إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

شتراوس كان استقال. ضحية نزوة أم مؤامرة؟

طارق جبور

المدير العام
طاقم الإدارة
المشاركات
82,633
الإقامة
قطر-الأردن
الكل خطبوا وده. ندر ان رآه احد متجهما ضعيفا كما بدا عندما كان مكبلا بين شرطيين اميركيين. صدق عليه المثل. لعله ما عرفه. أو عرفه وما أقام له وزنا: "الدهر يومان، يومٌ لك ويومٌ عليك".
*
غيره ايضا سقط ( أو أُسقط ) في الهوة التي لم يحسب لها حسابا. "بيل كلينتون"، "سيلفيو برلسكوني"... وسواهما كثر.

*
"دومينيك شتراوس كان"، الفرنسي الاشتراكي وأبرز المرشحين للرئاسة الفرنسية في دورتها القادمة. هوايته المفضلة هي النساء، هذا مفهومٌ. ليس الوحيد بين رجال طبقته على هذه العادة الوضيعة، ولكن التحرش بهنّ شيء آخر. خاصة ان كان ذلك في الولايات المتحدة. التحرش بخادمة فندق سوداء ممنوع. نحن*في عصر يحكم اميركا رجلٌ أسود. القضية وقعت بين يدي قاضية انثى. لعلها شاءت الانتقام لبنات جنسها. أو*لعل احدا من الكبار همس في أذنها كلمات قليلة فهمتها. "شتراوس كان" أزعج الاميركيين لكثرة حنانه*تجاه قارته العجوز وكرمه معها. كلما تعثر بلدٌ من بلدان الاتحاد الاوروبي فتح له خزائنه. هم ( الاميركيون) يقفون على حافة الافلاس ايضا. انها نظرية المؤامرة التي قد تصح هذه المرة...قد تصح بدون اثباتات. القضايا الكبرى لها أسرارها التي تبقى اسرارا. الحقيقة تبقى غالبا*بعيدة المنال.
*
الفرنسيون غاضبون. كل ثاني فرنسي يعتقد ان الرجل كان ضحية مؤامرة حيكت بدقة. كل اثنين من ثلاثة ينتمون الى الحزب الاشتراكي يتحدثان عن المؤامرة ويرفضان تحميل رئيسهم المفترض المسؤولية عما حدث. كلهم استهولوا تصرف الاميركيين الذين لعبوها على المكشوف. حساسية الفرنسيين تجاه الاهانات الاميركية تفوق ما هو عليه غيرهم من الاوروبيين.
*
المهم أخيرا ان " شتراوس كان" استقال من رئاسة صندوق النقد الدولي. لم يعد*بدءا من هذا*الصباح واحدا من أقوى رجال العالم. البحث عن خليفته لا شك بدأ، إن لم يكن قد حُضّر، حتى قبل ان دقت الساعة التي وقع فيها الرجل حيث وقع.
الاميركيون كانوا يرون في " شتراوس كان " رجلا صعب المراس، معهم على الاقل. هم يريدون رجلا سهلا. سيجدونه. حبذا لو كان اميركيا. قد لا ينجحون في فرض ذلك. سيرتضون ان يكون من العالم الثالث. الهند لها طموحاتها، البرازيل ايضا، جنوبي افريقيا وسنجافورة وتركيا يفكرون بدور لهم...
*
المهم ايضا بالنسبة لنا بالمدى القريب هو ايجاد الجواب على سؤال ملح: خليفة "شتراوس كان " هل سيكون بمثل حنانه على القارة العجوز؟ وان لم يكن، فما انعكاس ذلك على أزمة الديون الاوروبية؟
حتى الساعة لم يترجم السوق الحدث سلبا، لان السؤال الكبير لم يُطرح بعد. طرحه لن يتأخر. خاصة عندما تنكشف الأسماء ويُدرك الجميع فحوى ما جرى...
 
عودة
أعلى