجد الأقصى قام يصلي ، ثم التفت ، فإذا النبيون أجمعون يصلون معه ) رواه أحمد فى مسنده"
ومن ثم لا التفات لكلام كل من قال بأنها القبلة ألأولى
وأما التى ذكرت فيها صراحة فمنها :
-حديث رافع بن عمرو المزني : ( العجوة والصخرة من الجنة )
أخرجه ابن ماجة في سننه، والحاكم في المستدرك، وأحمد في المسند والطبراني في المعجم الكبير وأبو نعيم في الحلية والراوى المذكور فى كل روايته المشمعل بن إياس المزني مضطرب الرواية
والحديث مناقض لكون الجنة الموعودة فى السماء كما قال تعالى :
" وفى السماء رزقكم وما توعدون"
فهى عند سدرة المنتهى فى السماء فكيف تكون الصخرة الأرضية منها والجنة فى السماء ؟
-حديث أبي هريرة ( لما أُسري بي إلى بيت المقدس مرّ بي جبريل إلى قبر إبراهيم عليه السلام فقال : انزل فصل ههنا ركعتين ، فإن ههنا قبر أبيك إبراهيم عليه السلام ، ثم مر بي ببيت لحم فقال : انزل فصل ههنا ركعتين ، فإن ههنا ولد أخوك عيسى عليه السلام ، ثم أتى الصخرة فقال : من ههنا عرج ربك إلى السماء ، فألهمني الله أن قلت : نحن بموضع عرج منه ربي إلى السماء ، فصليت بالنبيين ، ثم عرج بي إلى السماء ) وفى الاسناد بكر بن زياد الباهلي قال ابن حبان عنه : "شيخ دجال يضع الحديث على الثقات "
والخطأ فى الحديث هو نزول الله الأرض حيث الصخرة ثم صعوده لمكان أخر وهو السماء والله لا يحل فى الأماكن لأنه لا يشبه خلقه بوجودهم فى المكان كما قال تعالى :
" ليس كمثله شىء"
-حديث أبي هريرة ( الأنهار كلها ، والسحاب ، والبحار ، والرياح من تحت صخرة بيت المقدس ) أخرجه ابن الجوزي في فضائل القدس والمقدسي في فضائل بيت المقدس وفي إسناد الحديث غالب بن عبيد الله وهو متروك الحديث
وكرر فى رواية ( ... إن المياه العذبة ، والرياح اللواقح من تحت صخرة بيت المقدس ) أخرجه ابن عدي في الكامل ، وقال عنه : هذا منكر لا يرويه عن الزهري غير الموقري ، وذكره السيوطي في اللآليء المصنوعة، وقال : لا أصل له ، والوليد كذاب - يعني الموقري "
والحديث مخالف للقرآن فالأنهار والبحار فى مواضع مختلفة من ألأرض ولا يمكن أن يكون لها مصدر واحد هو اليابس كما قال تعالى :
"وألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون"
زد على ذلك أن السحاب فى الجو وليس فى الأرض كما قال تعالى :
" والسحاب المسخر بين السماء والأرض "
-حديث ابن عباس ( الأنهار أربعة : سيحان ، وجيحان ، والنيل ، والفرات ، فأما سيحان فنهر بلخ ، وأما جيحان فدجلة ، وأما النيل فنهر مصر ، وأما الفرات ففرات الكوفة ، فكل ما يشربه ابن آدم فهو من هذه الأربعة الأنهار ، تخرج من تحت الصخرة ) أخرجه المقدسي في فضائل بيت المقدس وإسناده ضعيف فيه عبد الله بن محمد بن صخر بن القاسم وهو مجهول وشبيب بن بشر وهو ضعيف"
والحديث مخالف للواقع فلا يوجد أى اتصال بين ألأنهار المذكورة وبين بيت المقدس كما أن عدد أنهار الأرض كثير وليس أربعة ففى كل قارة تقريبا ثلاثة أو أربعة أنهار كبرى
-حديث عبادة بن الصامت ( الصخرة صخرة بيت المقدس على نخلة ، والنخلة على نهر من أنهار الجنة ، وتحت النخلة آسية امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران ينظمان سموط أهل الجنة إلى يوم القيامة ) رواه أبو بكر الواسطي في فضائل بيت المقدس بإسناد كله كذابين وهو كذب ظاهر "
- حديث أنس : ( إن الجنة لتحنّ شوقاً إلى بيت المقدس ، وصخرة بيت المقدس من جنة الفردوس ، وهي الأرض ) أخرجه ابن الجوزي في فضائل القدس وفيه غالب بن عبيد الله "
والأحاديث مخالفة لكون الجنة الموعودة فى السماء كما قال تعالى :
" وفى السماء رزقكم وما توعدون"
فهى عند سدرة المنتهى فى السماء فكيف تكون الصخرة الأرضية منها والجنة فى السماء ؟
-حديث كعب الأحبار أن الله قال للصخرة : ( أنت عرشي الأدنى ، منك ارتفعت إلى السماء ، ومنك بسطت الأرض ، ومن تحتك جعلت كل ماء عذب يطلع في رؤوس الجبال ) أخرجه ابن الجوزي في فضائل القدس "
الحديث يدل على وجود عرشين لله أحدهم فى الأرض عند الصخرة وهو ما يناقض كونه عرش واحد فى السماء بقوله :
"الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم"
-حديث كعب الأحبار ( من أتى بيت المقدس فصلى عن يمين الصخرة وشمالها ، ودعا عند موضع السلسلة ، وتصدق بما قل وكثر ، استجيب دعاؤه ، وكشف الله حزنه ، وخرج من ذنوبه مثل يوم ولدته أمه ، إن سأل الله الشهادة أعطاه إياها ) أخرجه ابن الجوزي في فضائل القدس فيه غالب بن عبيد الله متروك الحديث "
والخطأ هو استجابة كل من دعا عند السلسلة من الصخرة وهو ما يخالف أن الاستجابة تتوقف على مشيئة الله كما قال تعالى :
"بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء"