إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

صـــلاة الروح

kamizidan

عضو نشيط
المشاركات
75
الإقامة
المغرب
بسم الله الرحمن الرحيم

الصلاة ... هي ليست فقط طقوس نؤديها في اوقات معينة

هي ليست فقط حركات نمارسها وفق تسلسل معين

هي ليست فقط كلمات نقولها وفق نطق معين

الصلاة هي ليست فقط صلاة الجسد ... انها صلاة الروح ايضا

فهي تواصل الروح مع خالقها

هي تعبير الروح عن محبتها لخالقها

هي اعتراف الروح بفضل خالقها عليها



لقد تعلمنا الصلاة عندما كنا صغارا ، واصبح الدافع هو المفهوم المادي للثواب ( ممكن قطعة حلوى او فسحة او كلمة طيبة ) وتجنب المفهوم المادي للعقاب ( الحرمان من قطعة الحلوى او الفسحة او تصل الى حد الضرب ).

كبرنا وكبر مفهومنا للصلاة على نفس هذا المبدأ ، الحصول على المكافأة المادية او تجنب العقاب المادي ، بالطبع اختلف الموضوع من الرغبة في الحصول على قطعة حلوى الى الحصول على اشياء اكبر واكثر ولكن معظمها اشياء مادية وبالطبع فهمنا اننا بعد ان كنا نطلب من اهلنا الثواب المادي اصبحنا نطلب من الله سبحانه وتعالى هذا الثواب المادي ، فمعظمنا يدعو الله ويطلب الثواب المادي الدنيوي قبل ان يطلب الثواب المعنوي ، واصبح مفهوم لدينا الصلاة جزءا من المفهوم العام لحياتنا ، في الدراسة ندرس ونجتاز الامتحانات باقل مجهود وباقل وقت لضمان النجاح ( الثواب ) وتجنب الفشل ( العقاب ) ، الاهم هو النجاح حتى ولو فقط حفظنا الدروس عن ظهر قلب وقليل منا يتعب ليفهم ما ندرسه ، وفي العمل نؤدي ما يطلب منا على نفس المنوال ، باقل مجهود وباقل وقت لضمان النجاح ( الثواب ) وتجنب الفشل ( العقاب ) ، الاهم هو انجاز العمل حتى ولو فقط باقل جودة وقليل منا يتعب لينجز عمله باتقان .

لقد اصبحت الصلاة كالواجب المدرسي او الوظيفي ... انجاز مادي للحصول على نجاح مادي !!!!

فاصبحنا نتثاقل قليلا في ادائها ، لا بأس فسوف نؤديها قبل دخول الصلاة اللاحقة ما دمنا سنؤديها مثلما سنكمل دروسنا الان او لاحقا المهم قبل بدء الامتحان !!! او ننجز العمل المكلفين به قبل انتهاء الدوام !!!

لكننا لا ندرك شيئا مهما جدا ....

ان مدرسنا او مسؤلنا في العمل يحتاجنا كما نحتاج اليه بينما الله سبحانه وتعالى لا يحتاجنا بل نحن فقط نحتاج اليه.

كيف؟؟؟!!!

ان المدرس او المسؤول في العمل يقف لنا بالمرصاد لكن اذا فشل طلابه او موظفيه سوف يتعرض هو ايضا للعقاب من الاعلى منه في الوظيفة اما الله سبحانه وتعالى فهو خالقنا وهو لا يقف لنا بالمرصاد فهو ليس بحاجة لنا لانه ببساطة كما خلقنا يستطيع ان يفنينا ويخلق غيرنا ، فلو اراد الله سبحانه وتعالى ان يقف لنا بالمرصاد على كل امتحان صغير او اداء عمل معين لما بقي احد على وجه الارض.

الله سبحانه وتعالى خلقنا ليباهي بنا ، ولنعبر له عن محبتنا له ، عن امتناننا لخيراته ، عن اعترافنا بفضله علينا.

لكن صلاتنا اصبحت مجرد تكرار للسور الصغيرة ونسجد ونركع بلمح البصر فالمهم انهاء الصلاة باي طريقة كأننا نقدم بحثا علميا ، نحشو صفحتين او ثلاث بكلام عن الموضوع المطلوب باقل مجهود واقل وقت حتى لو اضطررنا لتكرار بعض الكلمات او المصطلحات.

هذه دعوة لنجعل صلاتنا هي ملاذنا من مشاغل ومشاكل الدنيا ، دعونا نتجه الى الله سبحانه وتعالى بروحنا قبل جسدنا ، لتكن صلاتنا خشوع وإنابة وخضوع، يبوح فيها المؤمن بهمومه لخالقه، يرجوه الرضا والمغفرة ويشكره على نعمه واخيرا يرجوه العون والمساعدة،



إن الصلاة في ديننا الحنيف هي العبادة الوحيدة التي يجب ان يؤديها المسلم بِجميع جوارحه، بِروحه وبدنه، في حين يصوم المسلم وأثْناء صومه يقوم بأعماله المتعلقة بالدنيا، ويزكي وهو يجد ويكد في مشاغل الحياة، ويحج وفي الحج، تختلط المناسك بأفعال الدنيا وأحاديثها، لكن في الصلاة كل شيء للصلاة: الروح في الصلاة ( الفكر والقلب )، والجسد في الصلاة ( اللسان ، السمع ، العين ، اليدان ، الرجلان ).

الصلاة هي الأمر الوحيد الذي فرض في السماء من الله - جل وعلا - إلى محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - من غير واسطة، وهي آخر وصية أوصى بها الحبيب المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - أمته، فكانت آخر كلماته: ((الصلاة الصلاة وما ملَكت أيمانكم)).
 
عودة
أعلى